
مجلس "سلطة العقبة" الجديد بين آمال بتحقيق قفزات نوعية وتحديات الملفات الشائكة
أحمد الرواشدة
اضافة اعلان
العقبة- يتطلع العقباويون مع تعيين رئيس وأعضاء جدد لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، إلى تحقيق إنجازات نوعية تدفع واقع المدينة أكثر فأكثر إلى ازدهار لا تنعكس آثاره على المدينة وسكانها فحسب، إنما يمتد أثره إلى الاقتصاد الوطني، وذلك وسط آمال بمعالجة تحديات ظلت تفرض نفسها منذ نشأة سلطة العقبة عام 2001.يأتي ذلك، وسط تأكيد مصدر في سلطة العقبة أن "المجلس الجديد سيواصل عملية البناء والإنجاز بناء على الخطة الإستراتيجية للعقبة (2024 - 2028) والتي تتكون من ثلاثة محاور مرتبطة بعدد من المؤشرات القابلة للقياس وهي: الاستثمار والسياحة والتجارة وترتكز بالدرجة الأولى إلى الرؤية الملكية للعقبة الخاصة كوجهة سياحية استثمارية تجارية على شاطئ البحر الأحمر بهدف استقطاب مزيد من الاستثمارات من خلال زيادة عدد المناطق الصناعية من منطقتين إلى (5)، وكذلك زيادة عدد المراكز اللوجستية (المناطق الحرة) من (5) إلى (10) مراكز لتكون حاضنة لاستثمارات متعددة".والمجلس الجديد، يحمل ملفات المدينة الاستثمارية والسياحية والبيئية والمجتمعية، بعد إطلاق خطتها الإستراتيجية، في وقت يسود فيه الأمل بإحراز تقدم في الملفات كافة دون تأجيل أو ترحيل للملفات، لا سيما أن هناك ملفات عديدة وثقيلة أمام المجلس الحالي، أهمها الاستثمار والسياحة والبيئة والمجتمع.ففي ملف الاستثمار، يشير مستثمرون إلى أن الواقع الاستثماري ما يزال تحتاج إلى مزيد من جذب الاستثمارات النوعية، وإلى مزيد أيضا من الاستقرار التشريعي والمؤسسي.وقالوا "إن العقبة تمتلك مزايا فريدة، من أبرزها موقع إستراتيجي، منفذ بحري، تسهيلات جمركية وضريبية، وبنية تحتية قادرة على احتضان مشاريع كبرى. ومع ذلك، فإن ضعف التنسيق، وكثرة التبديلات الإدارية، وتأخر الإجراءات، كلها عوامل تحد من اندفاع المستثمرين، وتفقد المدينة ميزتها التنافسية في المنطقة"، مشددين على "ضرورة التعامل مع المستثمرين كشركاء لا كمراجعين""توظيف غير فاعل لمقومات المدينة"أما في ملف السياحة، فيؤكد معنيون أنه "يفترض أن تكون السياحة رافعة العقبة الاقتصادية الأولى، وأن لا تكون أسيرة التذبذب والتوظيف غير الفاعل لمقومات المدينة. فالعقبة، التي تطل على واحد من أجمل الخلجان في العالم، وتجاور مواقع أثرية فريدة كالبتراء ووادي رم، يجب ألا تُدار سياحيا بمنطق المناسبات لا الإستراتيجية، وبخطط مؤقتة لا برؤية متكاملة. ولا يخفى أن السياحة في العقبة موسمية، لا تستقطب الزوار على مدار العام، في حين يجب استغلال تنوع المنتج السياحي فيها بين البحر والصحراء والتراث".كما أكدوا "أن ضعف الربط مع الوجهات المجاورة، وقلة الفعاليات الكبرى، ومحدودية التسويق الخارجي، جعلت العقبة أقرب إلى (مدينة مرور) للسياح، لا وجهة نهائية. وبينما تعلن السلطة بين الحين والآخر عن مشاريع سياحية جديدة، تبقى الحاجة قائمة إلى إستراتيجية شاملة تجعل من العقبة وجهة حقيقية قادرة على المنافسة، لا مجرد محطة مؤقتة في خريطة السياحة الإقليمية. ومن هنا برزت الحاجة إلى إيجاد ناقل خاص بمدينة العقبة يتمثل بشركة طيران خاصة للعقبة"."لكن التحديات في العقبة لا تتوقف عند المشروعات الكبرى أو الرؤى الاقتصادية"، بحسب هؤلاء المعنيين الذين يشيرون إلى أنها "تمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية للناس، والمطالبات بتوفير فرص عمل كافية للشباب وتخفيض كلف المعيشة وتحسين واقع الخدمات أكثر فأكثر".