
قادة دول الاتحاد الأوروبي يوافقون على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا
بروكسل (بلجيكا): وافق قادة الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال قمّة في بروكسل الخميس على تمديد عقوباتهم المفروضة على روسيا لستة أشهر إضافية، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
ومنذ غزت روسيا جارتها أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 فرض الاتحاد الأوروبي عليها 17 حزمة عقوبات يتمّ تجديدها كلّ ستّة أشهر في قرار يصدر بإجماع الأعضاء الـ27.
ويعني هذا القرار أنّ العقوبات الشاملة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك تجميد أكثر من 200 مليار يورو (234 مليار دولار)، من أصول البنك المركزي الروسي، ستظل سارية حتى مطلع 2026 على الأقلّ.
ويأتي هذا القرار بعد أن صرّح مسؤولون أنّهم يُعدّون خططًا طارئة لإبقاء العقوبات الاقتصادية الأوروبية المفروضة على موسكو سارية في حال رفض الزعيم المجري فيكتور أوربان الموافقة عليها.
وفي يناير/ كانون الثاني، أبقى رئيس الوزراء المجري موقفه من تمديد العقوبات ضبابيا حتى اللحظة الأخيرة حين عاد وانضمّ إلى الإجماع الأوروبي بتمديد هذه العقوبات.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حضّ قادة الاتحاد الأوروبي في خطاب مصوّر على اعتماد حزمة عقوبات صارمة 'تستهدف تجارة النفط الروسية، وأسطول ناقلات النفط الموازي، والبنوك، وسلاسل التوريد التي تجلب المعدات أو قطع الغيار اللازمة لصنع الأسلحة'.
وناقش قادة الاتحاد الأوروبي في قمّتهم الخميس حزمة إضافية من العقوبات على روسيا كانت المفوضية الأوروبية اقترحتها قبل أسبوعين. لكنّ القادة لم يتّخذوا أيّ قرار بشأن هذه الحزمة الـ18، وذلك بسبب استخدام سلوفاكيا حق النقض (الفيتو).
ورفض رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الموافقة على هذه الحزمة في مسعى منه للضغط على المفوضية الأوروبية لضمان إمدادات بلاده من الغاز، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى وقف واردات الغاز الروسي تماما بحلول 2027.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى خفض عائدات روسيا من النفط، وقد اقترح في 10 يونيو/ حزيران خفض سقف سعر برميل النفط الروسي من 60 دولارا إلى 45 دولارا، وذلك في إطار هذه الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات.
(أ ف ب)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
صراع الشركات الكبرى على عباقرة الذكاء الاصطناعي
في وادي السيليكون، تنشغل ألمع العقول في مجال الذكاء الاصطناعي في الحديث عما يُعرف بـ"القائمة"، وهي مجموعة منتقاة تضم أكثر الباحثين والمهندسين تميزاً وموهبة. هذه القائمة يجرى إعدادها منذ أشهر من قِبل مارك زوكربيرغ الصورة مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ مارك زوكربيرغ مبرمج إلكتروني أميركي ومؤسس موقع فيسبوك، أشهر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم، قبل أن يصبح اسمه "ميتا". أسّس "فيسبوك" مع عدد من زملائه أثناء دراسته في جامعة هارفارد عام 2004، ووصل عدد مستخدميه إلى مليار عام 2012، ووصلت ثروة مارك زوكربيرغ، وفق تقديرات فوربس، في مارس 2025 نحو 216 مليار دولار. الذي يسعى لاستقطاب هؤلاء النجوم للعمل في مشروعه الجديد في شركة ميتا . وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، تضم القائمة أسماء بارزة مثل الباحث في الرؤية الحاسوبية