
خالد الغزاوي في ذمة الله
والفقيد شقيق: يوسف، والدكتور عمر، وحسان، وهند، وفاروق، وسعد (رحمهم الله)، والدكتور زهير، والدكتور طلال، والدكتور أسامة، والمهندس أنس أمين الغزاوي.
ويتقبل العزاء في شارع صاري بجوار مسجد الغزاوي بجدة، وللنساء في منزل سعد الغزاوي بحي الخالدية.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 15 دقائق
- الرياض
اسطرلابدروس قيادية من يوشع عليه السلام
يوشع بن نون عليه السلام والمعروف لدى أهل الكتاب باسم يشوع، هو الفتى الذي صاحب موسى عليه السلام في رحلة البحث عن الحوت في قصة الخضر المذكورة في سورة الكهف. عاش في الفترة الزمنية بين القرن الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد، اسمه الكامل يشوع بن نون بن إفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. في هذه المقالة محاولة لاستنباط عدد من الدروس القيادية من سيرته عليه السلام كما يلي: العمل بروح الفريق: لم ينطلق موسى عليه السلام للبحث عن الخضر عليه السلام وحده، بل اصطحب معه الفتى يوشع ليكون معه في هذه المهمة. وفي ذلك درس عن أهمية العمل كفريق والتي يفتقدها نسبة غير قليلة من المسؤولين والمديرين والذين يفضلون إنجاز المهام بأنفسهم دون الاستثمار في تعليم أعضاء الفريق وتدريبهم والتواصل معهم. قوة التنفيذ: في اللفظ القرآني (انطلقا) دلالة على أهمية التحرك واتخاذ الإجراءات العملية على الميدان للحصول على النتائج. ومن أكبر الأمراض الإدارية المعاصرة في كثير من المنظمات الاكتفاء بالدراسات النظرية والاستراتيجيات دون تنفيذ وتحركات واقعية عملية. تنفيس الضغوط: في قول موسى ليوشع عليهما السلام (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) دلالة على أن الجميع معرض للضغوط النفسية والتعب حتى من هم في مقام الأنبياء الكرام فما بالك بالقياديين والمديرين. والتعامل مع هذه الحالات يستدعي تنفيسها وعدم الانهزام أمامها. ومن ذلك أخذ الراحة وشحذ الطاقة كما في الطلب (آتنا غداءنا). التعامل مع الأخطاء: أبلغ الفتى يوشع عليه السلام عن الخطأ بشجاعة وصدق ولم يخفه ولم يخف ولم يكابر حين اعترف بنسيانه للحوت. وهذه قيمة مهمة تساعد على التعامل مع المشكلة من مرحلة مبكرة ومعالجتها. وتعاني الكثير من المنظمات من ثقافة الخوف من الخطأ والفشل وتعمد إخفاء المشكلات مما يتسبب بأزمات أكبر ومشكلات متفاقمة. وضوح الغاية والهدف: (ذلك ما كنا نبغ) درس مهم في ضرورة وضوح الأهداف والغايات وضمان أن الجهود المبذولة تصب في تحقيقها. ومن أكبر المعضلات للمنظمات هي الجهود والميزانيات الضائعة بدون توجه استراتيجي أو متابعة صحيحة للأداء. معالجة المشكلات والخطط البديلة: كان موسى عليه السلام عملياً ولم يتأخر في توبيخ يوشع عليه السلام، بل مباشرة تحرك لمعالجة المشكلة بالارتداد إلى المكان الذي نسيا فيه الحوت. توثيق المهام: عند قرار موسى عليه السلام بالعودة كانت الآثار التي تركاها الدليل لهما للعودة. وهكذا في المنظمات الناجحة يتم توثيق المهام والإجراءات والملفات لتسهيل العودة إليها والاستفادة منها كتعلم على مستوى المنظمة دون أن تتأثر بشكل كبير بسبب مغادرة أفراد. صناعة القادة للمستقبل: بعد وفاة موسى عليه السلام، قاد يوشع عليه السلام بني إسرائيل لما يقارب 27 عاماً، ويشاء الله أن الفتى الذي عاش تجربة الضياع والبحث عن الحوت كان هو الذي يقود قومه للنجاة من سنوات التيه. وهكذا، فإن من أهم وأنبل المهام لأي قائد هي صناعة الجيل القادم من القادة من بعده وتجهيزهم وتمكينهم من النجاح أمام تحديات جديدة وأزمنة مغايرة.


