أحدث الأخبار مع #اليمين_المتطرف


البيان
منذ 14 ساعات
- سياسة
- البيان
ألمانيا تقيّد لمَّ شمل عائلات اللاجئين
صادق النواب الألمان الجمعة على مشروع قانون ينص على تعليق عمليات لمِّ شمل أسر اللاجئين الحاصلين على الحماية الفرعية لعامين، وهو إجراء تبنَّته حكومة فريدريش ميرتس بهدف الحد من الهجرة. وقال وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت أمام مجلس النواب الألماني (بوندستاغ): "تظل ألمانيا دولة منفتحة على العالم.. لكن قدرة أنظمتنا الاجتماعية لها حدود، وكذلك قدرة أنظمتنا التعليمية، كما أن قدرة سوق العقارات لدينا لها حدود أيضاً". وأضاف أن "الهجرة إلى ألمانيا يجب أن تكون لها حدود أيضاً". تمت الموافقة على النص بغالبية كبيرة، إذ صوت لصالحه 444 نائباً مقابل 135 نائباً ضده. وكان اليمين المتطرف قد أعلن مسبقاً أنه سيصوت لصالحه. ويعلق النص لعامين على الأقل عمليات لمِّ شمل الأسر التي تقتصر حالياً على ألف شخص شهرياً، وذلك بالنسبة للاجئين الذين حصلوا فقط على الحماية الفرعية، أي أنه مسموح لهم بالبقاء لأنهم مهددون بالتعرض للتعذيب أو الإعدام في بلدانهم الأصلية. وفي 31 مارس 2025، كان نحو 389 ألف شخص يستفيدون من هذه الحماية. استضافت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ، معظمهم من السوريين والأفغان، خلال أزمة الهجرة الكبرى في عامي 2016/2015، ثم استضافت أكثر من مليون أوكراني وصلوا بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية أواخر فبراير 2022. وكانت ألمانيا قد علقت عمليات لم شمل الأسر عام 2016 في خضم تدفق اللاجئين وافتقارها إلى مرافق الاستقبال، وخصوصاً في البلديات. جعل المستشار المحافظ فريدريش ميرتس الحد من الهجرة أولوية أساسية لحكومته، ودافع عن صد طالبي اللجوء المثير للجدل على الحدود. وشهدت حملة الانتخابات التي جرت في 23 فبراير الماضي هجمات دامية عدة نفذها أجانب، ما عزز صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الذي حل ثانياً في نتائج الاقتراع.


الجزيرة
منذ 6 أيام
- سياسة
- الجزيرة
صحفي يهودي: مشروع "إسرائيل الكبرى" هدفه محو الشرق الأوسط
قال الصحفي اليهودي المقيم في ألمانيا مارتن جاك إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل في المنطقة غالبا ما تكون غير شرعية، وحذر من أن مشروع إسرائيل الكبرى يهدف إلى محو منطقة الشرق الأوسط بأكملها. جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع جاك، تناول فيها سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأسلوبها في خلق الفوضى، بالإضافة إلى اتساع نطاق التهديدات الإسرائيلية في المنطقة. مخطط توسعي وفي معرض تعليقه على الهجمات الإسرائيلية على عدة دول بالمنطقة، قال جاك إن ما يجري لا يمكن وصفه بأنه دفاع مشروع، بل لا يمكن حتى تسميته بهجوم وقائي، إنه "ببساطة تدمير واستئصال وقائي، يهدف إلى محو المنطقة (الشرق الأوسط) بأكملها ومنع أي إمكانية للرد أو الدفاع" وفق قوله. وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشنت حربا واسعة على لبنان بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، فيما