
الأسواق تترنح مع اقتراب مهلة ترمب وتحذيره برسائل تعريفات جمركية قريبا
أدت حالة الترقب وعدم اليقين قبيل الموعد النهائي الأسبوع المقبل من تقليص التوقعات الإيجابية في أداء وول ستريت. فمنذ سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية مستويات قياسية مدفوعة بتقرير وظائف فاق التوقعات، تبددت بعض المخاوف بشأن أداء أكبر اقتصاد في العالم
.
في خضم هذه التطورات، تسارعت الحكومات حول العالم لمحاولة التوصل إلى اتفاقات تجارية مع واشنطن قبل حلول التاسع من يوليو، وهو الموعد الذي حدده ترمب بعد إطلاقه سلسلة تعريفات جمركية في اوائل أبريل
.
رغم تصريحات ترمب وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين بأن هناك عدة اتفاقات "قيد الإعداد"، لم يتم التوقيع فعلياً سوى على اتفاقين مع بريطانيا وفيتنام. أما الصين، فقد وافقت فقط على إطار عمل مع أمريكا يشمل تخفيضا متبادلا للتعريفات الجمركية وشحن بعض المنتجات، دون التوصل بعد إلى اتفاق شامل ونهائي
.
في ظل استمرار المفاوضات الدولية لتفادي أسوأ تداعيات الإجراءات التي تتخذها إدارة البيت الأبيض، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحذيرا جديدا يوم الخميس، معلنا عزمه إرسال إشعارات رسمية إلى عواصم العالم.
قال ترمب للصحفيين: "ميولي هي أن أرسل خطاباً يوضح ببساطة ما هي الرسوم الجمركية التي سيدفعونها، فالأمر أسهل بهذه الطريقة"، مضيفاً: "سنبدأ على الأرجح غدا في إرسال عدد من هذه الرسائل، ربما بمعدل عشرة يوميا، إلى دول مختلفة لإبلاغهم بما سيدفعونه مقابل الأعمال التجارية مع الولايات المتحدة
".
أثارت هذه التصريحات مخاوف متزايدة بشأن الاقتصاد العالمي، مع احتمال أن تطال الرسوم الجمركية الجديدة شركاء تجاريين كبار من اليابان وكوريا إلى الهند وتايوان
.
في الأسواق، واصلت بورصة هونغ كونغ سلسلة خسائرها الأخيرة، وانضمت إليها بورصات سيول وسنغافورة وتايبيه ومومباي وبانكوك وجاكرتا ومانيلا التي سجلت جميعها تراجعات. أما في أوروبا، فقد افتتحت مؤشرات لندن وباريس وفرانكفورت تعاملاتها على انخفاض متأثرة بحالة القلق العالمية
.
رغم الأجواء القاتمة التي خيمت على معظم الأسواق العالمية، سجّلت مؤشرات طوكيو وشنغهاي وسيدني وويلينغتون مكاسب طفيفة، على عكس الاتجاه العام في آسيا وأوروبا
.
إلا أن المتداولين في الأسواق الآسيوية لم يتمكنوا من مواكبة الزخم الصعودي الذي شهدته بورصة نيويورك قبل عطلة يوم الاستقلال الأمريكي، حيث أغلق مؤشرا "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" على مستويات قياسية جديدة، بدعم من بيانات وظائف أمريكية فاقت التوقعات
.
فقد أظهرت الأرقام أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 147 ألف وظيفة في يونيو، متجاوزًا التقديرات، في حين انخفض معدل البطالة إلى 4.1% مقارنة بـ4.2% في مايو، ما اعتُبر دليلاً على استمرار قوة سوق العمل رغم التحذيرات من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب
.
ومع ذلك، فإن هذه البيانات المفاجئة قللت من التوقعات بشأن خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المقبل هذا الشهر. وبدأت التقديرات تشير إلى احتمال تنفيذ خفضين للفائدة قبل نهاية العام، أولهما على الأرجح في سبتمبر
.
