
كيف ستكون المواجهة المقبلة بين طهران وتل أبيب؟
اضافة اعلان
عواصم - في قراءة للحرب الخاطفة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران يتجلى الأمر بأنها لا تشبه أي حرب أخرى سابقة في الشرق الأوسط.ويتساءل محللون لماذا توقفت على هذا التوازن بين الأطراف؟ وهل وضع اتفاق وقف النار نهاية فعلية للحرب، أو أن الأمر مجرد نهاية لمعركة واحدة فقط من حرب قد تستمر بصورة أخرى، أم أن المواجهة بين البلدين ستتخذ شكلا آخر؟ويبدو أن مشاركة الولايات المتحدة المباشرة في الحرب، عبر ضربات مركزة على منشآت نطنز وأصفهان وفوردو النووية الإيرانية كانت تهدف إلى ما هو أبعد من مجرد دعم إسرائيل، فالمفارقة أن هذه المشاركة شكلت تمهيدا عمليا نحو وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن الأميركيين لا يسعون إلى حرب شاملة بل إلى ضبط الإيقاع وفق حسابات تفوق إسرائيل الأمنية، وليس بالضرورة مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران.ورجّحت تحليلات أن تكون المفاوضات حول وقف إطلاق النار قد بدأت بالفعل مبكرا وقبل رد إيران بقصف قاعدة أميركية في قطر، وأن الضربة كانت "الطلقة الأخيرة" في معركة سمحت لإيران بتأكيد كرامتها، ولواشنطن بالتحرك نحو التهدئة.وتميزت هذه الحرب عن سابقاتها في الشرق الأوسط بطابعها عن بُعد، واعتمادها على تقنيات متقدمة، ولا سيما في الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، وقد افتتحت دولة الاحتلال المعركة بسلسلة ضربات استهدفت قادة الحرس الثوري ومراكز القيادة بطهران، وردّت إيران بصواريخ بعيدة المدى استهدفت مواقع إسرائيلية إستراتيجية.لكن شيئا فشيئا، ومع انخراط الطرفين في قصف متبادل، بدا أن كفاءة الدفاعات الجوية للاحتلال بدأت تتآكل. ففي البداية، تصد الاحتلال لـ80 % من الصواريخ، لكن النسبة انخفضت إلى 50 % مع توالي الأيام. وفي المقابل، بدأت إيران تفقد مواقع إطلاقها تدريجيا، مما يشير إلى نية خوض معركة طويلة لا الهجوم الكاسح.وقد ألحقت ضربات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة بالأميركية، ضررا بالغا ببعض المنشآت والعلماء، ولا سيما في أراك، وربما نطنز وأصفهان. لكن المنشآت المنتشرة الأخرى، والعقول العلمية العاملة بالمئات، لا تزال خارج دائرة الدمار. أما فوردو، فظل مصيره محل تباين بين الروايات الإيرانية والأميركية.وقد يعول الاحتلال مستقبلا شبكات من العملاء في كافة أنحاء إيران والذي استثمر فيهم على مدى أكثر من عقدين، والذين تعدى قيامهم بتزويد إسرائيل بالمعلومات الضرورية حول المواقع وطبيعتها وحول البشر، بل أيضا تنفيذ عمليات باستخدام الصواريخ والمسيّرات.وعلى الجانب الآخر، ورغم أن الرد الإيراني كان أقل دمارا من الهجمات الإسرائيلية، فإنه نجح في شل مؤسسات حساسة مثل معهد وايزمان، فخر البحث العلمي في إسرائيل منذ عقود، ومعهد الأبحاث البيولوجية، ومصفاة حيفا ومطار بن غوريون. كما تسببت الصواريخ بدمار داخل مربعات سكنية في تل أبيب وحيفا وبئر السبع، وأربكت الاقتصاد الإسرائيلي، وأثارت موجة نزوح خارجي.ويُعد أحد أبرز الأسباب خلف صعوبة تقدير مدى نجاح وفعالية الرد الإيراني هو التكتم الإسرائيلي البالغ حول طبيعة الأهداف التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية.وتُظهر الوقائع أن كلا الطرفين خرج من الحرب دون تحقيق أهدافه بل بخسائر كبيرة، ما يجعلهما يفكران مطولا قبل خوض غمار مغامرة أخرى مشابهة تستنزف المزيد من المقدرات، فالجولة الاخيرة لم تحقق هدف الاحتلال في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ولا إسقاط النظام، ولا حتى تعطيل قدرات إيران الصاروخية أو المسيّرات بالكامل.-(وكالات)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
