logo
تسلا تُطلق الروبوتاكسي المنتظر.. فماذا يعني ذلك؟

تسلا تُطلق الروبوتاكسي المنتظر.. فماذا يعني ذلك؟

ففي خطوة طال انتظارها، انطلقت يوم الأحد 22 يونيو 2025 أولى مركبات الروبوتاكسي ذاتية القيادة في شوارع أوستن ، تكساس ، لتعلن بذلك تسلا عن بداية مرحلة جديدة في مستقبل النقل الذكي ، تحت قيادة الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك.
وفي مشهد لا يخلو من الرمزية، تُخطط تسلا لإجراء أول رحلة لـ robotaxi من مصنعها في أوستن إلى منزل أحد العملاء في 28 يونيو 2025، تزامناً مع عيد ميلاد إيلون ماسك، الذي أكد في تصريح له أن تسلا كانت مهووسة للغاية بالسلامة قبل إطلاق مشروع robotaxi الذي أتي تتويجاً لعقد من العمل الجاد.
من شارك في الإطلاق؟
بحسب تقرير أعدته "واشنطن بوست"، واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن الإطلاق الحذر والمتواضع لمشروع الروبوتاكسي الذي حصل يوم الأحد الماضي، كان مخصصاً لمجموعة من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي ومستثمري تسلا، حيث نشر العديد منهم مقاطع فيديو توثّق تجربتهم داخل السيارة ذاتية القيادة.
ووفقاً للتقرير، فإن مشروع robotaxi يعتمد حتى الساعة على عدد محدود من سيارات تسلا من طراز Y، إذ سيكون الوصول إلى هذه السيارات متاحاً عن طريق الدعوة فقط، وتحديداً في مدينة أوستن في تكساس،
التي اختارتها تسلا كموقع إطلاق أولي، نظراً لتمتعها ببيئة تنظيمية مرنة نسبياً مع السيارات ذاتية القيادة.
في سياق متصل، كشف تقرير نشرته شبكة "CNBC" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، عن تفاصيل الدعوة التي يتلقّاها الأشخاص المختارون لتجربة خدمة الروبوتاكسي من تسلا، والتي تضم عدداً من الشروط الأساسية والتي هي كالآتي:
استثناء الرحلات عبر robotaxi من وإلى المطارات.
تقتصر الرحلات على منطقة مُسيّجة جغرافياً في مدينة أوستن في تكساس.
قد تكون الخدمة محدودة أو غير مُتاحة بسبب سوء الأحوال الجوية.
يوجد مراقب بشري داخل السيارة في مقعد الراكب الأمامي الأيمن وذلك كإجراء احترازي.
ومن أهم المفاجآت التي تقدمها روبوتاكسي تسلا لعملائها هي أنها لن تقبل الإكرامية، وستعمل يومياً من الساعة 6 صباحاً وحتى منتصف الليل، بأسطول صغير يضم ما بين 10 إلى 20 سيارة فقط.
كيف تفاعلت السوق؟
لطالما روّج ماسك لسيارة أجرة آلية ذاتية القيادة، وهو واجه على مرّ السنوات ضغوطاً للوفاء بوعوده،
ففي عام 2019، عبّر الملياردير الأميركي عن "ثقة كبيرة" بإطلاق الروبوتاكسي بحلول 2020، ولكن الموعد تأجّل مراراً، إلى أن عاد في مايو 2025 ليؤكّد أن الخدمة ستنطلق في أوستن خلال شهر يونيو، على أن تتبعها لاحقاً مدن كبرى مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو.
وقال ماسك في مقابلة مع CNBC، إنه من المنطقي أن تبدأ تسلا بعدد محدود من التاكسي الآلي ، كي يتم التحقق من نجاح التشغيل، على أن يتم توسيع توافر الخدمة تدريجياً.
