
رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟
فقد زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسلام آباد كأول محطة خارجية له بعد حرب بلاده الأخيرة مع إسرائيل ، بهدف إرساء الأمن الإقليمي والـ"دعوة للوحدة"، ومنع تعميق حالة العداء مع الجيران التي اتهم "أعداء طهران" بإثارتها.
وكان الموقف الباكستاني من العدوان الإسرائيلي على إيران واضحا وقويا حيث رفضت إسلام آباد الهجوم وأدانته، ووصل الحد إلى قول قائد جيشها الجنرال عاصم منير ، إن تدمير برنامج إيران النووي على يد الإسرائيليين "سيقلق دولا أخرى، إن حدث".
بل إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا الجنرال منير لزيارة واشنطن خلال الحرب وأجرى معه مباحثات خاصة بعد غداء عمل، في خطوة غير تقليدية، وقد خرجت تقارير تفيد بأن المسؤول العسكري أبلغ الرئيس الأميركي بأهمية استقرار إيران للمنطقة.
بيد أن العلاقة بين طهران وإسلام آباد لا تخلو من قضايا شائكة منها: الخلاف على الانفصاليين الموجودين في منطقة بلوشستان الباكستانية، وهم مسلحون معادون للبلدين، لكن كل بلد يتهم الآخر بدعمهم، وقد وصل الأمر لقصف متبادل محدود مطلع العام الماضي.
وهناك أيضا العلاقات الباكستانية الأميركية الوثيقة التي تقابلها العلاقات الإيرانية الهندية، التي يبدو أنها أصبحت محل نقاش إيراني بعد حديث عن مساعدة نيودلهي لإسرائيل استخباريا في الحرب الأخيرة.
ويرى محللون أن بإمكان باكستان إعادة فتح المفاوضات الأميركية الإيرانية بطريقة جديدة ووفق أطر مختلفة اعتمادا على مكانتها لدى البلدين، لكنها قد لا تكون قادرة على حل الخلاف.
إعلان
ففي حين أكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية شفقت علي خان، سعي بلاده لإقناع الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني بالتوصل لحل دبلوماسي، يبدو انعدام الثقة بين الأميركيين والإيرانيين أكبر من قدرة إسلام آباد على إذابته، كما تقول الخبيرة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي.
ورغم تعدد أهداف زيارة بزشكيان لباكستان والتي حاول خلالها التركيز على الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، فإن الجانب الأمني يبدو على رأس الأولويات، لا سيما أنهما عضوان مؤثران في منظمة "شنغهاي" التي طرحت إيران مؤخرا تأسيس كيانات أمنية مشتركة بين أعضائها لمجابهة أي عدوان أو عقوبات خارجية مستقبلية.
كما تحدث موقع "نور نيوز" القريب من مجلس الأمن القومي الإيراني، قبل أسبوع عن التحديات الأمنية التي رافقت الحرب الأخيرة بسبب علاقات إيران مع جيرانها، والتي قال إنها واجبة التغيير تحسبا للمستقبل، وفق ما أكدته الصمادي خلال مشاركتها في برنامج "ما وراء الخبر".
ويسعى البلدان أيضا لرفع التبادل التجاري بينهما من ملياري دولار إلى 10 مليارات سنويا وهو أمر تحول الولايات المتحدة دونه، رغم أنهما يمتلكان حدودا وقدرات اقتصادية لا يستهان بها. غير أن تحرك إيران الواضح مؤخرا لإحياء روابطها الثقافية والحضارية مع منطقة وسط آسيا، يبدو الدافع الأساسي لزيارة بزشكيان.
ووسط كل ما يمكن للبلدين القيام به معا، فإن توقيت زيارة الرئيس الإيراني لباكستان يعكس تحرك الإيرانيين لترتيب الميدان من أجل حرب يعتقدون أنها قادمة لا محالة، حتى لو لم تكن غدا أو بعد غد، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.
وإلى جانب الترتيبات الأمنية، يبدو الإيرانيون وكأنهم يستبقون الحصار الاقتصادي المحتمل إن عادت العقوبات الدولية على بلادهم، والتي يتطلب التغلب على بعض آثارها صياغة جديدة للعلاقات مع بعض الجيران المهمين وتحويل الحدود الملتهبة إلى خطوط للتعاون الاقتصادي والأمني.
