
تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السورية تعلن النفير العام
أفاد تلفزيون سوريا صباح الجمعة باندلاع اشتباكات عنيفة مجدداً بين المقاتلين الدروز والبدو في محافظة السويداء السورية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف التلفزيون السوري أن أحدث أعمال العنف وقعت قرب قرية الدور، بينما شنت قوات بدوية هجمات على مناطق ريفية أخرى غرب المحافظة.
وتستعد قوات الأمن السورية لإعادة انتشارها في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وذلك لتهدئة القتال بين القبائل الدرزية والبدوية، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع غارتين إسرائيليتين منفصلتين مساء الخميس بطائرات مُسيّرة، استهدفتا مقاتلين بدو وآلية عسكرية سورية في السويداء، وهو ما أسفر عن مقتل خمسة جنود.
وأضاف المرصد أن المدنيين البدو بدأوا بالفرار من المحافظة، بعد هجمات انتقامية شنها مقاتلون دروز، فيما أعلنت العشائر العربية في سوريا النفير العام والتوجه إلى محافظة السويداء.
وأصدرت العشائر السورية بيانا قالت فيه: 'نعلن نحن في مجلس القبائل والعشائر السورية النفير العام لكل أبناء القبائل والعشائر في سوريا، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها'.
ووجه البيان نداء للعشائر في كل المحافظات السورية، بالتوجه 'فوراً' إلى السويداء لإنقاذ أهلهم من 'المذبحة والتطهير العرقي'، مشددين على ضرورة 'التحلي بأخلاق الإسلام والعروبة وألا يعتدوا إلا على من اعتدى عليهم'.
وفي يوم الأربعاء، قتل 5 عناصر من الفرقة 70 التابعة لوزارة الدفاع، نتيجة استهداف مًسيرة إسرائيلية سيارة عسكرية على طريق ظهر الجبل في السويداء، بحسب المرصد.
وكانت إسرائيل قد حذرت الحكومة السورية بضرورة الانسحاب من الجنوب، قائلة إنها لن تسمح للإسلاميين بالتوسع على حدودها.
وقتل ما يقرب من 600 شخص في السويداء منذ اندلاع العنف الطائفي في 13 يوليو/تموز، فيما نزح نحو 2000 عائلة 'جراء أعمال العنف'، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس هناك بأن مدينة السويداء بدت يوم الخميس مدمرة، حيث نُهبت المتاجر وأُحرقت المنازل وتناثرت الجثث في الشوارع.
وقالت هنادي عبيد، وهي طبيبة تبلغ من العمر 39 عاماً: 'ما رأيته بدا كما لو أن المدينة خرجت لتوها من فيضان أو كارثة طبيعية'.
مساعدات إسرائيلية
BBC
في الوقت نفسه، قالت إسرائيل إنها سترسل مساعدات إنسانية للدروز في سوريا.
وصرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها، بأنه 'على خلفية الهجمات الأخيرة التي استهدفت الدروز في السويداء، والوضع الإنساني المتردي في المنطقة، أمر وزير الخارجية جدعون ساعر بنقل مساعدات إنسانية عاجلة إلى الدروز في المنطقة'.
وأضافت الوزارة الإسرائيلية أن قيمة المساعدات ستبلغ مليوني شيكل (حوالي 600 ألف دولار أمريكي)، وستشمل طروداً غذائية ومستلزمات طبية.
من جهة أخرى، حثّ رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، السلطات السورية على ضمان المساءلة والعدالة فيما يتعلق بعمليات القتل والانتهاكات في السويداء.
وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، في بيان: 'يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، ويجب أن تكون حماية الجميع على رأس الأولويات، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان'.
Reuters
في السياق ذاته، اتهم رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مقاتلين دروز في السويداء بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أدى إلى انسحاب القوات الحكومية، بحسب التلفزيون السوري.
وأعلن مكتب الشرع في بيان الليلة الماضية أن مقاتلين دروزاً، تصنفهم السلطات 'جماعات خارجة عن القانون'، ارتكبوا 'جرائم مروعة' بحق المدنيين بعد الانسحاب العسكري.
وأضاف أن هذه الانتهاكات 'هددت السلم الأهلي بشكل مباشر، ودفعت نحو الفوضى والانهيار الأمني'، محذراً من أي تدخل عسكري إسرائيلي إضافي.
كما أفاد التلفزيون الرسمي الليلة الماضية بأن مقاتلين موالين للزعيم الديني الدرزي حكمت الهجري ينفذون 'تطهيراً عرقياً' بحق العشائر البدوية.
حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع
وفي بيان نُشر على الإنترنت الخميس، دعا الهجري الدروز إلى احترام 'العشائر البدوية المسالمة' وتجنب الأعمال الانتقامية.
وكان الشيخ يوسف الجربوع، الزعيم الديني الدرزي قد قال في مقابلة تلفزيونية إن ما يجري في السويداء يرقى إلى 'محاولة تطهير عرقي'، وذلك قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، الأربعاء.
السعودية تحشد الدعم الدولي لسوريا
Reuters
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية السعودي، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، على ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا.
وأفادت قناة العربية، السعودية، بأن وزير الخارجية، فيصل بن فرحان، أكد خلال اتصال هاتفي مع روبيو أمس على أهمية احترام سيادة سوريا وضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على أراضيها.
وجاء الاتصال في الوقت الذي دعا فيه مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد العزيز الواصل، إلى الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على سوريا.
