
من الاستنزاف للبقاء.. روسيا وأوكرانيا استرتيجيات حرب متناقضة
ويساهم فهم الاستراتيجية الشاملة التي تُحرك كلا من روسيا وأوكرانيا أمر أساسي لاكتساب فهم شامل للحرب وذلك وفقا لما ذكرره موقع "ناشيونال إنترست" الذي قدم تحليلا لنهج كلا البلدين.
الاستراتيجية الروسية الكبرى
تتمحور الاستراتيجية الروسية الكبرى التي ظهرت طوال الحرب حول إعادة تأكيد مكانة موسكو كقوة إقليمية مهيمنة، ومنع توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحدي النظام الدولي الذي يقوده الغرب.
الأهم من ذلك، أن روسيا تنظر إلى أوكرانيا كمنطقة عازلة حيوية، قد يؤدي تحالفها الكامل مع الدول الغربية، أن يشكل تهديدا وجوديا لموسكو بحسب "ناشيونال إنترست".
في بداية الحرب، كان لدى روسيا آمال في إحداث تغيير سريع للنظام في أوكرانيا وهو ما لم يتحقق فتحولت موسكو إلى استراتيجية حرب استنزاف تُركز على تعزيز السيطرة على الأراضي، مع التركيز على الجسر البري الممتد من روسيا إلى شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس.
وبناءً على ذلك، صعّدت روسيا جهودها العسكرية من خلال التعبئة الجماهيرية وتوسيع نطاق ضربات المسيرات والصواريخ على البنية التحتية المدنية كما قامت روسيا بإعادة توجيه اقتصادها ليتماشى مع زمن الحرب.
واستخدمت روسيا الطاقة كسلاح جيوسياسي، وسعت إلى تقييد تدفقات الغاز إلى أوروبا في محاولة لكسر التحالفات الغربية ولم ينجح هذا الجهد إلا جزئيًا.
كما اتجهت موسكو نحو حرب المعلومات للحفاظ على دعم النظام، وتقويض الروح المعنوية الأوكرانية، ونزع الشرعية عن حلف الناتو بشكل عام.
دبلوماسيا، كافحت روسيا عزلتها الدولية المتزايدة من خلال تعزيز علاقاتها مع الصين وإيران وكوريا الشمالية.
الاستراتيجية الكبرى لأوكرانيا
طوال الحرب، اتسمت الاستراتيجية الكبرى لأوكرانيا بطابع دفاعي للغاية لكنها تطورت إلى جهد متعدد الأبعاد مع تقدم الحرب بهدف الحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا وتعزيز علاقاتها مع حلفائها في الغرب بمعنى آخر، تتمحور استراتيجية كييف حول البقاء.
ولتحقيق أهدافها، اعتمدت أوكرانيا استراتيجية عسكرية للدفاع غير المتكافئ والمتحرك، إضافة إلى عمليات هجومية انتقائية مثل الهجمات المضادة في خاركيف وخيرسون.
في الوقت نفسه، تعتمد كييف اعتمادًا كبيرًا على الغرب في جمع المعلومات الاستخبارية وتوفير أسلحة دقيقة بعيدة المدى ومع تطور الحرب، ركزت أوكرانيا بشكل متزايد على الضربات العميقة داخل روسيا، خاصة باستخدام المسيرات كما شنت أوكرانيا حملة اتصالات استراتيجية لتكملة جهودها العسكرية.
