logo
هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟

هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟

الجزيرةمنذ 20 ساعات
منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.
واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف ب الذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.
نمو سنوي يصل إلى 30%؟
وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان ، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.
هؤلاء يرون أن النمو السنوي لل ناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.
ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.
من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلات
ويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.
وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.
لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".
الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعة
وإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.
ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.
لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.
وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.
أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟
لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.
وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.
رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.
لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.
هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟
"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.
وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.
مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.
ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟
التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.
وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صندوق رياضي مدعوم من السعودية يستثمر في بطولات الثلاثي للمحترفين
صندوق رياضي مدعوم من السعودية يستثمر في بطولات الثلاثي للمحترفين

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

صندوق رياضي مدعوم من السعودية يستثمر في بطولات الثلاثي للمحترفين

أعلنت منظمة الثلاثي للمحترفين "الترياثلون" التي تنظم منافسات الثلاثي الاحترافية في جميع أنحاء العالم، اليوم الاثنين، أنها حصلت على استثمار من شركة سيرج للاستثمار الرياضي المدعوم من السعودية. وقدرت مصادر مقربة من الصفقة قيمتها نحو 40 مليون دولار. وقالت منظمة الثلاثي للمحترفين، في بيان لها، "إن التمويل سيدعم النمو الدولي المستمر للمنظمة والابتكار في أشكال السباقات والمشاركة طويلة الأمد للرياضيين والمشجعين". وأضافت "سيساعد ذلك أيضا في تسريع توسع المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، حيث من المحتمل أن تستضيف السعودية بعض منافسات البطولة العالمية للثلاثي تي 100 في المستقبل". وقال صندوق سيرج عبر موقعه على الإنترنت "يهدف التمويل إلى دعم النمو الدولي لمنظمة رياضيي الثلاثي للمحترفين على مستوى السباقات الاحترافية والجماهيرية، إضافة إلى تعزيز الحلول المبتكرة في تنظيم الفعاليات وزيادة مستوى تفاعل المشجعين والرياضيين على المدى البعيد". وتتضمن سباقات الثلاثي السباحة لمسافة كيلومترين وركوب الدراجات لمسافة 80 كيلومترا والجري لمسافة 18 كيلومترا. وقال داني تاونسند، الرئيس التنفيذي لشركة سرج للاستثمار الرياضي، "تسهم منظمة رياضيي الثلاثي للمحترفين في إرساء معايير جديدة لرياضات التحمل، عبر الدمج بين السباقات المخصصة لنخبة المحترفين وإشراك أفراد المجتمع وتعزيز تفاعلهم". وأضاف "نحن فخورون بدعم المنظمة وتمكينها من الانطلاق نحو مرحلة جديدة من النمو والتطور، وتطبيق نهج متكامل يشجّع الناس على تبني أنماط حياة صحية ونشطة. شهدت بنفسي أثر هذه السباقات خلال نهائيات بطولة ‭'‬تي 100‭ '‬ في عام 2024 بمدينة دبي، وكلنا ثقة بأن المستقبل سيحمل آفاقا واعدة لهذه البطولة". وتابع "نحن فخورون بدعم هذه المرحلة التالية من النمو واستكشاف كيف يمكن لهذا النموذج أن يُلهم المزيد من الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة ليكونوا أكثر نشاطا". وقالت شركة سيرج سبورتس إنفستمنتس، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، في فبراير/شباط، إنها اشترت حصة أقلية في منصة البث الرياضي "دازون". وذكرت رويترز في مارس/آذار أن سيرج كانت تدرس الاستثمار في هيئة جديدة قد ينشئها الاتحاد الدولي لألعاب القوى لإدارة الحقوق التجارية للرياضة.

