logo
عن أميركا في عيد الاستقلال

عن أميركا في عيد الاستقلال

العربيةمنذ 2 أيام
يعيش الأميركيون في هذه الساعات ذكرى يوم الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني والذي تمرّ عليه في الرابع من يوليو/ تموز الجاري 249 سنة، والسؤال المهم الذي يشاغب عقول الكثيرين من الأميركيين وغالب الظن من غيرهم حول العالم: "ما الذي تبقَّى من الحلم الأميركي، وما الذي يتوجَّبُ على الأميركيين فعله للاحتفال بالذكرى المائتين وخمسين لمولد أميركا العظيمة في نفس هذا التوقيت من العام المقبل 2026؟
أحد أهم المفكرين المعاصرين الأميركيين، البروفيسور "جورج ويجل" من مركز الأخلاق والسياسة العامة في واشنطن، استحضر مؤخرًا عبر مقال له مشهدًا تاريخيًّا جرت به المقادير في تاريخ الأيام الأولى عقب الانتهاء ممّا يُعرَف بالمؤتمر القاري الأول للكونجرس، والذي بلور سيرة ومسيرة الولايات المتحدة.
التقى بنجامين فرانكلين، حكيم أميركا، الفيلسوف، والاقتصادي، والعالم، الكاتب والسياسي والمؤلف، الرئيس المشارك في كتابة وثيقة الاستقلال الأميركية وواضع البنى التحتية للدستور، بسيدة فلوريدا الشهيرة، إليزابيث ويلينج باول، التي فتحت أبواب منزلها للآباء المؤسسين، وقد باشرته بالسؤال: "حسنًا يا دكتور، ما الذي لدينا جمهورية أم ملكية؟"
كان جواب الحكيم بنجامين، البالغ وقتها من العمر 81 سنة، "جمهورية إن استطعتم الحفاظ عليها".
اليوم بات السؤال الذي يتردد في جنبات واشنطن: "هل استطاع الأميركيون طوال الـ 240 سنة المنصرمة، الحفاظ على الجمهورية أم أن النزعة إلى الملكية تبدو أقرب من البقاء الطويل للجمهورية؟
حين أقام الرئيس ترمب نهار الرابع عشر من يونيو/ حزيران المنصرم، عرضًا عسكريًّا هو الأول من نوعه في تاريخ العاصمة واشنطن، قال البعض إن الرجل يحتفل بذكرى مولده، ولهذا خرج الكثير من الأميركيين حاملين اللافتات الزاعقة.. "لا للملكية".. "لا للملك ترمب".
والشاهد أن المخاوف باتت تتصاعد في الداخل الأميركي من جراء المقاربة بين الكلمات الأولى في وثيقة الاستقلال، وبين حال ومآل السياسات الأميركية الداخلية والخارجية على حد سواء.
تبدأ وثيقة الاستقلال بعبارة "نحن الشعب" لكن السؤال هو هل بات الشعب الأميركي بالفعل صاحب الكلمة الأولى في مسار ومدار اتخاذ القرار؟
منطلق التساؤل هو المخاوف التي تخيم فوق عموم أميركا اليوم خوفًا من فكرة الانقلاب الأوليجارشي التقني، الذي حذر وأنذر منه الرئيس السابق جو بايدن في خطاب وداعه، والذي يُعَدّ المكافئ الموضوعي لتحذير دوايت أيزنهاور من المجمع الصناعي العسكري الأميركي، في أوائل ستينات القرن المنصرم.
يشير نفرٌ غير قليل من المراقبين للشأن الأميركي إلى ما يصفه "ويجل" بأنه صراع صبياني، بين ترامب وماسك، إلى تدهور في مفهوم السياسة العامة بإجمالي المشهد، ودليل على أن هناك خللًا جوهريًّا في منظومة الرؤية التي تقود الولايات المتحدة.
في مقدمة المنطلقات التي كانت تزعج بنجامين فرانكلين، وجون آدامز، وتوماس جيفرسون ومن لفَّ لفَّهم من الآباء المؤسسين، العلاقة بين المال والسياسية، وقد بدا مؤخّرًا قولًا وفعلًا أن من يدفع للجوقة هو من يحدد اللحن.
أظهر الصراع بين ترمب وماسك، أن مقولة الديمقراطية التي تباع على الأرصفة، ليست قولًا مغاليًا، فالفتي المعجزة تبرع بمليون دولار كل يوم في الشهر الأخير من الحملة الانتخابية للرئيس ترمب، ما مَكَّنه من أن يؤلف فريقًا غير مسبوق، استطاع أن ينفد إلى كافة مكامن الدولة الفيدرالية وأحشائها العميقة، بحجة البحث عن مسارب لتقليل الإنفاق.
هل من نتيجة أولية؟
الواقع مخيف، ذلك لأن ماسك بات لديه الآن فريق من الخبراء والمستشارين، مدنيين وعسكريين، يمكن عند لحظة بعينها أن يشكلوا حكومة موازية أو حكومة ظل.