حذر محللو بنك
MUFG
من تباطؤ ملحوظ في التوظيف بالقطاع الخاص، مؤكدين أن وتيرة التعيينات قد توقفت عمليًا، ما ينذر بحدوث عمليات تسريح متفرقة في بعض القطاعات خلال الأشهر المقبلة
.
ورغم انخفاض معدل البطالة، إلا أن عدد الأشخاص الذين خرجوا من العمل ارتفع بشكل حاد في يونيو، حيث تجاوز عددهم 750 ألف شخص خلال الشهرين الماضيين فقط. ويعكس هذا التوجه، بحسب المحللين، ضعفا هيكليا في الطلب على العمالة مقارنة بالسنوات السابقة، كما أضاف البنك.
كما أثار مشروع "القانون الكبير الجميل" للرئيس ترمب حالة من الحيرة بين المستثمرين. إذ كانوا يُقيّمون تمديد التخفيضات الضريبية الضخمة وتقليص الإنفاق، مع توقعات بإضافة نحو 3 تريليونات دولار إلى الدين العام المتضخم أصلا.
لكن في المقابل، تضمّن مشروع القانون أيضا زيادة سقف الدين العام (الحد الأقصى المسموح للحكومة باقتراضه) بمقدار 5 تريليونات دولار، ما أزال مؤقتًا شبح تخلف الدولة عن سداد التزامتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 35 دقائق
- الشرق الأوسط
اليابان تسابق الزمن للوصول إلى اتفاق تجاري مع أميركا قبل 9 يوليو
تسعى اليابان إلى الوصول إلى حل تجاري سريع مع الولايات المتحدة، قبل 9 يوليو (تموز) الحالي، حيث أجرى كبير المفاوضين التجاريين في اليابان، ريوسي أكازاوا، مكالمتين هاتفيتين مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك؛ لمناقشة الرسوم الجمركية، مع اقتراب موعد نهائي في 9 يوليو لفرض رسوم أعلى. وتحدَّث أكازاوا ولوتنيك لمدة 45 دقيقة يوم الخميس، ونحو ساعة اليوم (السبت)، وأكدا مواقفهما بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، و«تبادلا وجهات النظر بشكل معمّق»، وفقاً لبيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء الياباني، وفقاً لوكالة «بلومبرغ» للأنباء. وأضاف البيان أن الجانبين سيواصلان التنسيق. وتأتي مثل هذه المكالمات الهاتفية في وقت من المقرر أن تعود فيه الرسوم الجمركية الشاملة المفروضة بنسبة 10 في المائة على الصادرات اليابانية للولايات المتحدة إلى 24 في المائة اعتباراً من 9 يوليو، ما لم يتم التوصُّل إلى اتفاق. وتوجَّه أكازاوا إلى الولايات المتحدة 7 مرات؛ لإجراء محادثات مع نظرائه الأميركيين، بمَن فيهم لوتنيك، لكن المحادثات السابقة لم تسفر عن نتائج تذكر. وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه وقَّع 12 رسالةً ستُرسل يوم الاثنين لإبلاغ الشركاء التجاريين بمعدلات الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على صادراتهم، دون أن يحدِّد الدول التي ستتلقى هذه الرسائل. وبالإضافة إلى الرسوم الأوسع نطاقاً، تخضع اليابان، كغيرها من الدول، أيضاً لرسوم بنسبة 25 في المائة على السيارات وقطع غيارها، ورسوم بنسبة 50 في المائة على الصلب والألمنيوم. وتؤثر هذه الرسوم بالفعل في الاقتصاد الياباني، حيث تُشكِّل الرسوم المفروضة على السيارات ضربةً مباشرةً لأهم صادرات البلاد.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
عن أميركا في عيد الاستقلال
