
أخبار العالم : ما الذي يمنعك من مسامحة حبيبك السابق؟
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
قبل ساعة واحدة
انهالت دموع يانز وهي تخبر جورج بصوت متهدج أن علاقتهما لا يمكن أن تستمر. وسارت يانز، البالغة من العمر 28 عاماً ببطء إلى منزلها في هونغ كونغ وتنفست الصعداء، لكن قلبها كان منفطراً.
فبعد أن انهارت علاقتهما مرتين في غضون شهرين، قرّرت يانز أن تكون هذه المرة هي الأخيرة التي لا رجعة فيها أبداً.
وتقول يانز عن مشاعرها بعد الانفصال في المرتين السابقتين: "كنت أفتقده كثيراً، وكان شريط الذكريات يمر أمام عيني. لهذا عدت إليه مرتين. لكن طباعنا وتوجهاتنا كانت مختلفة ولم يتغير أي منا. لذا حذفته من كل حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيقنت أن هذه هي المرة الأخيرة التي نكون فيها معاً".
ومع ذلك، اتضح أن الحنين إلى الحبيب السابق بعد الانفصال ظاهرة شائعة قد تتكرر على مدار حياتنا، إذ أشارت دراسة إلى أن ثلث المشاركين فيها من طلاب الجامعات الأمريكية، أقاموا علاقات متذبذبة تتأرجح بين الانفصال والعودة مرات عديدة. في حين ذكر نصفهم أنهم أقاموا علاقات حميمية مع شركاء حياتهم السابقين بعد الانفصال.
وأشارت دراسة نشرت في عام 2013 إلى أن أكثر من ثلث الرفقاء الذين يعيشون معاً، وخُمس المتزوجين، مرّوا بتجربة الانفصال، ثم ما لبثت أن عادت المياه إلى مجاريها بعد إنهاء العلاقة.
وقد استُلهمت من مشاعر لوعة الفراق والحنين أغنيات وروايات ومسرحيات وبرامج وأفلام لا حصر لها، ولعل التماس الصفح من الحبيب السابق بعد الانفصال هو عادة متأصلة في نفسياتنا.
وتعلل هيلين فيشر، عالمة الأعصاب بمعهد كينسي، قائلة عندما يحدث الانفصال، يدخل المرء في طور "احتجاج"، إذ تتملك الطرف المرفوض رغبة جارفة لاستعادة حب الطرف الذي يقرر إنهاء العلاقة.
وأجرت فيشر ومجموعة من العلماء دراسة أخضعت فيها 15 شخصاً تعرضوا للرفض من شركاء حياتهم مؤخراً، لأجهزة مسح الدماغ.
وعندما شاهد المشاركون صور معشوقيهم الذين رفضوهم، لاحظ العلماء نشاطاً في المناطق المرتبطة بالمكاسب والخسارة والاشتياق وتنظيم المشاعر من الدماغ، وكذلك المناطق المرتبطة بالتعلق العاطفي.
وتقول فيشر: "لا ينتهي الحب بعد الرفض، بل إن الطرف المرفوض قد يتيم عشقاً بمن رفض الارتباط به. وتنشط المنطقة المرتبطة بالإدمان من الدماغ".
لذا يزداد إفراز الدوبامين والناقل العصبي نوريبنفرين المرتبط بالضغط العصبي، وتزداد الرغبة في ملاحقة من رفضنا وجعلنا نشعر بالإحباط. ولهذا تقول فيشر إن البعض قد يذهب إلى أبعد حد لاستعطاف الطرف الذي رفضه حتى يصفح عنه.
ولاحظ الفريق أن منطقة "النواة المتكئة" المرتبطة بالإدمان في الدماغ نشطت لدى المشاركين، رجالاً ونساء، وكانوا يفكرون بشكل مبالغ فيه في شركاء حياتهم الذين رفضوهم ويتلهفون للعودة إليهم.
وشبّهت فيشر القلق من الانفصال، بشعور الجرو الذي وضع في غرفة بعيداً عن حضن أمه، فتراه يدور في حلقات وينبح ويئن.
صدر الصورة، Getty Images
وتقول فيشر إن من انفصل عن شريك حياته ثم عاد إليه مرات عديدة، يدمن كل منهم الآخر، ولن يتمكنا من الانفصال تماماً إلا بعد أن يتخلصوا من ذلك الإدمان".
وهناك أيضاً أسباب سلوكية قد تحمل المرء على إحياء علاقات حُكم عليها بالفشل.
فقد تُمحى المشاعر القديمة نحو شريك الحياة بعد الانفصال، إذا ارتبط بعلاقة عاطفية مع شخص آخر، وتقل احتمالات عودتهما معاً مرة أخرى. في حين أن البعض لا تموت لديهم هذه المشاعر، ويحن كل منهما إلى الآخر بعد الانفصال، ومن ثم تزيد احتمالات الصفح والتغاضي عن الأخطاء.
يقول رين ديلي، الباحث في العلاقات العاطفية بجامعة تكساس، إن شعلة الحب والتعلق بين شريكي الحياة قد لا تنطفئ رغم كثرة الخلافات.
وربما يكون سبب الانفصال هو عدم القدرة على حل الخلافات أو التعامل معها. وربما يشعر الطرفان أنهما أصلحا علاقتهما ويحاولان تجديدها.
