
مستقبل علوم الكمبيوتر بين أيدي الذكاء الاصطناعي
نقاشات جامعية صيفية
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل نجاحاتها السابقة، تُخطط هيئة التدريس في القسم لعقد جلسة نقاش هذا الصيف لإعادة النظر فيما ينبغي أن تُدرّسه الجامعة للتكيف مع التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقال توماس كورتينا، الأستاذ والعميد المشارك لبرامج البكالوريوس في الجامعة، إن هذه التكنولوجيا «أحدثت تغييراً جذرياً في تعليم علوم الكمبيوتر».
تحديات الذكاء الاصطناعي التوليدي
تواجه علوم الكمبيوتر، أكثر من أي مجال دراسي آخر، تحدياً من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتشهد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي تدعم روبوتات الدردشة مثل «تشات جي بي تي ChatGPT»، التي يمكنها كتابة المقالات والإجابة عن الأسئلة بطلاقة شبيهة بطلاقة الإنسان، انتشاراً واسعاً في الأوساط الأكاديمية. لكن الذكاء الاصطناعي يتقدم بوتيرة أسرع وأكثر قوة في مجال علوم الكمبيوتر، التي تُركز على كتابة الرموز البرمجية، أي لغة الكمبيوتر.
توليد الرموز الكمبيوترية
قدمت شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة أدوات مساعدة بذكاء اصطناعي قادرة على توليد الرموز البرمجية، وتزداد كفاءةً بسرعة. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، توقع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، أن تُضاهي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أداء مهندس برمجيات متوسط المستوى في وقت ما من هذا العام.
برامج علوم الكمبيوتر
تسعى برامج علوم الكمبيوتر في الجامعات في جميع أنحاء البلاد جاهدةً الآن لفهم آثار التحول التكنولوجي، وتكافح لتحديد ما يجب الاستمرار في تدريسه في عصر الذكاء الاصطناعي. وتتراوح الأفكار بين تقليل التركيز على إتقان لغات البرمجة، والتركيز على دورات هجينة مصمَّمة لدمج الحوسبة في كل مهنة، حيث يتأمل المدرسون في شكل وظائف التكنولوجيا في المستقبل في اقتصاد الذكاء الاصطناعي.
قالت جانيت وينغ، أستاذة علوم الكمبيوتر ونائبة الرئيس التنفيذي للأبحاث في جامعة كولومبيا: «نشهد الآن ذروة موجة الذكاء الاصطناعي».
عروض نادرة لوظائف خريجي علوم الكمبيوتر
وما يزيد من الشعور بالإلحاح سوق العمل في مجال التكنولوجيا التي ازدادت تشدداً في السنوات الأخيرة. يجد خريجو علوم الكمبيوتر أن عروض العمل، التي كانت وفيرة في السابق، غالباً ما تكون نادرة. تعتمد شركات التكنولوجيا بالفعل بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في بعض جوانب البرمجة، مما يلغي بعض الوظائف على مستوى المبتدئين.
ويعتقد بعض المدرسين الآن أن هذا التخصص يمكن أن يتوسع ليصبح أشبه بشهادة في الآداب الحرة، مع تركيز أكبر على التفكير النقدي ومهارات التواصل.
برنامج رؤية مشتركة لأساسيات تعليم الذكاء الاصطناعي
تمول المؤسسة الوطنية للعلوم برنامجاً، Level Up AI، لجمع الدارسين والباحثين في الجامعات والكليات للتحرك نحو رؤية مشتركة لأساسيات تعليم الذكاء الاصطناعي. ويُنظّم المشروع، الذي يمتدّ لـ18 شهراً، والذي تُديره جمعية أبحاث الحوسبة، وهي منظمة بحثية وتعليمية غير ربحية، بالشراكة مع جامعة ولاية نيو مكسيكو، مؤتمراتٍ وجلسات نقاشٍ مستديرة، ويُنتج «أوراقاً بيضاء» (خطط) لمشاركة الموارد وأفضل الممارسات.
