logo
ما وراء ضبط السفينة 'الشروا'.. كيف تُموّه إيران عمليات التهريب؟

ما وراء ضبط السفينة 'الشروا'.. كيف تُموّه إيران عمليات التهريب؟

اليمن الآن١٩-٠٧-٢٠٢٥
أكد خبراء ومحللون عسكريون أن الشحنة الكبيرة من الأسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة التي تم ضبطها مؤخراً في البحر الأحمر، تُعد مؤشراً خطيراً على تصاعد الرهان الإيراني على ميليشيا الحوثي كركيزة محورية ضمن شبكة وكلاء إيران الإقليميين، في ظل تراجع فعالية بعض الأذرع التقليدية لطهران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، وتصاعد الأزمات الأمنية والسياسية التي تواجهها إيران داخلياً وخارجياً.
وأعلنت قوات "المقاومة الوطنية" في بيان رسمي، الأربعاء الماضي، عن نجاح قواتها البحرية والاستخباراتية في ضبط سفينة خشبية كبيرة في مياه البحر الأحمر، كانت تحمل شحنة أسلحة مهربة من إيران إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية. وأشار البيان إلى أن هذه الشحنة تعد الأكبر من نوعها منذ بداية الحرب في اليمن، ويُعتقد أنها تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية للميليشيا بشكل استراتيجي.
وأوضح الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية أن السفينة التي يبلغ وزنها نحو 750 طناً، كانت تحمل منظومات صاروخية بحرية وجوية، ومنظومة دفاع جوي متطورة، ورادارات حديثة، وطائرات مُسيّرة استطلاعية وهجومية، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع، وأجهزة تنصّت، وعدسات تتبع حراري، ومعدات عسكرية متقدمة أخرى، مما يدل على طبيعة الدعم النوعي غير المسبوق الذي تقدمه إيران للميليشيا الحوثية.
مسار السفينة ومحاولات التمويه
وبحسب تقرير نشرته منصة "يوب يوب" المتخصصة في تحليل المعلومات وتتبع السفن عبر تقنيات المصدر المفتوح، فإن السفينة المعروفة باسم "الشروا" رست في 23 أبريل/نيسان الماضي، في ميناء "بندر عباس" الإيراني لمدة 20 ساعة، قبل أن تغادر وتُطفئ إشارتها الملاحية.
وبعد أكثر من أسبوعين، ظهرت السفينة راسية في ميناء جيبوتي في 19 مايو/أيار، حيث تم إصدار بيان جمركي زعم أن السفينة يمنية، وأن حمولتها تتضمن مواداً مدنية متجهة إلى ميناء الصليف في الحديدة، تحت قيادة ربان يمني يُدعى "أمير أحمد يحيى".
ورجّحت المنصة أن يكون توقف السفينة في جيبوتي يهدف إلى الحصول على توثيق جمركي مزيّف، يُخفي حقيقة طبيعة الحمولة العسكرية، فضلاً عن تحميل مواد تمويهية تُظهر أن الشحنة تابعة لتجارة مدنية، في محاولة لإخفاء الدور الإيراني المباشر في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.
مشروع تسليح نوعي شامل
من جانبه، قال محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، إن كمية ونوعية الأسلحة المضبوطة تُظهر أن إيران تعمل على تنفيذ مشروع تسليح نوعي شامل للحوثيين، يهدف إلى إعادة بناء قدراتهم العسكرية البرية والبحرية والجوية، باستخدام منظومات متطورة تجعل من الميليشيا تهديداً استراتيجياً حقيقياً لا يمكن احتواؤه بسهولة.
وأشار المجاهد إلى أن البحر الأحمر تحول من مجرد ممر لتهريب الأسلحة إلى ساحة استراتيجية لنفوذ إيران العسكري، مما يفرض تحديات كبيرة على الحكومة اليمنية الشرعية، التي بات عليها إعادة هيكلة أولوياتها الدفاعية، وتوسيع قواتها البحرية، وتدريب وحدات استخبارات متخصصة، وإعداد استراتيجية واضحة للانتشار والسيطرة على البحر الأحمر، للتصدي للخطر الإيراني المتزايد.
ولفت إلى أن عملية ضبط هذه الشحنة، ما هي إلا غيض من فيض، حيث لا تزال هناك شحنات أخرى نجحت إيران في تهريبها عبر شبكات معقدة، معتبراً أن هذه الشبكات لن تتوقف ما لم تُعامل كجبهة حرب حقيقية، تتطلب استراتيجيات متكاملة لمكافحتها.
ميليشيا الحوثي.. مركز ثقل إقليمي جديد
بدوره، أكد الباحث في الشؤون العسكرية لميليشيا الحوثي، عدنان الجبرني، أن ضخامة الشحنة ونوعيتها تختلف بشكل جذري عن عمليات التهريب السابقة، التي كانت تقتصر على كميات محدودة من الأسلحة التقليدية، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس الثقة الكبيرة التي توليها طهران للميليشيا الحوثية كمركز ثقل استراتيجي في المنطقة.
وأوضح الجبرني، في منشور على موقع "فيسبوك"، أن تصاعد الدعم الإيراني للميليشيا يأتي في ظل تراجع فعالية بعض الأذرع الإيرانية الأخرى، مثل حزب الله اللبناني، وتصاعد الضغوط الدولية على إيران بشأن الاتفاق النووي والصراعات الإقليمية.
وأضاف أن هذا الدعم قد يكون انعكاساً لرؤية مشتركة بين طهران والحوثيين حول التحديات المستقبلية، وسعي إيران لتأمين احتياطي استراتيجي من الأسلحة والمعدات، يضمن استمرارية الحوثيين في الميدان لفترة طويلة، حتى في حال تم الضغط عليها لوقف دعمها.
وأشار إلى أن تسليم الحوثيين أحدث الأسلحة النوعية، بل قبل أن يتم الإعلان عنها رسمياً في إيران، يُظهر مدى التبني العسكري الشامل من طهران للميليشيا، وتوسيع دعمها ليشمل مختلف التخصصات العسكرية، بما في ذلك معدات حفر الأنفاق في الجبال، ما يدل على أن إيران لم تعد تتعامل مع الحوثيين كأداة تكتيكية، بل كشريك استراتيجي في مشروعها الإقليمي الأوسع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحوثيون يفرضون قيودًا جديدة على حفلات الأعراس النسائية في المحويت
الحوثيون يفرضون قيودًا جديدة على حفلات الأعراس النسائية في المحويت