كما أفادت وسائل إعلام سعودية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالاً من الرئيس السوري، أكد خلاله على ضرورة دعم المجتمع الدولي لدمشق ومنع التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد.
بيان إقليمي مشترك
وأصدرت عشر دول عربية، إلى جانب تركيا، بياناً مشتركاً الخميس، جددت فيه دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، ورفضها التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وعقب 'مناقشات مكثفة' على مدار اليومين الماضيين حول التطورات في سوريا، أصدر وزراء خارجية مصر، والأردن، ولبنان، والعراق، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، بالإضافة إلى تركيا، بياناً رحّبوا فيه أيضًا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء.
وحثّ البيان الرئيس السوري أحمد الشرع على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المواطنين السوريين في السويداء، وأدان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا.
كما دعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة إعمار البلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
"المرصد السوري" يكشف تفاصيل اتفاق سوري - إسرائيلي.. ما أبرز بنوده؟
نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان بنود اتفاق جديد تمّ التوصل إليه بين "إسرائيل" والحكومة السورية الجديدة، برعاية أميركية تهدف إلى خفض التصعيد بين الطرفين. وكشف المرصد أنّ الملف الأمني في السويداء سيُحول إلى الجهات الأميركية، التي ستتولى متابعة تنفيذ بنود الاتفاق، الذي يشمل "انسحاب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما بعد القرى الدرزية، حيث ستقوم الفصائل الدرزية بتمشيط القرى للتأكد من إخلائها من هذه القوات". وأكّد المرصد تشكيل مجالس محلية من أبناء السويداء تتولى تقديم الخدمات، إضافةً إلى لجنة لتوثيق الانتهاكات ترفع تقاريرها إلى الطرف الأميركي. كما نصّ الاتفاق على نزع السلاح من مناطق القنيطرة ودرعا، مع تشكيل لجان أمنية محلية من السكان لا تمتلك السلاح. وأشار المرصد إلى منع دخول أي منظمة أو مؤسسة تابعة للحكومة السورية إلى السويداء، مع السماح فقط بدخول منظمات الأمم المتحدة. 24 تموز 24 تموز المرصد السوري لحقوق الإنسان ينشر بنود الاتفاق بين "إسرائيل" والحكومة السورية الجديدة برعاية الأميركيين:🔶 يحول ملف السويداء إلى الأميركيين وهم سيلتزمون متابعة تنفيذ بنود هذا الاتفاق.🔶انسحاب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما بعد القرى الدرزية.🔶الفصائل الدرزية… سياق متصل، كشفت مصادر أميركية عبر موقع "أكسيوس" الأميركي أنّ مسؤولين إسرائيليين وسوريين كبار عقدوا محادثات في العاصمة الفرنسية باريس بوساطة من المبعوث الخاص للرئيس ترامب، توم باراك، استمرّت أربع ساعات، لمناقشة خفض التوترات بين الطرفين. ويُعتبر هذا اللقاء أعلى مستوى رسمي بين" إسرائيل" وسوريا منذ أكثر من 25 عاماً، وضم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بحسب "تايمز أوف إسرائيل". ويأتي اللقاء بعد أيامٍ من حملة التصعيد الإسرائيلية الكبيرة على سوريا، بذريعة حماية الدروز، في إثر شنّ فصائل حكومية ومؤازرة لها هجوماً كبيراً على السويداء سقط خلاله نحو 1339 شخصاً، وخلّف أوضاعاً مأساوية في ظلّ الحصار الذي تفرضه فصائل موالية للسلطات الانتقالية على المحافظة.وتأمل الإدارة الجديدة، عبر هذا الاجتماع، أن تتوصّل إلى اتفاق ما يسمح بتهدئة المنطقة الجنوبية، ويخفّض من التوتر المستمر، والذي ذكرت وكالة "رويترز" أنّ سببه "سوء فهم" من الإدارة السورية، التي ظنّت أنّها حصلت على ضوء أخضر أميركي وإسرائيلي يسمح لها بمهاجمة الدروز.