وصرحت ماري لو ماهر، عالمة حاسوب ومديرة جمعية أبحاث الحوسبة، قائلةً: «لقد أُنشئت هذه المبادرة المدعومة من مؤسسة العلوم الوطنية بسبب شعورنا بالإلحاح لحاجتنا إلى المزيد من طلاب علوم الكمبيوتر -والمزيد من الأشخاص- الذين يعرفون عن الذكاء الاصطناعي في القوى العاملة».
وأضافت د.ماري أن مستقبل تعليم علوم الكمبيوتر من المرجح أن يُركّز بشكل أقل على البرمجة وأكثر على التفكير الكمبيوتري ومحو أمية الذكاء الاصطناعي.
* التفكير الكمبيوتري يتضمن تقسيم المشكلات إلى مهام أصغر، وتطوير حلول، خطوةً بخطوة، واستخدام البيانات للوصول إلى استنتاجات قائمة على الأدلة.
* أما محو أمية الذكاء الاصطناعي، فهو فهم -بمستوياتٍ متفاوتة من الفهم للطلاب في مختلف المستويات- لكيفية عمل الذكاء الاصطناعي، وكيفية استخدامه بمسؤولية، وكيف يؤثر على المجتمع.
التدريب على تصميم البرمجيات باستخدام الأدوات الذكية
وبينما يستعد أعضاء هيئة التدريس لاجتماعهم، قال الدكتور كورتينا من جهته، إن وجهة نظره هي أن المقررات الدراسية يجب أن تتضمن تعليماً في أساسيات الحوسبة التقليدية ومبادئ الذكاء الاصطناعي، متبوعة بخبرة عملية واسعة في تصميم البرمجيات باستخدام الأدوات الجديدة.
وقال: «نعتقد أن هذا هو المقصد. لكن هل نحتاج إلى تغيير أعمق في المنهج الدراسي؟» حالياً، يختار أساتذة علوم الكمبيوتر بشكل فردي ما إذا كانوا سيسمحون للطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي. ففي العام الماضي، أيَّدت جامعة «كارنيغي ميلون» استخدام الذكاء الاصطناعي في المقررات التمهيدية.
في البداية، قال الدكتور كورتينا إن العديد من الطلاب عدُّوا الذكاء الاصطناعي «حلاً سحرياً» لإكمال واجباتهم المدرسية بسرعة، التي تتضمن كتابة البرامج. وأضاف: «لكنهم لم يفهموا نصف محتوى كتابة الرموز»، مما دفع الكثيرين إلى إدراك قيمة معرفة كيفية كتابة الرموز وتصحيح أخطاء الأدوات بأنفسهم... وهكذا «يعيد الطلاب ضبط أنفسهم».
موقف طلاب علوم الكمبيوتر
هذا صحيح بالنسبة للعديد من طلاب علوم الكمبيوتر الذين يتبنون أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، مع بعض التحفظات. فهم يقولون إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لبناء نماذج أولية للبرامج، وللتحقق من الأخطاء في الرموز البرمجية، ومعلماً رقمياً للإجابة عن الأسئلة. لكنهم يترددون في الاعتماد عليه كثيراً، خوفاً من أن يُضعف مهاراتهم الكمبيوترية.
يقول كثير من الطلاب إنهم يرسلون ما بين 100 و200 طلب للتدريب الصيفي والوظائف الأولى.
واليكم مثال كونور دريك، الذي سيُصبح طالباً في السنة الأخيرة خريف العام المقبل في جامعة نورث كارولاينا في شارلوت، ويرى نفسه محظوظاً؛ إذ حصل على مقابلة بعد تقديمه 30 طلباً فقط. عُرضت عليه وظيفة متدرب في الأمن السيبراني هذا الصيف في شركة «ديوك إنرجي»، وهي شركة مرافق كبيرة، في شارلوت.
وقال دريك، البالغ من العمر 22 عاماً: «كانت شهادة علوم الكمبيوتر بمثابة تذكرة ذهبية لأرض الوظائف الموعودة». لم يعد الأمر كذلك.
