logo
بينها العراق.. جهود إقليمية لاحتواء حرائق غابات سوريا

بينها العراق.. جهود إقليمية لاحتواء حرائق غابات سوريا

شفق نيوزمنذ 2 أيام
شفق نيوز- دمشق
أعلن الدفاع المدني السوري، يوم الأحد أن أكثر من 80 فريقًا ميدانيًا يشاركون في عمليات إخماد حرائق الغابات المندلعة في مناطق واسعة من البلاد، بمؤازرة فرق إنقاذ وإطفاء من دول الجوار، بينها العراق وتركيا والأردن وقطر.
وقال حميد قطيني، متطوع في الدفاع المدني السوري، لوكالة شفق نيوز، إن "الجهود مستمرة على مدار الساعة لمنع تمدد النيران، خاصة في المناطق الحراجية الكثيفة، مثل جبل زاهي وجبل النسر".
وأشار إلى أن "الفرق تعمل أيضًا على عمليات تبريد مكثفة في المناطق التي تمّت السيطرة على الحريق فيها، لمنع تجدد الاشتعال، حيث لا تزال بعض البؤر الصغيرة مشتعلة في الوديان والمواقع الوعرة".
وأوضح قطيني أن "بعض هذه المناطق كانت تضم مواقع عسكرية سابقة تابعة للنظام السوري، مما يزيد من صعوبة وصول فرق الإطفاء إليها".
وأضاف أن "الدعم الإقليمي لعب دورًا مهمًا في تسريع الاستجابة"، مشددًا على أن "العمل جارٍ لاحتواء كامل بؤر النيران رغم التحديات المناخية والتضاريس الصعبة".
وتشارك في العمليات فرق إطفاء برية من تركيا والأردن والعراق، وفي الجانب الجوي تساهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، في إطار تنسيق مشترك لمواجهة الكارثة.
حيث أعلن الدفاع المدني العراقي، الخميس الماضي، عن إرسال 20 فرقة إطفاء للمشاركة بعمليات إخماد حرائق اللاذقية.
ويوم الثلاثاء الماضي، طلبت سوريا من الاتحاد الأوروبي المساعدة في إخماد الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية على الساحل السوري، منذ 3 يوليو/ تموز الجاري.
وكان المهندس أنس الرحمون، الناشط في أبحاث المناخ والبيئة، أكد لوكالة شفق نيوز، في وقت سابق من اليوم، أن "الأضرار الناجمة عن هذه الحرائق تنقسم إلى ثلاث مراحل: آنية، ومتوسطة، وبعيدة المدى"، مشيرًا إلى أن بعض أنواع النباتات المهددة بالانقراض قد تكون انقرضت فعليًا نتيجة الحرائق، لكن لا يمكن تقييم ذلك بدقة إلا بعد الانتهاء من عمليات الإطفاء".
وأضاف الرحمون أن "الحرائق تطلق مزيجًا من الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، والتي تتسبب بتلوث الهواء وتؤثر سلبًا على المناطق المجاورة حسب اتجاه الرياح، كمدن حلب، وحماة، وإدلب، وأريافها". ولفت إلى أن "الهواء الملوث الناتج عن الحريق يشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الإنسان، خصوصًا مرضى الجهاز التنفسي والربو".
وأوضح أن التأثيرات متوسطة المدى تتجلى في موجات حرّ أكثر تكرارًا أو أشد حدة، حيث تسجّل بعض المناطق ارتفاعًا ملموسًا في درجات الحرارة، ولو بنصف درجة مئوية فقط، ما ينعكس على انخفاض الرطوبة الجوية ويعزّز تغيّر المناخ المحلي. وأضاف: "الحرائق تعزز من آثار التغير المناخي في سوريا، التي تعاني أصلًا من هذه الظاهرة كجزء من العالم المتأثر بها، لكن بإضافة عامل محلي يزيد من شدة الاختلال المناخي".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انخفاض النفط مع تخفيف مخاوف الإمدادات بعد مهلة ترامب لروسيا
انخفاض النفط مع تخفيف مخاوف الإمدادات بعد مهلة ترامب لروسيا

