logo
مُقاومة الإنسولين عند الأطفال... الخطر الصامت قبل السكري

مُقاومة الإنسولين عند الأطفال... الخطر الصامت قبل السكري

الديارمنذ 3 أيام
رغم شيوع الحديث عن مقاومة الإنسولين في سياق مرض السكري من النوع الثاني، إلا أن هذا الاضطراب الاستقلابي يمكن أن يتواجد لدى الأطفال غير المصابين بالسكري، ويُعدّ مؤشرًا مبكرًا لحالات صحية أكثر خطورة مستقبلاً، مثل السمنة، وأمراض القلب، ومتلازمة التمثيل الغذائي. في كثير من الأحيان، لا يتم الانتباه إلى هذه الحالة في سن الطفولة بسبب غياب الأعراض الواضحة، ما يجعلها خطراً صامتاً يتطلب وعيًا أكبر من قبل الأهل ومقدّمي الرعاية الصحية.
مقاومة الإنسولين تعني ببساطة أن خلايا الجسم، وخصوصاً العضلات، والدهون، والكبد، لا تستجيب بشكل طبيعي لهرمون الإنسولين، مما يدفع البنكرياس لإفراز المزيد منه للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي هذا الجهد الزائد إلى إنهاك البنكرياس، وزيادة مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض مزمنة أخرى. المقلق في الأمر أن هذه الظاهرة أصبحت شائعة بين الأطفال نتيجة أنماط الحياة الحديثة التي تتسم بالخمول، وزيادة استهلاك السكريات والأطعمة المعالجة، وانخفاض النشاط البدني.
تشمل أبرز العوامل التي تسهم في تطور مقاومة الإنسولين لدى الأطفال: البدانة، وخاصة السمنة الحشوية (تراكم الدهون في البطن)، والتغذية الغنية بالكربوهيدرات المكررة والمشروبات السكرية، بالإضافة إلى قلة الحركة. كما تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا، إذ إن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي لمرض السكري أو مقاومة الإنسولين يكونون أكثر عرضة للإصابة. ومن اللافت أن مقاومة الإنسولين قد تظهر حتى لدى الأطفال ذوي الوزن الطبيعي، خاصة إذا كانوا يعانون من نقص في النشاط البدني أو مشاكل هرمونية غير مشخصة.
وغالبًا ما تمر مقاومة الإنسولين دون ملاحظة، لكونها لا تسبب أعراضًا فورية واضحة. لكن قد تظهر بعض الإشارات التحذيرية، مثل زيادة محيط الخصر، تغيرات في الجلد كظهور بقع داكنة مخملية حول الرقبة أو تحت الإبط، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مفرطة في الوزن خلال فترة قصيرة. عند الاشتباه، يمكن إجراء تحاليل دم تشمل قياس نسبة الإنسولين الصائم، ومستوى السكر، وتحليل HOMA-IR لتقييم درجة المقاومة.
العلاج المبكر لمقاومة الإنسولين عند الأطفال لا يعتمد على الأدوية في أغلب الحالات، بل يرتكز بشكل رئيسي على تعديل نمط الحياة. ويشمل ذلك تحسين جودة النظام الغذائي من خلال تقليل السكريات والنشويات البسيطة، وزيادة استهلاك الألياف والبروتينات، إلى جانب تشجيع الطفل على ممارسة النشاط البدني بانتظام، حتى ولو بدأ بالمشي يوميًا أو الانخراط في رياضات يحبها. كما يُنصح الأهل بالتركيز على تحسين جودة النوم وخفض مستويات التوتر، فكلا العاملين يؤثران بشكل غير مباشر على حساسية الإنسولين.
من المهم أن يُنظر إلى مقاومة الإنسولين لدى الأطفال على أنها فرصة للتدخل المبكر لا للقلق المفرط. فعبر تغييرات بسيطة ومستدامة في نمط الحياة، يمكن قلب المعادلة وتحسين استجابة الجسم للإنسولين، بل ومنع تطور الحالات المرضية المرتبطة بها مستقبلاً. وهنا يظهر الدور المحوري للأهل في توعية أطفالهم، وتقديم بيئة داعمة وسليمة غذائيًا ونفسيًا.
أخيراً، فإن مقاومة الإنسولين لدى الأطفال، رغم كونها حالة غير معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تستحق الانتباه والوقاية. فالتجاهل قد يؤدي إلى تبعات صحية طويلة الأمد، بينما الوعي المبكر والتدخل السليم يشكلان مفتاحا لحياة أكثر صحة واتزانًا في الطفولة والمراهقة وما بعدها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وداعًا للأدوية.. كيف تُدير السكري من النوع الثاني بأسلوب حياة صحي؟
وداعًا للأدوية.. كيف تُدير السكري من النوع الثاني بأسلوب حياة صحي؟