واللغة متعددة الوسائط لوكاس باير، والمتخصص في تقنيات التعرف التلقائي على الكلام يو تشانغ، والخبير في التعلم الآلي واسع النطاق ميشا بيلينكو. كلهم يحملون شهادات دكتوراه من جامعات عريقة مثل بيركلي وكارنيغي ميلون. معظمهم قضوا سنوات في شركات بارزة مثل "أوبن إيه آي" في سان فرانسيسكو و"ديبمايند" التابعة لـ"غوغل" في لندن، وهم في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات من العمر. هذه المواهب لم تحظَ بهذا القدر من الاهتمام والتقدير من قبل، وتحولت الآن إلى "كنوز" نادرة تتنافس عليها شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر مليارات الدولارات في الثورة المقبلة. زوكربيرغ وخطته لجذب نجوم الذكاء الاصطناعي في قلب هذا السباق المحموم في قطاع الذكاء الاصطناعي، يقود مارك زوكربيرغ حملة استقطاب لهؤلاء الباحثين الموهوبين، ويعرض حزم تعويض تصل إلى 100 مليون دولار لبعض النجوم الاستثنائيين. الهدف هو تكوين فريق "الذكاء الفائق" ، وهو مشروع يسعى لتطوير ذكاء اصطناعي متفوق على الذكاء البشري، وهو توجه طموح وجريء يعكس رغبة "ميتا" في أن تكون في طليعة السباق التكنولوجي بعد إخفاق نموذجها الأخير الذي أُطلق في إبريل/ نيسان الماضي. يشبه أحد المرشحين الذين تواصلت معهم "وول ستريت جورنال" هدف "ميتا" بـ"نقل دم" من أفضل مختبرات الذكاء الاصطناعي في البلاد إلى مختبر الشركة الجديد. لكن مجتمع الباحثين في هذا المجال محدود، والولاءات بينهم تتجاوز إطار الشركات، حيث يتبادلون المعلومات ويخططون مستقبلاً مشتركاً، ويتفاوض بعضهم ككتل، في حين يحصل آخرون على عروض مغرية للبقاء في شركاتهم الأصلية. يقود فريق "الذكاء الفائق" في "ميتا" ألكسندر وانغ، البالغ من العمر 28 عاماً، ابن فيزيائيين مهاجرين من الصين يعملان في مختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو. بدأ وانغ اهتمامه بريادة الأعمال منذ الصف التاسع، حين أنشأ مع صديق له مستند "غوغل" يضم أفكاراً لمشاريع ناشئة. وفي خطوة غير مسبوقة، دفعت "ميتا" هذا الشهر 14 مليار دولار مقابل حصة في شركته "سكيل إيه آي"، مما يجعل هذه الصفقة من بين الكبريات في تاريخ وادي السيليكون. أما لوكاس باير الذي انضم حديثاً إلى فريق "ميتا"، فنشأ في بلجيكا وكان يحلم بتصميم ألعاب فيديو. تخرج في الهندسة الميكانيكية، لكنه سرعان ما اتجه إلى الذكاء الاصطناعي بعد إدراكه أن الفيزياء الكمومية ليست مجاله. عندما تقدم لوظيفة مهندس برمجيات في "غوغل" قبل أكثر من عقد رفض طلبه، مما دفعه لمتابعة دراسة الدكتوراه، متخصصاً في الرؤية الحاسوبية وإدراك الروبوتات. حين بدأ مسيرته المهنية، تلقى عروضاً من معظم مختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى باستثناء "ميتا" التي لم ترد عليه. لكنه اليوم يتلقى اتصالات مباشرة من مارك زوكربيرغ نفسه. بعد ست سنوات قضاها باحثاً رئيسياً في "غوغل برين" و"ديبمايند"، أسس مكتب "أوبن إيه آي" في زيورخ، قبل أن ينضم مع زملائه إلى "ميتا". كبار المسؤولين التنفيذيين، مثل سام ألتمان (أوبن إيه آي) وإيلون ماسك (إكس إيه آي) وسوندار بيتشاي (غوغل)، يشاركون مباشرة في جهود جذب الباحثين، من خلال دعوات للعب البوكر أو لقاءات عشاء خاصة. زوكربيرغ يشرف شخصياً على مجموعات دردشة مع مسؤولين في "ميتا" لمتابعة استراتيجيات التوظيف واختيار أفضل الوسائل للتواصل مع المرشحين، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال". وفي هذا السياق، فإن مختبرات