logo
هآرتس: حاجة ايران الى الانتقام لن تتبدد في القريب #عاجل

هآرتس: حاجة ايران الى الانتقام لن تتبدد في القريب #عاجل

جو 24منذ 9 ساعات
جو 24 :
ترجمة - هآرتس *
عند انتهاء زيارة رئيس الحكومة في واشنطن نشرت "وول ستريت جورنال"، استنادا الى مصادر امريكية واسرائيلية، ان بنيامين نتنياهو قال للرئيس الامريكي ترامب بانه اذا قامت ايران باستئناف نشاطاتها النووية فان اسرائيل ستهاجمها مرة اخرى. حسب هذه المصادر ترامب اوضح في الواقع بانه معني بالاتفاق مع ايران، لكنه لم يعط أي هامش لمعرفة ما اذا كان سيمنع اسرائيل من تحقيق نيتها.
تصريحات نتنياهو هذه تعكس التقدير في اسرائيل وفي الولاقات المتحدة، ان مهاجمة المنشآت النووية كان ناجعا، وأدى الى انجازات ولكنها جزئية فقط.
الخوف الرئيسي هو من نجاح ايران في الاحتفاظ باليورانيوم المخصب، سواء بمستوى 60 في المئة أو عدة اطنان من اليورانيوم المخصب بمستوى متوسط، الذي في فترة قصيرة يمكن تخصيبه بمستوى عال. هذا الخوف يضاف الى التقدير الذي يقول بان ايران حافظة على عدد من اجهزة الطرد المركزي المتطورة التي انتجتها في السنوات الاخيرة بدون رقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية. وأنه توجد لديها المعرفة التي توجد لدى العلماء. عدد قليل منهم، المهمين في الواقع، تمت تصفيتهم على يد اسرائيل، لكن البنية التحتية العلمية بقيت على حالها.
مسألة السياسة التي ستتبعها ايران في الاشهر القريبة القادمة هي مسألة رئيسية في التطورات التي ستنعكس على الامن القومي الاسرائيلي والسياسة التي يجب أن تتبعها. التقدير الرئيسي هو ان ايران والزعيم علي خامنئي لن يتنازلوا عن الطموح الى الحصول على القدرة النووية العسكرية. قبل الحرب اعتقد كثيرون ان ايران معنية بالبقاء كدولة حافة نووية، على بعد مسافة قصيرة بقدر الامكان للتقدم نحو القنبلة، بدون اجتياز خط انتاج السلاح النووي. بعد هجوم اسرائيل يمكن الافتراض ان دافعية الحصول على الردع النووي ازدادت، وأن النظام في ايران سيعثر على طريقة آمنة للوصول الى نقطة يمكنه فيها اجراء التفجير النووي، الذي سيثبت قدرته ويغير حسب رأيه، منظومة اعتبارات اسرائيل وامريكا.
هذا الموقف الذي كان قائم في ايران ايضا قبل هجوم اسرائيل وجد التعزيز الآن. امام ناظري من يؤيدون هذا الموقف يوجد الاختيار بين كوريا الشمالية التي يوجد لديها سلاح نووي ولا أحد يتجرأ على مهاجمتها، وبين وضع الرئيس الليبي في حينه معمر القذافي الذي تنازل عن المشروع النووي، ووضع اوكرانيا التي اعادت لروسيا السلاح النووي الذي كان في اراضيها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
قرار ايران التقدم نحو السلاح النووي لا يعتبر قرار بسيط. يجب عليها الاخذ في الحسبان بأنه اذا تم الكشف عن اعمالها فانه من المرجح أن يكون هجوم عسكري، وربما حتى بمشاركة الولايات المتحدة. في المقابل يقف امام طهران اقتراح ترامب العودة الى طاولة المفاوضات والتوصل الى اتفاق، في اطاره سيتم رفع العقوبات الاقتصادية التي تثقل عليها، وايضا التهديد العسكري.
خيار الدبلوماسية الذي يكرره ترامب يعتبر في اوساط المحافظين في ايران ولدى خامنئي اهانة وطنية. كل ذلك مقابل حقيقة أن هجوم اسرائيل تم تنفيذه قبل جولة المحادثات التي كان مخطط لها بين طهران وواشنطن، والتي تظهر الآن كجزء من الخداع المتعمد الذي استهدف "تنويم" ايران.
جهات في ايران اوضحت أن حقها في تخصيب اليورانيوم غير خاضع للتفاوض. هذا ايضا كان موقف ايران في جولات المحادثات مع الولايات المتحدة، ويصعب الافتراض انه بعد مهاجمتها ستغير موقفها وتخضع. في الوقت الحالي ايران ما زالت في المرحلة الاولى من فحص الاضرار التي لحقت بالمشروع النووي. وهي لا تسمح لمراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية بالوصول الى هذه المواقع، وهي تستمر في التفكير في السياسة التي ستتبعها، سواء ازاء اقتراح استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة أو ازاء طلب الوكالة الدولية للطاقة النووية والمجتمع الدلي السماح باستئناف الرقابة وضمان أنها لا تخفي يورانيوم مخصب في مواقع سرية.
في هذه الاثناء التوتر بين ايران واسرائيل يستمر. جهات امنية في ايران، التي تعرف ما حققه هجوم اسرائيل، تنسب ذلك لعنصر المفاجأة، وفي نفس الوقت توضح بان ايران ستتعلم الدروس المطلوبة، وأنه في المرة القادمة اذا تمت مهاجمتها فهي سترد بقوة شديدة. ايران ايضا تحصل على التشجيع من الاصابة في الارواح والممتلكات التي تسببت فيها الصواريخ في اسرائيل. بما في ذلك الادراك بأنها اصابت مواقع امنية، وأنها ستعمل من اجل ترميم هذه المنظومة بأسرع وقت من ناحيتها.
على اسرائيل الاخذ في الحسبان بان الحاجة العميقة لايران الى الانتقام لن تتلاشى في القريب. وكل من يعول على تغيير النظام في ايران، كما سمع ذلك من جهات في اسرائيل، يجب عليه الاخذ في الحسبان بان البديل يمكن أن يكون اكثر تطرفا، ربما السيطرة المباشرة لحرس الثورة، وأن الحساب الذي فتح امام اسرائيل سيرافقنا لسنوات كثيرة وسيكون من نصيب النظام في ايران ايضا بعد خامنئي.
تابعو الأردن 24 على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير نووي: هجمات إسرائيل فشلت وإيران تمتلك 500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب
خبير نووي: هجمات إسرائيل فشلت وإيران تمتلك 500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 18 دقائق