ولعله من القضايا الأكثر إثارة للمخاوف، العلاقة بين الشعب والسلطات الحاكمة الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، إذ باتت الهُوَّة تتسع بين ملايين الأميركيين من جهة، وبين القائمين على تلك السلطات من جهة أخرى، ما خلق مصطلح "ديمقراطية للقلة".. هل من دليل؟
نعم، وأقرب الأدلة هو محاولة التلاعب بالدستور الأميركي، في ظل كونجرس خجول، وأغلبية شبه صامتة أمام الرئيس الذي يحلم بولاية ثالثة، بالضد من الدستور، ويمنع حق الجنسية لمن يولد على التراب الوطني.
أكثر من ذلك، ربما بات ترمب اليوم يخشى من سطوة إيلون ماسك، الرجل الأغنى في تاريخ أميركا، وأحلامه بالوصول إلى رئاسة أميركا، وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا بتغيير الدستور.
حلم الجمهورية الأميركية الذي أرسى قواعده بنجامين فرانكلين وصَحْبه، يكاد يتبَخَّر من جراء الخوف من المزيد من المهاجرين، وما يمكن أن يتسببوا فيه من انقلاب ديموغرافيّ، بحسب رؤية اليمين الأميركي المتشدد إلى حد التطَرُّف.
هل أتاك حديث زهران ممداني، الشاب الديمقراطي الواعد، والذي استطاع أن يهز أركان مدينة التفاح، ويكتسح في الإنتخابات الأولية لمنصب عمدة نيويورك؟
سيد البيت الأبيض يتهمه بأنه شيوعي تارة، واشتراكي تارة أخرى، ويتوعد بأن يقطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك حال قام بتنفيذ وعوده الانتخابية والتي تصب في صالح الذين صَوَّتوا له .
أكثر من ذلك، إنه يتهم الديمقراطيين بأنهم من يقسمون البلاد، عبر اليسار التقدمي الذي يرفع رايات اشتراكية، أي ذات الاتهامات التي وجهت من قبل لباراك أوباما.
أخطر ما يحدث للجمهورية الأميركية اليوم، هو أن الانتخابات وهي قمة الاختيار الفردي الحُرّ، باتت تجري بمنطق المحاصصة العِرْقية مرة، والدينية مرة أخرى، وفي هذا تراجع عن فكرة فصل الدين عن الدولة .
اليوم يحلق الخطر الكبير فوق سماوات أميركا من جراء الغضب الشعبي، وما حدث في لوس أنجلوس مؤخّرًا خير دليل على ذلك، فقد تسبب تدخل الحرس الوطني ونشر وحدات من الجيش، في رفع أعلام الكونفديرالية مرة جديدة، وهو ما حدث في تكساس ويمكن أن يمتد إلى الكثير من الولايات الأميركية.
لكن على الجانب الآخر "هل المشهد الأميركي سوادوي إلى هذا الحد؟"
الثابت أنه قبل عام واحد من الاحتفال ب 250 عام على تأسيسها، لا تزال الولايات المتحدة الأميركية معجزة، جمهورية تمتد على مساحة قارّيّة واسعة، أضفت عليها الطبيعة حماية غير مسبوقة، محيط من الشرق وآخر من الغرب ما يعني أنها تتمتع بفكرة الدولة المهيمنة بذاتها، في حين يبلغ عدد سكانها 340 مليون نسمة، وبمعدل مواليد أفضل كثيرًا جدًّا من أوروبا وروسيا وربما الصين.
تبقى أميركا رغم كافة المخاوف، مجتمعًا علميًّا قادرًا على الابتكار والريادة، ويتمتَّع بنخبة علمية فائقة الأهمية، وبموازنات هائلة للبحث العلمي، تجعل من الأمل حاضرًا في الحال، ومشرقًا في الاستقبال.
متى يمكن أن تعود أميركا مدينة فوق جبل من جديد؟
مؤكَّد عندما يعمل الشعب واحدًا تلو الآخر على إعادة بناء الصلة بين الحرية والفضيلة، والالتزام بالدستور الجمهوري، ورفض التسامح مع الديماجوجية، من خلال تحمل المسؤولين المنتخبين المسؤولية عن معايير السلوك الراشدة.
لا يمكن لأميركا أن تنمو وتزدهر وأن تستمر في كونها أرض الأحرار وموطن الشجعان إلا باستعادة الحرية الناضجة والحسّ الأخلاقي السليم ووضعهما في خدمة الحق والسلام، التنمية والوئام من مشارق الأرض إلى مغاربها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من يُعلن الانتصار في الحرب؟
من يُعلن الانتصار في الحرب؟

