logo
معهد الشارقة يطلق الأربعاء مؤتمر «التراث الشعبي بعيون الآخر»

معهد الشارقة يطلق الأربعاء مؤتمر «التراث الشعبي بعيون الآخر»

صحيفة الخليجمنذ 3 أيام
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق الأربعاء، فعاليات مؤتمر التراث الثاني.
المؤتمر ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، ويستمر حتى الخميس في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من مختلف الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية.
يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على صورة التراث الشعبي الإماراتي والعربي كما يراها الباحثون الأجانب، من خلال مجموعة من الأوراق العلمية والنقاشات التي تستعرض نماذج من التفاعل المعرفي والثقافي بين الموروث المحلي والرؤى العالمية، في إطار سعي المعهد لتعزيز الحوار الحضاري وتبادل الخبرات في مجالات صون التراث ونقله للأجيال.
وتنطلق فعاليات اليوم الأول 10 صباحاً بحفل الافتتاح الرسمي، يعقبه افتتاح المعرض المصاحب «تراثنا بعيونهم»، الذي يضم أعمالاً فنية ووثائق وبحوثاً ميدانية أنجزها باحثون من خارج العالم العربي، وتسلّط الضوء على تجاربهم في توثيق عناصر من التراث الشعبي في المنطقة.
ويمتد البرنامج العلمي للمؤتمر على مدى يومين، من 9 صباحاً حتى 6 مساءً، ويتضمن ست جلسات علمية متخصصة تناقش محاور متعددة، أبرزها: تصورات الآخر للتراث الشعبي، والخطاب الثقافي في الدراسات الأجنبية، ودور المؤسسات الدولية في حفظ التراث، إلى جانب استعراض مشاريع بحثية ودراسات ميدانية من مناطق مختلفة.
شخصية الدورة الثانية
أعلن معهد الشارقة للتراث اختيار د. سيف محمد بن عبود البدواوي شخصية المؤتمر لهذا العام، تقديراً لإسهاماته العلمية في مجالات التأريخ والتراث الثقافي، ودوره البارز في توثيق الذاكرة الوطنية الإماراتية وتعزيز الهوية الثقافية من خلال الدراسات الأكاديمية والكتب المرجعية.
وأكد د. عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد، أن المؤتمر يمثل محطة معرفية مهمة في مسيرته. وقال: «نحرص على أن يكون هذا المؤتمر مساحة حوار مفتوحة مع الباحثين من مختلف دول العالم، لنعرف كيف يُقرأ تراثنا خارج حدودنا، وكيف يمكننا تقديمه بأساليب تحفظ أصالته وتواكب التحولات الثقافية الراهنة».
وبدوره، أفاد أبو بكر الكندي، مدير المعهد، بأن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار رؤيته لتعزيز الحضور العالمي للتراث الإماراتي والعربي. وقال: «يمثل المؤتمر فرصة حقيقية لتبادل المعارف والخبرات، والتواصل مع باحثين من مختلف دول العالم، بهدف الوصول إلى فهم أعمق لتراثنا، وتقديمه بأساليب علمية تواكب متغيرات العصر وتُبرز قيمته الثقافية على المستوى الدولي».
ووجه معهد الشارقة للتراث الدعوة إلى المهتمين بالثقافة والتراث، والباحثين، والإعلاميين، وطلاب الجامعات، لحضور جلسات المؤتمر والمشاركة في فعالياته المختلفة، التي تمثل فرصة للتفاعل مع خبراء من مختلف دول العالم، والاطلاع على تجارب بحثية وثقافية ثرية تسلط الضوء على التراث الشعبي من زوايا عالمية متنوعة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كواليس صيانة نافورة دبي الراقصة تشغل محبيها
كواليس صيانة نافورة دبي الراقصة تشغل محبيها

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

كواليس صيانة نافورة دبي الراقصة تشغل محبيها

أكبر نافورة راقصة في العالم، تبلغ مساحتها ما يعادل 18 ملعب كرة قدم، وتُعد من أشهر المعالم السياحية في دبي، حيث أسرت قلوب ملايين الزوار منذ تأسيسها. وقد تم إغلاق هذه النافورة الشهيرة مؤخراً للقيام بأعمال صيانة.

