logo
تحليل سريع: أسواق الأسهم العربية تواصل تعافيها مع انحسار التوترات الجيوسياسية

تحليل سريع: أسواق الأسهم العربية تواصل تعافيها مع انحسار التوترات الجيوسياسية

زاويةمنذ 2 أيام
خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعض الارتفاعات عقب مصادقة مجلس الشيوخ على حزمة ضريبية وإنفاقية كبيرة، بعد أن أقر الجمهوريون نسختهم من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الشامل الصادر عن البيت الأبيض، وهي خطوة قد تضيف ما لا يقل عن 3 تريليون دولار إلى العجز الفيدرالي خلال العقد المقبل.
كما عززت بيانات التوظيف هذا الاتجاه التصاعدي بعد صدور تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية لشهر يونيو، والذي جاء أقوى من المتوقع، حيث ارتفعت الوظائف بمقدار 147 ألف وظيفة، متجاوزة التوقعات البالغة 110 آلاف وظيفة حسب استطلاع داو جونز.
الدولار
بالتوازي، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو بنسبة 0.4%، بعد أن تراجع الدولار يوم الاثنين 30 يونيو إلى أدنى مستوى له في نحو أربع سنوات مقابل اليورو، متأثرا بالمخاوف المتعلقة بتزايد العجز في الموازنة الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الاتفاقيات التجارية مع شركاء عالميين رئيسيين.
في حين سجل مؤشر الدولار بعض الارتفاعات بين 1 و3 يوليو في ضوء بيانات سوق العمل القوية نسبيا، في إشارة إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يؤجل خفض أسعار الفائدة في الوقت الراهن.
في المقابل، استمر مؤشر الدولار الأمريكي في ارتفاعاته في مستهل الأسبوع المنتهي في 11 يوليو، وتحديدا بين 7 و8 يوليو، ليصل إلى أعلى مستوى منذ أسبوعين قبل أن يعود ويتراجع بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية جديدة تدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس، وتشمل عدد من الدول من بينها اليابان وكوريا الجنوبية.
وبالتالي من المتوقع أن يشهد الدولار الأمريكي بعض الضغوط التنازلية في ظل تقييم مستمر لتداعيات سياسة التعريفات الجمركية للولايات المتحدة.
الأسهم عالميا
بالتوازي، طغى اللون الأخضر على أسواق الأسهم العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو، لاسيما الأمريكية والأوروبية، إذ لامست الأسهم الأمريكية أعلى مستوياتها التاريخية خلال جلسة الاثنين 30 يونيو، مدفوعة بآمال تحقيق تقدم على صعيد المفاوضات التجارية الأمريكية.
وقد استمر هذا الأداء الصاعد يوم الأربعاء 2 يوليو، حيث سجل مؤشرا S&P 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة بدعم من مكاسب قطاع التكنولوجيا واتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وفيتنام خفف من حدة التوترات. وقد واصلت ارتفاعها أيضا يوم الخميس 3 يوليو في ضوء بيانات الوظائف القوية التي عززت الثقة في متانة الاقتصاد الأمريكي رغم حالة عدم اليقين العالمية.
عليه، أنهت المؤشرات الأمريكية الثلاثة الرئيسية الأسبوع المنتهي في 4 يوليو على ارتفاع، إذ صعد مؤشر داو جونز بنسبة 2.3%، وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.7%، وتقدم مؤشر ناسداك بنسبة 1.6%.
كما ارتفعت مؤشرات أسواق الأسهم الأوروبية لاسيما CAC 40 وFT-SE 100 وإن بوتيرة أضعف خلال نفس الأسبوع. أما الأسواق الآسيوية، فقد سجلت بعض التباين في ضوء تراجع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.8% وارتفاع مؤشر شنغهاي بنسبة 1.4%، ليسجل بالتالي مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ تراجع أسبوعي طفيف بنسبة 0.2%.
يجدر الذكر بأن أسواق الأسهم العالمية قد استهلت الأسبوع المنتهي في 11 يوليو على تراجع لاسيما يوم الاثنين 7 يوليو في ظل متابعة المستثمرين لآخر تطورات ملف التجارة، ومع تراجع سهم تسلا على نحو حاد بنسبة 7% خلال تداولات يوم الاثنين 7 يوليو، بعدما أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، عن تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة.
ولكن الأسهم الأمريكية عادت وشهدت بعض التحسن يوم الأربعاء 9 يوليو مع تقييم الأسواق لتطورات السياسة الجمركية، وذلك قبيل صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي أظهر فيما بعد أن الانقسام الناشئ بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن مسار أسعار الفائدة مدفوع إلى حد كبير بالتوقعات المتباينة حول تأثير الرسوم الجمركية على التضخم. مع الإشارة إلى أن ترامب عاد وجدد هجومه ضد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مطالبا بضرورة استقالة الأخير من منصبه على الفور.
