أول اتصال بين ماكرون وبوتين: بحث ملفي أوكرانيا وإيران
وأتت المكالمة بعد التوصّل في الأسبوع الماضي إلى وقف لإطلاق النار في حرب استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وقد اقترح ماكرون تنسيق الجهود بين باريس وموسكو لاحتواء التوترات.
في الأثناء تتواصل المعارك في أوكرانيا وتراوح جهود وقف إطلاق النار بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
ووفق الرئاسة الفرنسية، استمرت المكالمة بين ماكرون وبوتين أكثر من ساعتين واتفق خلالها الرئيسان على "مواصلة الاتصالات" بشأن أوكرانيا وإيران.
وشدّد ماكرون على "دعم فرنسا الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها" و"دعا إلى إقرار في أقرب مهلة ممكنة وقف لإطلاق النار وإطلاق مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا للتوصّل إلى تسوية دائمة ومتينة للنزاع"، بحسب الإليزيه.
وأشار الكرملين في بيان إلى أن بوتين "ذكّر (ماكرون) بأن النزاع الأوكراني هو نتيجة مباشرة لسياسة الدول الغربية"، معتبراً أن الدول الغربية "تجاهلت لفترة طويلة مصالح روسيا الأمنية" و"أوجدت موطئ قدم معاديا لروسيا في أوكرانيا".
وأبلغ بوتين ماكرون، وفق الكرملين، بأن أي اتفاق سلام يجب أن يكون "شاملاً وطويل الأمد، وأن يلحظ القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن يستند إلى حقائق ميدانية جديدة".
"تنسيق" بشأن إيران
في ملف إيران، قرّر الرئيسان "تنسيق الجهود والتواصل قريبا لمتابعة هذه المسألة على نحو مشترك"، وفق الاليزيه.
وكان ماكرون حضّ إيران على خفض منسوب التوتر بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم في إطار برنامجها النووي.
وأبدى ماكرون وفق الرئاسة الفرنسية "تصميمه على السعي لحل دبلوماسي من شأنه أن يتيح تسوية دائمة وملزمة للملف النووي ولمسألة صواريخ إيران ودورها في المنطقة".
من جهته، شدّد بوتين وفق الكرملين على "حق" طهران في برنامج نووي "مدني".
واتفق الرئيسان على أن النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني وغيره من النزاعات في الشرق الأوسط يجب أن يُحلّ "حصرياً" بالوسائل الدبلوماسية.
وفق الإليزيه شدّد ماكرون على "الضرورة الملحّة" لامتثال إيران لالتزاماتها بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية "خصوصا عبر التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يجب تمكين مفتشيها من استئناف عملهم دون تأخير".
وحاول الرئيس الفرنسي في سلسلة اتصالات هاتفية أجراها في العام 2022 تحذير بوتين من غزو أوكرانيا وزار موسكو في مطلع ذاك العام.
بعد بدء الغزو أبقى ماكرون التواصل الهاتفي قائما مع بوتين إلى أن توقفت المحادثات بعد اتصال أخير بينهما جرى في أيلول/سبتمبر 2022.
في العام الماضي شدّد ماكرون لهجته حيال روسيا معتبرا أن نهجها التوسعي يشكل خطرا على أوروبا بأكملها.
ولم يستبعد الرئيس الفرنسي نشر قوات في أوكرانيا.
في نيسان/أبريل 2024، أجرى وزير الدفاع الروسي حينها سيرغي شويغو ووزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو محادثات تمحورت حول الأمن قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس، في آخر اتصال رسمي رفيع المستوى بين البلدين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
منذ 34 دقائق
- صيدا أون لاين
إيران تفتح "نافذة التفاوض" مع أميركا... وتلوّح بشرط أساسي!
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم أمس الثلاثاء، أن موافقة طهران على مقترح وقف إطلاق النار شكّلت فرصة جديدة لإطلاق مفاوضات متعددة الأطراف، شرط توافر ضمانات تحول دون تكرار العدوان على إيران. وشدد عراقجي على ضرورة تثبيت مطلب إنهاء الحرب قانونيًا، ومنع استخدام العنف ضد طهران، مضيفًا أن أبواب الدبلوماسية مع الولايات المتحدة "لن تُغلق أبدًا"، لكنه استبعد استئنافًا وشيكًا للمفاوضات النووية ما لم تتوافر ضمانات بعدم استهداف بلاده مجددًا، في إشارة إلى الضربات الأميركية الأخيرة التي طالت منشآت نووية إيرانية. وصرّح أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل، ولا يمكن القضاء عليه بالقصف، مشيرًا إلى قدرة طهران على إصلاح الأضرار في وقت سريع. وأضاف، "التكنولوجيا والمعرفة النووية لا يمكن القضاء عليهما بالقصف. برنامج إيران النووي سلمي بالكامل، ويمثل مصدر فخر للشعب الإيراني". في المقابل، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية حققت "نجاحًا باهرًا"، واصفًا العملية بأنها "إبادة تامة لقدرات طهران النووية". ولوّح ترامب بإمكانية استئناف المفاوضات مع إيران، غير أن البيت الأبيض نفى تحديد أي موعد رسمي لذلك. وفي السياق نفسه، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في بيان عقب اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني، استعداد الاتحاد لتسهيل استئناف المفاوضات النووية مع طهران. ودعت كالاس إلى استئناف المحادثات "في أقرب وقت ممكن" والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذّرة من أن "أي تهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لا يساهم في تهدئة التوترات". أما في الداخل الإيراني، فأكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن طهران ستخصّب اليورانيوم وفقًا لحاجتها دون أي شروط مسبقة، على أن يبقى الخط الأحمر هو عدم السعي لصنع قنبلة نووية، التزامًا بتوجيهات المرشد الإيراني. بدوره، لفت رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، إبراهيم عزيري، إلى أن استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يتم إلا بعد تحقيق شرطين أساسيين نصّ عليهما قانون البرلمان الإيراني بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
إيران: لضمان أمن النووي قبل استئناف التعاون مع الوكالة الذرية
إعتبر البرلمان الإيراني، أنه يجب ضمان أمن المراكز النووية والعلماء قبل استئناف التعاون مع الوكالة الذرية. بدوره، قال برلماني إيراني بلجنة الأمن القومي: 'سنخصب اليورانيوم بقدر الحاجة ومن دون شروط'.


