
براك «راضٍ» عن رد لبنان على نزع سلاح «حزب الله»
وقال السفير الأميركي إلى تركيا والمبعوث الخاص إلى سورية خلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه مع الرئيس اللبناني جوزيف عون «أنا ممتنّ للرد اللبناني (...) الرد مدروس وموزون. نحن نعمل على وضع خطة للمضي قدما، ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى الحوار».
وتابع: «ما قدّمته لنا الحكومة كان رائعا. في وقت قصير جدا، وبطريقة معقّدة جدا، أشعر برضا لا يُصدق حيال هذا الرد».
واضاف: «لا نملي على لبنان ما يجب عمله بخصوص حزب الله، وعلى لبنان أن يتعامل مع الحزب وليس الولايات المتحدة»، مشددا على أن «المسار يجب أن يبدأ من الداخل، وهناك يكمن التحدي وعلى كل فريق أن يتخلى عن شيء».
وأكد أنه «ليس على لبنان الالتزام بأي جدول زمني خصوصاً أنه يريد صيغة حول ما يريد تحقيقه ونحن هنا للمساعدة، والمشكلة في لبنان ليست إيران بل عجز اللبنانيين عن الاتفاق فيما بينهم».
جعجع يعتبر الرد اللبناني غير دستوري ويدعو إلى بحثه في جلسة لمجلس الوزراء
وحذّر براك في الوقت نفسه من أن «المنطقة تتحرّك بسرعة هائلة» ولبنان «سوف يتخلّف عن الركب».
وأشار إلى أن «الحوار بدأ بين سورية وإسرائيل»، معتبراً أن على لبنان أن يتجّه نحو «الحوار» أيضاً. وقال «اعتقادي أن اسرائيل تريد السلام مع لبنان... لكن التحدي هو كيفية الوصول إلى ذلك».
وأضاف أن «حزب الله هو حزب سياسي، وله جانب مسلح أيضاً. يحتاج حزب الله إلى أن يرى أن هناك مستقبلا له، وأن هذا الطريق ليس معدّا ليكون ضدّه فقط».وأعلنت الرئاسة اللبنانية في منشور على موقع إكس أن عون سلّم براك «أفكارا لبنانية لحلٍّ شامل خلال الاجتماع».من ناحيته، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعه مع براك بأنه «كان جيداً وبناءً، آخذاً بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس كل اللبنانيي، وكذلك مطالب حزب الله».
بدوره، قال رئيس وزراء لبنان نواف سلام، في مؤتمر صحافي، إن المبعوث الأميركي قدم ورقة لتنفيذ آليات اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، مشددا على أنه لابد من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية والوقف الكامل للأعمال العدائية، وأضاف: «قدمنا مجموعة أفكار لبراك لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، وبحثنا معه أفكاراً تتعلق بخطوات متلازمة بين الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وسحب سلاح حزب الله».
وقال مصدر رسمي لبناني، مفضّلا عدم الكشف عن هويته، إن الجانب اللبناني كان سلّم رداً أولياً للجانب الأميركي قبل يومين، طلبت واشنطن إجراء تعديلات عليه.
وأضاف المصدر أن المسؤولين اللبنانيين «اجتمعوا خلال عطلة نهاية الأسبوع وأعدّوا النسخة الأخيرة».
وخلال زيارة سابقة إلى بيروت في يونيو الماضي، سلّم براك إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة من الإدارة الأميركية تطلب التزاما رسميا بنزع سلاح حزب الله.
ووصف مراقبون سياسيون ما جرى بأنه نجاح للبنان في «كسب المزيد من الوقت والتمهل أمام المهل الأميركية في إطار الوصول إلى صيغة لحصر السلاح بيد الدولة والتزام تطبيق قرار وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل وتحقيق الانسحاب».
وأضافوا أن «ما عمل عليه المسؤولون اللبنانيون هو فتح الباب أمام مفاوضات قد تكون مكوكية مع الولايات المتحدة في سبيل الوصول إلى اتفاق، ولكن من دون الحصول على ضمانات واضحة أو جدية بمنع إسرائيل من مواصلة خروقاتها وضرباتها».