العربية

timeمنذ 43 دقائق

  • العربية

من يُعلن الانتصار في الحرب؟

هذا السؤال الذي طالت آماد الحروب بسببه، أو انطلقت جولاتها الحبيسة في قفص الانتظار والمفاوضات، حرصاً على حِرمان الخصم من لذّة إعلان الانتصار. هذا من جهة الرغائب النفسية، لكن من جهة وزن الخسارة والربح، فإن إيران تعتبر أنها فائزة ظافرة في حربها الأخيرة مع إسرائيل، أو حرب إسرائيل عليها، بإسنادٍ أميركي كبير، وصل حدّ إشراك أشرس مقاتلات الجوّ عندها في ضرب مُنشآت إيران النووية. خطاب إيران حريصٌ على إغاظة ترمب بالقول إنك وطائراتك وأُمّ قنابلك لم تصنعوا شيئاً ذا بال في مُنشآتنا، وتشيح العدسة الإيرانية ببصرها عن الخسائر الأخرى، الكبيرة، في القيادات والقدرات الصاروخية الأخرى، والأهمّ: الانكشاف الاستراتيجي. نعم إسرائيل، نالت نصيبها الفادح من الخسارة، مادّياً ومعنوياً، وهي على صغر جغرافيتها، قياساً بالقارّة الإيرانية، استطاعت لملمة ما نالها، معتمدة على تفوقها العسكري، والاستخباري والتقني، وطبعاً: إسناد أميركا والغرب من خلفها. هل انتهى نووي إيران، أم تأجّل، ولمدّة كم تأجل، وبأي قدْرٍ تضرّر؟ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قال الجمعة الماضي من جوف طائرة الرئاسة إنه يعتقد أن «برنامج إيران النووي تعرّض لانتكاسة دائمة، على الرغم من أن طهران قد تستأنفه في موقع مختلف». هذا تراجعٌ عن لغة ترمب قبل بضعة أيام عن «تدمير» البرنامج النووي للأبد.المبعوث الأميركي للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، يُخطّط للقاء وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أوسلو، خلال أيام، لإعادة إطلاق المحادثات النووية، وفقاً لما نقله موقع «أكسيوس» الأميركي. هذا يعني أننا عدنا لنقطة ما قبل الحرب، التفاوض على النووي، وليس أنه صار من الماضي بفعل القصف الأميركي الرهيب! وبعد هذا كلّه، نرقبُ مِزاجاً حربياً لوكلاء إيران، في لبنان والعراق، ردّاً على المطالبات اللبنانية والعراقية بتسليم سلاح إلى الدولة، لأن هذا السلاح خارج الدولة، ذريعة لاستدعاء الحرب الإسرائيلية وربما الأميركية في وقتٍ ما. لكن خطاب «حزب الله» اللبناني يعلن التحدّي، لن أسلّم السلاح «النوعي» مهما ضغط «ابن برّاك» الأميركي على الرؤساء الثلاثة... فالسلاح هو «شرفنا». أمّا في العراق، فقال صاحب «كتائب حزب الله» العراقي، أبو علي العسكري، بمنصة «إكس» في خطابٍ فصيحٍ في نهائيته وملحميته: «ليسمع العالم ومَن به صمم أن سلاح المقامة هو وديعة الإمام المهدي عند المجاهدين لحماية العراق ومقدّساته وقرار التخلّي عنه لا يكون إلا بيدِ الإمام». يعني إلى الأبد، وطبعاً لا يوجد أي أبدٍ تحت سلطان التاريخ، فالتاريخ المتحرّك المتبدّل، هو الأبد. بيد أن هذه الصيحات مُشعرة بعزم القوم على الحرب، أو التلويح بها، هذه المرّة الحرب داخل الوطن بين أهله أنفسهم. ما جرى، كان فصلاً في كتاب، وليس الكتاب كلّه!

