صحافي إسباني يتهم المغرب بـ'تغلغل ثقافي' داخل مدارس ومساجد إسبانيا
عاد الصحافي الإسباني المثير للجدل، إغناسيو سيمبريرو، إلى واجهة النقاش السياسي والإعلامي بمقال نشره في موقع El Confidencial، وجّه فيه اتهامات مباشرة للمغرب بـ'استغلال التعليم والدين لتعزيز نفوذه داخل إسبانيا'، واصفاً ذلك بـ'تغلغل ثقافي مموّل من الدولة المغربية يستهدف الجالية المغربية'.
سيمبريرو، المعروف بدفاعه عن أطروحة 'البوليساريو'، اعتبر أن الرباط تقود ما وصفه بـ'حملة ناعمة' داخل المؤسسات التعليمية الإسبانية، مشيراً إلى ما اعتبره 'تمجيداً ممنهجاً للمسيرة الخضراء' ضمن مقررات بعض المدارس في إقليم مورسيا، بناءً على تقرير نشرته صحيفة La Relève المغربية.
الصحافي الإسباني رأى في إدراج رموز تاريخية وثقافية مغربية داخل البرامج الدراسية محاولة 'لتصدير الرواية الرسمية للمغرب بشأن الصحراء'، متهماً الرباط بالانتقال من التبادل الثقافي إلى 'بث خطاب سياسي مؤدلج في أوساط أطفال الجالية'، بتمويل مباشر من مؤسسات مغربية رسمية.
وفي صلب انتقاداته، ركّز سيمبريرو على برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية المعروف اختصاراً بـPLACM، والمُعتمد في 12 منطقة إسبانية، والمموّل من طرف 'مؤسسة الحسن الثاني'. واعتبر أن هذا البرنامج يُستخدم لـ'تعزيز الولاء للملكية المغربية ونشر منظور الرباط للنزاع الإقليمي'.
الانتقادات طالت أيضاً الشأن الديني، حيث اتهم سيمبريرو المغرب بـ'تسييس الدين' من خلال فرض النموذج المغربي للإسلام في عدد من المساجد الإسبانية، خصوصاً بمدينتي سبتة ومليلية، معتبراً أن الدعاء للملك في خطب الجمعة 'يحمل دلالات سيادية تتعارض مع السيادة الوطنية لإسبانيا'.
كما ذكّر ببعض الأحداث التي وصفها بأنها 'تندرج ضمن الأنشطة الاستخباراتية المغربية'، من بينها قضية الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر سنة 2009، والأزمة الدبلوماسية التي رافقت استقبال مدريد لزعيم 'البوليساريو' إبراهيم غالي سنة 2021، مشيراً إلى ما قال إنها 'محاولات مغربية للتأثير على الجالية'.
وفي ختام مقاله، دعا سيمبريرو إلى مراجعة شاملة لكل برامج التعليم والشؤون الدينية الممولة من 'دول أجنبية'، في إشارة واضحة إلى المغرب، مطالباً بضرورة 'ضبط الإسلام الرسمي المُدرّس في إسبانيا بما ينسجم مع السيادة الثقافية للدولة'.