وهذا الأداء المتباين على صعيد أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع المنتهي في 11 يوليو قد تماشت معه فعليا أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية التي سجلت بدورها تباين مع مراوحة نسبية في الأداء في ظل حالة عدم اليقين العالمية التي طغت على أسبوع حافل بالأحداث والمتغيرات، وهو ما من شأنه أن يستمر في المدى المنظور لحين انقشاع الرؤية.
الأسهم إقليميا
إقليميا، استمرت أسواق الأسهم العربية في التعافي خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو مع انحسار التوترات الجيوسياسية في المنطقة، إذ طغى اللون الأخضر على أداء الأسواق بشكل عام، بحيث سجل مؤشرS&P العربي المركب ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.7%، في ظل ارتفاع في مؤشر سوق تداول السعودية بنسبة 1.6%.
بالتوازي، ارتفعت قيمة التداول بنسبة 10.1% خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو إلى 22.2 مليار دولار، كما ارتفع حجم التداول بنسبة 9.5% إلى 20.2 مليار سهم.
وقد استمرت البورصات العربية في أدائها الجيد وإن بوتيرة أكثر وهن خلال الأسبوع المنتهي في 11 يوليو، بحيث سجلت البورصات العربية ارتفاعات طفيفة بين 6 و7 يوليو، مع تفاوت أكبر في الأداء في 8 يوليو. وهذا المسار المستقر مع هدوء نسبي في النشاط متوقع أكثر خلال المدى المنظور.
أما أسعار الذهب، فقد ارتفعت خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو مع وهن الدولار الأمريكي وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة عقب إقرار مجلس الشيوخ لما وصفه ترامب بـ"مشروع القانون الكبير والجميل".
وقد واصلت أسعار الذهب ارتفاعها يوم الأربعاء 2 يوليو قبل أن تعاود تراجعها بعض الشيء يوم الخميس 3 يوليو بعد صدور بيانات وظائف أمريكية قوية والتي عززت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة قريبا كما كان متوقع، مما قلل من جاذبية المعدن النفيس.
لكن الذهب عاد للارتفاع يوم الجمعة وأنهى الأسبوع على مكاسب، مع تراجع الدولار الأمريكي وتجدد الطلب على الملاذات الآمنة مع اقتراب الموعد النهائي للاتفاقيات التجارية الذي حدده الرئيس ترامب. عليه، بلغ الذهب 3,346.5 دولار للأونصة، في ظل مكاسب أسبوعية بنسبة 1.8%.
وفي السياق ذاته، أنهت المعادن الثمينة الأخرى الأسبوع على ارتفاع، حيث أغلقت الفضة عند 37.1 دولار للأونصة بارتفاع نسبته 2.7%، في حين سجل البلاتين مكاسب قوية بنسبة 4.1% ليغلق عند 1,407.1 دولار للأونصة.
غير أن أسعار الذهب شهدت تراجعات خلال الأسبوع المنتهي في 11 يوليو، لتسجل أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع وتحديدا يوم الأربعاء 9 يوليو، مع تعزز الدولار الأمريكي، بينما يراقب المستثمرون تطورات مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، قبل أن تعاود أسعار الذهب ارتفاعها بعض الشيء في 10 يوليو مدعومة بتراجع طفيف في الدولار وعوائد السندات.
وبالتالي من المتوقع أن يشهد الأسبوع المنتهي في 11 يوليو على تقلب واضح في مسار تحرك أسعار الذهب، ولكن من منظور طويل الأمد، ستظل أسعار الذهب مدعومة بشكل جيد.
عملات رقمية
أما على صعيد العملات الرقمية، فقد شهدت خلال الأسبوع المنتهي في 4 يوليو مراوحة نسبية مع بعض التقلبية حيث لامست البتكوين مستوى 110,000 دولار يوم الجمعة 4 يوليو لفترة وجيزة، قبل أن تتراجع تحت ضغط بيعي ناجم عن بيانات التوظيف الأمريكية الأقوى من المتوقع، والتي خففت من آمال خفض أسعار الفائدة المرتقبة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
عليه، أغلقت البتكوين يوم الجمعة 4 يوليو عند 107,779 دولار، بزيادة أسبوعية بنسبة 0.6%، بينما أغلقت الإيثريوم عند 2,492 دولار بارتفاع أسبوعي نسبته 2.7%.
غير أن الأسبوع المنتهي في 11 يوليو قد شهد عودة صعود جماعي للعملات الرقمية، وعلى رأسها البتكوين التي سجلت ارتفاع ملحوظ في مستهل الأسبوع مع ترقب المستثمرين لآفاق جديدة في هذا القطاع.
واصلت بتكوين ارتفاعها الصاروخي يوم 9 يوليو، في قفزة تاريخية لامست فيها مستوى 112 ألف دولار للمرة الأولى على الإطلاق، وسط موجة من التفاؤل المتزايد بشأن تنظيم العملات الرقمية في الولايات المتحدة واهتمام متصاعد من جانب المستثمرين المؤسسيين، ما أعطى زخم إيجابي من المتوقع أن يتواصل في المدى القريب.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: شيماء حفظي)
#تحليلسريع
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس النواب الأمريكي: سياسات ترامب تعيد أمريكا إلى التعقل المالي
رئيس النواب الأمريكي: سياسات ترامب تعيد أمريكا إلى التعقل المالي