مفاوضات غزة "دون نتائج حاسمة".. وترمب يشير إلى فرصة جيدة لإبرام اتفاق
مفاوضات غزة "دون نتائج حاسمة".. وترمب يشير إلى فرصة جيدة لإبرام اتفاق

الشرق السعودية

timeمنذ 44 دقائق

  • الشرق السعودية

مفاوضات غزة "دون نتائج حاسمة".. وترمب يشير إلى فرصة جيدة لإبرام اتفاق

قال مصادر فلسطينية، إن الجلسة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، انتهت، الأحد "دون نتائج حاسمة"، فيما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن هناك "فرصة جيدة" لإبرام اتفاق هذا الأسبوع. ووصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي في وقت لاحق. وأعرب نتنياهو، قبل مغادرته تل أبيب، عن اعتقاده، بأن زيارته إلى واشنطن ولقائه مع ترمب، "قد يساعد في إنجاز اتفاق"، لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، مضيفاً في تصريحات صحافية، أن "المفاوضين الإسرائيليون في محادثات الدوحة لديهم تعليمات واضحة بالتوصل إلى اتفاق بشروط قبلتها إسرائيل". ونقل موقع "أكسيوس"، عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس الأميركي ترمب، يرغب في التوصل إلى اتفاق مع نتنياهو خلال اجتماعهما المقرر في واشنطن، على شروط إنهاء الحرب على غزة. وأشار "أكسيوس"، إلى أن الرئيس ترمب يحاول الاستفادة من الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لتحقيق انفراجة للوضع في غزة هذا الأسبوع، بعد 4 أشهر من المحادثات الفاشلة. وينص المقترح الجديد في مفاوضات غزة التي تتوسط فيها مصر وقطر، على هدنة لمدة 60 يوماً تتضمن إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء و18 آخرين متوفين، على أن تستمر المفاوضات وصولاً إلى إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكتوبر 2023. وأضاف ترمب، أن مثل هذا الاتفاق (اتفاق غزة)، يعني أن من الممكن تحرير "عدد لا بأس به من المحتجزين" الإسرائيليين. ونقلت "رويترز" عن مصدرين فلسطينيين مطلعين على المفاوضات، بعد الجلسة الأولى من المفاوضات في الدوحة، أن "الوفد الإسرائيلي غير مفوّض بشكل كاف، وغير مخوّل بالوصول إلى اتفاق مع (حماس) حيث لا صلاحيات حقيقية له"، وفق الوكالة. وأضاف نتنياهو في تصريحاته، قبل التوجه إلى واشنطن: "أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترمب سيسهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج"، مؤكداً أنه "مصمم على ضمان عودة المحتجزين في غزة، والقضاء على تهديد حركة حماس لإسرائيل". وتستغرق زيارة نتنياهو إلى واشنطن نحو أسبوع، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، وهي الزيارة الثالثة من نوعها منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض قبل نحو 6 أشهر. ويزداد الضغط الشعبي على نتنياهو لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة، وهي خطوة يعارضها بعض الأعضاء المتشددين في الائتلاف اليميني الحاكم بينما يدعمها آخرون منهم وزير الخارجية جدعون ساعر. وتجمعت حشود، مساء السبت، في ساحة عامة في تل أبيب بالقرب من مقر وزارة الدفاع، للمطالبة بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وعودة نحو 50 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة. مفاوضات الدوحة واجتمع مفاوضون من إسرائيل و"حماس" مع وسطاء قطريين ومصريين، الأحد، في الدوحة في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول آخر النقاط العالقة في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى. وذكرت مصادر لـ"الشرق"، أن جولة المفاوضات غير المباشرة، انطلقت بمتابعة بين الوسطاء من مصر وقطر، وذلك لتقريب وجهات النظر وسد الفجوة بين الطرفين، موضحة أن الطواقم الفنية بين الجانبين تبحث "آليات تنفيذ" المقترح الجديد لوقف إطلاق النار. وأعلنت "حماس"، الجمعة، أن ردها على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من الولايات المتحدة "اتسم بالإيجابية"، وذلك بعد أيام قليلة من قول ترامب إن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لوضع اللمسات النهائية" على هدنة مدتها 60 يوماً. لكن في إشارة إلى التحديات المحتملة التي لا تزال