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
تقرير: سوريا تعيد هيكلة اقتصادها سراً وشقيق الرئيس يقود المهمة
بعد أسابيع من سيطرة مسلحين من المعارضة السورية على دمشق، تلقى رجل أعمال كبير اتصالا هاتفيا في ساعة متأخرة من الليل للحضور لمقابلة "الشيخ". كان العنوان مألوفا، وهو مبنى شهد عمليات ابتزاز متكررة لرجال أعمال مثله في عهد بشار الأسد. لكن الجديد هذه المرة كان الوجوه. . وبصفته الآن رئيس لجنة مهمتها إعادة هيكلة الاقتصاد السوري، كان يطرح أسئلة بلغة عربية مهذبة تظهر فيها لكنة أسترالية خفيفة. وقال رجل الأعمال: "سألني عن عملي، والأموال التي نجنيها... وظللت أنا أنظر إلى المسدس". وخلص تحقيق أجرته رويترز إلى أن القيادة السورية الجديدة تعمل سرا على إعادة هيكلة الاقتصاد المثقل بأعباء الفساد والعقوبات التي ظلت مفروضة لسنوات ضد حكومة الأسد، وذلك تحت رعاية مجموعة من الأشخاص لا تزال هوياتهم مخفية حتى الآن تحت أسماء مستعارة. وتتركز مهمة اللجنة في فك رموز الإرث الاقتصادي من حقبة الأسد ثم تحديد ما الذي يتعين إعادة هيكلته وما الذي يجب الإبقاء عليه. وبعيدا عن المتابعة والتدقيق الجماهيري، جمعت اللجنة أصولا تزيد قيمتها عن 1.6 مليار دولار. ويستند هذا التقدير إلى ما قالته مصادر مطلعة على صفقاتها للاستحواذ على حصص في شركات وأموال نقدية تمت مصادرتها، بما في ذلك أصول لا تقل قيمتها عن 1.5 مليار دولار صودرت من ثلاثة رجال أعمال، وشركات تابعة لتكتل كان يسيطر عليه سابقا مقربون من الأسد، مثل شركة تشغيل الاتصالات الرئيسية في البلاد، بقيمة لا تقل عن 130 مليون دولار. ووفقا لما توصلت إليه رويترز فإن الشخص الذي يشرف على إعادة هيكلة الاقتصاد هو حازم الشرع الشقيق الأكبر للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، أما من يرأس اللجنة فهو أبو مريم الأسترالي أو إبراهيم سكرية وهو أسترالي من أصل لبناني مدرج على قائمة بلاده للأفراد الخاضعين لعقوبات بتهم تمويل الإرهاب. ويصف نفسه على الإنترنت بأنه رجل أعمال محب للكريكيت والشاورما. قامت الحكومة السورية الجديدة بتفكيك الجهاز الأمني مهيب الجانب الذي كانت ترتعد لذكره الفرائص في عهد الأسد، وصار بإمكان الناس التحدث بحرية أكبر مما ظلوا يعهدونه لعقود. لكن مزيج إشراك الأقارب والرجال الذين لا يُعرفون إلا بأسماء حركية والذين يديرون الاقتصاد السوري الآن يثير قلق عدد من رجال الأعمال والدبلوماسيين والمحللين الذين يقولون إنهم يخشون من أن يكون التطور الذي شهدته سوريا لا يتجاوز حدود استبدال نخبة أقلية بأخرى في القصر. واستند تحقيق رويترز إلى مقابلات مع أكثر من 100 من رجال الأعمال والوسطاء والسياسيين والدبلوماسيين والباحثين، فضلا عن مجموعة من الوثائق تتضمن سجلات مالية ورسائل بريد إلكتروني ومحاضر اجتماعات وتسجيل شركات جديدة. ولم يسبق أن أعلنت الحكومة عن عمل اللجنة أو حتى عن وجودها للرأي العام السوري. ولا يعرف أحد أي شيء عن تفويضها إلا من يتعاملون معها بشكل مباشر رغم أن مهمتها يمكن أن تؤثر على حياة جميع السوريين ومصادر أرزاقهم وربما على غيرهم، في الوقت الذي تحاول فيه البلاد إعادة الاندماج في الاقتصاد العالمي. وقال أحد أعضاء اللجنة لرويترز إن حجم الفساد في عهد الأسد، والذي بُني على هياكل مؤسسية مصممة لاستنزاف الأصول وتكديس الأموال، لا يُبقي سوى خيارات محدودة للإصلاح الاقتصادي. وبمقدور اللجنة مقاضاة رجال الأعمال المشتبه في تورطهم في الكسب غير المشروع، وهو أمر يطالب به كثير من السوريين، أو مصادرة شركاتهم بشكل مباشر، أو عقد صفقات خاصة مع أشخاص من عهد الأسد لا يزالون يخضعون للعقوبات الدولية. وكل هذه أمور تحمل في طياتها احتمالات إثارة المزيد من التوتر بين السوريين بعضهم البعض، بين الأغنياء والفقراء، وبين من استمتعوا برغد العيش وبحبوحته في عهد الأسد ومن عانوا من شظف العيش وقسوة الحياة. وبدلا من مقاضاة رجال الأعمال الذين استفادوا من عهد الأسد أو مصادرة شركاتهم، قررت اللجنة التفاوض لاستعادة الأموال التي تحتاج البلاد إليها بشدة وفرض سيطرتها على الأنشطة التي تعد من دعائم الاقتصاد، بما يسمح لها بالعمل دون اضطراب. ولم ترد الحكومة السورية ولا حازم الشرع ولا سكرية على طلبات متكررة للحصول على تعليق أو الإجابة على أسئلة تتعلق بهذا التقرير. وأحال مكتب الرئيس الأسئلة إلى وزارة الإعلام. وعرضت رويترز تفاصيل هذا التقرير خلال اجتماع مباشر الأسبوع الماضي مع وزير الإعلام وكشفت عن تفاصيله وقدمت أسئلة كتابية للوزارة. لكن الوزارة لم ترد حتى وقت النشر. وعلى مدى سبعة أشهر، أجرت اللجنة مفاوضات مع أغنى رجال الأعمال