  • سواليف احمد الزعبي

خبير نووي: هجمات إسرائيل فشلت وإيران تمتلك 500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب

#سواليف كشف كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور #يسري_أبو_شادي عن معلومات جديدة عن #البرنامج_النووي_الإيراني، مؤكدًا أن #إيران تمتلك حاليا أكثر من 500 كيلوغرام من #اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. وأوضح الخبير أن جميع #المواد_النووية الإيرانية تقريبًا نجت من #الضربات_الإسرائيلية وفي مواقع آمنة، مشيرًا إلى أن التأثير البيئي للهجمات كان محدودًا ولم يسبب تلوثًا إشعاعيا خطيرًا في المنطقة. وتطرق الخبير النووي إلى تفاصيل لقائه الأخير مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة، قبل يومين من الهجمات الإسرائيلية على #المنشآت_النووية_الإيرانية، حيث استفسر عن الأهداف الحقيقية وراء تكديس كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب. وكشف عراقجي للخبير أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% لا يهدف لتطوير أسلحة نووية، بل يستخدم كورقة ضغط في المفاوضات المستقبلية مع الإدارة الأميركية. واستعرض الخبير خلال حديثه في برنامج 'المنطقة الرمادية' خبرته الطويلة في مجال الرقابة النووية، مؤكدًا أنه عمل في مجلس الأمان النووي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية طوال 25 عامًا منذ 1984، وتولى رئاسة المجلس في فترات لاحقة. وأوضح أن مجلس الأمان النووي يتحمل مسؤولية ضمان الاستخدام السلمي للمواد النووية في جميع الدول التي وقعت اتفاقيات الضمانات مع الوكالة. كما سلط الضوء على الوضع الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن 187 دولة وقعت اتفاقيات ضمانات مع الوكالة، بما في ذلك فلسطين وتايوان، بينما تبقى 5 دول فقط خارج هذا النظام وهي فلسطين وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية والهند. ولفت إلى أن عدد الدول التي كانت تسعى لتطوير برامج نووية في السبعينيات وصل إلى 40 دولة، لكن عمل مجلس الأمان النووي نجح في ثني معظمها عن هذا المسار. تسييس الوكالة وانتقد أبو شادي بشدة تسييس عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن الضغوط السياسية من الولايات المتحدة والدول الغربية أثرت سلبًا على استقلالية القرارات التقنية للوكالة. وأشار إلى أن الوكالة مؤسسة تقنية بحتة يفترض أن تقدم تقارير موضوعية إلى مجلس المحافظين، لكن التدخل السياسي أدى إلى تحريف هذه التقارير في حالات معينة مثل العراق وكوريا الشمالية وسوريا وإيران. وفي هذا السياق، تناول التقرير الأخير للوكالة الصادر في 31 مايو/أيار إيران، واصفًا اللغة المستخدمة بأنها متحيزة ضدها ومبالغ فيها. واعتبر أن جميع القضايا التقنية المثارة في التقرير كانت مغلقة منذ عام 2015 أو قريبة جدا من الإغلاق، مما يجعل التقرير متحيزًا لمصلحة الموقف الأميركي والإسرائيلي. وأكد أن إيران كانت تتعاون بشكل كامل مع الوكالة وتوضح جميع المسائل العالقة منذ ما قبل 2003. وكشف أبو شادي عن تفاصيل إحصائية مهمة حول البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن إيران تمتلك حاليا 17% من إجمالي أجهزة الطرد المركزي في العالم، وأن معدل إنتاج اليورانيوم المخصب في إيران يمثل 23% من الإنتاج العالمي. ولفت إلى أن إيران زادت إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، من 5 كيلوغرامات شهريا إلى 50 كيلوغرامًا شهريا أو أكثر. هجمات فاشلة ورفض الخبير الادعاءات الأميركية والإسرائيلية حول تدمير البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن الهجمات الأخيرة لم تحقق أهدافها المعلنة. وأوضح أن إيران تمتلك أكثر من 23 ألف جهاز طرد مركزي، وأن معظم هذه الأجهزة ما زالت سليمة رغم الهجمات. وأكد أن إيران تستطيع تصنيع المزيد من أجهزة الطرد المركزي في مصانع غير معلنة للوكالة الدولية، لأنها ليست منشآت نووية بحد ذاتها. وفي ما يتعلق بالمخاطر البيئية للهجمات على المنشآت النووية، أكد الخبير الدولي أن التأثير الإشعاعي كان محدودًا ولا يتطلب سوى ارتداء أقنعة واقية للحماية من الغبار المشع. ونفى حدوث أي هجوم على محطة بوشهر النووية، مشيرًا إلى أن الهجمات استهدفت مصانع قريبة من المحطة وليس المحطة ذاتها، وأكد أن إسرائيل تدرك جيدًا أن مهاجمة محطة بوشهر ستؤثر على دول المنطقة بأسرها وليس على إيران فقط. ولا يزال الحل التفاوضي مع إيران ممكنًا، بحسب أبو شادي، شريطة عدم استمرار التهديدات الإسرائيلية والأميركية وإزالة العقوبات المفروضة على طهران. وحذر في الوقت نفسه من أن استمرار الضغوط العسكرية والسياسية قد يدفع إيران إلى الانسحاب نهائيا من معاهدة منع الانتشار النووي، مما سيقوض جميع جهود منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة والعالم.

ترامب يهاجم السيناتور شيف ويتهمه بـ"الاحتيال"
ترامب يهاجم السيناتور شيف ويتهمه بـ"الاحتيال"

الوكيل

timeمنذ 3 ساعات

  • الوكيل

ترامب يهاجم السيناتور شيف ويتهمه بـ"الاحتيال"