تتمثل استراتيجية دريك الشخصية للدفاع عن الذكاء الاصطناعي في توسيع نطاق مهاراته. فبالإضافة إلى تخصصه في علوم الكمبيوتر، درس العلوم السياسية تخصصاً فرعياً في دراسات الأمن والاستخبارات، وهو مجال يُمكن تطبيق خبرته فيه في مجال الأمن السيبراني.
تراجُع التوظيف
اضطر دريك، كغيره من طلاب علوم الكمبيوتر، إلى التكيف مع سوق عمل تكنولوجية متزايدة الصعوبة. ويشير خبراء العمل إلى وجود عدة عوامل مؤثرة. فقد قلصت شركات التكنولوجيا الكبرى، على وجه الخصوص، توظيفها خلال السنوات القليلة الماضية، وهو تراجع حاد عن سنوات الطفرة التي شهدتها فترة الجائحة. والاستثناء الوحيد هو التوظيف المكثف لعدد صغير نسبياً من أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي، والذين تُعرض عليهم رواتب مجزية.
وقد ظلّ التوظيف الإجمالي للعاملين في المهن التكنولوجية مستقراً حتى وقت قريب، حيث انخفض بنسبة 6 في المائة منذ فبراير (شباط)، وفقاً لإحصاءات حكومية. أرسل أصحاب العمل إشارةً أكثر وضوحاً بتراجع ملحوظ في قوائم الوظائف التقنية. ففي السنوات الثلاث الماضية، انخفض عدد الشركات التي تبحث عن موظفين بخبرة سنتين أو أقل بنسبة 65 في المائة، وفقاً لتحليل أجرته شركة «CompTIA»، وهي منظمة أبحاث وتعليم تكنولوجية. وانخفض عدد الوظائف المتاحة للعاملين في مجال التكنولوجيا من جميع مستويات الخبرة بنسبة 58 في المائة.
سوق البرمجيات بالذكاء الاصطناعي ستزدهر
في حين أن مستقبل تعليم علوم الكمبيوتر قد يكون غامضاً، فإن سوق البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مهيأة للنمو، كما يقول الخبراء. فالذكاء الاصطناعي أداة إنتاجية، وكل موجة جديدة من الحوسبة -الكمبيوتر الشخصي، والإنترنت، والهواتف الذكية- تزيد الطلب على البرمجيات والمبرمجين. يقولون إن النتيجة هذه المرة قد تكون طفرة في ديمقراطية التكنولوجيا، حيث يستخدم العاملون في مجالات متنوعة، من الطب إلى التسويق، أدوات شبيهة ببرامج الدردشة الآلية لإنشاء برامجهم الخاصة، المصمَّمة خصيصاً لقطاعاتهم، والمدعومة بمجموعات بيانات خاصة بكل قطاع. يقول أليكس آيكن، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد: «قد يتراجع نمو وظائف هندسة البرمجيات، لكن العدد الإجمالي للعاملين في مجال البرمجة سيزداد».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 15 ساعات
- الأيام
كيف تحقق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي؟ 4 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك
Getty Images تتطور التكنولوجيا بسرعة قياسية، حيث تحاول المنصات المتنافسة مواكبة بعضها البعض من خلال طرح ميزات جديدة ومتقدمة. يُعد تشات جي بي تي ChatGPT، أحد أسرع تطبيقات التكنولوجيا نمواً في التاريخ. فقد وصل إلى أكثر من مليون مستخدم بعد خمسة أيام فقط من إطلاقه، و100 مليون مستخدم في شهرين، وفقاً لتقرير السلامة الدولي للذكاء الاصطناعي، الذي أعدته حكومات من 30 دولة وأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقالت شركة