
خبير عسكري لشهاب: "أطفال الحجارة" كبروا و أصبحوا رجالا يضربون "عربات جدعون" ب "حجارة داوود"
في مشهد ملحمي تاريخي من الصمود والقتال، تواصل غزة دفاعها الأسطوري ضد آلة الحرب الإسرائيلية الهائلة منذ أكثر من عشرة أسابيع، ضمن مواجهة مستمرة تقارب العامين، العملية العدوانية الأخيرة، التي أُطلق عليها الاحتلال اسم "عربات جدعون"، جاءت بأعلى مستويات التعبئة العسكرية، فقد حشد الاحتلال أكثر من 460 ألف جندي، ودفع بسبع فرق عسكرية ونخبة وحداته المدرعة بهدف "سحق غزة" و"تدمير حركة حماس"، حسب تصريحات رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو.
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور ميخائيل عوض، في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، إن كثافة النيران والقصف الجوي و المدفعي، وغياب الدعم العربي والدولي، لم يمنع غزة من البروز وحدها بصمود أسطوري مقاوم رافض للاستسلام، وابتكار ميداني تجاوز الحسابات التقليدية في ميزان القوى، فقد أعلنت المقاومة الفلسطينية عن إطلاق عملية "حجارة داوود" في مواجهة العدوان العسكري وحرب الإبادة، في دلالة رمزية على صراع غير متكافئ ظاهريًا، لكنه يعكس إرادة لا تلين.
ويضيف عوض، إن "الحجارة التي حملها أطفال غزة أصبحت اليوم صواريخ ومضادات وطائرات مسيّرة في أيدي رجال مقاومين صنعوا من العجز والعدم قوة وتحدي"، واعتبر أن "الاسم المختار للعملية، حجارة داوود، ليس عشوائيًا، بل هو نفي صريح لاحتكار الكيان الصهيوني للرمزية الدينية، وتأكيد أن الأنبياء والرسل يرفضون قتل الأبرياء وإبادة الشعوب".
فشل الأهداف
ويؤكد عوض أن رغم كل الجهود العسكرية التي بُذلت من قِبل الاحتلال وحلفائه، بما في ذلك الدعم الأمريكي المفتوح والتورط غير المعلن للناتو، لم تحقق العملية أهدافها المعلنة، فالمقاومة في غزة لا تزال تقاتل، وتبتكر، وتتصدى لكل محاولة لاختراقها أو تحطيم بنيتها.
ويصف عوض هذه المواجهة بأنها "شكل جديد من أشكال حروب العصابات والمقاومات الثورية، استطاعت أن تعيد تعريف قواعد الاشتباك، وتكشف فشل المدرسة الكلاسيكية في الحسم أمام بيئة مقاومة مدروسة ومرنة".
ووفقاً لعوض، فإن هذه الجولة من الحرب، التي اتسعت إلى مواجهة إقليمية شملت أيضاً تصعيداً مع إيران استمر لاثني عشر يومًا، أثبتت فشل إستراتيجية الردع الإسرائيلية المطلقة، وأظهرت ضعف تحالفات التطبيع والصمت العربي.
ويقول: "نتنياهو ذهب إلى الحرب مدعومًا بكل أدوات القوة والدعم، لكنه وجد نفسه اليوم على أبواب البيت الأبيض، في انتظار دونالد ترامب، الذي منحه الوقت والسلاح، ولكنه في النهاية سيطالبه بإيقاف الحرب أمام العالم باتفاق مع نتنياهو من تحت الطاولة، بعدما فشلت في تحقيق أهدافها".
ويرى الدكتور عوض أن لحظة وقف إطلاق النار – إن تمت قريبًا – ستُعتبر إنجازا معنويًا لغزة، وتنسف الرواية الصهيونية الكاذبة للعالم، ويضيف: "إذا أُضطر نتنياهو على التراجع، فسيكون ذلك إعلانا بقدرة رجال غزة على التحدي، ونجاحهم في فرض معادلة جديدة، وتحقيق قفزة في مسار تحرير فلسطين ستظهر آثارها بالمستقبل القريب".
وأكد أن صمود غزة رغم الحصار والمجاعات، يكشف عن معجزة عسكرية بحد ذاتها، تجعل من القطاع – رغم كل آلامه – طرفًا مركزيًا في صياغة معادلات القوة والصراع في المنطقة.