وبحسب مصادر متابعة، فإن صيغة الرد اللبناني الأولى التي جرى التوصل إليها قبل أيام أرسلت إلى الأميركيين للاطلاع عليها لكنهم لم يوافقوا عليها، واعتبروا أن فيها ثغرات كثيرة، وخصوصاً لجهة الإقرار الصريح في سحب السلاح. طلب الأميركيون تعديلات على هذا الجواب، ولذلك شرعت اللجنة الثلاثية بتكثيف الاجتماعات للوصول إلى صيغة ملائمة، وبناء عليه تم إضافة هذه التعديلات وأهمها أن الدولة اللبنانية ملتزمة بحصرية السلاح في يدها، وهي الجهة المخولة بامتلاك قرار الحرب والسلم، علماً بأن حزب الله لم يكن يوافق على مسألة تسليم السلاح أو سحب السلاح ويطالب بتركه إلى الحوار الداخلي اللبناني.
وقد حصلت «الجريدة» على أبرز بنود الرد اللبناني وهي: تفكيك وسحب السلاح الفلسطيني، داخل المخيمات وخارجها، وتفكيك منشآت حزب الله جنوب الليطاني، في سياق تعزيز سلطة الدولة وبسط سيادتها، وتثبيت منطقة خالية من أي مظاهر مسلحة خارج إطار الدولة، والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس والمناطق المتنازع عليها وعلى رأسها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتأكيد تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1701، وتفعيل «لجنة الميكانيزم»، ووقف الاعتداءات، ورعاية عربية لمسار العلاقة اللبنانية - السورية بما يضمن عودة النازحين السوريين بصورة آمنة وكريمة، ويشدد على أهمية ضبط الحدود اللبنانية - السورية، والتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري، سيما في ما خص حماية السيادة، وتطبيق الإصلاحات، والتمسك بمرجعية الدولة ومؤسساتها.
وبحسب المصادر، من المقرر ان يناقشت براك مع إدارته ومع الإسرائيليين أيضاً الرد اللبناني، مع الإشارة إلى أن الملاحظات الأميركية أو الردّ على الردّ اللبناني يُفترض أن يتسلمه لبنان بعد حوالى أسبوع، على أن يعود براك بعد حوالي أسبوعين إلى بيروت لمتابعة النقاش.
في المقابل، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن الردّ اللبناني «غير دستوري وغير قانوني أو حتّى رسمي»، مشيرا إلى أن «المادة 65 من الدستور نصّت على التالي: تناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات ودون استثناء». وأكد أن «المطلوب من رئيس الحكومة أن يدعو مجلس الوزراء إلى الاجتماع من دون إبطاء، بعد أن يكون قد أطلع الوزراء على ورقة برّاك، وأن تتم مناقشة الورقة في اجتماع، أو اجتماعات متتالية لمجلس الوزراء مكتملا لاتّخاذ الموقف الدستوري الرسمي منها».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 14 ساعات
- الجريدة
براك «راضٍ» عن رد لبنان على نزع سلاح «حزب الله»
أعلن المبعوث الأميركي، توم براك، أمس، من بيروت أنه «راض» حيال ردّ السلطات اللبنانية على طلب واشنطن بشأن نزع سلاح «حزب الله»، محذّراً في الوقت نفسه من أن لبنان «سيتخلّف عن الركب» إن لم يتحرك تماشياً مع التغيرات الإقليمية الحاصلة. وقال السفير الأميركي إلى تركيا والمبعوث الخاص إلى سورية خلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه مع الرئيس اللبناني جوزيف عون «أنا ممتنّ للرد اللبناني (...) الرد مدروس وموزون. نحن نعمل على وضع خطة للمضي قدما، ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى الحوار». وتابع: «ما قدّمته لنا الحكومة كان رائعا. في وقت قصير جدا، وبطريقة معقّدة جدا، أشعر برضا لا يُصدق حيال هذا الرد». واضاف: «لا نملي على لبنان ما يجب عمله بخصوص حزب الله، وعلى لبنان أن يتعامل مع الحزب وليس الولايات المتحدة»، مشددا على أن «المسار يجب أن يبدأ من الداخل، وهناك يكمن التحدي وعلى كل