قصفت عددا من المواقع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، وتواصل تنفيذ هجمات على اليمن، وبدأت مؤخرا عدوانا على إيران. وأكد جاك أن ممارسات إسرائيل تزرع مشاعر العداء تجاه إسرائيل، حتى وإن لم تكن معادية لليهود أنفسهم. وعبر عن اعتقاده بأن نتنياهو وتحالفه واليمين المتطرف في إسرائيل يسعون لتوسيع الأراضي الإسرائيلية. وأضاف "لأكون صريحًا، فإن هذا المخطط يتجاوز حتى التصورات الدينية التقليدية لما يسمى بإسرائيل الكبرى". الإفلات من العقاب وشبّه جاك ما تقوم به إسرائيل في الشرق الأوسط بالنهج الذي اتبعته روسيا في عدد من البلدان، قائلا: عندما تنظر إلى ما حدث في غزة وجنوب لبنان، فإن المشاهد تذكّر بما جرى في مدينة غروزني خلال الحرب الشيشانية الثانية، أو ما ارتكبه الروس في حلب بعد تدخلهم إلى جانب نظام الأسد، (..) ما نشهده الآن هو إستراتيجية تدمير شاملة على النمط الروسي. إعلان وقال إنّ تمكّن الإسرائيليين من التجول بحرية في أماكن مختلفة في وضح النهار، وإبراز قوتهم أثناء ارتكابهم مجازر بحق آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، دون أن يعترضهم أحد، يُظهر أنهم يمتلكون قوة مطلقة لا رادع لها. وشدد على أن هذه الحالة تمثل عرضًا فجًا لواقع الإفلات من العقاب. مركز قوة وأوضح جاك أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط إلى تحقيق ما ورد في التوراة من حدود إسرائيل الكبرى، بل تجاوزت ذلك إلى ما هو أبعد. وقال إن الهدف اليوم هو بناء إسرائيل كمركز قوة مشابه للولايات المتحدة، من حيث القدرات العملياتية والنفوذ السياسي، مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم (العدوان الإسرائيلي في المنطقة) هو ما رأيناه لعقود في أفغانستان، والعراق، وأميركا اللاتينية. وأكد أن هذه القوة تمارس عملها بلا أي احترام للقانون الدولي، أو للأسس القانونية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية. قومية توسعية متطرفة وتطرق جاك إلى الدور الذي يلعبه يمينيون متطرفون بالحكومة الإسرائيلية مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قائلًا: هؤلاء لا يخفون نيتهم بشأن مشروع إسرائيل الكبرى، بل يصرّحون بها علنا. وقال إن نتنياهو يضع مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار، وهو بحاجة إلى إنقاذ نفسه، كما يوجد في ائتلافه الحالي، أشخاص ينادون منذ زمن طويل بإقامة إسرائيل الكبرى. وأشار إلى أنهم لا يتحدثون فقط عن جنوب لبنان، بل عن أجزاء من سوريا ومصر أيضا، وهم في الواقع يشكلون جزءًا من الحكومة الإسرائيلية ويتولون مواقع صنع القرار. شكل من الجنون وحذّر جاك من خطورة مجموعة من السياسيين في إسرائيل ترى أنه من المشروع مهاجمة كل ما تعتبره تهديدا، مشيرا إلى أن هناك حديثًا متزايدًا هذه الأيام في إسرائيل عن أن الدور نصف النهائي سيكون مع إيران، أما النهائي فمع تركيا. وقال إن هذه المجموعة مستعدة لإثارة الحروب حتى في الأماكن التي تعتبرها مجرد احتمال لخطر أو ثغرة أمنية، وهي في غاية التطرف والتهور، مؤكدا أن ما يُمارس باسم التوسع الإسرائيلي، لا يمت بصلة لليهودية.


