logo
هل اقترب الشرق الأوسط من حرب إبادة؟

هل اقترب الشرق الأوسط من حرب إبادة؟

موقع كتاباتمنذ 14 ساعات
[تحليل سياسي للمرحلة الانتقالية بين الهدوء الخادع والانفجار القادم]
يقف الشرق الأوسط اليوم، على حافة هاوية جديدة، حرب كبرى تلوح في الأفق، لم تعد مجرد احتمال، بل تتشكل ملامحها شيئًا فشيئًا على الأرض.
المنطقة تغلي بصراعات مؤجّلة، وتقاطعات حادة في المصالح، وسط تداخل إقليمي ودولي يضع الجميع أمام استحقاقات خطيرة.
• إيران وإسرائيل:
المواجهة المؤجلة تقترب رغم التصعيد المتقطع بين إيران وإسرائيل، من حرب الظل في سوريا والعراق، إلى الاغتيالات والتسريبات، ظلت المواجهة المباشرة مؤجلة. لكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2025 غيّرت المعادلة.
الرجل الذي انسحب من الاتفاق النووي في ولايته الأولى، وعاد بسياسة 'الضغط الأقصى'، يُعيد الآن تفعيل أدوات المواجهة. دعمه الصريح لإسرائيل، وتنسيقه مع حلفاء إقليميين، يعكس رغبة واضحة في خنق النظام الإيراني عسكريًا واقتصاديًا.
أما ما يُسمى إعلاميًا بـ'الهدنة' القائمة منذ نحو شهر، فلا تتعدى كونها 'استراحة مقاتل'. استغلها الاحتلال الإسرائيلي لترميم قبته الحديدية، وتعزيز قدراته الدفاعية، استعدادًا لجولة يُرجّح أن تكون أشدّ من كل سابقاتها.
• المسرح العراقي–السوري: عودة الفوضى المنظمة
في الأسابيع الأخيرة، سُجّلت هجمات بطائرات مسيّرة على مطار كركوك ومصفى بيجي. الجهة المنفذة لم تُحدّد رسميًا، لكن السياق يشير إلى بصمات داعش أو جهات تستخدمه كغطاء.
بالتوازي، ظهرت مؤشرات لتحرك جماعات متطرفة من سوريا، مدعومة من بقايا النصرة ومجموعات مرتبطة بالجولاني، باتجاه الحدود الغربية للعراق. الهدف يبدأ من زعزعة الأمن الى خلق ممر فوضوي نحو العمق العراقي، في إطار مشروع استنزاف يستهدف التركيبة المجتمعية والسياسية للبلاد.
• استهداف الشيعة سياسيًا وميدانيًا: خطر تصاعدي
بعيدًا عن الخطاب الدبلوماسي، هناك خشية حقيقية من مخطط يسعى لتفكيك النفوذ الشيعي، ليس في إيران فقط، بل في العراق ولبنان واليمن أيضًا.
الاحتلال الإسرائيلي، الذي طالما عبّر عن عدائه لهذا النفوذ، يرى اللحظة مؤاتية لتصفية حسابات تاريخي، بأدوات متعددة:
١. الجولاني: رأس الحربة في سوريا.
٢. بعض السلفيين في العراق: يُعاد تأهيلهم للعب أدوار تخريبية، بدعم قوى خارجية.
٣. شخصيات عشائرية ومناطقية: يجري الاستثمار فيها لإعادة إنتاج الانقسام الطائفي.
• لبنان في عين العاصفة
من المحتمل ان 'حزب الله' رأس حربة محور المقاومة، تصعيدًا متعدد الاتجاهات.
تهديد ميداني من الشمال السوري من جهة، ومن جهة أخرى عدوان مباشر على الجنوب اللبناني. الهدف هو ضرب آخر نقاط التوازن في خارطة المواجهة مع إسرائيل.
• العراق: الساحة المفتوحة
العراق يبدو أكثر انكشافًا، بدفع من التجربة السياسية بعد 2003 التي لم تُرضِ الشارع، بل زادتها ملفات الفساد والتراجع الخدمي تعقيدًا.
في هذا السياق، يصبح الجنوب العراقي، ومعه أطراف بغداد، هدفًا مرشحًا، لنظرية ' شرق اوسط جديد، تقام فيه إيرائيل كبرى، بالتزامن مع أي تحرك واسع ضد طهران. في ظل تواطؤ دولي، وصمت إقليمي، يفتحان الباب أمام سيناريو دموي خطير، يستغل هشاشة الداخل، وسأم المواطن من الطبقة السياسية.
• السيناريوهات المحتملة
١. الرد الإيراني: مواجهة مباشرة
إذا شعرت طهران أن النظام في خطر وجودي، قد تلجأ إلى الرد الاستباقي. قد يشمل ذلك ضربات صاروخية، أو تفعيل جبهات متزامنة في لبنان، سوريا، العراق، واليمن. وهو ما قد يُشعل حربًا إقليمية تبدأ من مضيق هرمز، ولا أحد يعرف أين تنتهي.
٢. الدور الروسي–الصيني: مراقبة دون تدخل
رغم الصراع المفتوح مع واشنطن، قد تكتفي موسكو وبكين بالمراقبة والتنديد.
طهران ليست أولوية استراتيجية لهما، بل ورقة في صراعهما مع الغرب. لكن، أي تصعيد شامل قد يُربك حساباتهما، ويحرجهما أمام الداخل والرأي العام العالمي.
٣. الموقف العربي: انقسام وتموضع
الأنظمة الخليجية ستتجنب الانخراط المباشر، لكنها قد تدعم بعض جوانب الحملة على إيران، سرًا أو علنًا. أما شعوب المنطقة، لا سيما في العراق ولبنان والبحرين، فقد تدخل في دوامة اضطرابات داخلية، قد تتحول إلى انتفاضات متزامنة.
٤. التهدئة الإسرائيلية: تكتيك لا قناعة
الهدنة الحالية ليست تغييرًا في العقيدة الإسرائيلية، بل إجراء مرحلي لإعادة التموضع. الاحتلال أعاد نشر منظومات الدفاع الجوي، وملأ مخازنه بالصواريخ الاعتراضية، تحسّبًا لجولة متعددة الجبهات. ما نشهده الآن ليس إلا هدوءًا يسبق العاصفة.
• بين الاحتمال والحتميّة
الشرق الأوسط يعيش مخاضًا عنيفًا. خريطة جديدة تُرسم، قد تكون نسخته الخاصة من 'سايكس بيكو مذهبي'، لكن هذه المرة بأدوات الإبادة السياسية والاجتماعية.
كل تأخر في فهم المشهد، هو تسليم غير مباشر لمشروع 'إسرائيل الكبرى'، الذي لا يضمن أمنًا ولا كرامة لشعوب المنطقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دعمًا لأوكرانيا .. زيلينسكي يتفق مع ترمب على توفير 'باتريوت' ومئات آلاف المُسيّرات
دعمًا لأوكرانيا .. زيلينسكي يتفق مع ترمب على توفير 'باتريوت' ومئات آلاف المُسيّرات

