
محمد توفيق يتحدث عن "كتابة السير التاريخية" في ندوة معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة ثقافية بعنوان "كتابة السير التاريخية"، وذلك في إطار برنامجها الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بحضور الكاتب الصحفي محمد توفيق، وتقديم المؤرخ والكاتب محمد غنيمة، حيث تناول اللقاء محاور متعددة حول فن كتابة السيرة، وأهميتها بوصفها توثيقًا أدبيًا وزمنيًا بالغ الدقة.
موضوعات مقترحة
افتتح الكاتب محمد غنيمة الندوة بتأكيده على أن كتابة السير التاريخية تُعد من أكثر أنواع الكتابة حساسية وتكاملًا، نظرًا لاعتمادها على التوثيق الدقيق والتفاصيل العميقة التي تستند إلى الوثائق والأرشيفات والمراجع، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الكتابة ينقسم إلى فرعين: السيرة الذاتية التي يكتبها صاحب التجربة نفسه، والسيرة الغيرية التي يكتبها مؤلف آخر عن شخصية عامة أو مؤثرة.
وأوضح غنيمة أن قواعد كتابة السيرة تختلف باختلاف العصور، حيث تتجلى بشكل خاص خلال المراحل التي تشهد تحولات مجتمعية وسياسية كبرى، مثل حقب الثورات والتغيرات الجذرية.
وأشار إلى أن القرن الثامن عشر والتاسع عشر شهد موجة قوية من كتابة السير في شكل مذكرات شخصية، تطورت لاحقًا لتأخذ نمطًا أدبيًا وتحليليًا أكثر تركيبًا.
وأكد أن اللغة تُعد عنصرًا محوريًا في صياغة السيرة، إذ ترتبط بأسلوب الكاتب وثقافته، إلى جانب الحاجة إلى بحث تاريخي منهجي ومتكامل.
من جانبه، تحدث الكاتب محمد توفيق عن تجربته في تناول السير التاريخية، مستعرضًا علاقته بهذا النوع من الكتابة منذ أن كان قارئًا مهووسًا بالمذكرات والسير الذاتية، قبل أن ينتقل إلى مرحلة فحص ما وراء السطور وتحليل كواليس تلك الأعمال بما يكشف عن رؤى أوسع وأكثر عمقًا. وأكد أن السير الذاتية لا تعكس حياة أصحابها فحسب، بل تُعتبر نافذة لفهم الزمن الذي عاشوا فيه، إذ كثيرًا ما تتضمن توثيقًا غير مباشر لأحداث مفصلية في التاريخ.
واستشهد توفيق بمذكرات الفنان فريد شوقي التي تناولت كواليس تصوير فيلم "بورسعيد"، معتبرًا أنها تسلط الضوء على جانب من الحياة المصرية إبان العدوان الثلاثي، مما يجعل من تلك المذكرات أداة لفهم السياق الزمني والسياسي من منظور فردي وشخصي.
وأشار إلى أهمية دقة البحث والاطلاع عند تناول حياة الشخصيات المؤثرة، محذرًا من تكرار الأخطاء التي قد ترد حتى على لسان أصحاب السير أنفسهم.
واختتم اللقاء بتأكيد أهمية كتابة السيرة بوصفها وسيطًا ثقافيًا وتاريخيًا يربط بين الفرد والمجتمع، ويُمكن القارئ من قراءة الزمن من خلال تفاصيل الحياة الشخصية لشخصيات عامة، ما يجعل من هذا الفن أداة قوية للتحليل والتوثيق، تتطلب حسًا أدبيًا وبحثًا معرفيًا عميقًا ليتكامل النص ويحقق مصداقيته المرجوة.
يذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.