الوكيل الإخباري- شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما جديدا على السيناتور الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف، واتهمه بـ"الاحتيال" ودعا لمحاكمته. وكتب ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال"، أمس الثلاثاء، أن شيف قدم معلومات غير صحيحة عن مقر إقامته خلال الفترة بين 2009 و2020، معتبرا ذلك "نمطا للاحتيال العقاري المحتمل". اضافة اعلان وأشار ترامب إلى أن "شيف ذكر ماريلاند كمكان إقامته الأساسي للحصول على قرض عقاري أرخص ونهب أمريكا، فيما كان عليه أن يعيش في كاليفورنيا لأنه كان عضوا في الكونغرس عن كاليفورنيا". وأضاف ترامب أن "الاحتيال العقاري خطير جدا، ويجب إحالة آدم شيف المحتال، وهو السيناتور الآن، للعدالة". بدوره، وصف السيناتور شيف هجوم ترامب الجديد عليه بأنه "محاولة غير مبررة للانتقام السياسي"، مضيفا أن ذلك لن يمنعه من "محاسبة" ترامب. وجدير بالذكر أن آدم شيف كان من أكبر دعاة عزل ترامب خلال ولايته الأولى، في الوقت الذي كان فيه شيف عضوا في مجلس النواب. وبصفته رئيسا للجنة شؤون الاستخبارات في مجلس النواب، كان شيف يترأس الفريق الذي أجرى تحقيقا نيابيا في مزاعم "تآمر" ترامب مع روسيا أثناء حملته الانتخابية في عام 2016. وكان شيف كذلك عضوا في اللجنة النيابية التي حققت في أحداث اقتحام الكابيتول من قبل أنصار ترامب في 6 يناير 2021.