وفي ظل العلاقات الوثيقة بين باكستان ودول الخليج العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية، فإن التقارب الإيراني مع إسلام آباد يمكن النظر إليه كجزء من محاولة تكامل العلاقات مع الجيران، لإغلاق كافة الثغرات الحدودية قبل أي عدوان مقبل، خصوصا بعد الحديث عن استخدام الإسرائيليين أذربيجان لشن هجمات خلال الحرب الأخيرة.
خلافات عميقة
وهناك أيضا الانفصاليون الذين يجري حديث عن دعم إسرائيل لهم لإحداث فوضى داخل إيران التي تعيش حالة تراجع تكتيكي، تدفعها للبحث عن مقاربات مع الدول التي يمكنها منع استغلال هذه الجماعات وفي مقدمتها باكستان، كما يقول الدكتور مكي، الذي يصف وضع إيران الحالي بأنه "مأزق إستراتيجي مرده تراجع قدرتها على الدفاع عن نفسها خارج الحدود عبر جماعات أخرى في المنطقة".
ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى هذا التقارب الإيراني الباكستاني على أنه جزء من سعي أوسع للتقارب مع الجيران بما في ذلك العرب والخليجيون الذين رفضوا العدوان الإسرائيلي، لكنهم لا يزالون يشعرون بقلق كبير إزاء مسألة نفوذ طهران بالمنطقة.
فهذه المواقف العربية الإيجابية "لا تنفي حقيقة أن الخلافات العربية الإيرانية عميقة وتتطلب مقاربات مختلفة تماما عما كان في السابق"، برأي الصمادي.
صحيح أن إيران فقدت نظام بشار الأسد في سوريا، لكنها لا تزال مرتبطة بحزب الله في لبنان وبجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن ، وبالمليشيات العراقية، وهي أمور سيكون عليها إعادة صياغتها لكي تقنع جيرانها بأنها "لم تعد مؤذية كما كانت تُتهم في السابق"، حسب لقاء مكي، الذي يرى أن الإيرانيين لم يتخذوا خطوة جوهرية على طريق الابتعاد عن هذه الجماعات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 15 دقائق
- الجزيرة
الأمم المتحدة: الناس يتضورون جوعا في غزة ولا بد من فتح كافة المعابر
قال فرحان حق -نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة- إن كل ما يتم إدخاله من طعام ووقود لا يفي باحتياجات قطاع غزة ، مؤكدا أن إنقاذ مليوني إنسان يتضورون جوعا يتطلب فتحا كاملا للمعابر. وفي مقابلة مع الجزيرة، أكد حق أن القطاع بحاجة لدخول 500 شاحنة مساعدات يوميا على الأقل، لأن الناس يحصلون على وجبتي طعام كل 3 أيام. وأضاف أن كل ما يتم إدخاله للقطاع لا يكفي حاجة السكان، لأن هناك حالة جوع كبيرة، والأطفال بحاجة شديدة للغذاء والمكملات الغذائية، مؤكدا أن المطلوب حاليا هو إدخال المساعدات برا، وإعادة عمل شبكة التوزيع التابعة للأمم المتحدة. وتكمن المشكلة -وفق المسؤول الأممي- في سيطرة إسرائيل على كافة المعابر، وقيامها بعمليات تفتيش معقدة وطويلة في المعبرين اللذين سمح للأمم المتحدة بإدخال المساعدات منهما. وفي وقت سابق اليوم، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الصور المقبلة من غزة لأشخاص يتضورون جوعا "مفجعة ولا تطاق". وأكد تورك أن وصول غزة إلى هذه المرحلة "يعتبر إهانة لإنسانيتنا"، وأن إسرائيل "تواصل فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية للقطاع".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
يديعوت أحرنوت: ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر لاحتلال غزة
قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب ، "الضوء الأخضر" لتنفيذ عملية عسكرية عنيفة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ووفقا للصحيفة، فإن الاعتقاد السائد في تل أبيب و واشنطن أن الحركة "لا ترغب بالتوصل لصفقة"، على حد قولها. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي لم يعقد فيه المجلس الأمني المصغر (الكابينت)، حتى بعد نشر مقاطع الفيديو التي ظهر فيها الجنديان الأسيران لدى المقاومة، تؤكد مصادر مقربة من رئيس الوزراء، المتهم بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة ، أنه تُجرى نقاشات بشأن مواصلة الحرب. ونقلت يديعوت أحرنوت، عن مقربين من نتنياهو قولهم إن "القرار قد اتُّخذ، ونتجه نحو احتلال كامل للقطاع وحسم المعركة مع حماس"، على حد زعمهم. ومع ذلك، لم تستبعد الصحيفة أن تكون هذه التصريحات جزءا من تكتيك تفاوضي للضغط على حماس والمقاومة في القطاع. ووفقا للمسؤولين، فإن جيش الاحتلال يسعى "لاحتلال كامل القطاع، وستشمل عملياته المناطق التي يعتقد وجود رهائن فيها"، حسب ادعائهم. يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن خلال الحرب المستمر لأكثر من سنة ونصف تحديد أماكن احتجاز جنوده الأسرى لدى المقاومة، وفشلت عدة محاولات لتحرير البعض منهم. وكشفت الصحيفة أن المسؤولين أشاروا إلى معارضة داخل الجيش لتوسيع العملية في القطاع، وأن الأزمة المتفاقمة بين المستويين السياسي والعسكري قد تدفع رئيس الأركان إيال زامير للتفكير في الاستمرار في منصبه، وقالوا "إذا لم يكن هذا مناسبا لرئيس الأركان، فليستقل".