مايكروسوفت، التي أطلقت مساعدها الذكي كو بايلوت Co-Pilot، في عام 2023، إنها تتوقع أن تتجاوز إيرادات أعمال الذكاء الاصطناعي 10 مليارات دولار بحلول الربع الثاني من عام 2025، كما وسعت مراكز البيانات الخاصة بها إلى 60 منطقة حول العالم. وتتمتع خدمة إيه آي أوفر فيوز AI Overviews من جوجل، التي تقدم ملخصات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في أعلى نتائج البحث، بـ 1.5 مليار استخدام شهرياً في أكثر من 200 دولة ومنطقة، وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة ألفابيت Alphabet، الشركة الأم لجوجل، سوندار بيتشاي. ويقول الخبراء إن التكنولوجيا وُجدت لتبقى، ولذلك سألنا أحدهم عن كيفية تحقيق أقصى استفادة منها. ساشا لوتشيوني، عالمة الكمبيوتر الكندية، التي ترأس استراتيجية المناخ في شركة هاغنغ فيس Hugging Face، وهي شركة ناشئة عالمية تعمل مع نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر وترغب في 'إضفاء الطابع الديمقراطي على التعلم الآلي الجيد'. وتقول في حديثها لبرنامج 100 امرأة في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: 'أرى الذكاء الاصطناعي بمثابة مكبر صوت – لكل من الخير والشر في البشرية – ولكننا بحاجة إلى التأكد من أن نبقيه تحت السيطرة'. وفيما يلي أربعة أسئلة نقترح عليك أن تسألها لنفسك قبل استخدام الذكاء الاصطناعي. 1- هل هذه هي أفضل أداة ذكاء اصطناعي لما تحتاجه؟ BBC تقول لوتشيوني إن أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على القيام بأشياء مختلفة للغاية. 'في بعض الأحيان نلجأ إلى أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شيوعاً لأننا نعرفها ويمكنها القيام بالكثير من الأشياء، ولكن غالباً ما يكون هناك أيضاً بعض الأدوات المخصصة للقيام بمهام محددة – مثل الإجابة على الأسئلة العلمية – والتي من شأنها أن تؤدي وظيفتها بشكل أفضل'. يتم إطلاق المزيد من التطبيقات طوال الوقت، وهي مصممة لتناسب مجموعة متنوعة من المتطلبات سواء الكبيرة والصغيرة. يتيح أحد التطبيقات للمستخدمين التقاط صورة للمسائل الرياضية، وسيحلها التطبيق. ويتيح تطبيق آخر متخصص تحليل خبز العجين المخمر لتحسين وصفتك، بينما يُنشئ تطبيق آخر أدعية شخصية بناء على مجموعة من النصوص المقدسة. وبحسب تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2025 الصادر عن جامعة ستانفورد، أنتجت المؤسسات التي يقع مقرها في الولايات المتحدة 40 نموذجاً بارزاً للذكاء الاصطناعي العام الماضي، مقارنة بـ 15 نموذجاً في الصين وثلاثة نماذج في أوروبا. تعرف على العروض المتاحة واختر بناء على احتياجاتك. 2- هل يمكنك الوثوق بإجابات الذكاء الاصطناعي؟ قد يقدم لك الذكاء الاصطناعي إجابة، لكنها ليست بالضرورة أن تكون دقيقة أو صحيحة، كما تقول لوتشيوني. 