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

الحوثيون يفرضون قيودًا جديدة على حفلات الأعراس النسائية في المحويت

فرضت ميليشيا الحوثي في محافظة المحويت ما أسمته "رقمًا قبليًا" جديدًا يتضمن ضوابط صارمة على حفلات الأعراس النسائية، تقيد حرية تنظيمها، وتمنع استقدام المغنيات أو الفرق الموسيقية، وفقًا لوثيقة متداولة حملت توقيع عدد من مشايخ وأعيان المدينة. وبحسب الوثيقة الصادرة عقب اجتماع عُقد في 1 أغسطس 2025، تقرر منع إدخال فنانات أو فرق موسيقية إلى حفلات الأعراس النسائية سواء في القاعات أو المنازل، والاكتفاء بتشغيل تسجيلات صوتية عبر جهاز MP3، شريطة الالتزام بالمحتوى "الشرعي والاجتماعي". كما نصت الضوابط على وقف الحفلات بعد أذان المغرب، وفرض غرامة مالية قدرها 200 ألف ريال يمني على المخالفين، إضافة إلى الحبس لمدة أسبوعين، مع تحميل مشايخ القبائل المسؤولية المباشرة عن تطبيق القرار، ومنح اللجنة الأمنية صلاحية ضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات بحقهم. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل حلقة جديدة في سلسلة الإجراءات التي يتخذها الحوثيون لتقييد الحريات الشخصية وفرض قيود اجتماعية متشددة، تحت مبرر "الحفاظ على القيم الدينية"، رغم استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية في مناطق سيطرتهم.

كارثة جوع قادمة.. برنامج الأغذية العالمي: 18 مليون يمني يواجهون انعدامًا حادًا للغذاء بحلول سبتمبر
كارثة جوع قادمة.. برنامج الأغذية العالمي: 18 مليون يمني يواجهون انعدامًا حادًا للغذاء بحلول سبتمبر

اليمن الآن

timeمنذ 8 ساعات

  • اليمن الآن

كارثة جوع قادمة.. برنامج الأغذية العالمي: 18 مليون يمني يواجهون انعدامًا حادًا للغذاء بحلول سبتمبر