ويرى محللون في وول ستريت ، من بينهم دان آيفز من Wedbush، أن هذه الخطوة تمثّل بداية "العصر الذهبي" لتسلا في مجال القيادة الذاتية، وقد تدفع بقيمة الشركة السوقية إلى أكثر من تريليوني دولار قبل نهاية 2026.
وبالفعل جاءت أولى المؤشرات الإيجابية لإطلاق الروبوتاكسي سريعاً، إذ ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 8.25 بالمئة لتغلق عند 348.68 دولار في نهاية تعاملات يوم الإثنين، ما أضاف نحو 15 مليار دولار إلى ثروة إيلون ماسك في يوم واحد.
ورغم هذا التفاؤل، إلا أن مشروع تسلا لـ robotaxi يواجه طريقاً وعراً، مليئاً بالعقبات التنظيمية ومعارضة المشرّعين، فالأسبوع الماضي، دعت مجموعة من المشرّعين الديمقراطيين في تكساس، شركة تسلا إلى تأجيل إطلاق سيارة الأجرة الآلية حتى الأول من سبتمبر 2025، وذلك ريثما تُصدر تكساس مجموعة جديدة من القوانين المرتبطة بالقيادة الذاتية، حيث سيُلزم القانون المُحدّث، مُشغّلي السيارات ذاتية القيادة الذين ينقلون الركاب أو البضائع، بالحصول على تصريح مسبق من إدارة المركبات، إضافة إلى إجراءات أخرى.
كما شهد إطلاق الروبوتاكسي في أوستن اعتراضات من نشطاء السلامة العامة في وقت سابق من هذا الشهر، إذ نظّمت مجموعة تُدعى "مشروع الفجر" – وهي منظمة تُعنى بسلامة التكنولوجيا وتنتقد أداء تسلا في القيادة الذاتية – تجربة حية مثيرة للجدل.
وقد استعرضت المجموعة سيارة " تسلا موديل Y" مزوّدة بنظام "القيادة الذاتية الكاملة"، وهي تمرّ بجانب حافلة مدرسية متوقفة، لتصطدم بدمية تمثل طفلاً، وأوضحت المنظمة أن البرنامج فشل في التعرّف بدقة على عناصر الطريق، مما أدى إلى هذا الخطأ.
منتج غير مكتمل بعد
ويقول الخبير في تطوير الأعمال زياد عيتاني، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن إطلاق تسلا للروبوتاكسي يمثل لحظة مفصلية في تاريخ النقل الذكي، إلا أن هذا المشروع لا يزال محاطاً بطوق من القيود العملية والتنظيمية، فنحن لا نتحدث حالياً عن منتج مكتمل، بل عن مشروع تجريبي محدود النطاق ومقيّد جغرافياً لا يمكن تعميمه أو الاعتماد عليه بشكل واسع بعد، مشيراً إلى أن روبوتاكسي تسلا لا يزال يتطلب وجود مراقبة بشرية، ويشمل استثناءات مهمة مثل استبعاد المطارات، إضافة إلى امكانية توقف الخدمة في حالات الطقس السيئ، حيث أن جميع هذه العوامل تُعد مؤشرات واضحة على أن التكنولوجيا لا تزال في طور التكوين، وتحتاج إلى مزيد من التطوير قبل أن تُسلَّم بثقة إلى الجمهور.
غياب التقييم المستقل
وبحسب عيتاني فإن الملفت في عملية إطلاق روبوتاكسي تسلا، هو أن الحضور اقتصر على المؤثرين والمستثمرين، دون تواجد لخبراء النقل أو الجهات التنظيمية، في خطوة تهدف إلى كسب الزخم الإعلامي ورفع ثقة الأسواق، حتى قبل أن يتم إخضاع هذه التكنولوجيا لتقييم مستقل، لافتاً إلى أن غياب الأصوات النقدية من الأكاديميين وصنّاع السياسات، يثير تساؤلات حول مدى نضج نظام روبوتاكسي، وما إذا كانت تسلا تسعى لإبقاء النقاش بشأن هذا المشروع، ضمن نظرتها لمجريات الأمور وبعيداً عن الرقابة المؤسسية.
فجوة مع المنافسين
