
هندسة الأوامر في قلب غرف الأخبار
ثم انتقلنا لاحقا إلى تطور مذهل في بداية الألفينيات، إذ أصبحنا نملك "مُسجلا" صغير الحجم، لا يمكننا الاستغناء عنه ونحن متوجهين إلى حوار شخصية ستنظر إليك لاحقا نظرة إكبار وهي ترى أنك مدجج بالتقنية الصحفية، وكان أكثر من يزعجني وقتها بعد إنجاز الحوارات المسجلة هو تفريغها نصيا.
استمر الحال هكذا إلى أن بدأ يظهر مصطلح "الصحفي الشامل"، وهو في أصله يعيب على الصحفيين بشكل غير مباشر أنهم "غير شاملين" و"غير مواكبين" للقفزات الصحفية المهنية.
فمن غير المعقول أن الصحفي لا يجيد التعامل بالحد الأدنى مع المونتاج والتصوير ومكساج الصوت والقدرة على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
ثم ما لبث الأمر أن تحول هذا الصحفي إلى "صحفي رقمي" يجيد تحسين الظهور والتفاعل والسرعة واستثمار المصادر المفتوحة، وغيرها من العوالم الرقمية الصحفية التي بدأت تتسارع بوضوح.
الصحفي المهندس
وصلنا اليوم إلى "الصحفي المهندس"، وهو مصطلح جديد في الصحافة العربية، والصحفي المهندس الذي أعنيه هو الصحفي الذي يستطيع أن يتعامل مع هندسة الأوامر (Prompt Engineering) بالشكل الذي يقود فيه النماذج التوليدية لما يريد من نتائج مميّزة.
فهو الصحفي الذي يستطيع أن يُلقّن الذكاء الاصطناعي كيف يكتب، وهو بهذا يجمع بين القدرة التحريرية وبين مهارة صياغة أوامر ذكية موجهة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، بهدف إنتاج محتوى موثوق وعالي الجودة وذي قيمة صحفية مضافة.
فالمهارة التي يُنتظر من الصحفي المهندس امتلاكها هي القدرة على هندسة الأوامر (Prompt Engineering)، وهذا التحوّل في أدوات الصحفي لا يُعد ترفا رقميا جاء نتيجة للتغيرات في المجال التقني، بل هو الترجمة العملية لتغيّر أدوات العمل الصحفي.
فكما أن من لا يجيد استخدام الكيبورد اليوم هو خارج دائرة الإنتاج الصحفي المميز، فإن من لا يُتقن هندسة الأوامر في غرف الأخبار، هو صحفي جاء ليغطي حدثا بورقة وقلم.
ما هندسة الأوامر؟
هندسة الأوامر هي مهارة جديدة في غرف الأخبار، تشبه إتقان اللغة في بدايات الصحافة، لأنها لغة جديدة تماما للصحفي، يستطيع من خلالها الوصول إلى نتائج لم يكن ليحصل عليها قبل استخدام هذه اللغة الجديدة. ولكي يتم ضبط المصطلحات بشكل صحيح، فإن مفهوم هندسة الأوامر في غرف الأخبار هو:
فن صياغة الأوامر النصية المصممة بعناية، والموجهة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل البيئة الصحفية، بهدف المساعدة في إنتاج محتوى صحفي موثوق ودقيق، أو لدعم عمليات التحقق والتحرير والتحليل، عبر أوامر مدروسة وواضحة ومبنية على منطق تحريري.
لماذا نحتاج إلى "الصحفي المهندس" الآن؟
في ظل التطور المذهل والمتسارع في أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح لزاما على البيئة الصحفية في غرف الأخبار أن تنظر بشكل إيجابي إلى هذا المفهوم الذي أجبر الجميع على التعامل معه.
وهذه النظرة الإيجابية تتسق تماما مع حاجة المؤسسات إلى كوادر صحفية مستمرة تستطيع أن تنجز المهام بأفضل أداء وأسرع وقت وأجمل زاوية تناول إخبارية.
وأيضا بعض من الصحفيين اليوم يستخدمون نماذج مثل ChatGPT وGemini وClaude في إنتاج الأخبار وتحرير النصوص، لكن بدون أن يُدركوا لغة هذه النماذج، وهو ما يؤدي أحيانا كثيرة إلى نتائج سطحية من هذه النماذج التوليدية.
لهذا فالصحفي المهندس هو من يملك مفاتيح هذا السر ويحوّله إلى معيار مؤسسي في غرف الأخبار، لأنه يستطيع أن يكون موجها للآلة في كيفية استخراج كنوزها ثم معالجتها، وإعادة صياغتها وفق معايير السياسة التحريرية.
كذلك فإن "فجوة المهارة" معيار آخر للحاجة إلى المهندس الصحفي، وهذا ما يؤشر أن عددا قليلا من الصحفيين يدرك أن كتابة "الأمر الجيد" هي مهارة بحد ذاتها، بل حتى مهنة جديدة في عالم الصحافة اليوم.