اخبار وتقارير كارثة جوع قادمة.. برنامج الأغذية العالمي: 18 مليون يمني يواجهون انعدامًا حادًا للغذاء بحلول سبتمبر السبت - 02 أغسطس 2025 - 01:36 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص في تحذير هو الأشد منذ سنوات، كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن أن أكثر من 18.1 مليون يمني مهددون بانعدام حاد للأمن الغذائي بحلول سبتمبر 2025، مع ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية وتضخم أسعار الغذاء، ما ينذر بانفجار إنساني وشيك في بلد يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وبحسب التقرير الصادم، فإن عدد المديريات المصنفة في المرحلة الرابعة (الطوارئ) من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي سيرتفع إلى 165 مديرية، مع تحذيرات من ظهور جيوب في المرحلة الخامسة (كارثة) في 4 مديريات على الأقل، في حال استمر الوضع بالتدهور دون تدخل عاجل. 67% من الأسر أبلغت عن عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية. 44% من السكان باتوا يعتمدون على استراتيجيات "شديدة الخطورة" لتوفير الغذاء، منها تقليص الوجبات أو التنازل عن الغذاء للأطفال. 53% من الأسر التي تعيلها نساء تواجه أوضاعًا غذائية أسوأ من غيرها. 27% من الأسر النازحة أفادت بأن أحد أفرادها قضى يومًا كاملًا دون طعام. يشير التقرير إلى أن الريال اليمني سجّل في يونيو أدنى مستوى له على الإطلاق في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا، متراجعًا بنسبة 33% على أساس سنوي، ما أدى إلى: ارتفاع قياسي في أسعار المواد الغذائية والوقود. تضخم مؤلم يضرب معظم الأسر اليمنية. تأكيدات من البنك الدولي أن 74% من السكان باتوا تحت خط الفقر المدقع. في المقابل، شهدت موانئ البحر الأحمر الخاضعة للحوثيين انخفاضًا حادًا في الواردات، خاصة شحنات الوقود، التي سجلت أدنى معدل لها منذ إعلان الهدنة في أبريل 2022، في حين سجلت موانئ عدن والمكلا استقرارًا نسبيًا في واردات الغذاء والوقود. يستعد برنامج الأغذية العالمي لاستكمال مسح الأمن الغذائي "TEFA" في 25 مديرية حوثية، يستهدف نحو 803 آلاف شخص، في حين تتواصل جهود التوزيع في مناطق الحكومة للوصول إلى 3.4 مليون مستفيد ضمن الدورة الرابعة. الاكثر زيارة اخبار وتقارير فتحي بن لزرق يكشف حقيقة انخفاض أسعار الصرف: وهمي أم واقعي؟. اخبار وتقارير 5 اسباب وراء سر قوة الريال اليمني أمام الدولار.. تبقى خطوة واحدة لتوحيد عمل. اخبار وتقارير الحوثي يواجه تعافي الريال.. وعناصره تقتحم شركات الصرافة بمدينة تعز وتنهب ال. اخبار وتقارير ليلة السقوط الجماعي في صنعاء.. الحوثي يعتقل عشرات الضباط العسكريين في صفوفه.

الحوثي يفرض "رقماً قبلياً" لتحريم الأغاني في أعراس النساء بهذه المحافظة
الحوثي يفرض "رقماً قبلياً" لتحريم الأغاني في أعراس النساء بهذه المحافظة

اليمن الآن

timeمنذ 8 ساعات

  • اليمن الآن

الحوثي يفرض "رقماً قبلياً" لتحريم الأغاني في أعراس النساء بهذه المحافظة

اخبار وتقارير الحوثي يفرض "رقماً قبلياً" لتحريم الأغاني في أعراس النساء بهذه المحافظة السبت - 02 أغسطس 2025 - 12:48 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص انعكاساً لنهج الجماعة في عسكرة الحياة الاجتماعية والتضييق على الحريات، فرضت مليشيا الحوثي في محافظة المحويت ضوابط صارمة على حفلات الأعراس النسائية، عبر ما أسمته "رقماً قبلياً" أُقرّ بالتوافق مع مشايخ وأعيان موالون بالمحافظة. الوثيقة، التي جرى تسريبها وتداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل، كشفت أن الاجتماع الذي عقد بتاريخ 1 أغسطس 2025م في مدينة المحويت، خلص إلى منع إدخال الفنانات والفرق الموسيقية إلى الأعراس، سواء أُقيمت في القاعات أو داخل المنازل، والاكتفاء فقط بـتشغيل صوتيات عبر جهاز MP3، بشرط أن يكون "المحتوى شرعيًا ومقبولًا اجتماعيًا". ولم تقف الميليشيا عند ذلك الحد، بل حظرت إقامة الحفلات بعد أذان المغرب، وفرضت على المخالفين غرامة مالية قدرها 200 ألف ريال يمني، إلى جانب حبس لمدة أسبوعين، في سابقة لم تعرفها أي أعراف أو قوانين يمنية سابقة. وبحسب الوثيقة، تم تحميل مشايخ القبائل مسؤولية التنفيذ المباشر لهذه القرارات، فيما منحت اللجنة الأمنية الحوثية صلاحيات كاملة لاقتحام وضبط أي حفلة تُخالف التعليمات، الأمر الذي عدّه ناشطون مصادرة صريحة لخصوصية اليمنيات وتحويل الأعراس إلى ساحات تفتيش ومحاكمات أخلاقية. ويرى مراقبون أن ما سُمّي بـ"الرقم القبلي" هو غطاء قبلي لفرض أيديولوجيا دينية متشددة على المجتمع، تمهيدًا لتحويل الأعراف إلى أدوات قمع تخدم مشروع الجماعة، مؤكدين أن الحوثي يستنسخ تجارب طالبان بإيقاع يمني، ويعيد البلاد إلى عصور التحريم المظلم. الاكثر زيارة اخبار وتقارير فتحي بن لزرق يكشف حقيقة انخفاض أسعار الصرف: وهمي أم واقعي؟. اخبار وتقارير عاجل.. الحكومة تصدر قائمة بأسعار المواد الغذائية المخفضة مع تعافي الريال ال. اخبار وتقارير 5 اسباب وراء سر قوة الريال اليمني أمام الدولار.. تبقى خطوة واحدة لتوحيد عمل. اخبار وتقارير شيخ ينسف رواية إسقاط عفاش لصنعاء: ويكشف اتفاق سرّي بين هادي وصالح كاد يسحق .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store