وقد يلعب الحنين والخوف من الوحدة دوراً في حث المرء على الصفح والعودة.
وتقول كريستين مارك، الأستاذة المتخصصة في الصحة الجنسية بجامعة كنتاكي: "إن من يشعر بالرغبة في العودة إلى شريك حياته السابق رغم أنه كان يعاني من سوء المعاملة، يخشى في الغالب من الوحدة، إذ يفتقد هذا الجانب الإيجابي من العلاقة، ويشعر بالفقدان والحزن بسبب الانفصال".
وأشارت دراسة أجريت على مشاركين مروا بتجربة انفصال مؤخراً، إلى أنه كلما زاد الشعور بالخوف من العزوبية، زاد الشعور بالحنين إلى شريك الحياة السابق وزادت الرغبة في إعادة المياه إلى مجاريها.
هذا يفسر رغبة يانز في البحث عن حبيبها القديم، بعد أن شعرت بالوحدة أثناء الحجر الصحي ومحاولتها ترميم العلاقة للمرة الثالثة.
ويرى غيل سالتز، أستاذ الطب النفسي بكلية وايل كورنيل للطب في نيويورك، أن مواقع التواصل الاجتماعي، كـ"فيسبوك" وغيره، تسهّل العثور على شريك الحياة أو الحبيب السابق وإحياء العلاقة مجدداً.
وبالتالي، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تحول دون طي صفحة الماضي والبدء من جديد، بحسبه، إذ يظل رواد هذه المواقع يراقبون خفية منشورات شركاء حياتهم أو رفقائهم السابقين".
لهذا، ليس من المستغرب أن تكون السلوكيات السلبية أثناء الانفصال أكثر انتشاراً بين أبناء جيل الألفية والجيل الذي يليه "الجيل زد".
وتقول بيريت بروغارد، الأستاذة بجامعة ميامي والمتخصصة في فلسفة العواطف: "إن السلوكيات السلبية أثناء الانفصال قديمة قِدم العلاقات العاطفية، لكن بعض السلوكيات ازدادت انتشاراً بشكل لافت، مثل "الاختفاء"، حين يختفي المرء الذي كان يواعدك تماماً وكأنه شبح، و"التعقب" حين يراقبك من كنت تواعده على مواقع التواصل الاجتماعي ويعيد نشر منشوراتك بينما يتجاهل رسائلك ومكالماتك".
وتفسر بروغارد ذلك بالقول إن أبناء هذين الجيلين الأصغر سناً أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، ويهتمون بشدة بالقبول الاجتماعي أكثر مما يهتم به أقرانهم الأكبر سناً.
وقد ظهرت سوق جديدة لتقديم الدعم لمن يعانون من ألم الانفصال؛ حيث يساعد مدربو التغلب على آلام الانفصال عملاءهم إما على تجاوز المحنة أو العودة إلى الحبيب السابق. ويقدم البعض نصائح عبر المنتديات ومقاطع فيديو وبرامج تبث عبر الإنترنت، تحقق ملايين المشاهدات.
صدر الصورة، Getty Images
وينصح الكثيرون بالابتعاد تماماً عن شريك الحياة بعد الانفصال لفترة تتراوح ما بين 30 و60 يوماً، أو حتى للأبد، على أساس أن هذه الفترة سيستغلها الطرفان لإصلاح الذات.
ويقترح الكثيرون إرسال رسائل نصية لرفاقهم أو أزواجهم السابقين لتذكيرهم بالأوقات الممتعة التي أمضياها معاً، وإثبات أنهم تغيروا أثناء هذه الفترة.
وعن مزايا الانقطاع عن التواصل بشريك الحياة السابق، تقول فيشر: "إن التعافي من انكسار القلب يشبه علاج الإدمان، إذ يتطلب الأمر الابتعاد عن كل ما يذكرك بشريك الحياة السابق، والتوقف عن متابعة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقطع الاتصال به".
وترجع بروغارد ذلك إلى أن هذه الفترة تساعد على تخفيف حدة المشاعر السلبية، كالغضب وخيبة الأمل وما إلى ذلك.
وتحكي ليليان، الشابة العشرينية من هونغ كونغ، أنها كانت تبحث عن طرق عبر الإنترنت للتودد إلى رفيقها بعد أيام من الانفصال عنه، وصادفت مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يقدمه مدرب متخصص في المواعدة.
وقدم المدرب نصائح حول كيفية الابتعاد عن شريك الحياة السابق ومحاولة جذب انتباهه مرة أخرى.
وتقول ليليان: "اقترح المدرب معاودة الاتصال برفيقي بعد 30 يوماً من الانفصال، وأن أرتدي ثياباً أنيقة في أول لقاء، لأثبت أنني غيرت من نفسي".
غير أن بروغارد تحذر من أن نصائح هؤلاء المدربين قد لا تستند إلى أدلة علمية، قائلة إن "معظم مدربي الانفصال لم يحصلوا على التدريب الكافي في المجالات المناسبة، كالعلوم العصبية أو علم النفس أو العلوم المعرفية أو الفلسفة أو العمل الاجتماعي".
وتنصح بروغارد في المقابل من يعاني من مرارة الانفصال، بأن يقرأ عن العلاقات والانفصال من مصادر موثوقة، بدلاً من إنفاق المال على جلسات مدربي الانفصال.