أخلاقيات جيش المدينة الإنسانية
أخلاقيات جيش المدينة الإنسانية

السوسنة

timeمنذ 4 ساعات

  • السوسنة

أخلاقيات جيش المدينة الإنسانية

من قال إن اللغة أداة لـ»التواصل» والتفاعل الاجتماعي لا يدرك أنها أيضا أداة لـ»التفاصل»، والمقصود به ممارسة الفصل مع الآخر، ليس لإبلاغه والتواصل معه، ولكن بهدف السيطرة، بل القضاء عليه. منذ بداية طوفان الأقصى لم تكن اللغة الصهيونية ـ الأمريكية إلا أداة للافتراء، والكذب والنفاق والتكتم. فالجيش الصهيوني أكثر أخلاقية في العالم، وكذلك المستوطنون: فهم يقتحمون دور وأراضي غيرهم فيخرجونهم منها كرها، ويحرقون كل شيء. إنها أخلاقيات من لا عهد لهم ولا ميثاق. وتجدهم يتحدثون عن «خريطة الانسحاب»، وهي ليست في الحقيقة سوى «خريطة للاحتلال» واغتصاب الأراضي. أما المدينة الإنسانية فليست سوى سجن كبير ليس فقط لتكديس المواطنين الفلسطينيين، ولكن أيضا لدفعهم كما يقولون إلى الهجرة الطوعية، بدل الحديث عن التهجير القسري. هذه هي الأخلاقيات الوحشية التي ترمي بالعزّل إلى حياة الحيوانات في زريبة. ولنا في ذلك تاريخ طويل عريض، بدأ مع النكبة. ويمتد مع طوفان الأقصى، حيث اتخذ كل أبعاده التي تترجم تلك الأخلاقيات الوحشية والمدينة المتوحشة.يحدث أمران جليلان، منذ بداية الحرب على غزة إلى الآن. فكلما طرحت مسألة الهدنة، أو إيقاف النار، مع رحلة نتنياهو إلى راعيه ترامب، يهيمنان بصورة لافتة. هذان الأمران هما: أولا تزايد التقتيل والتدمير، وتصعيد لغة الوعد والوعيد، ورفع سقف المطالب ثانيا. فالسلم تحت القصف هو الذي يؤدي إلى كسب المفاوضات. أما الأمر الثاني فهو تليين اللهجة عبر الإقرار بأن رئيس الوزراء أعطى صلاحيات مفتوحة للمفاوضين. وليس الأمر في الحالين معا سوى دفع حماس إلى ضرورة التنازل عن مطالبها والانصياع لما تخفيه الأحاديث بين الرجلين، والذي يتم من خلاله الإيهام بأنهما مختلفان، بهدف تحميل المقاومة مسؤولية أي تعثر للمحادثات. يبدو لنا ذلك بجلاء إبان الهدنة الأخيرة التي أبانت أن تزايد التقتيل والتدمير من جهة إسرائيل، الذي واكبته العمليات المركبة النوعية للمقاومة، التي زلزلت الداخل الإسرائيلي، ما جعل الصهيونية ترى أنها ترحب بالمفاوضات، وتبقي وفدها المفاوض في الدوحة طمعا في تحقيق المطالب الصهيونية مع ادعاء أن نقاط الخلاف قد «حسمت»، ولم تبق سوى نقطة واحدة تتعلق بخريطة «الانسحاب» الذي يعطي لإسرائيل الحق في الاستمرار في الوجود لدفع الغزيين إلى الهجرة.إنه واقع عبثي يكشف الملموس، أن المفاوضات ليست سوى غطاء لممارسة المزيد من التقتيل والتجويع والتهجير. وما كان يبدو ضغطا لترامب على نتنياهو لإنهاء الحرب ليس سوى افتراءات وأكاذيب، وأن الهدف الذي يرمي إليه نتنياهو هو تحرير الرهائن، وليس إيقاف الحرب.