logo
مئات الفلسطينيين يواجهون خطر التهجير القسري الوشيك من القدس

مئات الفلسطينيين يواجهون خطر التهجير القسري الوشيك من القدس

الجزيرةمنذ 10 ساعات

عندما زارت الجزيرة نت منزل السيدة المقدسية أم ناصر الرجبي في حي بطن الهوى بمدينة القدس المحتلة في خريف عام 2018، وصفت هذه السيدة الحياة بجوار المستوطنين آنذاك بـ"الجحيم"، وذلك بعدما استولوا على المنزل الملاصق لبيتها بادعاء أنهم اشتروه رغم إثبات عائلة الرجبي أنها اشترته هي الأخرى من أحد المقدسيين.
ورغم حصولها على إخطار إخلاء سابقا، لم تكن تعلم هذه المسنة أنها ستُخطر بعد 7 أعوام من ذلك اللقاء بإخلاء منزلها في حي بطن الهوى بسلوان بشكل نهائي لصالح المستوطنين، الذين يدّعون أن الأرض التي أُقيمت عليها المنازل الفلسطينية في هذا الحي هي وقف يهودي.
تعيش أم ناصر الرجبي في منزلها منذ عام 1968 وأنجبت فيه 4 ذكور و7 إناث، وبعدما كبر الأبناء تزوج بعضهم وغادروا الحي، في حين بقي عائد وناصر يعيشان في البناية ذاتها معها، وفي 24 يونيو/حزيران الجاري أُخطر أصحاب الشقق السكنية الثلاث بإخلائها بشكل نهائي لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية بعد قرار صدر من المحكمة العليا الإسرائيلية.
صمود في وجه الاستفزازات
ذاقت أم ناصر الأمرّين خلال السنوات التي جاورت فيها المستوطنين، ومُنعت خلالها من إجراء أي ترميم لمنزلها ومنازل نجليها المتهالكة، لكنها رفضت أيضا أن تغادر المنزل تحت وطأة الاستفزازات اليومية منذ عام 2004، الذي اقتحم فيه المستوطنون العقار المجاور الذي دفعت ثمنه وزوجها نحو 50 ألف دولار أميركي كي يكون ملكا لنجلهما.
عندما سألتها الجزيرة نت عن أمنيتها في عام 2018، قالت "أقصى أمنياتي أن أنام بشكل متواصل، فكلما خلدت للنوم أستيقظ بفزع على صوت أجهزة حراس المستوطنين.. عندما أنهض لأداء صلاة التهجد وبمجرد سماعهم حركتي في المنزل يسلّطون كشافا نحوي ويكشفونني وأنا أصلي داخل غرفتي، ينتهكون حرمة منازلنا كل دقيقة".
تواجه أم ناصر الآن خطر إخلائها قسريا، ولم يفلح صبرها ورباطها في منزلها في حمايته من الإخلاء، فهل ستخلد إلى النوم بشكل متواصل بعد تهجيرها؟
تهجير وشيك
يقول رئيس لجنة حي بطن الهوى في بلدة سلوان زهير الرجبي إن 3 شقق سكنية أُخطر أصحابها بالإخلاء خلال شهر يونيو/حزيران الجاري، وسبقهم كل من عائلة عودة وشويكي، وجميع هؤلاء بات تهجيرهم وشيكا، إذ صدرت بحقهم قرارات عام 2024 لكنها جُمدت بانتظار بتّ المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية في ملفاتهم.
وأضاف "للأسف يتم استغلال حالة الطوارئ في البلاد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لا يستطيع أي شخص أو جهة الاعتراض في ظل هذه الظروف، بل يُخلى المقدسيون بالعشرات".
يسكن بناية عائلة الرجبي، وفقا لرئيس لجنة الحي، 17 فردا، بينهم شخصان من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتدّعي الجمعيات الاستيطانية أن 87 منزلا بُنيت على أرض تعود لليهود اليمنيين منذ عام 1892 في تلك المنطقة.
أما في أم طوبا فتفاجأ أصحاب 18 بناية في أواخر عام 2024 بتسجيل أراضيهم لصالح " الصندوق القومي اليهودي" دون إخطارهم بأن أراضيهم دخلت ضمن مشروع "تسجيل وتسوية الأراضي" الذي أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن انطلاقه عام 2018.