aXA6IDE4NS4yMTYuMTA0LjI2IA==
جزيرة ام اند امز
US

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
الصين ترد على تهديدات ترامب بفرض 10% رسوم إضافية على المنحازين لـ«بريكس»
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده ستفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة تتبنى سياسات بريكس "المعادية لأمريكا"، في حين ردت الصين مؤكدة أن المجموعة "لا تستهدف أي دولة". وبدأ زعماء مجموعة بريكس للدول النامية قمة في البرازيل أمس الأحد. في ظل الانقسامات التي تعاني منها تكتلات اقتصادية مثل مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، ونهج الرئيس الأمريكي "أمريكا أولا"، تُقدم مجموعة البريكس نفسها كملاذ للدبلوماسية متعددة الأطراف في خضم الصراعات العنيفة والحروب التجارية. وخلال كلمته الافتتاحية لقمة البريكس، شبه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التجمع بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة وهي مجموعة من الدول النامية التي رفضت الانضمام رسميا إلى أي من طرفي النظام العالمي المنقسم. وقال لولا لزعماء المجموعة "بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز... وفي ظل المخاطر التي تحيق بالتعددية، أصبحت استقلاليتنا مهددة مرة أخرى". وفي بيان مشترك صدر مساء أمس الأحد، حذرت بريكس من أن زيادة الرسوم الجمركية تهدد التجارة العالمية، دون أن تشير إلى الرسوم الجمركية الأمريكية. وبعد ساعات، حذر ترامب من أنه سيعاقب الدول التي تسعى لأن تحذو حذو المجموعة. وقال ترامب في منشور على تروث سوشيال "أي دولة تنحاز إلى سياسات بريكس المعادية لأمريكا ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%. لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسات. شكرا لانتباهكم لهذا الأمر!". ولم يوضح ترامب أو يُفصل "السياسات المعادية لأمريكا" في منشوره. رد الصين ودافعت بكين عن تجمع "بريكس" باعتباره "منصة مهمة للتعاون بين الأسواق الناشئة والدول النامية". وقال ماو نينغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، "إن التجمع يدعو إلى الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع". وأضاف، "إن تجمع البريكس لا ينخرط في مواجهات ولا يستهدف أي دولة". نفوذ وتعقيدات متزايدة أضاف توسع بريكس ثقلا دبلوماسيا للمجموعة التي تطمح إلى التحدث باسم الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي، مما عزز الدعوات لإصلاح مؤسسات عالمية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي. وقال الرئيس البرازيلي في تصريحاته: "إذا لم تعكس إدارة الشؤون الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الواحد والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة بريكس للمساعدة في تحديثها". وأيد قادة بريكس في بيان مشترك خططا لتجريب مبادرة "ضمانات بريكس متعددة الأطراف" في بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بهدف خفض تكاليف التمويل وتعزيز الاستثمار في الدول الأعضاء. وكانت رويترز أول من أورد هذا الخبر الأسبوع الماضي. وفي بيان منفصل عقب مناقشة الذكاء الاصطناعي، دعا الزعماء إلى توفير الحماية من الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي لتجنب الجمع المفرط للبيانات والسماح بآليات عادلة للرواتب والأجور. وتستغل البرازيل التي تستضيف أيضا قمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ في نوفمبر/ تشرين الثاني كلا التجمعين لتسليط الضوء على مدى جدية الدول النامية في التصدي لتغير المناخ في الوقت الذي أوقف فيه ترامب المبادرات المناخية الأمريكية. وقال مصدران مطلعان على المناقشات بخصوص تمويل الحفاظ على الغابات المهددة في العالم إن الصين والإمارات أشارتا خلال اجتماعات مع وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد في ريو دي جانيرو إلى أنهما تعتزمان الاستثمار في التسهيل الائتماني المقترح لمبادرة " غابات مدارية إلى الأبد". aXA6IDIzLjI3LjEzNi44NyA= جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ 16 ساعات
- العين الإخبارية
من الاستنزاف للبقاء.. روسيا وأوكرانيا استرتيجيات حرب متناقضة
