logo
باحث مغربي: التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل مرفوض أخلاقيا

باحث مغربي: التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل مرفوض أخلاقيا

القدس العربي منذ 3 أيام
الرباط: قال الباحث المغربي بعلم الاجتماع عصام الرجواني، إن الأكاديميين في العالم يرفضون أن يكونوا 'مطية لتبييض جرائم إسرائيل' عبر السماح بالترويج لسرديتها في المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع الذي تستضيفه المملكة بعد أيام.
وقبل أيام، أعلن أكاديميون مغاربة وأجانب مقاطعتهم للمنتدى المقرر عقده في جامعة محمد الخامس بالرباط بين 6 و11 يوليو/ تموز الجاري، احتجاجا على احتمال مشاركة أكاديميين إسرائيليين في فعالياته.
وتنظم المنتدى 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' في المغرب، التي تضم عددا من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في العالم، ومن المرتقب أن يشهد مشاركة أكثر من 4500 باحث من نحو 100 دولة.
وأوضح الرجواني، أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة شمال شرق المغرب، أن رفض مشاركة إسرائيل يرجع إلى 'ازدياد الوعي بوحشية الكيان، وتصاعد حركة مقاطعته الأكاديمية' في العالم.
وأكد أن التطبيع الأكاديمي صار 'أمرا مرفوضا من الناحية الأخلاقية وسط عموم النخب الأكاديمية ومثقفي العالم'.
واعتبر أن 'أي قبول بمشاركة إسرائيليين (في الفعاليات الأكاديمية) يعد خرقا سافرا لحالة الإجماع الأخلاقي التي تتخذ اليوم بعدا عالميا'.
اختبار مقاومة التطبيع
الرجواني أرجع إعلان شخصيات علمية ومؤسسات تعليمية وجامعات عريقة مقاطعة إسرائيل أكاديميا إلى أنه 'لا يمكن فصل مؤسساتها الأكاديمية عن منظومتها الاستعمارية'.
وتابع: 'من الناحية الرمزية، شكل هذا الحراك الرافض للتطبيع الأكاديمي مساحة لاختبار مدى قدرة الشعوب والنخب والمؤسسات الأكاديمية على مقاومة الاختراق الصهيوني واتفاقيات التطبيع'.
وأردف أن 'الحملة تعكس رفضا متصاعدا لاستخدام المنصات العلمية لتبييض جرائم الاحتلال، وتبرير سرديته المتهالكة تحت غطاء الحرية الأكاديمية أو الحياد القيمي المزعومين'.
ورأى الباحث المغربي أن عملية 'طوفان الأقصى' التي أعلنتها حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 'شكلت نقطة تحول جذري في الرأي العالمي'.
وزدا: 'ما توثقه عدسات الكاميرات بشكل مباشر، وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية بشأن الوحشية الإسرائيلية التي ترتقي إلى جرائم حرب وإبادة ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني وسكان غزة، جعل من الصعب جدا استمرار أي شكل من أشكال التطبيع، بما في ذلك الأكاديمي'.
تضامن أكاديمي
وبخصوص أسباب رفض مشاركة المؤسسات والأكاديميين الإسرائيليين في المنتدى العالمي، اعتبر الرجواني أن الأمر يتمثل في 'التضامن مع الشعب الفلسطيني في سياق استمرار العدوان والإبادة بحقه'.
وبيّن أن الرفض أيضا يأتي في إطار 'الالتزام بمبادئ الحركة العالمية للمقاطعة، التي تقضي بأن المجتمع الأكاديمي ليس محايدا حين يكون جزءا لا يتجزأ من البنية والمنظومة الاستعمارية'.