فريق أن يتخلى عن شيء». وأكد أنه «ليس على لبنان الالتزام بأي جدول زمني خصوصاً أنه يريد صيغة حول ما يريد تحقيقه ونحن هنا للمساعدة، والمشكلة في لبنان ليست إيران بل عجز اللبنانيين عن الاتفاق فيما بينهم». جعجع يعتبر الرد اللبناني غير دستوري ويدعو إلى بحثه في جلسة لمجلس الوزراء وحذّر براك في الوقت نفسه من أن «المنطقة تتحرّك بسرعة هائلة» ولبنان «سوف يتخلّف عن الركب». وأشار إلى أن «الحوار بدأ بين سورية وإسرائيل»، معتبراً أن على لبنان أن يتجّه نحو «الحوار» أيضاً. وقال «اعتقادي أن اسرائيل تريد السلام مع لبنان... لكن التحدي هو كيفية الوصول إلى ذلك». وأضاف أن «حزب الله هو حزب سياسي، وله جانب مسلح أيضاً. يحتاج حزب الله إلى أن يرى أن هناك مستقبلا له، وأن هذا الطريق ليس معدّا ليكون ضدّه فقط».وأعلنت الرئاسة اللبنانية في منشور على موقع إكس أن عون سلّم براك «أفكارا لبنانية لحلٍّ شامل خلال الاجتماع».من ناحيته، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعه مع براك بأنه «كان جيداً وبناءً، آخذاً بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس كل اللبنانيي، وكذلك مطالب حزب الله». بدوره، قال رئيس وزراء لبنان نواف سلام، في مؤتمر صحافي، إن المبعوث الأميركي قدم ورقة لتنفيذ آليات اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، مشددا على أنه لابد من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية والوقف الكامل للأعمال العدائية، وأضاف: «قدمنا مجموعة أفكار لبراك لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، وبحثنا معه أفكاراً تتعلق بخطوات متلازمة بين الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وسحب سلاح حزب الله». وقال مصدر رسمي لبناني، مفضّلا عدم الكشف عن هويته، إن الجانب اللبناني كان سلّم رداً أولياً للجانب الأميركي قبل يومين، طلبت واشنطن إجراء تعديلات عليه. وأضاف المصدر أن المسؤولين اللبنانيين «اجتمعوا خلال عطلة نهاية الأسبوع وأعدّوا النسخة الأخيرة». وخلال زيارة سابقة إلى بيروت في يونيو الماضي، سلّم براك إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة من الإدارة الأميركية تطلب التزاما رسميا بنزع سلاح حزب الله. ووصف مراقبون سياسيون ما جرى بأنه نجاح للبنان في «كسب المزيد من الوقت والتمهل أمام المهل الأميركية في إطار الوصول إلى صيغة لحصر السلاح بيد الدولة والتزام تطبيق قرار وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل وتحقيق الانسحاب». وأضافوا أن «ما عمل عليه المسؤولون اللبنانيون هو فتح الباب أمام مفاوضات قد تكون مكوكية مع الولايات المتحدة في سبيل الوصول إلى اتفاق، ولكن من دون الحصول على ضمانات واضحة أو جدية بمنع إسرائيل من مواصلة خروقاتها وضرباتها». وبحسب مصادر متابعة، فإن صيغة الرد اللبناني الأولى التي جرى التوصل إليها قبل أيام أرسلت إلى الأميركيين للاطلاع عليها لكنهم لم يوافقوا عليها، واعتبروا أن فيها ثغرات كثيرة، وخصوصاً لجهة الإقرار الصريح في سحب السلاح. طلب الأميركيون تعديلات على هذا الجواب، ولذلك شرعت اللجنة الثلاثية بتكثيف الاجتماعات للوصول إلى صيغة ملائمة، وبناء عليه تم إضافة هذه التعديلات وأهمها أن الدولة اللبنانية ملتزمة بحصرية السلاح في يدها، وهي الجهة المخولة بامتلاك قرار الحرب والسلم، علماً بأن حزب الله لم يكن يوافق على مسألة تسليم السلاح أو سحب السلاح ويطالب بتركه إلى الحوار الداخلي اللبناني. وقد حصلت «الجريدة» على أبرز بنود الرد اللبناني وهي: تفكيك وسحب السلاح الفلسطيني، داخل المخيمات وخارجها، وتفكيك منشآت