الإمارات اليوم
منذ 6 أيام
- سياسة
- الإمارات اليوم
مستشار استراتيجي: تشكيل ائتلاف مع اليمين المتطرف في هولندا «أسوأ ما يمكن فعله»
في كتاب جديد صدر هذا الشهر في هولندا، يرفض المستشار الاستراتيجي السابق لحزب «الشعب من أجل الحرية والديمقراطية»، باس إيرلينغز، الليبرالي ذو التوجه اليميني الوسطي، رفضاً قاطعاً أي تعاون رسمي مع اليمين المتطرف. ويكتب إيرلينغز في كتابه، الذي يحمل عنوان «لعبة الشعبويين: كيف يخططون لها، وكيف نفوز بها»، أن تشكيل حكومة معهم «هو أغبى ما يمكن فعله»، لأنك تجد نفسك باستمرار «تتجاوز حدودك». وعندما انهارت الحكومة الهولندية المكونة من أربعة أحزاب، وهي الأولى التي شارك فيها حزب الحرية اليميني المتطرف في الثالث من يونيو، حصل إيرلينغز على تأكيد لحجته، ودفعة دعائية لدى الرأي العام الهولندي، لكن الكتاب يستحق أيضاً أن يُترجم إلى الجمهور الدولي. فمع دعم إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، النشط لأحزاب اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا، ودفعها الفعال لتغيير النظام، أصبحت رسالة إيرلينغز ملحة للقارة بأكملها. وكان إيرلينغز مستشاراً لفترة طويلة للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، عندما كان روته رئيساً لوزراء هولندا بين عامي 2010 و2024، وقاد أربع حكومات مختلفة في ذلك الوقت. واعتمدت الحكومة الأولى، التي استمرت عامين، على الدعم الخارجي من حزب الحرية الهولندي، بقيادة خيرت فيلدرز. وسمح هذا الترتيب لفيلدرز بمهاجمة الحكومة، وفي الوقت نفسه تحديد خطوطها الحمراء وحدودها بشأن القضايا التي كان يشعر بقوة تجاهها (أو ضدها)، مثل الاتحاد الأوروبي أو الهجرة. فإذا تجاوزت الحكومة هذه الحدود، يستطيع فيلدرز أن يهددها بسحب الدعم البرلماني عن الائتلاف الحاكم. وحدث هذا في عام 2012، ما أدى إلى انهيار حكومة روته. وبعد تلك التجربة، أقسم روته علناً على عدم الائتلاف مع حزب الحرية الهولندي، مرة أخرى، وكان هذا التصريح بمثابة إشارة للناخبين الهولنديين إلى أن التصويت لمصلحة حزب الحرية الهولندي، سيصبح صوتاً ضائعاً. والمشهد السياسي الهولندي مجزأ للغاية، حيث لا تتجاوز نسبة ما يُسمى بالأحزاب الكبيرة 20% من الأصوات، ما يعني أن الحزب الفائز يحتاج دائماً إلى حزبين أو ثلاثة آخرين لتشكيل حكومة بأغلبية برلمانية. وكما كتب عالم السياسة الأميركي، لاري بارتلز، في كتابه الصادر عام 2023، بعنوان «الديمقراطية تتآكل من القمة»، إذا علم الناخبون مسبقاً أن حزباً ما سيُستبعد من الحكومة، وأن برنامجه غير قابل للتطبيق، فإن كثيرين يميلون إلى التصويت للأحزاب ذات فرص الحكم الأفضل. وبهذه الطريقة، وباستبعاد حزب الحرية من حكوماته الثلاث التالية، أبقى روته الحزب في وضع ضعيف. وتعرضت هذه الاستراتيجية للخطر، عندما تمت الإطاحة