'قد تختلق نماذج الذكاء الاصطناعي أشياء غير موجودة، لمجرد أنها تبدو معقولة. وهذا قد يُسبب الكثير من المشاكل عند استخدامها في العمل أو المدرسة'، كما تقول. ولتجنب ذلك، توصي بالتحقق دائماً من مخرجات أنظمة الذكاء الاصطناعي. أعد قراءة تلك المخرجات بالتفصيل وفكر بشكل نقدي فيما تقول، وما إذا كانت منطقية. قد يبدو الذكاء الاصطناعي متيقناً من إجاباته، ولكنه قد يكون مخطئاً في الوقت نفسه. 3- ما هي المعلومات التي أشاركها؟ Getty Images تقول لوشيوني إن المستخدمين يجب أن يفكروا في المعلومات التي يضعونها في نموذج الذكاء الاصطناعي، بقدر ما يفكرون في المعلومات التي تخرج منه. تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي بجمع كميات هائلة من البيانات واستخدامها لتدريب النموذج. هذا يعني أن المعلومات التي تُدخلها، سواء كانت صورة أو نصاً، قد تُخزن وتُحلل وتُستخدم بواسطة النظام للتأثير على الاستجابات المستقبلية. ستكون لكل منصة سياسة الخصوصية الخاصة بها، لذا تحقق من شروطها قبل استخدامها. وتضيف لوتشيوني: 'إذا كانت البيانات شخصية أو حساسة أو محرجة بعض الشيء، فلا تضعها في نموذج الذكاء الاصطناعي لأنها قد تنتشر على الإنترنت'. وجدت بي بي سي أمثلة لأشخاص قاموا بتحميل صور أسئلة اختبارات مدرسية أو جامعية، وطلبوا صوراً جنسية، وطلبوا المشورة بشأن هويتهم الجنسية. في عام 2023 أصبحت إيطاليا أول دولة غربية تحظر برنامج الدردشة الآلي المتقدم تشات جي بي تي بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية وامتثالها للائحة العامة لحماية البيانات. كما أعربت كوريا الجنوبية وأستراليا والولايات المتحدة عن مخاوفها بشأن الطريقة التي يقوم بها برنامج ديب سيّك DeepSeek، وهو برنامج محادثة صيني، بتخزين ومعالجة بيانات المستخدمين. 4- هل أحتاج حقاً إلى الذكاء الاصطناعي؟ Getty Images استخدم الذكاء الاصطناعي كأداة، 'وليس كبديل لعقلك'، كما تقول لوتشيوني. فكر فيما إذا كانت هذه مهمة يمكنك القيام بها بنفسك، أو باستخدام أدوات مناسبة أخرى، مثل الآلة الحاسبة للمسائل الرياضية المعقدة. وتوصي أيضاً بالاستعانة بالأشخاص المحيطين بنا لمساعدتنا في الأسئلة الأخلاقية والشخصية. وتقول: 'لا يمكن للذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات بناء على القيم الإنسانية مثل ما هو الصواب، وما هو الخطأ، وما هو الأخلاقي في موقف معين، ولا ينبغي لنا أن نسمح له باتخاذ مثل هذا النوع من القرارات'. يستهلك الذكاء الاصطناعي أيضاً طاقة وموارد أكثر بكثير من محركات البحث التقليدية. تتطلب مراكز البيانات التي تُضيف خوادم الحاسوب التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من المياه لتبريدها، مما قد يُفاقم مشاكل إمدادات المياه حول العالم. وتقول لوتشيوني: 'من المؤكد أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستظل موجودة لفترة من الوقت – خاصة وأننا أصبحنا أكثر حضوراً ونشاطاً على الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي'. وتضيف 'ولكن هذا لا يعني أننا بحاجة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في كل شيء في حياتنا، وهو ما يجعلنا نفقد الأشياء التي تجعلنا بشراً في المقام الأول – الإبداع والتواصل والمجتمع'.


