
سواحل البحر تُثير الحنين أكثر من الغابات والجبال
وأوضح الباحثون أن «الحنين المكاني» يرتبط بدرجة كبيرة بالمناطق الساحلية، التي تتمتع على ما يبدو بخصائص بصرية تحفّز المشاعر الإيجابية، وتُعزز الصحة النفسية، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية (Current Research in Ecological and Social Psychology).
وبيّنت الدراسة أن الشعور بالحنين، خاصة تجاه أماكن عزيزة في الذاكرة، يُعد مصدراً نفسياً مهماً يعزز الصحة النفسية. فعندما يسترجع الأشخاص ذكرياتهم المرتبطة بأماكن معينة، يشعرون بترابط أقوى مع الآخرين، ويزداد لديهم الإحساس بالمعنى والهدف في الحياة، إضافة لارتفاع تقديرهم لذواتهم وتعزيز هويتهم الشخصية.
الأماكن الزرقاء ترتبط بتحسن الرفاه النفسي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ويُعد الحنين آلية نفسية دفاعية تظهر عادة في أوقات الوحدة أو التوتر، وله دور واعد في دعم رعاية مرضى الخرف، من خلال تحفيز الذكريات الإيجابية المرتبطة بمكان أو تجربة معينة.
وشارك في الدراسة نحو 800 شخص من أميركا، و200 من بريطانيا، تتراوح أعمارهم بين 18 و94 عاماً. طُلب من المشاركين تحديد ووصف الأماكن التي يشعرون بالحنين نحوها، ثم قارن الباحثون بين خصائص هذه الأماكن وتلك التي لا تثير مشاعر مماثلة.
وأظهرت النتائج أن الأماكن الساحلية شكّلت 26 في المائة من المواقع التي أثارت الحنين لدى المشاركين البريطانيين، وخُمس الأماكن لدى الأميركيين. وعند إضافة الأنهار والبحيرات، ارتفعت النسبة لتصل إلى نحو الثلث (35 في المائة ببريطانيا، و30 في المائة بأميركا).
أما الأماكن الحضرية (المدن)، فشكّلت أكثر من خُمس الأماكن التي أثارت الحنين (20 في المائة ببريطانيا، و22 في المائة بأميركا)، بينما لم تتجاوز النسبة 10 في المائة للمناطق الزراعية، والجبال، والغابات، على حد سواء.
وأظهرت خرائط الدراسة أن المشاركين البريطانيين عبّروا عن مشاعر حنين قوية تجاه منطقتي كورنوال وديفون المعروفتين بسواحلهما الخلابة، إضافة لشمال يوركشير التي تجمع بين الطبيعة الساحلية والريفية. أما المشاركون الأميركيون فقد أشاروا لمشاعر حنين نحو مناطق في كاليفورنيا وفلوريدا ونيويورك.
وقالت الدكتورة إليزابيتا ميليتارو، الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة كامبريدج: «كنا نتوقع أن يشعر الناس بقدر أكبر من الحنين تجاه الأماكن الخضراء، استناداً لدراسات سابقة، لكن المفاجأة أن الأماكن الزرقاء، كالسواحل والأنهار، كانت الأكثر إثارة لهذه المشاعر».
السواحل والأنهار من الأماكن الأكثر إثارة لمشاعر الحنين إلى الماضي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
وأضافت، عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أن الأماكن الزرقاء ترتبط بتحسن الرفاه النفسي، وقد يعود ذلك لخصائصها البصرية مثل السطوع العالي، وتشبع الألوان، والتباين الواضح، وهي عناصر تُعزز التأثيرات المريحة والإيجابية».
وتابعت: «الحنين يمكن أن يكون وسيلة قوية لفهم الأماكن التي تعني للناس الكثير. ومن المهم إشراك المجتمعات في تخطيط أحيائها للحفاظ على المعالم المحلية التي تشكّل جزءاً من ذاكرتهم وهويتهم».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
اكتشاف أنواع فرعية من التوحد مرتبطة بمتغيرات جينية
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود أربعة أنواع فرعية من اضطراب طيف التوحد، لكل منها توقيع جيني فريد، مما يمهد الطريق نحو تطوير علاجات أكثر دقة واستهدافًا. وأجريت الدراسة من قبل باحثين في مركز فلاتيرون للبيولوجيا الحاسوبية الأميركي، بالتعاون مع مؤسسات بحثية أخرى فيما استندت إلى بيانات مشروع (SPARK)، الذي يعد أكبر دراسة على الإطلاق تتناول اضطراب التوحد. وشملت الدراسة البيانات النمطية والوراثية لأكثر من 5000 طفل ومراهق مصابين بالتوحد، تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عامًا. ووفقًا لما نشرته دورية نيتشر جينيتكس (Nature Genetics)، فقد نجح الباحثون في تحديد أربع مجموعات فرعية يشترك أفرادها في سمات متقاربة، وتم ربط كل مجموعة بعمليات بيولوجية محددة ناجمة عن متغيرات جينية مميزة، وتشمل هذه المجموعات التحديات السلوكية، التوحد المصحوب بتأخر في النمو، التحديات المعتدلة، والنوع المتأثر على نطاق واسع. وأظهرت النتائج أن كل نوع فرعي يتميز بخصائص طبية وسلوكية ونفسية فريدة، إلى جانب أنماط مختلفة من التباين الوراثي، لا تقتصر على نوع الطفرات الجينية فحسب، بل تشمل أيضًا توقيت تنشيط هذه الجينات. واتبعت الدراسة نهجًا متمحورًا حول الشخص، ركز على الطيف الكامل للسمات الفردية، بدلًا من التركيز على سمة واحدة مثل معدل الذكاء، وهو ما مكن الباحثين من الوصول إلى تصنيف أكثر دقة وارتباطًا بالواقع السريري. وخلص الباحثون إلى أن النتائج تدعم الفرضية القائلة إن التوحد ليس اضطرابًا واحدًا متجانسًا، بل هو مجموعة من الحالات ذات أسباب بيولوجية متعددة، مما يعزز فرص تطوير تدخلات علاجية مخصصة لكل نوع فرعي من التوحد.