بارزة مثل "أنثروبيك" و"أوبن إيه آي"، تتخذ إجراءات أمنية صارمة لحماية الاكتشافات البحثية. الباحثون يعملون في طوابق مغلقة، غالباً ما تُسدل فيها الستائر لمنع الرصد. وفي شركة "سيف سوبر إنتليجنس"، يُطلب من المتقدمين للمقابلات ترك هواتفهم داخل قفص "فاراداي" لمنع إرسال واستقبال إشارات لاسلكية، وذلك خشيةً من التجسس الصناعي. هذا القلق دفع مسؤولي "أنثروبيك" لدعوة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحدث إلى الموظفين حول المخاطر المحتملة التي قد يتعرضون لها. تكنولوجيا التحديثات الحية وادي السيليكون يتوشح بالبزة العسكرية الأميركية الاستثمار في الكفاءات البشرية مع الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي، يُعامل الباحثون اليوم كنجوم دوري كرة السلة الأميركي، إلا أن تقييم أدائهم وعائد الاستثمار منهم يختلفان بسبب غموض أبحاثهم وتعقيدها. يعتمد الرؤساء التنفيذيون على مؤشرات مثل عدد الأوراق البحثية وعدد الاقتباسات كمقياس لجودة العمل. وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فإن زوكربيرغ نفسه يغوص في قراءة الأوراق البحثية، ويبحث بين سطورها عن المهندسين والعلماء الأكثر موهبة، ويشارك في مجموعات دردشة خاصة مع مسؤولي التوظيف لوضع استراتيجيات جذبهم، مع التركيز على التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو "واتساب". المهارات المطلوبة لا تقتصر على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب، بل تشمل إلماماً عميقاً بالرياضيات المتقدمة، مثل حساب التفاضل والتكامل، والجبر الخطي، ونظرية الاحتمالات، وشهادات دكتوراه من جامعات مثل بيركلي وستانفورد وكارنيغي ميلون ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث لا تتجاوز معدلات القبول 1%. ترى شركات التكنولوجيا أن دفع رواتب ضخمة لفرق الذكاء الاصطناعي هو استثمار منطقي مقارنة بالتكاليف الهائلة للبنية التحتية اللازمة لتشغيل هذه التقنيات، والتي تشمل مراكز البيانات والعتاد الإلكتروني المكلف. خلال العام الحالي، تخطط "ميتا" لاستثمار نحو 70 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، بينما تنفق "أمازون" و"مايكروسوفت" و"ألفابت" مبالغ مماثلة أو أكبر. ومع ذلك، يوضح المطلعون في هذا المجال أن الباحثين لا يجذبهم المال فقط، بل توفر الشركات الكبرى البيئة المناسبة للابتكار من خلال توفير القدرة الحاسوبية والبيانات والبنية التحتية والتجارب الحرة. التحديات على الرغم من العروض المغرية، يواجه زوكربيرغ صعوبات في جذب بعض كبار النجوم، بسبب سجل "ميتا" المتأخر في الذكاء الاصطناعي التوليدي. بعد إطلاق نموذج Llama 4 من دون ضجة كبيرة، ابتعد بعض الباحثين عن المشروع، بل وحذفوه من سيرهم الذاتية. كما لم يستطع زوكربيرغ إقناع إيليا سوتسكيفر، الشريك المؤسس لـ"أوبن إيه آي"، ومدير الأبحاث مارك تشين، بالانضمام إلى "ميتا". يتسم مجتمع الباحثين في الذكاء الاصطناعي بترابط شديد، حيث يعيش بعضهم معاً في بيوت جماعية في سان فرانسيسكو، يتبادلون الأفكار والأوراق العلمية التي قد تحمل سر الاختراق الكبير المقبل. على سبيل المثال، الطالب بيل بيبلز، الذي أتم أطروحته في بيركلي عام 2023، شكر زميله تيم بروكس على التشابه في اهتماماتهما البحثية. كلاهما انضم إلى "أوبن إيه آي"، وقادا مشروع مولّد الفيديو النصي "سورا" عام 2024، قبل أن ينتقل بروكس إلى "ديبمايند"، بينما بقي بيبلز في "أوبن إيه آي" رغم محاولات "ميتا" لاستقطابه.