ويرى عيتاني أنه عند مقارنة روبوتاكسي تسلا بمنصات متقدمة مثل Waymo التابعة لغوغل، نجد أن تسلا متأخرة من حيث الاعتماد على القيادة الذاتية من المستوى الرابع والخامس، فالروبوتاكسي التابع لشركة ماسك لا يعمل بشكل مستقل تماماً بعد، والمراقب البشري داخل السيارة خير دليل على ذلك، في حين أن Waymo تُشغّل بالفعل أسطولاً من المركبات ذاتية القيادة بالكامل في مدن أميركية كفينيكس وسان فرانسيسكو، دون وجود سائق احتياطي على متن السيارة، وهذه الفجوة التقنية تُبرز أن ما تقدمه تسلا اليوم ليس منظومة ناضجة بالكامل كالتي تديرها Waymo باعتمادية أعلى وتدقيق تنظيمي أكبر.
ويعتبر عيتاني أن ارتفاع سهم تسلا بعد إطلاق مشروعها الجديد، ليس مجرد استجابة طبيعية لحدث تقني، بل نتيجة استراتيجية مدروسة من الشركة لربط الطموحات التقنية بالتقييم السوقي، مشدداً على أن ماسك يبيع الرؤية قبل المنتج، وما فعله عند إطلاق الروبوتاكسي يشبه إلى حد بعيد، ما فعله عند إطلاق مركبة Cybertruck التي بقيت لعدة أشهر بعد إطلاقها بعيدة عن الانتشار التجاري الواسع.
الروبوتاكسي يعيد تشكيل المدن
من جهته يقول الصحفي جورج فرح، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن نجاح الروبوتاكسي وتوسّعه في المدن، يعني أننا سنكون أمام تحول جذري في أنماط استخدام الطرق والإشارات، وحتى في تصميم مواقف السيارات، فالمدن قد تضطر إلى إعادة التفكير بكيفية تنظيم المساحات العامة لتتناسب مع شبكات القيادة الذاتية، وهذا الأمر يتطلب استثمارات ضخمة من الحكومات المحلية، مشدداً على أن دخول الروبوتاكسي إلى المشهد الحضري العالمي، قد يسرّع من رقمنة البنية التحتية للمدن، ما سيفتح الباب أمام تحسينات ملموسة في السلامة على الطرق، مثل تقليل حوادث السير والازدحام وتحسين استهلاك الطاقة.
ويضيف فرح إنه مما لا شك فيه أن تكنولوجيا الروبوتاكسي ستُحدث تغييرات في بعض الوظائف التقليدية ولكن في المقابل، ستظهر فرص جديدة في مجالات مثل صيانة الأنظمة الذكية، تحليل البيانات الحركية، تطوير البرمجيات المتقدمة للبنية التحتية، وأمن الشبكات التي تدير حركة المركبات الذاتية، فمع توسع تكنولوجيا القيادة الذاتية تلك، ستبرز الحاجة إلى متخصصين في نوع جديد من المهن ذات الأجور المرتفعة والمهارات المتقدمة والتي يمكن أن تعوّض تدريجياً عن الوظائف المهددة بالزوال.
ويلفت فرح إلى أن ما لا يجب أن نغفله في الحديث عن الروبوتاكسي، هو الأثر البيئي المحتمل لهذا التحوّل، فنحن لا نتحدث فقط عن وسيلة نقل جديدة، بل عن فرصة لإعادة تشكيل منظومة النقل الحضري بطريقة أكثر كفاءة واستدامة، حيث أن تعميم استخدام الروبوتاكسي الكهربائي بشكل واسع، سيحدث انخفاض هائل في الانبعاثات الكربونية الناتجة عن السيارات التقليدية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تسلا تُطلق الروبوتاكسي المنتظر.. فماذا يعني ذلك؟
تسلا تُطلق الروبوتاكسي المنتظر.. فماذا يعني ذلك؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 أيام