في الوقت نفسه، تحذر بروغارد من إضاعة الوقت والمجهود في محاولات التودّد إلى شريك الحياة السابق واستعادة حبه.
ويقال إن الطريقة الأسهل للتصالح وتسوية الخلافات، هي التحدث بصراحة عن الأخطاء التي أدت إلى انهيار العلاقة، لكن في حالة إخفاق جميع مساعي الصلح، تنصح فيشر بالنظر إلى الجانب الإيجابي، فبعد مرحلة "الاحتجاج" على الفراق، قد يمر الدماغ بمرحلة يأس، ثم مرحلة قبول تليها مرحلة لامبالاة ونضج.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : لماذا ينُمّ البشر؟ وماذا يقول خبراء نظريات التطور عن النميمة؟
الاثنين 7 يوليو 2025 08:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images Article Information قد تضر النميمة سمعتك، وربما تكون في ذات الوقت انعكاساً لسلوكك وشخصيتك، ففي حين تعتبر النميمة مُسلية للبعض، يراها كثيرون على أنها "خطيئة". لاحظ علماء الأنثروبولوجيا - علم مقارنة المجتمعات البشرية حول العالم وعبر الزمن - انتشار سلوك النميمة في معظم الثقافات، من البيئات الحضرية إلى البيئات الريفية والزراعية النائية. وتقول الدكتورة نيكول هاغن هيس، الأستاذة المساعدة في الأنثروبولوجيا التطورية بجامعة ولاية واشنطن، إن "الجميع يثرثرون ويمارسون النميمة في كل ثقافة، إذا توافرت الظروف المناسبة". وعندما نفكر في النميمة، قد نتخيل أنها التحدث عن شخص ما من وراء ظهره بنية خبيثة، لكن الدكتورة هيس تُقدم رؤية أوسع، إذ تقول إن النميمة هي تبادل "أي معلومات ذات صلة بالسمعة". وتضيف: "قد يعني ذلك ما يقوله الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء أو حتى المنافسون عنا - ولكنه يشمل أيضاً ما يُقال في التقارير الإخبارية أو حتى نتائج حدث رياضي"، موضحة أنه ليس بالضرورة وجود طرف ثالث غائب نتحدث عنه - فقد يكون واقفاً أمامك مباشرةً. وتقول هيس إنه "إذا كنت تتحدث عن شخص، أو أبديت رأيك في ملابسه، أو عما فعله، فسأعتبر ذلك نميمة". لكن لماذا ينخرط البشر في هذا السلوك؟، هو سؤال لا يزال الباحثون يحاولون حلّه حتى اليوم. وإليكم بعض النظريات الرئيسية التي طرحوها. الترابط الاجتماعي يروج البروفيسور روبن دنبار، عالم الأنثروبولوجيا التطورية، لفكرة أن النميمة قد تلعب دوراً إيجابياً في المجتمع. ووفقاً لنظريته، يُعد سلوك تنظيف الثديات - كالقردة مثلاً - لبعضها البعض، سلوكاً اجتماعياً وصحياً في آنٍ واحد، فإلى جانب أنه إحدى الوسائل للترابط بينها، يمكن أن يكون وسيلة للتصالح بعد المشاجرات، وتخفيف التوتر، وتحديد المكانة في التسلسل الاجتماعي. وتُعرف هذه العملية باسم "التنظيف الاجتماعي (allogrooming) ". لكن ولأن البشر لا يمتلكون فرواً كباقي الثديات، فقد تكون النميمة والدردشة اليومية بمثابة الشكل الحديث لسلوك "التنظيف الاجتماعي"، إذ تؤدي غرضاً مشابهاً في بناء العلاقات، وتحديد مكانة الفرد في التسلسل الاجتماعي، وتبادل المعلومات الاجتماعية، مثل: بمن تثق! ومن لا تثق. ويرى البروفيسور دنبار، أن اللغة نفسها تطورت أيضاً، حتى تُمكّن الناس من النميمة. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أول ما يتبادر إلى ذهننا عندما نفكر في النميمة، هو التحدث في ظهر الشخص بنية خبيثة. وفي دراسة أجريت عام 2021 من جامعة دارتموث في الولايات المتحدة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يثرثرون ويمارسون النميمة معاً، لم يؤثروا فقط على آراء بعضهم البعض، بل ازدادوا قرباً من بعضهم البعض. وكتب الباحثون: "نتوقع أن المشاركين قد كوّنوا شعوراً بالتشابه فيما بينهم، ما خلق (واقعاً مشتركاً) ساهم في التأثير على سلوكياتهم ووجهات نظرهم، مع إشباع رغبتهم الفطرية في التواصل الاجتماعي". كما اكتشفوا أن النميمة ساعدت في تعزيز التعاون في بيئة جماعية، حيث لاحظوا أن المشاركين في التجربة كانوا على استعداد للمساهمة بمزيد من المال في لعبة جماعية عندما أتيحت لهم فرصة النميمة مع بعضهم البعض. وخلص الباحثون إلى أن "النميمة ليست مفهوماً متجانساً، بل هي أكثر تعقيداً من التعريف الضيق للحديث الفاحش والسيئ الذي لا أساس