"حجارة داوود" تنتصر
في خضم المعركة، ترتفع أصوات الثبات من تحت الركام، فـ"اطفال الحجارة كبروا"، كما يقول عوض، و"حجارتهم أصبحت حجارة داوود"، تقارع الجيوش وتواجه الدبابات وتُحرج الأنظمة، هذه المعركة، ليست فقط جولة في الحرب على غزة، بل نقطة تحول في طبيعة المواجهة مع الاحتلال، وتكشف عن توازنات قوى جديدة تُرسم في المنطقة، سيكون لغزة فيها موقع مهم، كقوة لا يمكن تجاوزها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 20 دقائق
- خبر صح
البنتاجون يعيد تقييم دعمه العسكري لأوكرانيا في ظل إدارة ترامب
في تحول بارز في السياسة الدفاعية الأمريكية، أكد المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، أن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب تهدف إلى إعادة ترتيب الأولويات، ووقف الاستنزاف غير المدروس لمخزونات السلاح الأمريكية الذي حدث خلال فترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن. البنتاجون يعيد تقييم دعمه العسكري لأوكرانيا في ظل إدارة ترامب شوف كمان: الهجوم الإيراني على إسرائيل الليلة سيكون أقوى رد في تاريخ البلدين تسليح أوكرانيا دون تقييم حقيقي لحجم الذخائر وفي هذا السياق، أشار بارنيل خلال مؤتمر صحفي إلى أن السياسات السابقة اعتمدت على تسليح أوكرانيا دون إجراء تقييم دقيق لحجم الذخائر المتاحة أو احتياجات الجيش الأمريكي الفعلية، قائلاً: 'لقد كنا نرسل الذخائر لسنوات دون أن نتوقف لحظة للتفكير في ما تبقى لدينا' ممكن يعجبك: المصريون يعطون درسًا في الكرامة لإيدي كوهين وتغريدته تتحول إلى ساحة تعليقات حادة وأوضح بارنيل أن الإدارة الجديدة تعطي أولوية قصوى لأمن الولايات المتحدة الداخلي، مضيفًا: 'انتُخب الرئيس ترامب ليعيد الولايات المتحدة إلى مركز الاهتمام، ولتكون قراراتنا نابعة من مصالحنا الوطنية أولًا' تجميد شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة 'بوليتيكو' عن تجميد شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، في ظل تقارير تؤكد أن المخزونات الأمريكية أصبحت في وضع حرج، وجاء التأكيد الرسمي من المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، التي أعلنت أن القرار يهدف إلى الحفاظ على القدرات الدفاعية الأمريكية، مشيرة إلى أنه 'لا يمكن المجازفة بأمن الولايات المتحدة على حساب حرب طويلة الأمد في أوروبا'. الجانب الروسي يعلق على تلك التطورات من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حول هذه التطورات: 'كلما تراجعت الإمدادات لأوكرانيا، اقتربنا أكثر من إنهاء العملية العسكرية الخاصة'، في إشارة إلى تصاعد الآمال الروسية في إنهاك خصمها تدريجياً، وهذا التحول في الموقف الأمريكي يعكس تحولًا أوسع في الحسابات الاستراتيجية للبيت الأبيض، في وقت تتزايد فيه الدعوات للتركيز على الشأن الداخلي الأمريكي بدلًا من الانخراط في حروب بالوكالة الصراع الروسي الأوكراني ويظل الصراع الروسي الأوكراني من أكثر النزاعات تعقيدًا وتشابكًا في العالم الحديث، حيث تتداخل فيه الحسابات الجيوسياسية مع إرث التاريخ وصراع الهوية، ومع استمرار العمليات العسكرية دون أفق واضح للتسوية، تتفاقم معاناة المدنيين وتتزايد الانقسامات الدولية، وبينما تسعى الأطراف لتحقيق مكاسب على الأرض، يبقى الحل السياسي هو الأمل الوحيد لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار في المنطقة والعالم.


نافذة على العالم
منذ 26 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : روسيا تصبح أول دولة تعترف بحكومة "طالبان" منذ توليها السلطة في 2021.. ما السبب؟
الجمعة 4 يوليو 2025 04:30 صباحاً نافذة على العالم - (CNN) -- أصبحت روسيا أول دولة تعترف بحكومة "طالبان" في أفغانستان منذ توليها السلطة في 2021، حيث أعلنت موسكو، الخميس، قبولها سفيرا من الحركة. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: "نعتقد أن الاعتراف الرسمي بحكومة إمارة أفغانستان الإسلامية سيعطي زخما لتطوير تعاون ثنائي مثمر بين بلدينا في مختلف المجالات". وأضاف البيان: "نرى آفاقًا واعدة للتعاون في المجالين التجاري والاقتصادي، مع التركيز على مشاريع في مجالات الطاقة والنقل والزراعة والبنية التحتية". وتابع: "سنواصل مساعدة كابول في تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة تهديدات الإرهاب والجرائم المتعلقة بالمخدرات". وأرفق بيان الوزارة الروسية صورة للسفير الأفغاني الجديد لدى روسيا، جول حسن حسن، وهو يسلم أوراق اعتماده لنائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو. ومن جانبها، أشادت وزارة خارجية "طالبان" بالقرار ووصفته بأنه "إيجابي ومهم". تحسين العلاقات مع العالم الخارجي يُعد اعتراف روسيا ذا أهمية تاريخية، فقد خاض الاتحاد السوفيتي السابق حربا استمرت 9 سنوات في أفغانستان، وانتهت بسحب موسكو لقواتها في 1989 بعد هزيمتها على يد "المجاهدين الأفغان"، الذين أسس بعضهم لاحقًا حركة "طالبان" الحديثة. وفي أعقاب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في 2021، كانت روسيا من الدول القليلة التي حافظت على وجود دبلوماسي في البلاد، ولم تعد تصنف "طالبان" كـ"جماعة إرهابية" في إبريل/ نيسان 2025. ورغم أن "طالبان" تبادلت السفراء مع الصين والإمارات، ولديها مكتب سياسي قائم منذ فترة طويلة في قطر، إلا أن هذه الدول لا تعترف بها كحكومة لأفغانستان. ولم يمنع عدم الاعتراف حكام أفغانستان الجدد من التعامل مع العالم الخارجي. وفي 2023، وقّعت شركة نفط صينية اتفاقية لاستخراج النفط مع "طالبان"، وعلاوة على ذلك، سعت الحركة إلى الاعتراف بخصم سابق آخر: الولايات المتحدة. وتشير التقارير إلى تكثيف الجهود منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية في وقت سابق من هذا العام. وشهد مارس/ آذار 2025 إطلاق سراح أمريكيين اثنين من أفغانستان، إلى جانب سحب الولايات المتحدة ملايين الدولارات من مكافآت 3 مسؤولين من "طالبان". وأفادت مصادر مطلعة على المحادثات الأمريكية مع الحركة الإسلامية، لشبكة CNN، في إبريل أن "طالبان" اقترحت خطوات عديدة نحو الاعتراف الأمريكي، بما في ذلك إنشاء مكتب يشبه السفارة داخل الولايات المتحدة للتعامل مع القضايا الأفغانية. ووفقًا للشخص المطلع على الإجراءات، قال مسؤولون أمريكيون لـ"طالبان" خلال اجتماع عُقد في مارس لتأمين إطلاق سراح سجين أمريكي: "عليكم أن تكونوا صريحين وتخاطروا، افعلوا ذلك، فمن المرجح أن يفتح الباب أمام علاقة أفضل". ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتواصل فيها الولايات المتحدة دبلوماسيًا مع "طالبان". ففي العام الأخير من ولايته الأولى، توصل ترامب إلى اتفاق مع الحركة بشأن الانسحاب الأمريكي الكامل بحلول 2021. وتسبب الاتفاق في حدوث فوضى مع وصول "طالبان" إلى السلطة خلال الصيف الأول للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في البيت الأبيض.


نافذة على العالم
منذ 26 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مراسل "القاهرة الإخبارية": ترامب يثق بقدرة بوتين لتسهيل إعادة إيران لطاولة المفاوضات
الجمعة 4 يوليو 2025 05:00 صباحاً نافذة على العالم قال رامي جبر مراسل القاهرة الإخبارية، إن الجميع لا يزال بانتظار أن يكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" تفاصيل المكالمة التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن ترامب اعتاد منذ وصوله إلى السلطة على الإعلان بنفسه عن فحوى اتصالاته مع الزعماء، في ظل تراجع البيت الأبيض عن نشر بيانات أو تفريغات رسمية لتلك المكالمات. تركيز الحديث على الملف الإيراني وأضاف جبر، خلال تصريحاته لقناة القاهرة الإخبارية، إلى أن ما نشره موقع "أكسيوس" حتى الآن بخصوص هذه المكالمة يؤكد أنها تناولت الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يعد أمرًا بديهيًا ومتوقعًا، إلا أن الجديد هو تركيز الحديث على الملف الإيراني، مشيرًا إلى أن المكالمة السابقة بين الرئيسين كانت أيضًا قد تطرقت بشكل موسع إلى الشأن الإيراني، أكثر مما تطرقت إلى أوكرانيا، بحسب ما قاله ترامب آنذاك. ترامب يعتمد على علاقته ببوتين لإنهاء الخطر الإيراني وأوضح أن ترامب يعتمد على علاقته الجيدة الحالية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويسعى إلى استغلال هذه العلاقة، وإن لم يكن في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فعلى الأقل في احتواء "الخطر الإيراني"، وتحديدًا البرنامج النووي الإيراني. الولايات المتحدة تعتبر أنها نجحت في إنهاء البرنامج النووي الإيراني وأوضح أن الولايات المتحدة تعتبر أنها نجحت في إنهاء البرنامج النووي الإيراني، غير أن المواجهة لم تنته عند الجانب العسكري، بل انتقلت إلى الساحة الدبلوماسية، حيث ترى واشنطن أن روسيا والرئيس بوتين قادران على لعب دور محوري في هذه المواجهة. وأشار إلى أن ترامب يثق في قدرة بوتين على تسهيل إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، ويعول عليه في هذا الدور، نظرًا لما يتمتع به من معرفة عميقة بطبيعة النظام الإيراني.