المغرب اليوم
منذ 4 أيام
- المغرب اليوم
مستقبل علوم الكمبيوتر بين أيدي الذكاء الاصطناعي
تتمتع جامعة «كارنيغي ميلون» بسمعة طيبة بوصفها واحدة من أفضل الجامعات في علوم الكمبيوتر في البلاد، إذ يواصل خريجوها العمل في شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة ومختبرات الأبحاث حول العالم. نقاشات جامعية صيفية ومع ذلك، وعلى الرغم من كل نجاحاتها السابقة، تُخطط هيئة التدريس في القسم لعقد جلسة نقاش هذا الصيف لإعادة النظر فيما ينبغي أن تُدرّسه الجامعة للتكيف مع التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقال توماس كورتينا، الأستاذ والعميد المشارك لبرامج البكالوريوس في الجامعة، إن هذه التكنولوجيا «أحدثت تغييراً جذرياً في تعليم علوم الكمبيوتر». تحديات الذكاء الاصطناعي التوليدي تواجه علوم الكمبيوتر، أكثر من أي مجال دراسي آخر، تحدياً من الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتشهد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي تدعم روبوتات الدردشة مثل «تشات جي بي تي ChatGPT»، التي يمكنها كتابة المقالات والإجابة عن الأسئلة بطلاقة شبيهة بطلاقة الإنسان، انتشاراً واسعاً في الأوساط الأكاديمية. لكن الذكاء الاصطناعي يتقدم بوتيرة أسرع وأكثر قوة في مجال علوم الكمبيوتر، التي تُركز على كتابة الرموز البرمجية، أي لغة الكمبيوتر. توليد الرموز الكمبيوترية قدمت شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة أدوات مساعدة بذكاء اصطناعي قادرة على توليد الرموز البرمجية، وتزداد كفاءةً بسرعة. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، توقع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، أن تُضاهي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أداء مهندس برمجيات متوسط المستوى في وقت ما من هذا العام. برامج علوم الكمبيوتر تسعى برامج علوم الكمبيوتر في الجامعات في جميع أنحاء البلاد جاهدةً الآن لفهم آثار التحول التكنولوجي، وتكافح لتحديد ما يجب الاستمرار في تدريسه في عصر الذكاء الاصطناعي. وتتراوح الأفكار بين تقليل التركيز على إتقان لغات البرمجة، والتركيز على دورات هجينة مصمَّمة لدمج الحوسبة في كل مهنة، حيث يتأمل المدرسون في شكل وظائف التكنولوجيا في المستقبل في اقتصاد الذكاء الاصطناعي. قالت جانيت وينغ، أستاذة علوم الكمبيوتر ونائبة الرئيس التنفيذي للأبحاث في جامعة كولومبيا: «نشهد الآن ذروة موجة الذكاء الاصطناعي». عروض نادرة لوظائف خريجي علوم الكمبيوتر وما يزيد من الشعور بالإلحاح سوق العمل في مجال التكنولوجيا التي ازدادت تشدداً في السنوات الأخيرة. يجد خريجو علوم الكمبيوتر أن عروض العمل، التي كانت وفيرة في السابق، غالباً ما تكون نادرة. تعتمد شركات التكنولوجيا بالفعل بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في بعض جوانب البرمجة، مما يلغي بعض الوظائف على مستوى المبتدئين. ويعتقد بعض المدرسين الآن أن هذا التخصص يمكن أن يتوسع ليصبح أشبه بشهادة في الآداب الحرة، مع تركيز أكبر على التفكير النقدي ومهارات التواصل. برنامج رؤية مشتركة لأساسيات تعليم الذكاء الاصطناعي تمول المؤسسة الوطنية للعلوم برنامجاً، Level Up AI، لجمع الدارسين والباحثين في الجامعات والكليات للتحرك نحو رؤية مشتركة لأساسيات تعليم الذكاء الاصطناعي. ويُنظّم المشروع، الذي يمتدّ لـ18 شهراً، والذي تُديره جمعية أبحاث الحوسبة، وهي منظمة بحثية وتعليمية غير ربحية، بالشراكة مع جامعة ولاية نيو مكسيكو، مؤتمراتٍ وجلسات نقاشٍ مستديرة، ويُنتج «أوراقاً بيضاء» (خطط) لمشاركة الموارد وأفضل الممارسات. وصرحت ماري لو ماهر، عالمة حاسوب ومديرة جمعية أبحاث الحوسبة، قائلةً: «لقد أُنشئت هذه المبادرة المدعومة من مؤسسة العلوم الوطنية بسبب شعورنا بالإلحاح لحاجتنا إلى المزيد من طلاب علوم الكمبيوتر -والمزيد من الأشخاص- الذين يعرفون عن الذكاء الاصطناعي في القوى العاملة». وأضافت د.