حزب الله جنوب الليطاني، في سياق تعزيز سلطة الدولة وبسط سيادتها، وتثبيت منطقة خالية من أي مظاهر مسلحة خارج إطار الدولة، والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس والمناطق المتنازع عليها وعلى رأسها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتأكيد تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1701، وتفعيل «لجنة الميكانيزم»، ووقف الاعتداءات، ورعاية عربية لمسار العلاقة اللبنانية - السورية بما يضمن عودة النازحين السوريين بصورة آمنة وكريمة، ويشدد على أهمية ضبط الحدود اللبنانية - السورية، والتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري، سيما في ما خص حماية السيادة، وتطبيق الإصلاحات، والتمسك بمرجعية الدولة ومؤسساتها. وبحسب المصادر، من المقرر ان يناقشت براك مع إدارته ومع الإسرائيليين أيضاً الرد اللبناني، مع الإشارة إلى أن الملاحظات الأميركية أو الردّ على الردّ اللبناني يُفترض أن يتسلمه لبنان بعد حوالى أسبوع، على أن يعود براك بعد حوالي أسبوعين إلى بيروت لمتابعة النقاش. في المقابل، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن الردّ اللبناني «غير دستوري وغير قانوني أو حتّى رسمي»، مشيرا إلى أن «المادة 65 من الدستور نصّت على التالي: تناط السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات ودون استثناء». وأكد أن «المطلوب من رئيس الحكومة أن يدعو مجلس الوزراء إلى الاجتماع من دون إبطاء، بعد أن يكون قد أطلع الوزراء على ورقة برّاك، وأن تتم مناقشة الورقة في اجتماع، أو اجتماعات متتالية لمجلس الوزراء مكتملا لاتّخاذ الموقف الدستوري الرسمي منها».


كويت نيوز
منذ 18 ساعات
- كويت نيوز
ترمب مهاجماً ماسك: خرج عن السيطرة ويريد تخريب النظام السياسي
هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره السابق ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك، بشأن خططه لتشكيل حزب سياسي جديد. وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشيال' يوم الأحد: 'يحزنني أن أرى إيلون ماسك يخرج تماماً عن السيطرة، ليصبح عملياً (حطام قطار) على مدار الأسابيع الخمسة الماضية'. وأضاف:'حتى إنه يريد تأسيس حزب سياسي ثالث، على الرغم من حقيقة أنه لم ينجح قط في الولايات المتحدة – يبدو أن النظام لم يصمم لهم'. وفي وقت سابق أمس الأحد، قال ترامب للصحافيين إن خطة ماسك 'سخيفة' وأشاد 'بالنجاح الهائل' الذي حققه الجمهوريون. وكان ماسك قد قال يوم السبت إنه قرر تأسيس حزبه السياسي الخاص في الولايات المتحدة، وأطلق عليه اسم 'حزب أمريكا'. وجاء إعلانه على منصته 'إكس' بعد يوم واحد من إجرائه استطلاع رأي لسؤال المستخدمين عما إذا كان يجب عليه إنشاء حزب جديد لمنافسة الديمقراطيين والجمهوريين. وكتب ماسك: 'بنسبة 2 إلى 1، تريدون حزباً سياسياً جديداً وستحصلون عليه'. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان قد اتخذ أي خطوات رسمية لإنشاء الحزب الجديد. وكتب ترامب على 'تروث سوشيال' أن الأحزاب الثالثة لا تفعل سوى 'إحداث فوضى واضطراب كامل وتام'. وأضاف: 'لدينا ما يكفي من ذلك مع الديمقراطيين اليساريين المتطرفين، الذين فقدوا ثقتهم وعقولهم! أما الجمهوريون، فهم آلة تعمل بسلاسة، وقد أقروا للتو أكبر مشروع قانون من نوعه في تاريخ بلادنا'. وكان ماسك قد دعم حملة ترامب الانتخابية بأكثر من 250 مليون دولار وقاد فريق إدارة الكفاءة الحكومية لخفض التكاليف بعد تنصيب الرئيس في يناير (كانون الثاني) وحتى أواخر مايو، حيث قام بتخفيضات هائلة في الوظائف وخفض الإنفاق الحكومي الأمريكي.