  • سكاي نيوز عربية

تسلا تُطلق الروبوتاكسي المنتظر.. فماذا يعني ذلك؟

ففي خطوة طال انتظارها، انطلقت يوم الأحد 22 يونيو 2025 أولى مركبات الروبوتاكسي ذاتية القيادة في شوارع أوستن ، تكساس ، لتعلن بذلك تسلا عن بداية مرحلة جديدة في مستقبل النقل الذكي ، تحت قيادة الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك. وفي مشهد لا يخلو من الرمزية، تُخطط تسلا لإجراء أول رحلة لـ robotaxi من مصنعها في أوستن إلى منزل أحد العملاء في 28 يونيو 2025، تزامناً مع عيد ميلاد إيلون ماسك، الذي أكد في تصريح له أن تسلا كانت مهووسة للغاية بالسلامة قبل إطلاق مشروع robotaxi الذي أتي تتويجاً لعقد من العمل الجاد. من شارك في الإطلاق؟ بحسب تقرير أعدته "واشنطن بوست"، واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن الإطلاق الحذر والمتواضع لمشروع الروبوتاكسي الذي حصل يوم الأحد الماضي، كان مخصصاً لمجموعة من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي ومستثمري تسلا، حيث نشر العديد منهم مقاطع فيديو توثّق تجربتهم داخل السيارة ذاتية القيادة. ووفقاً للتقرير، فإن مشروع robotaxi يعتمد حتى الساعة على عدد محدود من سيارات تسلا من طراز Y، إذ سيكون الوصول إلى هذه السيارات متاحاً عن طريق الدعوة فقط، وتحديداً في مدينة أوستن في تكساس، التي اختارتها تسلا كموقع إطلاق أولي، نظراً لتمتعها ببيئة تنظيمية مرنة نسبياً مع السيارات ذاتية القيادة. في سياق متصل، كشف تقرير نشرته شبكة "CNBC" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، عن تفاصيل الدعوة التي يتلقّاها الأشخاص المختارون لتجربة خدمة الروبوتاكسي من تسلا، والتي تضم عدداً من الشروط الأساسية والتي هي كالآتي: استثناء الرحلات عبر robotaxi من وإلى المطارات. تقتصر الرحلات على منطقة مُسيّجة جغرافياً في مدينة أوستن في تكساس. قد تكون الخدمة محدودة أو غير مُتاحة بسبب سوء الأحوال الجوية. يوجد مراقب بشري داخل السيارة في مقعد الراكب الأمامي الأيمن وذلك كإجراء احترازي. ومن أهم المفاجآت التي تقدمها روبوتاكسي تسلا لعملائها هي أنها لن تقبل الإكرامية، وستعمل يومياً من الساعة 6 صباحاً وحتى منتصف الليل، بأسطول صغير يضم ما بين 10 إلى 20 سيارة فقط. كيف تفاعلت السوق؟ لطالما روّج ماسك لسيارة أجرة آلية ذاتية القيادة، وهو واجه على مرّ السنوات ضغوطاً للوفاء بوعوده، ففي عام 2019، عبّر الملياردير الأميركي عن "ثقة كبيرة" بإطلاق الروبوتاكسي بحلول 2020، ولكن الموعد تأجّل مراراً، إلى أن عاد في مايو 2025 ليؤكّد أن الخدمة ستنطلق في أوستن خلال شهر يونيو، على أن تتبعها لاحقاً مدن كبرى مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو. وقال ماسك في مقابلة مع CNBC، إنه من المنطقي أن تبدأ تسلا بعدد محدود من التاكسي الآلي ، كي يتم التحقق من نجاح التشغيل، على أن يتم توسيع توافر الخدمة تدريجياً. ويرى