
زواج المال والسياسة.. كيف يسخّر ملياردير فرنسي شركاته لدعم أقصى اليمين
ورصدت الصحيفة ذروة اشتغال هذه الآلة المالية والسياسية في أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي في إحدى قاعات العروض الفنية التاريخية وسط العاصمة الفرنسية باريس عند انعقاد النسخة الأولى من "قمة الحريات" التي رعاها بيير إدوارد ستيرين وقطب الإعلام والاقتصاد فينسنت بولوري، ووصفتهما بأنهما من أثرياء فرنسا الملتزمين بانتصار اليمين المتطرف.
وجاء المئات لحضور ما سمته الصحيفة "الزفاف السياسي الجديد"، الذي تدعمه المجموعة الإعلامية التابعة لبولوري والمشروع السياسي الذي يرعاه ستيرين ويعرف بـ"بيريكلس" (وهو اختصار لكلمات: وطنيون، متجذرون، مقاومون، هوياتيون، مسيحيون، ليبراليون، أوروبيون، سياديون).
وكان من نجوم ذلك "الزفاف" وجوه بارزة من اليمين المتطرف في فرنسا بينهم إريك سيوتي، الرئيس السابق لحزب "الجمهوريون"، ورئيس حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) جوردان بارديلا، والبرلمانية سارة كنافو، وماريون ماريشال، وستانيسلاس ريغو الذي كان عضوا بارزا في حملة اليميني إريك زمور قبل أن يصبح من أركان "أوتيوم" وهو "صندوق الاستثمار" التابع لستيرين، ويديره فرانسوا دورفي، المستشار الشخصي لمارين لوبان.
وكان الهدف من تلك "القمة" هو الترويج لليمين المتطرف الثري تحت شعار " الليبرالية المحافظة" المختزلة في "حرية الفكر" بالمعنى الذي يتفق عليه الحاضرون في ذلك الحفل، بما يعني سيادة القانون، ومعاداة عدد من الأقليات.
لسنوات عديدة، دأب ستيرين "القومي" الذي اختار المنفى الضريبي في بلجيكا، وراكم ثروة ضخمة بفضل صناديق هدايا "سمارت بوكس"، على تخصيص جزء من أمواله لتمويل مشاريع متعددة تدعم رؤيته للعالم.
وتمثلت أدوات هذا التمويل، وفق صحيفة ليبراسيون، في شركته القابضة البلجيكية الخاصة "بي إيه دي 21" التي تبلغ أسهمها 365 مليون يورو، إضافة إلى "أوتيوم" وهو صندوق استثمار" تقدر قيمة أصوله بنحو 1.2 مليار وينشط في في مجالات الصحة والترفيه والتمويل، وهي قطاعات لا تبدو مرتبطة بشكل مباشر بالمعركة الثقافية التي يخوضها، وفق توصيف الصحيفة.
ويخضع ستيرين للتحقيق في التمويل غير القانوني لمرشحي حزب التجمع الوطني، الذي أسسه جان ماري لوبان عام 1972، لكن الرجل يبذل قصارى جهده ليُصوّر نفسه كرجل أعمال بسيط مهموم بمستقبل بلاده. ووصفته صحيفة لوفيغارو قبل أشهر قليلة بأنه "رب أسرة كاثوليكي صالح، أقرب إلى كشّاف منه إلى هامور مالي".
وساقت ليبيراسيون عينات من فروع مجموعة "أوتيوم" تنشط في مجال التمويل (شركة بايفيت) أو الصحة (آبني) أو الملابس (شنج)، وتساءلت عن كيفية دعم هذه الشركات لأجندات وشخصيات سياسية على رأسها مارين لوبان، الرئيسة السابقة للتجمع الوطني.
ليبراسيون تساءلت عما إذا كان زبائن شركات ستيرين واعين بأنهم يسهمون بهذه الطريقة أو تلك في دعم أفكار اليمين المتطرف قائلة إن ما هو مؤكد هو أن ستيرين يجني الأرباح ويحقق مكاسب مالية تسمح له بمواصلة تمويل مساعيه السياسية
وتوقفت الصحيفة عند الأذرع الثقافية لمجموعة "أوتيوم" ودورها في خدمة الأجندة اليمنية، ومن بينها "بروسبر" وهي شركة ناشئة لبيع القصور الجاهزة ويرأسها فرانسوا دورفي وهو مدير "أوتيوم".
وتقول الصحفية إن دورفي لعب دورا محوريا في حملة مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية عام 2022، حيث استقبلها بقصره في نورماندي في إطار تحضيراتها لإحدى المناظرات التلفزية، وحاول "إعادة ابتكار" مرشحة اليمين المتطرف.
وتضم المجموعة الاقتصادية التابعة لستيرين منصة الفيديو "نيو"، وهي "وسيلة تواصل اجتماعي للقرب"، ولديها 473 ألف مشترك على إنستغرام ، وتخدم بشكل مقنع أيديولوجية الهوية من منظور يميني. وفي المجال التربوي والأسري تعمل فروع المجموعة على دعم قيم الأمومة والعائلة من منظور مسيحي وعرقي.