وتأتي هذه الاتهامات في سياق تصاعد تقارب العلاقات بين مدريد والرباط، خاصة بعد إعلان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، وهو الموقف الذي فجّر موجة انتقادات من بعض الأوساط الإعلامية والسياسية الإسبانية المناوئة للمغرب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ناظور سيتي
منذ يوم واحد
- ناظور سيتي
إسبانيا تعزز وجودها العسكري قرب صخرة بادس المتصلة ترابياً بالحسيمة
المزيد من الأخبار إسبانيا تعزز وجودها العسكري قرب صخرة بادس المتصلة ترابياً بالحسيمة ناظورسيتي: متابعة كشفت مصادر إعلامية إسبانية عن تحركات عسكرية جديدة للبحرية الملكية الإسبانية، بدأت منذ 4 يوليوز الجاري، لتعزيز حضورها الاستراتيجي قبالة السواحل الشمالية للمغرب، وذلك من خلال نشر سفينتين عسكريتين قرب صخرة فيليز دي لا غوميرا، المعروفة في المغرب بـ"صخرة باديس"، والتي تتصل فعلياً بالتراب المغربي عبر ممر رملي ضيق قرب قرية الجمعة باديس بإقليم الحسيمة. وتُعتبر صخرة باديس واحدة من "الجزر المحتلة" التي تطالب الرباط باسترجاعها، إلى جانب الجزر الجعفرية وصخرة النكور، رغم أنها لا تحظى بنفس الزخم الدبلوماسي الذي يرافق ملف سبتة ومليلية. وتحتفظ مدريد بسيطرة فعلية على هذه الصخرة منذ عام 1564، حيث تتمركز بها وحدة من الجيش الإسباني تُعرف باسم "ريغولاريس مليلية 52". وحسب بلاغ رسمي للبحرية الإسبانية، فإن سفينة "فورور" (P-46) التابعة لأسطول كارتاخينا، تم تكليفها بمهام مراقبة الأمن البحري وحرية الملاحة في المنطقة، في حين تؤمّن سفينة الدعم "مار كاربي" الدعم اللوجستي للجنود، من خلال تزويدهم بالماء والوقود والمعدات الضرورية منذ سنة 2010. هذه التحركات العسكرية، التي تأتي في ظل تصاعد التوتر في غرب المتوسط، تُعتبر رسالة ردع واضحة وسط سياق معقد يتسم بتزايد الضغوط المرتبطة بالهجرة، وعمليات الإنقاذ، والأمن البحري، حيث يشارك ما يقارب 3 آلاف عنصر من الجيش الإسباني يوميًا في عمليات المراقبة البحرية بهذه المنطقة الحساسة. ورغم غياب أي نزاع مسلح بشأن صخرة باديس، إلا أن المغرب يُدرجها ضمن مطالبه الإقليمية منذ الاستقلال سنة 1956، ويعتبرها أرضًا محتلة، حتى وإن لم تُطرح بشكل رسمي في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، ما يعكس تعقيد هذا الملف التاريخي في ظل تداخل العوامل الجيوسياسية والأمنية. وترى مدريد أن هذه الصخور جزء لا يتجزأ من أراضيها، وترفض إخضاع وضعها لأي مسار تفاوضي، في وقت تتصاعد فيه أهمية هذه النقاط البحرية بفعل التنافس الاستراتيجي المتنامي في حوض المتوسط.


ناظور سيتي
منذ 3 أيام
- ناظور سيتي
"ماراثون 25".. مناورات جوية تكشف عودة "الرافال" إلى حسابات المغرب
المزيد من الأخبار "ماراثون 25".. مناورات جوية تكشف عودة "الرافال" إلى حسابات المغرب ناظورسيتي: متابعة كشف موقع المنصة الإسبانية المتخصصة في شؤون الدفاع والتسلح، عن تفاصيل مثيرة حول التمرين الجوي المشترك "Marathon 25" بين القوات الجوية المغربية والفرنسية، والذي انطلق في 23 يونيو 2025 جنوب مدينة خريبكة، انطلاقاً من القاعدة الجوية السابعة التي تحتضن حالياً مروحيات "أباتشي". الموقع أشار إلى أن المناورات تعكس مستوى غير مسبوق من التعاون العملياتي بين الرباط وباريس. وشهد التمرين مشاركة خمس مقاتلات فرنسية من نوع رافال B وطائرة تزويد بالوقود جواً من طراز A330 MRTT، إلى جانب مشاركة مغربية بـ8 مقاتلات F-16 Block 52+ ومروحيات بوما، ما