
من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة
وبينما يُكافح عمالقة التكنولوجيا لفهم كيف سيتغيّر سلوك المستخدمين في البحث والوصول إلى المعلومات في السنوات المقبلة، تستثمر أكثر من 12 شركة جديدة ملايين الدولارات، لتطوير أدوات جديدة تُمهّد الطريق لما يمكن تسميته بعالم ما بعد غوغل، حيث ستعمل هذه الأدوات على فهم كيف تجمع روبوتات الذكاء الاصطناعي المعلومات، وكيف يمكن توجيهها لتحسين ظهور أسماء الشركات والعلامات التجارية على الانترنت في عصر الذكاء الاصطناعي.
لغة جديدة للظهور
وبحسب تقرير أعدته "وول ستريت جورنال"، واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن العلامات التجارية الكبيرة والصغيرة، تُكافح جاهدةً لفهم كيفية جعل أدوات الذكاء الاصطناعي تتعرف على محتواها الإلكتروني، وهو التوجّه الذي استغلته مجموعة جديدة من الشركات الناشئة، التي تعمل على تحضير الأرضية للتحول الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي في مجال البحث، من خلال تطوير تقنيات تساعد مواقع الإنترنت على أن تصبح "مفهومة" بشكل أفضل من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي، فتحسين الظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً تسويقياً للعلامات التجارية، بل ضرورة استراتيجية، حيث أن أي تجاهل لهذا الأمر، قد يعني التراجع عن واجهة المشهد الرقمي، تماماً كما حدث مع من تجاهلوا ثورة الإنترنت في بداياتها.
شركات تساعد على الظهور
ومن بين الشركات الناشئة التي تساعد العلامات التجارية على تحسين الظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي، هناك شركة Profound التي جمعت أكثر من 20 مليون دولار من شركات رأس المال الاستثماري، للمساعدة في بناء منصتها التي تقوم برصد وتحليل، كيفية نقل روبوتات الدردشة الذكية للمعلومات المتعلقة بالعلامة التجارية للمستخدمين.
ومنذ إطلاقها العام الماضي، استقطبت Profound عملاء من عشرات الشركات الكبرى، بما في ذلك شركة Chime للتكنولوجيا المالية.
كما يوجد أيضاً شركة أثينا التي انطلقت الشهر الماضي بتمويلٍ قدره 2.2 مليون دولار، وهي تملك برنامجاً يقوم بتحليل دقيق لتحديد كيفية عثور نماذج الذكاء الاصطناعي على المعلومات المُتعلقة بالعلامة التجارية.
عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.(رمز الخطأ: 104153)
الذكاء الاصطناعي يغير الاقتصاد العالمي
ويُمكن للبرنامج الذي ابتكرته شركة أثينا تتبُّع الاختلافات في طريقة عرض نماذج الذكاء الاصطناعي لعلامة تجارية مُعينة، كما بإمكانه تقديم التوصيات للشركات لتقوم بتحسين محتواها على الويب لتتناسب مع الذكاء الاصطناعي. ولدى أثينا الآن أكثر من 100 عميل حول العالم، بما في ذلك شركة Paperless Post المُتخصصة في الدعوات الإلكترونية.
ومن الشركات التي انطلقت لمواكبة التحول في عالم البحث، تبرز Scrunch AI الناشئة، التي تساعد أكثر من 25 عميلاً على تعديل محتوى مواقعهم الإلكترونية لتكون قابلة للفهم من قبل روبوتات الذكاء الاصطناعي. وقد جمعت الشركة هذا العام تمويلاً قدره 4 ملايين دولار.
بحث أكثر تعقيداً
ومقارنةً بالبحث التقليدي، لا تزال القيمة السوقية للشركات العاملة في مجال تحسين الظهور، في نتائج الذكاء الاصطناعي محدودة جداً، في حين بلغ حجم قطاع تحسين الظهور في محركات البحث التقليدية، نحو 90 مليار دولار في العام الماضي وحده.
وعلى عكس البحث التقليدي القائم على الكلمات المفتاحية، غالباً ما يكون البحث التوليدي الذي تقوم به روبوتات الذكاء الاصطناعي أطول وأكثر تعقيداً، مما يفرض على هذه الروبوتات استخلاص المعلومات من عدة مصادر متزامنة وتجميعها في إجابة واحدة مخصصة للمستخدم.
وفي هذا السياق، أشار سايروس شيبارد، مستشار تحسين محركات البحث، إلى أنه لم يكن يخصص وقتاً يُذكر لمسألة الظهور في الذكاء الاصطناعي في بداية العام الحالي 2025، لكن هذا الأمر بات يستحوذ الآن على 10 إلى 15 في المئة من وقته المهني، متوقعاً أن تصل هذه النسبة إلى 50 في المئة بحلول نهاية العام.