موقع كتابات

timeمنذ 26 دقائق

  • موقع كتابات

دعمًا لأوكرانيا .. زيلينسكي يتفق مع ترمب على توفير 'باتريوت' ومئات آلاف المُسيّرات

وكالات- كتابات: أعلن الرئيس الأوكراني؛ 'فولوديمير زيلينسكي'، اليوم الأحد، أن بلاده أبرمت اتفاقًا مع 'الولايات المتحدة' لزيادة العمل المشتَّرك في مجال إنتاج الطائرات المُسيّرة. وقال 'زيلينسكي'؛ في خطاب مصور الليلة الماضية، إن ذلك سيوفر لـ'أوكرانيا' مئات الآلاف من المُسيّرات هذا العام. وجاء الإعلان عن الاتفاق بشأن إنتاج المُسيّرات بعد يوم من محادثة هاتفية بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأميركي؛ 'دونالد ترمب'. ووصف 'زيلينسكي' المحادثة مع 'ترمب'؛ بأنها الأفضل والأكثر إنتاجية، مشيرًا إلى أنهما تناولا قضايا الدفاع الجوي. وعبّر الرئيس الأوكراني عن امتنانه لـ'ترمب' لإبدائه الاستعداد لتزويد 'كييف' بمنظومة (باتريوت) للدفاع الجوي. وكان 'ترمب' قال إنه أجرى اتصالًا هاتفيًا جيدًا مع 'زيلينسكي'، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية بحاجة إلى صواريخ (باتريوت). وفي المقابل؛ عبّر الرئيس الأميركي عن استيائه بسبب عدم إنهاء الرئيس الروسي؛ 'فلاديمير بوتين'، القتال، وقال عقب محادثة هاتفية مع 'بوتين' إن الأخير يرفض العمل على وقف إطلاق النار. وشهدت العلاقة بين الرئيسين الأميركي والأوكراني توترًا بدأ بمشادة خلال لقاء جمعهما في 'البيت الأبيض'؛ أواخر شباط/فبراير الماضي، واتهم 'ترمب'؛ 'زيلينسكي'، مرارًا بعدم الرغبة في وقف الحرب، كما عبّرت إدارته عن عزمها مراجعة الدعم العسكري لـ'كييف'، بيد أن اللقاءات والاتصالات بين الرئيسين في الآونة الأخيرة أعادت الدفء إلى العلاقة بينهما. وفي الأيام الماضية؛ شنّت 'روسيا' على 'أوكرانيا' هجمات واسعة بمئات المُسيّرات وعشرات الصواريخ الباليستية، وبالتزامن تواصل القوات الروسية شن هجمات عبر خطوط الجبهة بمقاطعات 'دونيتسك' (شرق) و'خاركيف وسومي' (شمال شرق).

مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية عنوانها وقف اطلاق النار في غزة 60 يوما !كاظم نوري
مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية عنوانها وقف اطلاق النار في غزة 60 يوما !كاظم نوري

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية عنوانها وقف اطلاق النار في غزة 60 يوما !كاظم نوري

مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية عنوانها وقف اطلاق النار في غزة 60 يوما ! كاظم نوري تعد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بالتعاون مع انظمة عربية فاسدة خطة تامرية اطلقوا عليها ' وقف اطلاق النار' في غزة لمدة ستين يوما تضمنت الافراج عن الرهائن والحديث عن السماح للمواد الغذائية والمواد الطبية والمستلزمات الاخرى بالمرور الى قطاع غزة تشارك في الخطة التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية سلطة محمود عباس الذي شكل ثلاث مجموعات مسلحة لمقاتلة المقاومة بعد سحب العدو بعضا من قواته من القطاع خاصة حماس وبقية الفصائل الاخرى بعد انتهاء فترة وقف اطلاق النار وان سلطات عباس هي التي تدفع رواتب هؤلاء المسلحين وفق مصادر موثوقة؟؟ المجرم نتن ياهو سوف يلتقي الطاغية ترامب في البيت الابيض يوم الاثنين لهذا الغرض وليس من اجل سواد عيون اطفال وابناء غزة لاسيما وان تراميب بات يغرد واخذ يطلق تعريفات واوصاف على انه حريص على انهاء ماساة شعب غزة وان هذا الشعب واجه الكثير من المصائب ولابد من وضع حد لها وان هناك اصواتا اخذت تنعق على ان 'ترامب سوف يفرض على نتن ياهو وقفا لاطلاق النار علما ان الاثنين ينسقان للتامرفي المنطقة ؟؟ بنود الاتفاق الذي سوف تتنصل عنه ' تل ابيب ' ما ان يتم الافرا ج عن الرهئن وصلت الى حماس والفصائل الاخرى في غزة وقد اشاد ترامب بموقف حماس في تعاطيه مع الاتفاق الذي يحمل بنودا ايجابية لكنه اتفاق تامري جديد اعلن عنه وتزامن مع خطة خطيرة في لبنان تتعلق بعرض تسليم حزب الله سلاحه مقابل الانسحاب الصهيوني من مناطق لبنانية وان الحكومة في لبنان كما نقلت وسائل الاعلام تدرس الطلب وهو امريكي للرد عليه ؟؟ انها مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وليس مبادرة لايجاد حل لها تشترك فيه واشنطن وتل ابيب وحكومات متواطئة في المنطقة الى جانب السلطة الفلسطينية. نتمنى على المقاومة الي قاتلت طيلة الفترات الماضية وتحملت الكثير كما تحمل شعب القطاع ان لاتستجييب لكل بنود الاتفاق اتامري وان تدرس البنود جيدا دون ان تنخدع بها لان العدو سرعان ما ينقلب عليها وهذا حصل سابقا وكذلك في لبنان وسوف يحصل في غزة ايضا وان تواصل فرض شروطها رغم قساوة العدوان كما ان على الدول الداعمة للقضية الفلسطينية ومقاوتها ان تنتبه الى ذلك لاسيما ايران واليمن التي سوف ينالها اجرام واشنطن وتل ابيب لاحقا خاصة ايران التي تسعى الولايات المتحدة الى اجراء تغيير من الداخل بعد ان فشلت في عدونها الاخير هي والكيان المسخ ونالت العقاب الذي تستحق ؟؟ ‎2025-‎07-‎06