وفي خضم الحديث عن الاستثمار والسياحة والمجتمع، يبرز الملف البيئي كواحد من أكثر الملفات حساسية وأهمية، لكنه أخذ نصيبا وافرا وكبيرا من اهتمام إدارات السلطة، وتوج بإنشاء محمية العقبة البحرية بتوجيهات ملكية لحماية التنوع الحيوي في الحياة البحرية، وسط تحديات تتعلق بالتصدي لتلوث الهواء الناتج عن الأنشطة الصناعية والنقل الثقيل، وضعف البنية التحتية لمعالجة المياه والمخلفات الصلبة."رسم خريطة طريق للتعافي"وبحسب المستثمر في القطاع السياحي أسامة أبو طالب، فإنه "آن الأوان لإشراك القطاع في رسم خريطة طريق للتعافي، ذلك أن قطاع السياحة لا يُعاني فقط، بل يختنق، فالمنشآت تُغلق والرواتب تتعثر"، مشيرا إلى أن "القطاع لا يشكو من فراغ، بل من عمق الأزمة، وهذه ليست أزمة موسمية ولا عابرة، بل إنها مرحلة انهيار صامت، لذلك نطلب إنصافا وتدخلا عاجلا وحلولا واقعية".وأكد أن "القطاع السياحي يأمل بخلوة مع الحكومة، تترافق مع إجراءات فعلية وواقعية على أرض الواقع، من بينها إعفاءات وحوافز لقطاعهم المدمر بفعل حروب المنطقة والتوترات الإقليمية والجيوسياسية، إلى جانب التحديات غير المسبوقة نتيجة استمرار العدوان على قطاع غزة".كما أكد المستثمر في القطاع السياحي خماش ياسين "صعوبة الأوضاع التي تمر بها القطاعات والمصالح السياحية بالمدينة، وذلك بسبب غياب رؤية واضحة تجاه تطوير وتمكين القطاع السياحي، الذي يعاني من أزمات مالية وتشغيلية بسبب الحرب والتوترات الإقليمية المتعددة، التي ساهمت في قيام الكثير من السياح بإلغاء حجوزاتهم، وتسريح أعداد كبيرة من الموظفين والعاملين في المنشآت السياحية".وطالب ياسين الحكومة بـ"ضرورة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تآكل القطاع السياحي في العقبة، بعد ازدياد المعيقات والتحديات التي ساهمت في تردي حال المنشآت السياحية".ومن وجهة نظر المستثمر في قطاع الغوص طلال أبو محفوظ، فإن "العقبة، ورغم كل الإجراءات الهادفة إلى تعزيز تنافسيتها، تظل بحاجة إلى وجود شركة طيران خاصة بها، تمكنها من جلب السياح على مدار العام"، مؤكدا في الوقت ذاته، أن "شركات الطيران الأخرى الدولية لا تلبي احتياج القطاع السياحي، ولا تجدي كما لو أن هناك شركة طيران خاصة للعقبة، ناهيك أن الشركات الأخرى تتأثر بأي حدث إقليمي، مما يترتب على ذلك إلغاء مئات الحجوزات".من جهته، أشار الخبير الدكتور إبراهيم الكردي إلى "ضرورة الابتعاد عن البيروقراطية الإدارية وأن يكون هناك إدارة تمتلك الريادية والإبداع في عملية الإدارة العليا، إذ يجب أن ترتكز الإدارة المثلى للعقبة على جذب الاستثمارات وتمكينها، وحل إشكالية الاستثمارات المتعثرة بأسرع وقت ممكن، التي تُعد ركيزة أساسية في النهوض بالمدينة بشكلها المستدام. ويجب أن يُنظر إلى العقبة كمدينة لوجستية مهمة لإقليم نيوم وإقليم الخليج العربي، ووضع كافة التسهيلات الممكنة لبناء قدرات المدينة لتكون محورا لوجستيا في المنطقة ككل".وأكد الكردي كذلك "أن على الإدارات المعنية في العقبة التركيز على السياحة التعليمية، خصوصا مع وجود أربع جامعات، مما يؤثر على استقطاب السياح من فئة التعليم من شتى بقاع العالم، حيث تُعد العقبة مكانا يجتمع فيه كل ممكنات النقل البري والجوي والبحري، ومجتمعا يحتوي على كافة البنى التحتية والفوقية".جذب واستقطاب الاستثماراتإلى ذلك، قال الخبير في الشأن التنموي الأستاذ الدكتور محمد الفرجات "نتأمل أن تحقق المنطقة الطموح بجذب واستقطاب الاستثمارات الوطنية والإقليمية والدولية، وذلك بزيادة فاعلية الترويج لميزات العقبة الاقتصادية من قانون داعم، وحوافز مشجعة، وبنى تحتية، وشبكات، وخدمات عصرية".