له، ويعكسه حدسنا البشري". تُدرك كيلسي ماكيني، مقدمة بودكاست "نورمال غوسيب" أو "النميمية العادية" - الذي يتشارك الناس فيه ثرثرتهم ويمارسون النميمة - كيف يمكن لحكاية طريفة أن تجمع الغرباء معاً. فخلال جائحة كورونا، واجبار الناس على الحجر الصحي، ازدادت الحاجة إلى الحديث ورواية القصص. وتقول ماكيني إنها أدركت أن الناس "بحاجة ماسة للتحدث"، وأضافت: "جزء كبير من حياتنا وطريقة رؤيتنا للعالم تتم من خلال ما نحكيه، والقيل والقال هو تلك الحكاية. نخبر بعضنا البعض عن أنفسنا، وبالتالي هناك مخاطرة، لكن هناك أيضا الكثير من الخير". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يثرثرون ويمارسون النميمة معاً يزدادون قرباً من بعضهم البعض. البقاء على قيد الحياة وعلى مدى ملايين السنين، تطور البشر ليتعلموا أفضل السبل لحماية أنفسهم ومن حولهم من أي أذى محتمل. وبالنسبة لبعض النساء، تُعد النميمة أداة حيوية في استراتيجية البقاء، خاصةً عند التعامل مع تهديدات مثل فرصة مواعدة خطرة. وتقول الدكتورة نيكول هاغن هيس إن "النساء يكنّ في وضع جسدي أضعف بكثير عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أنفسهن أمام رجل، وهي معلومة بالغة الأهمية، من الطبيعي أن ترغب في مشاركتها مع قريباتها وحليفاتها المقربات". كما يعتمد البقاء على قيد الحياة ومكانتنا في المجتمع بشكل كبير على السمعة. وتشرح الدكتورة نيكول أن السمعة السيئة قد تكون مدمرة، إذ قد تضر بمكانتك الاجتماعية، وتحد من فرصك الاقتصادية، بل وتؤثر على قدرتك على الوصول إلى موارد كالطعام. وتضيف: "لذا، عندما يتحدث الناس عنك بسوء، فقد يُسبب ذلك ضرراً بالغاً لك". ترى الدكتورة نيكول أن النميمة هي أيضاً شكل من أشكال الضبط الاجتماعي، تُستخدم للحفاظ على مكانة الفرد في التسلسل الاجتماعي أو تحسينها. وتقول إن "الناس يحاولون إدارة كيف ينظر الآخرين لهم داخل شبكاتهم الاجتماعية، لذا فهم يراقبون بعضهم البعض من خلال النميمة"، مضيفةً أنهم "يستخدمونها أيضاً لحماية سمعتهم، وأحياناً لتقويض منافسيهم". وتضيف أن "البشر بطبيعتهم يتنافسون مع أفراد جنسهم، وهو أمر من الصعب التخلص منه". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، سواءً كان الأمر يتعلق بالمتعة أو البقاء أو الترابط الاجتماعي، فقد أصبحت النميمة سمة ثابتة في حياتنا. الترفيه والمتعه قد تبدو النميمة بالنسبة لمعظم الناس متعةً غير ضارة. وتقول مُقدّمة البودكاست كيلسي ماكيني "هذا هو نوع النميمة الذي أتخصص فيه". ينبع شغفها بالنميمة - وشغفها برواية القصص - من نشأتها في أسرة متدينة حيث تعلّمت أن النميمة تعد إثماً. وتضيف "النميمة العظيمة هي ما يتردد في ذهنك فوراً". لكن، ماذا عن عالم بدون نميمة؟ تضحك قائلة "يا إلهي. ممل!". وتقول "سواءً كان الأمر يتعلق بالمتعة، أو البقاء، أو الترابط الاجتماعي، فقد أصبحت النميمة سمة ثابتة في حياتنا - "أمرٌ بشريٌّ عام" لا ينبغي تجاهله"


نافذة على العالم
منذ 21 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ما الذي يمنعك من مسامحة حبيبك السابق؟
الأحد 6 يوليو 2025 02:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل ساعة واحدة انهالت دموع يانز وهي تخبر جورج بصوت متهدج أن علاقتهما لا يمكن أن تستمر. وسارت يانز، البالغة من العمر 28 عاماً ببطء إلى منزلها في هونغ كونغ وتنفست الصعداء، لكن قلبها كان منفطراً. فبعد أن انهارت علاقتهما مرتين في غضون شهرين، قرّرت يانز أن تكون هذه المرة هي الأخيرة التي لا رجعة فيها أبداً. وتقول يانز عن مشاعرها بعد الانفصال في المرتين السابقتين: "كنت أفتقده كثيراً، وكان شريط الذكريات يمر أمام عيني. لهذا عدت إليه مرتين. لكن طباعنا وتوجهاتنا كانت مختلفة ولم يتغير أي منا. لذا حذفته من كل حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيقنت أن هذه هي المرة الأخيرة التي نكون فيها معاً". ومع ذلك، اتضح أن الحنين إلى الحبيب السابق بعد الانفصال ظاهرة شائعة قد تتكرر على مدار حياتنا، إذ أشارت دراسة إلى أن ثلث المشاركين فيها من طلاب الجامعات