إعلام إيراني: اغتيال مسؤول رفيع المستوى في بهشتي
اضافة اعلان وقالت وكالة "الأخبار العاجلة"، نقلاً عن مصادر محلية إن "هجوماً إرهابياً وقع في مدينة بهشتي السكنية شمال شرق العاصمة طهران أسفر عن مقتل مسؤول"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.فيما ذكرت مواقع إخبارية، أن "مدفعية مضادة للطائرات تابعة للحرس الثوري الإيراني (IRGC) فتحت النار نحو طائرة مسيّرة يُعتقد أنها إسرائيلية كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق المنطقة".وقال موقع "سهام نيوز"، إن الهجوم أسفر عن سقوط المقذوفات في محيط سكني، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل من المدنيين، وفق تقديرات أولية.وأكد شهود عيان أن خمس سيارات إسعاف شوهدت وهي تُخلي المصابين من موقع الحادث، في وقت فرضت فيه القوات الأمنية طوقًا مشددًا على المنطقة، ومنعت وسائل الإعلام المحلية من تغطية ما جرى.وأشاروا إلى أن السلطات تحاول التكتّم على الحادث، وسط حالة من الهلع في صفوف السكان المحليين، خصوصاً بعد سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار عنيف.ولم يصدر أي بيان رسمي من الجهات الأمنية أو الإعلامية في إيران لتأكيد أو نفي الحادث، فيما تواصل وسائل إعلام المعارضة تداول روايات متضاربة حول عدد الضحايا وهوية الطائرة المسيّرة.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
فنزويلا تتهم الولايات المتحدة بخطف 18 طفلا من أبناء مهاجرين
اتهمت فنزويلا الإثنين الولايات المتحدة بـ'خطف' 18 طفلا تم ترحيل آبائهم المهاجرين بدونهم أو وضعهم قيد الاحتجاز. وقال رئيس البرلمان خورخي رودريغيز إن أعمار الأطفال تتراوح بين عام واحد و12 عاما، وإن آبائهم في كثير من الحالات عادوا إلى فنزويلا. ولم يوضح في أيّ مرحلة تم فصلهم عن آبائهم. وأضاف أن هؤلاء الأطفال 'خطفوا من قبل حكومة الولايات المتحدة'، مشيرا إلى إن كراكاس تعمل مع إدارة الرئيس دونالد ترمب لتأمين عودتهم إلى فنزويلا. وشدد رودريغيز على أن هؤلاء الأطفال 'لم يرتكبوا أيّ جريمة فحسب، بل إنّ أمهاتهم، وكثيرات منهن هنا، وآباءهم لم يرتكبوا أيّ جريمة تستحق العقوبة الوحشية المتمثلة في فصلهم عن ابنتهم أو ابنهم أو حفيدهم أو حفيدتهم'. ورغم انقطاع العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة منذ 2019، وافقت كراكاس على استقبال مواطنيها المهاجرين الذين أعيدوا إلى بلدهم على متن طائرات ترحيل أميركية. وفي أبريل/نيسان، اتهمت كراكاس واشنطن بخطف طفلة صغيرة تم ترحيل والديها من الولايات المتحدة بدونها. ورحّلت والدة نلك الطفلة إلى فنزويلا بينما أُرسل والدها إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور. ويومها، قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن مايكليس أنتونيلا إسبينوزا بيرنال وُضعت في دار رعاية لحمايتها من والديها اللذين اتهمتهما بأنهما عضوان في عصابة 'ترين دي أراغوا' الإجرامية الفنزويلية. وأعيدت الطفلة إلى وطنها في مايو/أيار على متن رحلة ترحيل. وتعمل فنزويلا أيضا من أجل إعادة أكثر من 200 مهاجر فنزويلي تم ترحيلهم من الولايات المتحدة إلى سجن 'سيكوت' شديد الحراسة في السلفادور.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
قراصنة مرتبطون بإيران يهددون بنشر رسائل إلكترونية لمساعدي ترمب
