
ماذا يجري في السويداء.. وهل ستتمكن الحكومة السورية من وأد الاضطرابات الطائفية؟
سورية - فيما تتواصل الاشتباكات بمدينة السويداء، قتل 6 عناصر من الجيش السوري، وأصيب 10 آخرون، أمس، برر وزير الداخلية اقتحام المنطقة من قبل الجيش بالقول أنه لا حل لما يحدث في السويداء إلا بفرض الأمن بعملية انتشار تستهدف فض الاشتباكات.وشدد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أمس على أن "غياب مؤسسات الدولة، خصوصاً العسكرية والأمنية منها، سبب رئيس لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة".وقال في منشور على حسابه في "إكس" إنه "لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها".وتباينت الروايات بشأن أسباب اندلاع الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء التي أودت بحياة ما يقارب 39 شخصا و100 مصاب جنوبي سورية بين مجموعات مسلحة من أبناء العشائر البدوية وأخرى درزية، في حين احتدم الجدل على منصات التواصل الاجتماعي حول الجهة المسؤولة عن حالة الانفلات وانتشار السلاح بالمنطقة، خاصة بعد إعلان وزارة الدفاع السورية عن ارتفاع عدد قتلاه خلال فض الاشتباك في السويداء.وتقول إحدى الروايات إن مجموعة مجهولة اختطفت أحد أبناء الطائفة الدرزية، مما دفع المجلس العسكري التابع لحمكت الهجري وهو أحد زعماء الطائفة الدرزية في سورية إلى خطف 10 أشخاص من أبناء العشائر البدوية، لتندلع بعدها اشتباكات عنيفة بين الطرفين.في المقابل، تشير رواية أخرى إلى تعرّض تاجر خضار من السويداء لاعتداء مسلح أثناء عودته من دمشق، حيث تم إنزاله بالقوة من مركبته والاعتداء عليه بالضرب وتوجيه شتائم طائفية إليه، قبل أن تُسرق شاحنته المحملة بـ5 أطنان من الخضار ويُرمى في منطقة وعرة تبعد 5 كيلومترات عن الطريق الرئيس، بعد تعذيبه.ومع انتشار هاتين الروايتين المتضاربتين اندلعت مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين.من جانبه، صرح الناطق باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا بأن الأزمات الأمنية المتكررة في السويداء سببها "تعنت التيار الانعزالي ورغبته في سلخ السويداء عن الوطن"، مؤكدا أن الحل يتمثل في عودة هيبة الدولة وتفعيل أجهزتها الأمنية والعسكرية للقيام بدورها في حماية المدنيين.وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن عناصر من الجيش السوري قتلوا أثناء انتشارهم لوقف الاشتباكات وحماية الأهالي، بعد استهدافهم من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.ومع تسارع الأحداث في السويداء انقسم رواد مواقع التواصل بشأن المسؤولية، هل تقع على عاتق الدولة السورية أم على حكمت الهجري وجماعته؟فقد طالب مغردون بتدخل الدولة بشكل مباشر لسحب السلاح من جميع الأطراف وبسط سلطتها الكاملة على المحافظة، محذرين من أن استمرار الفوضى يعني مزيدا من إراقة دماء السوريين.وأكدوا أن العشائر والدروز أبناء وطن واحد، وأن سفك الدم السوري على أيدي السوريين جريمة يتحمل مسؤوليتها كل من يذكي نار الفتنة.وأعاد آخرون التذكير بما جرى في الساحل السوري من فتنة وتحريض طائفي، محذرين من تكرار المأساة في السويداء، إذ راح ضحيتها قرابة 1500 سوري من المدنيين وعناصر الأمن.واعتبروا أن الحل إذا كان القضاء على "فلول الهجري" فإن ذلك يجب أن يكون بحذر ومسؤولية من قبل الدولة فقط، مع ضرورة تحييد المدنيين وتجنب الانزلاق إلى حرب أهلية.وأشار بعض المدونين إلى أن نزع السلاح بقوة السلاح هو الحل الوحيد، معتبرين أن أعمال بعض المسلحين الدروز لا تعبر عن تطلعات الطائفة في الانخراط بالعملية السياسية، وأن تسليم السلاح يجب أن يشمل كل من يعمل خارج مؤسسات الدولة من مدنيين وعسكريين.