هندسة الأوامر في قلب غرف الأخبار
هندسة الأوامر في قلب غرف الأخبار

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

هندسة الأوامر في قلب غرف الأخبار

في التسعينيات من القرن الماضي كان الصحفي الذي لا يملك قلما ودفترا يُنظَر إليه بعين الغرابة.. كيف ستكتب مقالك أو حوارك أو حتى خبرا وأنت مجرد من سلاحك، وهذا ما أذكره جيدا في بدايات المسيرة المهنية. ثم انتقلنا لاحقا إلى تطور مذهل في بداية الألفينيات، إذ أصبحنا نملك "مُسجلا" صغير الحجم، لا يمكننا الاستغناء عنه ونحن متوجهين إلى حوار شخصية ستنظر إليك لاحقا نظرة إكبار وهي ترى أنك مدجج بالتقنية الصحفية، وكان أكثر من يزعجني وقتها بعد إنجاز الحوارات المسجلة هو تفريغها نصيا. استمر الحال هكذا إلى أن بدأ يظهر مصطلح "الصحفي الشامل"، وهو في أصله يعيب على الصحفيين بشكل غير مباشر أنهم "غير شاملين" و"غير مواكبين" للقفزات الصحفية المهنية. فمن غير المعقول أن الصحفي لا يجيد التعامل بالحد الأدنى مع المونتاج والتصوير ومكساج الصوت والقدرة على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. ثم ما لبث الأمر أن تحول هذا الصحفي إلى "صحفي رقمي" يجيد تحسين الظهور والتفاعل والسرعة واستثمار المصادر المفتوحة، وغيرها من العوالم الرقمية الصحفية التي بدأت تتسارع بوضوح. الصحفي المهندس وصلنا اليوم إلى "الصحفي المهندس"، وهو مصطلح جديد في الصحافة العربية، والصحفي المهندس الذي أعنيه هو الصحفي الذي يستطيع أن يتعامل مع هندسة الأوامر (Prompt Engineering) بالشكل الذي يقود فيه النماذج التوليدية لما يريد من نتائج مميّزة. فهو الصحفي الذي يستطيع أن يُلقّن الذكاء الاصطناعي كيف يكتب، وهو بهذا يجمع بين القدرة التحريرية وبين مهارة صياغة أوامر ذكية موجهة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، بهدف إنتاج محتوى موثوق وعالي الجودة وذي قيمة صحفية مضافة. فالمهارة التي يُنتظر من الصحفي المهندس امتلاكها هي القدرة على هندسة الأوامر (Prompt Engineering)، وهذا التحوّل في أدوات الصحفي لا يُعد ترفا رقميا جاء نتيجة للتغيرات في المجال التقني، بل هو الترجمة العملية لتغيّر أدوات العمل الصحفي. فكما أن من لا يجيد استخدام الكيبورد اليوم هو خارج دائرة الإنتاج الصحفي المميز، فإن من لا يُتقن هندسة الأوامر في غرف الأخبار، هو صحفي جاء ليغطي حدثا بورقة وقلم. ما هندسة الأوامر؟ هندسة الأوامر هي مهارة جديدة في غرف الأخبار، تشبه إتقان اللغة في بدايات الصحافة، لأنها لغة جديدة تماما للصحفي، يستطيع من خلالها الوصول إلى نتائج لم يكن ليحصل عليها قبل استخدام هذه اللغة الجديدة. ولكي يتم ضبط المصطلحات بشكل صحيح، فإن مفهوم هندسة الأوامر في غرف الأخبار هو: فن صياغة الأوامر النصية المصممة بعناية، والموجهة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل البيئة الصحفية، بهدف المساعدة في إنتاج محتوى صحفي موثوق ودقيق، أو لدعم عمليات التحقق والتحرير والتحليل، عبر أوامر مدروسة وواضحة ومبنية على منطق تحريري. لماذا نحتاج إلى "الصحفي المهندس" الآن؟ في ظل التطور المذهل والمتسارع في أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح لزاما على البيئة الصحفية في غرف الأخبار أن تنظر بشكل إيجابي إلى هذا المفهوم الذي أجبر الجميع على التعامل معه. وهذه النظرة الإيجابية تتسق تماما مع حاجة المؤسسات إلى كوادر صحفية مستمرة تستطيع أن تنجز المهام بأفضل أداء وأسرع وقت وأجمل زاوية تناول إخبارية. وأيضا بعض من الصحفيين اليوم يستخدمون نماذج مثل ChatGPT وGemini وClaude في إنتاج الأخبار وتحرير النصوص، لكن بدون أن يُدركوا لغة هذه النماذج، وهو ما يؤدي أحيانا كثيرة إلى نتائج سطحية من هذه النماذج التوليدية. لهذا فالصحفي المهندس هو من يملك مفاتيح هذا السر ويحوّله إلى معيار مؤسسي في غرف الأخبار، لأنه يستطيع أن يكون موجها للآلة في كيفية استخراج كنوزها ثم معالجتها، وإعادة صياغتها وفق معايير السياسة التحريرية. كذلك فإن "فجوة المهارة" معيار آخر للحاجة إلى المهندس الصحفي، وهذا ما يؤشر أن عددا قليلا من الصحفيين يدرك أن كتابة "الأمر الجيد" هي مهارة بحد ذاتها، بل حتى مهنة جديدة في عالم الصحافة اليوم. قرار هندسة الأوامر الذي يُعيد تشكيل غرف الأخبار هندسة الأوامر للصحفيين في غرف الأخبار لا تعني العشوائية في إلقاء الأسئلة على أدوات الذكاء الاصطناعي، بل هي قرار ذكي من إدارة المؤسسة، يبدأ من تبني الرؤية وينتهي بإعادة فلسفة العمل في غرفة الأخبار نفسها. وهذا القرار سيؤثر على غرفة الأخبار بثلاثية ذهبية: – أولا: على الفلسفة التحريرية لغرفة الأخبار، ويصبح السؤال الأهم: ما الزاوية التي سنتناولها وليس من سيكتب التقرير؟ لأن الإنتاج الصحفي سيعتمد على "كفاءة الأمر" وليس على عدد الصحفيين. وهنا ستنتج غرفة الأخبار ما تريد من عدد يناسب خططها الإستراتيجية وبجودة عالية، وليس بمن لدينا اليوم على جدول الدوام. فالنتيجة: محتوى سريع عالي الجودة يمر أولا عبر الذكاء الاصطناعي، ثم يُنضَّج لاحقا بقلم الصحفي. – ثانيا: على رفع جودة القوالب التحريرية المعتمدة في المؤسسة، من خلال تخصيص "بنك أوامر" لكل قالب بما يُسرِّع وتيرة العمل ويرفع جودته، دون الإخلال في الوقت نفسه بقوالب المؤسسة وسير عملها. – ثالثا: على تنافسية المؤسسة خاصة بعد ظهور فجوة رقمية بين المؤسسات التي تبنّت الذكاء الاصطناعي والتي ما زالت مترددة. وبهذه الثلاثية الذهبية في الحفاظ على قوالب المؤسسة التحريرية، والعمل على إعادة فلسفة الإنتاج وكميته وجودته، ثم مزاحمة المنافسين، قد يكون هذا القرار طوق النجاة للمؤسسة وإنقاذها من الخروج من المنافسة. التحدي الحقيقي: كيف نُعدّ جيلا من الصحفيين المهندسين؟ التحوّل إلى هذا النموذج لا يبدأ من كليات الإعلام، لأنها حتى اللحظة لم تُدرّس هذه المهارات. بل يبدأ من غرف الأخبار نفسها، التي تبني رؤية تحريرية جديدة ترى في الذكاء الاصطناعي شريكا مساعدا لا تهديدا مدمرا. يتبع ذلك تدريب تحريري عملي على أدوات الذكاء الاصطناعي التي نحتاجها فعلا في غرف الأخبار، وعدم الإغراق في عشرات الأدوات التي لا تسهم في جوهر العمل الصحفي بشكل مباشر، خاصة مع إشارة بعض المصادر الى وجود أكثر من 15.000 أداة، والعدد مستمر في الزيادة بشكل يومي تقريبا، ثم يتوج ذلك بربط الإنتاج اليومي بالأدوات المعتمدة، والخروج من تشتت الصحفيين في استخدام أدوات مختلفة بأوامر سطحية. هل يُضعف الذكاء الاصطناعي قلم الصحفي؟ الخوف من الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار مبرر ومفهوم، خاصة إذا كان الصحفي مجرد مستهلك له، لكن الحقيقة المهمة هي أن الخطر لا يأتي من الذكاء الاصطناعي في ذاته، بل من موقع الصحفي أمامه. وإذا كان الصحفي مجرد مستهلك سلبي للأدوات التوليدية، ينسخ ما يُلقى إليه دون مراجعة أو تحقق، فإن الذكاء الاصطناعي سيأخذ مكانه تدريجيا وسيقتل قلمه. أما إذا كان صحفيا مهندسا متقنا لفن توجيه النماذج الذكية وصياغة أوامرها ومراقبة مخرجاتها، فإنه يتحول إلى العقل المدبر خلف الآلة، والمحرر الأخير وحارس البوابة قبل النشر والبث. وبهذا التصور فإن الذكاء الاصطناعي لا يُضعف القلم الصحفي، بل يوسع مداه، ولا يُقصي الصحفي، بل يُطالب بصحفي أكثر دقة وأكثر وعيا وأكثر قدرة على قيادة النص، لا مجرد كتابته. وبهذا المفهوم فإن الذكاء الاصطناعي لا يهدد الصحافة، إلا عندما تغيب عقلية المهندس، ويبقى القلم بلا توجيه. الصحفي المهندس.. من يصنع نفسه قرار تبني المؤسسة الذكاء الاصطناعي ليس بيد الصحفي، وقد تتأخر غرف الأخبار في هذا التحول لأسباب إدارية أو تقنية أو غيرها، وفي زمن التحولات السريعة إن أردت فعلا أن تلتحق بالركب، فعليك أن تبدأ من نفسك وبنفسك. فـ"الصحفي المهندس" لا يُعيَّن، بل يُبنى يُصقل ويُثبت نفسه بالأداء. وإتقانك لهندسة الأوامر لم يعد ترفا بل ضرورة، لأن من لا يُجيد مخاطبة الآلة، سيجد نفسه عاجزا عن مخاطبة الجمهور. وهنا دعوة صريحة: لا تخشَ اللقب الجديد، ولا تعتبره تهديدا لهويتك المهنية، فالانتقال من "الصحفي" إلى "الصحفي المهندس" ليس خلعا للصفة، بل تطور طبيعي لمسيرة الصحفي المتمكن، الذي يأبى أن يُستبدَل أو يُختزل.