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
تحدثا عن أوكرانيا وإيران... تفاصيل أول مباحثات هاتفية بين ماكرون وبوتين منذ 2022
أجرى إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء مباحثات هاتفية هي الأولى بينهما منذ العام 2022، وحضّ خلالها الرئيس الفرنسي نظيره الروسي على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بينما حمّل الأخير الغرب مسؤولية النزاع. وأتت المكالمة بعد التوصّل في الأسبوع الماضي إلى وقف لإطلاق النار في حرب استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، وقد اقترح ماكرون تنسيق الجهود بين باريس وموسكو لاحتواء التوترات. وفق الرئاسة الفرنسية، استمرت المكالمة بين ماكرون وبوتين أكثر من ساعتين واتفق خلالها الرئيسان على "مواصلة الاتصالات" بشأن أوكرانيا وإيران. وشدّد ماكرون على "دعم فرنسا الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها" و"دعا إلى إقرار في أقرب مهلة ممكنة وقف لإطلاق النار وإطلاق مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا للتوصّل إلى تسوية دائمة ومتينة للنزاع"، بحسب الإليزيه. وأشار الكرملين في بيان إلى أن بوتين "ذكّر (ماكرون) بأن النزاع الأوكراني هو نتيجة مباشرة لسياسة الدول الغربية"، معتبرا أن الدول الغربية "تجاهلت لفترة طويلة مصالح روسيا الأمنية" و"أوجدت موطئ قدم معاديا لروسيا في أوكرانيا". وأبلغ بوتين ماكرون، وفق الكرملين، بأن أي اتفاق سلام يجب أن يكون "شاملا وطويل الأمد، وأن يلحظ القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن يستند إلى حقائق ميدانية جديدة". "تنسيق" بشأن إيران في ملف إيران، قرّر الرئيسان "تنسيق الجهود والتواصل قريبا لمتابعة هذه المسألة على نحو مشترك"، وفق الاليزيه. وكان ماكرون حضّ إيران على خفض منسوب التوتر بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم في إطار برنامجها النووي. وروسيا على غرار فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي. وتقيم موسكو علاقات ودية مع القيادة الإيرانية وهي تحض منذ زمن على إيجاد حل دبلوماسي للخلاف القائم حول برنامج إيران النووي. وأبدى ماكرون وفق الرئاسة الفرنسية "تصميمه على السعي لحل دبلوماسي من شأنه أن يتيح تسوية دائمة وملزمة للملف النووي ولمسألة صواريخ إيران ودورها في المنطقة". من جهته، شدّد بوتين وفق الكرملين على "حق" طهران في برنامج نووي "مدني". واتفق الرئيسان على أن النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني وغيره من النزاعات في الشرق الأوسط يجب أن يُحلّ "حصريا" بالوسائل الدبلوماسية. وفق الإليزيه شدّد ماكرون على "الضرورة الملحّة" لامتثال إيران لالتزاماتها بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية "خصوصا عبر التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يجب تمكين مفتشيها من استئناف عملهم دون تأخير". وحاول الرئيس الفرنسي في سلسلة اتصالات هاتفية أجراها في العام 2022 تحذير بوتين من غزو أوكرانيا وزار موسكو في مطلع ذاك العام. بعد بدء الغزو أبقى ماكرون التواصل الهاتفي قائما مع بوتين إلى أن توقفت المحادثات بعد اتصال أخير بينهما جرى في أيلول/سبتمبر 2022. في العام الماضي شدّد ماكرون لهجته حيال روسيا معتبرا أن نهجها التوسعي يشكل خطرا على أوروبا بأكملها. ولم يستبعد الرئيس الفرنسي نشر قوات في أوكرانيا. في نيسان/أبريل 2024، أجرى وزير الدفاع الروسي حينها سيرغي شويغو ووزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو محادثات تمحورت حول الأمن قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس، في آخر اتصال رسمي رفيع المستوى بين البلدين. جهود سلام متعثّرة وأتى الاتصال بين ماكرون وبوتين في وقت ما زالت الجهود الدبلوماسية متعثّرة منذ أسابيع. بعد جهود بذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيجاد حلّ، عقدت موسكو وكييف محادثات مباشرة قبل نحو شهر في اسطنبول، لكن موسكو مذاك الحين شدّدت ضرباتها العنيفة في أوكرانيا. ودمّر الجيش الروسي أجزاء من شرق أوكرانيا وجنوبها واستولى على مساحات شاسعة من الأراضي. وخلص تحليل لوكالة فرانس برس الثلاثاء إلى أن روسيا عزّزت هجماتها الجوية في حزيران/يونيو إذ أطلقت آلاف المسيّرات للضغط على أنظمة الدفاع الجوي. وفي الشهر ذاته، حقّقت موسكو أكبر مكاسب ميدانية منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وسرّعت تقدّمها للشهر الثالث على التوالي، بحسب تحليل فرانس برس لبيانات من المعهد الأميركي لدراسات الحرب.