السوريين، وبعضهم يخضعون لعقوبات أميركية. وأضافت مصادر أن اللجنة حققت تقدما أيضا في الاستحواذ على مجموعة من الشركات التي كانت تدار من داخل قصر الأسد. ولا يزال عدد من كبار رجال الأعمال المرتبطين بالأسد، وبينهم قطب طيران فُرضت عليه عقوبات لصلته بتهريب المخدرات والأسلحة وكذلك رجل أعمال متهم بجمع وصهر المعادن من البلدات السورية التي تسبب جيش الأسد في تحويلها لمناطق مهجورة، يحتفظون بجزء من أرباحهم ويتجنبون الملاحقة القضائية مقابل دفع الثمن. لكن صفقة العفو مقابل مزيج من المال والسيطرة على الشركات قد تثير غضب السوريين الذين يطالبون بتحقيق العدالة. وصرح أربعة دبلوماسيين غربيين كبار بأن تكديس السلطة الاقتصادية في أيدي شخصيات غامضة لا يُعرف عن ماضيها شيء قد يعرقل الاستثمار الأجنبي ويقوض مصداقية سوريا في الوقت الذي تسعى فيه للانضمام مجددا لركب النظام المالي العالمي. وقال العضو الذي تحدث عن أنشطة اللجنة إنها التقت بعشرات الأشخاص، أحيانا لتبرئتهم وأحيانا أخرى سعيا للحصول على حصة من ثرواتهم. ولفت إلى أن السوريين العاديين سيستفيدون في نهاية المطاف عند خصخصة الشركات أو طرحها لشراكات بين القطاعين العام والخاص أو تأميمها، مع تحويل عائداتها إلى صندوق سيادي. وأعلن الرئيس الشرع في التاسع من تموز/يوليو إنشاء صندوق سيادي تابع للرئاسة. وصرح ثلاثة أشخاص مطلعين على عمل الصندوق بأنه سيكون خاضعا لإشراف شقيقه. وفي اليوم نفسه، كشف الشرع عن إنشاء صندوق تنمية برئاسة أحد المقربين منذ فترة طويلة من حازم. كما أصدر الرئيس في الآونة الأخيرة مرسوما بتعديلات على قانون الاستثمار. ورغم أنه لم يتم الإعلان عن شغل حازم أو سكرية لأي منصب حكومي، فقد توصلت رويترز إلى أنهما هما من حررا النص النهائي للتعديلات. وقال ستيفن هايدمان أستاذ دراسات الشرق الأوسط في سميث كولدج في ماساتشوستس لرويترز إن صندوق ثروة سيادية في سوريا أمر "سابق لأوانه". وانتقد اعتماد الصندوق على "أصول غير نشطة" غامضة، وحذر من أن منح الاستقلال لإدارة الصندوق بما في ذلك للرئيس من شأنه أن يقوض المساءلة. تأتي تفاصيل الجهود السياسية السرية للحكومة الجديدة في الوقت الذي ترفع فيه الحكومة الأميركية العقوبات الاقتصادية المفروضة على الدولة السورية، والتي تعود إلى عهد الأسد. وردا على طلب للتعليق من أجل هذا التقرير، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرفع العقوبات "لمنح سوريا فرصة للنمو والتطور". وقال المسؤول في بيان لرويترز: "لقد كان الرئيس واضحا أيضا في أن الرئيس الشرع يجب أن يستغل هذه الفرصة التاريخية لتحقيق إنجاز مهم". خباز في المصرف المركزي يعتمد الدور البارز للجنة في فك رموز الاقتصاد السوري على النفوذ الذي كان يتمتع به أعضاؤها في إدارة الأموال في إدلب، الجيب الشمالي الذي عززت فيه هيئة تحرير الشام، التي كانت في السابق جماعة إسلامية مسلحة، سلطتها تحت قيادة الشرع. واعتاد سكان إدلب، وخاصة المقاتلين فيها، على استخدام أسماء مستعارة ومنهم الرئيس الشرع، الذي كان يدعى أبو محمد الجولاني عندما كان قائدا لهيئة تحرير الشام. وكانت الجماعة تُعرف عند تأسيسها باسم جبهة النصرة، الذراع السورية لتنظيم القاعدة، وصنفتها معظم دول العالم جماعة إرهابية حتى الإطاحة بالأسد في كانون الأول/ديسمبر. وقالت مصادر سورية مطلعة إن هيئة تحرير الشام أسست هياكل مالية وإدارية بعد انفصالها عن تنظيم القاعدة عام 2016. وفي عام 2018، أنشأت الجماعة شركة "وتد"، وهي شركة بترول تتمتع بحقوق حصرية لاستيراد مشتقات الوقود من تركيا، بالإضافة إلى تأسيس بنك الشام. وقال عضو اللجنة ومسؤولان كبيران في الجماعة لرويترز إن أبو عبد الرحمن، وهو خباز سابق تحول إلى قائد عسكري بارز، يقف وراء دخول هيئة تحرير الشام إلى قطاع الأعمال. وأضافوا أن أبو عبد الرحمن أسس اللجنة الاقتصادية لإدلب، التي كانت تضم في البداية بضعة رجال موالين لأحمد الشرع، لكنه أشرف فيما بعد على تطور عملها لتصبح مؤسسة تضم عشرات الأشخاص، من محاسبين ومحامين إلى مفاوضين ومنفذين. وهذه اللجنة خارج إطار الهياكل الرسمية للدولة. وأضافت المصادر أن اللجنة أنشأت فرعا للاقتصاد يركز على كسب المال، برئاسة أبو مريم، وفرعا ماليا لإدارة هذه الأموال، بقيادة أبو عبد الرحمن. وذكرت ثلاثة مصادر في هيئة تحرير الشام أن اسم أبو عبد الرحمن الحقيقي هو مصطفى قديد. وقال موظفان سابقان إنه أقام مكتبه في الطابق الثاني من مصرف سوريا المركزي في اليوم التالي لسقوط دمشق. ولم يرد قديد على طلب للتعليق أرسل إليه عبر أحد كبار مساعديه، الذي أقر باستلامه تقريرا عما خلصت إليه رويترز. وأصبح أبو عبد الرحمن معروفا لدى بعض