يعيش الأميركيون في هذه الساعات ذكرى يوم الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني والذي تمرّ عليه في الرابع من يوليو/ تموز الجاري 249 سنة، والسؤال المهم الذي يشاغب عقول الكثيرين من الأميركيين وغالب الظن من غيرهم حول العالم: "ما الذي تبقَّى من الحلم الأميركي، وما الذي يتوجَّبُ على الأميركيين فعله للاحتفال بالذكرى المائتين وخمسين لمولد أميركا العظيمة في نفس هذا التوقيت من العام المقبل 2026؟ أحد أهم المفكرين المعاصرين الأميركيين، البروفيسور "جورج ويجل" من مركز الأخلاق والسياسة العامة في واشنطن، استحضر مؤخرًا عبر مقال له مشهدًا تاريخيًّا جرت به المقادير في تاريخ الأيام الأولى عقب الانتهاء ممّا يُعرَف بالمؤتمر القاري الأول للكونجرس، والذي بلور سيرة ومسيرة الولايات المتحدة. التقى بنجامين فرانكلين، حكيم أميركا، الفيلسوف، والاقتصادي، والعالم، الكاتب والسياسي والمؤلف، الرئيس المشارك في كتابة وثيقة الاستقلال الأميركية وواضع البنى التحتية للدستور، بسيدة فلوريدا الشهيرة، إليزابيث ويلينج باول، التي فتحت أبواب منزلها للآباء المؤسسين، وقد باشرته بالسؤال: "حسنًا يا دكتور، ما الذي لدينا جمهورية أم ملكية؟" كان جواب الحكيم بنجامين، البالغ وقتها من العمر 81 سنة، "جمهورية إن استطعتم الحفاظ عليها". اليوم بات السؤال الذي يتردد في جنبات واشنطن: "هل استطاع الأميركيون طوال الـ 240 سنة المنصرمة، الحفاظ على الجمهورية أم أن النزعة إلى الملكية تبدو أقرب من البقاء الطويل للجمهورية؟ حين أقام الرئيس ترمب نهار الرابع عشر من يونيو/ حزيران المنصرم، عرضًا عسكريًّا هو الأول من نوعه في تاريخ العاصمة واشنطن، قال البعض إن الرجل يحتفل بذكرى مولده، ولهذا خرج الكثير من الأميركيين حاملين اللافتات الزاعقة.. "لا للملكية".. "لا للملك ترمب". والشاهد أن المخاوف باتت تتصاعد في الداخل الأميركي من جراء المقاربة بين الكلمات الأولى في وثيقة الاستقلال، وبين حال ومآل السياسات الأميركية الداخلية والخارجية على حد سواء. تبدأ وثيقة الاستقلال بعبارة "نحن الشعب" لكن السؤال هو هل بات الشعب الأميركي بالفعل صاحب الكلمة الأولى في مسار ومدار اتخاذ القرار؟ منطلق التساؤل هو المخاوف التي تخيم فوق عموم أميركا اليوم خوفًا من فكرة الانقلاب الأوليجارشي التقني، الذي حذر وأنذر منه الرئيس السابق جو بايدن في خطاب وداعه، والذي يُعَدّ المكافئ الموضوعي لتحذير دوايت أيزنهاور من المجمع الصناعي العسكري الأميركي، في أوائل ستينات القرن المنصرم. يشير نفرٌ غير قليل من المراقبين للشأن الأميركي إلى ما يصفه "ويجل" بأنه صراع صبياني، بين ترامب وماسك، إلى تدهور في مفهوم السياسة العامة بإجمالي المشهد، ودليل على أن هناك خللًا جوهريًّا في منظومة الرؤية التي تقود الولايات المتحدة. في مقدمة المنطلقات التي كانت تزعج بنجامين فرانكلين، وجون آدامز، وتوماس جيفرسون ومن لفَّ لفَّهم من الآباء المؤسسين، العلاقة بين المال والسياسية، وقد بدا مؤخّرًا قولًا وفعلًا أن من يدفع للجوقة هو من يحدد اللحن. أظهر الصراع بين ترمب وماسك، أن مقولة الديمقراطية التي تباع على الأرصفة، ليست قولًا مغاليًا، فالفتي المعجزة تبرع بمليون دولار كل يوم في الشهر الأخير من الحملة الانتخابية للرئيس ترمب، ما مَكَّنه من أن يؤلف فريقًا غير مسبوق، استطاع أن ينفد إلى كافة مكامن الدولة الفيدرالية وأحشائها العميقة، بحجة البحث عن مسارب لتقليل الإنفاق. هل من نتيجة أولية؟ الواقع مخيف، ذلك لأن ماسك بات لديه الآن فريق من الخبراء والمستشارين، مدنيين وعسكريين، يمكن عند لحظة بعينها أن يشكلوا حكومة موازية أو حكومة ظل. ولعله من القضايا الأكثر إثارة للمخاوف، العلاقة بين الشعب والسلطات الحاكمة الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، إذ باتت الهُوَّة تتسع بين ملايين الأميركيين من جهة، وبين القائمين على تلك السلطات من جهة أخرى، ما خلق مصطلح "ديمقراطية للقلة".. هل من دليل؟ نعم، وأقرب الأدلة هو محاولة التلاعب بالدستور الأميركي، في ظل كونجرس خجول، وأغلبية شبه صامتة أمام الرئيس الذي يحلم بولاية ثالثة، بالضد من الدستور، ويمنع حق الجنسية لمن يولد على التراب الوطني. أكثر من ذلك، ربما بات ترمب اليوم يخشى من سطوة إيلون ماسك، الرجل الأغنى في تاريخ أميركا، وأحلامه بالوصول إلى رئاسة أميركا، وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا بتغيير الدستور. حلم الجمهورية الأميركية الذي أرسى قواعده بنجامين فرانكلين وصَحْبه، يكاد يتبَخَّر من جراء الخوف من المزيد من المهاجرين، وما يمكن أن يتسببوا فيه من انقلاب ديموغرافيّ، بحسب رؤية اليمين الأميركي المتشدد إلى حد التطَرُّف. هل أتاك حديث زهران ممداني، الشاب الديمقراطي الواعد، والذي استطاع أن يهز أركان مدينة التفاح، ويكتسح في الإنتخابات الأولية لمنصب عمدة نيويورك؟ سيد البيت الأبيض يتهمه بأنه شيوعي تارة، واشتراكي تارة أخرى، ويتوعد بأن يقطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك حال قام بتنفيذ وعوده الانتخابية والتي تصب في صالح الذين صَوَّتوا له . أكثر من ذلك، إنه يتهم الديمقراطيين بأنهم من يقسمون البلاد، عبر اليسار التقدمي الذي يرفع رايات اشتراكية، أي ذات الاتهامات التي وجهت من قبل لباراك أوباما. أخطر ما يحدث للجمهورية الأميركية اليوم، هو أن الانتخابات وهي قمة الاختيار الفردي الحُرّ، باتت تجري بمنطق المحاصصة العِرْقية مرة، والدينية مرة أخرى، وفي هذا تراجع عن فكرة فصل الدين عن الدولة . اليوم يحلق الخطر الكبير فوق سماوات أميركا من جراء الغضب الشعبي، وما حدث في لوس أنجلوس مؤخّرًا خير دليل على ذلك، فقد تسبب تدخل الحرس الوطني ونشر وحدات من الجيش، في رفع أعلام الكونفديرالية مرة جديدة، وهو ما حدث في تكساس ويمكن أن يمتد إلى الكثير من الولايات الأميركية. لكن على الجانب الآخر "هل المشهد الأميركي سوادوي إلى هذا الحد؟" الثابت أنه قبل عام واحد من الاحتفال ب 250 عام على تأسيسها، لا تزال الولايات المتحدة الأميركية معجزة، جمهورية تمتد على مساحة قارّيّة واسعة، أضفت عليها الطبيعة حماية غير مسبوقة، محيط من الشرق وآخر من الغرب ما يعني أنها تتمتع بفكرة الدولة المهيمنة بذاتها، في حين يبلغ عدد سكانها 340 مليون نسمة، وبمعدل مواليد أفضل كثيرًا جدًّا من أوروبا وروسيا وربما الصين. تبقى أميركا رغم كافة المخاوف، مجتمعًا علميًّا قادرًا على الابتكار والريادة، ويتمتَّع بنخبة علمية فائقة الأهمية، وبموازنات هائلة للبحث العلمي، تجعل من الأمل حاضرًا في الحال، ومشرقًا في الاستقبال. متى يمكن أن تعود أميركا مدينة فوق جبل من جديد؟ مؤكَّد عندما يعمل الشعب واحدًا تلو الآخر على إعادة بناء الصلة بين الحرية والفضيلة، والالتزام بالدستور الجمهوري، ورفض التسامح مع الديماجوجية، من خلال تحمل المسؤولين المنتخبين المسؤولية عن معايير السلوك الراشدة. لا يمكن لأميركا أن تنمو وتزدهر وأن تستمر في كونها أرض الأحرار وموطن الشجعان إلا باستعادة الحرية الناضجة والحسّ الأخلاقي السليم ووضعهما في خدمة الحق والسلام، التنمية والوئام من مشارق الأرض إلى مغاربها.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
لهجة ترمب تشتد مع إيران قبيل لقاء نتنياهو
بينما نفت إيران وجود مفاوضات مع الولايات المتحدة، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن طهران قد تستأنف برنامجها النووي من موقع مختلف، رغم قوله إنه «تعرّض لانتكاسة دائمة». وتبادلت واشنطن وطهران رسائل جس نبض، كما كان الوضع قبل الحرب الصاروخية مع إسرائيل، إلا أن ترمب شدد لهجته مع الإيرانيين قبل ساعات من لقاء حاسم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. ويوم السبت، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، نفى الأنباء عن وجود مفاوضات مع الولايات المتحدة. وأضاف أن «الرأي العام غاضب؛ لدرجة أنه لا أحد يجرؤ حالياً حتى على التحدث عن المفاوضات أو الدبلوماسية». وكان ترمب قد صرح بأن «إيران ربما تريد حتى عقد لقاء. أعتقد أنهم متحمسون جداً. وسنرى ما سيحدث». وأضاف: «إذا تطلّب الأمر فسأتدخل في المفاوضات». صورة بالأقمار الاصطناعية لمحيط منشأة فوردو النووية الإيرانية عقب الضربات الأميركية (رويترز) في وقت متأخر من ليل الجمعة، قال الرئيس الأميركي إن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم. وتحدّث ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، قائلاً إنه يعتقد أن برنامج إيران النووي تعرّض لانتكاسة دائمة، غير أن طهران ربما تستأنفه من موقع مختلف. وأضاف ترمب، في حين كان في طريقه إلى نيوجيرسي بعد احتفاله بيوم الاستقلال في البيت الأبيض: «أعتقد أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لانتكاسة دائمة... ربما يضطرون إلى البدء من موقع مختلف. ستكون هناك مشكلة إذا استأنفوه». وقال إنه لن يسمح لطهران باستئناف برنامجها النووي، مشيراً إلى أن إيران لديها رغبة في عقد اجتماع معه. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق، إنها سحبت آخر مفتشيها المتبقين في إيران مع احتدام الأزمة بشأن عودتهم إلى المنشآت النووية التي قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل. وتقول الولايات المتحدة وإسرائيل إن إيران تخصّب اليورانيوم لصنع أسلحة نووية، في حين تشدد طهران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية. وقبل ثلاثة أسابيع شنّت إسرائيل أولى ضرباتها العسكرية على مواقع نووية إيرانية في حرب استمرت 12 يوماً. ولم يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش المنشآت الإيرانية منذ ذلك الحين، رغم أن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي قال إن ذلك يمثّل أولوية قصوى لديه. وأقر البرلمان الإيراني قانوناً يعلّق التعاون مع الوكالة إلى أن يتسنّى ضمان سلامة منشآت طهران النووية. وفي حين تقول الوكالة إن إيران لم تبلغها رسمياً بتعليق التعاون، فإنه من غير الواضح متى سيتمكّن مفتشو الوكالة من العودة إلى إيران. وتتهم إيران الوكالة بتمهيد الطريق فعلياً للهجمات عليها بإصدارها تقريراً في 31 مايو (أيار) يندّد بإجراءات تتخذها طهران، وهو ما أفضى إلى قرار من مجلس محافظي الوكالة، المؤلف من 35 دولة، يعلن انتهاك إيران التزاماتها بمنع الانتشار النووي. ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى نيوجيرسي (رويترز) وذكر ترمب أنه سيناقش ملف إيران مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور البيت الأبيض يوم الاثنين. ويأتي ثالث لقاء بين ترمب ونتنياهو في واشنطن في غضون ستة أشهر، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو (حزيران)، التي شاركت فيها الولايات المتحدة عبر ضرب مواقع نووية إيرانية. وحذّر الرئيس الأميركي الذي قال إن ضربات بلاده التي نُفذت في 22 يونيو «دمرت» البرنامج النووي الإيراني، من أنه لن يتردد في ضرب إيران مجدداً إذا سعت إلى الحصول على السلاح النووي. ولم تكن العلاقات بين ترمب ونتنياهو جيدة دائماً، ففي أبريل (نيسان)، فاجأ ترمب نتنياهو بإعلان مفاوضات مباشرة مع إيران، ولكن يبدو أن تحالفهما خلال الحرب الأخيرة ضد إيران أسهم في استعادة الزخم إلى العلاقة بينهما. في المقابل، يتمسّك مسؤولون أوروبيون بخيار استئناف المفاوضات النووية مع إيران، ويرون أن الضربات الأميركية شجعت طهران مرة أخرى على امتلاك السلاح النووي سراً. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أوروبيين، في تقييمات أولية، قولهم إن الضربات الأميركية ألحقَت أضراراً جسيمة ببرنامج إيران النووي، لكنها، خلافاً لما ادّعاه رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترمب، لم تؤدِّ إلى تدميره بالكامل. وأوضح ثلاثة مسؤولين أوروبيين -طلبوا عدم كشف هوياتهم- أن الضربات التي شنّتها إسرائيل ثم الولايات المتحدة، منحت طهران دوافع جديدة لمواصلة برنامجها النووي في الخفاء. ويعتقد هؤلاء أن هذه الهجمات قد تُعدّ بالنسبة إلى قادة النظام في طهران دليلاً على أن أفضل وسيلة للردع هي تطوير القدرة على تصنيع القنبلة النووية. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد ذكر عبر «تروث سوشيال»، في 29 يونيو (حزيران) 2025، أنه «لن يقدّم أي عرض إلى إيران»، وقال إنه بعد «التدمير الكامل للمنشآت النووية» الإيرانية، لن يُجري مفاوضات مع طهران، وكان قد أكد قبل ذلك أن المفاوضات يمكن أن تبدأ «هذا الأسبوع». وحسب المسؤولين الأوروبيين، فإن ترمب معروف بتقلّب مواقفه، كما أنه يهوى إبرام الصفقات، ولهذا فليس من المستبعد أن يُغيّر نهجه. ومع ذلك، إذا قررت واشنطن الدخول في مفاوضات مع طهران فمن المرجّح أن يتم ذلك دون إشراك الأوروبيين الذين تم تهميشهم، منذ تولي ترمب الرئاسة الأميركية.