قرار هندسة الأوامر الذي يُعيد تشكيل غرف الأخبار
هندسة الأوامر للصحفيين في غرف الأخبار لا تعني العشوائية في إلقاء الأسئلة على أدوات الذكاء الاصطناعي، بل هي قرار ذكي من إدارة المؤسسة، يبدأ من تبني الرؤية وينتهي بإعادة فلسفة العمل في غرفة الأخبار نفسها. وهذا القرار سيؤثر على غرفة الأخبار بثلاثية ذهبية:
– أولا: على الفلسفة التحريرية لغرفة الأخبار، ويصبح السؤال الأهم: ما الزاوية التي سنتناولها وليس من سيكتب التقرير؟ لأن الإنتاج الصحفي سيعتمد على "كفاءة الأمر" وليس على عدد الصحفيين. وهنا ستنتج غرفة الأخبار ما تريد من عدد يناسب خططها الإستراتيجية وبجودة عالية، وليس بمن لدينا اليوم على جدول الدوام. فالنتيجة: محتوى سريع عالي الجودة يمر أولا عبر الذكاء الاصطناعي، ثم يُنضَّج لاحقا بقلم الصحفي.
– ثانيا: على رفع جودة القوالب التحريرية المعتمدة في المؤسسة، من خلال تخصيص "بنك أوامر" لكل قالب بما يُسرِّع وتيرة العمل ويرفع جودته، دون الإخلال في الوقت نفسه بقوالب المؤسسة وسير عملها.
– ثالثا: على تنافسية المؤسسة خاصة بعد ظهور فجوة رقمية بين المؤسسات التي تبنّت الذكاء الاصطناعي والتي ما زالت مترددة.
وبهذه الثلاثية الذهبية في الحفاظ على قوالب المؤسسة التحريرية، والعمل على إعادة فلسفة الإنتاج وكميته وجودته، ثم مزاحمة المنافسين، قد يكون هذا القرار طوق النجاة للمؤسسة وإنقاذها من الخروج من المنافسة.
التحدي الحقيقي: كيف نُعدّ جيلا من الصحفيين المهندسين؟
التحوّل إلى هذا النموذج لا يبدأ من كليات الإعلام، لأنها حتى اللحظة لم تُدرّس هذه المهارات. بل يبدأ من غرف الأخبار نفسها، التي تبني رؤية تحريرية جديدة ترى في الذكاء الاصطناعي شريكا مساعدا لا تهديدا مدمرا.
يتبع ذلك تدريب تحريري عملي على أدوات الذكاء الاصطناعي التي نحتاجها فعلا في غرف الأخبار، وعدم الإغراق في عشرات الأدوات التي لا تسهم في جوهر العمل الصحفي بشكل مباشر، خاصة مع إشارة بعض المصادر الى وجود أكثر من 15.000 أداة، والعدد مستمر في الزيادة بشكل يومي تقريبا، ثم يتوج ذلك بربط الإنتاج اليومي بالأدوات المعتمدة، والخروج من تشتت الصحفيين في استخدام أدوات مختلفة بأوامر سطحية.
هل يُضعف الذكاء الاصطناعي قلم الصحفي؟
الخوف من الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار مبرر ومفهوم، خاصة إذا كان الصحفي مجرد مستهلك له، لكن الحقيقة المهمة هي أن الخطر لا يأتي من الذكاء الاصطناعي في ذاته، بل من موقع الصحفي أمامه. وإذا كان الصحفي مجرد مستهلك سلبي للأدوات التوليدية، ينسخ ما يُلقى إليه دون مراجعة أو تحقق، فإن الذكاء الاصطناعي سيأخذ مكانه تدريجيا وسيقتل قلمه.
أما إذا كان صحفيا مهندسا متقنا لفن توجيه النماذج الذكية وصياغة أوامرها ومراقبة مخرجاتها، فإنه يتحول إلى العقل المدبر خلف الآلة، والمحرر الأخير وحارس البوابة قبل النشر والبث. وبهذا التصور فإن الذكاء الاصطناعي لا يُضعف القلم الصحفي، بل يوسع مداه، ولا يُقصي الصحفي، بل يُطالب بصحفي أكثر دقة وأكثر وعيا وأكثر قدرة على قيادة النص، لا مجرد كتابته.
وبهذا المفهوم فإن الذكاء الاصطناعي لا يهدد الصحافة، إلا عندما تغيب عقلية المهندس، ويبقى القلم بلا توجيه.
الصحفي المهندس.. من يصنع نفسه
قرار تبني المؤسسة الذكاء الاصطناعي ليس بيد الصحفي، وقد تتأخر غرف الأخبار في هذا التحول لأسباب إدارية أو تقنية أو غيرها، وفي زمن التحولات السريعة إن أردت فعلا أن تلتحق بالركب، فعليك أن تبدأ من نفسك وبنفسك. فـ"الصحفي المهندس" لا يُعيَّن، بل يُبنى يُصقل ويُثبت نفسه بالأداء. وإتقانك لهندسة الأوامر لم يعد ترفا بل ضرورة، لأن من لا يُجيد مخاطبة الآلة، سيجد نفسه عاجزا عن مخاطبة الجمهور.