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
السودان يتحدث عن مشاركة مرتزقة أجانب مع الدعم السريع
كشفت الحكومة السودانية عن مشاركة مرتزقة من جمهورية كولومبيا في الحرب والقتال في صفوف الدعم السريع في ظاهرة قالت، إنها تهدد السلم والأمن في الإقليم وفي القارة الأفريقية. وقال الجيش السوداني ـ للجزيرة نت ـ إنه منذ اندلاع الحرب ظلت مليشيا الدعم السريع تستعين في الحرب بالمرتزقة الذين يشاركون في الأعمال التخصصية كأطقم المدفعية والمسيّرات بمختلف أنواعها وكمقاتلين. وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد اللّه في حديثه ـ للجزيرة نت – مشاركة الآلاف من المرتزقة في حرب السودان. من جهتها قالت وزارة الخارجية السودانية، إن الحكومة تملك كل الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار برعاية وتمويل من جهات خارجية، وقد قدّمت بعثة السودان الدائمة بالأمم المتحدة هذه الوثائق إلى مجلس الأمن التابع للمنظمة. وأضافت الوزارة، أن هذا المنحى الخطِر في مسار الحرب يشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليميين والدوليين ويغير من مسار الحرب، كي تصبح حربا إرهابية عابرة الحدود، تدار بالوكالة وتفرض واقعاً جديداً يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها. وكشفت معلومات تحصلت عليها ـ الجزيرة نت ـ تجنيد قوات الدعم السريع مقاتلين من تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا والنيجر. ووفق المعلومات نقلًا عن مصادر الجزيرة نت، جُند نحو 800 مقاتل من تشاد بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وفبراير/شباط 2025، تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عامًا، ويتقاضون بين مليون إلى مليوني فرنك أفريقي (نحو 1650 إلى 3300 دولار أميركي) مقابل ستة أشهر من الخدمة ويدربهم أجانب، إذ يتدرب بعضهم على تشغيل الطائرات المسيّرة والصواريخ. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى جُند أكثر من 1300 مقاتل بحلول أوائل عام 2025، مع خطط لزيادة العدد إلى 3300 مقاتل ينشرون في الجنينة ونيالا بإقليم دارفور. وقالت مصادر الجزيرة نت، إنه جُند أكثر من 900 مرتزق تشادي سابق في ليبيا (كانوا مرتبطين سابقًا بالجيش الوطني الليبي) بين ديسمبر/كانون الأول 2024 وفبراير/شباط 2025. وأكدت المصادر مشاركة أجانب في التدريب وروابط شبه عسكرية روسية في عمليات التجنيد بجمهورية أفريقيا الوسطى. ولفتت الحكومة السودانية المجتمعين، الإقليمي والدولي إلى "حجم التآمر الذي تتعرض له الدولة السودانية عبر الاستهداف الذي تواجهه من مليشيا الدعم السريع وقوات المرتزقة التي تقاتل في صفها منذ تمرد المليشيا في 15 أبريل/نيسان 2023". وكشف موقع La Silla Vacía في تحقيق عن مشاركة أكثر من (300) عسكري كولومبي سابق جُندوا في عملية تُعرف باسم "ذئاب الصحراء" حيث يقود عقيد كولومبي متقاعد عملية المرتزقة الكولومبيين في السودان، ويعمل بعضهم في معسكرات تدريب، جنوب مدينة نيالا ، عاصمة ولاية جنوب دارفور تضم من 1000 إلى 3000 سوداني للتدريب، بعضهم أطفال بعمر 10 و11 و12 سنة.