بارك حياة تدخل سوق جنوب أفريقيا بافتتاح فندق جديد في جوهانسبرغ
بارك حياة تدخل سوق جنوب أفريقيا بافتتاح فندق جديد في جوهانسبرغ

زاوية

timeمنذ 4 ساعات

  • زاوية

بارك حياة تدخل سوق جنوب أفريقيا بافتتاح فندق جديد في جوهانسبرغ

دبي، الإمارات العربية المتحدة: كشفت فنادق حياة (مدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز H) عن افتتاح فندق بارك حياة جوهانسبرغ والذي يشكّل ثالث وجهات العلامة الفندقية الفاخرة في القارة الأفريقية. ويقع الفندق في منطقة روزبانك النابضة بالحياة، والمعروفة بثرائها الثقافي وحيويتها الحضرية، حيث يقدّم تجربة إقامة راقية بطابع سكني يجمع بين التصميم المدروس، والفن الغامر، وحفاوة الضيافة ضمن تجربة متكاملة تنبض بالفخامة والذوق الرفيع. صرّح ميتش جيميل، المدير العام لفندق بارك حياة جوهانسبرغ، قائلا: "نحن فخورون للغاية بافتتاح فندق بارك حياة جوهانسبرغ، بما يمثّل امتدادًا لإرث علامة بارك حياة في منطقة روزبانك النابضة بالحياة. كما يحرص فريقنا على تقديم خدمة شخصية رفيعة وتجارب مصممة بعناية تُنفّذ بأدق التفاصيل، لتعكس جوهر الضيافة الفاخرة العصرية في تعاملنا مع الضيوف. التراث المحلي والهندسة المعمارية يُجسّد فندق بارك حياة جوهانسبرغ التوازن بين الأصالة والحداثة، من خلال حفاظه على الإرث المعماري للمبنى التاريخي الذي شُيّد في ثلاثينيات القرن الماضي كقصر فخم. ويعكس التصميم المعماري للفندق تأثير المهندس البريطاني الشهير "السير هربرت بيكر"، الذي أسهمت أعماله في تشكيل ملامح الأحياء السكنية الأولى في مدينة جوهانسبرغ. وقد خضع المبنى لعملية ترميم دقيقة حافظت على العناصر الأصلية مثل الأقواس الواسعة، والأسقف العالية، والشرفات الفسيحة، ليقدّم تجربة ضيافة راقية تمزج بين سحر الماضي وفخامة الحاضر. ويتميّز الفندق بتصميمه المرتكز على فناء خارجي في الهواء الطلق، تحتضنه شجرة الجاكرندا العريقة، وحدائق منسّقة بعناية، بالإضافة إلى مسبح خارجي مدفّأ، ما يوفر للضيوف مساحة مثالية للاسترخاء والتأمل. كما يضم الفندق برنامجاً فنياً وتصميماً محلياً منسقاً، يعرض في كل طابق أعمالاً مستوحاة من طبيعة المنطقة وتاريخها النباتي وأرشيفها الثقافي، ما يعزز من ارتباط الفندق ببيئته المحلية ويمنح الضيوف تجربة ثقافية غنية. الغرف والأجنحة يقدّم فندق بارك حياة جوهانسبرغ 31 غرفة وجناحًا فندقيًا بتصميم أنيق يعكس أعلى معايير الراحة والرفاهية. وتتميّز كل وحدة بإطلالات على الحدائق من خلال نوافذ ممتدة من الأرض إلى السقف، إلى جانب أسرّة بحجم كينغ ومساحات داخلية مشرقة يغمرها الضوء . وتوفّر بعض الغرف والأجنحة شرفات خاصة تمنح الضيوف شعورًا إضافيًا بالهدوء والعزلة. كما تتزيّن الغرف بأقمشة قطنية فاخرة، وحمّامات رخامية مزوّدة بأحواض استحمام عميقة، وأغطية مزخرفة برسومات مستوحاة من قبيلة "نديبيلي"، إلى جانب أعمال فنية مختارة لفنانين محليين. وتحمل كل غرفة طابعًا فنيًا مختلفًا يعكس تنوّع البيئة في جنوب