المدى
منذ 19 ساعات
- المدى
الشيخ الخطيب: المجالس الحسينية رسالة إنسانية والمقاومة ضمانة الكرامة والسيادة
اختتم مفتي صور وجبل عامل، العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله، المجالس العاشورائية التي أقامها بدعوة من معهد الإمام الصادق ، بإحياء مجلس حسيني حاشد في مدينة الغازية، بحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، وممثل آية الله العظمى السيد علي السيستاني، الحاج حامد الخفاف، وممثل المرجع الشيخ بشير النجفي فضيلة الشيخ علي بحسون، إلى جانب حشد من العلماء ورجال الدين، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، والنائب علي خريس، وعضو هيئة الرئاسة في حركة 'أمل' خليل حمدان، ورئيس المكتب السياسي لحركة 'أمل' جميل حايك، وعدد من أعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية، وممثلين عن 'حزب الله' وقيادات من كشافة الرسالة الإسلامية، ومواطنين . وألقى الخطيب كلمة قال فيها: 'السلام عليك سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، عليك سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار. السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أنصار الحسين، السلام على أبي الفضل العباس وعلى الحوراء زينب وعلى أنصار الحسين الذين بذلوا مهجهم دونه. السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون، الأخ المفتي الشيخ حسن عبد الله، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين'. وأضاف: 'لا بدّ لي في البداية أن أتوجه بالشكر الكبير لهذه الهامات وهذه الرؤوس المرفوعة التي تعلّقت روحها بآل بيت رسول الله وبالإمام الحسين، تقيم له هذا العزاء تعبيراً عن هذا الولاء وعن هذا الارتباط المستمر والسير على هذا الخط الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما أنتم ومن أنتم؟ بعد هذه التضحيات الكبيرة والشهداء والدمار وبعد هذه الحرب التي شُنت عليكم ثم أنتم واقفون في نفس المكان لم يزحزكم الارهاب والحملات الاعلامية والحرب والقتل والدمار، ما أنتم؟ إنه سر الارتباط بالله سبحانه وتعالى وبرسوله وبدينه وبأئمة أهل البيت، إنه سرّ عاشوراء، هذا سر من أسرار عاشوراء، في كل مرحلة من المراحل نكتشف عظمة من جانب من جوانب مجتمعنا، وكان من المفترض أن تكون هذه المجالس ليست مجالس شيعية وإنما مجالس إنسانية، الإمام الحسين ليس للشيعة مثل الاسلام ليس لجهة أو قبيلة أو لجهة وإنما للناس، والحسين هو الذي قال: 'بنا فتح الله وبنا يختم' بنا فتح الله بمحمد وبنا يختم بمحمد، هي ثورة كانت للأمة'. وتابع: 'أتساءل في بعض الأحيان لماذا كانت عاشوراء؟ لماذا استشهد الإمام الحسين واستفرد في كربلاء؟ الأمة لم تقف الى جانبه ولم تواجه السلطة المنحرفة والظالمة، هذا الخطاب الذي نكرره دائماً أنه لم يقم من أجل غايات شخصية وإنما قام من أجل الأمة، كما قال: 'ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي'، الأمة منكفئة عن الحسين وليس بالضرورة أن يكون شكل التكريم للإمام الحسين والتعظيم لهذه الثورة بالشكل الذي نصنعه نحن، هذا العمل كان من أجل الأمة وللمسلمين جميعاً بل يتعدى المسلمين الى كل هذا المجتمع العربي والاسلامي بكل تنوعاته في الجزيرة العربية من أجل تحقيق العدالة ومن أجل مواجهة الانحراف والفساد، النظام في الاسلام هو نظام مدني، في موضوع الحاكمية والإمامة الحكم هو حكم مدني من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ومن