الأمريكية، أقاموا علاقات متذبذبة تتأرجح بين الانفصال والعودة مرات عديدة. في حين ذكر نصفهم أنهم أقاموا علاقات حميمية مع شركاء حياتهم السابقين بعد الانفصال. وأشارت دراسة نشرت في عام 2013 إلى أن أكثر من ثلث الرفقاء الذين يعيشون معاً، وخُمس المتزوجين، مرّوا بتجربة الانفصال، ثم ما لبثت أن عادت المياه إلى مجاريها بعد إنهاء العلاقة. وقد استُلهمت من مشاعر لوعة الفراق والحنين أغنيات وروايات ومسرحيات وبرامج وأفلام لا حصر لها، ولعل التماس الصفح من الحبيب السابق بعد الانفصال هو عادة متأصلة في نفسياتنا. وتعلل هيلين فيشر، عالمة الأعصاب بمعهد كينسي، قائلة عندما يحدث الانفصال، يدخل المرء في طور "احتجاج"، إذ تتملك الطرف المرفوض رغبة جارفة لاستعادة حب الطرف الذي يقرر إنهاء العلاقة. وأجرت فيشر ومجموعة من العلماء دراسة أخضعت فيها 15 شخصاً تعرضوا للرفض من شركاء حياتهم مؤخراً، لأجهزة مسح الدماغ. وعندما شاهد المشاركون صور معشوقيهم الذين رفضوهم، لاحظ العلماء نشاطاً في المناطق المرتبطة بالمكاسب والخسارة والاشتياق وتنظيم المشاعر من الدماغ، وكذلك المناطق المرتبطة بالتعلق العاطفي. وتقول فيشر: "لا ينتهي الحب بعد الرفض، بل إن الطرف المرفوض قد يتيم عشقاً بمن رفض الارتباط به. وتنشط المنطقة المرتبطة بالإدمان من الدماغ". لذا يزداد إفراز الدوبامين والناقل العصبي نوريبنفرين المرتبط بالضغط العصبي، وتزداد الرغبة في ملاحقة من رفضنا وجعلنا نشعر بالإحباط. ولهذا تقول فيشر إن البعض قد يذهب إلى أبعد حد لاستعطاف الطرف الذي رفضه حتى يصفح عنه. ولاحظ الفريق أن منطقة "النواة المتكئة" المرتبطة بالإدمان في الدماغ نشطت لدى المشاركين، رجالاً ونساء، وكانوا يفكرون بشكل مبالغ فيه في شركاء حياتهم الذين رفضوهم ويتلهفون للعودة إليهم. وشبّهت فيشر القلق من الانفصال، بشعور الجرو الذي وضع في غرفة بعيداً عن حضن أمه، فتراه يدور في حلقات وينبح ويئن. صدر الصورة، Getty Images وتقول فيشر إن من انفصل عن شريك حياته ثم عاد إليه مرات عديدة، يدمن كل منهم الآخر، ولن يتمكنا من الانفصال تماماً إلا بعد أن يتخلصوا من ذلك الإدمان". وهناك أيضاً أسباب سلوكية قد تحمل المرء على إحياء علاقات حُكم عليها بالفشل. فقد تُمحى المشاعر القديمة نحو شريك الحياة بعد الانفصال، إذا ارتبط بعلاقة عاطفية مع شخص آخر، وتقل احتمالات عودتهما معاً مرة أخرى. في حين أن البعض لا تموت لديهم هذه المشاعر، ويحن كل منهما إلى الآخر بعد الانفصال، ومن ثم تزيد احتمالات الصفح والتغاضي عن الأخطاء. يقول رين ديلي، الباحث في العلاقات العاطفية بجامعة تكساس، إن شعلة الحب والتعلق بين شريكي الحياة قد لا تنطفئ رغم كثرة الخلافات. وربما يكون سبب الانفصال هو عدم القدرة على حل الخلافات أو التعامل معها. وربما يشعر الطرفان أنهما أصلحا علاقتهما ويحاولان تجديدها. وقد يلعب الحنين والخوف من الوحدة دوراً في حث المرء على الصفح والعودة. وتقول كريستين مارك، الأستاذة المتخصصة في الصحة الجنسية بجامعة كنتاكي: "إن من يشعر بالرغبة في العودة إلى شريك حياته السابق رغم أنه كان يعاني من سوء المعاملة، يخشى في الغالب من الوحدة، إذ يفتقد هذا الجانب الإيجابي من العلاقة، ويشعر بالفقدان والحزن بسبب الانفصال". وأشارت دراسة أجريت على مشاركين مروا بتجربة انفصال مؤخراً، إلى أنه كلما زاد الشعور بالخوف من العزوبية، زاد الشعور بالحنين إلى شريك الحياة السابق وزادت الرغبة في إعادة المياه إلى مجاريها. هذا يفسر رغبة يانز في البحث عن حبيبها القديم، بعد أن شعرت بالوحدة أثناء الحجر الصحي ومحاولتها ترميم العلاقة للمرة الثالثة. ويرى غيل سالتز، أستاذ الطب النفسي بكلية وايل كورنيل للطب في نيويورك، أن مواقع التواصل الاجتماعي، كـ"فيسبوك" وغيره، تسهّل العثور على شريك الحياة أو الحبيب السابق وإحياء العلاقة مجدداً. وبالتالي، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تحول دون طي صفحة الماضي والبدء من جديد، بحسبه، إذ يظل رواد هذه المواقع يراقبون خفية منشورات شركاء حياتهم أو رفقائهم السابقين". لهذا، ليس من