أفريقيا، من بينها الطحالب البحرية، الأشجار، السافانا، الغابات، وأوراق النباتات. أما المساحات العامة في الفندق، فتضم أعمالًا فنية محلية بألوان دافئة وتفاصيل حرفية دقيقة، بالإضافة إلى رسومات تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر، تم جمعها من أرشيفات ومصادر محلية أصيلة. تجربة طهي راقية يشكّل فن الطهو أحد أبرز ركائز تجربة الضيافة في فندق بارك حياة جوهانسبرغ، حيث يقدّم مطعم "روم 32" الذي يحمل اسمًا مستوحًى من عدد غرف الفندق البالغ 31. ويعتمد المطعم في إعداد أطباقه على تقنيات الطهي المباشر على النار، مع التركيز على النكهات الموسمية والمحلية، ما يتيح للضيوف مشاهدة الطهاة وهم يحوّلون أبسط المكونات إلى أطباق فاخرة تعكس براعتهم في الطهو. العافية المستوحاة من الثقافة المحلية يقدّم فندق بارك حياة جوهانسبرغ تجربة عافية فريدة تمزج بين التقاليد العالمية والإرث الثقافي المحلي، وذلك في إطار الاستعداد لافتتاح مركز السبا قريبًا. وستشمل قائمة العلاجات تقنيات مميزة مستوحاة من التقاليد الصحية في جنوب أفريقيا، باستخدام مكونات طبيعية مثل شاي الرويبوس، وزيت المارولا، ومستخلص شجرة التبلدي، المعروفة بخصائصها العلاجية ومضادات الأكسدة. وتهدف هذه العلاجات إلى استعادة التوازن الداخلي وتعزيز الطاقة، من خلال تجربة حسية تربط الضيوف بروح الطبيعة المحلية. كما يضم الفندق مركز لياقة بدنية مجهزًا بالكامل، إلى جانب مسبح خارجي مدفّأ تحيط به حدائق مصممة بعناية، لتوفير أجواء هادئة ومريحة في قلب المدينة. وفي خطوة تعكس التزام الفندق بتقديم تجربة ضيافة راقية، يتعاون بارك حياة جوهانسبرغ مع دار النشر أسولين، لعرض مجموعة مختارة من كتبها الشهيرة، إضافة إلى شموع عطرية وعناصر تصميم فنية ضمن الأجنحة وصالة الفندق، ما يعزّز من طابع الأناقة والذوق الرفيع في المكان. فعاليات واجتماعات خاصة يقدّم فندق بارك حياة جوهانسبرغ للضيوف بيئة تجمع بين الأناقة والوظيفية لتنظيم الفعاليات الصغيرة، حيث تتوفر مساحة مرنة تستوعب حتى 60 ضيفًا، ما يجعلها مناسبة للاجتماعات الخاصة والاحتفالات الراقية. ويعمل فريق العمل المتخصص في الفندق على ضمان الاهتمام بأدق التفاصيل، لتقديم تجربة مميزة تلبي تطلعات الضيوف وتُسهم في نجاح الفعاليات. وقال حمزة فاروقي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ميّلات: "يمثل افتتاح فندق بارك حياة جوهانسبرغ التزامنا بتقديم خدمة استثنائية، واهتمامًا فائقًا، وفخامة متصلة بإرث المدينة الغني وثقافتها النابضة بالحياة. نسعى لتقديم تجربة فريدة تمزج بين الضيافة الرفيعة وفنون جنوب أفريقية الأصيلة." يقع الفندق في موقع استراتيجي قريب من أبرز المعالم الثقافية، والمعارض الفنية، والمتاجر البوتيكية، وأشهر المطاعم في المدينة، ما يؤهله ليكون وجهة فاخرة مفضلة لرجال الأعمال والمسافرين الباحثين عن التميز. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: يُستخدم مصطلح "حياة" في هذا البيان للإشارة بشكل مبسط إلى شركة حياة للفنادق و/أو إلى إحدى شركاتها التابعة. نبذة عن مجموعة حياة للفنادق: يقع المقر الرئيسي لمجموعة حياة للفنادق في شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية، وهي تُعتبر شركة عالمية رائدة في قطاع الضيافة تسعى إلى تقديم العناية للضيوف ليكونوا دائمًا بأفضل حال. وتضم محفظتها أكثر من 1,350 فندقًا ومنتجعًا شامل الخدمات في 79 دولة عبر ست قارات وذلك اعتبارًا من 30 ديسمبر 2024تشمل عروض الشركة العلامات التجارية المنضوية تحت علامة تايم ليس كوليكشن، مثل: "بارك حياة®"، "جراند حياة®"، "حياة ريجنسي®"، "حياة®"، "حياة فاكيشن كلوب®"، "حياة بليس®"، "حياة هاوس®"، "حياة ستوديوز"، و"يوركوف®". بالإضافة إلى العلامات التجارية المنضوية تحت العلامة باوند ليس كوليكشن، التي تشمل: "ميرافال®"، "أليلا®"، "أنداز®"، "تومسون هوتيلز®"، "دريم هوتيلز®"، "حياة سنتريك®"، و"كابشن باي حياة®". ومجموعةإندبنتنت كوليكشن، التي تضم: "ذا أنباوند كوليكشن باي حياة®"، "ديستينيشن باي حياة®"، و"جي دي في باي حياة®". وأخيراً، مجموعةإنكلوسيف كوليكشن، التي تشمل: "إمبريشن باي سيكريتس"، "حياة زيفا®"، "حياة زيلارا®"، "زو تري® ويلنس آند سبا ريزورتس"، "سيكريتس ريزورتس آند سباس®"، "بريثلس ريزورتس آند سباس®"، "دريمز ريزورتس آند سباس®"، "حياة فيفيد هوتيلز آند ريزورتس"، "ألوى هوتيلز آند ريزورتس®"، و"صن سكيب ريزورتس آند سباس تدير الشركات التابعة للمجموعة برنامج الولاء "ورلد أوف حياة®"، وعروض "إيه إل جي فاكايشنز®"، و"مستر آند مسز سميث™"، و"نادي أنليميتد فاكايشن®"، وخدمات إدارة الوجهات "أمستار دي إم سي"، ومنصة تكنولوجيا السفر "ترايسبت سولوشنز®". للمزيد من المعلومات حول مجموعة حياة للفنادق، تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني . نبذة عن فنادق "بارك حياة": تواصل فنادق "بارك حياة" ترسيخ مكانتها كخيار أول للمسافرين العالميين من أصحاب الذوق الرفيع، عبر تقديم تجربة إقامة فاخرة تجمع بين الخصوصية، والرقي، والخدمة الشخصية الهادئة. ويعكس كل فندق من فنادق العلامة فلسفة التصميم المتفرّد الذي يدمج الأناقة الرفيعة مع البساطة الراقية، ليمنح الضيوف إحساسًا بالإقامة في منزل ثانٍ وسط أجواء تنضح بالراحة والتميّز. وتضم فنادق "بارك حياة" غرفًا مصمّمة بعناية، وأعمالًا فنية عالمية، ومفاهيم طهو استثنائية ومبتكرة، بالإضافة إلى مطاعم حائزة على جوائز عالمية يشرف عليها طهاة مرموقون. وتتوزع حالياً 48 فندقًا تابعًا للعلامة في عدد من أهم المدن حول العالم، من بينها: أبوظبي، أوكلاند، بانكوك، بكين، بوينس آيرس، شيكاغو، الدوحة، دبي، إسطنبول، جدة، جوهانسبرغ، لندن، المالديف، مراكش، ميلانو، نيويورك، باريس، طوكيو، تورنتو، واشنطن العاصمة، وزيورخ، وغيرها. للمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الموقع الرسمي ، أو متابعة @ParkHyatt على فيسبوك، إكس وإنستغرام، مع استخدام الوسم #LuxuryIsPersonal. انتهى-