من جهتهم، لا يتوقع التنفيذيون في غوغل اختفاء البحث التقليدي، إذ تواصل الشركة، التي تدير ما يصل إلى 90 في المئة من عمليات البحث عالمياً، دمج ميزات الذكاء الاصطناعي تدريجياً في محركها الأساسي، وتراهن على استمرار المستخدمين في الاعتماد عليه إلى جانب أدواتها الأخرى مثل جيميني وروبوتات الدردشة المدعومة بنماذجها الذكية.
من SEO إلى AIO
وتقول مستشارة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من أوكسفورد هيلدا معلوف، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه في الماضي كانت الشركات تركز على تحسين محركات البحث (SEO)، لضمان الظهور في نتائج غوغل، من خلال الاعتماد على الكلمات المفتاحية والروابط الخلفية كأدوات رئيسية، ولكن في عصر الذكاء الاصطناعي، بدأت تظهر موجة جديدة تُعرف بـAIO أو Artificial Intelligence Optimization، أي تحسين الظهور أمام نماذج الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذا التحول لا يركّز فقط على ترتيب المحتوى لمحركات البحث، بل على جعله مقروءاً ومفهوماً من قبل روبوتات الدردشة مثل ChatGPT وGemini، التي أصبحت المصدر الأول للمعلومة لدى شريحة واسعة من المستخدمين.
ووفقاً لمعلوف فإن ما نشهده اليوم هو بداية نهاية نموذج البحث الكلاسيكي، الذي بنته غوغل على مدى عقدين، حيث لم تعد الروابط الزرقاء كافية، في عصر ينتظر فيه المستخدم إجابة فورية ومركّبة من روبوت دردشة ذكي، وهذا التحوّل لا يهدّد فقط هيمنة غوغل، بل يفرض واقعاً جديداً على العلامات التجارية، التي إن لم تكن ظاهرة بوضوح لنموذج الذكاء الاصطناعي، فهي عملياً غير موجودة، لافتة إلى أن شركات مثل Profound وAthena وScrunch AI تواكب الحاجة التقنية المتغيّرة، إذ علينا أن نفهم أن روبوتات الدردشة الذكية لا تبحث عن المعلومات، كما يفعل مُحرّك بحث غوغل، بل تولّد إجابات مبنية على تعلمها من النصوص السابقة، وهذا يعني أن أي معلومة لا تُقدَّم لها بشكل قابل للتعلّم، لن تجد طريقها إلى النتائج.
ورأت معلوف أن من يتخلف اليوم عن الاستثمار في تحسين الظهور على منصات الذكاء الاصطناعي، سيواجه المصير ذاته الذي واجهته شركات لم تُدرك أهمية الويب في التسعينات، مشيرة إلى أن الطلب المتزايد على خدمات تحسين الظهور في الذكاء الاصطناعي، يعكس وعياً جديداً بين الشركات بأهمية أن تكون معلوماتها قابلة للاكتشاف والفهم من قِبل النماذج التوليدية، لا سيما في القطاعات التي تعتمد على ثقة المستهلك مثل الصحة، والتعليم، والخدمات المالية.
عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.(رمز الخطأ: 104153)
NTT DATA: حرب المواهب ستسرّع من تطور الذكاء الاصطناعي
وظيفة المستقبل
وتشرح معلوف أنه مع تعقّد طريقة فهم النماذج التوليدية للمحتوى، بدأت تظهر الحاجة إلى دور جديد كلياً داخل فرق التسويق والتحول الرقمي، وهو ما يمكن تسميته بمهندس الظهور في الذكاء الاصطناعي (AIO Engineer)، وهذا الاختصاصي لن يكون مجرد خبير محتوى أو تقني، بل سيكون همزة الوصل بين استراتيجيات صياغة الرسائل الرقمية وآليات تدريب النماذج وخوارزميات الاقتباس التوليدي، حيث سيعمل على تحليل ما الذي يجب تغييره لجعل العلامة التجارية أكثر حضوراً ودقة في السياق الجديد، مؤكدة أن مهنة مهندس الظهور في الذكاء الاصطناعي هي مهنة في طور التكوين، وسيكون لها دور حاسم خلال السنوات القليلة المقبلة.