منح القوات الجوية المغربية فرصة نادرة لاختبار قدرات الطائرة الأوروبية للتزود بالوقود، في وقت تدرس فيه اقتناء هذه المنصة ضمن خطط التحديث المستقبلي. اللافت في هذه النسخة هو مشاركة مقاتلات الرافال لأول مرة في الأجواء المغربية، بعد أن كانت فرنسا تعتمد سابقاً على طائرات ميراج 2000. وجاء البرنامج في مرحلتين: الأولى للتدريب على التزود بالوقود والاشتباك الجوي، والثانية لمناورات تكتيكية تحاكي اعتراضات جوية واقعية. التمرين يعيد إلى الأذهان فشل صفقة الرافال سنة 2006، حينما فضل المغرب العرض الأمريكي لاقتناء 24 مقاتلة F-16 بسعر وشروط تمويل أفضل، إضافة إلى دعم سياسي أمريكي لموقف الرباط في ملف الصحراء، ما وجه ضربة قاسية للجانب الفرنسي حينها. رغم ذلك، لم تنقطع علاقات الدفاع بين البلدين، حيث يُنتظر أن يحصل المغرب على 30 مقاتلة ميراج 2000-9 من دولة الإمارات بإذن فرنسي، في إطار ما يبدو أنه تحول في الدور الفرنسي من المزوّد المباشر إلى شريك استراتيجي في نقل التكنولوجيا والدعم العملياتي. وتكتسب هذه التمارين أهمية قصوى في ظل سباق التسلح الإقليمي، خاصة مع استمرار الجزائر في تعزيز أسطولها الجوي بمقاتلات روسية متقدمة من طراز Su-30 وSu-35 وربما Su-57، بينما يراهن المغرب على تحديث طائراته الأمريكية إلى مستوى "فايبر" وتوسيع شراكته مع فرنسا، وتركيا، وإسرائيل. تعود الرافال الفرنسية اليوم كخيار محتمل في استراتيجية المغرب المستقبلية، لتعويض خروج مقاتلات الميراج F1 من الخدمة، حيث يُنظر إلى الطراز الحديث F4 كمنصة قتالية من الجيل 4.5، قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى مثل "ميتيور" و"سكالب". في نهاية المطاف، يعكس تمرين "ماراثون 25" عودة الحرارة إلى محور الرباط - باريس، وهو تقارب يخدم مصلحة البلدين: المغرب عبر تنويع مصادر تسلحه وضمان تفوقه الإقليمي، وفرنسا عبر الحفاظ على موقعها في سوق السلاح ومجال النفوذ المغاربي.


ناظور سيتي
منذ 3 أيام
- ناظور سيتي
القضاء الإسباني يطلب معلومات من بنك مغربي في إطار تحقيق فساد سياسي
ناظور سيتي: متابعة أرسلت المحكمة العليا الإسبانية طلبًا رسميًا إلى بنك إفريقيا المغربي، يطال جميع المعلومات المتعلقة بحساب مصرفي يعود للمسؤول البارز في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سانتوس سيردان، الذي تم اعتقاله مؤخرًا في قضية فساد. و يأتي هذا الطلب بناءً على توجيهات وحدة العمليات المركزية للحرس المدني الإسباني (UCO)، التي تسعى لجمع بيانات دقيقة حول المعاملات المالية المرتبطة بالحساب. ووفقًا لصحيفة "ذي أوبجكتيف" الإسبانية، فإن المحكمة شددت على ضرورة تقديم المعلومات إلى الخدمات المركزية للبنك، مع منع أي الاطلاع على هذه البيانات من قبل فروع البنك أو صاحب الحساب، حفاظًا على سرية التحقيقات. وطالب القضاء الإسباني البنك بتحديد هوية جميع الحسابات المصرفية والمالية المرتبطة بسيردان، والتي تشمل صناديق أمانات مملوكة له، مع العلم أن الحساب محل التحقيق تم فتحه في 2011 وأغلق في مارس 2021، قبيل استقالة سيردان من مناصبه الرسمية. وتأتي هذه الإجراءات في سياق تحقيقات حول قضايا فساد ورشاوى مزعومة تتعلق بعقود أشغال عامة في إسبانيا، تشمل مسؤولين سياسيين بارزين ورجال أعمال، ويجري تتبع 479 حسابًا مصرفيًا ضمن 35 مجموعة بنكية عالمية، من بينها بنوك أوروبية وأمريكية وأفريقية، حيث يُعد بنك إفريقيا المغربي البنك الإفريقي الوحيد المرتبط بهذه القضية.