وتابع: 'هذا الرفض يعكس أهمية المقاومة والضغط المدني في محاصرة الكيان الصهيوني، ويعيد الثقة للنخب الأكاديمية التي تتردد في إبداء مواقفها إزاء ما يحصل من إبادة ووحشية بغزة، لأنه لا يمكن أن نفصل العلم والمعرفة عن القضايا العادلة'.
وأشار إلى أن هذا الحراك 'ماض نحو تحقيق أهدافه ليعري الكيان من أي شرعية، ومنها الشرعية الأكاديمية، وتقوية حاسة التنبه واستشعار خطورة الاختراق الصهيوني في المحافل العلمية الدولية'.
تعليق عضوية إسرائيل
والأربعاء الماضي، دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل الأكاديميين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الضغط على 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' لإلغاء مشاركة الباحثين الإسرائيليين.
وأهابت الحملة في بيان، بالباحثين 'إلغاء كافة أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري والأكاديمي مع إسرائيل، التي تُسهم في ترسيخ وجودها غير القانوني ونظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة'.
وعقب ذلك، قررت 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' تعليق عضوية المؤسسات الإسرائيلية بحجة 'عدم اتخاذها موقفا يدين الوضع المأساوي في غزة'، جراء حرب الإبادة المتواصلة.
وقالت الجمعية الدولية في بيان، إنها 'لا تقيم علاقات مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية'.
وأشاد الرجواني بقرار 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' واعتبره 'قرارا تاريخيا بكل المقاييس'.
ولفت إلى أن القرار 'يعكس الأجواء الديمقراطية التي تتمتع بها الجمعية الدولية'.
ووفق الرجواني، فإن 'العضوية الجماعية تشمل الاتحادات والجمعيات الوطنية لعلم الاجتماع، بمعنى أنها تشمل كافة الأعضاء المنضوين تحت تلك الهيئات، لكن مع ذلك يظل التخوف مطروحا بشأن إمكانية مشاركة الباحثين الإسرائيليين غير المنضوين تحت لواء الرابطة الإسرائيلية'.
ولفت إلى أن الأمر يحتاج إلى 'مزيد من التوضيح من الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، حتى يتم الدفع بهذا القرار إلى حده الأقصى، وهو قطع الباب بشكل كامل أمام مشاركة أي شخص أو مؤسسة لها ارتباط بالكيان الصهيوني'.
مواجهة التطبيع الأكاديمي
وشدد الرجواني على ضرورة عمل الباحثين والأكاديميين لإيجاد تكتلات من أجل تنسيق الجهود مع الجمعيات الأكاديمية المقاطعة للكيان الإسرائيلي، على المستويين المحلي والدولي.
وأكد أهمية استمرار الضغط الإعلامي 'لفضح التواطؤ الأكاديمي مع السردية الصهيونية'، والعمل على إنتاج معرفة نقدية توضح كيفية استغلال الحقل الأكاديمي في تبرير جرائم الاحتلال وخدمة أهدافه.
وبحسب الباحث المغربي، ثمة عمل واسع ينتظر الباحثين بحجم ما يتكشف من 'اختراقات تطبيعية عميقة' في الإعلام والاقتصاد والسياسة والحقل الأكاديمي.
(الأناضول)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يسقط نظام إيران؟
هل يسقط نظام إيران؟