ترامب وسلام القوة!محمد بوالروايح
ترامب وسلام القوة!محمد بوالروايح

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

ترامب وسلام القوة!محمد بوالروايح

ترامب وسلام القوة! محمد بوالروايح 'سلام القوة'، طريقة ابتدعها دونالد ترامب لوقف الحروب وحل النزاعات، فالسلام في الوضع الطبيعي يؤسس على رغبة طرفي النزاع –كليهما أو أحدهما- في وضع حد للمواجهات والجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد استشعار حالة إنهاك كبيرة في عتادهما الحربي أو عنصرهما البشري، مما يجعل الاستمرار في الحرب شكلا من أشكال المغامرة التي لا تحمد عقباها، وهناك أمثلة كثيرة عن هذا السلام في تاريخ الصراعات العالمية لا يتسع المقام لذكرها. وأما السلام عند ترامب فسلامٌ من نوع آخر وهو 'سلام القوة ' الذي يعني اللجوء إلى القوة العسكرية لحمل الأطراف المتنازعة أو طرف بعينه على قبول عرض السلام أو مواجهة العقوبات، وقد تجلى ذلك في حالات كثيرة: في الحرب الروسية الأوكرانية، وفي الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وفي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية. إن اللجوء إلى استخدام القوة لا يكون بقرار انفرادي بل بقرار جمعي، ويكون في حالة واحدة وهي رفض طرف من الأطراف عرض السلام واستمراره في العدوان كما يرد تفصيله في قوله تعالى: 'وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيىء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين'. (الحجرات 9). إن الجهة التي تقوم بمهام قتال الفئة الباغية في العصر الحاضر تتمثل في قوات حفظ السلام المكلفة بحفظ السلام ومنع خرق وقف إطلاق النار وقتال المتسببين في ذلك، تقوم بهذه المهمة باسم القوة الدولية المجتمعة وليس باسم الإرادة المنفردة لدولة أو رئيس دولة كما هو الشأن في نموذج السلام الذي يسعى ترامب لتكريسه في الوقت الحاضر. يتجلى سلام القوة الذي ينتهجه ترامب من خلال ما سماه 'صفقة السلام' بين روسيا وأوكرانيا وبين إيران وإسرائيل، وصفقته بشأن وقف الحرب في غزة. أولا: ترامب وصفقة السلام بين روسيا وأوكرانيا قد يتوهم بعض سطحيي الثقافة السياسية أن دونالد ترامب يسعى إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية من منطلق الرغبة المجردة في تكريس السلام، هذا وارد، ولكن المتمعن في التصريحات التي أدلى بها ترامب يدرك أنه يريد استخدام القوة الأمريكية واستغلال حالة الإنهاك الاقتصادي والاجتماعي والعسكري لطرفي النزاع لحملهما على توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار أو مواجهة العقوبات، وفي الحالة الروسية، لمح دونالد إلى إمكانية ازدياد شوكة التحالف الأوروبي ضد موسكو في حالة رفضها العرض الأمريكي للسلام وإلى ازدياد حالة الإنهاك الاقتصادي داخل المجتمع الروسي، وكأن ترامب يريد بذلك أن يلتمس مخرجا لفلاديمير بوتين من المأزق الذي وضع نفسه فيه باجتياحه لأوكرانيا في 24 فبراير 2022 وعدم قدرته على إحراز النصر رغم التفوق العسكري للجيش الروسي. ولدى استقبال ترامب للرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي بدا وكأنه يسدي أوامر لهذا الأخير من خلال توبيخه وتهديده بالمصير المجهول الذي ينتظره في حالة رفض المقترح الأمريكي والذي سيزيد من تفاقم حالة الانهيار التي لحقت بالبنية التحتية لأوكرانيا.