شفق نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • شفق نيوز

انخفاض النفط مع تخفيف مخاوف الإمدادات بعد مهلة ترامب لروسيا

تراجعت أسعار النفط، يوم الثلاثاء ،بعد أن خففت مهلة مدتها 50 يوما منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتجنب العقوبات المخاوف الفورية بشأن الإمدادات. انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتًا، أو 0.4%، لتصل إلى 68.92 دولارًا للبرميل بحلول الساعة الـ 03:42 بتوقيت غرينتش، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 35 سنتًا، أو 0.5%، لتصل إلى 66.63 دولارًا. وكان كلا العقدين قد انخفض بأكثر من دولار واحد في الجلسة السابقة. وأعلن ترامب عن أسلحة جديدة لأوكرانيا يوم الاثنين، وكان قد قال يوم السبت إنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 30% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارا من الأول من أغسطس/آب، إضافة إلى تحذيرات مماثلة لدول أخرى. وكانت أسعار النفط ارتفعت على خلفية أنباء عن عقوبات محتملة، لكنها تخلت عن هذه المكاسب في وقت لاحق حيث أثار الموعد النهائي الذي يمتد 50 يوما الآمال في إمكانية تجنب العقوبات. وقال محللون في بنك آي إن جي في مذكرة يوم الثلاثاء إنه إذا نفذ ترامب العقوبات المقترحة، "فسيغير ذلك بشكل جذري توقعات سوق النفط". قد تؤدي الرسوم الجمركية إلى إبطاء النمو الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى استنزاف الطلب العالمي على الوقود وخفض أسعار النفط. وفي مكان آخر، قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن الطلب على النفط من المتوقع أن يظل "قويا للغاية" خلال الربع الثالث، مما يبقي السوق متوازنة بشكل مريح في الأمد القريب، وفقا لتقرير إعلامي روسي.

آسيا الوسطى المركز العصبي الخفي والحيوي للجغرافيا السياسية العالمية
آسيا الوسطى المركز العصبي الخفي والحيوي للجغرافيا السياسية العالمية