وكانت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أطلقت العام الماضي إستراتيجيتها للأعوام 2024 - 2028، وتهدف لجعل العقبة مقصدا عالميا ووجهة متكاملة للسياحة والتجارة والاستثمار، وأنموذجا للإدارة الحديثة التي تواكب المستجدات العالمية، تماشيا مع رؤية التحديث الاقتصادي والأهداف الوطنية.وتستهدف الخطة تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتحسين نوعية حياة المواطنين، وضمان الحصول على الخدمات بجودة عالية وشفافية ونزاهة وعدالة، التي تراعي مصلحة سلطة العقبة، من خلال هيكلة الإجراءات، ورفع كفاءة العمل، ودعم التقدم المؤسسي.واشتملت الخطة الإستراتيجية لسلطة العقبة الخاصة للأعوام 2024 - 2028 على سبع أولويات أساسية، وهي: التركيز على تعزيز مكانة العقبة على خريطة السياحة العالمية كوجهة مميزة للسياحة البيئية والتراثية على خليج العقبة، واستهداف تمكين منطقة العقبة كوجهة عالمية جاذبة للاستثمار، والتركيز على تعزيز النمو الأخضر، وتحقيق التنمية المستدامة، واستحداث منطقة مرنة قادرة على التكيف، والتحول إلى مدينة ذكية لتحسين جودة العقبة في المنطقة، وجعل العقبة مركزا إقليميا للمهارات الفنية والتقنية، ومؤسسة مميزة وكفؤة وفعالة، وقادرة على تحقيق أهدافها من خلال خدماتها وأنظمتها وكوادرها، وجعل العقبة مركزا إقليميا للريادة والابتكار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 41 دقائق
- رؤيا نيوز
24 شركة صناعية غذائية أردنية تشارك بمعرض 'فانسي فود' في نيويورك
تبدأ 24 شركة أردنية متخصصة بالصناعات الغذائية، الأحد، مشاركتها في معرض 'فانسي فود شو 2025″، الذي تنطلق فعالياته في مدينة نيويورك. وبحسب بيان صدر السبت عن جمعية المصدرين الأردنيين التي تنظم المشاركة الأردنية، يُعد المعرض من أهم الفعاليات الدولية المتخصصة في الأغذية والمشروبات في أميركا الشمالية، نظرًا لحجم المشاركة الواسعة من الجهات العارضة والمشترين والزائرين من شتى دول العالم. وقال رئيس الجمعية، العين أحمد الخضري، إن المشاركة الأردنية في المعرض، الذي يستمر لمدة 3 أيام، تُعد الدورة السادسة عشرة التي تنظمها الجمعية في هذا الحدث العالمي المتخصص في قطاع الأغذية والمشروبات. وأضاف أن الجناح الأردني سيعرض مجموعة من المنتجات الغذائية ذات الجودة العالية، تشمل: الحلويات الشرقية، التوابل والبهارات، القهوة، الشوكولاتة، المأكولات الشرق أوسطية المعلبة، والمشروبات الغازية المختلفة. وأكد أن المشاركة في المعرض تأتي ضمن خطط وبرامج الجمعية لدعم وتمكين الصناعة من دخول أسواق جديدة، بالإضافة إلى الاطلاع على آخر التطورات في هذا المجال، ما يسهم في مواصلة تطور ونمو الصناعات الغذائية في المملكة. وقال إن المعرض يشكّل منصة استراتيجية مهمة للشركات الأردنية لعرض منتجاتها أمام جمهور عالمي، والتواصل مع كبار المستوردين والموزعين من مختلف الأسواق، بما يسهم في تعزيز تنافسية المنتج الأردني وزيادة فرصه التصديرية. وأوضح أن معرض 'فانسي فود' يُعد من أضخم المعارض المتخصصة عالميًا، حيث يشهد مشاركة نحو 2400 عارض دولي من 50 دولة، يقدّمون منتجاتهم ضمن أكثر من 40 فئة غذائية. وقال العين الخضري إن السوق الأميركية تُعد من أقوى الأسواق من حيث القوة الشرائية، ومن الأسواق الواعدة أمام الصادرات الوطنية، حيث تمتلك العديد من المنتجات الوطنية فرصة لدخول هذا السوق وتلبية احتياجاته، في