التحدي الخفي للعلامات التجارية
من جهتها تقول الكاتبة والصحفية باتريسيا جلاد، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه لم يعد بإمكان العلامات التجارية التفكير في استراتيجية موحّدة للظهور الرقمي، لأن ما تراه نماذج الذكاء الاصطناعي يختلف من منصة لأخرى، ففي محركات البحث التقليدية، كانت القواعد واضحة تقريباً وهي كناية عن كلمات مفتاحية، روابط، وموقع إلكتروني، أما اليوم فكل نموذج ذكاء اصطناعي يملك "نظرته" الخاصة في طريقة قراءة الإنترنت، وقد يُفضّل مصادر على أخرى بناءً على التدريب أو التحديثات التي خضع لها، وهذا الواقع الجديد يُحتّم على العلامات التجارية اعتماد مقاربات متعددة ومتزامنة، للتأكد من أن رسائلها ستصل إلى المستخدمين.
وتكشف جلاد أن العلامات التجارية تواجه تحدياً متنامياً، مع تعدد مصادر تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي واختلافها الجذري، فمثلاً بينما تعتمد منصات مثل Perplexity على سحب المحتوى مباشرة من الإنترنت بشكل حي، تختار نماذج أخرى مثل Gemini من غوغل، على الاعتماد على بيانات مخزنة داخلياً أو معلومات من شركاء محددين، وهذا التباين يُربك العلامات التجارية، لأنه يعني أن المحتوى نفسه قد يُقرأ، يُحلَّل، ويُقدَّم بطرق مختلفة بحسب المنصة، وهو واقع أكثر تشظياً وتعقيداً مقارنة بالتعامل مع محركات البحث التي اعتادت العلامات التجارية على التعامل معها في العقود الماضية.
نقلا عن سكاي نيوز العربية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإذاعة الوطنية
منذ 16 ساعات
- الإذاعة الوطنية
تراجع أسعار النفط بأكثر من دولار في ختام تعاملات اليوم الإثنين
تراجعت أسعار النفط بأكثر من دولار عند التسوية في ختام تعاملات اليوم الإثنين. وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" بـ 1.15 دولار أو 1.63 بالمائة لتصل إلى 69.21 دولارا للبرميل عند التسوية. وخسرت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط الأمريكي 1.47 دولارا أو 2.15 بالمائة لتصل إلى 66.98 دولارا للبرميل. وأشارت بيانات جمركية صدرت اليوم إلى أن واردات الصين من النفط ارتفعت في جوان الماضي بـ 7.4 بالمائة على أساس سنوي إلى 12.14 مليون برميل يوميا، وهو ما قدم بعض الدعم للأسعار.


الصحراء
منذ يوم واحد
- الصحراء
من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة
في ظل التحوّلات السريعة التي يشهدها عالم البحث الرقمي، لم تعد هيمنة غوغل على الإنترنت أمراً مسلّماً به، حيث تراهن مجموعة متزايدة من الشركات الناشئة على سيناريو جريء، وهو زوال مُحرّك البحث التقليدي لصالح مُحرّك البحث التوليدي المتمثل بروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وPerplexity. وبينما يُكافح عمالقة التكنولوجيا لفهم كيف سيتغيّر سلوك المستخدمين في البحث والوصول إلى المعلومات في السنوات المقبلة، تستثمر أكثر من 12 شركة جديدة ملايين الدولارات، لتطوير أدوات جديدة تُمهّد الطريق لما يمكن تسميته بعالم ما بعد غوغل، حيث ستعمل هذه الأدوات على فهم كيف تجمع روبوتات الذكاء الاصطناعي المعلومات، وكيف يمكن توجيهها لتحسين ظهور أسماء الشركات والعلامات التجارية على الانترنت في عصر الذكاء الاصطناعي. لغة جديدة للظهور وبحسب تقرير أعدته "وول ستريت جورنال"، واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن العلامات التجارية الكبيرة والصغيرة، تُكافح جاهدةً لفهم كيفية جعل أدوات الذكاء الاصطناعي تتعرف على محتواها الإلكتروني، وهو التوجّه الذي استغلته مجموعة جديدة من الشركات الناشئة، التي تعمل على تحضير الأرضية للتحول الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي في مجال البحث، من خلال تطوير تقنيات تساعد مواقع الإنترنت على أن تصبح "مفهومة" بشكل أفضل من قبل نماذج الذكاء الاصطناعي، فتحسين الظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً تسويقياً للعلامات التجارية، بل ضرورة استراتيجية، حيث أن أي تجاهل لهذا الأمر، قد يعني التراجع عن واجهة المشهد الرقمي، تماماً كما حدث مع من تجاهلوا ثورة الإنترنت في بداياتها. شركات تساعد على الظهور ومن بين الشركات الناشئة التي تساعد العلامات التجارية على