بحكومة روته الرابعة في صيف عام 2023، وتنحى عن زعامة الحزب، وتم تحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة في نوفمبر من ذلك العام. وفتح خليفته، ديلان يسيلجوز، الباب فوراً للتعاون مع حزب الحرية. ونتيجة لهذه الخطوة، لم يعد التصويت لحزب الحرية يُعتبر تصويتاً خاسراً، بل على العكس، أصبح تصويتاً استراتيجياً. واغتنم فيلدرز، متفوقاً على منافسيه الذين يتمتعون بخبرة سياسية تزيد على عقدين، فرصته، واستغلها على أكمل وجه. ونتيجة لذلك، حقق حزب الحرية ارتفاعاً كبيراً في استطلاعات الرأي، وحصل على المركز الأول بنسبة 23% من الأصوات، متقدماً بفارق ضئيل على ائتلاف اجتماعي ديمقراطي. وغادر إيرلينغز حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية في اليوم الذي شُكّلت فيه حكومة جديدة من أربعة أحزاب، بما في ذلك حزب الحرية، في صيف عام 2024. جاء ذلك بعد أشهر من المساومات والصراعات بين الأحزاب الأربعة، والتي استمرت في وضح النهار، خلال الأشهر الـ11 التي حكمت فيها البلاد، حتى أوائل يونيو من هذا العام، عندما أعلن فيلدرز انسحابه. واستقال، لأنه أرسل إلى الأحزاب الثلاثة الأخرى قائمة بـ10 إجراءات صارمة تهدف إلى وقف الهجرة، والتي رفضت الأحزاب قبولها، لأن بعضها كان غير دستوري. وتثبت هذه الحادثة، إضافة إلى 11 شهراً من التراخي الحكومي الذي سبقها، صحة وجهة نظر إيرلينغز الرئيسة حول الائتلاف الحكومي مع اليمين المتطرف. وكتب إيرلينغز، أنه «بمجرد توليه السلطة، تُحكم الأحزاب اليمينية المتطرفة قبضتها عليك. فهي تجرّ شركاءها في الائتلاف، وحتى أحزاب المعارضة، إلى مناطق لم يكن أحدٌ يرغب في الوصول إليها سابقاً، باستفزازات وتهديدات وهجمات شخصية على الزملاء، ولغة فظة تُلوث آدابَ البرلمان وخطابه، ومقترحات أكثر تطرفاً تُصبح نوعاً من الوضع الطبيعي الجديد، في النهاية، حتى إن المرء يعتاد على التطرف، إلى حد ما». والآن، أصبح السياسيون التقليديون الذين كانوا مهذبين سابقاً، يتبادلون الشتائم باستمرار في البرلمان الهولندي، في محاولة لجذب الانتباه. وإيرلينغز مقتنعٌ بأن الهدف النهائي لليمين المتطرف هو هذا تحديداً: تحويل الديمقراطية وسيادة القانون إلى «قشور فارغة». ولم تبدأ الحكومة الهولندية المنهارة، التي لاتزال في منصبها كحكومة تصريف أعمال من دون وزراء حزب الحرية، حتى في محاولة حل مشكلات هولندا الرئيسة، مثل النقص الحاد في السكن، وأزمة النترات الناجمة عن الزراعة المكثفة، وارتفاع تكاليف المعيشة. عن «فورين بوليسي» • روته أقسم علناً على عدم الائتلاف مع حزب الحرية الهولندي مرة أخرى. • عندما انهارت الحكومة الهولندية المكونة من أربعة أحزاب، وهي الأولى التي شارك فيها حزب الحرية اليميني المتطرف في 3 يونيو، حصل إيرلينغز على تأكيد لحجته ودفعة دعائية لدى الرأي العام الهولندي.