تواجه الجانبين، قال مسؤول من فصيل فلسطيني متحالف مع "حماس"، إن المخاوف لا تزال قائمة بشأن المساعدات الإنسانية والمرور عبر معبر رفح على الحدود مع مصر، وتوضيح الجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية. وقال مكتب نتنياهو في بيان، إن التعديلات التي تريدها "حماس" إدخالها على مقترح وقف إطلاق النار "غير مقبولة لإسرائيل". مطالب "حماس" في مفاوضات غزة تحسين آلية المساعدات بضمان إدخال كميات كافية، مستندة إلى اتفاق الهدنة في يناير الماضي، بإدخال ما يتراوح بين 400 إلى 600 شاحنة يومياً عبر منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها دولياً وليس عبر مؤسسة غزة الانسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. تشمل المساعدات المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والوقود، وإدخال معدات ثقيلة للدفاع المدني ووزارة الأشغال لإزالة الركام وانتشال الجثث، ومواد ترميم للمستشفيات والمخابز ومحطات المياه والكهرباء والاتصالات، وخياماً مجهزة وبيوتاً متنقلة. ضمان آليات ومواعيد وتحديد المناطق التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي على أن يؤدي الانسحاب التدريجي إلى انسحاب كامل من كافة مناطق القطاع، بما في ذلك محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط حدودي بين قطاع غزة ومصر بطول 13 كيلومتراً في رفح، والعودة إلى حدود ما قبل الحرب. التأكيد على ضمان عدم العودة إلى العمليات القتالية "بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات"، ودعم المفاوضات غير المباشرة بحيث تؤدي إلى "وقف دائم وشامل" لإطلاق النار. وأشار موقع "أكسيوس" الأميركي، إلى أنه في حال التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، سيصبح وضع ما بعد الحرب في قطاع غزة المسألة الرئيسية في المفاوضات خلال هدنة الـ60 يوماً، إذ يريد الجانب الأميركي التوصل إلى تفاهمات مع الإسرائيليين حول من سيحكم القطاع في غياب حركة "حماس"، والضمانات الأمنية التي ستمنع عودتها. "اليوم التالي" للحرب وقال مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس"، إن قضية "اليوم التالي" ستكون موضوعاً مركزياً في الاجتماع. وأوضح مسؤول أميركي، أن ترمب يريد الاستماع إلى وجهات نظر نتنياهو بشأن الوضع بعد الحرب، والتوصل إلى تفاهم مشترك، مضيفاً: "نريد التوصل إلى اتفاق بشأن ما سيحدث لاحقاً. على الأقل إطار عمل في اليوم التالي". وذكر "أكسيوس" أن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أجرى مناقشات أولية بشأن هذه القضية مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، الأسبوع الماضي، في البيت الأبيض. على الجانب الآخر، خففت إسرائيل من موقفها بشأن الحاجة إلى "إرسال كبار مسؤولي حماس إلى المنفى" في إطار اتفاق لإنهاء الحرب، وهي الآن على استعداد للقبول بالطرد الرمزي لعدد قليل من كبار القادة العسكريين، بحسب "أكسيوس". ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي، قوله: "لم يتبق الكثير من كبار مسؤولي (حماس) في غزة. لن نحتاج إلى سفينة كبيرة لإرسالهم إلى المنفى حتى زورق صغير سيفي بالغرض". وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن "إسرائيل تطالب بتفكيك الجناح العسكري لحماس، لكنها مستعدة للنظر في منح عفو عن مئات المسلحين إذا ألقوا أسلحتهم". ووفق "أكسيوس"، تريد كل من إسرائيل وإدارة ترمب تجنب نموذج شبيه بجماعة "حزب الله" اللبنانية في غزة، حيث تبقى "حماس" حركة مسلحة حتى لو كان ذلك بشكل سري فقط، بينما تدير حكومة مدنية القطاع. ويريد نتنياهو أن تسيطر دول عربية على قطاع غزة، وتوفر الأمن بالتعاون مع شخصيات فلسطينية محلية لا تنتمي إلى "حماس" أو السلطة الفلسطينية، فيما تعارض مصر والأردن والسعودية والإمارات هذا الأمر، وتطالب بدور للسلطة الفلسطينية وأفق سياسي واضح للفلسطينيين من أجل المشاركة في خطة ما بعد الحرب. كما تضغط دول في أوروبا والعالم العربي، من أجل أن تكون "خطة ما بعد الحرب" على غزة جزءاً من حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن نتنياهو وحكومته يرفضون ذلك بشدة.