الشرق الأوسط
منذ 7 ساعات
- الشرق الأوسط
إيجابيات وسلبيات استخدام شريط الفم للنوم
أصبح إغلاق الفم للنوم بشريط لاصق أمراً شائعاً. وبفضل دعم المشاهير ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صناعة قيمتها مليارات الدولارات. تزعم إحدى المؤثرات أن شريط الفم هو «نصيحة الجمال» التي غيّرت مظهر وجهها وفكها للأفضل. ووفقا لـ«سي إن إن» تؤكد مستخدمة أخرى على «تيك توك» لمتابعيها أن استخدام شريط الفم «ليس مجرد تأثير وهمي - لقد نمتُ بشكل أفضل بكثير منذ استخدامه»، بينما تصرّ أخرى على أن استخدام شريط الفم «يجعلني أستيقظ أكثر نشاطاً»، مضيفةً أنه «يساعد في تخفيف القلق، وإذا كنتِ تشخرين، فهو يساعد على التوقف عن الشخير». لم تستطع إحدى النساء حتى تذكر سبب بدء استخدام شريط الفم للنوم: «بصراحة، لا أعرف. رأيتُ فيديو على (تيك توك) يتحدث عن ذلك، ولا أتذكر فوائده. لكنه يساعدني على البقاء نائمة!». أصبح لصق الفم شائعاً على الإنترنت، على الرغم من أن العلم لم يُثبت فائدته بعد، بل أظهر أنه قد يُسبب ضرراً. قال الدكتور برايان روتنبرغ، اختصاصي النوم وأستاذ طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في كلية شوليتش للطب وطب الأسنان بجامعة ويسترن في لندن، أونتاريو: «إن الفوائد المزعومة لهذا - تحسين انقطاع النفس، وتحسين الشخير، وتحسين مظهر الأنف والفك - لا تظهر بوضوح». إذا كنت من بين حوالي 30 مليون أميركي يعانون من انقطاع النفس النومي، فإن لصق الفم قد يُعيق تدفق الهواء بشكل خطير، مما يحرم دماغك وجسمك من الأكسجين الضروري للغاية، وفقاً للخبراء. انقطاع النفس النومي حالة خطيرة يتوقف فيها الشخص عن التنفس لمدة تصل إلى دقيقة عدة مرات في الساعة. في الحالات الشديدة، يتوقف الشخص عن التنفس مئات المرات كل ليلة. وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب النوم، يعاني حوالي 23.5 مليون شخص من انقطاع النفس النومي في الولايات المتحدة من عدم تشخيص حالتهم. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية والاكتئاب، وحتى الوفاة المبكرة إذا تُركت دون علاج. ووجد تحليل حديث أجراه روتنبرغ وزملاؤه أن إغلاق الفم بشريط لاصق أو غلقه بإحكام أو ربط الذقن بإحكام لإبقائه مغلقاً «قد يُشكل خطراً كبيراً للاختناق في حالة انسداد الأنف أو ارتجاعه». ويقول الخبراء إن انسداد الأنف قد يُصعّب التنفس من الأنف أيضاً، لذا فإن اللجوء إلى شريط الفم دون استشارة اختصاصي النوم أولاً أمر غير حكيم. وقال روتنبرغ: «هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تجعلنا لا نستطيع التنفس من الأنف - انحراف الحاجز الأنفي، والسلائل الأنفية، وحتى في بعض الحالات، قد تحدث أورام أنفية». ويُفضل عدد كبير من الناس اللجوء إلى «إنستغرام» أو «تيك توك» أو مصادر معلومات أخرى بدلاً من طبيبهم أو ممرضهم الممارس لتشخيص الحالة. لا فائدة من استخدام شريط الفم اللاصق دون تنفس سليم. يهدف معظم مُحبي شريط الفم اللاصق إلى التنفس عبر الأنف، وهو ما يُؤكد الخبراء على صحته. فالشعر الرقيق في الأنف، الذي يُسمى الأهداب، يُصفّي الغبار ومسببات الحساسية والجراثيم والمخلفات البيئية. يُرطب التنفس عبر الأنف أيضاً الهواء الداخل، بينما يُمكن أن يُهيّج الهواء الجاف المُستنشق عبر الفم الرئتين، وفقاً للدكتور راج داسغوبتا، الأستاذ المُشارك في الطب السريري وأمراض الرئة والرعاية الحرجة وطب النوم في مستشفى هنتنغتون هيلث في باسادينا، كاليفورنيا. يُساعد التنفس عبر الأنف على الاسترخاء، ولذلك يُنصح به غالباً، إلى جانب اليوغا والتأمل، كوسيلة لتعزيز النوم. مع ذلك، قالت آن كيرني، اختصاصية أمراض النطق واللغة في كلية الطب بجامعة ستانفورد، إن من يتبعون تقنية الفم المدبب لن يستفيدوا من هذه الفوائد إلا إذا تعلموا أولاً كيفية وضع لسانهم في الفم بشكل صحيح. وقالت كيرني: «أشعر بالإحباط بعض الشيء عندما يعتقد الناس أنهم يستطيعون إغلاق أفواههم بشريط لاصق، وهذا كل شيء - ليس هذا هو الهدف. يجب أن يكون اللسان مرفوعاً للأمام، وإلا فلن تحصل على فوائد التنفس الأنفي». إذا قررت استخدام شريط الفم - بعد فحصك من قبل الطبيب بالطبع - فأنت تحتاج فقط إلى قطعة رقيقة من الشريط الطبي بطول بوصتين، كما قالت.