صدى البلد

timeمنذ 2 أيام

  • صدى البلد

وداعًا للأدوية.. كيف تُدير السكري من النوع الثاني بأسلوب حياة صحي؟

يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة السكري النوع الثاني، الذي يُعد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، لكنه أيضًا من أكثرها قابلية للإدارة بدون أدوية في مراحله الأولى أو عند السيطرة عليه مبكرًا. كيف تُدير السكري من النوع الثاني بأسلوب حياة صحي؟ قالت الدكتورة هناء جميل استشارى الباطنة والغدة، فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن أهم الأساليب الطبيعية لإدارة المرض بدون أدوية الآتي : كيف تُدير السكري من النوع الثاني بأسلوب حياة صحي؟ 1. التغذية الذكية النظام الغذائي هو السلاح الأقوى. الهدف ليس الحرمان، بل التوازن، إليك بعض النصائح الغذائية المهمة: اختر الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة، البقوليات، والشوفان، وابتعد عن الكربوهيدرات البسيطة كالسكر الأبيض والخبز الأبيض. قلل من المؤشر الجلايسيمي للأطعمة: أي اختر الأطعمة التي ترفع سكر الدم ببطء مثل الخضروات، البروكلي، العدس، التفاح. تناول الألياف بكثرة: فهي تُبطئ امتصاص السكر وتحافظ على الشبع. لا تُهمل الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات النيئة. قسم وجباتك إلى 4 أو 5 وجبات صغيرة على مدار اليوم لتجنب تقلبات السكر. كيف تُدير السكري من النوع الثاني بأسلوب حياة صحي؟ 2. الحركة التمارين الرياضية تلعب دورًا كبيرًا في تحسين حساسية الجسم للأنسولين: المشي السريع يوميًا لمدة 30 دقيقة قد يُحدث فرقًا كبيرًا. تمارين المقاومة مثل رفع الأوزان أو تمارين الجسم، تحسن الكتلة العضلية وتُقلل السكر. النشاط اليومي البسيط مثل صعود الدرج، أو التنقل سيرًا، مهم بقدر الرياضة. 3. فقدان الوزن إنقاص الوزن، حتى لو بمقدار 5-10% من وزنك الكلي، يُحدث تحسنًا كبيرًا في مستويات السكر والدهون وضغط الدم. اتباع نظام غذائي متوازن مع الرياضة يُحقق ذلك تدريجيًا وبأمان. 4. النوم وإدارة التوتر قلة النوم والتوتر المستمر يُفرزان هرمونات تزيد من مقاومة الإنسولين. نم جيدًا 7–8 ساعات ليلاً وابتعد عن السهر. مارس التأمل أو اليوغا أو التنفس العميق. قلل من مصادر التوتر اليومية كالمشاحنات أو الضغوط النفسية. كيف تُدير السكري من النوع الثاني بأسلوب حياة صحي؟ 5. المراقبة الدورية حتى بدون أدوية، يجب: قياس سكر الدم بانتظام صيام وبعد الأكل. متابعة الوزن والضغط والكوليسترول. إجراء فحوصات دورية كل 3 إلى 6 شهور. 6. مشروبات طبيعية مفيدة القرفة، الحلبة، الزنجبيل، والشاي الأخضر قد تساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين. شرب الماء بكميات كافية يُحافظ على التوازن ويُقلل الشعور بالجوع الكاذب. 7. دور الدعم النفسي والعائلي التشجيع من الأسرة، والانضمام لمجموعات دعم لمرضى السكري، قد يرفع الحافز ويُحسن النتائج. متى تحتاج إلى الأدوية؟ إذا لم تنجح هذه الطرق في خفض السكر لمستوياته الطبيعية أقل من 126 صائمًا وأقل من 180 بعد الأكل بساعتين، أو إذا ظهرت مضاعفات، فيجب استشارة الطبيب لبدء علاج دوائي مناسب.

ثورة في علاج السكري.. إنسولين أسبوعي بديل عن 300 حقنة سنوياً
ثورة في علاج السكري.. إنسولين أسبوعي بديل عن 300 حقنة سنوياً

