logo
ليبيا تجدد رفضها تنقيب اليونان عن الغاز جنوبي كريت

ليبيا تجدد رفضها تنقيب اليونان عن الغاز جنوبي كريت

الشرق الأوسطمنذ 19 ساعات
عكس التحرك الليبي الرافض لتنقيب اليونان عن الغاز جنوبي جزيرة كريت تصاعد الصراع على ملف الطاقة بشرق البحر المتوسط.
ولا يخلو الموقف العام من تجاذبات بين الاتحاد الأوروبي وليبيا وتركيا، لا سيما بعد توقيع مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة «الوفاق الوطني» الليبية السابقة عام 2019 بشأن ترسيم حدود مناطق الاختصاص في «المتوسط».
ورفضت ليبيا رسمياً تحركات اليونان جنوب كريت، وذلك عبر مذكرة تقدمت بها بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، معبّرة عن «قلقها العميق» إزاء التطورات الأخيرة في شرق البحر المتوسط.
طاهر السني مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة (حسابه على منصة إكس)
وبعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة يقودها طاهر السني، ومُعيَّنة من حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، لكونها تحظى بشرعية دولية.
وسبق أن أعلنت اليونان في 19 يونيو (حزيران) الماضي فتح عطاءات للتنقيب عن النفط جنوب جزيرة كريت، مما أثار حفيظة حكومتي غرب ليبيا برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وشرقها برئاسة أسامة حمّاد؛ وعدَّتا ذلك «انتهاكاً صريحاً للحقوق السيادية الليبية».
وفي المذكرة التي تقدمت بها البعثة الليبية إلى الأمم المتحدة في 20 يونيو الماضي، وكُشف عنها مساء (الأحد) قالت إن «المنطقة التي أعلنت عنها اليونان، تقع ضمن مناطق بحرية لا تزال خاضعة لنزاع لم يُحل بين البلدين».
وأوضحت أن الحكومة أحيطت علماً بمحتويات العدد رقم 3335 من الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، المؤرخ 12 يونيو 2025، حيث يفيد ذلك بأن الجمهورية (اليونانية) قد أعلنت عن دعوة دولية إلى تقديم عروض لمنح تصاريح للتنقيب عن الهيدروكربونات واستغلالها في مناطق بحرية واقعة جنوب جزيرة كريت.
الدبيبة مستقبلاً سفير اليونان لدى ليبيا في نوفمبر 2024 (حكومة الوحدة)
وقالت البعثة إنها «تسجل اعتراض ليبيا رسمياً على تحركات اليونان، وتدعو إلى الالتزام الصارم بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والصكوك الدولية ذات الصلة التي تحكم التسوية السلمية للنزاعات البحرية».
وعدّ الخبير الاقتصادي الليبي محمد أحمد، ما يحدث بين بلده واليونان «نزاعاً لم يرتق بعد إلى درجة الصراع»، لكنه يرى أن الدولتين لن تستطيعا حله بمفاوضات ثنائية «لأن قواعد القانون الدولي متداخلة وغير مطبَّقة بحيادية في هذه المنطقة».
ويشير أحمد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لا يمكن لدولة ما أن تفرض رؤيتها على الآخرين»، ويلفت إلى أن «التحكيم الدولي هو المخرج السلمي من النزاع».
ويعتقد الخبير الليبي أن اليونان «لن تخوض طريق التحكيم؛ لأن ذلك يعرّضها لمشاكل مع جارتها تركيا تتعلق بقضايا ترسيم الحدود البحرية؛ لذا تميل لأن يكون التحكيم أوروبياً؛ وهو أمر لن تقبل به ليبيا أو تركيا».
وانتهى الخبير الليبي إلى أن «التحكيم هو الخيار الأمثل لبلده، ويجب أن يصر عليه رغم صعوباته».
وفي أعقاب إعلان أثينا عن فتح عطاءات للتنقيب عن النفط جنوب جزيرة كريت، استدعت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة بطرابلس سفير اليونان لدى ليبيا، نيكولاس غاربليس، على خلفية ما سمَّته بـ«الخطوات الأحادية» التي أقدمت عليها السلطات اليونانية في المناطق البحرية «المتنازع عليها».
وزير الخارجية بحكومة شرق ليبيا يلتقي القنصل العام اليوناني في بنغازي يونيو 2025 (الحكومة)
الشيء ذاته انتهجته حكومة حمَّاد بشرق ليبيا التي عبَّرت عن «استغرابها وإدانتها» لهذه الخطوة اليونانية، مؤكدة تمسك ليبيا بـ«حقوقها الكاملة في مناطقها البحرية، واستعدادها للدفاع عنها بالسبل المشروعة كافة».
ما ذهب إليه الخبير الليبي، أكدت عليه البعثة الأممية في مذكرتها، مجددة «التزام ليبيا الثابت بالحوار والتفاوض البناء؛ ورافضة رفضاً قاطعاً أي محاولة لفرض أمر واقع في منطقة لم يتم التوصل إلى حل قانوني بشأنها».
وتحث حكومة «الوحدة» المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة على دعم مسؤوليتها في الحفاظ على السلام والاستقرار في البحر المتوسط.
وازدادت قضية التنقيب عن النفط في شرق المتوسط سخونة، بعد دخول الاتحاد الأوروبي يونيو الماضي، على خط الأزمة بحديثه عن مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة «الوفاق» بشأن ترسيم حدود مناطق الاختصاص في «المتوسط».
وكان المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كيتشالي، قد علَّق على ما جاء في البيان الختامي لقمة قادة الاتحاد الأوروبي التي عُقدت في بروكسل مؤخراً، قائلاً إن النتائج التي اعتُمدت في القمة تُظهر مواصلة اليونان و«إدارة جنوب قبرص اليونانية - جمهورية قبرص» المساعي لفرض المطالب «المتطرفة المخالفة للقانون الدولي ومبدأ العدالة» على الاتحاد الأوروبي.
وفي أول رد فعل على المذكرة التي رفعتها البعثة الليبية إلى الأمم المتحدة، نقلت وسائل إعلام محلية عن صحف يونانية أن حكومة أثينا «مستعدة للحوار مع ليبيا وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار»؛ لكنها أبدت تمسكاً بمواصلة أنشطة التنقيب واستكشاف موارد الطاقة في منطقة شرق المتوسط.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يبدأ مفاوضات مع السعودية بشأن اتفاق للشراكة الإستراتيجية
الاتحاد الأوروبي يبدأ مفاوضات مع السعودية بشأن اتفاق للشراكة الإستراتيجية