وقال مختار قرية أم طوبا المهندس عزيز أبو طير للجزيرة نت آنذاك إن أهلها قديما ثبّتوا ملكياتهم كما بقية الفلسطينيين عند المخاتير، وهذا حال سكانها الحاليين الذين يبلغ تعدادهم 5 آلاف نسمة.
وأضاف عزيز، في حديثه للجزيرة نت، أن 139 مقدسيا من أهالي أم طوبا تضرروا بهذا الإجراء، وأنهم لجؤوا فورا للقضاء لحل هذه المعضلة.
الحرب غطاء لتسريع التهجير
وقالت جمعية "عير عميم" الحقوقية الإسرائيلية قبل أيام إنه في ظل التصعيد الإقليمي الأخير تستخدم إسرائيل أجواء الحرب كغطاء لتسريع سياسات التهجير القسري بحق الفلسطينيين في ثلاثة تجمعات بشرقي القدس، هي أم طوبا وبطن الهوى في سلوان و قرية النعمان ، ويواجه 300 فرد هدم وإخلاء منازلهم وأراضيهم خلال أيام معدودة.
ووفقا للجمعية الحقوقية، فإن "سلطة أراضي إسرائيل" سلّمت بشكل مفاجئ أوامر إخلاء لـ18 منزلا في أم طوبا بُني معظمها بتراخيص رسمية على مدى 40 عاما، وذلك بعد تسجيل الأرض باسم "الصندوق القومي اليهودي" ضمن عملية تسوية أراض تستخدم اليوم كأداة لمصادرة أراضي الفلسطينيين تحت غطاء "إجراءات رسمية"، ورغم أن الأهالي قدموا التماسا لإبطال التسجيل، فإن السلطات بدأت فعليا بالمطالبة بإخلائهم الفوري.
أما في حي بطن الهوى بسلوان، فقد رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسا لثلاث عائلات فلسطينية، وأقرت بإخلائها لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، وفي قرية النعمان جنوبي شرقي القدس وزعت البلدية أوامر هدم لجميع منازل القرية البالغ عددها 45 منزلا.
وطالبت البلدية، وفقا لـ"عير عميم"، السكان بهدم المنازل غير المرخصة، "رغم أن الدولة نفسها حرمتهم من أي وسيلة قانونية للبناء منذ عقود، إذ يعيش السكان في فراغ قانوني منذ أن ضُمت أراضيهم للقدس عام 1967 دون منحهم أي حقوق، ويُمنعون من الحصول على تصاريح أو خدمات بلدية، مما يجعل وجودهم مهددا بشكل دائم".
"تفكيك ممنهج بغطاء قانوني"
وعلقت الجمعية الحقوقية على حملة التهجير الوشيكة لمئات الفلسطينيين من شرقي القدس بالقول إن ما يجري ليس فقط هدما للمنازل، بل هو "تفكيك منهجي للمجتمعات الفلسطينية في القدس باستخدام أدوات قانونية تمييزية ومنظومة تحرم الفلسطينيين من أي حماية أو عدالة، وهذه السياسات لا تنفصل عن المشروع الاستيطاني الأكبر، وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وجريمة تهجير قسري تحت غطاء القضاء والإدارة".
الباحث في جمعية "عير عميم" الحقوقية أفيف تاتارسكي قال للجزيرة نت إن دولة إسرائيل تعمل ضد السكان الفلسطينيين في القدس، ولا أحد من سكان القدس الشرقية لديه حماية من السلطة الإسرائيلية.
وأضاف "المشكلة في قرارات الإخلاء هذه أنها ليست قانونية كما يدّعون، بل سياسية، ونحن كمؤسسات حقوق إنسان يجب أن نوقف هذه السياسة بأدوات سياسية أيضا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد انتقادات إسرائيلية لهتافات "الموت لجيش الاحتلال".. وزير بريطاني يرد: أصلحوا بيتكم أولا
بعد انتقادات إسرائيلية لهتافات "الموت لجيش الاحتلال".. وزير بريطاني يرد: أصلحوا بيتكم أولا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