المستغرب أن تكون السلوكيات السلبية أثناء الانفصال أكثر انتشاراً بين أبناء جيل الألفية والجيل الذي يليه "الجيل زد". وتقول بيريت بروغارد، الأستاذة بجامعة ميامي والمتخصصة في فلسفة العواطف: "إن السلوكيات السلبية أثناء الانفصال قديمة قِدم العلاقات العاطفية، لكن بعض السلوكيات ازدادت انتشاراً بشكل لافت، مثل "الاختفاء"، حين يختفي المرء الذي كان يواعدك تماماً وكأنه شبح، و"التعقب" حين يراقبك من كنت تواعده على مواقع التواصل الاجتماعي ويعيد نشر منشوراتك بينما يتجاهل رسائلك ومكالماتك". وتفسر بروغارد ذلك بالقول إن أبناء هذين الجيلين الأصغر سناً أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، ويهتمون بشدة بالقبول الاجتماعي أكثر مما يهتم به أقرانهم الأكبر سناً. وقد ظهرت سوق جديدة لتقديم الدعم لمن يعانون من ألم الانفصال؛ حيث يساعد مدربو التغلب على آلام الانفصال عملاءهم إما على تجاوز المحنة أو العودة إلى الحبيب السابق. ويقدم البعض نصائح عبر المنتديات ومقاطع فيديو وبرامج تبث عبر الإنترنت، تحقق ملايين المشاهدات. صدر الصورة، Getty Images وينصح الكثيرون بالابتعاد تماماً عن شريك الحياة بعد الانفصال لفترة تتراوح ما بين 30 و60 يوماً، أو حتى للأبد، على أساس أن هذه الفترة سيستغلها الطرفان لإصلاح الذات. ويقترح الكثيرون إرسال رسائل نصية لرفاقهم أو أزواجهم السابقين لتذكيرهم بالأوقات الممتعة التي أمضياها معاً، وإثبات أنهم تغيروا أثناء هذه الفترة. وعن مزايا الانقطاع عن التواصل بشريك الحياة السابق، تقول فيشر: "إن التعافي من انكسار القلب يشبه علاج الإدمان، إذ يتطلب الأمر الابتعاد عن كل ما يذكرك بشريك الحياة السابق، والتوقف عن متابعة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقطع الاتصال به". وترجع بروغارد ذلك إلى أن هذه الفترة تساعد على تخفيف حدة المشاعر السلبية، كالغضب وخيبة الأمل وما إلى ذلك. وتحكي ليليان، الشابة العشرينية من هونغ كونغ، أنها كانت تبحث عن طرق عبر الإنترنت للتودد إلى رفيقها بعد أيام من الانفصال عنه، وصادفت مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يقدمه مدرب متخصص في المواعدة. وقدم المدرب نصائح حول كيفية الابتعاد عن شريك الحياة السابق ومحاولة جذب انتباهه مرة أخرى. وتقول ليليان: "اقترح المدرب معاودة الاتصال برفيقي بعد 30 يوماً من الانفصال، وأن أرتدي ثياباً أنيقة في أول لقاء، لأثبت أنني غيرت من نفسي". غير أن بروغارد تحذر من أن نصائح هؤلاء المدربين قد لا تستند إلى أدلة علمية، قائلة إن "معظم مدربي الانفصال لم يحصلوا على التدريب الكافي في المجالات المناسبة، كالعلوم العصبية أو علم النفس أو العلوم المعرفية أو الفلسفة أو العمل الاجتماعي". وتنصح بروغارد في المقابل من يعاني من مرارة الانفصال، بأن يقرأ عن العلاقات والانفصال من مصادر موثوقة، بدلاً من إنفاق المال على جلسات مدربي الانفصال. في الوقت نفسه، تحذر بروغارد من إضاعة الوقت والمجهود في محاولات التودّد إلى شريك الحياة السابق واستعادة حبه. ويقال إن الطريقة الأسهل للتصالح وتسوية الخلافات، هي التحدث بصراحة عن الأخطاء التي أدت إلى انهيار العلاقة، لكن في حالة إخفاق جميع مساعي الصلح، تنصح فيشر بالنظر إلى الجانب الإيجابي، فبعد مرحلة "الاحتجاج" على الفراق، قد يمر الدماغ بمرحلة يأس، ثم مرحلة قبول تليها مرحلة لامبالاة ونضج.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
أخبار العالم : من معجنات "ذيل القندس" إلى شراب القيقب.. إليكم 10 من أشهر أطباق المطبخ الكندي