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

رئيس النواب الأمريكي: سياسات ترامب تعيد أمريكا إلى التعقل المالي

قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون إن السياسات التي تبناها الرئيس دونالد ترامب ساعدت في إعادة الولايات المتحدة إلى طريق التعقل المالي، مشيرًا إلى أن هذه السياسات أسهمت بشكل كبير في تصحيح مسار الاقتصاد الأمريكي. كما أشار إلى أن فائض الميزانية الذي تحقق في يونيو 2025 كان بفضل التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، مما ساهم في زيادة إيرادات الحكومة الفيدرالية وتحقيق توازن مالي لم يكن ممكنًا في ظل السياسات السابقة. وأضاف رئيس مجلس النواب الأمريكي أن الولايات المتحدة حققت فائضًا في ميزانية يونيو لأول مرة منذ عام 2017، وهو مؤشر إيجابي على تحسن الوضع المالي للبلاد بفضل السياسات الاقتصادية الأخيرة. وأكد رئيس مجلس النواب أن الحزب الجمهوري يعمل جاهدًا على تصحيح إخفاقات الديمقراطيين في التعامل مع الاقتصاد الأمريكي، متعهدًا بالاستمرار في تحسين الوضع المالي للبلاد من خلال تبني سياسات مالية أكثر استدامة. ترامب يؤكد مجددًا أنه لن يقيل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مجددًا يوم الجمعة أنه ليس في خططته إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. وردًا على سؤال من شبكة CNN حول ما إذا كان يعتزم إقالته، بعد التصعيد الأخير في هجمات الإدارة الأمريكية على باول، قال ترامب من الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض: "لا، أعتقد أنه يقوم بعمل فظيع". وعندما كررت الشبكة سؤالها بشأن الإقالة، أجاب ترامب بإصرار: "لا". وأضاف الرئيس الأمريكي: "أعتقد أنه يجب خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاث نقاط مئوية. هذا يكلف بلادنا الكثير من الأموال. يجب أن نكون في المركز الأول، لكننا لسنا كذلك، وهذا بسبب جيروم باول".

رئيس النواب الأمريكي: الولايات المتحدة تحقق فائضًا في ميزانية يونيو لأول مرة منذ 2017
رئيس النواب الأمريكي: الولايات المتحدة تحقق فائضًا في ميزانية يونيو لأول مرة منذ 2017

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

رئيس النواب الأمريكي: الولايات المتحدة تحقق فائضًا في ميزانية يونيو لأول مرة منذ 2017

قال رئيس مجلس النواب الأمريكي أن الولايات المتحدة حققت فائضًا في ميزانية يونيو لأول مرة منذ عام 2017، وهو مؤشر إيجابي على تحسن الوضع المالي للبلاد بفضل السياسات الاقتصادية الأخيرة. وأكد رئيس مجلس النواب أن الحزب الجمهوري يعمل جاهدًا على تصحيح إخفاقات الديمقراطيين في التعامل مع الاقتصاد الأمريكي، متعهدًا بالاستمرار في تحسين الوضع المالي للبلاد من خلال تبني سياسات مالية أكثر استدامة. ترامب يؤكد مجددًا أنه لن يقيل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مجددًا يوم الجمعة أنه ليس في خططته إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. وردًا على سؤال من شبكة CNN حول ما إذا كان يعتزم إقالته، بعد التصعيد الأخير في هجمات الإدارة الأمريكية على باول، قال ترامب من الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض: "لا، أعتقد أنه يقوم بعمل فظيع". وعندما كررت الشبكة سؤالها بشأن الإقالة، أجاب ترامب بإصرار: "لا". وأضاف الرئيس الأمريكي: "أعتقد أنه يجب خفض أسعار الفائدة بمقدار ثلاث نقاط مئوية. هذا يكلف بلادنا الكثير من الأموال. يجب أن نكون في المركز الأول، لكننا لسنا كذلك، وهذا بسبب جيروم باول".

«المركزي» يُلغي ترخيص «الخزنة للتأمين»
«المركزي» يُلغي ترخيص «الخزنة للتأمين»

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

«المركزي» يُلغي ترخيص «الخزنة للتأمين»

ألغى مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ترخيص شركة الخزنة للتأمين، بموجب المادة 33 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 48 لسنة 2023 بشأن تنظيم أعمال التأمين (قانون التأمين)، وذلك لإخفاق الشركة في استيفاء شروط الترخيص اللازمة لمزاولة أعمال التأمين، خلال فترة وقف ترخيصها. وجاء قرار إلغاء الترخيص بناء على نتائج عمليات التفتيش والمتابعة التي أجراها المصرف، وكشفت عن فشل الشركة في الامتثال لمتطلبات قانون التأمين، والمتطلبات التنظيمية التي فرضها المصرف المركزي، خلال فترة وقف الترخيص. ويعمل المصرف المركزي، على ضمان التزام شركات التأمين والمهن المرتبطة، بالقوانين السارية في الإمارات، والأنظمة والمعايير المعتمدة من قبله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store