صوت بيروت

timeمنذ 2 أيام

  • صوت بيروت

ثورة في علاج السكري.. إنسولين أسبوعي بديل عن 300 حقنة سنوياً

أفاد باحثون في اجتماع الجمعية الأمريكية لمرض السكري بأن عقار الإنسولين (إفسيتورا) التجريبي الذي يُحقن مرة واحدة أسبوعيا من شركة (إيلاي ليلي) كان مماثلا لحقن الإنسولين اليومية في ما يقرب من ألف بالغ مصاب بالسكري من النوع الثاني في ثلاث تجارب في مراحلها المتأخرة. وخلصت كل التجارب، الساعية لدراسة المرضى في مراحل مختلفة من استخدام الإنسولين، إلى أن إفسيتورا فعال مثل جرعات الإنسولين اليومية في السيطرة على مستويات اختبار الهيموجلوبين، وهو مقياس شائع لمستوى سكر الدم. وقال جيف إيميك نائب الرئيس الأول لتطوير المنتجات في شركة ليلي في بيان 'قد يقدم إفسيتورا الذي يستخدم مرة واحدة أسبوعيا تقدما كبيرا للمصابين بالسكري من النوع الثاني الذين يحتاجون إلى الإنسولين من خلال الاستغناء عن أكثر من 300 حقنة سنويا'. وشملت إحدى التجارب، التي نشر تقرير عنها في دورية (نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن) الطبية، مرضى مصابين بالنوع الثاني من السكري كانوا يستخدمون الإنسولين لأول مرة. ونُشر في دورية (ذا لانسيت) الطبية تقرير عن تجربة ثانية على المرضى الذين يستخدمون الأنسولين القاعدي اليومي (ديجلوديك)، وعن تجربة ثالثة على المرضى الذين يستخدمون الإنسولين القاعدي (جلارجين) بالإضافة إلى جرعات إضافية من الإنسولين وقت تناول الوجبات. وقال خوليو روزنستوك من مركز ساوث ويسترن الطبي بجامعة تكساس، الذي قاد إحدى الدراستين، في بيان إن إفسيتورا 'لديه القدرة على تسهيل العلاج بالإنسولين وتبسيطه، مما يقلل من التردد الذي غالبا ما يرتبط ببدء استخدام الإنسولين لعلاج السكري من النوع الثاني'. وذكر مقال افتتاحي في دورية ذا لانسيت أن من تم تشخيص إصابتهم حديثا بالسكري من النوع الثاني عادة ما يبدؤون العلاج بالأدوية التي تؤخذ عبر الفم، لكن ثلثهم تقريبا سيحتاجون إلى استخدام الإنسولين في غضون ثمانية أعوام من تشخيص إصابتهم.

عقار جديد بجرعة أسبوعية يحقّق نتائج مبشرة لمرضى السكري
عقار جديد بجرعة أسبوعية يحقّق نتائج مبشرة لمرضى السكري

النهار

timeمنذ 2 أيام

  • النهار

عقار جديد بجرعة أسبوعية يحقّق نتائج مبشرة لمرضى السكري

أفاد باحثون في اجتماع الجمعية الأميركية لمرض السكري بأن عقار ‏الإنسولين (إفسيتورا) التجريبي الذي يُحقن مرة واحدة أسبوعياً من شركة ‏‏(إيلاي ليلي) كان مماثلا لحقن الإنسولين اليومية في ما يقرب من ألف ‏بالغ مصاب بالسكري من النوع الثاني في ثلاث تجارب في مراحلها ‏المتأخرة.‏ وخلصت كل التجارب، الساعية لدراسة المرضى في مراحل مختلفة من ‏استخدام الإنسولين، إلى أن إفسيتورا فعال مثل جرعات الإنسولين اليومية ‏في السيطرة على مستويات اختبار الهيموغلوبين، وهو مقياس شائع ‏لمستوى سكر الدم.‏ وقال جيف إيميك نائب الرئيس الأول لتطوير المنتجات في شركة ليلي ‏في بيان "قد يقدم إفسيتورا الذي يستخدم مرة واحدة أسبوعيا تقدما كبيرا ‏للمصابين بالسكري من النوع الثاني الذين يحتاجون إلى الإنسولين من ‏خلال الاستغناء عن أكثر من 300 حقنة سنويا".‏ وشملت إحدى التجارب، التي نشر تقرير عنها في دورية (نيو إنغلاند ‏جورنال أوف ميديسن) الطبية، مرضى مصابين بالنوع الثاني من ‏السكري كانوا يستخدمون الإنسولين لأول مرة.‏ ونُشر في دورية (ذا لانسيت) الطبية تقرير عن تجربة ثانية على ‏المرضى الذين يستخدمون الأنسولين القاعدي اليومي (ديغلوديك)، وعن ‏تجربة ثالثة على المرضى الذين يستخدمون الإنسولين القاعدي ‏‏(غلارجين) بالإضافة إلى جرعات إضافية من الإنسولين وقت تناول ‏الوجبات.‏ وقال خوليو روزنستوك من مركز ساوث ويسترن الطبي بجامعة ‏تكساس، الذي قاد إحدى الدراستين، في بيان إن إفسيتورا "لديه القدرة ‏على تسهيل العلاج بالإنسولين وتبسيطه، مما يقلل من التردد الذي غالبا ‏ما يرتبط ببدء استخدام الإنسولين لعلاج السكري من النوع الثاني".‏ وذكر مقال افتتاحي في دورية ذا لانسيت أن من تم تشخيص إصابتهم ‏حديثاً بالسكري من النوع الثاني عادة ما يبدؤون العلاج بالأدوية التي ‏تؤخذ عبر الفم، لكن ثلثهم تقريبا سيحتاجون إلى استخدام الإنسولين في ‏غضون ثمانية أعوام من تشخيص إصابتهم. ‏

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store