وهنا دعوة صريحة: لا تخشَ اللقب الجديد، ولا تعتبره تهديدا لهويتك المهنية، فالانتقال من "الصحفي" إلى "الصحفي المهندس" ليس خلعا للصفة، بل تطور طبيعي لمسيرة الصحفي المتمكن، الذي يأبى أن يُستبدَل أو يُختزل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
نظام تشغيل كتبه رجل واحد بـ"أمر من الله".. وانتهت حياته تحت القطار
في المشهد التقني حيث تهيمن الشركات العملاقة وأنظمة التشغيل المعقدة، تبرز قصة "تيري ديفيس" (Terry Davis) كواحدة من القصص المثيرة للحيرة والإعجاب والحزن في آن واحد، حيث جمع ديفيس بين عقلية عبقرية في البرمجة وصراع مرير مع مرض الفصام. وأثمر هذا المزيج عن "تيمبل أو إس" (TempleOS)، وهو نظام تشغيل متكامل ابتكره المهندس العبقري بنفسه بعد أن كرس أكثر من عقد من حياته لبنائه، وزعم أنه النظام الذي طلبه الله. وخلف هذا المشروع قصة عميقة عن العزلة، والعبقرية، والتحدي التقني، في سياق مأساة إنسانية شكلت جدلا واسعا في أوساط التقنية والدين والمجتمع. بدايات عبقرية في طريق غير معبد أظهر ديفيس منذ صغره اهتماما كبيرا بالحوسبة، حيث استخدم جهاز " آبل 2″ (Apple II) خلال المدرسة الابتدائية، وتعلم لغة التجميع "أسيمبلي" (Assembly) عبر جهاز "كومودور 64" (Commodore 64)، ومن ثم واصل البرمجة طوال المرحلة الثانوية. وحصل على درجة البكالوريوس، ومن ثم الماجستير في الهندسة الكهربائية. وبعد تخرجه، عين في شركة "تيكيت ماستر" (Ticketmaster)، حيث كان يبرمج أنظمة تشغيل متناظرة لأنظمة الدفع والتذاكر. ولكن على النقيض من مساره المهني، واجه ديفيس صعوبات نفسية حادة، حيث عانى نوبات من الاكتئاب والذهان، وشخصت حالته في البداية على أنها اضطراب ثنائي القطب، مع تشخيص نهائي بالفصام. ودخل عدة مرات إلى مستشفيات الأمراض العقلية، وبدأ يعتقد أن أجهزة الاستخبارات تتجسس عليه، ووصل به الأمر إلى تفكيك سيارته بحثا عن أجهزة تنصت. وتدريجيا، تحولت هذه النوبات إلى رؤى دينية، حيث بدأ ديفيس يؤمن بأن الله يتحدث إليه مباشرة، كما بدأ يسمع أصواتا يراها رسائل من الله، معتقدا أنه مختار لبناء نظام تشغيل يتحدث من خلاله الله مباشرة مع المستخدمين. ودخل ديفيس في عزلة شبه تامة، وبدأ ما وصفه بأنه مهمة مقدسة لبناء "تيمبل أو إس"، حيث كرس حياته لهذا المشروع، وتبرع بممتلكاته إلى المؤسسات الخيرية. وحتى بعد استقرار حالته نسبيا، ظل ديفيس مختلفا في تواصله مع الآخرين، وكانت تعليقاته عادة غير مفهومة، حيث يكتب نصوصا طويلة مشوشة تنم عن هلاوس دينية، مع وصف بأنه دائما ما يكون واعيا إذا كان الموضوع يتعلق بأجهزة الحاسوب. نظام تشغيل بإلهام ديني لا يعد "تيمبل أو إس" مجرد مشروع تقني، بل إنه نتاج رؤية دينية، وعلى هذا النحو، تكثر الإشارات إلى المجازات الدينية في نظام التشغيل، ومنها لعبة "أفتر إيجيبت" (AfterEgypt). ويصعد اللاعب إلى الجبل من أجل التحدث إلى الله، ولكن عليه أولا تفادي الأغنام والأشجار للعثور على العليقة المشتعلة. وبمجرد الوصول إلى العليقة المشتعلة، يمكن استخدام ما يطلق عليه ديفيس "ساعة توقيت عالية السرعة"، وهي مصممة لتكون بمثابة وحي ومرتبطة بقائمة كلمات لتوليد نص شبه عشوائي. ووفقا لديفيس، فإن العديد من ميزات النظام كانت تعليمات صريحة من الله. ونص الميثاق الإلكتروني على أن "تيمبل أو إس" هو معبد الله. ولم يكن نظام التشغيل هذا أداة عملية بقدر ما كان تجربة فلسفية وروحانية في البرمجة. العبقرية في البساطة يتميز "تيمبل أو إس" بأنه نظام تشغيل مكتوب بالكامل من الصفر، وذلك دون الاعتماد