الأحد 6 يوليو 2025 10:30 صباحاً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمتد كندا على مساحة تبلغ 3.8 مليون ميل مربع (9.84 مليون كيلومتر مربع)، ما يجعلها ثاني أكبر دولة في العالم، وتوفر تضاريسها ومياهها مجموعة متنوعة من المكونات التي أُدرجت في التقاليد الغذائية لسكانها متعددي الثقافات. وبدأ الطهاة المهرة من المجتمعات الأصلية في كندا بتسليط الضوء بشكل متزايد على النكهات التقليدية، وتقديمها بطرق جديدة ولذيذة، سواء في المطاعم أو عربات الطعام. إضافة إلى ذلك، هناك العديد من التأثيرات الخارجية التي ساهمت بإثراء الذوق الوطني بنكهات متنوعة، بعضها يعود إلى قرون مضت. وأوضح كلايتون ما، وهو محرر لدى "الموسوعة الكندية" التي تقدم مقالات معمقة حول أشهر الأطباق الكندية، في حديثه مع CNN: "بالنسبة لي، يُعرّف الطعام الكندي إلى حد كبير من خلال التعددية الثقافية والتنوع". وأضاف: "على سبيل المثال، فإن الجالية الكندية من أصل صيني قد أسست جذورًا قوية في هذا البلد، ولذلك فإن مشهد الطعام الصيني في أماكن مثل منطقة تورنتو الكبرى يعد ممتازًا بصدق، ويضاهي بسهولة أماكن مثل هونغ كونغ". وإلى جانب التأثيرات البريطانية والفرنسية، أشار ما إلى أن مطابخ المستوطنين في كندا "تشكلت من خلال موجات هجرة متعددة عبر الزمن. ومن أبرز هذه الجاليات الجالية اليهودية، والأوكرانية، والصينية، البرتغالية، وجاليات جنوب غرب وجنوب آسيا". قد يهمك أيضاً فيما يلي 10 من أشهر الأطعمة الكندية التي يجب على الزوار تجربتها. طبق "بوتين" طبق "بوتين" Credit: Fudio/iStockphoto/Getty Images يعد بوتين من الأطباق التي تبدو بسيطة في تحضيرها، إذ يتكون من البطاطس المقلية، وقطع الجبن، وصلصة اللحم (غرايفي). مع ذلك ليست كل أطباق "بوتين" متساوية في الجودة، فالمذاق يعتمد بدرجة كبيرة على نوعية المكونات. وكما هو الحال مع العديد من الأطباق الشهيرة، هناك أكثر من جهة تدّعي أنها صاحبة الاختراع. يتفق معظم مؤرخي الطعام على أن أصل طبق "بوتين" يعود إلى مناطق ريفية في مقاطعة كيبيك الكندية في أواخر الخمسينيات، وكلمة "بوتين" هي تعبير عامي في لهجة الكيبيك وتعني "فوضى" أو "خليط غير مرتب". أما اليوم، فيمكن العثور على طبق "بوتين" في كل مكان مثل المطاعم التقليدية، والحانات، وحتى المطاعم الراقية. وحسبما ذكره ما، فقد ظهرت العديد من النسخ والأنواع المختلفة لهذا الطبق الكندي الأيقوني. معجنات "ذيل القندس" معجنات "ذيل القندس" Credit: Melissa Renwick/هذه الحلويات المحبوبة عبارة عن معجنات بيضاوية الشكل، مسطحة وطويلة، تمامًا مثل ذيل القندس. يُقلى العجين في الزيت حتى يكتسب لونًا ذهبيًا، ثم يُزين بمجموعة متنوعة من الإضافات، وغالبًا ما تكون حلوة. إذ كنت ترغب في تناول هذه الحلوى، فإن المخترعين الأصليين يديرون الآن سلسلة مطاعم باسم "BeaverTails" يمكن العثور عليها في جميع أنحاء كندا. وبحسب الشركة، فإن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تذوّق إحدى هذه الحلوى خلال زيارته لأوتاوا في عام 2009. حلوى " نانايمو " حلوى "نانايمو" Credit: Naomi Rahim/تعد هذه الحلوى من الأطباق الأساسية خلال النزهات، والولائم العائلية، والاحتفالات في العديد من المنازل الكندية، وهي حلوى تُحضّر بدون خبز وتتكون من ثلاث طبقات. توجد نكهات متعددة منها، لكن الحلوى المثالية يجب أن تحتوي على طبقة وسطى من كريمة الكاسترد الغنية بالزبدة، تعلو قاعدة غالبًا ما تتكوّن من فتات بسكويت "غراهام" ممزوجة بجوز الهند المبشور. يُغطى هذا المزيج الشهي بطبقة من كريمة الشوكولاتة. ويصعب تحديد أصل هذه الحلوى بدقة، لكن، وبحسب "الموسوعة الكندية"، فإن إدراج "نانيمو" في كتاب الطبخ الرسمي لمعرض إكسبو 1986 كان له دور كبير في تعريف العالم على لذّتها. قد يهمك أيضاً وقد تبنّت مدينة نانايمو، الواقعة في جزيرة فانكوفر، شهرتها عن جدارة، وهي تقدم اليوم العديد من الخيارات لتذوق هذه الحلوى في متاجرها ومطاعمها. فطيرة اللحم "تورتيير" فطيرة اللحم "تورتيير" Credit: Marti sans/Alamy Stock Photo ساهمت مقاطعة كيبيك بشكل كبير في المشهد الغذائي الكندي، لدرجة أنه يمكننا بسهولة إعداد قائمة منفصلة بالأطباق الكيبيكية التقليدية. ومن بين أشهر هذه الأطباق "تورتيير"، وهي فطيرة لحم تتميز بقشرتها الذهبية الهشة، وغالبًا ما تُقدّم في تجمعات عيد الميلاد. وبحسب موقع Canadian Food Focus، فإن هذا الطبق يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، عندما بدأ الفرنسيون بالاستقرار في كيبيك. عادةً ما تتكون الحشوة من اللحم المفروم مثل لحم البقر أو العجل