المسؤولين والمصرفيين السوريين باسم "حاكم الظل"، الذي يتمتع بسلطة رفض القرارات التي يتخذها الحاكم الرسمي للمصرف. وعندما عُرضت عليه النتائج التي خلصت إليها رويترز عن إعادة هيكلة الاقتصاد ودور أبو عبد الرحمن، قال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية في رسالة "هذا غير صحيح"، ولم يرد على طلبات للتوضيح. وقال الموظفان السابقان إن القرارات الكبرى تتطلب موافقة أبو عبد الرحمن، الذي وصفاه بأنه دمث الخلق ولكنه يُفضل مركزية السلطة. وقال أحدهما: "الأمر كما كان من قبل، عندما كان القَصر (الرئاسي) هو من يقرر كل شيء". وقبل أشهر، شعر أحد الزوار بالدهشة عندما تعرف على أبو عبد الرحمن. ومثل أبو مريم، كان يُشار إليه باسم "الشيخ" أيضا. وخلصت رويترز إلى أن الاسم الحقيقي لأبو مريم هو إبراهيم سكرية. وقال الادعاء الأسترالي إن أبو مريم الذي خلصت رويترز إلى أن اسمه الحقيقي إبراهيم سكرية غادر مدينة بريزبن عام 2013 قبل يوم واحد من تفجير شقيقه أحمد شاحنة ملغومة عند نقطة تفتيش للجيش السوري، ليصبح بذلك أول انتحاري أسترالي معروف في سوريا. وحُكم على شقيقه الثاني عمر في عام 2016 بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف في أستراليا بعد إقراره بالذنب في تهم تتعلق بإرسال عشرات الآلاف من الدولارات إلى جبهة النصرة. ووردت أنشطتهم في وثائق قدمها الادعاء الأسترالي إلى المحكمة العليا في البلاد عند استئناف عمر للحكم الصادر بحقه. ولم تتمكن رويترز من تحديد مكان عمر، ولم يرد محاميه السابق على طلب للتعليق. وأكدت الحكومة الأسترالية أن إبراهيم سكرية لا يزال خاضعا للعقوبات، لكنها امتنعت عن الإفصاح عما إذا كانت على علم بدوره الحالي مشيرة إلى سياسة الخصوصية التي تمنعها من التعليق على الأفراد. وقالت ستة مصادر على معرفة شخصية به إنه يستخدم اسما مستعارا آخر على منصة إكس وهو إبراهيم بن مسعود. ويصف نفسه على الصفحة الشخصية في حسابه بأنه "صاحب عمل" و"عاشق للشاورما" و"مشجع للكريكيت". وينشر الحساب منشورات عن خسائر الحرب في إدلب وتعاليم إسلامية. كان سكرية لاعب كريكيت شرسا في أستراليا، وفقا لزميل سابق له في الفريق الأسترالي عرفه في شبابه، ولا يزال يكتب منشورات عن هذه الرياضة عبر الإنترنت. كما قدم برامج حوارية (بودكاست) باللغة الإنكليزية تناول فيها قضايا مثل النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وبأي درجة من الحماس ينبغي أن ينظر المسلمون إلى المركز الرابع الذي حققه المغرب في كأس العالم 2022. ولم يتم الرد على طلبات للتعليق أرسلت إلى سكرية عبر حسابه على إكس وإلى كبير مساعديه عن الدور الذي يؤديه في إعادة هيكلة الاقتصاد السوري أو النتائج الأخرى التي خلص إليها هذا التقرير. ويشير الملف الشخصي لحازم الشرع، شقيق الرئيس، على منصة لينكدإن إلى أنه كان يشغل منصب المدير العام لشركة "بيبسيكو" في مدينة أربيل العراقية. وقال مصدران مطلعان إنه كان موردا رئيسيا للمشروبات الغازية إلى إدلب. ولم ترد شركة "بيبسيكو" على طلب للتعليق عن عمل حازم الشرع لديها أو ما إذا كانت على علم بأنشطته السابقة أو دوره الحالي. في عام 2020، بدا أن الأسد قد خرج منتصرا من الحرب الأهلية بفضل الدعم الذي قدمته له روسيا وإيران. بحلول ذلك الوقت، كانت القيادة السورية قد أسست مجموعة تضم أكثر من 100 شركة أطلقت عليها اسم "العهد"، وفقا لمصدر شارك في إعداد المخطط منذ بدايته ووثائق شركات. وجنى مسؤولون في حكومة الأسد ومقرّبون منه أرباحا من هذه الشركات، كما هو الحال مع أصحابها من رجال الأعمال. وكان يسار إبراهيم يشرف على المنظومة بأكملها. وبعد سقوط الأسد، ازداد هيكل الملكية غموضا. واطلعت رويترز على إعلان غير منشور يعود لعام 2020 كان مُعدا للجمهور العام وربط بشكل مباشر بين الأسد ومجموعة العهد ووصفها بأنها شركة خاصة تساهم في إعادة إعمار سوريا. ويُظهر الإعلان المصوّر لقطات جوية لمدينة سورية تتناثر فيها المباني المهدّمة واللاجئون المنكوبون، ثم ينتقل فجأة إلى مشاهد مليئة بالموسيقى الحماسية تُظهر ورش بناء وحقولا خضراء وخطوط إنتاج. ويقول صوت المتحدث في الإعلان: "أحيانا، يمكنك أن تهزم الحرب بابتسامة أو بشخص يمكنه أن يمسح الحزن عن وجهك"، وذلك في الوقت الذي تظهر فيه لقطات في الإعلان لبشار الأسد وزوجته أسماء وهما يمسحان دموع طفل. ويتابع المتحدث: "قررنا أن نستمر ونصنع واقعا جديدا يُشبه أحلامنا". وتظهر، في جزء من عرض تقديمي داخلي قُدّم إلى الدائرة المقربة من الأسد في عام 2021، مجموعة من الشركات الحقيقية والوهمية التي أُنشئت تحت مظلة "العهد" للسيطرة على قطاعات اقتصادية رئيسية مثل الاتصالات