ماري أن مستقبل تعليم علوم الكمبيوتر من المرجح أن يُركّز بشكل أقل على البرمجة وأكثر على التفكير الكمبيوتري ومحو أمية الذكاء الاصطناعي. * التفكير الكمبيوتري يتضمن تقسيم المشكلات إلى مهام أصغر، وتطوير حلول، خطوةً بخطوة، واستخدام البيانات للوصول إلى استنتاجات قائمة على الأدلة. * أما محو أمية الذكاء الاصطناعي، فهو فهم -بمستوياتٍ متفاوتة من الفهم للطلاب في مختلف المستويات- لكيفية عمل الذكاء الاصطناعي، وكيفية استخدامه بمسؤولية، وكيف يؤثر على المجتمع. التدريب على تصميم البرمجيات باستخدام الأدوات الذكية وبينما يستعد أعضاء هيئة التدريس لاجتماعهم، قال الدكتور كورتينا من جهته، إن وجهة نظره هي أن المقررات الدراسية يجب أن تتضمن تعليماً في أساسيات الحوسبة التقليدية ومبادئ الذكاء الاصطناعي، متبوعة بخبرة عملية واسعة في تصميم البرمجيات باستخدام الأدوات الجديدة. وقال: «نعتقد أن هذا هو المقصد. لكن هل نحتاج إلى تغيير أعمق في المنهج الدراسي؟» حالياً، يختار أساتذة علوم الكمبيوتر بشكل فردي ما إذا كانوا سيسمحون للطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي. ففي العام الماضي، أيَّدت جامعة «كارنيغي ميلون» استخدام الذكاء الاصطناعي في المقررات التمهيدية. في البداية، قال الدكتور كورتينا إن العديد من الطلاب عدُّوا الذكاء الاصطناعي «حلاً سحرياً» لإكمال واجباتهم المدرسية بسرعة، التي تتضمن كتابة البرامج. وأضاف: «لكنهم لم يفهموا نصف محتوى كتابة الرموز»، مما دفع الكثيرين إلى إدراك قيمة معرفة كيفية كتابة الرموز وتصحيح أخطاء الأدوات بأنفسهم... وهكذا «يعيد الطلاب ضبط أنفسهم». موقف طلاب علوم الكمبيوتر هذا صحيح بالنسبة للعديد من طلاب علوم الكمبيوتر الذين يتبنون أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، مع بعض التحفظات. فهم يقولون إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لبناء نماذج أولية للبرامج، وللتحقق من الأخطاء في الرموز البرمجية، ومعلماً رقمياً للإجابة عن الأسئلة. لكنهم يترددون في الاعتماد عليه كثيراً، خوفاً من أن يُضعف مهاراتهم الكمبيوترية. يقول كثير من الطلاب إنهم يرسلون ما بين 100 و200 طلب للتدريب الصيفي والوظائف الأولى. واليكم مثال كونور دريك، الذي سيُصبح طالباً في السنة الأخيرة خريف العام المقبل في جامعة نورث كارولاينا في شارلوت، ويرى نفسه محظوظاً؛ إذ حصل على مقابلة بعد تقديمه 30 طلباً فقط. عُرضت عليه وظيفة متدرب في الأمن السيبراني هذا الصيف في شركة «ديوك إنرجي»، وهي شركة مرافق كبيرة، في شارلوت. وقال دريك، البالغ من العمر 22 عاماً: «كانت شهادة علوم الكمبيوتر بمثابة تذكرة ذهبية لأرض الوظائف الموعودة». لم يعد الأمر كذلك. تتمثل استراتيجية دريك الشخصية للدفاع عن الذكاء الاصطناعي في توسيع نطاق مهاراته. فبالإضافة إلى تخصصه في علوم الكمبيوتر، درس العلوم السياسية تخصصاً فرعياً في دراسات الأمن والاستخبارات، وهو مجال يُمكن تطبيق خبرته فيه في مجال الأمن السيبراني. تراجُع التوظيف اضطر دريك، كغيره من طلاب علوم الكمبيوتر، إلى التكيف مع سوق عمل تكنولوجية متزايدة الصعوبة. ويشير خبراء العمل إلى وجود عدة عوامل مؤثرة. فقد قلصت