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

هل يسقط نظام إيران؟

أخذت الحرب بين إيران وإسرائيل سياقاً جديداً يقطع مع النمط السابق في الصراع، في الأدوات والأهداف. إذ يخوض الطرفان حرباً مباشرةً تهدف إلى تدمير قدرات كلّ منهما، على المستويات العسكرية والاقتصادية، في مغادرة نهائية لنمط الضربات مرّة واحدة الذي ساد بعد "طوفان الأقصى"، وبطبيعة الحال، نمط حرب الوكلاء الذي استخدمته إيران، وحرب الضربات الاستخباراتية وعمليات الاغتيال، التي مارستها إسرائيل. إنها لحظة استثنائية في تاريخ الصراع بين الطرفَين، فالأحداث في كثافتها هي الأقسى، لا سيّما على إيران في العقود الماضية من حكم النظام الإسلامي فيها. وتستدعي وتيرة الضربات الإسرائيلية بطبقاتها المتعدّدة التساؤل عمّا إذا كان الهدف منها تدمير السلاح النووي، ثمّ العودة إلى السياق الطبيعي الذي كانت عليه الأمور، أم ستأخذ الأمور مساراً آخر يهدف إلى إسقاط النظام وإحداث أكبر تغيير في الشرق الأوسط منذ عقود؟ إسقاط النظام الإيراني يحتاج بالدرجة الأولى إلى صدمة تقنع الفئات المؤثّرة، سواء في الجيش أو في الاقتصاد، أن النظام لم يعد قادراً على الصمود لفهم الديناميكيات الصاعدة في المنطقة منذ "طوفان الأقصى"، والتطوّرات التي لم تنقطع عن الجريان، لم يعد مناسباً قراءة السياسات في المنطقة بالاعتماد على الخلفية التاريخية وثوابتها السياسية والمصالح التي شكّلتْ تلك السياسات، ووضعتْ تالياً محدّدات الحروب في المنطقة وحدودها، ورسمتْ المعادلات ووضعتْ قواعدَ للاشتباك متضمّنةً الخطوط الحمراء التي يتوجّب عدم تجاوزها، فذلك البناء كلّه تهدّم خلال السنوات السابقة، إمّا لأن المصالح تغيّرت وبات ملحّاً صناعة وقائع جديدة تخدم هذه المصالح، أو لصعود ديناميكيات جديدة باتت تحتم أخذها في الاعتبار، وضبطها ضمن معادلات جديدة. يتمثّل المتغير الأساس في المعادلة الجديدة، الذي سيتم البناء عليه في سياسات القوى الفاعلة واستراتيجياتها في المنطقة، بتراجع أهمية إيران في التوازنات الإقليمية والدولية في الحسابات الأميركية، إذ كانت الإدارات الأميركية، على مدار العقود السابقة، تعمل في تغيير سلوك النظام الإيراني، وليس تغييره، انطلاقاً من حاجة الاستراتيجية الأميركية إلى وجود إيران نقطة توازن في آسيا الوسطى ومع روسيا، ولإبقاء دول الخليج العربي سوقاً ضخمةً للسلاح الأميركي، وفي إطار منظومة المصالح الضيّقة، أو المحدودة بعناصر قليلة. انتعشت أدوار إيران وسُمح لها بالتمدّد وصناعة نفوذ إقليمي واسع، طالما أن ذلك يغذّي المصالح الأميركية، ولو بطريقة غير مباشرة. لكن الصراع مع الصين، والتطوّرات التقنية المتسارعة، وبروز تعريف جديد للمصالح أوسع نطاقاً يدمج في إطاره الديناميكيات التقنية، والتغيرات الجيوسياسية الناشئة، دفع العقل الاستراتيجي الأميركي إلى تعديل تكتيكاته ليتوافق مع التطوّرات التي فرضها صعود الصين المُتسارع، وضبط تصوّراته ورؤاه