أحدث الأخبار مع #معهد_الشارقة_للتراث


صحيفة الخليج
منذ 17 ساعات
- منوعات
- صحيفة الخليج
بمشاركة 20 دولة.. افتتاح مؤتمر «التراث الشعبي بعيون الآخر» في الشارقة
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح معهد الشارقة للتراث صباح الأربعاء فعاليات مؤتمر التراث الثاني تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، وذلك في مركز التراث العربي التابع للمعهد بالمدينة الجامعية في الشارقة، بحضور د.عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد والمؤتمر، وأبوبكر الكندي، مدير المعهد، إلى جانب نخبة من الباحثين والخبراء والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، يمثلون أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية. ويستمر المؤتمر على مدى يومين، ويتضمن أكثر من 40 مشاركة علمية من خبراء وأكاديميين يناقشون خلالها تجليات التراث الشعبي كما رآها الآخر، من خلال أوراق بحثية، وجلسات حوارية، وورش عمل متخصصة. وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، قال د.عبدالعزيز المسلم،: «نفتتح الدورة الثانية من هذا المؤتمر تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، وهو عنوان يحمّلنا مسؤولية التأمل في الكيفية التي نُظر بها إلى تراثنا من قبل الآخر، عبر القرون، سواء من خلال كتابات الرحالة أو دراسات المستشرقين أو الوثائق الأجنبية المختلفة». وأضاف: «المؤتمر لا يهدف فقط إلى استعراض تلك الرؤى، بل يسعى إلى تفكيكها، وتحليلها، وإعادة قراءتها من منظور علمي ناقد، يسائل ويوازن بين ما أنصف وما أغفل، ويبحث في السياقات التي وُلدت منها هذه الصور الذهنية». وأكد المسلم أن التراث الشعبي يشكّل جسراً للحوار الإنساني، ومنصة لتقاطع الثقافات، وقال: «التراث ليس ماضياً ساكناً، بل هو حيّ في وجدان الشعوب، ومصدر من مصادر الفهم العميق للذات والآخر معاً. ومن خلال هذه الفعالية، نعيد تقديم تراثنا الشعبي بوصفه مادة للتفكير والتفاعل والانفتاح». وأعرب المسلم عن تقديره لرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، قائلاً: «رعاية سموه لهذا المؤتمر تعكس إيماناً راسخاً بأهمية صون الذاكرة الجماعية، وتعزيز الحوار الثقافي مع العالم، وترسيخ الشارقة مرجعية دولية في قضايا التراث والتعدد الثقافي». وأضاف: «أولت الشارقة، بقيادة سموه، أهمية كبرى للترجمة كجسر حضاري ومعرفي، ومنصة لتبادل الرؤى الثقافية بين الشعوب. واليوم، نستعرض كيف تم تناول تراثنا الشعبي في كتابات المستشرقين، والدراسات الأكاديمية، والأعمال الفنية، لنفهم كيف تشكّلت صورة التراث العربي في وعي الآخر، ونعيد تقديمها بوعي علمي متجدد، يعزز مكانة ثقافتنا في العالم». جهود مستمرة أكد أبوبكر الكندي أن تنظيم المؤتمر يأتي ضمن جهود معهد الشارقة للتراث المستمرة في تعزيز التفاعل الثقافي والمعرفي حول التراث الشعبي العربي، وإبراز حضوره في وعي الآخر، وتطوير أدوات صونه وتوثيقه. وقال: يعكس المؤتمر التزام المعهد بدعم البحث العلمي والشراكات الثقافية الدولية التي تسهم في حماية التراث ونقله للأجيال القادمة، كما يؤكد حرص الشارقة على أن تكون منصة عالمية للحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة. مسؤولية أكد د.سيف البدواوي، شخصية المؤتمر لهذا العام، أن الحفاظ على التراث يمثل دعامة أساسية للهوية الوطنية. وقال: «التراث يقوي انتماءنا للوطن ويمنحنا دافعاً للعمل والبذل والعطاء، فهو ليس مجرد ماضٍ يُروى، بل هو دروس وعبر تُضيء طريقنا للمستقبل». ووجّه رسالة إلى الشباب قائلاً: «عليهم أن يدركوا أنهم بخدمة التراث يخدمون الوطن من أوسع أبوابه، فالتخلي عن الجذور يُضعف الهوية ويُبدّد القيم». توجهات وأهداف قال د.مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد ومنسق المؤتمر: «إنه يعبّر بجلاء عن توجهات المعهد الرامية إلى تحقيق الفارق على المستويين العلمي والتراثي، عبر طرح موضوعات تكشف عن المشتركات الثقافية التي تجمع تراث العالم». وأضاف: «تسلّط الدورة الجديدة الضوء على صورة الشرق في مرآة الغرب، من خلال قراءة معمّقة للمدونات الرحلية الغربية وما تحمله من تصوّرات وأحكام، بهدف تعزيز الحوار والتفاهم مع الآخر، لا من باب الفرض بل عبر جسور التواصل الثقافي». وأكد أن المؤتمر يسهم في ترسيخ مكانة الشارقة مركزاً معرفياً لحوار الحضارات، ويعكس وعياً متجدداً بأهمية الاستشراف الثقافي في بناء العلاقات بين الشعوب، ومنصة فكرية لاستكشاف تمثّلات الهوية في الوعي الغربي، وفرصة لتصحيح الصور النمطية بمقاربات علمية دقيقة. معرض افتتح د.عبدالعزيز المسلم، يرافقه أبوبكر الكندي، المعرض المصاحب للمؤتمر تحت شعار «تراثنا بعيونهم»، وذلك في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة. بدأت الجولة في المعرض برفقة الضيوف من القسم الأول «الإمارات العربية في الذاكرة الغربية»، حيث اطلعوا على بواكير الكتابات الغربية التي تحدثت عن الساحل (الإمارات العربية المتحدة حالياً)، على مدى خمسة قرون، واستعرضوا ما يتصل منها بتاريخ الدولة وتراثها بعناصره كافة. ويشمل هذا القسم الساحل في الخرائط والمدوّنات الغربية، زوار الساحل «شهود عيان»، تراث الإمارات في كتب الرحلات، نمط الحياة القديمة، الزينة والأزياء، الحرف التقليدية، سباقات الهجن، الصيد بالصقور، النخيل، المساكن التراثية، الأمراض والأوبئة، الأفلاج، صيد الأسماك، الغوص على اللؤلؤ، صناعة السفن والقوارب، إضافة إلى وجوه من الإمارات تعكس مظاهر الحياة القديمة في المنطقة. الخليج والغرباء اطّلع المسلم والحضور على القسم الثاني من المعرض، الذي يحمل عنوان «الخليج العربي بعيون الغرباء»، ويقدم تطوافاً بصرياً يشمل الخرائط وصور المدن والموانئ والمعالم والشواهد والمشاهد المتبقية من القرون الخالية. واختُتمت الجولة في القسم الثالث «سحر الشرق بعيون الغرب»، حيث تجوّل المسلم برفقة الحضور بين لوحات الرحّالة والمستشرقين عن العالم العربي، والتي أضاءت جوانب مختلفة من حياة المجتمعات العربية على مدى قرون طويلة. وتضم مكتبة المعرض «مدونات الرحّالة» الغربيين ومصادرهم الزاخرة، التي شكّلت موارد علمية غنية، وثقت ملامح من حياة الشرق، ومعارفه، وكنوزه، ورموزه.


البيان
منذ 2 أيام
- منوعات
- البيان
"التراث الشعبي بعيون الآخر " الأربعاء والخميس بالشارقة
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ينظم معهد الشارقة للتراث يومي الأربعاء والخميس 2 و3 يوليو، مؤتمر التراث الثاني تحت شعار "التراث الشعبي بعيون الآخر" وذلك في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من مختلف الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية. ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على صورة التراث الشعبي الإماراتي والعربي كما يراها الباحثون الأجانب من خلال مجموعة من الأوراق العلمية والنقاشات التي تستعرض نماذج من التفاعل المعرفي والثقافي بين الموروث المحلي والرؤى العالمية في إطار سعي المعهد لتعزيز الحوار الحضاري وتبادل الخبرات في مجالات صون التراث ونقله للأجيال. وأعلن معهد الشارقة للتراث عن اختيار الدكتور سيف محمد بن عبود البدواوي شخصية المؤتمر لهذا العام تقديرًا لإسهاماته العلمية في مجالات التأريخ والتراث الثقافي ودوره البارز في توثيق الذاكرة الوطنية الإماراتية وتعزيز الهوية الثقافية من خلال الدراسات الأكاديمية والكتب المرجعية.