وما بدأ يلوح من خلال دعوة ترامب إلى تأجيل الحديث عن الانسحاب، سوى محاولة للالتفاف على ما بدأت تفرضه المقاومة من تصد وصمود وفعالية في استنزاف الجيش الصهيوني، وإلحاق الضرر بأسطورته، بدعوى تحقيق أحد أهداف الحرب، وهو تحرير الرهائن. لكن رفض المقاومة فكرة خريطة الاحتلال الصهيوني لا يقابل، إلا بكونها ترفض المفاوضات، ولا تريد التنازل لإعلان ما يحلم به ترامب: تحقيق السلام، ونيل جائزة نوبل؟ من جهة. ومن جهة أخرى جعل نتنياهو يفتخر بتحقيق استرجاع الرهائن، والمطالبة بعزل حماس وإلقائها أسلحتها.تبرز لغة الكذب والادعاء في أن الواقع والحقيقة يؤكدان معا أن الصهيونية فشلت في تحقيق أي من أهدافها الكبرى التي رفعتها منذ بداية الحرب على غزة إلى الآن. ورغم طول مدة الحرب، واغتيال أطر المقاومة ورموزها الوطنية، ما تزال مصرة على المقاومة والاستمرار في تحدي الغطرسة والهمجية. وأن الشعب في غزة، رغم كل ما حاق به، ويحيط به حتى في فترات توزيع «المساعدات» القاتلة، ما يزال يجسد وبوضوح أن القضية الفلسطينية ليست عملا إرهابيا تقوم به مجموعة من الإرهابيين، في مرحلة، أو «فكرة» كما تم الترويج لها في أواسط هذه الحرب القذرة، من خلال الاغتيالات التي كانت تطول عناصر المقاومة، في مرحلة ثانية، وأن القضية العادلة ضد الاستيطان والعنف والوحشية، لا يمكن أن تنال من العزيمة والإصرار في الصمود، رغم «أخلاقيات» الجيش الصهيوني، واعتداءاته اللامتناهية على الأبرياء والعزل، ودعوته إلى خريطة «الانسحاب» الجهنمية.تواجه القضية الفلسطينية ثلاثة عوالم تتركها منعزلة في التحدي والتصدي ذي الطابع الأسطوري. فهناك من جهة عالم الصمت المخزي، الذي يبرز من خلال الدول العاجزة عن قول لا لأمريكا خوفا على مصالحها، أو تحالفا معها ضد شعوب المنطقة ودولها (بداية تهديد تركيا). وهناك من جهة ثانية العالم العاجز الذي يتجلى من خلال الشعوب المستضعفة، وأحرار العالم الذين! باتت أعدادهم تتزايد رغم التهديدات الأمريكية التي تتوعد بالشر كل من يفكر أو يتحدث عن الإبادة، أو يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب. وأخيرا هناك العالم الأمريكي المسنود بالغرب الذي نجده يلوح بإيقاف الحرب، وفي الوقت عينه، يتابع المتظاهرين، ويهدد مصالحهم، ويبعث بالأسلحة لمواصلة الحرب ضد القضية الفلسطينية، ناهيك عن عوالم أخرى تتمثل في الخونة ومن توظفهم الصهيونية لضرب القضية من الداخل. لكن هناك حربا أخرى تواجهها القضية الفلسطينية هي الحرب الإعلامية التي تسوغ الكذب وتروج للإشاعات، عبر التكتم على ما يجري واقعيا، أو التحليلات المضللة لنزاهة القضية وعدالتها بالصيغ المتلونة والملتبسة. وما لا يدركه مروجو الأضاليل عن القضية الفلسطينية، انصياعا للتفاصل الذي تمارسه الآلة الأمريكو ـ صهيونية هو أن خرائط الانسحاب ليست سوى خرائط احتلال كل الشرق الأوسط. أوليس الاستعمار صانع خرائط العالم العربي الحديث؟ وما هذا الغصن الاستيطاني إلا من تلك الشجرة الاستعمارية؟كاتب مغربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store