الشرق الأوسط
منذ 7 ساعات
- الشرق الأوسط
القهوة من دون إضافات أفضل لصحة القلب
كشفت دراسة أميركية عن أن تناول القهوة السوداء من دون إضافات مثل السكر أو الكريمة قد يعود بفوائد صحية ملموسة، أبرزها تقليل خطر الوفاة من أمراض القلب. وأوضح الباحثون من جامعة تافتس في الدراسة التي نُشرت نتائجها الاثنين بدورية «The Journal of Nutrition»، أن تناول كوب إلى كوبين يومياً من القهوة المحتوية على الكافيين، دون إضافات، ارتبط بانخفاض خطر الوفاة، لا سيما بأمراض القلب. ورغم أن القهوة في شكلها النقي تُعدّ من المشروبات منخفضة السعرات الحرارية، فإن كثيراً من محبيها لا يفضلون شربها دون إضافات. إذ يؤدي استخدام السكر، أو الكريمة، أو الحليب كامل الدسم إلى تحويل كوب القهوة العادي مشروباً غنياً بالسعرات الحرارية، وقد يسهم في زيادة الوزن أو رفع مستويات السكر في الدم عند استهلاكه بشكل مفرط. وتلعب هذه الإضافات دوراً في تغيير النكهة وتحسين المذاق بالنسبة للكثيرين، لكنها قد تُخفي الطابع الصحي الطبيعي للقهوة. وحلّلت الدراسة بيانات من 9 دورات متتالية من المسح الوطني للصحة والتغذية في أميركا، وتم ربطها ببيانات سجل الوفيات الوطني. وشملت العينة الوطنية التمثيلية نحو 46 ألف شخص تزيد أعمارهم على 20 عاماً، قدّموا بيانات غذائية صالحة عن استهلاكهم خلال أول 24 ساعة. وصُنّف استهلاك القهوة حسب النوع (عادية أو منزوعة الكافيين)، وكذلك حسب محتواها من السكر والدهون المشبعة. وشملت النتائج الوفيات من جميع الأسباب، إضافة إلى الوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب. وعُدّ السكر المضاف منخفضاً عندما كان أقل من 5 في المائة من القيمة اليومية الموصى بها، أي ما يعادل 2.5 غرام لكل كوب، أو نحو نصف ملعقة صغيرة. كما عُدَّت الدهون المشبعة منخفضة عندما كانت أقل من 1 غرام لكل كوب، وهو ما يعادل 5 ملاعق كبيرة من حليب بنسبة 2 في المائة دسماً، أو ملعقة كبيرة من الكريمة الخفيفة، أو ملعقة كبيرة من الحليب الممزوج. وأظهرت الدراسة أن شرب كوب واحد على الأقل يومياً من القهوة السوداء دون إضافات ارتبط بانخفاض خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 16 في المائة، بينما ارتفع هذا الانخفاض إلى 17 في المائة عند استهلاك 2 إلى 3 أكواب يومياً. في المقابل، لم تُظهر القهوة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون المشبعة العلاقة الإيجابية نفسها. أما شرب أكثر من 3 أكواب يومياً، فلم يُظهر فوائد إضافية، بل بدأت العلاقة الإيجابية مع تقليل خطر أمراض القلب في التراجع. كما لم تسجل الدراسة علاقة واضحة بين استهلاك القهوة وخفض خطر الوفاة بسبب السرطان. وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تتماشى مع الإرشادات الغذائية الأميركية، التي توصي بتقليل تناول السكريات المضافة والدهون المشبعة؛ ما يعزز مصداقية التوصيات ويوفر دليلاً علمياً إضافياً.