
مجلة «كتاب» ترصد تمثّلات العنف في رواية أمريكا اللاتينية
وتضمن العدد 81 من المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب موضوعات في التأليف والنشر والقراءة، من بينها حوارات مع كل من المترجم الأمريكي للأدب العربي وليام ماينارد هاتشينز، والمفكر المغربي سعيد ناشيد، والرّحّالة والكاتب الإسباني جوردي إستيف، مؤلف كتاب «سقطرى.. جزيرة الجن والأساطير».
وكتب الرئيس التنفيذي للهيئة، رئيس التحرير أحمد بن ركاض العامري، افتتاحية العدد بعنوان: «رسالة الشارقة في العاصمة البرازيلية»، جاء فيها: «الكتاب يجمع الشعوب من مختلف الدول والقوميات والثقافات، هذه رسالة الشارقة، العاصمة العالمية للكتاب، للعام 2019، إلى نظيرتها البرازيلية مدينة ريو دي جانيرو التي توّجتها منظمة اليونيسكو عاصمة عالمية للكتاب للعام 2025». وقال: «كانت الدورة الـ22 من معرض ريو الدولي للكتاب، فضاء لملتقى العاصمتين الثقافيتين، عبر برنامج نظّمته الهيئة لتعريف جمهور المعرض والمشاركين فيه من مختلف دول العالم، بمشروع الشارقة الثقافي الحضاري والنهضوي الذي يقوده صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويرعاه منذ خمسة عقود».
وأضاف أحمد العامري: «سجّلت الشارقة حضوراً مضيئاً في المعرض بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة الهيئة، مهندسة حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب».
واشتمل العدد الجديد من المجلة على مراجعات لكتب صادرة باللغات العربية والإسبانية والإنجليزية والهولندية والفرنسية، فضلاً عن أخبار الإصدارات الجديدة، ومقالات عن أدباء وكتّاب من العراق، فرنسا، الولايات المتحدة، الكونغو، فلسطين، مصر، لبنان، تركيا، المغرب، هولندا، الأردن، الإمارات، المكسيك، وإسبانيا.
وفي زاويته «رقيم»، كتب مدير تحرير مجلة «كتاب»، علي العامري مقالاً بعنوان «قوة الثقافة وثقافة القوة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ يوم واحد
- صحيفة الخليج
الرواية الإماراتية والسينما
في الإمارات، وكأي بلد عربي يعاين المتابع الصحفي الثقافي ظاهرة قائمة في الساحة الأدبية المحلية المتمثلة في توجه عدد من الشعراء والشاعرات إلى كتابة الرواية في العقدين أو العقود الثلاثة الأخيرة من زمن الشعر وزمن الرواية، وفي خط بياني واحد، أي أن الشعراء هم الذين يكتبون الرواية، في حين لم يتحوّل الروائي إلى شاعر، ولم يتخلّ عن طبيعته السردية، وقد ظل الروائي في قلب الحكاية، في حين غادر الشعراء إلى الرواية التي تدر الغزير من لبن الجوائز الأدبية. في الإمارات لا يكتب الشعراء روايات من أجل الجوائز، بل لإشباع غريزة السرد والحكي لديهم في بيئة خصبة بالقصص الشعبية والسرديات التراثية العتيقة، وهو أيضاً شكل من أشكال القبض على الماضي وعدم التفريط بالذاكرة الثقافية والاجتماعية وبخاصة قبل ظهور النفط. اتبع بعض شعراء الإمارات هذه التحوّلات، ورأوا أنهم لا يستطيعون التعبير عنها بالشعر، فعبّروا عنها بالرواية مثلما فعل الشاعر ناصر جبران في روايته الوحيدة «سيح المهب». الشاعر كريم معتوق أيضاً كتب الرواية، ولكن السرد الروائي لم يكن بالنسبة إليه هو مشروعه الأدبي، فقد كان الشعر وما زال هو علامته وبوصلته إلى الحياة والحب والوجود، وهو أخلص للشعر، واستحق أن يجلس في مقعد أمير الشعراء في دورته التكريمية الأولى. للروائي الكبير حقاً في شخصيته الأدبية ومكانته الثقافية علي أبو الريش أثر شعري ولكنه محدود، ذلك أن مشروع أبي الريش هو الرواية وليس الشعر، وعلى جانب آخر من هذه المعادلات نجد أن المسرحي المبدع جمال مطر، وهو شاعر أيضاً كتب روايتين.. الأولى بعنوان «كلب» وصدرت في عام 2018، والثانية بعنوان: «ربيع الغابة» وصدرت في عام 2021، ولكن مشروع جمال مطر ليس الرواية ولا الشعر، بل المسرح بكل ما فيه من تكوين جمالي وثقافي. إن ما أرمي إليه في هذه المقالة بالضبط، ليس تحوّل الشعراء والمسرحيين أو غيرهم إلى روائيين، بل إن ما يستحق الإشارة هنا هو حجم الإنتاج الروائي الإماراتي الغزير في السنوات الأخيرة، وإمكانية استثمار هذا الإنتاج الأدبي في السينما. نعم السينما الإماراتية الغائبة عن كونها مشروعاً فنياً أو صناعة إبداعية محلية لها مقوّمات النجاح، وأول هذه المقوّمات أساسها فن الرواية في الإمارات، والأسماء عديدة في لائحة روائية طويلة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: فتحية النمر.. الكاتبة الغزيرة والمتمكنة من مشروعها الأدبي العملي والذكي في آن واحد، إضافة إلى ريم الكمالي، وبخاصة في روايتها «يوميات روز» القريبة إلى الصناعة السينمائية، والروائية إيمان اليوسف في عملها الأدبي المهم «قيامة الآخرين». المادة الحكائية أو السردية اللازمة للسينما متوفرة وبكثرة عند الكتاب الإماراتيين الشعراء منهم والروائيين، ومع ذلك لا توجد في الإمارات سينما قائمة على الرواية المحلية المعبّرة بصدق عن ذاكرة المكان وثقافته الأصلية.