وفق خريطة جديدة من المشاريع الاقتصادية المنافسة للمشروع الصيني، مثل الممرّ الهندي والصفقات التريليونيية مع دول الخليج، التي تخدم تطوير برامج استراتيجية كُبرى، مثل الذكاء الصناعي ومكوّنات الثورة التكنولوجية الرابعة، بوصفها إحدى أدوات المنافسة التي تضمن لأميركا البقاء قوةً عظمى في حلبة الصراع. في ظلّ هذه المعادلات، فقدت إيران وزنها في الحسابات الاستراتيجية الأميركية، لا نظام حكم وحسب، بل وجودها في حدّ ذاته وحدةً سياسيةً تسيطر على جغرافيا واسعة، ينضوي تحت حكمها طيفٌ واسعٌ من الإثنيات الراغبة في الاستقلال، وتبدي استعدادها للانخراط في مشاريع تخدم منظومة المصالح المعقّدة والمتشابكة، في بلدٍ يملك من الثروات الغازَ والمعادنَ النادرةَ وسواها، التي باتت تمثّل لوازم تشغيلية ضرورية للاقتصادي العالمي في نمطه الجديد، وهذا ما يدفع أميركا إلى الانحياز لتفضيلات جديدة لا تتوافق مع النسق الاستراتيجي القديم الذي بات غير صالح للتقييم والحساب، كما بات نموذج النفوذ الإيراني القائم على زرع المليشيات وصناعة الأذرع خارج أيّ إمكانية للتعايش معه، في الوقت الذي ينشأ فيه إقليم واعد ومزدهر يتألّف من دول الخليج وتركيا، سيكون من الخطر استمرار ايران في وضعها الحالي. فقدت إيران وزنها في حسابات الاستراتيجية الأميركية، لا نظام حكم وحسب، بل أيضاً وجودها وحدةً سياسيةً تدعم لوحةَ المتغيّرات ديناميكياتٌ ناشئةٌ بدأت تفرض نفسها بقوة في صناعة مسارات المنطقة، فأصبح هناك تيّار إسرائيلي داخل الجيش يقوده رئيس أركانه، إيال زامير، استطاع إقناع المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل بأن الخيار الأفضل في التعامل مع المعضلة الإيرانية، ليس ضرب المنشآت النووية فقط، إذ طالما بقي النظام الحالي، فسيعاود بناء قدرات إيران النووية، والحلّ الأمثل المساعدة في وصول نظام جديد يغيّر المعادلة من خلال كسر الإجماع في صفوف الطبقة السياسية في البلاد بشأن البرنامج النووي. يتزامن ذلك مع متغيّر داخلي إيراني مهم، يتمثّل في ظهور جيل إيراني شابّ لديه نزعة كبيرة للتمرّد على السلطة التقليدية للملالي، ويعترض طريقة تفكيرها وأيديولوجيتها الصارمة ونمط إدارتها السياسات العامّة والسياسات الخارجية. بات هذا الجيل، المتأثر بالأفكار ومنظومات القيم الغربية، يشكّل تحدّياً فعلياً لنظام الملالي. لكن ما سبق وذكرناه لا يكفي لتحقيق الطموح الإسرائيلي بإسقاط النظام المتشعّب والمتغلغل داخل المجتمع المحلّي، ولديه تأييد من فئات واسعة في إيران، ولو لأسباب مصلحية وعقائدية، وفكّ ارتباط هذه الفئات (المؤثّرة في الغالب، سواء في الجيش أو في الاقتصاد) بالنظام الإيراني، يحتاج بالدرجة الأولى إلى صدمة تقنع هؤلاء أن النظام لم يعد قادراً على الصمود، وأن إنقاذ مصالحهم يستدعي الانفكاك عنه، وذلك ربّما يحتاج إلى حرب طويلة الأمد، وظهور بديل قادر على حفظ التوازنات الداخلية ومصالح الفاعلين، وقيادة الداخل الإيراني.

