logo
الكل يتساءل: ما شكل العالم الذي ينشده دونالد ترامب؟

الكل يتساءل: ما شكل العالم الذي ينشده دونالد ترامب؟

البيانمنذ 7 ساعات

جيمس بوليتي - ستيف شافيز
كان لدى حلفاء الولايات المتحدة عبر الأطلسي العديد من الأسباب الوجيهة للقلق خلال قمة حلف الناتو، التي انعقدت في لاهاي الأسبوع الماضي، فبعد أيام قليلة اتسمت بالاضطراب الشديد في السياسة الخارجية الأمريكية، وشهدت توجيه ضربات جوية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، بدا الرئيس الأمريكي وكأنه ليس في مزاج يسمح بالمجاملات.
ومع ذلك فقد خالف الرئيس التوقعات والمخاوف أثناء القمة، وسمح بأن تظل المعاهدة التي ارتكز إليها الأمن الأوروبي منذ بدء الحرب الباردة قائمة. وفي تصريحات خلال مؤتمره الصحافي الختامي، الذي أعقب القمة في لاهاي قال: «حينما جلست إلى الطاولة كانت هناك مجموعة من الأشخاص اللطفاء». وتابع: «إن هذا ليس استغلالاً، فنحن هنا لمساعدتهم على حماية بلدانهم».
وقد خرج ترامب راضياً لأنه تمكن أخيراً من الحصول على تعهدات من كل أعضاء حلف الناتو تقريباً بزيادة إنفاقهم الدفاعي، وهي المسألة التي وبّخهم وهددهم بسببها منذ أوائل فترته الرئاسية الأولى، كما انفرجت أساريره كثيراً، بسبب الثناء الشديد الذي تلقاه من مارك روته، رئيس الوزراء الهولندي السابق، والذي يشغل حالياً منصب الأمين العام للحلف، خاصة بسبب تعامله مع العملية الإيرانية.
لقد كشفت البشاشة التي شوهدت أثناء قمة الناتو عن مدى خضوع العالم لأهواء ساكن البيت الأبيض، وكذلك تكتيكات ترامب الصاخبة والمتقلبة في إدارته للسياسة الخارجية، ففي وقت سابق من الشهر الجاري غادر الرئيس الأمريكي قمة مجموعة السبع، التي انعقدت في كندا مبكراً في مشهد درامي، ليعود إلى واشنطن للنظر فيما إذا كانت بلاده ستشن ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ثم مضى قدماً في شن الضربة العسكرية في غضون خمسة أيام، ثم توسط بعدها سريعاً للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار لإنهاء الأعمال العدائية.
ويواجه المسؤولون والمستثمرون، سواء عالمياً أو محلياً، صعوبة في فهم ما إذا كان ترامب صدامياً أم صانعاً للسلام، أو ما إذا كانت هناك أي نظرية تقف وراء قراراته وخطابه. ويرى جوليان زيليزر، أستاذ التاريخ السياسي بجامعة «برينستون»، أن الرئيس الأمريكي لا يتبع «أجندة أيديولوجية بعينها على ما يبدو، بل حينما يرى فرصة مفيدة فإنه يغتنمها».
وتحاول العواصم الأجنبية تحديد ما إذا كانت مقاومة ترامب هي أفضل خيار لها لحماية اقتصاداتها ومصالحها رغم المخاطر الواضحة، أم أن الإذعان هو الخيار الأكثر أماناً لها. وتعلم هذه العواصم أنها سيتحتم عليها أن تجابه تقلباته ومطالبه الغاضبة في النهاية، والتي يعلنها في بعض الأحيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر راي تقية، كبير المستشارين السابق حول إيران في وزارة الخارجية الأمريكية والمستشار الحالي في مجلس العلاقات الخارجية: «يكمن لُب سياسة ترامب الخارجية في أنه لا يمكن التنبؤ بها»، واستطرد: «لا يهم تقريباً ما إذا كان فريق الموظفين لديه مكوناً من الداعين للتعاون الدولي، أم هم مناصرون لتقييد هذا التعاون، أم أنهم انعزاليون، فهو سيفعل ما يريده، وعلى الآخرين التكيف مع ذلك».