هدد قراصنة انترنت مرتبطون بإيران بالكشف عن المزيد من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من دائرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد توزيع دفعة سابقة على وسائل الإعلام قبل الانتخابات الأميركية العام الماضي. وفي دردشة عبر الإنترنت مع رويترز يومي الأحد والإثنين، قال القراصنة، الذين استخدموا اسما مستعارا هو روبرت، إن لديهم ما يقرب من 100 جيجابايت من رسائل البريد الإلكتروني من حسابات كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، ومحامية ترمب ليندسي هاليجان، ومستشار ترمب روجر ستون، ونجمة الأفلام الإباحية التي تحولت إلى خصم لترمب ستورمي دانيالز. وأثار القراصنة إمكانية بيع المواد، لكنهم احجموا عن تقديم تفاصيل عن خططهم. ولم يصف القراصنة محتوى رسائل البريد الإلكتروني. ووصفت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي الاختراق بأنه 'هجوم إلكتروني غير معقول' ورد البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الاتحادي ببيان من مدير مكتب التحقيقات كاش باتيل قال فيه إنه 'سيتم التحقيق بشكل كامل مع أي شخص مرتبط بأي نوع من أنواع خرق الأمن القومي ومحاكمته إلى أقصى حد يسمح به القانون'. وقالت وكالة أمن الانترنت في منشور على إكس 'هذا الذي يسمى 'بهجوم' إلكتروني ما هو إلا دعاية رقمية، والأهداف ليست مصادفة. إنها حملة تشويه مدروسة تهدف إلى الإضرار بالرئيس ترمب وتشويه سمعة الموظفين العموميين الشرفاء الذين يخدمون بلدنا بامتياز'. ولم ترد هاليجان وستون وممثل عن دانيالز بعد على طلبات للتعليق. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على رسالة تطلب التعليق. وقد نفت طهران في الماضي ضلوعها في التجسس الإلكتروني. وظهرت مجموعة القرصنة تلك في الأشهر الأخيرة من الحملة الرئاسية لترمب العام الماضي، عندما زعمت أن أفرادها اخترقوا حسابات البريد الإلكتروني للعديد من حلفاء ترمب، بما في ذلك وايلز. ووزع القراصنة رسائل البريد الإلكتروني على الصحفيين. وتحققت رويترز في وقت سابق من بعض المواد المسربة، بما في ذلك رسالة بريد إلكتروني بدا أنها توثق ترتيبا ماليا بين ترمب ومحامين يمثلون المرشح الرئاسي السابق روبرت كنيدي جونيور – الذي يشغل حاليا منصب وزير الصحة في حكومة ترمب. وشملت المواد الأخرى اتصالات حملة ترمب الانتخابية حول مرشحين جمهوريين ومناقشة مفاوضات التسوية مع دانيالز. وعلى الرغم من أن الوثائق المسربة حظيت ببعض التغطية الإعلامية العام الماضي، إلا أنها لم تغير بشكل جوهري في السباق الرئاسي الذي فاز به ترمب. وزعمت وزارة العدل الأميركية في لائحة اتهام صادرة في سبتمبر/ أيلول 2024 أن الحرس الثوري الإيراني أدار عملية القرصنة التي قامت بها مجموعة روبرت. وفي المحادثة مع رويترز، أحجم القراصنة عن الرد على هذا الادعاء. وبعد انتخاب ترمب، قالت مجموعة المتسللين لرويترز إنها لا تخطط لنشر المزيد من التسريبات. وفي مايو/ أيار الماضي، قالت المجموعة لرويترز إنها اعتزلت نشاطها لكنها استأنفت اتصالاتها بعد الحرب الجوية التي دامت 12 يوما هذا الشهر بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت ذروتها بقصف أميركي للمواقع النووية الإيرانية. وفي رسائل هذا الأسبوع، قالت المجموعة إنها تنظم عملية بيع رسائل البريد الإلكتروني المسروقة. وقال الباحث في معهد أميركان إنتربرايز فريدريك كاجان، الذي كتب عن التجسس الإلكتروني الإيراني، إن طهران عانت من أضرار جسيمة في الصراع، ومن المرجح أن جواسيسها يحاولون الانتقام بطرق لا تستدعي المزيد من الإجراءات الأمريكية أو الإسرائيلية. وقال 'التفسير المفترض هو أن الجميع قد أُمروا باستخدام كل ما يستطيعون من وسائل غير متماثلة لا تؤدي على الأرجح إلى استئناف النشاط العسكري الإسرائيلي-الأميركي الكبير…ومن غير المرجح أن يؤدي تسريب المزيد من رسائل البريد الإلكتروني إلى ذلك.' وعلى الرغم من المخاوف من احتمال أن تطلق طهران العنان لخراب رقمي، إلا أن القراصنة الإيرانيين لم يكن لهم أي تأثير يذكر خلال الصراع. وحذر مسؤولون أميركيون في مجال أمن الإنترنت الإثنين من أن الشركات الأميركية ومشغلي البنية التحتية الحيوية قد لا تزال في مرمى نيران طهران.