باحث مغربي: التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل مرفوض أخلاقيا
باحث مغربي: التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل مرفوض أخلاقيا

القدس العربي

timeمنذ 3 أيام

  • القدس العربي

باحث مغربي: التطبيع الأكاديمي مع إسرائيل مرفوض أخلاقيا

الرباط: قال الباحث المغربي بعلم الاجتماع عصام الرجواني، إن الأكاديميين في العالم يرفضون أن يكونوا 'مطية لتبييض جرائم إسرائيل' عبر السماح بالترويج لسرديتها في المنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع الذي تستضيفه المملكة بعد أيام. وقبل أيام، أعلن أكاديميون مغاربة وأجانب مقاطعتهم للمنتدى المقرر عقده في جامعة محمد الخامس بالرباط بين 6 و11 يوليو/ تموز الجاري، احتجاجا على احتمال مشاركة أكاديميين إسرائيليين في فعالياته. وتنظم المنتدى 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' في المغرب، التي تضم عددا من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في العالم، ومن المرتقب أن يشهد مشاركة أكثر من 4500 باحث من نحو 100 دولة. وأوضح الرجواني، أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة شمال شرق المغرب، أن رفض مشاركة إسرائيل يرجع إلى 'ازدياد الوعي بوحشية الكيان، وتصاعد حركة مقاطعته الأكاديمية' في العالم. وأكد أن التطبيع الأكاديمي صار 'أمرا مرفوضا من الناحية الأخلاقية وسط عموم النخب الأكاديمية ومثقفي العالم'. واعتبر أن 'أي قبول بمشاركة إسرائيليين (في الفعاليات الأكاديمية) يعد خرقا سافرا لحالة الإجماع الأخلاقي التي تتخذ اليوم بعدا عالميا'. اختبار مقاومة التطبيع الرجواني أرجع إعلان شخصيات علمية ومؤسسات تعليمية وجامعات عريقة مقاطعة إسرائيل أكاديميا إلى أنه 'لا يمكن فصل مؤسساتها الأكاديمية عن منظومتها الاستعمارية'. وتابع: 'من الناحية الرمزية، شكل هذا الحراك الرافض للتطبيع الأكاديمي مساحة لاختبار مدى قدرة الشعوب والنخب والمؤسسات الأكاديمية على مقاومة الاختراق الصهيوني واتفاقيات التطبيع'. وأردف أن 'الحملة تعكس رفضا متصاعدا لاستخدام المنصات العلمية لتبييض جرائم الاحتلال، وتبرير سرديته المتهالكة تحت غطاء الحرية الأكاديمية أو الحياد القيمي المزعومين'. ورأى الباحث المغربي أن عملية 'طوفان الأقصى' التي أعلنتها حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 'شكلت نقطة تحول جذري في الرأي العالمي'. وزدا: 'ما توثقه عدسات الكاميرات بشكل مباشر، وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية بشأن الوحشية الإسرائيلية التي ترتقي إلى جرائم حرب وإبادة ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني وسكان غزة، جعل من الصعب جدا استمرار أي شكل من أشكال التطبيع، بما في ذلك الأكاديمي'. تضامن أكاديمي وبخصوص أسباب رفض مشاركة المؤسسات والأكاديميين الإسرائيليين في المنتدى العالمي، اعتبر الرجواني أن الأمر يتمثل في 'التضامن مع الشعب الفلسطيني في سياق استمرار العدوان والإبادة بحقه'. وبيّن