أو لحم الخنزير، إلى جانب البطاطس وتشكيلة من التوابل مثل القرنفل وجوزة الطيب. فطيرة توت ساسكاتون فطيرة توت ساسكاتون Credit: Felix Choo / Alamy Stock Photo/ Stock Photo تشتهر هذه الفطيرة في مقاطعات البراري الكندية، وتُعرف باسم فطيرة توت ساسكاتون، وكما يشير اسمها، فهي محشوة بتوت ساسكاتون. وقد ظهرت هذه الفطيرة حتى على طابع بريد كندي. أما من حيث الطعم، فيُوصف توت ساسكاتون غالبًا بأنه يشبه التوت الأزرق لكن بنكهة أكثر جوزية. ووفقًا للموسوعة الكندية، فإن اسم "ساسكاتون" مشتق من كلمة بلغة الكري (لغة الهنود الحُمُر الأصليين في كندا) التي تشير إلى هذا النوع من التوت، الذي يزدهر في درجات الحرارة الباردة. خبز البانوك خبز البانوك Credit: Chris Allan/Alamy Stock Photo البانّوك هو نوع تقليدي من الخبز السريع، وقد استمد اسمه من المستوطنين الاسكتلنديين الأوائل الذين وصلوا إلى أمريكا الشمالية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكانوا يطهون هذا الخبز على حجر يُعرف بـ "حجر البانّوك". أما اليوم، فيرتبط هذا الخبز بشكل واسع مع مجتمعات السكان الأصليين في كندا. وغالبًا ما يظهر البانّوك خلال المهرجانات والتجمعات العائلية، ويُحضّر عادةً إما بالقلي العميق أو الخَبز في الفرن أو الطهي على المقلاة. وبحسب هيئة الإذاعة الكندية، فإن معظم العائلات من السكان الأصليين لديها وصفاتها الخاصة والفريدة لهذا الخبز، والتي تنتقل من جيل إلى آخر. لفائف الكركند لفائف الكركند Credit: Stephanie Nantel/لدى الولايات المتحدة هذا الطبق أيضًا، ويزعم بعض مؤرخي الطعام أنها ربما هي من اخترعتها. لكن لفائف الكركند الكندية لذيذة كذلك. تُعد مقاطعات نيوفاوندلاند ولابرادور، ونيو برونزويك، ونوفا سكوشا، وجزيرة الأمير إدوارد من أفضل الأماكن لتذوق لفائف الكركند الشهيرة في كندا. عادةً ما تُقدّم هذه اللفائف في خبز النقانق المشوية، وفي بعض النسخ تُخلط قطع الكركند السميكة مع الزبدة، وعصير الليمون، والملح، والفلفل الأسود. بينما تستخدم أنواع أخرى المايونيز، وقد تُضاف إليها الكرفس المفروم أو البصل الأخضر. حساء البازلاء المقسمة حساء البازلاء المقسمة Credit: Mariha-kitchen/iStockphoto/Getty Images تشير منظمة "Canadian Food Focus " إلى أن المكونات الرئيسية لهذا الحساء، البازلاء الصفراء المجروشة ولحم الخنزير، كانت سهلة النقل والتخزين، ما جعله طبقًا شائعًا بين البحارة الفرنسيين وتجار الفراء الذين بدأوا السفر إلى كندا في القرن السابع عشر. واليوم، لا يزال هذا الطبق من الأطعمة الأساسية المحبوبة في مطبخ كيبك. تارت الزبدة فطائر الزبدة Credit: Jennifer Gauld/iStockphoto/Getty Images يعد تارت الزبدة من الحلويات الكندية المحبوبة أيضًا. تتميز هذا التارت الصغير بقشرة معجنات هشة، تُملأ بحشوة زبدية وحلوة عادةً ما تحتوي على نوع من الشراب. يفضل البعض إضافة الزبيب، بينما يفضلها آخرون بدون إضافات. وهناك من يضيفون إليها الجوز الأمريكي (البقان). تارت الزبدة موجود منذ فترة طويلة. فقد ظهرت أول وصفة منشورة له في عام 1900، في كتاب الطبخ الخاص بـ"الجمعية النسائية لمستشفى الملكة فيكتوريا"، حسب ما أفادت الموسوعة الكندية. وقال أندرو ماكنتوش، محرر أول في الموسوعة الكندية، لـ CNN في عام 2024: "يحب سكان أونتاريو تارت الزبدة، الذي يشبه فطائر الجوز الصغيرة.. بينما يفضل الناس في الغرب حلوى نانايمو.." شراب القيقب شراب القيقب Credit: Artur Widak/NurPhoto/Shutterstock يعد شراب القيقب متعدد الاستخدامات بشكل مذهل ويُستخدم لأكثر من مجرد الفطائر فقط. على سبيل المثال، يعد السلمون المغطى بطبقة من شراب القيقب لذيذ للغاية. وتُطلق مجموعة منتجي شراب القيقب في كيبيك على هذا الشراب اسم الذهب السائل، مشيرة إلى أن شعوب الأمم الأولى في كندا كانت تجمع النسغ منذ زمن طويل قبل وصول الأوروبيين. للحصول على تجربة كندية أصيلة، جرّب حلوى التافي الثلجية. يُسكب شراب القيقب الساخن على الثلج أو الثلج المجروش، ما يجعله يتجمد إلى حلوى لزجة ومطاطية يتم لفها على عصا خشبية.