صحيفة الخليج
منذ 3 أيام
- ترفيه
- صحيفة الخليج
معهد الشارقة يطلق الأربعاء مؤتمر «التراث الشعبي بعيون الآخر»
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق الأربعاء، فعاليات مؤتمر التراث الثاني. المؤتمر ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، ويستمر حتى الخميس في مركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من مختلف الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية. يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على صورة التراث الشعبي الإماراتي والعربي كما يراها الباحثون الأجانب، من خلال مجموعة من الأوراق العلمية والنقاشات التي تستعرض نماذج من التفاعل المعرفي والثقافي بين الموروث المحلي والرؤى العالمية، في إطار سعي المعهد لتعزيز الحوار الحضاري وتبادل الخبرات في مجالات صون التراث ونقله للأجيال. وتنطلق فعاليات اليوم الأول 10 صباحاً بحفل الافتتاح الرسمي، يعقبه افتتاح المعرض المصاحب «تراثنا بعيونهم»، الذي يضم أعمالاً فنية ووثائق وبحوثاً ميدانية أنجزها باحثون من خارج العالم العربي، وتسلّط الضوء على تجاربهم في توثيق عناصر من التراث الشعبي في المنطقة. ويمتد البرنامج العلمي للمؤتمر على مدى يومين، من 9 صباحاً حتى 6 مساءً، ويتضمن ست جلسات علمية متخصصة تناقش محاور متعددة، أبرزها: تصورات الآخر للتراث الشعبي، والخطاب الثقافي في الدراسات الأجنبية، ودور المؤسسات الدولية في حفظ التراث، إلى جانب استعراض مشاريع بحثية ودراسات ميدانية من مناطق مختلفة. شخصية الدورة الثانية أعلن معهد الشارقة للتراث اختيار د. سيف محمد بن عبود البدواوي شخصية المؤتمر لهذا العام، تقديراً لإسهاماته العلمية في مجالات التأريخ والتراث الثقافي، ودوره البارز في توثيق الذاكرة الوطنية الإماراتية وتعزيز الهوية الثقافية من خلال الدراسات الأكاديمية والكتب المرجعية. وأكد د. عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد، أن المؤتمر يمثل محطة معرفية مهمة في مسيرته. وقال: «نحرص على أن يكون هذا المؤتمر مساحة حوار مفتوحة مع الباحثين من مختلف دول العالم، لنعرف كيف يُقرأ تراثنا خارج حدودنا، وكيف يمكننا تقديمه بأساليب تحفظ أصالته وتواكب التحولات الثقافية الراهنة». وبدوره، أفاد أبو بكر الكندي، مدير المعهد، بأن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار رؤيته لتعزيز الحضور العالمي للتراث الإماراتي والعربي. وقال: «يمثل المؤتمر فرصة حقيقية لتبادل المعارف والخبرات، والتواصل مع باحثين من مختلف دول العالم، بهدف الوصول إلى فهم أعمق لتراثنا، وتقديمه بأساليب علمية تواكب متغيرات العصر وتُبرز قيمته الثقافية على المستوى الدولي». ووجه معهد الشارقة للتراث الدعوة إلى المهتمين بالثقافة والتراث، والباحثين، والإعلاميين، وطلاب الجامعات، لحضور جلسات المؤتمر والمشاركة في فعالياته المختلفة، التي تمثل فرصة للتفاعل مع خبراء من مختلف دول العالم، والاطلاع على تجارب بحثية وثقافية ثرية تسلط الضوء على التراث الشعبي من زوايا عالمية متنوعة.


صحيفة الخليج
٢٥-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة الخليج
ولي عهد الشارقة يعيِّن مديرين جدداً في هيئتي «الآثار» و«المتاحف» و«معهد التراث»
أصدر سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، قراراً بتعيين سعيد عبد الله علي بن يعروف النقبي مديراً لهيئة الشارقة للآثار. كما أصدر سموه قراراً بتعيين ميساء سيف ساعد السويدي مديراً لهيئة الشارقة للمتاحف. وأصدر سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي قراراً بتعيين أبوبكر محمد صالح الكندي مديراً لمعهد الشارقة للتراث.