الرياض
منذ 15 دقائق
- الرياض
فضـاء آخــر
في رحلة الإنسان نحو شواطئ الآمال تنجلي له أشياءٌ كثيرة، وزرابي مبثوثة، ويركبه الغرور في أسفار معرفته الجدلية، وكأنه ينال حظه الوافر من هذه الحياة الفانية، وما هي بتلك وإنما تصوراته التي خدعته حينٌ من الدهر، وظن نفسه ركب أمواج الخلاص. فالأسفار الجدلية التي نعيش تحت ظلال أهدابها لا تستقر بنا على حال ولا نستقر نحن بها على حال أخرى، وإنما نعيش في فلكٍ دائري طورًا نكسب وتارة نخسر. والعقل منا يدرك ذلك الإدراك؛ لا وفق إرادته المحضة، وإنما وفق الطبيعة البشرية التي جُبلت على مسايرة السنن الكونية، إذ يستحيل على الإنسان أن يفكر لوحده وأن يشاء لوحده ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)، (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ). فكل شيءٍ في هذه الحياة مرسومٌ وفق إرادةٍ مطلقة. فالإرادة الموهوبة لنا؛ هي التي تخرج القوة من مكامنها وهي منبعٌ نيرفانيٌ خالص وحين يشوبها شائبة؛ أي العقل الظاهر تخرج من صفائها النيرفاني وتخوض في مسلك الوعي والإحساس فتتمخض التفاصيل الصغيرة الهائفة وتصبح كالجبال الوعرة ليس بوسعك تعبيد طريقٍ مستقيم. فليس كل تفاصيل حياتنا على سواء، فهي على حسب موضعها الجدلي، منها تسلب عقلك وتشتت ذهنك، وأخرى تستجيب لحياتك وتمنحك الراحة والأمان. هذا إذا أطلقنا تركيزنا من دون إرادة عاقلة، والعقل لا يكون عقلاً إلا والنفس حاضرة بحضورها الكامل، فهي بالأخير رغبات وينبغي على تلك الرغبات أن تكون عادلة في طلباتها مستقيمة فيما تريد. وإن اختل هذا الميزان سقط الإنسان بوحل ذاتهِ محاطًا بإسوارة محدود التطلعات لا يكاد يفقه شيئا من هذا المجال الذي هو فيه فتضيق به الدائرة، وهي دائرة النفس التي خاضت وماجت برغباتها الجاهلة. إذًا عندما تهتز إرادة الإنسان يصبح سجين ذاته تغيب عنه كل التصورات ولا تبقى له إلا صورة واحدة وهي صورة نفسه. فالحياة مجموعة من الصور ولعل الصورة العظمى هي صورة الكون وما فيه من قصص وأسفار زمنية، فالكون منحنا إرادة ذكية نستخرجها من ظواهرها الحقيقية لا الوهمية. فكل شيء من حولنا ظواهرٌ فسرتها عقولنا على حقيقتها لا مجازًا ولا خيالًا، أو أن ذهني صورها لي كما صورتها فلسفة بيركلي.. كلا فليس بوسع الإنسان أن يصور أشياءً غير موجودة وهي موجودة بالأساس. فهذه ليست من صميم الإرادة الذهنية، وإنما مرادها مرتبطٌ بما تقع عليه حواسنا ثم يفسرها العقل حتى تكتمل الصورة في ذهننا، إن كان هذا الشيء هو أو بذاته المادية أو خدعتنا أنفسنا الشاردة وصورتنا الأشياء على نقصانها لا اكتمالها، فكل الحيثيات لا بد أن تكون في غاية الدقة فجمالها الحقيقي يدل على مكمنها الطبيعي. إذ كلما أصبحت أخلاقنا جميلة دلت على صفاء إنسانيتنا.