محللون في وول ستريت ، من بينهم دان آيفز من Wedbush، أن هذه الخطوة تمثّل بداية "العصر الذهبي" لتسلا في مجال القيادة الذاتية، وقد تدفع بقيمة الشركة السوقية إلى أكثر من تريليوني دولار قبل نهاية 2026. وبالفعل جاءت أولى المؤشرات الإيجابية لإطلاق الروبوتاكسي سريعاً، إذ ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 8.25 بالمئة لتغلق عند 348.68 دولار في نهاية تعاملات يوم الإثنين، ما أضاف نحو 15 مليار دولار إلى ثروة إيلون ماسك في يوم واحد. ورغم هذا التفاؤل، إلا أن مشروع تسلا لـ robotaxi يواجه طريقاً وعراً، مليئاً بالعقبات التنظيمية ومعارضة المشرّعين، فالأسبوع الماضي، دعت مجموعة من المشرّعين الديمقراطيين في تكساس، شركة تسلا إلى تأجيل إطلاق سيارة الأجرة الآلية حتى الأول من سبتمبر 2025، وذلك ريثما تُصدر تكساس مجموعة جديدة من القوانين المرتبطة بالقيادة الذاتية، حيث سيُلزم القانون المُحدّث، مُشغّلي السيارات ذاتية القيادة الذين ينقلون الركاب أو البضائع، بالحصول على تصريح مسبق من إدارة المركبات، إضافة إلى إجراءات أخرى. كما شهد إطلاق الروبوتاكسي في أوستن اعتراضات من نشطاء السلامة العامة في وقت سابق من هذا الشهر، إذ نظّمت مجموعة تُدعى "مشروع الفجر" – وهي منظمة تُعنى بسلامة التكنولوجيا وتنتقد أداء تسلا في القيادة الذاتية – تجربة حية مثيرة للجدل. وقد استعرضت المجموعة سيارة " تسلا موديل Y" مزوّدة بنظام "القيادة الذاتية الكاملة"، وهي تمرّ بجانب حافلة مدرسية متوقفة، لتصطدم بدمية تمثل طفلاً، وأوضحت المنظمة أن البرنامج فشل في التعرّف بدقة على عناصر الطريق، مما أدى إلى هذا الخطأ. منتج غير مكتمل بعد ويقول الخبير في تطوير الأعمال زياد عيتاني، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن إطلاق تسلا للروبوتاكسي يمثل لحظة مفصلية في تاريخ النقل الذكي، إلا أن هذا المشروع لا يزال محاطاً بطوق من القيود العملية والتنظيمية، فنحن لا نتحدث حالياً عن منتج مكتمل، بل عن مشروع تجريبي محدود النطاق ومقيّد جغرافياً لا يمكن تعميمه أو الاعتماد عليه بشكل واسع بعد، مشيراً إلى أن روبوتاكسي تسلا لا يزال يتطلب وجود مراقبة بشرية، ويشمل استثناءات مهمة مثل استبعاد المطارات، إضافة إلى امكانية توقف الخدمة في حالات الطقس السيئ، حيث أن جميع هذه العوامل تُعد مؤشرات واضحة على أن التكنولوجيا لا تزال في طور التكوين، وتحتاج إلى مزيد من التطوير قبل أن تُسلَّم بثقة إلى الجمهور. غياب التقييم المستقل وبحسب عيتاني فإن الملفت في عملية إطلاق روبوتاكسي تسلا، هو أن الحضور اقتصر على المؤثرين والمستثمرين، دون تواجد لخبراء النقل أو الجهات التنظيمية، في خطوة تهدف إلى كسب الزخم الإعلامي ورفع ثقة الأسواق، حتى قبل أن يتم إخضاع هذه التكنولوجيا لتقييم مستقل، لافتاً إلى أن غياب الأصوات النقدية من الأكاديميين وصنّاع السياسات، يثير تساؤلات حول مدى نضج نظام روبوتاكسي، وما