الجزيرة
٠٤-٠٦-٢٠٢٥
- منوعات
- الجزيرة
كيف تحول التراث الشعبي المغربي إلى ركيزة ثقافية في المجتمع؟
يزداد الاهتمام داخل المؤسسات الأكاديمية في المملكة المغربية بالثقافة الشعبية، وتتوسع الدراسات التي تتناول هذه الثقافة بمختلف ألوانها وأجناسها، من فنون وآداب وعادات وتقاليد متوارثة بين المغاربة في مناطق البلاد. وقد رأى باحثون ومهتمون أن حقل الثقافة الشعبية في المغرب يشهد تحولا نوعيا بفضل الاهتمام الكبير به، وإقبال الطلاب الجامعيين على دراسة كل ما يتعلق بتراثهم الثقافي والشعبي. وفي كتابه "التراث الشعبي المغربي: دراسات نقدية في عناصر الأدب الشعبي"، الصادر حديثا عن معهد الشارقة للتراث، يرصد لنا الكاتب والباحث المغربي عزيز العرباوي صور ذلك التحول المغربي في الاهتمام بالتراث الشعبي للبلاد. ويقول العرباوي في مقدمة كتابه إن هذه الثقافة أصبحت بعيدة عن الغرائبية، وعن السخرية والاستهزاء الذي لحقها منذ زمن، وأصبحت قريبة من الاهتمام الشعبي لأغلب أفراد المجتمع المغربي، ومن الإحساس بأهميتها. ويبدو ذلك واضحا من خلال الأبحاث الأكاديمية المتعددة والمتوالدة كل سنة، أو من خلال الندوات الفكرية والثقافية التي تعقد هنا أو هناك، أو من خلال الاهتمام الإعلامي الجاد الذي ينقلها من ثقافة شعبية شفاهية إلى مستوى ثقافة الصورة والسماع. وقد تعددت محاور كتاب "التراث الشعبي المغربي: دراسات نقدية في عناصر الأدب الشعبي"، وتنوعت موضوعاته التي تدور في فلك التراث الشعبي المغربي، وتوزعت على فصوله وصفحاته. ونذكر من بين تلك الموضوعات والعناوين: مفهوم الثقافة الشعبية، والأدب الشعبي وواقعيته، والنص الأدبي الشعبي، واللغة العامية كلغة للأدب الشعبي، والأديب الشعبي، والأدب الشعبي الأمازيغي، والأغنية الشعبية وتعريفها ومواضيعها ووظائفها، ورمزية الغناء الجالس، والفرجة التراثية وأشكالها، ومروضو الأفاعي والحيوانات، والملاكمة، والألعاب الرياضية والبهلوانية. ومن محاور وموضوعات الكتاب أيضا: الخطاب الحجاجي في الأمثال الشعبية، وتعريف المثل الشعبي وخصائصه، والمرأة في المثل الشعبي، ونماذج لبعض الأمثال الشعبية وتحليلها، والمثل الشعبي الأمازيغي، والشعر الشعبي المغربي الحديث، ومدخل إلى فهم الزجل، والبطل في الحكاية الشعبية، وغير ذلك من المحاور والموضوعات. تنوع ثقافي يسعى كتاب "التراث الشعبي المغربي: دراسات نقدية في عناصر الأدب الشعبي" إلى تقديم رؤية جديدة لمفهوم الثقافة الشعبية وخصائصها، مع التأكيد على أهمية هذه الثقافة وحيويتها بالنسبة للشعب المغربي، الذي يعتبرها أحد مكونات الثقافة والهوية الوطنية. ويرى مؤلف الكتاب، الكاتب والباحث عزيز العرباوي، أن هذا التنوع الثقافي داخل المغرب بات في حاجة إلى مزيد من الدراسات المنهجية والسوسيولوجية، التي تساهم -بحسب قوله- في نفض الغبار عن العديد من مظاهر الإنتاج الثقافي الشعبي، الذي ظل لفترة يعاني من اللامبالاة والاستسهال في التعاطي معه، بل ومن الاستهزاء به ونبذه واعتباره مسبة أو شيئا تافها. وهي الصورة التي تغيرت اليوم، بحسب فصول الكتاب ونصوصه. أشكال التعبير الأدبي ويدلنا الكتاب على أنه بالرغم من أن بعض أشكال التعبير الأدبي الشعبي، من فنون الحلقة، وأشعار شعبية، وأمثال، وحكايات شعبية، وألغاز، وحكم، وخرافات، وأساطير،… قد أصبحت محط اهتمام بعض المثقفين المغاربة، وموضوع جمع وبحث أيضا، فإنها لم تصل إلى مستوى الدراسة المستفيضة والمنهجية التي ترقى بها من مجرد أشكال تعبيرية