الاقتصادية

timeمنذ 2 ساعات

  • الاقتصادية

الاتحاد الأوروبي يبدأ مفاوضات مع السعودية بشأن اتفاق للشراكة الإستراتيجية

وافق الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات مع السعودية بشأن اتفاق للشراكة الإستراتيجية، وفقا لما نقلته "بلومبرغ" اليوم الثلاثاء عن دوبرافكا سويكا، المفوضة الأوروبية لشؤون البحر المتوسط. جرى التوافق على هذا خلال اجتماع مع نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، الذي التقى أمس كايا كالاس، الممثلة العُليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية. بحث الخريجي وكالاس التعاون المشترك بين السعودية والاتحاد الأوروبي بحضور رئيسة البعثة السعودية لدى الاتحاد السفيرة هيفاء الجديع. يعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الثاني للسعودية، حيث قارب حجم التبادل التجاري بين الجانبين 80 مليار دولار في عام 2023.

أسعار النفط تنخفض مع تقييم السوق لسياسات ترمب بشأن روسيا
أسعار النفط تنخفض مع تقييم السوق لسياسات ترمب بشأن روسيا

الشرق للأعمال

timeمنذ 8 ساعات

  • الشرق للأعمال

أسعار النفط تنخفض مع تقييم السوق لسياسات ترمب بشأن روسيا

انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي، إذ امتنعت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة للضغط على روسيا، عن فرض إجراءات فورية تعيق صادرات موسكو من الطاقة. وتداول خام "برنت" دون مستوى 69 دولاراً للبرميل بعدما خسر نحو 1.6% في جلسة الإثنين، فيما اقترب خام "غرب تكساس الوسيط" من مستوى 67 دولاراً. وكان ترمب قد أعلن عن تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا لم تنتهِ الأعمال العدائية باتفاق خلال 50 يوماً. ووفقاً لما قاله السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" مات ويتاكر، فإن هذه الخطوة تمثل فعلياً عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط من روسيا، مشيراً إلى كل من الهند والصين. وكانت الهند قد برزت كأحد أبرز مشتري النفط الروسي بعد إعادة توجيه تدفقات الطاقة إثر الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022، فيما ظلت الصين تشكل شرياناً دبلوماسياً واقتصادياً لروسيا، مع استمرار مصافيها في استيراد الخام الروسي. ضغوط متعددة تواجهها السوق انخفض سعر خام "برنت" نحو 8% منذ بداية العام، متأثراً بتداعيات الحرب التجارية التي يخوضها ترمب، إضافة إلى قرارات "أوبك+" بتخفيف قيود الإمدادات. وتُثير هذه العوامل مجتمعة مخاوف من أن يتجاوز الإنتاج مستوى الاستهلاك في النصف الثاني من العام، مما قد يؤدي إلى فائض في المعروض، على الرغم من أن مؤشرات السوق الحالية، بما في ذلك الفارق الفوري لعقود "برنت"، تُظهر وجود دعم على المدى القصير. وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك "آي إن جي غروب": "غياب أي إجراء فوري ضد روسيا، والاعتقاد بأن التهديدات بفرض تعريفات ثانوية لن تُنفذ، يفسران رد فعل السوق". وأضاف: "لكن في الوقت الحالي، لا تزال العوامل الأساسية تدعم الأسعار على المدى القريب. ونتوقع أن يبدأ التراجع الكبير في السوق اعتباراً من الربع الرابع، حين تبدأ الضغوط