وحمّل ناشطون حكمت الهجري ومليشياته المسؤولية عن الأحداث، مشيرين إلى أن الرد على سرقة سيارة أدى إلى مقتل طفلين وعشرات الضحايا من البدو والدروز، محذرين من خطر التغيير الديمغرافي جراء محاصرة آلاف المقاتلين الدروز أحياء مدنية.وأهابت وزارة الداخلية في بيان بجميع الأطراف المحلية التعاون مع قوى الأمن الداخلي والسعي إلى التهدئة وضبط النفس، مؤكدة أن استمرار الصراع لا يخدم إلا الفوضى ويزيد من معاناة المدنيين.كما شددت الوزارة على أهمية الإسراع في نشر القوى الأمنية في المحافظة، والبدء بحوار شامل يعالج أسباب التوتر، ويصون كرامة وحقوق جميع مكونات المجتمع في السويداء".ولاحقاً، أكدت وزارة الدفاع أن الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع الاشتباكات في محافظة السويداء ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، ما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس.وقالت الوزارة أن استعادة الأمن والاستقرار في السويداء مسؤولية مشتركة بين الدولة ومواطنيها، مؤكدة الاستعداد التام لدعم أي مبادرة "تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي، وترسيخ روح المواطنة، وبناء مستقبل آمن يليق بكرامة الجميع".وكان محافظ السويداء مصطفى البكور قد دعا، أول من أمس إلى "ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار".وأضاف البكور في بيان: "نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين".من جهتها، أصدرت "الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز" بياناً استنكرت فيه الاشتباكات بالسويداء، معقل الطائفة الدرزية، معتبرة أن ما جرى تطور بفعل "فتنة خفية". ودعت الحكومة السورية إلى ضبط الأمن والأمان على طريق دمشق السويداء، وإبعاد ما وصفتها بـ"العصابات المنفلتة".وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن هذه الاشتباكات وقعت "على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
الجيش السوري يبدأ الانسحاب من السويداء.. وحديث عن اتفاق وشيك
أفادت مصادر في وزارة الدفاع السورية، الأربعاء، ببدء انسحاب الجيش من السويداء بعد انتشار القوى الأمنية في المدينة. وأضافت المصادر أن 'الجيش بدأ الانسحاب من السويداء ولكن القصف الإسرائيلي يؤخر العملية'. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: 'اتفقنا على خطوات محددة ستضع نهاية للأوضاع في سوريا الليلة'. كما أكد التلفزيون السوري الرسمي أن هناك 'اتفاقا وشيكا' بين إسرائيل وسوريا لإنهاء الأزمة برعاية أميركية. وأضاف أن 'سوريا ترحب بجهود واشنطن والدول العربية لحل الأزمة الحالية سلميا'. وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، الحكومة السورية، لسحب قواتها من محافظة السويداء، بهدف السماح بخفض التصعيد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، إن الولايات المتحدة تدعو سوريا إلى سحب قواتها للسماح بخفض التصعيد. وشهدت السويداء، خلال الأيام الماضية، مواجهات دامية بين عشائر وفصائل محلية أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص. وعقب ذلك، دخلت القوات السورية المدينة ذات الغالبية الدرزية بهدف الإشراف على وقف لإطلاق النار تم الاتفاق عليه مع وجهاء وأعيان المدينة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش السوري نسق مع إسرائيل قبل دخول السويداء 'لكن خالف التفاهم'، مشيرين إلى أن التنسيق كان يقضي بعدم إدخال الأسلحة الثقيلة. وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن بلاده 'لن تسمح بحشد عسكري على حدودها مع جنوب سوريا'. وذكرت بروس في مقابلة أجرتها معها قناة 'فوكس نيوز': 'ندعو الحكومة السورية إلى سحب قواتها للسماح لجميع الأطراف بالتوصل إلى خفض التصعيد'. بعد ذلك، هزت غارات إسرائيلية قوية دمشق، الأربعاء، واستهدفت مجمع وزارة الدفاع والقصر الرئاسي، كما نفذت ضربات في السويداء ومناطق أخرى.