محمد توفيق يتحدث عن كتابة السير التاريخية في ندوة معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
محمد توفيق يتحدث عن كتابة السير التاريخية في ندوة معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 4 ساعات
- مصراوي
"إحدى عشر حكاية من مراكش".. أنيس الرافعي يكشف أسرار المدينة الساحرة
أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، المجموعة القصصية الجديدة "إحدى عشر حكاية من مراكش" للكاتب المغربي أنيس الرافعي، وذلك ضمن إصدارات سلسلة "الإبداع العربي". في هذه المجموعة، ينسج أنيس الرافعي عالماً قصصياً فريداً، يجمع بين الواقعي والمتخيل، والحاضر والماضي، مستدعياً شخصيات حقيقية من التاريخ والأدب، ليعيد تشكيلها في إطار حكائي فانتازي يدور في فضاء مدينة مراكش، ويستعرض الكاتب ملامح المدينة الأكثر إدهاشاً وغموضاً، كاشفاً أسرارها عبر قصص تتقاطع فيها الحيوات والتجارب والرؤى. تنطلق القصص من قلب المدينة، من ساحة جامع الفناء، حيث يلاحق الرافعي آثار الكاتب بورخيس في زيارته لمولاي الحسن، ويسرد حكاية الحكواتي يوسف ولد هنية بعد عثوره مصادفة على كتالوج أعمال الفنان عباس صلادي، ويتتبع المسارات المترددة لخوان جويتسولو، ويبحر عبر الأطلسي برفقة جورج أورويل، كل قصة في المجموعة تفتح نافذة على وجه مختلف لمراكش، حيث تختفي الحدود بين الحقيقة والخيال، وتتحول الحكايات إلى مرآة تعكس سحر المدينة وتعدد وجوهها. أنيس الرافعي، كاتب مغربي متخصص في فن القصة القصيرة، ويعد من أبرز وجوه التجريب الأدبي في العالم العربي، وله اهتمام خاص بتقاطع السرد مع الفنون الموازية. صدر له أكثر من 30 كتابًا، ونال عدداً من الجوائز المرموقة، منها جائزة ناجي نعمان (2008)، وجائزة "جو تنبيرج" الدولية (2013)، وجائزة "أكيودي" الصينية (2014)، والجائزة الكبرى لشبكة القراءة في المغرب (2022)، وأخيرًا جائزة الملتقى للقصة العربية القصيرة بالكويت (2023). وتُرجمت أعماله إلى عدة لغات منها الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، الفارسية، اليابانية، والبرتغالية، مما يعكس مكانته المتميزة على خارطة السرد العربي والعالمي.


الدستور
منذ 6 ساعات
- الدستور
كريم القاهرى وفاطمة العوا بضيافة معرض مكتبة الإسكندرية.. اليوم
ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، في نسخته العشرين، والتي تستمر حتي يوليو الجاري، يحل الكاتبين، فاطمة العوا، وكريم القاهري، في ضيافة المعرض اليوم الثلاثاء. كريم القاهري وفاطمة العوا بضيافة معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب ضمن مشاركتها في النسخة العشرين، لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، 2025، تنظم دار العين للنشر، حفل توقيع لعملين من الأعمال السردية الروائية الصادرة عنها هذا العام، وذلك في الخامسة من مساء اليوم، بجناح الدار في المعرض. حيث تناقش الكاتبة، فاطمة العوا، روايتها، "الصعيدي"، والصادرة مطلع العام الجاري بالتزامن مع الدورة السادسة والخمسين، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. في هذه الرواية ــ بحسب الناشر ــ تأخذُنا الروائيَّة "فاطمة العوَّا" في رحلة طويلة مع شخصية "الصعيدي" بين سوريا وإنجلترا مرورًا بتركيا ومصر وإيران؛ لاجتياز متاهة تشابُكيَّة غير تقليديَّة بين شخصيات الرواية. وتفيضُ أحداث الرواية بشخصيَّاتٍ من جنسيَّاتٍ مختلفة، نتعرف إليها من خلال السطور وما بينها، ونرى الأدوار المختلفة لكُلٍّ منها في حياة البطل الرئيسي للرواية "الصعيدي" وكيف ربطت بينهم الحياة. وتتمكَّن "فاطمة العوَّا" من تشريح التفاصيل وتقدمها للقارئ كوجبةٍ مُشبِعة، في فنيَّات كتابة بديعة ترقَى إلى الحدث. بين شوارع سوريا ولندن وإيران وصعيد مصر نعرف كيف تكون هشاشةُ الوجود الإنساني قادرةً على خلق الجمال والأمل رغم كل الظروف المحيطة والأحداث المؤسفة. توقيع رواية "غيمة" في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب أما الرواية الثانية المقرر عقد حفل توقيع لها مع قراء الإسكندرية، فهي رواية "غيمة"، للكاتب كريم القاهري، وذلك في الخامسة مساء اليوم أيضًا. وتُعدُّ هذه الرواية ــ بحسب الناشر ــ سرديَّةً جديدةً في أدب الاعتراف والتطهُّر، حيث استغلَّ الرجل العجوز المستر خَلَف "الرَّاوِي العليم" وجودَ الجدار الضجَّة؛ فكتب الأوراق البيضاء والملوَّنة كي يحكي ويقصَّ ويعترفَ ويذرفَ الحقائق والأسرار. نجح الكاتب في تدشين الحَيّ الذي سيذهب إليه القارئ ليرى الجدار والأوراق، ويعيش ويُخامر أهلَه وناسَه وأحوالَه وما جرى فيه من أحداثٍ ومقادير شِلَّة الخمسة وصغيرهم حسن، وإن كان الحَيُّ لا واقعَ له على الخريطة فإنه مسوغ تمامًا بالواقعيَّة، كما أن هذه الرواية تنتصر للفنون وتقدمها كوسيلة عُظمى وحتميَّة للتأثير والتعبير وإحداث الفارق.