موقع كتابات

timeمنذ 4 ساعات

  • موقع كتابات

آسيا الوسطى المركز العصبي الخفي والحيوي للجغرافيا السياسية العالمية

في فبراير 2022، كان للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا أثر مباشر في زيادة الاهتمام الأوروبي بآسيا الوسطى، المعروفة بجاذبيتها الاقتصادية بفضل مواردها الهائلة من الغاز والنفط. بعد تعليق تجارة الغاز مع روسيا، والذي بلغ ذروته بإغلاق خطوط أنابيب نورد ستريم، التي كانت تنقل ما يقرب من 55 مليار متر مكعب غربًا، اتجهت أوروبا نحو شركاء جدد يتمتعون بإمكانات طاقة عالية. في الواقع، تُعدّ كازاخستان ثاني عشر أكبر مُصدّر للذهب الأسود في العالم، بينما تُعدّ أوزبكستان من بين أكبر خمسة عشر مُنتجًا للغاز في العالم. كما تفخر تركمانستان، المُطلة على بحر قزوين، والتي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة فقط، باحتياطيات غازية كبيرة. وتُقدّر مواردها بنحو 14 تريليون متر مكعب، وتُصنّف الدولة المُجاورة لإيران رابع أكبر مُنتج للغاز في العالم. لا شك أن آسيا الوسطى تُعدّ بالفعل منطقةً حيويةً لسيادة الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة. لكن الصين وروسيا تتصدران المشهد في سهول آسيا الوسطى. ومن جانبها، تستفيد الدول الخمس في المنطقة (قيرغيزستان وطاجيكستان، بالإضافة إلى الدول الثلاث المذكورة أعلاه) من هذه الالتزامات. خلال القرن التاسع عشر، أصبحت الإمبراطورية القيصرية، بفضل غزواتها العسكرية المتعددة، القوة المهيمنة في آسيا الوسطى. ولكن بعد ثورات البلاشفة عام ١٩١٧ وظهور الاتحاد السوفيتي عام ١٩٢٢، أصبحت دول آسيا الوسطى الخمس جزءًا من الاتحاد السوفيتي. في ظل الاتحاد السوفيتي، يختلف المسار التاريخي لهذه الدول اختلافا جذريا عن مسار دول أوروبا الشرقية. حتى اليوم، عندما نتحدث إلى شعوب آسيا الوسطى، فإننا نجدهم لا يعتبرون هذا استعمارا على الإطلاق. إنهم يعتبرون دولهم دولًا تابعة. ولا شك أن المسارات التي رُصدت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والعلاقات التي حافظت عليها روسيا تختلف اختلافا كبيرا عن تلك التي حافظت عليها دول أوروبا الشرقية. من جانبها، تعتبر روسيا منطقة آسيا الوسطى جوارها القريب. في هذا الصدد، لم يضع تفكك الاتحاد السوفيتي حدا لطموحات روسيا السياسية والاقتصادية في المنطقة. ويُعد إنشاء الجماعة الاقتصادية الأوراسية عام ٢٠٠٠، التي استُبدلت عام ٢٠١٤ بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EEU) – على غرار روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان – خير دليل على ذلك. ويعكس إنشاء سوق مشتركة كبيرة، أُلغيت فيها الرسوم الجمركية، الرغبة في الحفاظ على الهيمنة الاقتصادية على هذه المنطقة، في أعقاب تراجع الاقتصادات الإقليمية عقب سقوط الاتحاد السوفيتي. بينما لا تزال أوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان دولا مراقبة فقط في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إلا أن هذه الدول تحافظ على علاقات سياسية واقتصادية ودبلوماسية وثيقة مع روسيا. وتتولى القوات العسكرية الروسية مسؤولية ضمان الأمن على الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان، بينما تظل موسكو ثاني أكبر شريك تجاري لأوزبكستان بعد الصين. مع ذلك، من غير المنطقي اعتبار العلاقات بين دول آسيا الوسطى وروسيا أحادية الجانب. فبينما يُعدّ الاستثمار الروسي أساسيا لدول آسيا الوسطى، فإن أسواق كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان لا تقل أهمية للمستثمرين الروس. يجب النظر إلى هذه الديناميكيات الإقليمية من منظور الترابط المتبادل، لا علاقة التبعية. بفضل قربها الجغرافي من منطقة آسيا الوسطى، لعبت الصين دورا محوريا في إعادة تشكيل المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وفي مواجهة نزاعات حدودية تعود إلى منتصف ستينيات القرن الماضي، لم يكن أمام بكين خيار سوى تقديم تنازلات لجيرانها، وعلى رأسهم كازاخستان، التي تشترك معها الصين في حدود بطول 1533 كيلومترا. بالنسبة للسلطات الصينية، كان تقاسم هذه الحدود أمرا حساسا، لا سيما أنه يتعلق بمقاطعة شينجيانغ، التي شكلت تحديا أمنيا كبيرا. لكن التنازلات الممنوحة لهؤلاء الجيران أرست أسس علاقات سلمية بين الصين والدول الأخرى في المنطقة. وقد ساهم هذا الحوار الصيني الكازاخستاني في تأمين منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة للصين، وضمان مصالحها التجارية المستقبلية. في عام ٢٠١٣، دخلت العلاقات بين الصين ودول آسيا الوسطى حقبة جديدة فعليا عندما كشفت السلطات الصينية عن مشروعها الضخم 'الحزام والطريق'، المصمم لإعادة رسم معالم التجارة الدولية. وهناك العديد من مشاريع البنية التحتية للسكك الحديدية وممرات الطاقة الجارية، مثل خط السكة الحديد الطموح بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان (CKU)، والذي تعود أولى محادثاته إلى أوائل التسعينيات. وقد شهدت مشاريع أخرى انطلاقة قوية، مثل ميناء خورغوس الرائع، الواقع في قلب صحراء كازاخستان، والذي يلعب دورا محوريا في لوجستيات 'طرق الحرير الجديدة' وفي الروابط التجارية بين الصين وأوروبا. ويُجسّد ميناء خورغوس، في الواقع، الرؤية الصينية لآسيا الوسطى ببراعة: منطقة عازلة بين أوروبا والصين، تمر عبرها رؤوس الأموال. لكن على الرغم من التعاون الاقتصادي الوثيق والشراكات القوية التي نشأت على مر السنين، لا تزال دول آسيا الوسطى حذرة من الطموحات الروسية والصينية في المنطقة. وقد ذكّرتنا الحرب في أوكرانيا بأن روسيا – بأجندتها الإمبريالية – قد تُشكّل تهديدا لسيادة الدول، لا سيما عندما تكون دولة تعتبرها موسكو ضمن نطاق نفوذها موطنا لأقلية كبيرة من الناطقين بالروسية. أود أن أشدد على المواقف المتناقضة التي ولّدتها 'العملية العسكرية الخاصة' لفلاديمير بوتين في آسيا الوسطى: مع أن دول آسيا الوسطى لا تستطيع الدخول في صراع مباشر مع روسيا، إلا أنها تُبدي تضامنها مع مصير الأوكرانيين، مُدركةً تماما أن سيادتها تكمن وراء السيادة الأوكرانية. لا تتردد كازاخستان في إرسال مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، وتنتقد أوزبكستان علنا العمليات الروسية على الأراضي الأوكرانية. لقد أعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف أنه لن يعترف أبدا بالسيادة الروسية على المناطق التي ضمتها أوكرانيا في سبتمبر/أيلول 2022. إن الوجود الصيني ليس بمنأى عن الانتقادات، بل يثير أحيانا شعورا متزايدا بعدم الثقة. في عامي 2018 و2019، سُجِّلت مظاهرات مناهضة للصين في بيشكيك، عاصمة قيرغيزستان. المطالب واضحة: وقف إصدار جوازات السفر القيرغيزية للمواطنين الصينيين، وتعليق حصص العمالة الصينية في البلاد، على وجه الخصوص. ورغم مبدأ 'الفوز للجميع' الذي طرحته السلطات الصينية في 'طرق الحرير الجديدة'، لا يزال الشعب القيرغيزستاني قلقا بشأن الوجود الصيني على أراضيه، خوفا على وظائفهم وسيادتهم. أرى أنه من المهم إدراك أن دول آسيا الوسطى لطالما سكنها خوف لا يمكن إنكاره من الصين، خوف يمتزج أحيانا بعداء صارخ تجاه الصين. هناك رهابٌ من الصين متجذر في آسيا الوسطى، خوف من الغزاة الذين تمثلهم الصين. وقد أصبح هذا النفور متجذرا بعمق في العقليات. في أبريل/نيسان 2025، زارت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، سمرقند، أوزبكستان، لحضور قمة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى، وهي الأولى من نوعها منذ فبراير/شباط 2022. وإدراكا منها لهشاشة مواردها في مجال الطاقة – والتي تجلى جليا في تعليق إمدادات الغاز الروسي – تسعى أوروبا جاهدة إلى إيجاد شركاء جدد قادرين على تلبية احتياجاتها من الطاقة. وتبدو تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان مرشحين مثاليين للأوروبيين، نظرا لاحتياطياتها الكبيرة من الوقود الأحفوري، في حين يُعد الاتحاد الأوروبي بالفعل الشريك التجاري الرائد لدول آسيا الوسطى، وهو دور يجهله إلى حد كبير سكان أوروبا وآسيا الوسطى. من خلال مشروعه الطموح 'البوابة العالمية'، يأمل الاتحاد الأوروبي في مواصلة هذا المسار، إذ من المتوقع استثمار حوالي 10 مليارات يورو في آسيا الوسطى على المدى القصير، على أمل إنشاء ممرات طاقة تتجاوز روسيا. ومن هذا المنظور، ينبغي فهم زيارة أورسولا فون دير لاين إلى أوزبكستان في أبريل/نيسان. ومع ذلك، يجد القادة الأوروبيون أنفسهم مجددا عالقين بين مصالحهم الاستراتيجية ومنظومة القيم الديمقراطية التي يدّعون الدفاع عنها على الساحة الدولية. ولكن، مجددا، كيف يُمكننا تصديق أن هذا يمكن أن يُشكّل بالفعل مسار عمل ملموسا في مواجهة أنظمة سياسية استبدادية على الأقل، إن لم تكن ديكتاتورية تماما، كما هو الحال في تركمانستان؟ في آسيا الوسطى، يُثير توقيع اتفاقيات تجارية جديدة استياء الناس.