ظل وجود اتفاقية تجارة حرة موقعة بين البلدين. ويرتبط الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية باتفاقية للتجارة الحرة وُقّعت عام 2000، ودخلت حيز التنفيذ عام 2010، بهدف تعزيز أواصر الصداقة والتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. وبلغت صادرات الأردن إلى الولايات المتحدة خلال العام الماضي 2.208 مليار دينار، بارتفاع نسبته 13 بالمئة عمّا كانت عليه في 2023. وأكد مدير عام الجمعية، حليم أبو رحمة، أن تنظيم الجناح الأردني في معرض 'فانسي فود' الغذائي منذ عام 2008، يمثّل خطوة لتعزيز التعريف بالمنتجات الأردنية والتواصل مع كبار تجار التجزئة ومتاجر الأغذية المتخصصة في الولايات المتحدة. وقال إن هذا المعرض يتيح أيضًا تنظيم لقاءات عمل مباشرة مع مشترين من الولايات المتحدة وكندا، ما يعزّز من فرص التصدير ويسهم في تنشيط حركة التجارة بين الأردن وأميركا. وأضاف أن جودة المنتجات الأردنية وسعرها التنافسي يجعلانها مؤهلة للدخول بقوة إلى السوق الأميركية، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين. وأوضح أن المشاركة الأردنية في المعرض تندرج ضمن خطط جمعية المصدرين الأردنيين لتمكين الشركات المحلية من توسيع تواجدها في الأسواق التصديرية الخارجية، ما يدعم التطور النوعي للقطاع ويقوي مكانة الصناعات الغذائية الأردنية على المستوى الدولي. وبيّن أبو رحمة أن السوق الأميركية تُعد من أكبر الأسواق العالمية من حيث حجم الاستهلاك والقدرة الشرائية، ما يفتح آفاقًا كبيرة لتصدير المنتجات الأردنية ذات القيمة المضافة العالية، وبالتالي زيادة العوائد التصديرية ودعم أداء الاقتصاد الوطني بشكل عام.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
انخفاض اسعار الذهب في الاردن، عيار '21' عند 66،60 دينارًا
اظهرت التسعيرة اليومية لبيع الذهب في الاردن لهذا اليوم، الصادرة عن النقابة العامة لاصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات اسعار عيارات الذهب الاربعة المتداولة في السوق الاردني. وعلى النحو التالي : وبلغ سعر بيع الذهب عيار '24' للغرام الواحد 76.400 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '21' للغرام الواحد 66.600 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '18' للغرام الواحد 59.200 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '14' للغرام الواحد 44.900 دينار.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
بوابات ذكية قريبا في مطار الملكة علياء لـ 'تجربة سفر أسرع وأسهل'
أكدت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، أمس الجمعة، اقتراب تشغيل البوابات الذكية في مطار الملكة علياء الدولي، بهدف توفير تجربة سفر 'أسهل وأسرع وأذكى'. وقالت الوزارة في منشور عبر منصة (إكس): 'قريبا في مطار الملكة علياء الدولي تجربة سفر أسهل وأسرع وأذكى استعدوا للانطلاق عبر البوابات الذكية'. ويأتي هذا الإعلان استكمالا لتصريحات سابقة أدلى بها وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، سامي السميرات، في الأول من أيار الماضي، حيث أكد حينها أنه تم تركيب 5 بوابات ذكية للقادمين و4 للمغادرين في المطار، وهي في مرحلة التجربة. وأشار السميرات في تصريحه آنذاك إلى أن تشغيل البوابات سيكون نهاية شهر حزيران، وستُخصص في مرحلتها الأولى للمواطنين الأردنيين فقط، سواء من القادمين أو المغادرين، في خطوة تهدف إلى تسريع الإجراءات وتحسين تجربة السفر باستخدام أحدث الحلول الرقمية.