إذا كانت تسلا تسعى لإبقاء النقاش بشأن هذا المشروع، ضمن نظرتها لمجريات الأمور وبعيداً عن الرقابة المؤسسية. فجوة مع المنافسين ويرى عيتاني أنه عند مقارنة روبوتاكسي تسلا بمنصات متقدمة مثل Waymo التابعة لغوغل، نجد أن تسلا متأخرة من حيث الاعتماد على القيادة الذاتية من المستوى الرابع والخامس، فالروبوتاكسي التابع لشركة ماسك لا يعمل بشكل مستقل تماماً بعد، والمراقب البشري داخل السيارة خير دليل على ذلك، في حين أن Waymo تُشغّل بالفعل أسطولاً من المركبات ذاتية القيادة بالكامل في مدن أميركية كفينيكس وسان فرانسيسكو، دون وجود سائق احتياطي على متن السيارة، وهذه الفجوة التقنية تُبرز أن ما تقدمه تسلا اليوم ليس منظومة ناضجة بالكامل كالتي تديرها Waymo باعتمادية أعلى وتدقيق تنظيمي أكبر. ويعتبر عيتاني أن ارتفاع سهم تسلا بعد إطلاق مشروعها الجديد، ليس مجرد استجابة طبيعية لحدث تقني، بل نتيجة استراتيجية مدروسة من الشركة لربط الطموحات التقنية بالتقييم السوقي، مشدداً على أن ماسك يبيع الرؤية قبل المنتج، وما فعله عند إطلاق الروبوتاكسي يشبه إلى حد بعيد، ما فعله عند إطلاق مركبة Cybertruck التي بقيت لعدة أشهر بعد إطلاقها بعيدة عن الانتشار التجاري الواسع. الروبوتاكسي يعيد تشكيل المدن من جهته يقول الصحفي جورج فرح، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن نجاح الروبوتاكسي وتوسّعه في المدن، يعني أننا سنكون أمام تحول جذري في أنماط استخدام الطرق والإشارات، وحتى في تصميم مواقف السيارات، فالمدن قد تضطر إلى إعادة التفكير بكيفية تنظيم المساحات العامة لتتناسب مع شبكات القيادة الذاتية، وهذا الأمر يتطلب استثمارات ضخمة من الحكومات المحلية، مشدداً على أن دخول الروبوتاكسي إلى المشهد الحضري العالمي، قد يسرّع من رقمنة البنية التحتية للمدن، ما سيفتح الباب أمام تحسينات ملموسة في السلامة على الطرق، مثل تقليل حوادث السير والازدحام وتحسين استهلاك الطاقة. ويضيف فرح إنه مما لا شك فيه أن تكنولوجيا الروبوتاكسي ستُحدث تغييرات في بعض الوظائف التقليدية ولكن في المقابل، ستظهر فرص جديدة في مجالات مثل صيانة الأنظمة الذكية، تحليل البيانات الحركية، تطوير البرمجيات المتقدمة للبنية التحتية، وأمن الشبكات التي تدير حركة المركبات الذاتية، فمع توسع تكنولوجيا القيادة الذاتية تلك، ستبرز الحاجة إلى متخصصين في نوع جديد من المهن ذات الأجور المرتفعة والمهارات المتقدمة والتي يمكن أن تعوّض تدريجياً عن الوظائف المهددة بالزوال. ويلفت فرح إلى أن ما لا يجب أن نغفله في الحديث عن الروبوتاكسي، هو الأثر البيئي المحتمل لهذا التحوّل، فنحن لا نتحدث فقط عن وسيلة نقل جديدة، بل عن فرصة لإعادة تشكيل منظومة النقل الحضري بطريقة أكثر كفاءة واستدامة، حيث أن تعميم استخدام الروبوتاكسي الكهربائي بشكل واسع، سيحدث انخفاض هائل في الانبعاثات الكربونية الناتجة عن السيارات التقليدية.

