logo
السقوط في بئر الخيانة.. أحدث فصول اتصالات «الإخوان» مع المخابرات الأجنبية

السقوط في بئر الخيانة.. أحدث فصول اتصالات «الإخوان» مع المخابرات الأجنبية

مصرسمنذ 13 ساعات
■ كتب: حسن حافظخيانة الإخوان وسياسة الارتماء في حضن أجهزة المخابرات قديمة بأكثر مما يتصور البعض، يمكن القول إنها تجرى فى دماء هذه العصابة التي لم تضع فرصة للخيانة والتحالف مع أى مخابرات، فكانت الخنجر المفضل لضرب أي حراك وطني وخيانة الجماعة الوطنية فى كل منعطف تاريخي، ولم يكن سقوط القناع بعد نجاح ثورة يونيو 2013 فى تحرير مصر من الإخوان، إلا اللحظة التى اكتشف البعض أنهم من المغفلين الذين أحسنوا الظن بهذه الجماعة، لكن ما جاء بعد العام 2013، لم يزد الأمور إلا وضوحًا، واكتمل ملف الخيانة الإخوانية والعمالة لأجهزة مخابرات إقليمية وغربية، فى مشهد كاشف لا يحتاج إلا استرجاع الوقائع والوثائق.◄ ثورة يوليو أجهضت خطة تولى الإخوان الحكم◄ مؤرخ بريطاني يكشف تفاصيل عمالتهم للإنجليز◄ الإنجليز اتفقوا معهم على اغتيال عبدالناصراستخدمت الاستخبارات الغربية الاستعمارية جماعة الإخوان فى تدمير التجارب الوطنية التى كانت تستهدف الوقوف فى مواجهة الاستعمار الغربي وتبحث عن الاستقلال الوطنى، واستغلت هذه الأجهزة شبق الإخوان للسلطة والهوس الذى يصل إلى مرحلة الجنون بالحكم، من أجل ضمان تنفيذ الجماعة الأهداف المرسومة بكل دقة، فلم يكن غريبا أن يكون الإخوان القفاز المفضل للإنجليز فى ضرب الحراك الوطنى فى مصر ضد الاحتلال فى أربعينيات القرن العشرين، ولم يكن عجيبا أن تفتح الجماعة خطوط اتصال لكى تموِّن رأس الحربة فى ضرب مشروع جمال عبدالناصر الاستقلالى، حتى ولو دخلوا قصر الحكم على ظهر الدبابات الأمريكية والبريطانية، وحتى لو فتحوا البلاد للقواعد الغربية العسكرية.◄ خونة الأوطانكان طبيعيا من وجهة نظر خونة الأوطان، أن تكون للجماعة اتصالاتها مع الاستخبارات الأمريكية وبعض الاستخبارات الإقليمية، الأمر الذى ظهر بوضوح فى التنسيق بين خطوات الإخوان لتفجير مصر وجرها للفوضى بعد 30 يونيو 2013، وتصريحات عواصم غربية، بما يكشف عن تنسيق استخباراتى رفيع، واستمر مسلسل الخيانة بعد هروب فلول الإخوان إلى قطر وتركيا، إذ سعت هذه العناصر إلى تنفيذ مخططات الفوضى الخلاقة، لكن الصخرة الحقيقية التى تحطم عليها قطار الخيانة الإخوانية هى الشعب المصرى الذى كان يقف للإخوان عند كل منعطف تاريخى يركلهم ويُفشل مخططاتهم، لذا يزول العجب من كم الكراهية الإخوانية للشعب المصرى بجيشه، لأنه دوما الرقم الصعب فى المعادلة، والعامل الذى أفشل كل محاولات تمكين الإخوان من حكم المنطقة.■ العلاقات الأمريكية الإخوانية كثير من الود كثير من الخرابالعمالة الخارجية قديمة فى سجل جماعة «الإخوان»، والبداية مع حسن البنا ذاته مؤسس الجماعة، ونعود هنا إلى ما كتبه هيوارث دن، المستشرق البريطانى، الذى كتب كتابه (الاتجاهات الدينية والسياسية فى مصر الحديثة) العام 1950، الذى يعد أول كتاب عن جماعة «الإخوان»، فهو معاصر لهذه الجماعة فى عهدها الأول وعلى معرفة بحسن البنا، يجب أن نعرف هنا أن هيوارث كان من رجال المخابرات البريطانية، وعمل على ضرب الحركة الوطنية المصرية لصالح الاحتلال البريطانى، بل إن دن هو من اكتشف سيد قطب ووفر له المنحة إلى الولايات المتحدة، إذ كانت المخابرات البريطانية والأمريكية معنية بمستقبل نظام الحكم فى مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م)، وكانت النية مبيتة على استخدام الإخوان لتنفيذ هذه المهمة لكى لا تقع مصر فى يد الشيوعية.