على مكتبات خارجية أو نظم جاهزة. واستخدم ديفيس "هولي سي" (Holy C)، وهي لغة برمجة ابتكرها وطورها بمفرده على مدار عقد من الزمن. وبعكس أنظمة التشغيل الحديثة، فإن "تيمبل أو إس" يمنح كل البرامج صلاحيات غير محدودة، وذلك لتقليل التعقيد وتسهيل التفاعل المباشر مع العتاد. وكانت واجهة النظام بسيطة جدا، وتشبه واجهات الحواسب البدائية العاملة بنظام التشغيل "دوس" (DOS) أو بيئة البرمجة "توربو سي" (Turbo C). ويدعم "تيمبل أو إس" أنظمة الملفات البسيطة، مثل "فات 32" (FAT32) ونظامه الخاص "ريد سي" (RedSea)، ولكن لا يتصل بالإنترنت، حيث رفض ديفيس عمدا إضافة دعم للشبكات. وتعتمد الواجهة الرسومية على دقة قدرها 640×480 بيكسل، وتدعم 16 لونا فقط، مع دعم بسيط للصوت عبر مكبر النظام الداخلي. وبالرغم من بساطتها، سمحت هذه البيئة ببناء ألعاب ورسومات تفاعلية، مثل لعبة إطلاق النار "قلعة فرانكشتاين" (Castle Frankenstein)، ومحاكي الطيران "إيغل دايف" (Eagle Dive). مشروع فردي في زمن المؤسسات العملاقة ما يجعل "تيمبل أو إس" فريدا ليس محتواه أو هدفه فقط، بل حقيقة أن شخصا واحدا فقط صممه بالكامل على مدى أكثر من 10 سنوات ودون أي تمويل وفي ظل اضطرابات نفسية حادة. وتتطلب مهمة كتابة نظام تشغيل جديد بالكامل عشرات المطورين والمبرمجين والمصممين، إلى جانب الفهم المعمق للعتاد وأساليب إدارة الذاكرة والعمليات والمعالجات. ولكن ديفيس تجاوز كل ذلك، واعتمد على معرفته العميقة بالحاسوب، والتعامل المباشر مع العتاد، لبناء النظام، الذي وصفه الخبراء بأنه أقرب إلى المعجزة التقنية، رغم أنه لا يستخدم عمليا في العالم الحقيقي. وأنجز ديفيس النظام التشغيلي بالكامل، بالإضافة إلى التوثيق والعروض التوضيحية الشاملة، في 121 ألفا و691 سطرا من التعليمات البرمجية، مما يجعله يُضاهي الإصدار الأول من "فوتوشوب". وبالمقارنة، يبلغ عدد أسطر التعليمات البرمجية في نظام التشغيل "ويندوز 7" نحو 40 مليون سطر. وحصل "تيمبل أو إس" على تقييمات إيجابية، ووصف بأنه شهادة على تفاني ديفيس وقدراته البرمجية. ومن منظور تقني، يواجه نظام التشغيل تحديات واضحة، ويفتقر إلى ميزات أساسية، ورغم هذا، فإن هذه القيود كانت مقصودة حسب رؤية ديفيس. سلوكيات غير مستقرة وعزلة متزايدة بعد اكتمال نظام التشغيل، قضى ديفيس معظم وقته في تصفح الإنترنت، أو البرمجة، ونشر مدونات فيديو، وكان يصف نفسه بأنه أذكى مبرمج أثناء عرض إبداعاته. ورغم العبقرية التقنية، عانى ديفيس من مشاكل في التواصل الاجتماعي، حيث كانت منشوراته مليئة بالمصطلحات الدينية المشوشة، وأحيانًا ألفاظ مسيئة أو هجومية، مما تسبب في حظره من عدة منصات. وأُغلقت قنواته على " يوتيوب" بشكل متكرر بسبب فظاظته. وكان ديفيس يتواصل بشكل متكرر من خلال نصوص مولدة عشوائيًا وإعلانات خارج الموضوع حول الله، مما أدى إلى حظره من مواقع الويب. كما عانى من فترات تشرد وسجن، وتوقف عن تناول الأدوية لاعتقاده أنها تحد من إبداعه، ولقي حتفه بعد أن صدمه قطار، حيث كان يسير وظهره باتجاه القطار واستدار قبل لحظة الاصطدام. وتضاربت الروايات حول وفاته، ولكن كثيرين يرونها نتيجة مأساوية لمعاناة عقلية طويلة لم تجد الاحتواء المناسب. ختاما، فإن قصة ديفيس ليست عن مبرمج كتب نظام تشغيل فريد فقط، بل عن إنسان خاض صراعا داخليا بين الإبداع والاضطراب. ورغم بساطته الظاهرية، يعد "تيمبل أو إس" بمنزلة شهادة على العزيمة الفردية حين تندمج مع المعرفة العميقة، ويظل واحدا من أكثر المشاريع التقنية إثارة للجدل والإعجاب في الوقت ذاته.