ولتحقيق أهدافه السياسية البعيدة، اتجه ستيرين للعمل الخيري وأنشأ عام 2021 صندوقا خيريا، في شكل وقف، يتبرع بشكل انتقائي لجمعيات تنتمي إلى الأوساط الكاثوليكية بينها جمعية التضامن الدفاعي التي يرأسها الوزير السابق جان ماري بوكيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
مظاهرات أوروبية رفضا لعدوان الاحتلال على القطاع وسياسة التجويع
شهدت عدة مدن أوروبية مظاهرات حاشدة رافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومنددة بسياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال في القطاع. ففي أسكتلندا، خرجت مظاهرة في مدن عدة بينها العاصمة إدنبره احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومطالبة بوقف العدوان على غزة. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإنهاء حرب إسرائيل على غزة وأخرى تعبر عدم ترحيبهم بترامب. في العاصمة الفنلندية هلسنكي جابت مسيرة دراجات ترفع الأعلام الفلسطينية شوارع العاصمة، دعما للشعب الفلسطيني وتنديدا بعدوان الاحتلال وسياسة التجويع ضد قطاع غزة. وفي النمسا، عرقل ناشطون حفل الافتتاح الرسمي لمهرجان سالزبورج 2025 اليوم السبت، تضامنا مع غزة ورفضا للعدوان عليها ولسياسة التجويع. وأطلق العديد من الناشطين شعارات مثل "أيديكم ملطخة بالدماء" ورفعوا لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية". وفي كوبنهاغن، نظم ناشطون مسيرة جابت شوارع العاصمة الدانماركية للمطالبة بتحرك فوري لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. كما طالب المتظاهرون بالتحرك الفوري من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. كما شهدت مدينة هلسنبوري السويدية مظاهرة حاشدة دعما لقطاع غزة وتنديدا بسياسة التجويع والعدوان الإسرائيلي.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
مصدر سوري للجزيرة:
عاجل عاجل, قال مصدر رسمي سوري للجزيرة إن "اللقاء في باريس بين وفدي الخارجية والاستخبارات السوري والجانب الإسرائيلي تم بوساطة أميركية، وبحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في الجنوب السوري". التفاصيل بعد قليل.. المصدر: الجزيرة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
ترامب: فرصة جيدة لتوقيع اتفاق تجري مع الاتحاد الأوروبي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الجمعة، إن الاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي سيكون كبيرا، وإن هناك "فرصة جيدة بنسبة 50%" لإبرامه، مشيرا بذلك لوجود احتمال مماثل لعدم تحقق الاتفاق. وأضاف للصحفيين "مع الاتحاد الأوروبي.. لدينا فرصة جيدة بنسبة 50%.. سيكون هذا أكبر اتفاق على الإطلاق إذا أبرمناه". وأوضح ترامب لدى مغادرته البيت الأبيض متجها إلى أسكتلندا -في زيارة جمعت بين ممارسة الغولف والدبلوماسية- أن بروكسل"ترغب بشدة في إبرام اتفاق". ولدى سؤاله مرة أخرى بشأن احتمالات إبرام اتفاق، أجاب "هذا هو الأهم الآن.. أعتقد أن الاتحاد الأوروبي لديه فرصة جيدة جدا للتوصل إلى اتفاق الآن". موقف المفوضية الأوروبية من الاتفاق التجاري مع أميركا وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، الجمعة، إنها ستلتقي دونالد ترامب في أسكتلندا لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية. وكتبت فون دير لاين على موقع إكس"بعد مكالمة جيدة مع الرئيس الأميركي، اتفقنا على الاجتماع في أسكتلندا الأحد لمناقشة العلاقات التجارية عبر الأطلسي، وكيف يمكننا الحفاظ عليها قوية". وأعلنت المفوضية الأوروبية ، الخميس، أن التوصل إلى حل تجاري عبر التفاوض مع الولايات المتحدة أصبح في المتناول، حتى مع تصويت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالتأييد لفرض رسوم جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 93 مليار يورو (109 مليارات دولار) حال انهيار المحادثات. وقالت المفوضية مرارا إن تركيزها ينصب على إبرام اتفاق لتجنب فرض رسوم جمركية 30%، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستطبقها في الأول من أغسطس/آب المقبل. ويقول دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن واشنطن وبروكسل تتجهان، على ما يبدو، نحو إبرام اتفاق محتمل يقضي بفرض رسوم جمركية شاملة 15% على واردات سلع التكتل إلى الولايات المتحدة، على غرار الاتفاق الإطاري الذي أبرمته واشنطن مع اليابان. لكن البيت الأبيض قال إن المناقشات حول الاتفاق تندرج تحت بند "التكهنات"، وقال المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو لوكالة بلومبيرغ إن التعامل مع التقرير الوارد من الاتحاد الأوروبي يجب أن يتسم بالحذر. وليست هناك معلومات تذكر عما قد يعرضه الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق، وقال دبلوماسي في التكتل إن الاتحاد الأوروبي لا يبحث مسألة التعهد باستثمارات في الولايات المتحدة كما فعلت اليابان. الأسهم الأميركية عند أعلى مستوى في الأثناء سجل المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وناسداك أعلى مستوياتهما على الإطلاق عند الإغلاق أمس الجمعة، مدعومين بتفاؤل حيال إمكانية توصل الولايات المتحدة قريبا إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي. المؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفع بما يعادل 0.42% إلى 6390.08 نقطة. المؤشر ناسداك المجمع زاد 0.26% إلى 21111.90 نقطة. المؤشر داو جونز الصناعي ارتفع 0.48% إلى 44907.65 نقطة.