الجزائر الأولى عربيا في إنتاح الإجاص.. من أكبر المنتجين والمصدرين عالميا؟
الجزائر الأولى عربيا في إنتاح الإجاص.. من أكبر المنتجين والمصدرين عالميا؟

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

الجزائر الأولى عربيا في إنتاح الإجاص.. من أكبر المنتجين والمصدرين عالميا؟

الإجاص أو الكمثرى كما تعرف على نطاق واسع في العالم فاكهة لذيذة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم والبشرة، لا سيما الألياف و(فيتامين سي) والبوتاسيوم، وخالية من الدهون المشبعة والصوديوم والكوليسترول. بلغ حجم الإنتاج العالمي من الإجاص (الكمثرى) 25.85 مليون طن متري في موسم 2024/2025 بزيادة 1% عن الموسم السابق الذي بلغ فيه حجم الإنتاج العالمي 25.48 مليون طن متري وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. ومن المتوقع أن يبلغ حجم سوق الكمثرى الطازجة نحو 8.59 مليارات دولار في عام 2025، وأن ينمو ليصل إلى 10.80 مليارات دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يُقدر بنحو 4.7% خلال الفترة الممتدة بين 2025 و2030 وفقا لمنصة "موردور إنتليجنس". عوامل نمو سوق الإجاص العالمي ينمو سوق الإجاص العالمي مدفوعا بعدة عوامل رئيسية، وفقا لمنصة "غلوب نيوز واير"، ومن أبرزها: يزيد إقبال المستهلكين على الخيارات الغذائية الصحية، مع ازدياد الوعي بأهمية التغذية المتوازنة، ويظهر هذا التوجه بشكل خاص بين الفئات العمرية الشابة التي تُفضل المنتجات الطبيعية والمستدامة، مما يعزز من الطلب على الكمثرى كخيار طبيعي. تعدد استخدامات الطهي يساهم تنوع طرق استخدام الإجاص في الطهي في تعزيز شعبيته عالميا، فهي تُستهلك طازجة كوجبة خفيفة، كما تُدمج في مجموعة واسعة من الوصفات، مثل السلطات، والحلويات، والعصائر، والمشروبات، وقد أسهم تزايد الاهتمام بالطهي الراقي واستخدام الفواكه الطازجة في المطابخ المنزلية والمطاعم على حد سواء في رفع الطلب على هذه الفاكهة. المتوقع أن يبلغ حجم سوق الكمثرى الطازجة نحو 8.59 مليارات دولار في عام 2025، وأن ينمو ليصل إلى 10.80 مليارات دولار بحلول عام 2030 تقدم أساليب الزراعة التقدم في تقنيات الزراعة عامل حاسم في تطوير سوق الأجاص، فقد أسهمت الابتكارات في الزراعة الدقيقة، والإدارة المتكاملة للآفات، والممارسات الزراعية المستدامة في تحسين جودة المحصول وكميته، مع تقليل الأثر البيئي بشكل ملحوظ. تحولت قنوات التسوق الرقمي بصورة كبيرة في طريقة حصول المستهلكين على المنتجات الطازجة، بما في ذلك الإجاص، ومع تزايد الاعتماد على التجارة الإلكترونية، خصوصا بعد جائحة كوفيد-19، ارتفعت معدلات شراء الإجاص عبر الإنترنت بفضل سهولة التوصيل وحرص المستهلكين على الراحة والسلامة. أكبر 10 دول مُنتجة للإجاص في العالم 2024 تُعد الصين أكبر منتج للإجاص في العالم حيث أنتجت وحدها أكثر من 20 مليون طن متري في موسم 2024/2025 أو ما نسبته 78% من الإنتاج العالمي. وفيما يلي قائمة بأكبر 10 دول منتجة للإجاص في العالم موسم 2024/2025 وفقا لبيانات هيئة الخدمات الزراعية الخارجية "إف إيه إس" (FAS) التابعة لوزارة الزراعة الأميركية. الصين: 20.2 مليون طن متري (78% من الإنتاج العالمي). الاتحاد الأوروبي: 1.87 مليون طن متري (7%). الأرجنتين: 655 ألف طن متري (3%). تركيا: 620 ألف طن متري (2%). جنوب أفريقيا: 540 ألف طن متري (2%). الولايات المتحدة: 470 ألف طن متري. الهند: 313 ألف طن متري. روسيا: 230 ألف طن متري. اليابان: 223.2 ألف طن متري. تشيلي: 207 آلاف طن متري. الاستهلاك في أكبر الدول المنتجة للإجاص بالعالم يُستهلك الجزء الأكبر من إنتاج الإجاص داخل الدول المُنتجة نفسها، بل في بعض الحالات لا يكفي الإنتاج المحلي لتغطية الطلب، مما يدفع بعض الدول -مثل الهند وروسيا- إلى الاستيراد. ويُعزى هذا الاستهلاك المرتفع إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها هذه الفاكهة بين سكان الدول المنتجة. وفي ما يلي قائمة بإجمالي الاستهلاك المحلي في أكبر الدول المنتجة للإجاص في العالم، وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. الصين: 19.6 مليون