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
فنلندا تنسحب من اتفاقية حظر الألغام الفردية.. مزيد من عسكرة البلطيق
تتجه فنلندا في سياق تزايد العسكرة الأوروبية ، تحديداً تحت سقف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي انضمت إليه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، نحو الانسحاب من اتفاقية حظر نشر الألغام المضادة للأفراد، مع المزيد من العسكرة على حدودها مع جارتها روسيا . وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت هلسنكي بزيادة انتشارها العسكري على حدودها، بعد أن كانت خلال فترة الحرب الباردة منذ 1949 شبه محايدة بين المعسكرين، الشرقي والغربي. ويبدو أن هذا البلد المنتمي إلى الاتحاد الأوروبي و"الأطلسي"، وهو جزء من مجموعة "دول الشمال" إلى جانب السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج وأيسلندا، يحول "الخوف" من الجار الروسي إلى ذريعة لتسويق دخوله حالة سباق تسلح وانتهاج مواقف أكثر تصلباً في علاقاته بموسكو. ويُعتبر انسحاب فنلندا من اتفاقية أوتاوا لحظر انتشار الألغام الأرضية ضد الأفراد (تضم الاتفاقية الموقعة عام1997 نحو 160 دولة) أحد تجليات هذه التطورات، بحجة "الدفاع عن النفس"، بعد أن وافقت أغلبية برلمانية في هلسنكي (157 مقابل معارضة 18)، في 19 يونيو/حزيران الجاري، على الانسحاب من الاتفاقية، على اعتبار أنها خطوة أخرى نحو "حماية الحدود" مع روسيا، الممتدة على طول أكثر من 1300 كم. وخاضت فنلندا خلال عهد الاتحاد السوفييتي السابق حربين مع الجيش الأحمر. الأولى تسمى "حرب الشتاء"، بين نوفمبر/تشرين الثاني 1939 وحتى مارس/آذار 1940، وتكبد فيها السوفييت خسائر كبيرة، وانتهت الحرب بعقد اتفاقية سلام مع هلسنكي. وإبان الحرب العالمية الثانية دخل البلدان في "حرب الاستمرار"، بين 1941 و1944. وتعلم الفنلنديون من الحربين، والحرب الداخلية في عام 1918، الانتقال إلى صيغة "الشعب المسلح" بحيث يعتبر مواطنو البلد جميعاً (نحو 5.5 ملايين نسمة) جزءاً رئيسياً في صد أي غزو خارجي. وأقامت فنلندا طوال عقود الحرب الباردة ملاجئ وأنفاقاً تحمي السكان حتى من القصف النووي. ومن الواضح أن فنلندا، التي تقدمت بطلب مشترك مع جارتها السويد لعضوية الحلف الأطلسي في مايو/أيار 2022، غيرت قراءة علاقاتها بروسيا. وبعد نيل عضويتها في الحلف في إبريل/نيسان 2023 أطلقت روسيا مزيداً من التصريحات الممتعضة والغاضبة من توسع الحلف الغربي نحو حدودها، ما دفع هلسنكي نحو عسكرة حدودية وبحرية أكثر، وتخلت بالتالي عن سياسات استرضاء الكرملين. وجدير بالذكر أن علاقة البلد بموسكو بقيت جيدة في الفترة التي ترأسها مارتي أهتيساري، الحاصل على "نوبل للسلام"، بين 1992 و2000. تقارير دولية التحديثات الحية فنلندا في حلف شمال الأطلسي... تغيير قواعد اللعبة مع روسيا وحتى مع تقرب هلنسكي من الغرب، بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في 1995، إلا أنها حافظت على علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن توسع الأطلسي في منطقة بحر البلطيق، مع عضوية دوله السوفييتية السابقة، ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، وتنسيق فنلندا أكثر معها ومع إسكندنافيا، زاد من مخاوف