تحسين الظهور في نتائج الذكاء الاصطناعي، هناك شركة Profound التي جمعت أكثر من 20 مليون دولار من شركات رأس المال الاستثماري، للمساعدة في بناء منصتها التي تقوم برصد وتحليل، كيفية نقل روبوتات الدردشة الذكية للمعلومات المتعلقة بالعلامة التجارية للمستخدمين. ومنذ إطلاقها العام الماضي، استقطبت Profound عملاء من عشرات الشركات الكبرى، بما في ذلك شركة Chime للتكنولوجيا المالية. كما يوجد أيضاً شركة أثينا التي انطلقت الشهر الماضي بتمويلٍ قدره 2.2 مليون دولار، وهي تملك برنامجاً يقوم بتحليل دقيق لتحديد كيفية عثور نماذج الذكاء الاصطناعي على المعلومات المُتعلقة بالعلامة التجارية. عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.(رمز الخطأ: 104153) الذكاء الاصطناعي يغير الاقتصاد العالمي ويُمكن للبرنامج الذي ابتكرته شركة أثينا تتبُّع الاختلافات في طريقة عرض نماذج الذكاء الاصطناعي لعلامة تجارية مُعينة، كما بإمكانه تقديم التوصيات للشركات لتقوم بتحسين محتواها على الويب لتتناسب مع الذكاء الاصطناعي. ولدى أثينا الآن أكثر من 100 عميل حول العالم، بما في ذلك شركة Paperless Post المُتخصصة في الدعوات الإلكترونية. ومن الشركات التي انطلقت لمواكبة التحول في عالم البحث، تبرز Scrunch AI الناشئة، التي تساعد أكثر من 25 عميلاً على تعديل محتوى مواقعهم الإلكترونية لتكون قابلة للفهم من قبل روبوتات الذكاء الاصطناعي. وقد جمعت الشركة هذا العام تمويلاً قدره 4 ملايين دولار. بحث أكثر تعقيداً ومقارنةً بالبحث التقليدي، لا تزال القيمة السوقية للشركات العاملة في مجال تحسين الظهور، في نتائج الذكاء الاصطناعي محدودة جداً، في حين بلغ حجم قطاع تحسين الظهور في محركات البحث التقليدية، نحو 90 مليار دولار في العام الماضي وحده. وعلى عكس البحث التقليدي القائم على الكلمات المفتاحية، غالباً ما يكون البحث التوليدي الذي تقوم به روبوتات الذكاء الاصطناعي أطول وأكثر تعقيداً، مما يفرض على هذه الروبوتات استخلاص المعلومات من عدة مصادر متزامنة وتجميعها في إجابة واحدة مخصصة للمستخدم. وفي هذا السياق، أشار سايروس شيبارد، مستشار تحسين محركات البحث، إلى أنه لم يكن يخصص وقتاً يُذكر لمسألة الظهور في الذكاء الاصطناعي في بداية العام الحالي 2025، لكن هذا الأمر بات يستحوذ الآن على 10 إلى 15 في المئة من وقته المهني، متوقعاً أن تصل هذه النسبة إلى 50 في المئة بحلول نهاية العام. من جهتهم، لا يتوقع التنفيذيون في غوغل اختفاء البحث التقليدي، إذ تواصل الشركة، التي تدير ما يصل إلى 90 في المئة من عمليات البحث عالمياً، دمج ميزات الذكاء الاصطناعي تدريجياً في محركها الأساسي، وتراهن على استمرار المستخدمين في الاعتماد عليه إلى جانب أدواتها الأخرى مثل جيميني وروبوتات الدردشة المدعومة بنماذجها الذكية. من SEO إلى AIO وتقول مستشارة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من أوكسفورد هيلدا معلوف، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه في الماضي كانت الشركات تركز على تحسين محركات البحث (SEO)، لضمان الظهور في نتائج غوغل، من خلال الاعتماد على الكلمات المفتاحية والروابط الخلفية كأدوات رئيسية، ولكن في عصر الذكاء الاصطناعي، بدأت تظهر موجة جديدة تُعرف بـAIO أو Artificial Intelligence Optimization، أي تحسين الظهور أمام نماذج الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذا التحول لا يركّز فقط على ترتيب المحتوى لمحركات البحث، بل على جعله مقروءاً ومفهوماً من قبل روبوتات الدردشة مثل ChatGPT وGemini، التي أصبحت المصدر الأول للمعلومة لدى شريحة واسعة من المستخدمين. ووفقاً لمعلوف فإن ما نشهده اليوم هو بداية نهاية نموذج البحث الكلاسيكي، الذي بنته غوغل على مدى عقدين، حيث لم تعد الروابط الزرقاء كافية، في عصر ينتظر فيه المستخدم إجابة فورية ومركّبة من روبوت دردشة ذكي، وهذا التحوّل لا يهدّد فقط هيمنة غوغل، بل يفرض واقعاً جديداً على العلامات التجارية، التي إن لم تكن ظاهرة بوضوح لنموذج الذكاء الاصطناعي، فهي عملياً غير موجودة، لافتة إلى أن شركات مثل Profound وAthena وScrunch AI تواكب الحاجة التقنية المتغيّرة، إذ علينا أن نفهم أن روبوتات