أجل مواجهة الظلم والجهل ومن أجل نشر العلم والمعرفة، و مواجهة الفساد الفكري والثقافي والسلوكي والأخلاقي وكل انواع الفساد في المجتمع، هو لمصلحة الأمة جميعاً بكل تنوعاتها'. وأردف: 'دائماً حينما يكون هناك صراع بين طرفين، كل طرف ينظر الى نقاط القوة للطرف الآخر وينظر على نقاط الضعف، ما هي نقطة الضعف التي عانى منها الإمام الحسين أو عانت منها الأمة في موضوع كربلاء، ثورة كربلاء بين الأمة وبين السلطة، ما هي نقطة الضعف؟ لماذا لم يقف الناس الى جانب الامام الحسين وواجهت الامام الحسين فريداً ( ألا واني زاحف بأسرتي) لم يكون هناك أحد ولم يقف مع الامام الحسين أحد، السلطة كانت تدرك قوة موقع أهل البيت وخطورة موقف وموقع الامام الحسين في الأمة، لذلك كل طرف يحاول أن يضعف وينهي ويمزق نقاط القوة للطرف الآخر ويستغل نقاط الضعف، هل أن رسول الله وقبل رسول الله، حينما صنع هذه الأمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ألم يُحكم بنيانها؟ توفي رسول الله ص وبدأت المشاكل والنزاعات والأطماع تظهر من أجل السلطة ومواجهة خط أهل البيت، ما هي المشكلة؟ الله يختبر الأمة، وكما قال الامام الصادق: أن الله ابتلانا بكم وابتلاكم بنا، هو امتحان'. وقال: 'اذاً ، الموضوع ليس موضوعاً تكوينياً، ولكن الله أنزل من الآيات والبيّنات والأدلة والخطط ما يحكم به بنيان الأمة ما لو تمسكت به، قال رسول الله للمسلمين: 'إني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي'، الأمان، كان الأمان للأمة هو رسول الله ثم جعل اماناً بعده هم أهل البيت، (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)، الأمان موجود لكن الطامعين يستغلون بساطة الناس وجهل الأكثرية من الناس وعوامل الضعف من القبلية والمصالح والخوف من السلطة، كل هذه العوامل يستغلها الطرف المبطل الذي اعتبر أن الخلافة هي موضوع دنيوي وزمني وليس موضوعاً الهياً أو دينياً أو اسلامياً وأن هناك نصّا على علي ابن أبي طالب وأئمة أهل البيت، اذاً استغلت نقاط الضعف من قبل السلطة، وهناك نقاط القوة أيضاً كوحدة الأمة وهناك مشاهد كثيرة حتى في التشريعات أكد عليها الاسلام التي تؤكد على أهمية وحدة المجتمع مثل الحجّ كمظهر من مظاهر الأمة وليس مظهر للأفراد، مثلاً: صلاة الجماعة التي للأسف أهلنا لا يهتمون بها كثيراً وهذا مظهر سيء وعادة سيئة من عادات أهلنا وإخواننا، في حين انها مظهر من مظاهر القوة، وهكذا..، هناك تشريعات كثيرة تؤكد على وحدة الأمة كمظهر لقوة الأمة، أراد الله سبحانه وتعالى أن تخرج هذه التشريعات الى العلن أمام القوى الأخرى ثم ليؤكد أنها تعطي هوية لهذه الأمة أنها أمة مرتبطة بالله، الأمة العابدة لله، وانها البوصلة لها في مسيرتها وفي حياتها ، هي بوصلة نحو الله والعبودية لله، كما قلنا موضوع القبلية، موضوع المصالح، موضوع الخوف من السلطة (لأنها تمتلك مصادر القوة)، الناس يفكرون أن أكلهم وشربهم مرتبط بالسلطة واذا لم تذعنوا للسلطة تذهب الوظيفة وتموتون من الجوع، أصبحت السلطة عندهم هي الحاكم وهي الرازق وهي المحيي وهي المميت، هذا الضعف الانساني يوصل الانسان في بعض الأحيان للتخلي عن كرامته لكي يحافظ على وظيفته، الحفاظ على الوظيفة أمر أساسي وعلى الانسان أن يسعى ولكن حينما يبلغ الأمر أن يستخدم كما حصل في الحكم اليزيدي أن يُستخدم جهاز الدولة في مواجهة الحق وفي مواجهة الإمام الحسين (ع)، تستخدم السلطة هذا الإسلوب في