النزولية على الأسعار بالتصاعد". الصين في دائرة المراقبة من جهة أخرى، رفعت "غولدمان ساكس" توقعاتها لسعر الديزل، كما رفعت توقعاتها لسعر خام "برنت" خلال النصف الثاني من العام بمقدار 5 دولارات إلى 66 دولاراً للبرميل، مشيرة إلى انخفاض غير متوقع في مخزونات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، خصوصاً في الولايات المتحدة. لكنها أبقت على توقعاتها لعام 2026 عند 56 دولاراً. وكتب محللون من بينهم دان سترويفن في مذكرة: "ما زلنا نعتقد أن أسعار النفط مرشحة لانخفاض كبير بحلول عام 2026". في آسيا، قيّم المتداولون أداءً قوياً نسبياً لمُعالجي النفط الخام في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وارتفع إنتاج التكرير إلى أكثر من 15.2 مليون برميل يومياً في يونيو، وهو أقوى معدل منذ سبتمبر 2023، وفقاً لحسابات "بلومبرغ" المستندة إلى أرقام حكومية. كما تحسن مؤشر الطلب الظاهر.

ليبيا.. تحرير أكثر من 100 مهاجر من عصابة تهريب وابتزاز
ليبيا.. تحرير أكثر من 100 مهاجر من عصابة تهريب وابتزاز

الشرق السعودية

timeمنذ 13 ساعات

  • الشرق السعودية

ليبيا.. تحرير أكثر من 100 مهاجر من عصابة تهريب وابتزاز

أعلن مكتب النائب العام الليبي، الاثنين، تحرير أكثر من 100 مهاجر، بينهم 5 نساء، كانوا محتجزين لدى عصابة في مدينة "أجدابيا" شرقي البلاد، بهدف ابتزاز ذويهم مقابل فدية. وجاء في بيان من مكتب النائب العام، أنه تم تفكيك الجماعة الإجرامية المتورطة في تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر وتعذيب الضحايا، فيما أفاد مسؤولون بتوقيف 5 مشتبه بهم يحملون جنسيات ليبية وسودانية ومصرية، وفق "رويترز". ونشر النائب العام ومديرية أمن أجدابيا صوراً للمهاجرين على صفحتيهما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقالوا إنها استُخرجت من الهواتف المحمولة للمشتبه بهم. وظهر في الصور مهاجرون مكبلو الأيدي والأرجل وتظهر عليهم علامات تدل على تعرضهم للضرب. وأصبحت ليبيا معبراً للمهاجرين الفارين من الصراعات والفقر إلى أوروبا عبر طرق خطرة في الصحراء وعبر البحر المتوسط منذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، في ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011. والتقى مفوض الهجرة بالاتحاد الأوروبي، ماجنوس برونر، ووزير داخلية إيطاليا، ماتيو بيانتيدوسي، ووزير داخلية مالطا، بايرون كاميليري، ووزير الهجرة واللجوء اليوناني، ثانوس بليفريس ،الأسبوع الماضي مع رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، وناقشوا ملف الهجرة. وفي فبراير الماضي، عُثر على ما لا يقل عن 28 جثة في مقبرة جماعية بالصحراء شمالي مدينة الجفرة (وسط البلاد) وقال مسؤولون إن عصابة أخضعت المهاجرين للتعذيب ومعاملة غير إنسانية. جاء ذلك بعد العثور على 19 جثة أخرى في مقبرة جماعية بمنطقة أجخرة في جنوب شرق ليبيا أيضاً ونسبت السلطات تلك الواقعة إلى شبكة تهريب معروفة. وأشارت بيانات للأمم المتحدة في مايو الماضي، إلى أن عدد المهاجرين المسجلين في ليبيا بلغ حوالي 825 ألف مهاجر من 47 دولة حتى ديسمبر 2024.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store