بعد انتقادات إسرائيلية لهتافات "الموت لجيش الاحتلال".. وزير بريطاني يرد: أصلحوا بيتكم أولا

في تصريح أثار تفاعلا واسعا، انتقد وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتنغ، السفارة الإسرائيلية على خلفية إدانتها لهتافات رُددت في مهرجان غلاستونبري 2025، قائلا: "أنصحهم بإصلاح بيتهم أولا، بالنظر إلى سلوك مواطنيهم من المستوطنين في الضفة الغربية". وأضاف في مقابلة لشبكة سكاي نيوز أن "العنف الذي يمارسه المستوطنون أصبح مفضوحا ولم يعد من الممكن التغاضي عنه"، في إشارة واضحة إلى الانتهاكات التي توثقها منظمات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاء تصريح ستريتنغ ردا على بيان أصدرته السفارة الإسرائيلية في لندن، أعربت فيه عن "صدمتها العميقة" من هتافات الجمهور خلال عرض فرقة "بوب فايلان" في المهرجان، والتي تضمنت شعارات مثل "الموت للجيش الإسرائيلي" و"حرروا فلسطين". وقد أشار الوزير البريطاني إلى أن تعامل إسرائيل مع الحرب على غزة وسلوك مستوطنيها يضعف دعم حلفائها لها حول العالم. أثار مهرجان غلاستونبري 2025، أحد أبرز الفعاليات الموسيقية الصيفية في المملكة المتحدة، موجة جدل واسعة بعدما تحوّلت بعض عروضه إلى منصات لهتافات سياسية عبّر من خلالها الجمهور عن تضامنه مع القضية الفلسطينية ورفضه للجيش الإسرائيلي. وبرزت هذه الأجواء بشكل خاص خلال عروض فرقتي الراب "بوب فايلان" و"نيكاب". ففي أثناء أداء فرقة "بوب فايلان" الإنجليزية، ردد الجمهور هتافات من بينها: "الموت للجيش الإسرائيلي" و"حرروا فلسطين"، في مشهد نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مباشرة عبر منصتها الرقمية "آي بلاير"، مما أثار موجة انتقادات من سياسيين وإعلاميين اتهموا الشبكة بالسماح ببث رسائل سياسية مثيرة للانقسام. وفي أول رد رسمي، أجرت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، اتصالًا بمدير عام "بي بي سي"، تيم ديفي، طالبت فيه بتوضيح عاجل بشأن آليات الرقابة والمراجعة التحريرية التي سبقت بث العرض. إعلان وقال متحدث باسم الوزيرة إن ناندي "تدين بشدة التصريحات التهديدية التي أطلقتها فرقة بوب فايلان خلال المهرجان"، مشيرا إلى أنها طلبت توضيحا رسميا بشأن إجراءات البث، كما رحبت بقرار الشبكة عدم إعادة العرض على منصة "آي بلاير". أعلام فلسطين في سماء غلاستونبري رفع عدد من المحتفلين أعلام فلسطين وغيرها من الرايات خلال عرض فرقة "نيكاب" الأيرلندية في مهرجان غلاستونبري 2025، في لحظة اتسمت بالحمولة السياسية الواضحة وسط أجواء مهرجانية صاخبة. جاء عرض الفرقة بعد أيام من الجدل الذي سبق صعودها إلى المسرح، خاصة بعد أن أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قرارها بعدم بث العرض مباشرة، تجنبًا -وفقا لما نقلته صحيفة الغارديان- لما وصفته بـ"الانحياز السياسي"، في إشارة إلى المواقف المؤيدة لفلسطين التي طبعت مشاركات "نيكاب" السابقة. وخلال العرض، وجّه أعضاء الفرقة هتافات حادة ضد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي كان قد صرّح قبل المهرجان بأن مشاركتهم "لا تليق" بالمناسبة. وردا على ذلك، شكرت الفرقة منظّمَي المهرجان مايكل وإيميلي إيفيس على موقفهما الرافض لضغوط الإلغاء، وحيّت حركة "العمل من أجل فلسطين"، التي تواجه مساعي حكومية لإدراجها على قوائم المنظمات المحظورة. ورغم أن "بي بي سي" نقلت معظم فقرات المهرجان، فإنها قررت عدم بث عرض "نيكاب" بشكل مباشر، واكتفت بالإشارة إلى إمكانية طرحه لاحقا عبر منصتها الرقمية "آي بلاير"، وهو ما فُسّر على نطاق واسع كمحاولة لتفادي تصعيد الجدل السياسي. الفرقة التي تُعرف بأسلوبها الغنائي الصادم، واجهت انتقادات واسعة بسبب مقاطع سابقة ظهر فيها أعضاؤها وهم يرددون شعارات مثل "تحيا حماس، يحيا حزب الله". وفي تبريرهم لذلك، أوضحوا أن الهتافات كانت جزءا من الأداء المسرحي، وأن رفع الأعلام -ومنها علم المقاومة- جاء دون تنسيق مسبق منهم. دعم فني رغم الضغوط ورغم توقيع أكثر من 30 مسؤولا في القطاع الموسيقي على رسالة تدعو لإقصاء "نيكاب" من جدول المهرجان، فإن الفرقة حظيت بدعم واسع من فنانين بارزين، تجاوز عددهم الـ100، من بينهم "ماسيف أتاك"، و"بولب"، و"آني ماك"، و"بول ويلر". وكانت "نيكاب" قد أثارت جدلا مماثلا في مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن عرضت خلال أدائها رسائل تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بدعم أميركي". وعلى إثر ذلك، واجهت الفرقة دعوات لإلغاء تأشيراتها في الولايات المتحدة، مما أدى لاحقا إلى إلغاء عدد من عروضها هناك.