طن متري (تستهلك جزءا كبيرا من إنتاجها) الاتحاد الأوروبي: 1.7 مليون طن متري (يستهلك غالبية الإنتاج) تركيا: 540 ألف طن متري (تستهلك غالبية الإنتاج) الولايات المتحدة: 465 ألف طن متري (تستهلك كل الإنتاج تقريبا) روسيا: 430 ألف طن متري (تستهلك أكثر مما تنتج وتستورد الباقي) الهند: 348 ألف طن متري (تستهلك أكثر مما تنتج وتستورد الباقي) الأرجنتين: 325 ألف طن متري (تستهلك نحو نصف الإنتاج) جنوب أفريقيا: 260 ألف طن متري (تستهلك نحو نصف الإنتاج) اليابان: 222 الف طن متري (تستهلك كل الإنتاج تقريبا) أكبر 10 دول مُصدرة للإجاص في العالم 2024 في موسم 2024/2025 تم تصدير ما مجموعه 1.82 مليون طن متري، وتصدرت الصين قائمة المصدرين بـ660 ألف طن متري. وفيما يلي قائمة بأكبر 10 دول مصدرة للإجاص في العالم مقدرة بالطن المتري وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية: الصين: 660 ألف طن متري. الأرجنتين: 330 ألف طن متري. الاتحاد الأوروبي: 290 ألف طن متري. جنوب أفريقيا: 280 ألف طن متري. تشيلي: 110 آلاف طن متري. الولايات المتحدة: 85 ألف طن متري. تركيا: 80 ألف طن متري. بيلاروسيا: 40 ألف طن متري. كوريا الجنوبية: 25 ألف طن متري. هونغ كونغ: 7 آلاف طن متري. أكبر 10 دول مُستوردة للإجاص في العالم 2024 وفيما يلي قائمة بأكبر 10 دول مستوردة للإجاص في العالم موسم 2024/2025 مقدرة بالطن المتري وفقا للمصدر السابق. إندونيسيا: 215 ألف طن متري. روسيا: 200 ألف طن متري. البرازيل: 160 ألف طن متري. الاتحاد الأوربي: 160 ألف طن متري. فيتنام: 140 ألف طن متري. المملكة المتحدة: 105 آلاف طن متري. هونغ كونغ: 85 ألف طن متري. بيلاروسيا: 80 ألف طن متري. المكسيك: 80 ألف طن متري. الولايات المتحدة: 80 ألف طن متري. أكبر 10 دول عربية منتجة للإجاص تزرع فاكهة الإجاص في عدد كبير من الدول العربية مثل الجزائر ومصر والمغرب وتونس وغيرها. وفي ما يلي قائمة بأكبر 10 دول عربية منتجة للإجاص عام 2023، وفقا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) وهي أحدث البيانات المتاحة حتى الآن. الجزائر: 170 ألف طن مصر: 81 ألف طن المغرب: 35 ألف طن لبنان: 32.7 ألف طن تونس: 22.3 ألف طن سوريا: 17.2 ألف طن العراق: 10.6 آلاف طن ليبيا: 1474 طنا الأردن: 1357 طنا اليمن: 834 طنا أكبر 5 دول عربية مصدرة للإجاص تُصدر بعض الدول فائض إنتاجها إلى الأسواق الإقليمية. ومن اللافت غياب بعض أكبر الدول العربية المُنتجة، مثل الجزائر ومصر والمغرب، عن صدارة قائمة المصدرين، إذ بلغت قيمة صادرات مصر نحو 66 ألف دولار فقط، والمغرب نحو 195 ألف دولار، في حين لم تُسجل الجزائر أي صادرات ضمن بيانات البنك الدولي لعام 2023. ويعزى ذلك -على الأرجح- إلى الاستهلاك المحلي الكبير لهذه الفاكهة داخل هذه الدول، كما رأينا في حالة كبار المنتجين بالعالم. وفيما يلي قائمة بأكبر 5 دول عربية مُصدرة للإجاص في عام 2023، مقدرة بالدولار وفقا لبيانات البنك الدولي: 6 حقائق عن الإجاص وفيما يلي 6 حقائق قد لا تعرفونها عن الإجاص وفقا لمنصة (يو إس إيه بيرز) ومنصة (ذاتس إت نيوتريشن): يُعد الإجاص (الكمثرى) من أقدم وأشهر الفواكه المزروعة في العالم، إذ تعود جذور زراعته إلى ما يقارب 5 آلاف عام قبل الميلاد في الصين، مما يعكس مكانته التاريخية العريقة. نالت الكمثرى تقديرا كبيرا في الحضارات القديمة، فقد وصفها الشاعر اليوناني هوميروس بأنها "هدية من الآلهة"، بينما سجل المزارعون الرومان طرق زراعتها وتطعيمها بدقة، مما ساهم في انتشارها على نطاق واسع. بفضل تنوع أصنافها وقدرتها الممتازة على التخزين، كانت سلعة ثمينة تتداولها طرق التجارة القديمة. تنتشر في العالم اليوم أكثر من 3 آلاف صنف من الإجاص، وهو ما يعكس ثراءها الوراثي وتنوع خصائصها. رغم أن ثمرة الإجاص تنمو على الشجرة، فإنها لا تصل إلى نضجها الكامل إلا بعد قطفها، إذ تنضج بشكل أفضل خارج الشجرة. يتميز خشب شجرة الإجاص بجودته العالية، ويُستخدم على نطاق واسع في صناعة الآلات الموسيقية، والأثاث الفاخر، والديكورات الخشبية الدقيقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store