شركات التكنولوجيا الكبرى، على وجه الخصوص، توظيفها خلال السنوات القليلة الماضية، وهو تراجع حاد عن سنوات الطفرة التي شهدتها فترة الجائحة. والاستثناء الوحيد هو التوظيف المكثف لعدد صغير نسبياً من أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي، والذين تُعرض عليهم رواتب مجزية. وقد ظلّ التوظيف الإجمالي للعاملين في المهن التكنولوجية مستقراً حتى وقت قريب، حيث انخفض بنسبة 6 في المائة منذ فبراير (شباط)، وفقاً لإحصاءات حكومية. أرسل أصحاب العمل إشارةً أكثر وضوحاً بتراجع ملحوظ في قوائم الوظائف التقنية. ففي السنوات الثلاث الماضية، انخفض عدد الشركات التي تبحث عن موظفين بخبرة سنتين أو أقل بنسبة 65 في المائة، وفقاً لتحليل أجرته شركة «CompTIA»، وهي منظمة أبحاث وتعليم تكنولوجية. وانخفض عدد الوظائف المتاحة للعاملين في مجال التكنولوجيا من جميع مستويات الخبرة بنسبة 58 في المائة. سوق البرمجيات بالذكاء الاصطناعي ستزدهر في حين أن مستقبل تعليم علوم الكمبيوتر قد يكون غامضاً، فإن سوق البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مهيأة للنمو، كما يقول الخبراء. فالذكاء الاصطناعي أداة إنتاجية، وكل موجة جديدة من الحوسبة -الكمبيوتر الشخصي، والإنترنت، والهواتف الذكية- تزيد الطلب على البرمجيات والمبرمجين. يقولون إن النتيجة هذه المرة قد تكون طفرة في ديمقراطية التكنولوجيا، حيث يستخدم العاملون في مجالات متنوعة، من الطب إلى التسويق، أدوات شبيهة ببرامج الدردشة الآلية لإنشاء برامجهم الخاصة، المصمَّمة خصيصاً لقطاعاتهم، والمدعومة بمجموعات بيانات خاصة بكل قطاع. يقول أليكس آيكن، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد: «قد يتراجع نمو وظائف هندسة البرمجيات، لكن العدد الإجمالي للعاملين في مجال البرمجة سيزداد».


أخبارنا
منذ 4 أيام
- أخبارنا
زوكربيرغ يقود تحولاً جذرياً في ميتا نحو الذكاء الاصطناعي الفائق
أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن إطلاق خطة هيكلة جديدة وجريئة تعيد توجيه الشركة بالكامل نحو تطوير "الذكاء العام الاصطناعي" (AGI)، في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً عميقاً داخل عملاق التكنولوجيا. وجاء في مذكرة داخلية، اطلعت عليها وكالة بلومبرغ، أن جميع فرق الذكاء الاصطناعي في ميتا ستعمل الآن تحت مظلة كيان جديد يُدعى Meta Superintelligence Labs. وقد أسندت مهمة قيادة هذا الكيان إلى ألكسندر وانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI، فيما يتولى نات فريدمان، الرئيس السابق لـGitHub، الإشراف على المنتجات والتطبيقات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وتُعد هذه الخطوة تتويجاً لسلسلة من التحركات الكبرى التي نفذها زوكربيرغ خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها استثمار ميتا نحو 14.3 مليار دولار في شركة Scale AI، مما مهّد الطريق لانضمام وانغ، إلى جانب استقطاب 11 باحثاً بارزاً من شركات كبرى مثل Google DeepMind وAnthropic. وتأتي هذه الإجراءات في ظل سعي ميتا الحثيث لمنافسة كبرى الشركات التقنية مثل OpenAI وغوغل، في سباق تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة قد تغيّر مستقبل التكنولوجيا العالمية. ويبدو أن زوكربيرغ قرر نقل البوصلة من الميتافيرس إلى الذكاء الفائق، في محاولة لوضع ميتا في طليعة الثورة الرقمية المقبلة. تعكس هذه التحركات المتسارعة عزم ميتا على إعادة تشكيل موقعها في السوق العالمي، وتقديم نفسها كلاعب رئيسي في عصر تقوده الخوارزميات والأنظمة الذكية.