المقاومة تصعد عملياتها ومقتل جندي إسرائيلي بمعارك شمال غزة
المقاومة تصعد عملياتها ومقتل جندي إسرائيلي بمعارك شمال غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

المقاومة تصعد عملياتها ومقتل جندي إسرائيلي بمعارك شمال غزة

أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- عن تنفيذ عدد من العمليات العسكرية ضد جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ، تركز أغلبها في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال معارك شمال القطاع. وقالت كتائب القسام إن مقاتليها استهدفوا برج جرافة عسكرية بقذيفة الياسين 105 ، مما أدى لاشتعال النيران فيها بمنطقة بني سهيلا شرق خان يونس، كما قالت إنها قصفت حشودا من جنود الاحتلال في منطقة معن جنوبي المدينة بقذائف هاون. من جهتها، قالت سرايا القدس إن مقاتليها دمروا آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في عبسان الكبيرة شرق خان يونس بعبوة برميلية زرعت مسبقا، كما أعلنت أنها قصفت أمس السبت بقذائف هاون تجمعات جنود وآليات إسرائيلية توغلت في محيط شارع 5 شمال خان يونس. حدث أمني خطير في غضون ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في كتيبة الهندسة القتالية "601" خلال معارك شمال قطاع غزة. وبالتزامن مع ذلك تحدثت مواقع إسرائيلية عن حدث أمني خطير في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأشارت إلى "تبادل إطلاق نار كثيف في موقع الحدث الأمني الخطير"، مضيفة أن الرقابة العسكرية تفرض حظر نشر على تفاصيل هذا الحدث. وقد دأبت فصائل المقاومة في قطاع غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات العسكرية للمقاومة ضد قوات الاحتلال. كما دأبت الفصائل على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبّدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى. إعلان ويأتي ذلك ضمن مواجهات الفصائل الفلسطينية مع قوات الاحتلال في قطاع غزة، إذ تشن إسرائيل حرب إبادة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مخلّفة أكثر من 185 ألف فلسطيني شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store