logo
معاريف: لسنا قريبين من النصر وحان الوقت لإنهاء الحرب

معاريف: لسنا قريبين من النصر وحان الوقت لإنهاء الحرب

الجزيرة٢٠-٠٧-٢٠٢٥
سلط المراسل العسكري لصحيفة معاريف، آفي أشكنازي، الضوء على الوضع الميداني والقيادي المتأزم الذي تمر به إسرائيل بعد مرور 653 يوما على بدء حربها في قطاع غزة ، مؤكدا أن إسرائيل ليست قريبة من تحقيق أي نصر، بل إن الطريق إلى ذلك يبدو أبعد من أي وقت مضى، ودعا للوقف الفوري للحرب على غزة.
واستعرض أشكنازي في مقاله جملة من المعطيات الصعبة التي تؤشر إلى عمق المأزق الإسرائيلي. وافتتح مقاله بأرقام ثقيلة قائلا: "قُتل 1928 مدنيا وجنديا، منهم 893 مقاتلا سقطوا في المعركة، وآلاف آخرون أصيبوا بجروح جسدية ونفسية".
وأضاف "هكذا يبدو غروب الشمس في وحل غزة"، في إشارة إلى الإحباط الواسع الذي يسود صفوف الجيش والمجتمع الإسرائيلي معا.
ورغم إشارته إلى "إنجازات تكتيكية" حققها الجيش الإسرائيلي في غزة، فإنه شدد على أن إسرائيل لا تقترب من تحقيق الهدف السياسي المعلن، وقال: "لقد حان الوقت للقول إن إسرائيل تنجح في تحقيق مكاسب تكتيكية في حرب غزة، لكنها ليست بعيدة عن النصر وحسب، بل أبعد من ذلك بكثير"، محملا المسؤولية عن الإخفاقات للقيادة السياسية وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، لا للجيش نفسه.
فشل سياسي.. والجيش بلا خطة أو هدف
واتهم المراسل العسكري المستوى السياسي بالفشل في اتخاذ القرارات الحاسمة، وكتب أن "المشكلة في النتائج الصعبة لا تكمن في سلوك الجيش، بل في سلوك المستوى السياسي". ولكنه قال إن التاريخ تُعاد كتابته الآن لكي تتم تبرئة السياسيين وإلقاء اللوم على العسكريين، بدءا من رؤساء الأركان وقادة الفرق، وحتى رؤساء الأجهزة الأمنية الذين سيتهمون بأنهم فشلوا في وضع خطة ذات مغزى.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعتمد على نموذج الحروب القصيرة التي تعتمد على "قوة نيران هائلة ومناورات قصيرة وفعالة"، إلا أن هذا النموذج ينهار في ساحة معقدة وطويلة النفس كقطاع غزة.
وقال أشكنازي إن الجيش نفذ عمليات كثيرة من أقصى شمال غزة إلى أقصى جنوبها، لكن ذلك لم يؤدِ إلى نتيجة حاسمة، مضيفا: "في غزة، فعل ذلك مرات لا تُحصى"، في إشارة إلى تكرار العمليات دون تحوّل إستراتيجي حاسم.
ولفت إلى أن الجيش اليوم بات يقاتل في "خلايا ميدانية محددة" ويتخذ وضعية دفاعية في مناطق بعيدة عن العمق الإسرائيلي، وهو ما وصفه بـ"المرحلة الأخطر" لأي جيش.
وحذر أشكنازي من تدهور الحالة المعنوية داخل صفوف الجنود، مشيرا إلى أن كل زيارة ميدانية للوحدات العسكرية تكشف مزيدا من القصص عن "الصعوبات والإرهاق والتعب وخدر الحواس، وإدراك غياب الإدارة والخطط اللازمة للحملة"، مشددا على أن الدافع وحده لا يكفي للفوز بالحرب، فـ"أنت بحاجة إلى طريقة وأهداف ووسائل وقدرات".
ونقل صورة قاتمة عن الاستنزاف النفسي الذي يعيشه الجنود، إذ "يتحدث الجنود والقادة على حدّ سواء عن الاستنزاف"، ويقولون إن "الوحدات تعمل حاليا على حافة الهاوية"، مشيرا إلى أن القادة يُطالبون من جهة بضبط النفس تجاه تصرفات الجنود المتوترة، ومن جهة أخرى ببث الروح القتالية وزيادة الشحنة الصهيونية، وهو ما وصفه بحل "غير مكتمل ومؤقت".
دعوة لوقف الحرب
وانتقد المراسل العسكري بشدة ما وصفه بـ"التصعيد الإعلامي الشعبوي" من قبل المستوى السياسي، مستعرضا ما جرى في ملف "المدينة الإنسانية" التي كان يُفترض أن تُقام في رفح.
وأوضح أن قادة الجيش عارضوا الفكرة منذ البداية، لأنها كانت بحاجة إلى وقت طويل وتجهيزات أمنية كثيفة، ولكن السياسيين أصروا عليها لأغراض دعائية.
وأشار إلى أن المشروع انهار، وبيّن أن تحويل رفح إلى " مدينة إنسانية" لم يكن سوى محاولة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي.
وعرّج على الحادثة التي جرت هذا الأسبوع في لواء كفير، التي أظهرت تجاهل قادة الوحدة لمعاناة جندي يعاني نفسيا من اضطراب ما بعد الصدمة، مما أدى إلى انتحاره بعد أن تدخل زملاؤه للدفاع عنه.
وأوضح أن "هذه ليست حادثة معزولة"، بل هي مؤشر على أزمة أعمق في بنية الانضباط والتعامل داخل وحدات الجيش.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت يوم 18 يوليو/تموز الحالي عن انتحار 18 جنديا إسرائيليا منذ مطلع عام 2025، بينهم 3 في يوليو/تموز الجاري مقارنة بـ9 جنود خلال النصف الأول من عام 2024.
ودعا أشكنازي إلى مراجعة شاملة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية، تبدأ من تحديد المهمات بوضوح، وتمر عبر تحديث المنظومات وتدريب الوحدات على الانضباط، وتنتهي بإعادة ملء الصفوف البشرية، وتطوير القدرات الهجومية والدفاعية.
وفي ختام مقاله، أطلق المراسل العسكري دعوة صريحة لإنهاء الحرب عبر مفاوضات حقيقية، قائلا: "على المستوى السياسي أن يُدرك أن إسرائيل، بعد 653 يوما من الحرب دون حسم، و50 مختطفا و1928 قتيلا، ليست على بعد خطوة من أيّ انتصار. لقد حان الوقت للتوقف عن التضليل وإجراء مفاوضات حقيقية لإنهاء هذا الفصل".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى
تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى

أظهر تقرير فلسطيني، الأحد، أن إسرائيل اعتقلت نحو 18 ألفا و500 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة ، منذ أن بدأت حرب الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وحسب وكالة الأناضول فقد صدر التقرير عن ثلاث جهات هي هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان. وأفاد التقرير بأن الرقم يشمل من أبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي على اعتقالهم، ومَن أُفرج عنهم لاحقا. وبحسب التقرير نفسه، بلغ إجمالي عدد الأسرى بسجون إسرائيل حتى بداية يوليو/تموز الماضي نحو 10 آلاف و800، منهم 49 سيدة، و450 طفلا، وهو العدد الأعلى منذ انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) عام 2000. كما أفاد بـارتفاع حصيلة الاعتقالات في صفوف النساء إلى نحو 570، بينما لا تشمل هذه المعطيات عدد النساء اللواتي اعتُقلن من غزة، ويُقدَّر عددهن بالعشرات. ووثق التقرير ارتفاع حالات الاعتقال في صفوف الأطفال بالضفة الغربية إلى ما لا يقل عن 1500. وبلغ عدد المعتقلين من الصحفيين أكثر من 194، لا يزال 49 منهم رهن الاعتقال، بحسب التقرير. وأكدت المؤسسات الثلاث، أن حملات الاعتقال المستمرة ترافقها جرائم وانتهاكات متصاعدة، منها التنكيل والاعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، والاستيلاء على المركبات والأموال والمصاغ الذهبي. وأفادت المؤسسات الثلاث، أنه قتل في سجون إسرائيل منذ بدء حرب الإبادة ما لا يقل عن 75 فلسطينيا، كُشف عن هوياتهم، منهم 46 من غزة. ويضاف إلى ذلك العشرات من أسرى غزة الذين قتلوا في السجون والمعسكرات ولم تفصح إسرائيل عن هوياتهم، بحسب التقرير. وتوازيا مع إبادة غزة، قتل جيش الاحتلال والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما لا يقل عن 1012 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف، وفق معطيات فلسطينية رسمية. اقتحامات وإصابات على صعيد آخر أصيب عدد من الفلسطينيين، أحدهم بالرصاص الحي، مساء الأحد في اقتحامات قام بها جيش الاحتلال على مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة. فقد أصيب شاب بالرصاص واختنق آخرون، مساء الأحد، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة الخليل (جنوب). وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال اعتقلت الليلة فتى جريحا من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم بالضفة الغربية. كما اقتحم جيش الاحتلال أيضا بلدة يطا، جنوب مدينة الخليل، وبلدة حزما شمال شرقي القدس (وسط)، إضافة إلى عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة (وسط) منها بلدة سلواد شرق رام الله، وقريتا بدرس وقبيا غرب المحافظة، وحي الجنان في مدينة البيرة. من جهة أخرى، شيعت جماهير فلسطينية الأحد جثمان الشهيد معين ديرية الذي قتله مستوطنون في بلدة عقربا جنوب شرقي مدينة نابلس. وتشهد الضفة الغربية اعتداءات مكثفة من الجيش والمستوطنين، في ظل عملية عسكرية متواصلة للاحتلال منذ أكثر من سبعة أشهر في مخيمات شمال الضفة الغربية. وبموازاة حرب الإبادة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم. بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1012 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات رسمية فلسطينية. وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ردا على الاعتداءات المستمرة والحصار الإسرائيلي، خلفت أكثر من 210 آلاف فلسطيني قتلى وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضيَ من سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

وزيرة خارجية أستراليا: يجب أن تنتهي معاناة وتجويع المدنيين في غزة
وزيرة خارجية أستراليا: يجب أن تنتهي معاناة وتجويع المدنيين في غزة

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

وزيرة خارجية أستراليا: يجب أن تنتهي معاناة وتجويع المدنيين في غزة

أعلنت أستراليا في بيان، عن وزيرتي الخارجية والتنمية الدولية، أنها ستقدم مساهمة إضافية قدرها 20 مليون دولار استجابة للكارثة بغزة. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، إن معاناة المدنيين وتجويعهم في غزة يجب أن تنتهي. وأضافت الوزيرة، أن بلادها كانت دوما جزءا من النداء الدولي لإسرائيل باستئناف المساعدات إلى غزة، وفق أوامر محكمة العدل الدولية، مضيفة أن أستراليا تواصل دعوة إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات فورا دون عوائق إلى غزة. في الوقت نفسه قالت وونغ، إن أستراليا ستواصل العمل مع المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين الذين في حوزة المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store