حين تصبح العدسة ذهباً وإرث الصورة خالداً في ذاكرة رأس الخيمة
حين تصبح العدسة ذهباً وإرث الصورة خالداً في ذاكرة رأس الخيمة

خليج تايمز

timeمنذ 5 ساعات

  • خليج تايمز

حين تصبح العدسة ذهباً وإرث الصورة خالداً في ذاكرة رأس الخيمة

القصة التالية مستوحاة من ذكريات أمينة محمد النمر وباسم محمد النمر، أبناء المرحوم محمد عبد الله النمر، الذي توفي في 26 أبريل 1990. قبل أن تضيء الكهرباء شوارع رأس الخيمة، وقبل أن تحمل جوازات السفر الصور، وقبل أن تحمل الاستوديوهات الأسماء، كان هناك رجل واحد خلف العدسة: محمد عبدالله النمر. كان النمر صائغ ذهب سابقًا من مدينة الإحساء في المملكة العربية السعودية، ثم أصبح أول مصور محترف في رأس الخيمة، وهو الرجل الذي أعطى الهوية لشعبها، صورة واحدة في كل مرة. وُلد محمد عبد الله النمر عام ١٩٠٨، وبدأ حياته العملية صائغًا شابًا للذهب والفضة. لكن طموحه سرعان ما دفعه إلى ما هو أبعد من تجارة المعادن الثمينة. في السادسة عشرة من عمره، متزوجًا حديثًا، مليئًا بالعزيمة، غادر الأحساء بحثًا عن فرصة. أخذته رحلته على ظهر جمل عبر قطر، ثم عبر البحر، متحديًا العواصف حتى وصل إلى جزيرة دلما، ثم إلى رأس الخيمة، حيث سيبدأ فصلًا جديدًا من حياته. في البداية، استأنف عمله في صياغة الذهب. ولكن عندما حظرت حكومة رأس الخيمة استخراج الذهب من المناطق الساحلية، بما في ذلك موقع المطاف الذي كان مزدهرًا في السابق، سارع النمر إلى تغيير مساره. دخل تجارة المواد الغذائية، وسرعان ما أدت موثوقيته واهتمامه الدقيق بالتفاصيل إلى تعيينه من قبل المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم رأس الخيمة من عام ١٩٤٨ حتى وفاته عام ٢٠١٠، كاتبًا رسميًا لتصاريح السفر في الإمارة. لم تكن علاقته بالشيخ صقر مبنية على الخدمة فحسب، بل على الثقة والاحترام المتبادلين. وتوسعت مهام النمر لتشمل كتابة جوازات السفر والموافقة عليها، وتوثيق الحوادث، ودعم البنية التحتية المدنية. وقد مُنح وصولاً نادرًا إلى مناطق حساسة، بما في ذلك الحصن القديم حيث كانت تُختم الوثائق الرسمية. في أوائل الثلاثينيات من عمره، واستجابةً للحاجة المتزايدة لصور الهوية الرسمية، أرسل الشيخ صقر النمر شخصيًا إلى دبي للتدرب على يد عبد الله قمبر، المصور المحترف الوحيد في المنطقة آنذاك. بعد ستة أيام فقط من التدريب المكثف، عاد بكاميرا وهدف. ووفقًا لابنته، أمينة محمد النمر: "كان والدي مثالًا يُحتذى به للرجل المسؤول، مؤتمنًا على وجوه الناس ووثائقهم الرسمية، وتحمل هذه المسؤولية بأمانة وهدوء وكرامة". وبعد عودته بفترة وجيزة، طلب النمر كاميرته الأولى من الكويت، ودفع 1200 روبية، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، ويعادل تقريبًا 51 درهمًا إماراتيًا اليوم. افتتح استوديو العروبة في جلفار، أول استوديو تصوير فوتوغرافي في رأس الخيمة. كان الاستوديو حيويًا للغاية في تطوير المدينة، لدرجة