روسيا. واعتبرت موسكو التقارب المتزايد، منذ 2014 (بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية) على مستويات عسكرية ودفاعية، بين هلسنكي و"الأطلسيين" تحدياً حقيقياً في وجه سردية روسيا بشأن خرق الحلف الغربي قضية عدم توسعه شرقاً إلى أبعد من حدود ألمانيا الشرقية، بعد وحدتها مع الغربية في 1991. ودفعت التصريحات الروسية بعد بدء الحرب الأوكرانية، وبعد تحركات عسكرية على طول حدودها مع فنلندا واتخاذ الأخيرة خطوات متشددة بشأن دخول الروس عبر الحدود البرية، على ما يبدو فنلندا إلى مزيد من التنسيق العسكري مع دول الجوار الشمالية ومع واشنطن. وتبنت هلسنكي تدريجياً خطوات دفاعية على الأرض، من بينها تسييج الحدود وتعزيز مراقبتها عسكرياً بمشاركة قوات غربية. وتشهد العلاقات توترات إضافية منذ نهاية العام الماضي، بعد اتهام هلسنكي لموسكو بتعمد تخريب كابلات بحرية في أكثر من مناسبة، والدفع بتحركات بحرية مريبة في المياه التي تربطها بدول البلطيق والسويد. وذلك في مقابل اتهامات روسية لهلسنكي بتسهيل أعمال تخريبية يقوم بها الأوكرانيون في مناطق روسية شمالية. ويُعد انسحابها من اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد خطوة إضافية في رفع التوتر، وتشنجاً يتوسع نحو منطقة البلطيق. فدوله المتشاطئة، وبصورة خاصة بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، باتت أيضاً تنشر الألغام المضادة للأفراد، بعد تزايد منسوب التحذير من أن روسيا قد تقدم بعد الحرب في أوكرانيا أو في أثنائها إلى "اختبار" حدود "الأطلسي" الشرقية. وأشار وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانين، إلى أن بلاده ستخصص نحو ثلاثة مليارات يورو إضافية للقضايا الدفاعية، وكذلك ستنتج وتخزن الألغام بصورة كبيرة، مشدداً على أن الانسحاب من الاتفاقية ونشر الألغام الفردية بمثابة "خطوات لازمة للحد من خطر تعرض فنلندا للهجوم"، مضيفاً في تصريحات صحافية محلية أنها خطوة أولوية "لحماية البلد من التهديد الروسي". وأشار الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، إلى تهديد روسيا لبلاده، وأنه "في نهاية المطاف لدينا دولة مجاورة عدوانية وإمبريالية، وهي ليست عضواً في اتفاقية أوتاوا وتستخدم بنفسها الألغام الأرضية بلا رحمة"، في سياق الدفاع عن موقف بلده الجديد. أخبار التحديثات الحية فنلندا تبني سياجاً على حدودها مع روسيا بعد الانضمام لـ"الناتو" وفي ضوء تزايد عدد الدول المنسحبة من اتفاقية أوتاوا، المجاورة لروسيا وبيلاروسيا، دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى التشديد على ضرورة امتثال الدول لاتفاقية حظر استخدام الألغام ضد الأفراد. وقال غوتيريس إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التصريحات الأخيرة من عدة دول والخطوات التي اتخذتها للانسحاب من الاتفاقية. ورد وزير الدفاع الفنلندي على غوتيريس بالقول إن هدف الانسحاب "حماية المدنيين". وفي نهاية المطاف، تشير مساعي هلسنكي نحو العسكرة، وخصوصاً الخروج من اتفاقية دولية بشأن الألغام ضد الأفراد، إلى زيادة منسوب خوف بعض دول الأطلسي مما يمكن أن تقدم عليه روسيا، وإلى تحول كبير في سياسات البلد المسالم والداعم للاتفاقيات الدولية ولدعوات الحد من سباق التسلح.