والمصارف والعقارات والطاقة. ومع سقوط دمشق في الثامن من كانون الأول، فرّ يسار إبراهيم. وعبّرت شقيقته نسرين عن أسفها لفقدان الغروب للسيطرة. وفي رسالة على تطبيق واتساب اطلعت عليها رويترز، كتبت نسرين إلى عدد من المقرّبين: "لم تعد لدينا صلة بأي من هذه الشركات. فليديروا الأمور كما يشاؤون". وتعذر التواصل مع نسرين للحصول على تعليق منها. وحصلت اللجنة على العرض التقديمي وتستخدمه للاسترشاد به في عمليات الاستحواذ، حيث استُبدل علم سوريا في عهد الأسد بالعلم الجديد، وفقا لنسخة من الوثيقة المحدثة التي اطلعت عليها رويترز. وقال راينوود ليندرس، وهو أستاذ بجامعة كينغز كوليدج لندن على دراية بالاقتصاد السياسي في سوريا، إن يسار إبراهيم توغل في جميع القطاعات الاقتصادية السورية تقريبا، وربما سيطر على ما يصل إلى 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024. وقال البنك الدولي إن تقديراته تشير إلى أن الناتج المحلي لسوريا في 2023 بلغ 6.2 مليار دولار، أي حوالي عُشر مستواه قبل الحرب. وذكر مدير مالي سابق في "الغروب" أن القيمة الإجمالية لعملياته الأساسية قد تصل إلى 900 مليون دولار. لكنه استحوذ أيضا على أصول أخرى، من بينها شركة الاتصالات الرئيسية للهواتف المحمولة (سيريتل)، عبر شراكات فرضها نظام الأسد على رجال أعمال، مما أثر بالسلب على الاقتصاد خلال سنوات الحرب. وتضمنت تلك الشراكات كلا من سامر فوز، قطب صناعة السكر والعقارات الذي يخضع لعقوبات أميركية، ورجل الأعمال متعدد الأنشطة محمد حمشو، بالإضافة إلى الشقيقين محمد وحسام قاطرجي، اللذين أدارا عمليات واسعة في قطاعي النفط والقمح. وواجهت اللجنة صعوبات في البداية في إدارة الشؤون المالية للغروب، وقال ثلاثة من كبار المديرين في الغروب إن السبب في ذلك يعود إلى أن شخصا واحدا فقط يُدعى أحمد خليل، وهو أحد المقربين من يسار إبراهيم، كانت لديه صلاحية الوصول القانوني إلى الحسابات المصرفية. وذكرت مصادر مطلعة أن اللجنة طالبت خليل وإبراهيم بالتخلي عن 80 بالمئة من هذه الإمبراطورية مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية إلا أن المفاوضات تعثرت. ولم يرد أي من الرجلين على طلبات للتعليق، كما تجاهل فوز والأخوان قاطرجي أيضا طلبات التعليق. أما حمشو فقد أنكر ارتكابه أي مخالفات. وحتى بدون أي تعاون من إبراهيم، تمكنت اللجنة من إحراز تقدم من خلال إبرام اتفاقات مع قيادات المستوى المتوسط. وقال أحد الموظفين الرئيسيين الذي كان يعمل مع إبراهيم إنه سلّم بيانات مقابل الحصول على الحصانة. وذكر موظف مالي ثان في المجموعة، يتعاون مع اللجنة منذ أشهر، أن ما لا يقل عن نصف إمبراطورية الشركات التي تأسست في عهد الأسد تخضع الآن لسيطرة اللجنة. ويشمل ذلك شركة الاتصالات (سيريتل)، التي أصبحت تحت إدارة اللجنة من خلال عضو مُعيّن يتمتع بصلاحية التوقيع، وفقا لوثيقة تسجيل تجاري اطلعت عليها رويترز. وقالت شركة سيريتل إن بعض النتائج التي خلصت إليها رويترز في التقرير غير دقيقة، لكنها لم ترد على طلبات للتوضيح. وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن العقوبات التي لا تزال قائمة تهدف إلى تعزيز المساءلة. وأضاف: "تعزيز الاستقرار وضمان استمراره في سوريا سيتوقفان على إرساء العدالة والمساءلة الحقيقية عن الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف على مدار السنوات الأربع عشرة الماضية". ا


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية
بعدما ثبت «بالوجه الشرعي» من خلال زيارة المبعوث الاميركي توم براك الثالثة ان لبنان ليس اولوية اميركية- اسرائيلية راهنا، صعدت «اسرائيل» كالعادة ميدانيا بغارات عنيفة استهدفت جبل الريحان واقليم التفاح، اما «الانزال» الاقتصادي السعودي في دمشق، فجاء ليؤكد ايضا ان الساحة اللبنانية لا تزال ثانوية بالنسبة للرياض التي قدمت موعد المؤتمر الاستثماري دعما للحكم الجديد. هذا ووقعت السعودية اتفاقيات استثمار و «شراكة» مع سوريا بقيمة 6,4 مليارات دولار للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والاتصالات وغيرها من القطاعات الحيوية. وفيما يعمل رئيس الجمهورية جوزاف عون جاهدا للحفاظ على وحدة البلاد متسلحا بالوحدة، لمواجهة «اسرائيل»، كما قال بالامس، فان انتهاء جولة براك دون نتيجة تذكر،علما انه قضى معظم وقته في اقامة العلاقات العامة، استنفرت القوى السياسية المعادية لحزب الله بعد وقبل مغادرته الى باريس، وبعد كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع العالي السقف، ومزايدة النائب فؤاد مخزومي على الاميركيين انفسهم، جاء دور رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي عقد مؤتمرا صحفيا خصصه للهجوم على السلاح وعلى القرض الحسن، محرضا الدولة على الحزب ومتهما اياها بالتقصير! هذا التسخين السياسي، لا يبدو مقلقا حتى الان بالنسبة لاوساط سياسية بارزة، لان حدود هذه الحملة تصطدم حتى الان بتفاهم الرؤساء الثلاثة على تحييد لبنان عن مخاطر الانقسام وعدم القيام باي خطوة عملانية قد تؤدي الى مواجهة داخلية، وثمة تفاهم واضح مع حزب الله على ادارة هذه المرحلة الحساسة بالكثير من الحكمة والتنسيق العالي المستوى كي ينجح لبنان في تجاوز «الزلزال» الذي يضرب المنطقة باقل الاضرار الممكنة. كلام «ارعن» في هذا الوقت، تواصلت التسريبات حول لقاءات براك في بيروت، ووصفت مصادر سياسية كلامه حول مزارع شبعا، امام عدد من الصحافيين»بالارعن»، بعدما استغرب ان هذه المزارع هي مجرد مساحة جغرافية، غير مهمة، وبالتالي يمكن التخلي عنها في اطار تبادل الاراضي. لكن الاخطر كان قوله انه لمس تفهما من بعض الشخصيات اللبنانية للتطبيع مع «اسرائيل» التي ستتكفل بعملية نزع السلاح في وقت ما.. واشار الى انه لا «يمون» على «اسرائيل» باعتباره مجرد وسيط طلب لبنان حضوره؟ مذكرة استسلام! وتجدر الاشارة الى ان المعلومات المسربة حول المذكرة الاميركية تجعل منها وثيقة استسلام مهينة، وهي مؤلفة من 3 فصول، العلاقة مع» اسرائيل»، العلاقة مع سوريا، والاصلاحات، مع تهديد لبنان بالعقوبات، «والعصا» الاسرائيلية، اذا لم ينفذ ما هو مطلوب منه، فيما اكتفت المذكرة بالحديث عن» توبيخ» «اسرائيل» اذا لم تلتزم. مع وعد بزيادة مئة دولار لافراد وضباط الجيش اذا قامت المؤسسة العسكرية بواجباتها؟! هذه المطالب التعجيزية، التي تتحدث عن تسليم السلاح، مع ايراد الانواع وتحديدها، على ان يقوم الجيش بتوثيق عملية التخلص منها، يضاف اليها حوافز اميركية تقضي برفع تجميد اصول لبنان وارصدته في الخارج، كذلك اصول المصرف المركزي، علما ان احدا لم يتحدث عن حصول تجميد لـ 35 في المئة من ذهب لبنان، الموجود في اميركا، او ال11 مليار دولار الموجودة عند المصارف المراسلة في نيويورك، وهذا يحتاج الى توضيحات رسمية عاجلة. وفي الخلاصة، المطلوب من لبنان الاستسلام، دون ضمانات، لكن لا تشمل المذكرة اي مهل محددة. وفي هذا السياق، وعد براك بالعودة إلى لبنان او الاجابة على افكار الرئيس نبيه بري عبر السفارة الاميركية، وذلك بعد استشارة «اسرائيل». وهو سمع كلاما واضحا انه اذا لم تلتزم «اسرائيل» بوقف النار، فان طرح ملف السلاح صعب داخليا. التجديد «لليونفيل»؟ وقد انتقل، المبعوث الاميركي الى باريس، حيث يعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين تتناول نتائج زيارته الى لبنان والرد الذي تسلمه من رئيس الجمهورية جوزاف عون على الورقة الاميركية. وفي السياق، يجتمع برّاك اليوم مع وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، ويلتقي ايضا، الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لوضعه في حصيلة زيارته للبنان والبحث في مجمل الملفات التي تعنى بها باريس وواشنطن، ومن بينها ملف التجديد لقوات الطوارئ الدولية، في ظل وجود تباين في موقفي البلدين، اذ تسعى فرنسا للإبقاء على هذه القوات وفق ما هي حالياً، في حين تميل الولايات المتحدة الى الموقف الاسرائيلي الساعي الى تقليص عددها وحصر مهامها وصولا الى سحبها اذا امكن. ولا تستبعد مصادر مواكبة امكان عودة لودريان الى بيروت لمتابعة الأوضاع، في وقت غير بعيد. لقاء سوري -اسرائيلي وفي سياق متصل، كشف مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى عن انعقاد لقاء، اليوم في العاصمة الفرنسية، بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وأكد هذا الديبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «لوكالة الصحافة الفرنسية» أن توم براك، يرعى هذا الاجتماع بين الوزيرين. غياب المرجعية السنية في هذا الوقت، تبقى الجهود منصبة في هذه الفترة على محاولة منع تداعيات الاحداث السورية على لبنان، والبارز بالامس زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الى بعبدا وعين التينة حيث تجهد دار الفتوى للملمة انعكاسات المواجهات في السويداء، خصوصا بعدما شاركت مجموعات مسلحة من الشمال تحت عنوان «عشائري» في مواجهات الجنوب السوري ضد الدروز. ووفقا لمصادر مطلعة، ثمة تعويل كبير من قبل الرئيس عون على المرجعية الدينية السنية لمحاولة لملمة حالة «النشوة» في بيئات بقاعية وشمالية باتت تنظر الى النظام في دمشق باعتباره مصدر حماية في غياب المرجعية السياسية السنية في لبنان، والمهمة المطلوبة راهنا من القوى السياسية والدينية عدم تطور هذه الحالة الى مصدر