أنه زُوّد بأول عداد كهرباء مخصص في الإمارة لتشغيل معداته الفوتوغرافية. في عصرٍ كانت فيه الكهرباء سلعةً نادرة، كانت غرفة تحميض النمر مسرحًا هادئًا للدقة. كان يُحمّض الصور تحت مصباح أحمر أو تحت مظلات من سعف النخيل. في فصول الصيف الحارة، كان يعمل تحت عريش في الحديبة، مستخدمًا مصابيح السيارات لإضاءة العملية. قالت أمينة: "كان يعمل ليلًا نهارًا. كانت العائلة بأكملها تساعد في غلق الأظرف بالنشا، وقص ورق الصور يدويًا، ووضع ملصقات على كل صورة. كان هناك القليل جدًا، لكن كل شيء كان يتم بعناية وكرامة". رغم رحيل محمد النمر في 26 أبريل/نيسان 1990، صباح عيد الفطر، إلا أن إسهاماته لم تتلاشى، بل ازدادت حضورًا. وقد كُرِّم إرثه خلال أيام رأس الخيمة للتراث العام الماضي، حيث عُرضت 18 صورة من صور جواز سفره الأصلية، مُسلِّطةً الضوء على دوره المحوري في توثيق التاريخ البصري للإمارة. كان الناس يأتون من رأس الخيمة، وكذلك من أم القيوين والفجيرة وخصب، لالتقاط صورهم. أصبح الرجل الذي يلجأ إليه الناس للحصول على صور جوازات السفر ووثائق الهوية، وحتى تقارير حوادث المرور. قالت أمينة: "لم يفكر يومًا في الربح. كان يتقاضى روبية واحدة مقابل الصورة ويعطي أربع نسخ. ما كان يهمه هو رؤية الرضا على وجوه الناس". امتدّ تفاني النمر في التفاصيل إلى ما هو أبعد من الاستوديو. فقد أرشف كل صورة بدقة متناهية، مصحوبةً بملاحظات مكتوبة بخط اليد تتضمن الأسماء والتواريخ والأماكن. تتذكر ابنته: "كان دائمًا يقول إن الناس سيعودون يومًا ما إلى أرشيفه. سمعته يقول ذلك لأمي أكثر من مرة. والآن، هذا ما يحدث بالضبط: يكشف التاريخ عن أعماله، تمامًا كما كان الناس يبحثون عن الذهب في المطاف. أتمنى لو كان هنا ليرى أن ما صنعه بعد أن ترك وراءه ذهبًا أصبح أكثر قيمة من الذهب نفسه". في منزله، مع ست بنات وولدين، بنى حياته الأسرية بنفس العناية التي أولاها لتصويره. قالت أمينة: "لقد بنى حياتنا كما يبني المهندس المعماري الطوب. كل تفصيلة كانت مهمة. كان حنونًا، لكنه بالغ المسؤولية". كما ظلّ متمسكًا بجذوره في الأحساء، يرسل الرسائل والهدايا لأقاربه، معبّرًا دائمًا عن حبه بلفتات صغيرة ومدروسة. في عام ٢٠١٩، وبعد قرابة ثلاثة عقود من وفاته، أعادت عائلته فتح أرشيفه المحفوظ في صناديق وأظرف، واكتشفت آلاف الصور المحفوظة بعناية، والتي كان العديد منها سليمًا ومُعلّمًا. وبينما تضررت بعض الأفلام السلبية بمرور الزمن، ظلت معظمها صالحة للاستخدام، وتُعدّ كنزًا ثمينًا للذاكرة البصرية للأمة. اليوم، سار اثنان من أبنائه وثلاثة من أحفاده على خطاه. يقول ابنه باسم محمد النمر: "لم تنتقل المهنة إلينا جميعًا، لكن الشغف انتقل إلينا". ربما تخلى محمد عبد الله النمر عن الذهب، لكنه في النهاية حافظ على شيءٍ أبقى بكثير. من خلال عدسته، منح هويةً وذكرىً وصوتًا لشعب رأس الخيمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store