بوابة الأهرام
منذ 10 ساعات
- بوابة الأهرام
"بين الصحافة والإبداع" في لقاء بمكتبة الإسكندرية
مصطفى طاهر نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "بين الصحافة والإبداع" وذلك على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته العشرين. موضوعات مقترحة شارك في اللقاء الكاتب والروائي تامر صلاح الدين والكاتب والروائي حسام أبو العلا والكاتب والروائي محمد بركة والكاتب والروائي محمد الشماع. وأدار اللقاء الكاتب أحمد سليم. - بين القواعد الصارمة والخيال في بداية اللقاء قال أحمد سليم، إن الكتابة الصحفية تختلف عن الكتابة الإبداعية حيث تعتمد الأولى على قواعد صحفية صارمة لا يتدخل فيها خيال الكاتب الروائي على العكس من الكتابة الروائية التي يكون الخيال فيها أساسيا. - تحديات الكتابة وأوضح أن المشتغلين بالصحافة ويمارسون الكتابة الإبداعية يواجهون تحديات تتعلق بقدرة الكاتب على التوفيق بين النوعين من الكتابة. من جانبه، استعرض تامر صلاح الدين تجربته في العمل الصحفي بالتوازي مع تجربته الإبداعية ، مشيراً إلى أن الكتابة الصحفية تختلف عن الكتابة القصصية التي تحتاج إلى ذهن وتركيز كبير. أشار إلى أن الصحافة في رأيه من أسمى المهن في العالم وبالتالي فهو يرى أن العمل الصحفي هو الأساس. - الكتابة الصحفية بدوره، قال حسام أبو العلا إن الكتابة الروائية والكتابة الصحفية خطان متوازيان، لافتا إلى أنه يمكن الجمع بين النوعين من الكتابة ولكن يحتاج هذا إلى تنظيم الوقت والمجهود. في حين رأى محمد شعير أن الكتابة الإبداعية متصلة بالكتابة الصحفية من حيث أنهما أداة واحدة فكلا النوعين اشتغال بالكتابة ولكن هناك انفصال بين النوعين فالصحافة تلتزم بمعايير صارمة وتنقل حقائق مجردة في حين يلجأ الأديب إلى التخييل في الكتابة الإبداعية. - الكتابة الروائية وتحدث عن تجربته في الكتابة الروائية قائلا: "عشت سنوات طويلة من عمري وانا أخشى الاقتراب من هذا النوع من الكتابة ولكن بعد نشر أولى روياتي قررت خوض غمار الكتابة الإبداعية ". بدوره، قال محمد بركة، إنه سعى للكتابة الإبداعية منذ طفولته وقرر ترك محافظة دمياط مسقط رأسه لكي يعيش في القاهرة لكي يمارس الكتابة الإبداعية. وأضاف أنه عمل بالصحافة لكي يتمكن من توفير نفقات معيشته، لافتا إلى أن الصحافة تسرق العمر وتؤثر على الحالة الإبداعية للكاتب. وأوضح أن طاقة الكتابة واحدة وبالتالي تتأثر قدرة الكاتب على الجمع بين النوعين من الكتابة، قائلا "الصحافة قاتلة لمهنة الأدب" . يذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان. وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية. لقاء بمكتبة الإسكندرية