التخويف والتجويع والملاحقة في الاتهامات وفي القتل وفي السجن والتعذيب و حبس الأعطيات وعوامل الفرقة وعوامل التجزئة، لقد جزئت الأمة بهذا الشكل الى قبائل والى أصحاب مصالح الى أناس خائفة حينئذ لم يبق إلا القليل، عامل القوى انتهى'. وأضاف: 'لهذا أيها الأخوة الاعزاء، في بلد مثل لبنان، وأي بلد يحاول أن يظهر مظاهر القوة ليحفظ نفسه في مواجهة الأعداء، هناك بعض الناس نفوسها ضعيفة دائماً تظهر جانب الضعف والمسكنة لتستعطف الآخرين، في بلدنا هناك الفئات على هذا الشكل وعلى هذا النمط، يظهرون البلد بمظهر الضعف ومظهر الحاجة للآخرين وبالتالي يعطون هذه الصورة المهينة عن بلدهم وشعبهم، نحن نعيش في بلد للأسف ليس فيه دولة، يتكلمون عن السيادة وعن الدولة، أين هي الدولة؟ أنتم مجموعة من الممسكين بمصالح الناس وتتقاسمونها بينكم، أنتم لستم دولة، ما هي مهمة الدولة؟ هي الدفاع عن سيادتها وعن حدودها وعن مصالح شعبها والدفاع في مواجهة العدو الذي يريد مهاجمتها واحتلال أرضها، أو إيجاد مصالح جديدة من أجل أبنائها كالمدارس والتعليم غيره،، دائماً يتسولون من الخارج ويستعطفونه ويبيعونه مستقبل البلد ويبيعونه شعبهم ويتخلون عن كرامتهم وعن كرامة شعبهم، يبيعونه أغلى شيء عندهم، في هذا الوضع بلبنان، ما هو أغلى شيء لدينا؟ هو الأمان لشعبنا والاستقرار والسيادة، هذا أهم شيء، من يحافظ على هذه السيادة مصدر قوة للبلد، هل فعلوا شيء بهذا المجال؟ لولا أن شعبنا حي، شعب يحيي كربلاء ويتمسك بكربلاء، ومظاهر عاشوراء. و مع الاوضاع التي مررنا بها ومع الجراح الكبيرة التي أصبنا بها من الشهداء والبيوت والخسائر، هذه الجماعة المتسولة والمستغلة لمصالح الناس والمرتهنة للخارج لا يناسبها ان تكون المقاومة موجودة وقوية تقدم التضحيات وتحفظ الوطن و هل هناك أغلى من حفظ لبنان وأمان لبنان واستقرار لبنان وكرامة الشعب اللبناني، حققوا هذه الأشياء لكي تتخلى المقاومة عن سلاحها، السلاح ليس مقدّساً كما ذكرت قدسيته من قدسية القضية التي هي الحفاظ على الحدود اللبنانية والشعب اللبناني، إذا قمتم بهذه المهمة هل نحن مضطرون بعد أن نعلم أبناءنا في الجامعات وبعد ان نرسل أبناءنا الى المهجر ليعيشوا الغربة لكي يجمعوا بعض المال من أجل إعمار بيوتهم، هل وفّرتم لهم الحياة الكريمة؟ تريدون بيع المقاومة مقابل ماذا؟ مقابل ولاء فقط، أنهم موالون للولايات المتحدة الأمريكية وللغرب، ماذا قدمت لنا أميركا؟ كل مصائبنا من الولايات المتحدة الأمريكية ومن مبعوثيها الذين يأتون الى لبنان لتهديدنا إما السلة وإما الذلة، نحن نعيش في كربلاء، نحن قمنا بهذه المواجهة دون خوف أو وجل، لا تخوفونا، نحن متمسكون بقول الله: (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ)، الذين يسارعون الى المطالبة بنزع سلاح المقاومة (بإصرار على التعبير بنزع سلاح المقاومة) بخلفية الحقد والكسر، من أنتم؟ في تاريخكم بلبنان ماذا فعلتم غير أنكم أدخلتم البلد في حروب أهلية، الذين يأخذون على الثنائي الشيعي الوطني وعلى مقاومتنا بأنهم متمسكون بالسلاح، نعم متمسكون بالسلاح لأنكم لستم أهلاً أن تحملوا هذه المسؤولية'. وختم: 'نؤكد اليوم وغداً وبعد غد بأن هذه التعبيرات غير لائقة، هذا السلاح هو موضع حوار داخلي بين اللبنانيين، الحل بالاتفاق حول مصالح البلد، وكل التهويل من الداخل مرفوض'. ثم تلا السيرة الحسينية الشيخ يوسف كركي، في مشهد إيماني مؤثر استحضر المأساة الكربلائية ومعاني الفداء والتضحية.