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
هندسة الأوامر في قلب غرف الأخبار
في التسعينيات من القرن الماضي كان الصحفي الذي لا يملك قلما ودفترا يُنظَر إليه بعين الغرابة.. كيف ستكتب مقالك أو حوارك أو حتى خبرا وأنت مجرد من سلاحك، وهذا ما أذكره جيدا في بدايات المسيرة المهنية. ثم انتقلنا لاحقا إلى تطور مذهل في بداية الألفينيات، إذ أصبحنا نملك "مُسجلا" صغير الحجم، لا يمكننا الاستغناء عنه ونحن متوجهين إلى حوار شخصية ستنظر إليك لاحقا نظرة إكبار وهي ترى أنك مدجج بالتقنية الصحفية، وكان أكثر من يزعجني وقتها بعد إنجاز الحوارات المسجلة هو تفريغها نصيا. استمر الحال هكذا إلى أن بدأ يظهر مصطلح "الصحفي الشامل"، وهو في أصله يعيب على الصحفيين بشكل غير مباشر أنهم "غير شاملين" و"غير مواكبين" للقفزات الصحفية المهنية. فمن غير المعقول أن الصحفي لا يجيد التعامل بالحد الأدنى مع المونتاج والتصوير ومكساج الصوت والقدرة على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. ثم ما لبث الأمر أن تحول هذا الصحفي إلى "صحفي رقمي" يجيد تحسين الظهور والتفاعل والسرعة واستثمار المصادر المفتوحة، وغيرها من العوالم الرقمية الصحفية التي بدأت تتسارع بوضوح. الصحفي المهندس وصلنا اليوم إلى "الصحفي المهندس"، وهو مصطلح جديد في الصحافة العربية، والصحفي المهندس الذي أعنيه هو الصحفي الذي يستطيع أن يتعامل مع هندسة الأوامر (Prompt Engineering) بالشكل الذي يقود فيه النماذج التوليدية لما يريد من نتائج مميّزة. فهو الصحفي الذي يستطيع أن يُلقّن الذكاء الاصطناعي كيف يكتب، وهو بهذا يجمع بين القدرة التحريرية وبين مهارة صياغة أوامر ذكية موجهة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، بهدف إنتاج محتوى موثوق وعالي الجودة وذي قيمة صحفية مضافة. فالمهارة التي يُنتظر من الصحفي المهندس امتلاكها هي القدرة على هندسة الأوامر (Prompt Engineering)، وهذا التحوّل في أدوات الصحفي لا يُعد ترفا رقميا جاء نتيجة للتغيرات في المجال التقني، بل هو الترجمة العملية لتغيّر أدوات العمل الصحفي. فكما أن من لا يجيد استخدام الكيبورد اليوم هو خارج دائرة الإنتاج الصحفي المميز، فإن من لا يُتقن هندسة الأوامر في غرف الأخبار، هو صحفي جاء ليغطي حدثا بورقة وقلم. ما هندسة الأوامر؟ هندسة الأوامر هي مهارة جديدة في غرف الأخبار، تشبه إتقان اللغة في بدايات الصحافة، لأنها لغة جديدة تماما للصحفي، يستطيع من خلالها الوصول إلى نتائج لم يكن ليحصل عليها قبل استخدام هذه اللغة الجديدة. ولكي يتم ضبط المصطلحات بشكل صحيح، فإن مفهوم هندسة الأوامر في غرف الأخبار هو: فن صياغة الأوامر النصية المصممة بعناية، والموجهة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل البيئة الصحفية، بهدف المساعدة في إنتاج محتوى صحفي موثوق ودقيق، أو لدعم عمليات التحقق والتحرير والتحليل، عبر أوامر مدروسة وواضحة ومبنية على منطق تحريري. لماذا نحتاج إلى "الصحفي المهندس" الآن؟ في ظل التطور المذهل والمتسارع في أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح لزاما على البيئة الصحفية في غرف الأخبار أن تنظر بشكل إيجابي إلى هذا المفهوم الذي أجبر الجميع على التعامل معه. وهذه النظرة الإيجابية تتسق تماما مع حاجة المؤسسات إلى كوادر صحفية مستمرة تستطيع أن تنجز المهام بأفضل أداء وأسرع وقت وأجمل زاوية تناول إخبارية. وأيضا بعض من الصحفيين اليوم يستخدمون نماذج مثل ChatGPT وGemini وClaude في إنتاج الأخبار وتحرير النصوص، لكن بدون أن يُدركوا لغة هذه النماذج، وهو ما يؤدي أحيانا كثيرة إلى نتائج سطحية من هذه النماذج التوليدية. لهذا فالصحفي المهندس هو من يملك مفاتيح هذا السر ويحوّله إلى معيار مؤسسي في غرف الأخبار، لأنه يستطيع أن يكون موجها للآلة في كيفية استخراج كنوزها ثم معالجتها، وإعادة صياغتها وفق معايير السياسة التحريرية. كذلك فإن "فجوة المهارة" معيار آخر للحاجة إلى المهندس الصحفي، وهذا ما يؤشر أن عددا قليلا من الصحفيين يدرك أن كتابة "الأمر الجيد" هي مهارة بحد ذاتها، بل حتى مهنة جديدة في عالم الصحافة اليوم. قرار هندسة الأوامر الذي يُعيد تشكيل غرف الأخبار هندسة الأوامر للصحفيين في غرف الأخبار لا تعني العشوائية في إلقاء الأسئلة على أدوات الذكاء الاصطناعي، بل هي قرار ذكي من إدارة المؤسسة، يبدأ من تبني الرؤية وينتهي بإعادة فلسفة العمل في غرفة الأخبار نفسها. وهذا القرار سيؤثر على غرفة الأخبار بثلاثية ذهبية: – أولا: على الفلسفة التحريرية لغرفة الأخبار، ويصبح السؤال الأهم: ما الزاوية التي سنتناولها وليس من سيكتب التقرير؟ لأن الإنتاج الصحفي سيعتمد على "كفاءة الأمر" وليس على عدد الصحفيين. وهنا ستنتج غرفة الأخبار ما تريد من عدد يناسب خططها الإستراتيجية وبجودة عالية، وليس بمن لدينا اليوم على جدول الدوام. فالنتيجة: محتوى سريع عالي الجودة يمر أولا عبر الذكاء الاصطناعي، ثم يُنضَّج لاحقا بقلم الصحفي. – ثانيا: على رفع جودة القوالب التحريرية المعتمدة في المؤسسة، من خلال تخصيص "بنك أوامر" لكل قالب بما يُسرِّع وتيرة العمل ويرفع جودته، دون الإخلال في الوقت نفسه بقوالب المؤسسة وسير عملها. – ثالثا: على تنافسية المؤسسة خاصة بعد ظهور فجوة رقمية بين المؤسسات التي تبنّت الذكاء الاصطناعي والتي ما زالت مترددة. وبهذه الثلاثية الذهبية في الحفاظ على قوالب المؤسسة التحريرية، والعمل على إعادة فلسفة الإنتاج وكميته وجودته، ثم مزاحمة المنافسين، قد يكون هذا القرار طوق النجاة للمؤسسة وإنقاذها من الخروج من المنافسة. التحدي الحقيقي: كيف نُعدّ جيلا من الصحفيين المهندسين؟ التحوّل إلى هذا النموذج لا يبدأ من كليات الإعلام، لأنها حتى اللحظة لم تُدرّس هذه المهارات. بل يبدأ من غرف الأخبار نفسها، التي تبني رؤية تحريرية جديدة ترى في الذكاء الاصطناعي شريكا مساعدا لا تهديدا مدمرا. يتبع ذلك تدريب تحريري عملي على أدوات الذكاء الاصطناعي التي نحتاجها فعلا في غرف الأخبار، وعدم الإغراق في عشرات الأدوات التي لا تسهم في جوهر العمل الصحفي بشكل مباشر، خاصة مع إشارة بعض المصادر الى وجود أكثر من 15.000 أداة، والعدد مستمر في الزيادة بشكل يومي تقريبا، ثم يتوج ذلك بربط الإنتاج اليومي بالأدوات المعتمدة، والخروج من تشتت الصحفيين في استخدام أدوات مختلفة بأوامر سطحية. هل يُضعف الذكاء الاصطناعي قلم الصحفي؟ الخوف من الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار مبرر ومفهوم، خاصة إذا كان الصحفي مجرد مستهلك له، لكن الحقيقة المهمة هي أن الخطر لا يأتي من الذكاء الاصطناعي في ذاته، بل من موقع الصحفي أمامه. وإذا كان الصحفي مجرد مستهلك سلبي للأدوات التوليدية، ينسخ ما يُلقى إليه دون مراجعة أو تحقق، فإن الذكاء الاصطناعي سيأخذ مكانه تدريجيا وسيقتل قلمه. أما إذا كان صحفيا مهندسا متقنا لفن توجيه النماذج الذكية وصياغة أوامرها ومراقبة مخرجاتها، فإنه يتحول إلى العقل المدبر خلف الآلة، والمحرر الأخير وحارس البوابة قبل النشر والبث. وبهذا التصور فإن الذكاء الاصطناعي لا يُضعف القلم الصحفي، بل يوسع مداه، ولا يُقصي الصحفي، بل يُطالب بصحفي أكثر دقة وأكثر وعيا وأكثر قدرة على قيادة النص، لا مجرد كتابته. وبهذا المفهوم فإن الذكاء الاصطناعي لا يهدد الصحافة، إلا عندما تغيب عقلية المهندس، ويبقى القلم بلا توجيه. الصحفي المهندس.. من يصنع نفسه قرار تبني المؤسسة الذكاء الاصطناعي ليس بيد الصحفي، وقد تتأخر غرف الأخبار في هذا التحول لأسباب إدارية أو تقنية أو غيرها، وفي زمن التحولات السريعة إن أردت فعلا أن تلتحق بالركب، فعليك أن تبدأ من نفسك وبنفسك. فـ"الصحفي المهندس" لا يُعيَّن، بل يُبنى يُصقل ويُثبت نفسه بالأداء. وإتقانك لهندسة الأوامر لم يعد ترفا بل ضرورة، لأن من لا يُجيد مخاطبة الآلة، سيجد نفسه عاجزا عن مخاطبة الجمهور. وهنا دعوة صريحة: لا تخشَ اللقب الجديد، ولا تعتبره تهديدا لهويتك المهنية، فالانتقال من "الصحفي" إلى "الصحفي المهندس" ليس خلعا للصفة، بل تطور طبيعي لمسيرة الصحفي المتمكن، الذي يأبى أن يُستبدَل أو يُختزل.