أن الرفض أيضا يأتي في إطار 'الالتزام بمبادئ الحركة العالمية للمقاطعة، التي تقضي بأن المجتمع الأكاديمي ليس محايدا حين يكون جزءا لا يتجزأ من البنية والمنظومة الاستعمارية'. وتابع: 'هذا الرفض يعكس أهمية المقاومة والضغط المدني في محاصرة الكيان الصهيوني، ويعيد الثقة للنخب الأكاديمية التي تتردد في إبداء مواقفها إزاء ما يحصل من إبادة ووحشية بغزة، لأنه لا يمكن أن نفصل العلم والمعرفة عن القضايا العادلة'. وأشار إلى أن هذا الحراك 'ماض نحو تحقيق أهدافه ليعري الكيان من أي شرعية، ومنها الشرعية الأكاديمية، وتقوية حاسة التنبه واستشعار خطورة الاختراق الصهيوني في المحافل العلمية الدولية'. تعليق عضوية إسرائيل والأربعاء الماضي، دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل الأكاديميين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الضغط على 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' لإلغاء مشاركة الباحثين الإسرائيليين. وأهابت الحملة في بيان، بالباحثين 'إلغاء كافة أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري والأكاديمي مع إسرائيل، التي تُسهم في ترسيخ وجودها غير القانوني ونظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة'. وعقب ذلك، قررت 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' تعليق عضوية المؤسسات الإسرائيلية بحجة 'عدم اتخاذها موقفا يدين الوضع المأساوي في غزة'، جراء حرب الإبادة المتواصلة. وقالت الجمعية الدولية في بيان، إنها 'لا تقيم علاقات مؤسسية مع المؤسسات العامة الإسرائيلية'. وأشاد الرجواني بقرار 'الجمعية الدولية لعلم الاجتماع' واعتبره 'قرارا تاريخيا بكل المقاييس'. ولفت إلى أن القرار 'يعكس الأجواء الديمقراطية التي تتمتع بها الجمعية الدولية'. ووفق الرجواني، فإن 'العضوية الجماعية تشمل الاتحادات والجمعيات الوطنية لعلم الاجتماع، بمعنى أنها تشمل كافة الأعضاء المنضوين تحت تلك الهيئات، لكن مع ذلك يظل التخوف مطروحا بشأن إمكانية مشاركة الباحثين الإسرائيليين غير المنضوين تحت لواء الرابطة الإسرائيلية'. ولفت إلى أن الأمر يحتاج إلى 'مزيد من التوضيح من الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، حتى يتم الدفع بهذا القرار إلى حده الأقصى، وهو قطع الباب بشكل كامل أمام مشاركة أي شخص أو مؤسسة لها ارتباط بالكيان الصهيوني'. مواجهة التطبيع الأكاديمي وشدد الرجواني على ضرورة عمل الباحثين والأكاديميين لإيجاد تكتلات من أجل تنسيق الجهود مع الجمعيات الأكاديمية المقاطعة للكيان الإسرائيلي، على المستويين المحلي والدولي. وأكد أهمية استمرار الضغط الإعلامي 'لفضح التواطؤ الأكاديمي مع السردية الصهيونية'، والعمل على إنتاج معرفة نقدية توضح كيفية استغلال الحقل الأكاديمي في تبرير جرائم الاحتلال وخدمة أهدافه. وبحسب الباحث المغربي، ثمة عمل واسع ينتظر الباحثين بحجم ما يتكشف من 'اختراقات تطبيعية عميقة' في الإعلام والاقتصاد والسياسة والحقل الأكاديمي. (الأناضول)