كل هذا له تفسير واحد في الأدبيات السياسية، وهو أن ترامب يؤمن بسلام القوة لا بثقافة السلام. ثانيا: ترامب وصفقة السلام بين إيران وإسرائيل كان لترامب خطابٌ مزدوج ومتناقض في كثير من الأحيان حيال المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في حرب الاثني عشر يوما، فهو يتظاهر من جهة بتغليب منطق السَّلام على منطق الحرب ويبدي تخوُّفه من اتساع هذه الحرب إقليميًّا بما يكون له آثار مدمرة على أمن الخليج والعالم، ويفصح من جهة أخرى وعلى النقيض من ذلك عن تحيزه لإسرائيل بذريعة الخطر الوجودي الذي يهددها في حالة استمرار إطلاق الصواريخ الإيرانية، وينتقد ترامب التصرف الإيراني ويبارك التصرف الإسرائيلي، بل اقتنع أخيرا بأن الحل الحاسم يكمن في ضرب مفاعلات إيران. وحتى عند وضع صفقة لإنهاء الحرب لم يكفّ ترامب عن تحذير إيران وتهديدها بضربة أمريكية مزلزلة في حالة العودة إلى تخصيب اليورانيوم. يمكن تقبل هذا التحذير وهذا التهديد لو كان يشمل إيران وإسرائيل على سواء، فالحرص على شرق أوسط آمن هو رغبة كل عربي وكل مسلم، ولكن أن يقتصر ذلك على إيران فهو في اعتقادي قسمة ضيزى لا تساهم في إرساء السلام بل تؤجل العودة إلى الحرب إلى حين لتعود بعد ذلك أشد وأنكى مما كانت. إن العمل للسلام يتناقض مع خطاب النصر الذي ألقاه ترامب ومع التبريكات التي أسداها لنتنياهو بمناسبة ما سماه 'النصر المؤزر' على إيران. إن السلام لا يتحقق بهذه الطريقة، فشتان بين إرادة تحقيق السلام وسلام القوة. ثالثا: ترامب وصفقة السلام في غزة يتحدث ترامب عن صفقة وقف الحرب في غزة، وتفيد الأخبار الواردة من البيت الأبيض أن نص الصفقة قد أصبح جاهزا وأن إسرائيل قد وافقت عليه، ويحقّ لنا أن نتساءل: بأي صيغة تمت هذه الصفقة ووفق أي شروط موضوعية أو توافقات أو تفاهمات؟ إذا كانت هذه الصفقة تتماهى مع ما صرّح به رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو فإنها بئس الصفقة؛ إنه يتحدّث عن تحرير 'المخطوفين' وعن القضاء المبرم على حماس ونفي قادتها إلى الخارج، فماذا بقي للطرف الآخر أن يقول؟ وهل يمكن لحماس القبول بهذه الشروط المذلة والإملاءات في صفقة تسوَّق أمريكيًّا وإسرائيليًّا على أنها تجري وفق مفاوضات ومقترحات من طرفي النزاع؟ الإنهاك الذي يعانيه الجيش الإسرائيلي هذه الأيام بسبب الضربات الموجعة التي يتلقاها على يد المقاومة قد يجعل نتنياهو يتخلى عن شروطه التعجيزية وانتصاراته الوهمية ويقبل بالشروط التوافقية التي لن تحدث في غياب حماس ولا بتغييبها بفرض 'سلام القوة' الذي اتخذه ترامب وسيلة لتمكين إسرائيل من 'فتح' ثان بعد 'الفتح الكبير' على إيران كما يروِّج لذلك في تغريداته المتكررة. نتنياهو يريد من خلال هذه الصفقة تحقيق ما عجز عنه عسكريًّا، فبعد 21 شهرا من العدوان لم يستطع نتنياهو تحقيق ذلك. إن الإنهاك الذي يعانيه الجيش الإسرائيلي هذه الأيام بسبب الضربات الموجعة التي يتلقاها على يد المقاومة قد يجعل نتنياهو يتخلى عن شروطه التعجيزية وانتصاراته الوهمية ويقبل بالشروط التوافقية التي لن تحدث في غياب حماس ولا بتغييبها بفرض 'سلام القوة' الذي اتخذه ترامب وسيلة لتمكين إسرائيل من 'فتح' ثان بعد 'الفتح الكبير' على إيران كما يروِّج لذلك في تغريداته المتكررة. رابعا: دور الوساطة القطرية أظن أن دور الوسيط القطري بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة –ولو لستين يوما كما هو متداول– سيكون حاسما، فلن تكون قطر جسرا يعبُر منه نتنياهو لتحقيق أحلامه الوردية في غزة على حساب دماء الذين حصدتهم آلة الإجرام الصهيوني وأشلائهم، ولن تعطي قطر صكًّا على بياض ولن تبيع صكوك الغفران لنتنياهو، إنها ستدير المفاوضات بشأن الصفقة وفقا لمبدأ العدل والإنصاف. إن صفقة ترامب بشأن وقف الحرب في غزة لا تخدم إلا طرفا واحدا وهي أقرب إلى الأمر المفروض منها إلى التفاوض، وهي بالصيغة التي تحدَّث عنها نتنياهو مرفوضة من حماس، فمن ذا الذي يسلّم رقبته للذبح ويتنازل عن سلاحه لعدوه؟ أعتقد أن اللمسة القطرية على الصفقة ستهذّبها وتجعلها قابلة للتطبيق ومتوافقة مع العدل والمنطق. هذا ما أعتقده حول الدور القطري في إنصاف الطرف الفلسطيني، ولكل شرعة هو مولّيها. ‎2025-‎07-‎06

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store