تيسلا تطلق التاكسي ذاتي القيادة Robotaxi رسميًا
تيسلا تطلق التاكسي ذاتي القيادة Robotaxi رسميًا

عرب هاردوير

timeمنذ 4 أيام

  • عرب هاردوير

تيسلا تطلق التاكسي ذاتي القيادة Robotaxi رسميًا

أعلنت تيسلا بالأمس عن بداية التشغيل لخدمة التاكسي ذاتي القيادة التي طالها الكثير والكثير من التأجيلات، ورغم ذلك فإن التشغيل الحالي لا يزال "على استحياء" أول مرة ذكر فيها شيء مشابهة للروبو تاكسي كانت في 2016 تحت مسمى الـ Tesla Network ، وهي نفس فكرة التاكسي ذاتي القيادة. نتنقل إلى 2019 حين وعد ماسك بوجود مليون -نعم مليون- تاكسي ذاتي القيادة على الطريق بحلول العام القادم 2020، وقد صرح بشيء مشابه في بداية العام الماضي 2024: في العام المقبل بالتأكيد، سيكون لدينا أكثر من مليون Robotaxi ولكن الآن الزعم انخفض إلى ألف فقط :) يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى ألف Robotaxi على الطريق في غضون بضعة أشهر أخيرًا، وعد ماسك في الربع الأخير من 2024 ببدء تشغيل التاكسي ذاتي القيادة من تيسلا في يونيو 2025، وتبع ذلك عدة تصريحات تؤكد ذلك. ولأول مرة يفي بالوعد وتفي تيسلا بموعدها، وتنطلق خدمة الروبوتاكسي في أوستن تيكساس في 22 يونيو. أسطول تيسلا من الـ Robotaxi الموجود على الطرقات حاليًا يتكون من 10-20 سيارة تيسلا طراز Y مع علامة مميزة لتمييزها عن سيارات تيسلا العادية. التجربة والقيود الحالية في الوقت الراهن خدمة الروبو تاكسي متاحة فقط بنظام الدعوات، أي أنها لا تزال غير متاحة للعامة، ولا توجد معلومة حول موعد التوفر الكامل. التاكسي ذاتي القيادة الذي على الطريق الآن يمتلك نسخة مختلفة من وضع القيادة الذاتية الكاملة Full Self Driving المتوفر لملاك تيسلا العاديين، والـ FSD أيضًا مليء بوعود كثيرة غير موفَّاة عبر السنين لأسباب قانونية وتقنية وغيرها. تعمل خدمة الـ Robotaxi فقط في منطقة صغيرة محددة للغاية في أوستن تيكساس، وهناك مراقب سلامة يجلس في المقعد الأمامي في كل الرحلات، ومهمته إيقاف السيارة حال حدوث مشكلة أو تصرف غير متوقع، بالإضافة لسيارات مرافقة تتبع التاكسي وسائقين عن بُعد كدعم إضافي. تفتح السيارة عبر اظهار التطبيق الخاص للموظف الذي يجلس في الامام، ومن اللمسات الجيدة أن جميع تفضيلات المستخدم المحفوظة على حسابه تتزامنمع الشاشة الخلفية، فيمكنه الاستمتاع بتطبيقاته المفضلة مباشرة. تجارب المستخدمين في العموم عادية، لا شيء مثير للاهتمام باستثناء لقطة تظهر انحراف الـ Robotaxi إلى الحارة المعاكسة. سعر الرحلة الحالي هو سعر ثابت 4.20 دولار، وهو رقم مربوط بنكات حول الحشيش، دمك خفيف اوي يا ماسك! Robotaxi أم Cybercab ؟ جدير بالذكر أن الـRobotaxi ليس نفسه الـ Cybercab، فالأول عبراة عن نسخة معدلة من سيارة تيسلا Model Y والآخر سيارة مستقبلية ذاتية القيادة تمامًا بدون دواسات أو عجلة قيادة. الـ Cybercab أُعلن عنه لأول مرة في أكتوبر 2024 بعد الكثير من التأجيلات (زعم ماسك أن الـ Cybercab سيعلن عنه في 2023 وسيبدأ تصنيعه في 2024) والحاصل أن تصنيع الـ Cybercab لن يبدأ حتى 2026، على أكثر التقديرات تفاؤلا. ما وضع تيسلا مقارنة بالمنافسين؟ لا تزال تيسلا متأخرة في خدمة التاكسي ذاتي القيادة وخدمة القيادة الذاتية عمومًا، شركات مثل وايمو تسحق الـ FSD الخاصة بتيسلا لسبب بسيط جدًا، تيسلا تعتمد فقط على الكاميرات، لا حساسات رادار ولا غيرها، ولا سبيل للتخلص على تلك العقبة، لن تخرق قوانين الفيزياء بأعجوبة مثلًا! وايمو لديها ما يزيد عن 1500 تاكسي ذاتي القيادة موزعين في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وفينيكس وأوستن، أركز على وايمو لأنها أشهر وأكبر شركة توفر التاكسي ذاتي القيادة في الولايات المتحدة. وهناك الكثير من الشركات الصينية الرائدة في هذا المجال من أهمها بايدو ، فيما لا تزال تيسلا تحاول الوفاء بوعودها.