وفي حين كانت تداعيات الضربات الجوية الأمريكية على إيران لا يزال يتردد صداها في أرجاء العالم، ورغم تسليط الرئيس للضوء على احتمالية «تغيير النظام» في طهران، إلا أنه سرعان ما تبنى موقفاً دفاعياً، بعدما توصل التقييم الاستخباراتي العسكري الأولي إلى أن الضربات الجوية لم تؤخّر البرنامج النووي الإيراني إلا لبضعة أشهر، وليس لأعوام. وكان ترامب سريعاً في التقليل من شأن هذه الاستنتاجات، والتي تعارضت مع ادعائه أن المنشآت النووية «تدمرت تماماً»، فمضى إلى شن هجمات على المنافذ الإعلامية مثل شبكة «سي إن إن»، وصحيفة «نيويورك تايمز» اللتين كانتا أول من نشر هذه الاستنتاجات.
وذهب جويل ليناينماكي، الزميل الباحث لدى المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، وهو مركز بحثي، إلى أن «قمة لاهاي، بالنسبة لترامب، كانت تتمحور حول أمرين: النصر في أوروبا بشأن الإنفاق الدفاعي، والمعركة مع وسائل الإعلام الأمريكية بشأن حالة البرنامج النووي الإيراني». وأضاف: «كان يركز في غالب الأمر على هذه الأخيرة، إذ يكمن جوهر اهتمام ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية في كيف ستبدو الأمور بالنسبة لقاعدته الشعبية في الولايات المتحدة».
وقد أخفت الضجة التي أُثيرت تغييراً آخر في سياسة ترامب بشأن إيران، ففي أعقاب وقف إطلاق النار، أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي في الأسبوع التالي، وهو ما قد يُفسح المجال إلى تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.
لذلك فإن ليندسي غراهام، العضو الجمهوري المتشدد بمجلس الشيوخ عن ولاية كارولاينا الجنوبية، وهو حليف مُقرّب من ترامب، فقد بدا غير مسرور من هذه الاحتمالية. وفي تعليقات أدلى بها للصحافيين ذكر: «لا أرغب في أن يظن الناس بأن المشكلة قد انتهت، لأنها لم تنتهِ بعد». ومع ذلك يعتقد الكثير من الجمهوريين أن استراتيجية ترامب بشأن إيران ناجحة حتى الآن.
وترى هيذر ناورت، المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية في فترة ترامب الأولى: «ربما نكون قد هيأنا الظروف لإيران لكي تتخلى عن طموحاتها النووية، والوقت كفيل بإثبات صحة ذلك. وعموماً فقد دفعناهم إلى مرحلة يوجد لديهم فيها استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وخوض ما آمل أن يكون نقاشاً جاداً عن مستقبل بلدهم».
في المقابل، فإن الأمر برمته يبدو عشوائياً بالنسبة لمنتقدي البيت الأبيض، وقال جيم تاونسند، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع للسياسة الأوروبية وحلف الناتو: «يبدو أن الإدارة الأمريكية تُصدر قراراتها حسبما تمضي الأمور، بل إن كبار المسؤولين لا يعرفون من دقيقة لأخرى ما إذا كانت تغريدة رئاسية ستهدم ما يقولونه أو يفعلونه».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يدعو اليابان إلى زيادة وارداتها النفطية لموازنة تجارة السيارات
ترامب يدعو اليابان إلى زيادة وارداتها النفطية لموازنة تجارة السيارات