رؤيا نيوز
١٨-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- رؤيا نيوز
الملك في خطاب غاضب
خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، كان مبرمجا منذ وقت، لكن وبالتزامن مع موعده وقعت تطورات كبيرة في المنطقة، تمثلت بالعدوان الإسرائيلي على إيران، وتصاعد نذر حرب أوسع في الإقليم. لكن ومع إدراك الملك لخطورة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وتداعياتها في حال استمرارها وتوسعها،إلا أن الكارثة الإنسانية في غزة وملف القضية الفلسطينية، كان البند الرئيسي في خطابه. إنها أصل المشكلة وجوهر الصراع الممتد لعقود في الشرق الأوسط. يحوز الملك على مصداقية كبيرة، لدى النخبة السياسية في أوروبا، وطالما كانت خطاباته في البرلمان الأوروبي محل تقدير استثنائي من المشرعين والساسة الأوروبيين،لكونها دليل موثوق لفهم المنطقة العربية وقضاياها ومشاعر شعوبها. في خطابه يوم أول من أمس، تحدث الملك بلسان كل أردني وفلسطيني وعربي. كان مثلنا جميعا، غاضب من المجتمع الدولي، ويشعر بأن العالم بأسره قد خذل غزة وأهلها، وعموم أهل المنطقة، جراء هذا الموقف حيال ماشهده ويشهده القطاع من وحشية إسرائيلية بحق السكان الأبرياء والمرافق الصحية والتعليمية، والعاملين في مجال الإغاثة والإعلاميين. وما يخشاه الملك، أن التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة حاليا، ستدفع العالم إلى نسيان معاناة غزة تماما، وتمنح اليمين المتطرف في إسرائيل مهلة إضافية لممارسة مزيد من القتل والتجويع لسكان غزة، ومواصلة سياسة الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية، لقتل فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كان مهما أن يسمع العالم الأوروبي، من قائد بوزن الملك عبدالله الثاني، أن سياسة التغاضي عن حقائق الصراع في الشرق الأوسط، ستدفع بالمنطقة ومعها الجوار الأوروبي لمزيد من العنف وعدم الاستقرار والتداعيات الخطيرة. لقد خدع العالم من قبل عندما روجت ماكينة الدعاية الأميركية ومعها إسرائيل أن القضاء على نظام صدام حسين، سيجلب السلام للمنطقة، ويجنبها مخاطر السلاح الكيماوي المزعوم، فكانت النتائج كارثية على الجميع؛ موجات من الإرهاب والتطرف والحروب واللجوء غير المسبوقة، وانهيار لمنظومة الأمن الإقليمي، بما سمح لإيران بالتمدد في كل الأطراف العربية. نتعرض لنفس الخدعية حاليا، إذ تروج إسرائيل لحربها على إيران ومن قبل ضد أذرعها باعتبارها نهاية لمرحلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. لا يمكن لهذه الدعاية المضللة أن تصمد طويلا، لأن السلام الذي تجلبه القوة كما قال الملك، لن يدوم. سيكون سلاما زائفا ومخادعا، سرعان ما ينهار عندما نعود وننظر لمأساة الشعب الفلسطيني وهى قائمة دون حال عادل. يتبجح نتنياهو كل يوم بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط بعد كل هذه الحروب والمجاز التي يرتكبها جيشه. لقد شهدت منطقتنا تغييرات كبيرة فعلا منذ السابع من أكتوبر، وثمة تغييرات أخرى أكبر في الطريق، لكن هذا لن يجلب السلام للمنطقة، بل المزيد من العنف والتطرف، وبنسخ أكثر وحشية مما شهدنا. وفي ضوء ما يشهده العالم من صراعات وحروب على أكثر من جبهة، يراهن الملك على حكمة الأوروبيين ودورهم لمنح قضايا منطقتنا أولوية، بالنظر للمصالح المتداخلة بيننا. ولهذا دعا لشراكة من أجل التنمية والسلام العالميين، يكون الشرق الأوسط هو مفتاحهها. ليس ثمة فسحة للأمل والتفاؤل لدى مواطني الشرق الأوسط، بفعل ما يدور في منطقتهم، ولن يغادروا مربع الاحباط واليأس، إلا إذا وجد صوت كصوت الملك عبدالله الثاني آذانا صاغية في عالم الغرب.