قراءة إسرائيلية: تفاؤل في إقليم كوردستان بحقبة جديدة بعد حل الـPKK
قراءة إسرائيلية: تفاؤل في إقليم كوردستان بحقبة جديدة بعد حل الـPKK

شفق نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • شفق نيوز

قراءة إسرائيلية: تفاؤل في إقليم كوردستان بحقبة جديدة بعد حل الـPKK

شفق نيوز- بغداد/ ترجمة خاصة ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن أصداء تسليم حزب العمال الكوردستاني "PKK" لسلاحه، ترددت في أنحاء إقليم كوردستان الذي يأمل مواطنوه الآن بانتهاء الحرب وعودة الجنود الأتراك المتمركزين في قواعد عسكرية شمالي العراق وفي الإقليم. وأشار التقرير الإسرائيلي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، عن اللغة الإنكليزية، إلى أن إقليم كوردستان عانى دائماً من حالة الاضطراب نتيجة وجود الجيش التركي بسبب قتاله مع حزب العمال الكوردستاني، الذي امتد صراعه مع أنقرة إلى ما وراء الحدود خلال العقود الماضية. وتابع التقرير أن حزب العمال الكوردستاني ألهم أيضاً جماعات كوردية أخرى في إيران والعراق وسوريا، ولم يعد بذلك مجرد حركة كوردية في تركيا. وأوضح التقرير أنه بالنسبة لإقليم كوردستان، فإن وجود حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي، بالإضافة إلى قرار أنقرة بتوسيع نطاق الحرب إلى شمالي العراق، لطالما شكل تحدياً له، مشيراً إلى أن الاتحاد الوطني الكوردستاني يميل إلى إقامة علاقات أكثر دفئاً مع حزب العمال الكوردستاني، بينما يتبنى الحزب الديمقراطي الكوردستاني عموماً مواقف أكثر برودة تجاه حزب العمال الكوردستاني. ولفت التقرير إلى أن العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني ينظرون إلى حزب العمال الكوردستاني كخصم، بينما يتهمه البعض باختطاف الأطفال لضمهم إلى صفوفه، أو التسبب في كارثة للشعب الكوردي بمحاربته لتركيا. ورأى التقرير أن هذه السياسة الداخلية المعقدة لإقليم كوردستان تعني أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يميل إلى تعزيز علاقاته مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة التي لطالما ضغطت على العراق وحكومة الإقليم لقمع حزب العمال الكوردستاني. وأضاف التقرير أنه في ظل رفض العراق وحكومة الإقليم ذلك، فإن أنقرة قامت بتوسيع نطاق حربها، واستخدمت طائرات مسيرة لمهاجمة أعضاء حزب العمال الكوردستاني، وأقامت المزيد من القواعد خلال العقد الماضي. وبعدما ذكر التقرير أن الأحداث تتسارع في شمال العراق، أشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحدثا سوية يوم السبت الماضي حول عملية السلام بين أنقرة وحزب العمال الكوردستاني، بينما أعلن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يوم السبت أيضاً أنه يمنح بغداد "فرصة أخيرة" فيما يتعلق بالنزاع حول صفقات الطاقة والرواتب. وبالإضافة إلى ذلك، استعاد التقرير لقاء رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، يوم الجمعة الماضي، بأعضاء من حزب المساواة والديمقراطية التركي، وهو حزب يساري في تركيا، ويتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين الكورد، وتتهمه أنقرة بالتعاطف مع حزب العمال الكوردستاني. وأضاف التقرير أن محادثات السلام مهمة للحزب، لأنها قد تعني توقف أنقرة عن اعتقال أعضائه واتهامهم بـ"الإرهاب". ولفت التقرير الى الأنباء التي تحدثت عن استعداد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، للقاء زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله اوجلان، المسجون في تركيا، مشيراً إلى أنه هناك تفاؤل واضح في إقليم كوردستان الذي يأمل أن يفتح هذا الباب حقبة جديدة. وبرغم ذلك، أشار التقرير إلى أنه تلوح في الأفق بوادر توتر، حيث أن حكومة دمشق مستاءة من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مشيرة إلى معارضتها منح المنطقة الكوردية في شرق سوريا الحكم الذاتي الذي حظي به إقليم كوردستان منذ تسعينيات القرن الماضي. وحذر التقرير من أن هذا قد يتسبب بخلق متاعب لحكومة إقليم كوردستان في حال اندلاع صراع في شرق سوريا. وتابع أن حكومة الإقليم لم تستطع لمّ نزاعها على الطاقة مع بغداد، في حين أن الفصائل الموالية لإيران تستخدم طائرات مسيرة لمهاجمة إقليم كوردستان. إلى ذلك، رأى التقرير أن هناك تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في إقليم كوردستان، موضحاً أنه في حين قد يكون هناك بعض الدعم المالي للبيشمركة، وكذلك لشرق سوريا، غير أن دور الولايات المتحدة في سوريا والعراق ليس واضحاً. ومع أن التقرير لفت إلى أهمية وجود قنصلية أمريكية جديدة في أربيل، إلا أنه قال إن هناك تساؤلات حول ما قد يحدث لاحقاً مع قوات البيشمركة التي اعتبر التقرير أنها انقسمت سياسياً في الماضي بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث من المعتقد أن الاتحاد الوطني الكوردستاني يسيطر على "الوحدة 70" من البيشمركة، بينما يسيطر الحزب الديمقراطي الكوردستاني على "الوحدة 80". وختم التقرير بالإشارة إلى أنه كان من المفترض تفكيك هذه المجموعات السياسية والعسكرية خلال العقد الماضي، إلا أن الحرب على تنظيم داعش أجلت إصلاحها، في حين أن هجوم بغداد على إقليم كوردستان في العام 2017 بعد استفتاء الاستقلال، أدى إلى انتكاسة. وخلص تقرير "جيروزاليم بوست" إلى القول إن هناك حديث عن أن الإصلاح الموعود سيتحقق، وأن البيشمركة ستنزع عنها الصبغة السياسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store