طبيب بايدن يمثل أمام الكونغرس ضمن التحقيق حول صحة الرئيس السابق
طبيب بايدن يمثل أمام الكونغرس ضمن التحقيق حول صحة الرئيس السابق

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

طبيب بايدن يمثل أمام الكونغرس ضمن التحقيق حول صحة الرئيس السابق

أعلن النائب الجمهوري، جيمس كومر، رئيس لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب، أن طبيب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن سيمثل أمام اللجنة يوم الأربعاء المقبل للإدلاء بشهادته، وذلك بعد رفض سابق دفع الكونغرس إلى إصدار أمر استدعاء بحقه. يأتي هذا التطور في إطار تحقيق موسع تجريه اللجنة بشأن ما تصفه بـ "تدهور" في صحة بايدن أثناء رئاسته. Joe Biden's physician will come in this Wednesday for a deposition after declining a few weeks ago to do so and being issued a subpoena, said Rep. James Comer. — NEWSMAX (@NEWSMAX) July 6, 2025 وفي تصريحات لبرنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة "فوكس نيوز" Fox News، أوضح كومر، الجمهوري عن ولاية كنتاكي، أن اللجنة لديها "العديد من الأسئلة" للدكتور كيفن أوكونور، تتعلق بـ"التقارير الصحية التي يقدمها للشعب الأميركي عن جو بايدن". وعبّر كومر عن تشككه في دقة هذه التقارير قائلاً: "لا أعتقد أن أحداً في أميركا.. يعتقد أن صحة بايدن قريبة من صحة الدكتور أوكونور التي ينشرها باستمرار". وأضاف كومر أن اللجنة ستطرح على أوكونور "الكثير من الأسئلة الطبية والكثير من القضايا القانونية"، مشيراً إلى أنه "ستتاح له فرصة لشرح كيف يمكنه باستمرار إصدار تقارير صحية متفائلة عن جو بايدن". وشدد رئيس اللجنة على "جديته" في هذا التحقيق، لافتاً إلى إعلان المدعية العامة الأميركية بام بوندي عن "تحقيق في وزارة العدل في الاستخدام غير القانوني للقلم الآلي"، في إشارة محتملة إلى قضايا تتعلق بالتوقيع على وثائق رسمية. وبالإضافة إلى أوكونور، تستعد اللجنة لإجراء مقابلات مع خمسة أعضاء آخرين من الإدارة السابقة للرئيس بايدن في وقت قريب. ووجه كومر تحذيراً شديداً، مؤكداً أنه "إذا لم يجيبوا على أسئلتنا، أو إذا لم يحضروا هذه المقابلات والإفادات المكتوبة، فسنعتبرهم ازدراءً للكونغرس". وأكد على وحدة المؤتمر الجمهوري في سعيه "للوصول إلى الحقيقة في هذا الشأن"، مضيفاً: "نريد أن نعرف من كان يُصرّح باستخدام التوقيع الآلي". وأكد كومر على الأهمية القصوى لتحديد "الدائرة الداخلية" التي كانت تدير الإدارة بالفعل والتي كانت وراء ما وصفه بـ"التستر الهائل على تدهور صحة جو بايدن".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store