البيان
منذ 7 أيام
- البيان
دمشقي
«دمشقي» العمل الأدبي البديع الذي كتبته الروائية المعمارية الفلسطينية (سعاد العامري)، وهو في خلاصته، بدءاً بعنوانه، سرد توثيقي متدفق يتناول تاريخاً عائلياً خالصاً لعائلة دمشقية يمتد تاريخها لثلاثة أجيال، وخلال قرن ونصف من الزمان، بدءاً بميلاد الجد أو الأب الأكبر للعائلة (نعمان البارودي) في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر. تكتب سعاد العامري حكاية هذه العائلة البرجوازية الكبيرة التي يتمدد نسبها وأماكن عيشها وتنقلاتها، على جغرافيا ما كان يسمى ببلاد الشام قديماً، قبل فترة الاستعمار وتكوين إسرائيل، حيث تبدأ تشابكات خيوط العمل باللحظة التي يتزوج فيها الشاب الدمشقي الثري بالفتاة الفلسطينية من قرية عرابة، ويأخذها لتعيش هناك في القصر المنيف الفخم الذي لا مثيل له في عمرانه ونقوشه وتفاصيله وبذخه ومستوى الأناقة والكرم والنفوذ الذي يعبق في جوانبه، ويظل كذلك حتى اللحظة التي يتوقف فيها الزمن تماماً، وتتوقف عقارب الساعة، ويفقد ياسمين الدار رائحته، تلك لحظة وفاة الجد الكبير نعمان البارودي! ونعمان في النص الروائي هو الجد الكبير للكاتبة سعاد (تستعير له اسماً روائياً) خالطة السرد بالسيرة والتوثيق، في محاولة لامعة وموفقة لخلق نص هجين بين السيرة والمذكرات والعمل التخيلي، حتى إن القارئ لا يعرف أحياناً الحدود الفاصلة بين الرواية والحقيقة، بين ما هو واقعي فعلاً كأحداث وشخصيات، وبين الخيال الأدبي، وهنا مكمن إحدى متع العمل. أما المتعة والجمال فيكمنان في الفكرة الأساسية للرواية، وهي دمشق المدينة بكل تفصيلاتها التي كانت في تلك السنوات البعيدة، هي فكرة البيت وما يعنيه باعتباره تاريخاً موازياً للهوية والانتماء والرابط الحقيقي لأسرة يزيد عدد أفرادها على الخمسين شخصاً، إذا اجتمعوا على الغداء في نهار الجمعة يتناولون أنواعاً وأشكالاً من الأطعمة والأطباق لا تعد ولا تحصى، على سبيل توثيق جزء من ثقافة هذه المدينة الغائرة في القدم، والمضمخة بالعراقة والحضارة. تكتب الفلسطينية سعاد العامري بوعي المعمارية التي تفهم أن البيوت ليست حجارة فقط، بل أسئلة كبرى: لمن ننتمي؟ أين نعود إن صارت البيوت أطلالاً؟ وكيف نواصل الحياة إن لم نجد غرفة نغلق بابها علينا؟ دمشق في الرواية ليست مدينة فقط، بل استعارة كبرى لكل مدينة عربية تكاد تسقط كل يوم، ثم تبقى واقفة على شرفة الحنين والذاكرة والحضارة.


البيان
٠٤-٠٧-٢٠٢٥
- البيان
فخ الذاكرة 1- 2
قالت إن والدتها وأختها الكبرى ووالديها يظهرون ميولاً واضحة لأحاديث الحنين والذكريات وكأنهم يعيشون في الماضي. طالبة الأدب هذه لديها محاولات مبشرة في كتابة المقال الصحفي، كل ما تحتاج إليه التوجيه والإرشاد والكثير من القراءة والتدريبات العملية. كما أنه لا ينبع من أي نفس ولا تظهر أعراضه على الجميع، حتى وإن كانوا ينتمون لنفس الجيل أو الثقافة؛ ذلك أن الحنين حالة شعورية متجذّرة في الإنسان؛ ما يعني أن لدى كل منا استعداداً للحنين قد يقوى أو يضعف، تبعاً لظروف كل شخص وواقعه وطبيعة عواطفه. الذاكرة مخاتلة وخادعة غالباً؛ لذلك فهي تُلمّع لنا ما مضى، وتترك التفاصيل والصور واللحظات السيئة والقاسية جانباً، فيبدو لنا الماضي أجمل مما كان عليه في الحقيقة، من هنا أتشكك دائماً في الوصف الأكثر تداولاً بين الناس على صفحات السوشال ميديا للماضي، باعتباره (الزمن الجميل)، فهل كان جميلاً بالمطلق فعلاً؟، أم أن الجميل هو ما انتقته الذاكرة وقدمته لنا لنقع في فخه؟