الحيرة المؤلمة حين تسود الوضع العربي؟
الحيرة المؤلمة حين تسود الوضع العربي؟

القدس العربي

timeمنذ 4 أيام

  • القدس العربي

الحيرة المؤلمة حين تسود الوضع العربي؟

يقول الصحافي الأمريكي إدوارد مورّو في معرض حديثه عما قد يواجهه الصحافي أحيانا من مواقف ومراحل تلتبس فيها عنده الأمور بحدة: «أي واحد لا يكون مشوّشا هو في الحقيقة لا يفهم الموقف». وإذا كان ما قاله هذا الصحافي الأمريكي المعروف (1908-1965) ينطبق على وضع يحتار فيه الصحافي في فهم مجريات الأحداث فيبدو عاجزا على التقاط خيوط المشهد، وبالتالي عاجزا أكثر على تنزيل ما يجري في سياق تحليل متكامل، واضح المعالم، عقلاني التسلسل، منطقي الاستنتاجات، فهو بلا جدال الوضع الذي عرفته وتعرفه منطقتنا أخيرا ومنذ عدة أشهر. ليس الصحافي وحده من وقف محتارا منذ السابع من أكتوبر 2023 عاجزا عن فهم كثيرا مما يدور حوله بل أغلب الناس التي وجدت نفسها عاجزة على الوقوف على حقيقة ما جرى في ذلك اليوم وما أعقبه من تطورات متلاحقة مذهلة إلى يومنا هذا. كان هناك مباشرة بعد بداية «طوفان الأقصى» هجوم إسرائيلي لا حدود لوحشيته على قطاع غزة ما زال مستمرا إلى اليوم، وما تزامن معه على الجبهة اللبنانية وانتهى بضربة قاسية لحزب الله أعادت خلط الأوراق كاملة في لبنان، وما صاحب ذلك أيضا من عمليات لجماعة «أنصار الله» في اليمن سواء في البحر الأحمر أو ضد إسرائيل، دون أن ننسى ما حدث في الأثناء من انهيار غريب لنظام بشار الأسد الدموي، وصولا في النهاية للحرب الإسرائيلية الإيرانية ودخول الولايات المتحدة على خطها سواء في ضرب المواقع النووية الإيرانية، أو العمل لاحقا على إيقافها بعد اثني عشر يوما فقط. المشكل هنا أن الناس، وهي تتابع بشغف وتوتر كل هذه التطوّرات، المتلاحقة كانت تلوذ بالمحلّلين العسكريين والسياسيين لمعرفة خلفية ما جرى ويجري ولكنها في الغالب ظلت على ظمئها فلم تظفر بكل الإجابات الشافية للغليل، والسبب أن هؤلاء المحللين في غالبهم لا يقلّون حيرة عن الرأي العام الذي يتابعهم. قد نكون جميعا في حيرة، لكن ما يدرينا لعلّ هذه الحيرة هي بداية الفهم، لكنه فهم مؤلم للغاية في كل الأحوال هل معنى ذلك أن كل المحلّلين السياسيين والعسكريين طوال هذه الأشهر لم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعتها فيهم وسائل الإعلام التي استضافتهم أو الناس الذين يتابعونهم؟ طبعا لا، ولكن لا يمكن في المقابل الجزم بأن هؤلاء نجحوا في تقديم صورة كاملة وواضحة لما يجري، وهذا طبيعي في النهاية، لأن المشهد السياسي والعسكري في المنطقة والعالم كله سائل ومتحوّل باستمرار، بل وفيه الكثير من الغرائب التي لم يسبق للعالم أن تعامل معها بمثل هذه الدرجة. وإذا ما استثنينا التحليل العسكري التي يتعامل مع معطيات ميدانية محدّدة، واضحة المعالم إجمالا رغم قسوتها، فإن التحليل السياسي أصيب بضرر كبير نتيجة أننا في نهاية المطاف لم نكن نعلم حقيقة كل ما كان يدور فما لا يقال أكبر بكثير مما يقال، وما كان يدور في الغرف المغلقة هو المحدّد في النهاية حيث إن التصريحات العلنية نجدها في الغالب بعيدة عن الواقع الحقيقي، إن لم تكن أحيانا نوعا من التلهية أو التضليل. ما كنا نراه طوال الأشهر الماضية في المشهد الإعلامي العربي، سواء المكتوب أو السمعي البصري، هو في الغالب مجموعة آراء أو حتى تكهّنات خضعت في مجملها للقناعات المسبقة والأهواء السياسية أكثر مما خضعت لتفكيك منطقي مبني على الوقائع والمعطيات التي لا قيمة لأي تحليل دونها. لم يكن من السهل دائما أن نعثر على مقالات صحافية أم مشاركات تلفزيونية أو مساهمات مختلفة في مواقع التواصل مبنية على الحقائق الباردة وليس على ما يسمى التفكير الرغائبي الذي يعطي الأولوية لما تهواه الأنفس قبل أي شيء آخر، حتى وإن جاءت بعض الأحداث لتسفّهه أو تنسفه بالكامل. من الظلم التعميم طبعا، فما كان الجميع من كتاب ومحللين على هذه الشاكلة لكن هذا ما طبع أغلبهم في كل الأحوال. وقد تكون حالة التشوّش التي حالت دون أن نرى المشهد كما هو، وليس كما نريد أن نراه، أن هذا المشهد بدوره لم يبد في حال فوضى واضطراب وغياب للمنطق السليم كما رأيناه طوال هذه الفترة. من قال مثلا إننا سنكون أمام سياسة أمريكية رسمية موالية بهذه الفجاجة للعدوان الإسرائيلي على غزة وغيرها، مغرقة في التواطؤ اللئيم المخادع زمن بايدن، أو في التهريج والشعبوية الوقحة زمن ترامب؟!! من قال إننا سنكون أمام حكومات غربية لم تعد لها في أغلبها أي علاقة بقيم الإنسانية وحتى المنطق السليم؟!! من قال إننا سنكون أمام منظومة دولية عاجزة بالكامل أن تفرض أي شيء خارج الإرادة الأمريكية؟!! ووضع رسمي عربي ضعيف ومخز إلى هذه الدرجة غير المسبوقة في التاريخ القريب؟!! وقضية فلسطينية بمثل هذه القيادة المشتتة في وضع لا يحتمل ذلك أبدا؟!! ورأي عام عربي يعاني الاستبداد والخنوع له لكنه يروم الحرية لفلسطين؟! وغير ذلك كثير. قد نكون جميعا في حيرة، لكن ما يدرينا لعلّ هذه الحيرة هي بداية الفهم، لكنه فهم مؤلم للغاية في كل الأحوال. كاتب وإعلامي تونسي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store