الجزيرة
منذ 5 أيام
- الجزيرة
أهم الأدوات التي استخدمها مسلسل "مستر روبوت" في الاختراقات
أذهل مسلسل "مستر روبوت" ( كل مشاهديه، وذلك بفضل مزيج فريد بين التشويق والإثارة المعتادة في مسلسلات التحريات، إلى جانب لمسة واقعية من حياة المخترقين وعالم الأمن السيبراني بشكل عام. ورغم أن جميع أحداث المسلسل خيالية ولا تمت للواقع بصلة، فضلا عن بعض التحريفات لتطويع عالم الجرائم السيبرانية بشكل درامي قدر الإمكان، فإن جزءا كبيرا من الأدوات والتقنيات التي ظهرت في المسلسل هي واقعية ومتاحة لكل من يعمل في العالم السيبراني، وفيما يلي استعراض لأهم هذه الأدوات: 1-نظام تشغيل "كالي لينكس" (Kali Linux) ظهر نظام تشغيل "كالي لينكس" (Kali Linux) في أكثر من مشهد بالمسلسل، ويمكن القول إن بطل المسلسل اعتمد عليه بشكل كامل في عمله بالجرائم السيبرانية، إذ يعد النظام أحد أبرز وأشهر أنظمة التشغيل المتعلقة بالأمن السيبراني. ولا يعتبر نظام "كالي لينكس" نظام تشغيل متكامل أو قائم بذاته، فهو توزيعة خاصة لأنظمة "لينكس" ولكن مخصصة لعالم الاختراق، إذ تضم مجموعة متنوعة من أدوات الاختراق والاختبارات السيبرانية مثبتة بالنظام وجاهزة للاستخدام. كما أن حجم النظام الصغير يتيح تحميله والاحتفاظ به على أي قرص خارجي مهما كان حجمه صغيرا، لذا يمكن استخدامه على أي جهاز حاسوب حتى وإن لم يكن متصلا بالإنترنت أو لا يحمل النظام بداخله. 2-أدوات "وجيت" (Wget) و"شيل شوك" (ShellSHock) و"جون ذا ريبر" (Jhon The Ripper) بينما يعتبر نظام "كالي لينكس" بيئة متكاملة لتشغيل البرامج المختلفة، إلا أن المسلسل لم يكتف به وقدم مجموعة من الأدوات الشهيرة التي تعمل داخل النظام وتستخدم في الهجمات السيبرانية، ومن بينها "وجيت" (Wget) و"شيل شوك" (ShellSHock) و"جون ذا ريبر" (Jhon The Ripper). وتعمل أداة "وجيت" على إرسال طلبات عبر شبكة الإنترنت، ويمكن أن تحمل هذه الطلبات أوامر مختلفة، كتحميل صورة أو صفحة ما من موقع في الإنترنت، وتتيح الأداة تحميل الملف المصدري لأي شيء موجود على الإنترنت. إعلان وتعد "شيل شوك" واحدة من أبرز الثغرات التي عاصرت المسلسل واستخدمت بكثرة من قبل القراصنة، وهي تعمل بالتزامن مع الأدوات الأخرى لتثبيت ثغرات الأنظمة واستغلالها لاحقا للوصول إلى المعلومات أو الجهاز عن بعد. وأما "جون ذا ريبر" فهي أداة اختراق كلمات المرور وكسر حمايتها، ومن هنا جاء اسمها المستوحى من المجرم الشهير في الماضي. 3-أداة "إن ماب" (Nmap) تعد أداة "إن ماب" (Nmap) إحدى أبرز الأدوات التي يستعملها المخترقون حتى يومنا هذا، وقد كان لها دور وظهور كبير في المسلسل، وهي عبارة عن أداة مسح للشبكات من أجل اكتشاف الأجهزة المتصلة واختبار الأمن السيبراني للشبكة، ويمكن عبرها اكتشاف الثغرات الموجودة في الشبكة وإن كانت معرضة للاختراق أم لا. 4-أداة "كاندومب" (candump) ظهرت هذه الأداة البرمجية في مجموعة من الحلقات المتنوعة بالمسلسل، وهي مرتبطة بشكل مباشر بالعالم الحقيقي والأحداث التي عاصرت المسلسل، إذ انتشرت في تلك الفترة محاولات اختراق السيارات الذكية عن بعد. تستخدم أداة "كاندومب" في اختراق السيارات الذكية عن بعد والوصول إلى وحدة "كانبوس" (Canbus) المركزية التي تتحكم في كل تفاصيل السيارة سواء كانت ميكانيكية أو غيرها، وعبر هذه الأداة يمكن تشغيل السيارات عن بعد أو إغلاقها، فضلا عن مجموعة من الخيارات الأخرى. 