خلال سنوات الحرب اتبعت روسيا وأوكرانيا استراتيجيات كبرى مختلفة تركز على أهدافهما السياسية، ومخاوفهما الأمنية، وطموحاتهما الأوسع. ويساهم فهم الاستراتيجية الشاملة التي تُحرك كلا من روسيا وأوكرانيا أمر أساسي لاكتساب فهم شامل للحرب وذلك وفقا لما ذكرره موقع "ناشيونال إنترست" الذي قدم تحليلا لنهج كلا البلدين. الاستراتيجية الروسية الكبرى تتمحور الاستراتيجية الروسية الكبرى التي ظهرت طوال الحرب حول إعادة تأكيد مكانة موسكو كقوة إقليمية مهيمنة، ومنع توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحدي النظام الدولي الذي يقوده الغرب. الأهم من ذلك، أن روسيا تنظر إلى أوكرانيا كمنطقة عازلة حيوية، قد يؤدي تحالفها الكامل مع الدول الغربية، أن يشكل تهديدا وجوديا لموسكو بحسب "ناشيونال إنترست". في بداية الحرب، كان لدى روسيا آمال في إحداث تغيير سريع للنظام في أوكرانيا وهو ما لم يتحقق فتحولت موسكو إلى استراتيجية حرب استنزاف تُركز على تعزيز السيطرة على الأراضي، مع التركيز على الجسر البري الممتد من روسيا إلى شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس. وبناءً على ذلك، صعّدت روسيا جهودها العسكرية من خلال التعبئة الجماهيرية وتوسيع نطاق ضربات المسيرات والصواريخ على البنية التحتية المدنية كما قامت روسيا بإعادة توجيه اقتصادها ليتماشى مع زمن الحرب. واستخدمت روسيا الطاقة كسلاح جيوسياسي، وسعت إلى تقييد تدفقات الغاز إلى أوروبا في محاولة لكسر التحالفات الغربية ولم ينجح هذا الجهد إلا جزئيًا. كما اتجهت موسكو نحو حرب المعلومات للحفاظ على دعم النظام، وتقويض الروح المعنوية الأوكرانية، ونزع الشرعية عن حلف الناتو بشكل عام. دبلوماسيا، كافحت روسيا عزلتها الدولية المتزايدة من خلال تعزيز علاقاتها مع الصين وإيران وكوريا الشمالية. الاستراتيجية الكبرى لأوكرانيا طوال الحرب، اتسمت الاستراتيجية الكبرى لأوكرانيا بطابع دفاعي للغاية لكنها تطورت إلى جهد متعدد الأبعاد مع تقدم الحرب بهدف الحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا وتعزيز علاقاتها مع حلفائها في الغرب بمعنى آخر، تتمحور استراتيجية كييف حول البقاء. ولتحقيق أهدافها، اعتمدت أوكرانيا استراتيجية عسكرية للدفاع غير المتكافئ والمتحرك، إضافة إلى عمليات هجومية انتقائية مثل الهجمات المضادة في خاركيف وخيرسون. في الوقت نفسه، تعتمد كييف اعتمادًا كبيرًا على الغرب في جمع المعلومات الاستخبارية وتوفير أسلحة دقيقة بعيدة المدى ومع تطور الحرب، ركزت أوكرانيا بشكل متزايد على الضربات العميقة داخل روسيا، خاصة باستخدام المسيرات كما شنت أوكرانيا حملة اتصالات استراتيجية لتكملة جهودها العسكرية. aXA6IDE4NS4yMTYuMTA0LjI2IA== جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
منذ يوم واحد
- العين الإخبارية
رغم وقف إطلاق النار.. متفجرات إسرائيلية تقتل عنصرين من حرس إيران
قُتل عنصران من الحرس الثوري الإيراني، الأحد، في غرب البلاد أثناء محاولة تفكيك متفجرات من مخلفات القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية. وبحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، فإن العنصرين لقيا حتفهما في مدينة خرم آباد الواقعة في محافظة لرستان، أثناء عملية تطهير ميداني لموقع تعرّض للقصف الإسرائيلي، في إطار الحملة الجوية التي شنّتها إسرائيل منتصف الشهر الماضي. وأشار بيان صادر عن الحرس الثوري إلى أن «العنصرين كانا يعملان على إزالة بقايا ذخائر غير منفجرة خلّفها العدوان الصهيوني»، مضيفًا أن الحادث وقع خلال مهمة تطهير أمني وعسكري منسقة. وكانت إسرائيل قد شنت في 13 يونيو/حزيران الماضي هجومًا عسكريًا وُصف بأنه الأوسع نطاقًا منذ سنوات، استهدف مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، معلنةً أن الهدف من الحملة هو «منع طهران من امتلاك سلاح نووي»، وهو ما تواصل إيران نفيه بشكل قاطع. وأسفرت الغارات الإسرائيلية، بحسب بيانات رسمية إيرانية، عن مقتل 936 شخصًا، بينهم ضباط كبار في الحرس الثوري وعلماء مرتبطون ببرنامج إيران النووي. ورغم إعلان وقف إطلاق النار في 24 يونيو/حزيران بعد وساطة دولية، لا تزال تبعات الحرب تتكشّف ميدانيًا، خصوصًا في المناطق التي استُهدفت بشدة في الغرب والوسط الإيراني. وشهد السبت أول ظهور علني للمرشد الأعلى علي خامنئي منذ وقف إطلاق النار، خلال حضوره مراسم دينية في طهران، وسط تغطية إعلامية رسمية وصفت المناسبة بأنها «تأكيد لصمود القيادة الإيرانية رغم العدوان». وكانت السلطات الإيرانية قد أعادت، الخميس، فتح المجال الجوي بالكامل، بعدما أُغلق في اليوم الأول من الضربات الإسرائيلية، ما أدى حينها إلى تعليق حركة الملاحة وتحوّل مسارات الطيران في المنطقة. aXA6IDEwNy4xNzIuMjA1LjQ1IA== جزيرة ام اند امز US