الدردشة الذكية لا تبحث عن المعلومات، كما يفعل مُحرّك بحث غوغل، بل تولّد إجابات مبنية على تعلمها من النصوص السابقة، وهذا يعني أن أي معلومة لا تُقدَّم لها بشكل قابل للتعلّم، لن تجد طريقها إلى النتائج. ورأت معلوف أن من يتخلف اليوم عن الاستثمار في تحسين الظهور على منصات الذكاء الاصطناعي، سيواجه المصير ذاته الذي واجهته شركات لم تُدرك أهمية الويب في التسعينات، مشيرة إلى أن الطلب المتزايد على خدمات تحسين الظهور في الذكاء الاصطناعي، يعكس وعياً جديداً بين الشركات بأهمية أن تكون معلوماتها قابلة للاكتشاف والفهم من قِبل النماذج التوليدية، لا سيما في القطاعات التي تعتمد على ثقة المستهلك مثل الصحة، والتعليم، والخدمات المالية. عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.(رمز الخطأ: 104153) NTT DATA: حرب المواهب ستسرّع من تطور الذكاء الاصطناعي وظيفة المستقبل وتشرح معلوف أنه مع تعقّد طريقة فهم النماذج التوليدية للمحتوى، بدأت تظهر الحاجة إلى دور جديد كلياً داخل فرق التسويق والتحول الرقمي، وهو ما يمكن تسميته بمهندس الظهور في الذكاء الاصطناعي (AIO Engineer)، وهذا الاختصاصي لن يكون مجرد خبير محتوى أو تقني، بل سيكون همزة الوصل بين استراتيجيات صياغة الرسائل الرقمية وآليات تدريب النماذج وخوارزميات الاقتباس التوليدي، حيث سيعمل على تحليل ما الذي يجب تغييره لجعل العلامة التجارية أكثر حضوراً ودقة في السياق الجديد، مؤكدة أن مهنة مهندس الظهور في الذكاء الاصطناعي هي مهنة في طور التكوين، وسيكون لها دور حاسم خلال السنوات القليلة المقبلة. التحدي الخفي للعلامات التجارية من جهتها تقول الكاتبة والصحفية باتريسيا جلاد، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه لم يعد بإمكان العلامات التجارية التفكير في استراتيجية موحّدة للظهور الرقمي، لأن ما تراه نماذج الذكاء الاصطناعي يختلف من منصة لأخرى، ففي محركات البحث التقليدية، كانت القواعد واضحة تقريباً وهي كناية عن كلمات مفتاحية، روابط، وموقع إلكتروني، أما اليوم فكل نموذج ذكاء اصطناعي يملك "نظرته" الخاصة في طريقة قراءة الإنترنت، وقد يُفضّل مصادر على أخرى بناءً على التدريب أو التحديثات التي خضع لها، وهذا الواقع الجديد يُحتّم على العلامات التجارية اعتماد مقاربات متعددة ومتزامنة، للتأكد من أن رسائلها ستصل إلى المستخدمين. وتكشف جلاد أن العلامات التجارية تواجه تحدياً متنامياً، مع تعدد مصادر تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي واختلافها الجذري، فمثلاً بينما تعتمد منصات مثل Perplexity على سحب المحتوى مباشرة من الإنترنت بشكل حي، تختار نماذج أخرى مثل Gemini من غوغل، على الاعتماد على بيانات مخزنة داخلياً أو معلومات من شركاء محددين، وهذا التباين يُربك العلامات التجارية، لأنه يعني أن المحتوى نفسه قد يُقرأ، يُحلَّل، ويُقدَّم بطرق مختلفة بحسب المنصة، وهو واقع أكثر تشظياً وتعقيداً مقارنة بالتعامل مع محركات البحث التي اعتادت العلامات التجارية على التعامل معها في العقود الماضية. نقلا عن سكاي نيوز العربية

منذ يوم واحد
الذكاء الإصطناعي وأثره على البيئة
لكن الدراسات والأبحاث تكشف بصمته الكربونية العالية وتأثيراته البيئية الناتجة بشكل رئيسي عن استهلاك الطاقة الكبير، واستخراج الموارد، وإنتاج النفايات الإلكترونية. ففي نوفمبر الماضي كشفت دراسة رائدة عن التأثير البيئي الهائل لأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث قدر الباحثون فيها أنها تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. وتضمنت الدراسة التي أجرتها جامعتا "تشجيانغ" و"نانكاي" تحليل التأثير البيئي لـ79 نظاما رئيسيا للذكاء الاصطناعي تم تطويرها بين عامي 2020 و2024، وكشفت عن اتجاهات مثيرة للقلق في استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون. وأظهر التحليل أن المتطلبات التشغيلية تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب، حيث تمثل بعض الأنظمة مثل "جيميني ألترا" (Gemini Ultra) من غوغل أكثر من ثلث الانبعاثات بين أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي. وأشارت الدراسة إلى أن البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي نمت بشكل كبير لدرجة أنها تنافس الانبعاثات السنوية لدول بأكملها، كما أن المطالب التشغيلية في الاستخدام اليومي للذكاء الاصطناعي تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب. استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون يتطلب تدريب النماذج الكبيرة، مثل "جي بي تي" (GPT) أو نماذج التعلم العميق، كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينتج تدريب نموذج كبير انبعاثات كربونية تعادل انبعاثات عشرات السيارات طوال عمرها الافتراضي. كما تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء للتبريد وتشغيل الخوادم، وإذا لم تكن هذه المراكز تعتمد على مصادر طاقة متجددة، فإنها تسهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. إعلان وتشير تقديرات إلى أن مراكز البيانات على مستوى العالم تستهلك ما بين 1% و2% من إجمالي الكهرباء العالمية، ومن المتوقع أن تزيد تلك النسبة مع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، يتطلب تدريب نموذج "جي بي تي-3" طاقة تقدر بحوالي 1287 ميغاواتا في الساعة، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة لـ120 منزلا في الولايات المتحدة لمدة عام. كما تشير التقديرات إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قد يستهلك ما يتراوح بين 7% إلى 10% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030 إذا استمر النمو الحالي. وإذا كان مصدر تلك الطاقة من الفحم الحجري فإن التاثيرات البيئية ستكون هائلة. التصنيع والاستهلاك يعتمد تصنيع الأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي، مثل وحدات معالجة الرسومات "جي بي يو" وشرائح الذكاء الاصطناعي، على معادن نادرة مثل الليثيوم والكوبالت. ويؤدي استخراج تلك المعادن المهمة في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تدمير البيئة، بما في ذلك إزالة الغابات لاستخراجها وتلويث التربة والمياه، كما أن عمليات التعدين واستخراج تلك الموارد تتطلب بدورها طاقة كبيرة، مما يزيد من البصمة الكربونية. وتستخدم مراكز البيانات أيضا كميات كبيرة من الماء لأغراض التبريد، حيث يتم تبريد الخوادم لمنع ارتفاع درجة حرارتها، وتشير الدراسات إلى أن بعض مراكز البيانات الكبيرة يمكن أن تستهلك ملايين اللترات من الماء سنويا. ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتقادم الأجهزة بسرعة أو يتم التخلي عنها، مما يزيد من كمية النفايات الإلكترونية التي يتم التخلص منها، وتحتوي تلك الأجهزة الإلكترونية على مواد سامة يصعب إعادة تدويرها، مما يؤدي إلى تلوث البيئة عند التخلص منها، وتزيد من نسبة الانبعاثات التي يؤدي تراكمها إلى التغير المناخي. ومع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مثل النقل والصناعة والترفيه، يزداد الطلب على الطاقة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري إذا لم يتم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. تأثيرات غير مباشرة تؤدي صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تأثيرات غير مباشرة على البيئة، إذ من الممكن أن يجعل الإنتاج في جميع القطاعات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها. كما أن زيادة الاعتماد على التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية التي ينظمها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون من وسائل النقل بجميع أنواعها. من جهة أخرى، يؤثر بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي التي قد تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، على النظم البيئية الطبيعية والتنوع البيولوجي، كما يؤدي استخراج الموارد لتصنيع الأجهزة إلى إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية. وبشكل عام، قد تؤدي زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى نمط حياة أكثر استهلاكا للطاقة، ما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية. لذلك يجب أن يكون التطوير المستقبلي للذكاء الاصطناعي مصحوبا بسياسات بيئية صارمة لضمان ألا تأتي فوائده على حساب البيئة ويشكل التغير المناخي خطرا حقيقيا تواجهه البشرية في القرن الحالي، ليظهر الذكاء الاصطناعي كحل واعد يمكن أن يسهم بشكل كبير في مكافحة هذا التحدي. فكيف يكون ذلك؟ وقد أظهرت دراسة جديدة إمكانية استخدام بيانات الأقمار الصناعية عالية الدقة مع أحد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع التحولات الحرجة المتعلقة بإزالة الغابات الأفريقية في الفترة بين عامي 2001 و2020. عمل الذكاء الاصطناعي على تغيير عالمنا بسرعة كبيرة، وإحداث ثورة في كل شيء، بدءاً من تحسين الرعاية الصحية، إلى زيادة كفاءة النقل ومسارات الشحن، وبناء توقعات دقيقة عن أحوال الطقس والفيضانات والحرائق. ومن المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في حل بعض الإشكاليات الأكثر إلحاحاً التي يعاني منها الكوكب، مثل خفض الانبعاثات الكربونية، وتوفير الغذاء. وفي المقابل يتطلب تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها كميات ضخمة من الطاقة والمياه العذبة، تستدعي الاهتمام بتأثيراتها السلبية على البيئة أيضاً. مطوّرو الذكاء الاصطناعي يحجبون أرقامهم من الصعب قياس البصمة الكربونية الإجمالية لنماذج الذكاء الاصطناعي، ولكنها جميعاً تعتمد على الحواسب المتقدمة التي يتطلب تصنيعها استخراج مواد خام وعمالة كثيفة ومكلفة بيئياً. وبمجرد حصول المطوِّرين على الأجهزة التي يحتاجونها، يمكن لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي أن يستهلك مقداراً كبيراً من الطاقة. ولا تبدي شركات الذكاء الاصطناعي شفافية كاملة في بيان استهلاكها من الطاقة، ولذلك يعتمد الباحثون على تقدير هذا الاستهلاك وفق ما يتوفّر لديهم من معطيات. وتُقدِّر إحدى الدراسات أن تدريب «جي بي تي 3» الذي يشغّل النموذج اللغوي لـ«تشات جي بي تي»، استلزم استهلاك 700 ألف لتر من المياه العذبة، لخفض درجة حرارة مراكز بيانات «مايكروسوفت» في الولايات المتحدة، من دون أن تكون هناك إمكانية لإعادة تدويرها. إضافة إلى ذلك، يستهلك «جي بي تي 3» كمية كبيرة من الماء في عملية الاستدلال، وهي تحدث عند استخدام «تشات جي بي تي» لمهام مثل الإجابة عن الأسئلة أو إنشاء نص. ولإجراء محادثة بسيطة تتكوَّن من 20 إلى 50 سؤالاً، فإن المياه المستهلكة تعادل زجاجة بسعة نصف لتر، مما يجعل البصمة المائية الإجمالية للاستدلال كبيرة، نظراً إلى مليارات المستخدمين. وبالنسبة لانبعاثات الكربون، وجد باحثون في جامعة ماساتشوستس أن عملية تدريب نموذج واحد للذكاء الاصطناعي يمكن أن ينتج عنها أكثر من 280 طناً من ثاني أكسيد الكربون، وهي كمية تعادل انبعاثات غازات الدفيئة لنحو 62 سيارة تعمل بالبنزين لمدة عام. بعد الاطلاع على هذه التقديرات المستقلة، قمنا بمحاورة أكثر نماذج لغة الذكاء الاصطناعي انتشاراً: «تشات جي بي تي» الذي تساهم في تمويله «مايكروسوفت»، و«بارد» الذي تطوّره «غوغل»، عن البصمة الكربونية الخاصة بهما. وفي الحالتين، لم يكشف النموذجان الأرقام الخاصة بالشركات المطوّرة، واكتفيا بإيراد تقديرات المؤسسات البحثية. ونوّه «تشات جي بي تي» بأن هذه التقديرات ليست دقيقة، وهي تختلف اعتماداً على عوامل مختلفة، مثل كمية المؤشرات البيانية التي جرى تدريب نماذج لغة الذكاء الاصطناعي عليها، أو كفاءة استهلاك الطاقة في مراكز البيانات التي تستضيف هذه النماذج. بينما أكّد «بارد» أن «غوغل» تعمل على خفض الأثر البيئي لمراكز بياناتها التي تقوم بتشغيل «بارد» ونماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى. ويشير «بارد» إلى أنه ما زال قيد التطوير، ولكنه ملتزم باستخدام قدراته في المساعدة على إيجاد حلول للمشكلات البيئية. حول البيئة وأهمية الاستدامة. وتُعد مراكز البيانات التي تدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية (كلاود) بمثابة صندوق مغلق، مقارنة بالصناعات الأخرى التي تعلن عن بصمتها الكربونية. وهذا يعني أن النمو السريع لقطاع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الشفافية المحدودة، يجعل استخدام الكهرباء وانبعاثات الكربون المنسوبة إلى الذكاء الاصطناعي خارج نطاق المحاسبة الشعبية، لا سيما أن مقدمي الخدمات السحابية الرئيسيين لا يوفّرون المعلومات الكافية. وتتمثّل إحدى طرق معالجة الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي في الدعوة إلى قدر أكبر من الشفافية في تطوير وتشغيل أنظمة التعلم الآلي. ولمساعدة الباحثين في قياس استخدامهم للطاقة، قام بعض العلماء بنشر أدوات عامة عبر الإنترنت، تشجّع الفِرق البحثية على إجراء تجارب في مناطق صديقة للبيئة، وتوفّر تحديثات متسقة حول قياسات الطاقة والكربون، وإجراء مفاضلة بين استخدام الطاقة والأداء قبل نشر نماذج ذكاء اصطناعي ذات استهلاك كثيف للطاقة. ويلعب الأفراد أيضاً دوراً حاسماً في تعزيز قدر أكبر من المساءلة في مجال الذكاء الاصطناعي. وإحدى طرق القيام بذلك هي التعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة، على نحو عقلاني يدرك القيود المفروضة عليها. ومن خلال وضع قدراتها في السياق المناسب والاعتراف بآثارها السلبية المحتملة، يصبح في الإمكان التشجيع على استكشاف سبل جديدة للبحث، لا تعتمد فقط على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكبر وأكثر تعقيداً. توظيف الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة يساهم الذكاء الاصطناعي حالياً على نحو مؤثّر في دراسة الظواهر البيئية وتطوير حلول لمشكلاتها المختلفة. وإحدى الطرق الواعدة التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية البيئة، هي من خلال تحليل البيانات. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لغربلة كميات هائلة من البيانات، مثل صور الأقمار الاصطناعية وأنماط الطقس، لتحديد الاتجاهات والأنماط التي قد يكون من الصعب أو المستحيل اكتشافها بالعين المجردة. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتطوير استراتيجيات أكثر فعالية لإدارة الموارد والحدّ من التأثير البيئي السلبي. وكانت شركة «غوغل» قد بدأت منذ 5 سنوات في تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي من أجل التأثير الاجتماعي؛ حيث دعمت الجهود التي تتراوح بين أجهزة استشعار جودة الهواء منخفضة الكلفة المثبتة على تاكسي الدراجات النارية في أوغندا، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تساعد المزارعين في تخفيف الآفات وزيادة غلال محاصيلهم في الهند. كما قامت شركة «غوغل» بتمويل مشاريع عالمية طموحة، مثل الأقمار الاصطناعية المدعمة بأنظمة الذكاء، لمراقبة وتتبع انبعاثات غازات الدفيئة حول العالم. ويعمل فريق الشركة مع قسم الإحصاءات في الأمم المتحدة، على تطوير قاعدة البيانات العامة لتتبع التقدم المنجز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وتسهيل وضع الاستراتيجيات واتخاذ القرارات المستندة إلى المعطيات. وتعرض منصة «فلاد هاب» (Flood Hub) توقعات الفيضانات النهرية في 80 بلداً حول العالم، بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه التنبؤ بسلوك الأنهار قبل أسبوع، مما يوفّر الحماية من الفيضانات لنحو 460 مليون شخص، لا سيما في أفريقيا؛ حيث تندر البيانات التاريخية عن فيضانات الأنهار. وتستخدم شركات عديدة أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد واستعادة المواد القابلة للتدوير بالاعتماد على الروبوتات. ويمكن للروبوتات، في المتوسط، التقاط المواد القابلة لإعادة التدوير، بسرعة تصل إلى ضعف سرعة البشر، وعلى نحو أكثر اتساقاً. وتشير شركة «إيه إم بي روبوتيكس» إلى أن تقنيتها في هذا المجال ساعدت خلال 10 سنوات في تجنُّب انبعاث ما يقرب من 5 ملايين طن من غازات الدفيئة. ويستفيد العلماء في كاليفورنيا من الذكاء الاصطناعي في مكافحة حرائق الغابات؛ إذ يمكنه حين وصله بالكاميرات اكتشاف الدخان والتعرف على حرائق الغابات قبل انتشارها على نطاق أوسع. ويعدّ عاملون في إطفاء الحرائق أن المعلومات المتعلقة بالتنبؤ بحرائق الغابات تغيّر قواعد اللعبة. ويستخدم برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في التحليل والتنبؤ بتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، إلى جانب التغيُّرات في كتلة الأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى سطح البحر. ويستخدم المرصد الدولي لانبعاثات الميثان التابع لـ«يونيب» الذكاء الاصطناعي في رصد وتخفيف انبعاثات غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة القوية التي تزيد في احترار الكوكب.