سيارة رياضية خارقة تزن نصف وزن مازدا MX-5 وتعمل بمحرك بي إم دبليو صغير!
سيارة رياضية خارقة تزن نصف وزن مازدا MX-5 وتعمل بمحرك بي إم دبليو صغير!

عالم السيارات

timeمنذ 6 أيام

  • عالم السيارات

سيارة رياضية خارقة تزن نصف وزن مازدا MX-5 وتعمل بمحرك بي إم دبليو صغير!

تعرفوا على LM Coupe: تحفة هندسية خارجة عن المألوف من شاطئ كاليفورنيا في عالم السيارات الرياضية، حيث تزداد الأحجام والتعقيد عاماً بعد عام، تظهر سيارة LM Coupe من شركة ناشئة أمريكية باسم Shoreline Bespoke لتعيد تعريف الخفة والبساطة بقوة. السيارة الجديدة تزن فقط 635 كلغ – أي ما يعادل نصف وزن مازدا MX-5 – وتعتمد على محرك صغير سداسي الأسطوانات مستقيم من بي إم دبليو يمكنه الدوران حتى 10,000 دورة في الدقيقة! من يقف وراء هذه السيارة الخارقة؟ تأسست شركة Shoreline Bespoke في عام 2021 على يد مهندسين طموحين من كاليفورنيا: سبنسر بيكمان وكايل كروغر، ويعملان على تطوير سيارة رياضية بمقعدين ذات تصميم مستوحى من سباقات الستينيات، وتحديداً سيارة بورشه 906 الأسطورية. بدأ المشروع من شاسيه مكشوف تم عرضه العام الماضي، واستمر التطوير ليصل إلى سيارة جاهزة ستظهر قريباً في أسبوع مونتيري للسيارات في أغسطس. المواصفات التقنية… خفة في الوزن وقوة في الأداء الهيكل: مصنوع يدوياً من أنابيب فولاذية عالية الصلابة. التعليق: نظام مزدوج قابل للتعديل في الزوايا الأربع. المكابح: من إنتاج AP Racing. نظام التوجيه: مخصص بالكامل لضمان تجربة قيادة مباشرة وممتعة. المحرك: سعة 1.65 لتر، مشتق من محرك دراجة BMW K1600 النارية، تمت إعادة بنائه من قبل Ed Pink ليولد 250 حصاناً ويصل إلى 10,000 دورة/دقيقة. ناقل الحركة: تسلسلي مزوّد بدواسة كلتش، بدلاً من ناقل الحركة اليدوي التقليدي. مقصورة مستوحاة من سيارات السباق في الداخل، تتوفر مقاعد دلو من ألياف الكربون غير قابلة للتعديل، مع صندوق دواسات وعجلة قيادة قابلة للتخصيص حسب السائق. لا توجد شاشات ترفيه، بل فقط حامل مغناطيسي للهاتف الذكي… البساطة في أبهى صورها. متى تُطرح في الأسواق؟ من المتوقع أن تبدأ تسليم أولى النسخ في نهاية عام 2026، بسعر يقارب نصف مليون دولار للنسخة الواحدة، موجهة لهواة القيادة الذين يبحثون عن تجربة نقية وخفيفة الوزن بكل معنى الكلمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store