العربي الجديد
منذ 9 ساعات
- العربي الجديد
إيران تبدي انفتاحها على نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى حال التوصل إلى اتفاق مع واشنطن
قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة ، أمير سعيد إيرواني، اليوم السبت، إن بلاده قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى في حال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك وفقاً لموقع "المونيتور" الإخباري. وأوضح إيرواني أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% لا يعد خطاً أحمر بالنسبة لطهران، مضيفاً أن البديل لذلك هو أن يبقى هذا المخزون داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع ذلك، شدد إيرواني على أن طهران لن تتنازل عن حقها في إنتاج اليورانيوم محلياً، وهو شرط ترفضه الولايات المتحدة بشدة. كما استبعد أي قيود على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأكد أن أي اتفاق جديد سيعتمد، إلى جانب شروط أخرى، على رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. وتأتي تصريحاته بعد ساعات من منشور لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة "إكس" مساء الجمعة، أعلن فيه أن بلاده مستعدة من حيث المبدأ لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكنه دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهدئة لهجته. وقال عراقجي: "إذا كان الرئيس ترامب جاداً في رغبته في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يتخلى عن لهجته المهينة وغير المقبولة تجاه سماحة قائد الثورة الإسلامية، آية الله (...) علي خامنئي، وأن يتوقف عن الإساءة إلى ملايين من أتباعه المخلصين". وأضاف: "حسن النية يولّد حسن النية، والاحترام يولد الاحترام". أخبار التحديثات الحية ترامب يتوعد بقصف إيران مجدداً إذا واصلت تخصيب اليورانيوم: خامنئي هزم وكان ترامب قد صرح مؤخراً بأن محادثات جديدة مع طهران ستُعقد "الأسبوع المقبل"، من دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية. كذلك، نفى ترامب، مساء أمس الجمعة، تقارير إعلامية ذكرت أن إدارته بحثت إمكانية مساعدة إيران في الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لتوليد الطاقة. وكانت شبكة سي أن أن وشبكة أن بي سي نيوز، الأميركيتان ذكرتا أن إدارة ترامب ناقشت في الأيام القليلة الماضية إمكانية تقديم حوافز اقتصادية لإيران مقابل وقف حكومتها تخصيب اليورانيوم. وأجرت واشنطن وطهران خمس جولات تفاوض، ولكن الطرفين فشلا في التوصل إلى اتفاق بسبب إصرار الولايات المتحدة على منع إيران من تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي ترفضه إيران. وتقول طهران إن برنامجها سلمي، بينما تقول واشنطن إنها تريد ضمان عدم قدرة إيران على صنع سلاح نووي. وشنت إسرائيل عدواناً على إيران في 13 يونيو/حزيران الجاري دام 12 يوماً، استهدفت فيه منشآت نووية وقيادات عسكرية إيرانية بالإضافة إلى اغتيال عدد من علماء الذرة الإيرانيين، فيما قامت إيران بالرد عبر استهداف إسرائيل بموجات من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية. كما قامت الولايات المتحدة بقصف ثلاث منشآت نووية إيرانية، هي فوردو ونطنز وأصفهان، بهدف تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في الـ22 من الشهر نفسه، قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 24 يونيو. (أسوشييتد برس، العربي الجديد)