شعبية إلى أشكال تعبيرية ثقافية تساهم في الرقي بالثقافة الوطنية وبالشخصية المغربية بمختلف مكوناتها الفنية والإبداعية والأدبية عموما. وبحسب الكتاب، فإن الثقافة التي تنتمي إلى شعب ما هي إلا مجموعة مكتسبة من الخصائص والصفات، ترسم للإنسان خصائص معينة للسلوك، تقوم على مجموعة من المثل والقيم والمفاهيم الموروثة يتمسك بها ويحرص على الحفاظ عليها. وأن هذه الخصائص والصفات تتوفر لديه انطلاقا من العصور والأجيال السابقة، وذلك نتيجة للتطور العقلي والوجداني والاجتماعي والثقافي الذي عرفته مراحل حياته. فهذه الخصائص والصفات هي التي ترسم معالم الحياة الإنسانية وتصنع تاريخ البشرية وتحدد الواقع المعيش وترسم المستقبل الواعد الذي يتصور الإنسان خصائصه وأساليبه وبالتالي تحافظ على الارتباط به وعدم الانفصال عنه. الإنسان سجين تراثه ووفقا لنصوص كتاب "التراث الشعبي المغربي: دراسات نقدية في عناصر الأدب الشعبي"، فإن الإنسان بطبعه سجين للثقافة بكل تجلياتها، وبالتالي فهو سجين لتراثه يصعب عليه فك الارتباط به.. وما عليه إلا التوفيق بين ثقافته التي تستمد جذورها من التراث والماضي الذي يتسم بالعديد من الخصائص المرتبطة بالمقدس والإيمان والاعتقاد، وبين ثقافة عصرية جديدة ترتبط بالتقنية والإبداع والابتكار والعلم. هذا التوفيق لا محالة سيساعد الأجيال الحالية والقادمة على اتصالها بماضيها وتراثها مع تطويره وإلباسه لبوسا عصريا سواء من حيث اللغة أو من حيث تقنيات الإبداع والتجديد، حيث تبقى تجربة الماضي حاضرة في أذهان أي شعب كلما أراد الاهتمام بحاضره الذي يعيشه، أو أراد البناء للمستقبل ضمن التطور المستجيب لمتطلبات هذا الشعب وحاجياته المختلفة. وذهب مؤلف الكتاب إلى التأكيد على تجدد الثقافة الشعبية لتتواكب وتتماشى مع متغيرات العصر، وقال "إن الثقافة الشعبية التي تتنوع حسب حامليها والمحمولة إليهم تعيش في تجدد مستمر يساير حركية ودينامية الجماعة التي تعبر عنها". ولفت إلى أن من صفات الثقافة المميزة، أنها تعيش تغيرا مستمرا، وتجددا متعاقبا، وأرجع ذلك إلى تواصل عملية الإبداع الثقافي، موالاة الناس لعملية الإبداع الثقافي. وتناول بالدراسة والتحليل أحد أجناس هذه الثقافة الشعبية، والذي يعبر عنه بالأدب الشعبي بكل أنواعه وألوانه الإبداعية. الخوارق والقصص الأسطورية ونتعرف من الكتاب على أن الأدب الشعبي يهتم بتصوير الخوارق والقصص الأسطورية، وأنه ليس مستبعدا أن يكون الأدباء هم الذين نسجوا الخوارق أو على الأقل كانوا هم العامل الضخم في تخليد قصصها وأساطيرها ومأثوراتها. وبذلك فالأدب هو جزء من الثقافة لا يبقى محصورا بين التعبير وأدوات التعبير، بل إنه يدور في المحور العام الذي تدور فيه حياة المجتمع، فيتأثر به ويتقولب عليه شكلا ومضمونا، ويعكس جوانب منه بالإفصاح أو بالرمز، بحيث يشكل الأدب ذخيرة نفيسة بالنسبة للمؤرخ الذي يعرف كيف يتعامل معه. يذكر أن مؤلف الكتاب، عزيز العرباوي، هو كاتب وباحث مغربي، مهتم بالأدب والتراث العربي، ويتمتع بعضوية عدد من المؤسسات الصحفية والثقافية، وقد صدر له العديد من المؤلفات المتعلقة بالأدب والتراث من بينها: "تجليات التراث في الفكر العربي والإسلامي: الجابري وأركون نموذجا" 2013، و"رمزية الماء في التراث الشعري العربي" 2015، و"بلاغة الخطاب السردي في الرواية السعودية: مقاربة تداولية لرواية طوق الحمام للروائية رجاء عالم"، و"السرد الروائي النسوي: الحرية، الذات، الجسد" 2019، وغير ذلك من المؤلفات.