للاستقواء على الصعيد الداخلي. «رسالة» امنية حازمة وفي هذا الاطار، تتحرك الاجهزة الامنية بفعالية في الكثير من المناطق، لمتابعة ورصد التحركات التي تقوم بها بعض المجموعات التي قاتل بعض افرادها في سوريا مؤخرا، وثمة مواكبة حثيثة للاتصالات السياسية بين القوى الفاعلة لترجمتها على الارض خفضا للتوتر، في ظل تعليمات واضحة للقوى الامنية بالتعامل بحسم مع اي حراك يعرض السلم الداخلي للخطر، وتم ابلاغ الكثير من الشخصيات والقيادات المحلية خصوصا في الشمال «رسائل» حازمة بضرورة عدم تجاوز «الخطوط الحمراء». الامن المركزي وفي هذا السياق، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي في الوزارة، خُصّص للبحث في الأوضاع الأمنية العامة في البلاد. ونوّه الوزير الحجار بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية في مجال مكافحة الجريمة والأمن الاستباقي، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الميداني وتكثيف الدوريات وتعزيز الحضور الأمني في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى تعزيز الإجراءات المتخذة لضبط الحدود. كما أكد الحجار أهمية الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحفاظ على الأمن، داعياً إلى التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية كافة لترسيخ الاستقرار الداخلي ومنع أي خروقات أمنية. عون: لا للحرب في هذا الوقت، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون انه «لا نريد اخذ البلد الى الحرب والمزيد من الدماء، مشددا على اننا نريد ان نربح الفرص وننقل بلدنا الى واقع آخر». وامام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ووفد من مفتي المناطق زاره في قصر بعبدا، أكد عون، أننا «أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى الى تسويق جو عاطل جدا ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها». واعتبر، ان «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخصوصا جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل وتأكيد انتماء لبنان الى محيطه العربي. من جهته، قال الشيخ عبداللطيف دريان «اننا نحن في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. واضاف» اكدنا مع فخامة الرئيس ان اقوى سلاح في وجه إسرائيل واطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن اجل ذلك اكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي يفرق بين أبناء الوطن الواحد. وقد التقى الشيخ دريان ووفد المفتين في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري. دعم السويداء من جانبه، حمّل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدولة السورية مسؤولية ما حصل في السويداء، ودعا الى «فك الحصار عن السويداء وتأمين مستلزمات الحياة وإعادة الإعمار والتعويض عما نهب وسرق»، مطالبا بإجراء «تحقيق دقيق وشفاف حول ما ارتكب من مجازر، وأعلن إطلاق حملة إنسانية واسعة، موجها نداء عاجلا من أجل «بلسمة جروح السويداء». الاعتداءات الاسرائيلية ميدانيا، صعدت اسرائيل اعتداءاتها واستهدفت بغارات عنيفة مرتفعات اقليم التفاح وجبل الريحان، كما أغارت مسيرة إسرائيلية بصاروخ على منطقة حرجية في اطراف بلدة بيت ليف ما ادى الى اشتعال حريق، قبل ان تطلق صاروخا ثانيا لمنع فرق الاطفاء من السيطرة على النيران. وأطلق جيش الاحتلال ايضا الرصاص من تلة الحمامص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة. وتوغلت قوة اسرائيلية حوالى الرابعة فجر امس الاول، داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا، حيث اخترقت الحدود بمسافة تقدّر بنحو 800 متر. وخلال العملية، نفّذت تفجيراً ادى الى تدمير غرفة تستعمل للمواشي قبالة موقع العباد. وبعد الظهر، استهدفت غارة من مسيّرة اسرائيلية آلية في بلدة عيتا الشعب، ما ادى الى وقوع اصابات. جورج عبدالله يعود اليوم وفي سياق آخر، يعود اليوم الاسير المحرر من السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبدالله المدان بالمشاركة في اغتيال ديبلوماسيين أميركي وإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي، بعد نحو 41 عاما من السجن. ومن المقّرر أن يتوجّه عبدالله إلى مسقط رأسه في القبيات في الشمال حيث سينظّم له استقبال شعبي ورسمي. وأصدرت محكمة الاستئناف في باريس الخميس قرارها بالإفراج عنه شرط ان يغادر فرنسا وألا يعود إليها، وكان مؤهلا للإفراج المشروط منذ 25 عاما، لكن 12 طلبا لإطلاق سراحه رُفضت كلها بضغوط اسرائيلية –اميركية. واعتبر قضاة محكمة الاستئناف الفرنسية أن مدة احتجازه «غير متناسبة» مع الجرائم المرتكبة.