5-أدوات الاختراق عبر البلوتوث اعتمد أبطال المسلسل على مجموعة متنوعة من الأدوات التي تقوم بالبحث عن أجهزة البلوتوث واستخراج أكبر قدر ممكن من المعلومات دون الحاجة إلى الاقتران والاتصال مع الجهاز بشكل فعلي، أي أن عملية البحث واستخراج المعلومات تتم دون علم صاحب الجهاز. ثم تستخدم هذه المعلومات لاحقا في تجهيز هجوم مخصص لهذا الجهاز والبحث عن الثغرات الموجودة فيه، وفي إحدى الحلقات، ظهرت أداة "بلوسنف" (Bluesniff) التي تقوم بهذا الغرض واستهدفت لوحة مفاتيح لاسلكية، وبعد اختراق لوحة المفاتيح يمكن استخدامها لاختراق الحاسوب وتثبيت برمجية خبيثة فيه. 6-أداة "هاك آر إف ون" (HackRF One) تعد أداة "هاك آر إف ون" واحدة من الأدوات المرتبطة بالبرمجيات، وهي عبارة عن جهاز راديو مفتوح المصدر ومتعدد الاستخدام مصمم لإرسال واستقبال إشارات الراديو عبر نطاق واسع من الترددات المختلفة، ويمكن القول ببساطة إنها أداة راديو تبث وتستقبل الإشارات. وتستخدم هذه الأداة بكثرة في العالم السيبراني من كلا الجانبين، سواء كان خبراء الأمن السيبراني أو القراصنة، إذ يمكن عبرها اعتراض ترددات الهواتف المحمولة والتشويش عليها، فضلا عن اختبار قوة الشبكات اللاسلكية. ويشمل المدى الذي تغطيه الأداة معظم الترددات المستخدمة في الأجهزة الحديثة، فهي تدعم الترددات بين 1 ميغاهرتز و6 غيغاهرتز، لذا يمكن استخدامها لاختراق شبكات الإنترنت اللاسلكية وشبكات الهواتف المحمولة، فضلا عن شبكات الراديو المعتادة. 7-أداة "كيلوجر يو إس بي" (Keylogger USB) تشبه هذه الأداة في شكلها وحدات تحويل الاتصال التي تستخدم لتوصيل الأنواع المختلفة من منافذ "يو إسي بي" ببعضها البعض، كما يوجد محولات مماثلة للاستخدام بين أنواع الاتصال المختلفة خاصة إن كان الجهاز قديما أو يعتمد على واجهة قديمة لا يوجد لها مكان في الأجهزة الحديثة. وبفضل شكلها المعتاد للجميع، لا يمكن أن يشك أحد في كون هذه الأداة إحدى أخطر أدوات الاختراق على الإطلاق، فهي تعمل على تسجيل كل اللمسات والأزرار التي يتم كتابتها في لوحة المفاتيح، ولاحقا يمكن الوصول إلى الملف المخزن في الأداة لاستعراض ما تم تسجيله وأين تم تسجيله، كما توجد بعض الأدوات المماثلة التي تبث ما تسجله مباشرة عبر شبكة الإنترنت. 8-متصفح "نتسكيب" (netscape) ربما لم يعد متصفح "نتسكيب" مستخدما اليوم، ولكنه كان متصفح الإنترنت الافتراضي في تسعينيات القرن الماضي، وما زالت تتاح منه حتى الآن بعض الإصدارات، ولكنها بشكل عام تستخدم في القطاع السيبراني. ويشبه "نتسكيب" متصفح "فايرفوكس" من ناحية المزايا وواجهة المستخدم، ولكنه يتمتع بحماية أقل قليلا منه، لذا يفضله المخترقون ورجال الأمن السيبراني كونه يتيح لهم اختبار مجموعة من الأدوات المتنوعة التي قد ترفض المتصفحات الحديثة استخدامها. 9-متصفح "تور" (Tor) يعد هذا المتصفح أشهر ما ظهر في مسلسل "مستر روبوت"، وذلك لأن استخدامه مرتبط مباشرة بشبكات الإنترنت المظلمة "الدارك ويب"، وهو متصفح لا يمكن تتبعه أو تسجيل ما يحدث من خلاله، لذلك يستخدم بكثرة في عمليات الدارك ويب. ويفضل رجال الأمن السيبراني هذا المتصفح لأنه لا يجمع أي بيانات عما يتم داخله، وبالتالي يتيح للمستخدمين خصوصية تامة. 10-أدوات للاتصال بالشبكة وحقن البرمجيات الخبيثة ظهرت هذه الأدوات في مختلف حلقات "مستر روبوت" وهي لا تتبع شركة واحدة أو شكل واحد، ولكنها جميعا تؤدي الغرض نفسه، حقن البرمجيات الخبيثة في الأجهزة المستهدفة أو التجسس على الشبكات والتقاط الترددات الخاصة بها. ومن أبرز هذه الأدوات التي ظهرت في المسلسل "باد يو إس بي" (Bad USB) و"يو إس بي رابر داكي" (USB Rubber Ducky) و"لان تورتيل" (Lan Turtle) و"آر إف آي دي سنيفر" (RFID Sniffer). وتعد آلية "باد يو إس بي" إحدى أشهر الطرق لاختراق الحواسيب بشكل عشوائي، فهي تعتمد على إلقاء مجموعة من أقراص "يو إس بي" في مكان عام والانتظار حتى يقوم الضحية بالتقاط القرص واستخدامه في حاسوبه. 11-هاتف "بووني إكسبريس بوون" (Pwnie Express Pwn) للوهلة الأولى يبدو هاتف "بووني إكسبريس بوون" كأي هاتف معتاد، وذلك لأنه صنع بناء على جهاز "جوجل نيكسس 4" (Google Nexus 4) ويعتمد على المواصفات ذاتها من المعالج القوي والشاشة الكبيرة الواضحة. ولكن الاختلاف الأبرز بينه وبين هاتف "نيكسس" هو أن "بووني إكسبريس بوون" يأتي مزودا بنظام "كالي لينكس" المخصص للاختراق، مع أكثر من 100 أداة برمجية مختلفة لاختراق الشبكات واختبارها، وفضلا عن ذلك، فهو يأتي مع عتاد كامل يسهل حقن البرمجيات الخبيثة عبر شبكات اللاسلكية وأجهزة البلوتوث المختلفة.