الرياض
منذ 15 دقائق
- الرياض
على أعتاب عام جديد
كلُّ عامٍ جديد يهلّ علينا ما هو إلا نافذةٌ تُطلّ على الاحتمال، إنّه صفحةٌ بيضاء تنتظر مدادًا من الإرادة؛ حيث نقف على أعتابه كما يقف المسافر في أول الطريق، تتنازعنا مشاعر مختلطة بين فرحة التحوّل والتجدّد، وخشية التكرار والتردّد. فالأعوام ليست سوى أرقام إن لم نمنحها المعنى فإنها ستبقى تُنقص من آجالنا دون قيمة عائدة، إنّه شكل آخر من أشكال الاستهلاك غير الرشيد للحياة. إنّ الحاجة إلى بدء صفحة جديدة لم يعد ترفًا عاطفيًا، بل هي ضرورة إنسانية تُعيد ترتيب الفوضى، وتُضمّد ما أفسدته الأيام فينا. إنّها صفحةٌ نكتب فيها ذواتنا كما نحبّ أن نكون، لا كما تُجبرنا الظروف. صفحةٌ لا تنكر الماضي، لكنها لا تُرتهن له، إذ تخلع عن كاهلها ثقل الأمس وتُقبل على الغد بنفس خفيفة مفعمة بالتفاؤل. وليس أكرم على الإنسان في مستهل عام جديد من أن يرتقي بذاته، وأن يكون مشروعه الأول هو إصلاح ما أمكنه إصلاحه من نفسه، وتهذيب فوضاه الحاليّة، وترتيب أفكاره الداخلية. فالارتقاء بالذات ليس صعودًا نرجسيًا، بل إنّه تواضعٌ في معرفة مواطن الخلل والإهمال، وعزمٌ على الإصلاح دون ادّعاء للكمال. ومع ذلك فالأمر لا يبدو مثل عصًا سحريّةٍ نضرب بها فتتغيّر أحوالنا للأحسن، بل إنّه إرادة تُعقب بعملٍ جاد، وعزيمةٍ للخروج من منطقة الراحة، لذا قيل: «من لم يُصلح نفسه لم ينفعه صلاح غيره». فالارتقاء هو قرار يومي بأن نكون نسخة أفضل ممّا كنّا عليه بالأمس، وخطوة صغيرة تلو أخرى نحو الشخص الذي نطمح أن نكونه. وفي رحلة التجدّد، فإنّ المسيرة لا تكتمل دون بثّ روح التسامح، فالحياة أقصر من أن نُثقلها بالضغائن، وأقلُّ من أن نتربّصها بالكمائن، وأضيق من أن نُكدّس فيها الأخطاء الصغيرة والهفوات العابرة اليسيرة. فلنُعطِ للناس مساحات من العذر، كما نرجو دومًا أن تُعطى لنا، ولنُخفّف من وقع الأحكام، فما من إنسان إلا وهو يحاول أن يُصيب، حتى وإن أخطأ. وقد قيل: «من لا يُطيق أن ينسى، لا يستطيع أن يُحب». وأقول: من لا يُطيق أن يُسامح، فلا يستطيع أن يبدأ. ولذا فإنّ فكرة أن نُسامح الآخرين لا تعني أنهم يستحقون دائمًا، بل لأننا نحن نستحق السلام وننسى الهفوات، لا لنمحو المسؤولية، بل لنمنح أنفسنا فرصة انطلاقة جديدة دون قيود ماضٍ ثقيل. فهذا التسامح مع الآخر ما هو في جوهره إلا تسامح مع الذات أولاً. إذ لا يليق ببدايةٍ جديدة أن تبدو انتقامية، وكذلك لا يليق ببدايةٍ جديدة أن تبدو بلا وجهة. فالتخطيط الجيّد هو العكّاز الذي يتوكأ عليه الحالمون، والمنارة التي يهتدي إليها العابرون. وليس المطلوب أن نرسم خطة صارمة تُقصي كلّ عفوية، فالحياة ليست معادلاتٍ رياضية، وإنّما أن نضع في قلوبنا نيةً واضحة ورغبة صادقة، وفي عقولنا تصوّرًا مرنًا ونظرةً واعية، توجّه خُطانا دون أن تُقيّدها. ومن باب التفاؤل، فإنّ هذا يُذكرني بمقولة لباولو كويلو في رواية الخيميائي: «إذا رغبتَ في شيءٍ بشدة، فإنّ الكون كلّه يتآمر لمساعدتك على تحقيقه». ومع ذلك فالتخطيط ليس مجرد قائمة أمنيات، بل هو استراتيجية عملية؛ لذا يقول ستيفن كوفي: «ابدأ والنهاية في ذهنك». إذ تبدو هذه المقولة كما لو كانت بوصلةً تقيك التيه وتردّك إلى ذاتك في كلّ انعطافة تُلجَأ إليها. إنّ التخطيط نمط واعٍ قابل للتعديل، وينبغي ألا يرتبط بمناسبة زمنية في أصله، غير أنّ مثل هذه المناسبات تُشبه مِزْوَلة تقيس فيء المراحل، ومواقيت تُجدّد الأطوار، وتُذكرنا باكتمال دورة الزمان، وكلّ ذلك من أجل مراجعة متأنية وتغيير مزمع ذكي.. وفي نهاية المطاف، يبقى عامنا الجديد مجموعة لحظات نصنعها بأيدينا. فلنجعل من هذا العام لحظة فارقة، ونقطة تحوّلٍ نحو نسخة أفضل من أنفسنا، ونحو عالم أكثر تسامحاً وجمالاً. فإنّك لو رحلت بذاكرتك إلى العام المنصرم فلن تتذكّر منه سوى لحظات قليلة.. تلك هي اللحظات التي أعنيها.. لحظاتٌ ستصنع لك فارقًا عظيمًا إن أحسنت استغلالها قبل أن تطالها يد النسيان. ولننظر إلى العام الجديد كفرصة لا كعبء، وكقصيدة مكتملة لقريحةٍ لم تفض بعد.. وعلى أعتابه لِنخبر أنفسنا: آن أوان التجاوز، وحان وقت البناء، ولنبدأ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فبعض البدء حياة.