الغد
منذ 5 ساعات
- الغد
حكمت الهجري يرفض الاتفاق مع الحكومة السورية بشأن السويداء
أعلن شيخ عقل طائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا يوسف الجربوع، اليوم الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء يتضمن 14 بندًا. ويقضي الاتفاق بوقف كامل لجميع العمليات العسكرية بشكل فوري والتزام جميع الأطراف بوقف التصعيد العسكري، بالإضافة إلى وقف أي شكل من أشكال الهجوم ضد القوات الأمنية وحواجزها، بحسب موقع التلفزيون العربي. وعلى الفور، رفض الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري الاتفاق الذي أعلن عنه اليوم الأربعاء، مؤكدًا على "ضرورة الاستمرار في الدفاع المشروع واستمرار القتال حتى تحرير السويداء من هذه العصابات"، حسب وصفه. وقال الهجري: "لا يوجد أي اتفاق أو تفاوض أو تفويض مع هذه العصابات المسلحة التي تسمي نفسها زورًا حكومة" الاتفاق في السويداء كما نصّ الاتفاق على تشكيل لجنة مراقبة مكونة من الدولة السورية والمشايخ للإشراف على تنفيذ الاتفاق، بالإضافة إلى نشر حواجز الأمن الداخلي والشرطة من الدولة ومنتسبي الشرطة من أبناء محافظة السويداء. اضافة اعلان وبحسب الجربوع، يتضمن الاتفاق احترام حرمة البيوت وحياة المدنيين وعدم المساس بأي منزل أو ممتلكات خاصة داخل المدينة. كذلك جرى التوافق على آلية لتنظيم السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع لإنهاء السلاح خارج الدولة. من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء بعد يوم واحد من إعلان مشابه، فيما سجلت اشتباكات متقطعة غداة دخول القوات الحكومية هذه المدينة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية: "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء ونشر حواجز أمنية في المدينة واندماجها الكامل ضمن الدولة السورية". "الموقف غير موحَّد" وقبيل التوصل إلى الاتفاق، اعتبر يوسف الجربوع في مقابلة خاصة مع التلفزيون العربي، أن ما يجري في السويداء يرقى إلى "محاولة تطهير عرقي". وقال الجربوع، في وقت تشتد فيه الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في سوريا، ولا سيما في دمشق ودرعا والسويداء، إنّ الأوضاع في السويداء "سيئة"، مشيرًا إلى وجود حالات فوضى وإطلاق نار. وأضاف أن الاتفاق الذي جرى أمس بين السلطة السورية والمجموعات المسلحة في السويداء "لم يرَ النور". وشدّد على أنه تم استهداف المدنيين وحرق المنازل في السويداء جراء الاشتباكات المستمرة، مؤكدًا في الوقت نفسه رفضه أي اعتداء على الدولة السورية، وقال: "نحن مواطنون سوريون". وكشف عن وجود اتصالات مع الشيخ الهجري، "لكن الموقف غير موحَّد"، مشيرًا إلى أن منزله تعرّض لإطلاق قذيفة في محيطه من قبل قوات الأمن، حسب قوله. وطالب الجربوع، في مقابلته مع التلفزيون العربي، بسحب القوات إلى خارج السويداء، إضافة إلى مطالبته بتقديم ضمانات بعدم التعرض لأهالي السويداء ورموزها. وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز: "نحن على تواصل مع مدير الأمن في السويداء، أحمد الدالاتي"، مضيفًا أن "ادعاء إسرائيل بتوفير الحماية لنا له أهداف سياسية". واليوم الأربعاء، تجددت الاشتباكات في السويداء حيث أعلنت وزارة الدفاع السورية أنّ مجموعات خارجة عن القانون عادت إلى مهاجمة القوات السورية والأمن الداخلي في السويداء، في خرق لاتفاق تمّ التوصل إليه في المدينة لوقف إطلاق النار. وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة على السويداء وعلى العاصمة السورية، إذ استهدفت محيط هيئة الأركان السورية ومحيط المكتبة الوطنية بالقرب من مقر وزارة الدفاع، إضافة إلى مباني في القصر الرئاسي. وجاء القصف الإسرائيلي بُعيد تصريحات لوزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد فيها أنّ إسرائيل ستُواصل قصف القوات السورية حتى تنسحب من السويداء. ودخلت قوات من وزارتَي الدفاع والداخلية مدينة السويداء في محاولة لبسط السيطرة على الأحياء المضطربة لحفظ الأمن وإعادة الاستقرار، بعد اشتباكات عنيفة بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية وعشائر بدوية على خلفية حوادث احتجاز متبادلة.


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
قصف إسرائيلي يستهدف قصر الرئاسة
شهدت ساحة الأمويين وسط دمشق، الأربعاء، انفجاراً ضخماً نتيجة ضربة إسرائيلية استهدفت قصر الرئاسة ومبنى رئاسة الأركان السورية، وفقاً للقناة 12 الإسرائيلية. وأكدت مصادر أمنية وجود قتلى وجرحى جراء الضربة التي طالت أيضاً وزارة الدفاع وقوات الأمن. جاء ذلك تزامناً مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بدء "هجمات مؤلمة" على سوريا.