الشارقة 24

timeمنذ 24 دقائق

  • الشارقة 24

ترامب يدعو اليابان إلى زيادة وارداتها النفطية لموازنة تجارة السيارات

الشارقة 24 – رويترز: قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة بُثّت، الأحد، إن اليابان تُمارس تجارة سيارات "غير عادلة" مع الولايات المتحدة، ويجب أن تزيد وارداتها من موارد الطاقة الأميركية وغيرها من السلع للمساعدة في خفض العجز التجاري الأميركي. وتسعى طوكيو جاهدة لإيجاد سبل لإقناع واشنطن بإعفاء شركات صناعة السيارات اليابانية من الرسوم الجمركية المفروضة على صناعة السيارات والتي تبلغ 25 % لما تلحقه من ضرر على قطاع التصنيع بالبلاد. وتواجه اليابان أيضاً رسوماً جمركية متبادلة بنسبة 24 % اعتباراً من التاسع من يوليو ما لم تتمكن من التفاوض على اتفاق. وقال ترامب في المقابلة التي أجرتها معه قناة فوكس نيوز "لا يشترون سياراتنا، ومع ذلك نستورد الملايين والملايين من سياراتهم إلى الولايات المتحدة. هذا ليس عدلاَ، وقد شرحت ذلك لليابان، وهم يتفهمون الأمر". وأضاف "لدينا عجز كبير مع اليابان، وهم يتفهمون ذلك أيضاً. الآن لدينا النفط. يمكنهم أخذ كميات كبيرة من النفط، ويمكنهم أخذ الكثير من الأشياء الأخرى". وشكّل قطاع السيارات حوالي 28 % من إجمالي قيمة البضائع التي صدّرتها اليابان إلى الولايات المتحدة العام الماضي، والبالغة 21 تريليون ين (145 مليار دولار).

فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟
فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟

وقال الجيش، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الفرقة 96 اكتمل تشكيلها بعد 48 ساعة فقط من بدء عملية " الأسد الصاعد" ضد إيران ، بهدف "تعزيز ومضاعفة الدفاعات على طول الحدود الشرقية" مع الأردن. وكان من المقرر أن تشكل الفرقة في أغسطس المقبل، لكن ذلك تم في وقت أبكر مع اشتعال الصراع مع إيران، علما أن تكوينها كان مخططا منذ أشهر. والخميس أجرت الفرقة الجديدة أول مناورة واسعة النطاق، لمحاكاة "سيناريوهات طوارئ واستجابة سريعة للأحداث المتصاعدة لتعزيز الجاهزية القتالية"، وشارك في المناورة العديد من أجهزة الأمن الإسرائيلية. وقال قائد القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي آفي بلوث، بعد انتهاء التدريب: "أتاحت عملية الأسد الصاعد فرصة مثالية لتسريع تشكيل الفرقة". وحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، يعد "عزل الضفة الغربية" هدفا رئيسيا للقيادة المركزية للجيش، من أجل "منع تهريب الأسلحة والمسلحين من إيران إلى إسرائيل عبر الحدود الشرقية"، وفق "يديعوت أحرونوت". وقال مصدر عسكري للصحيفة: "إيران تنشئ وكيلا كاملا هنا"، في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة.

إيران: الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع أميركا
إيران: الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع أميركا

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

إيران: الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع أميركا

وأوضح إيرواني في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية: "إذا أراد الأميركيون أن يفرضوا شروطهم علينا، فالمفاوضات معهم مستحيلة". ومن جهة أخرى، نفى الدبلوماسي الإيراني توجيه "أي تهديد" لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها، بعدما دعت صحيفة محلية إلى إعدام مدير الوكالة الأممية رافايل غروسي كونه "جاسوسا". وقال: "لا يوجد أي تهديد من جانب إيران ضد غروسي"، لكنه أكد أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا يمكنهم الآن دخول منشآتنا". وفي السياق ذاته، أكد إيرواني أن إيران"لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية". وتأتي تعليقات طهران بينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته الرد على أسئلة من المشرعين، حول مدى تأثر إيران بالضربات قبل وقف إطلاق النار مع إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي. وقال ترامب في مقابلة على قناة "فوكس نيوز": "تم محوه (البرنامج النووي) بشكل لم يسبق له مثيل". وأضاف الرئيس الأميركي: "هذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store