الغد
١٨-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الغد
الملك في خطاب غاضب
اضافة اعلان خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، كان مبرمجا منذ وقت، لكن وبالتزامن مع موعده وقعت تطورات كبيرة في المنطقة، تمثلت بالعدوان الإسرائيلي على إيران، وتصاعد نذر حرب أوسع في الإقليم.لكن ومع إدراك الملك لخطورة المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وتداعياتها في حال استمرارها وتوسعها،إلا أن الكارثة الإنسانية في غزة وملف القضية الفلسطينية، كان البند الرئيسي في خطابه.إنها أصل المشكلة وجوهر الصراع الممتد لعقود في الشرق الأوسط.يحوز الملك على مصداقية كبيرة، لدى النخبة السياسية في أوروبا، وطالما كانت خطاباته في البرلمان الأوروبي محل تقدير استثنائي من المشرعين والساسة الأوروبيين،لكونها دليل موثوق لفهم المنطقة العربية وقضاياها ومشاعر شعوبها.في خطابه يوم أول من أمس، تحدث الملك بلسان كل أردني وفلسطيني وعربي. كان مثلنا جميعا، غاضب من المجتمع الدولي، ويشعر بأن العالم بأسره قد خذل غزة وأهلها، وعموم أهل المنطقة، جراء هذا الموقف حيال ماشهده ويشهده القطاع من وحشية إسرائيلية بحق السكان الأبرياء والمرافق الصحية والتعليمية، والعاملين في مجال الإغاثة والإعلاميين.وما يخشاه الملك، أن التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة حاليا، ستدفع العالم إلى نسيان معاناة غزة تماما، وتمنح اليمين المتطرف في إسرائيل مهلة إضافية لممارسة مزيد من القتل والتجويع لسكان غزة، ومواصلة سياسة الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية، لقتل فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.كان مهما أن يسمع العالم الأوروبي، من قائد بوزن الملك عبدالله الثاني، أن سياسة التغاضي عن حقائق الصراع في الشرق الأوسط، ستدفع بالمنطقة ومعها الجوار الأوروبي لمزيد من العنف وعدم الاستقرار والتداعيات الخطيرة.لقد خدع العالم من قبل عندما روجت ماكينة الدعاية الأميركية ومعها إسرائيل أن القضاء على نظام صدام حسين، سيجلب السلام للمنطقة، ويجنبها مخاطر السلاح الكيماوي المزعوم، فكانت النتائج كارثية على الجميع؛ موجات من الإرهاب والتطرف والحروب واللجوء غير المسبوقة، وانهيار لمنظومة الأمن الإقليمي، بما سمح لإيران بالتمدد في كل الأطراف العربية.نتعرض لنفس الخدعية حاليا، إذ تروج إسرائيل لحربها على إيران ومن قبل ضد أذرعها باعتبارها نهاية لمرحلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.لا يمكن لهذه الدعاية المضللة أن تصمد طويلا، لأن السلام الذي تجلبه القوة كما قال الملك، لن يدوم. سيكون سلاما زائفا ومخادعا، سرعان ما ينهار عندما نعود وننظر لمأساة الشعب الفلسطيني وهى قائمة دون حال عادل.يتبجح نتنياهو كل يوم بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط بعد كل هذه الحروب والمجاز التي يرتكبها جيشه. لقد شهدت منطقتنا تغييرات كبيرة فعلا منذ السابع من أكتوبر، وثمة تغييرات أخرى أكبر في الطريق، لكن هذا لن يجلب السلام للمنطقة، بل المزيد من العنف والتطرف، وبنسخ أكثر وحشية مما شهدنا.وفي ضوء ما يشهده العالم من صراعات وحروب على أكثر من جبهة، يراهن الملك على حكمة الأوروبيين ودورهم لمنح قضايا منطقتنا أولوية، بالنظر للمصالح المتداخلة بيننا. ولهذا دعا لشراكة من أجل التنمية والسلام العالميين، يكون الشرق الأوسط هو مفتاحهها.ليس ثمة فسحة للأمل والتفاؤل لدى مواطني الشرق الأوسط، بفعل ما يدور في منطقتهم، ولن يغادروا مربع الاحباط واليأس، إلا إذا وجد صوت كصوت الملك عبدالله الثاني آذانا صاغية في عالم الغرب.