ولعب هيوارث دن دورًا مهمًا فى هذا التصور، إذ كشف فى كتابه عن أن حسن البنا طلب من بعض المصريين المتصلين بالسفارة البريطانية فى القاهرة، نقل رغبته فى التعاون معهم، بينما طلب أحمد السكرى، قائد التنظيم الخاص، أربعين ألف دولار وسيارة فى مقابل هذا التعاون، وهو ما أكده الدكتور إبراهيم حسن، وكيل الجماعة المنشق بعد فصله منها العام 1947م، بقوله إن البنا والسكرى كانا على اتصال بالمستر كلايتون، السكرتير الشرقى بالسفارة البريطانية، لدراسة المصالح المشتركة وذلك منذ العام 1941، وكعادة الإخوان فى الكذب أنكروا الاتفاق الإخوانى البريطانى، لكن الوقائع خلفهم بالمرصاد، فبعد الاتفاق والصفقة التى عُقدت بليل، لم يشارك الإخوان فى أى حراك وطنى ضد الاحتلال، بل إن الجماعة تحولت إلى خط دفاع أول عن الملك والاحتلال على حد سواء.◄ بئر العمالةوينقل المؤرخ المصرى الراحل الدكتور رؤوف عباس حامد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، فى دراسته عن (الإخوان المسلمين والإنجليز)، عن تقرير للمخابرات البريطانية فى عام 1942، كيف رصدت لندن أن «القصر بدأ يرى أن الإخوان مفيدون وأضفى حمايته عليهم»، ووفقا للمؤرخ الإنجليزى مارك كورتيس في كتابه فائق الأهمية (التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين)، فإنه بحلول سنة 1942 بدأت بريطانيا فى تمويل جماعة الإخوان بشكل قاطع، وأنها بدأت فى يناير 1952، التفكير جديا فى تصعيد الإخوان للحكم حال سقوط حكومة الوفد، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى سفن الإنجليز، فجاءت ثورة 23 يوليو 1952م، لتنهى المخطط البريطانى الذى لم يتم الكشف عن تفاصيله إلا فى بداية الألفية الجديدة مع إفراج وزارة الخارجية البريطانية عن هذه الوثائق التى كشفت عن مشهد مشابه لما جرى فى 30 يونيو 2013، إذ إن روح الوطنية انتفضت فى المرتين وأجهضت حراكا استخباراتيا استهدف اختطاف إرادة مصر.◄ اقرأ أيضًا | نشر الوعي بأهمية الاصطفاف الوطني سلاحنا الأول.. كيف نمنع عودة «حزب الكنبة»؟!◄ خيانة عظمىفي 23 يوليو 1952م انفتح الطريق الذى قاد لتغيير المشهد فى مصر، فرحل نظام وجاء نظام جديد، لكن الإخوان لم يتغيروا وظلوا خنجرا فى خاصرة الوطن يحمله الاستعمار دوما، فالعمالة للإنجليز تطورت لتصبح خيانة عظمى، ففى أوائل العام 1953م، اجتمع مسئولون بريطانيون مباشرة بالهضيبى، ظاهرياً لمعرفة موقف الإخوان تجاه المفاوضات الوشيكة بين بريطانيا والحكومة المصرية الجديدة، فى ظل نظام الضباط الأحرار، بشأن جلاء القوات البريطانية من مصر، لكن هذه المعلومة عن اللقاء البريطانى الإخوانى ناقصة، إذ لم تكشف بريطانيا بعضا عن وثائق هذا اللقاء المختومة بعبارة «سرى للغاية».ويكشف مارك كورتيس فى كتابه (التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين)، عن أن حكومة لندن عملت على دعم مخطط الجماعة لإحكام قبضة المرشد على السلطة من وراء ستار، ربما يفهم فى هذا السياق حادث المنشية الشهير فى الإسكندرية، أكتوبر 1954م، عندما حاولت عناصر الجماعة الإرهابية اغتيال جمال عبدالناصر، لكنه نجا بأعجوبة، فتفجرت سريعا فى القاهرة ونجح عبد الناصر فى التخلص من التنظيم الإرهابى، وحل الجماعة وكان من بين القائمة الطويلة من الاتهامات الموجهة للإخوان فى مرسوم الحل، الاجتماعات التى عقدها الإخوان مع البريطانيين، لكن بريطانيا لم تفقد الثقة فى الإخوان، فتم عقد اجتماعات مع قيادات إخوانية فى سويسرا لمناقشة اغتيال الزعيم المصرى، ورغم أن كورتيس يشدد على أن بريطانيا لم تكشف عن وثائق هذه الاجتماعات أبدا رغم مرور عشرات السنين، إلا أنه يؤكد من خلال مصادره أن فحوى هذه الاجتماعات كانت بخصوص تشكيل حكومة منفى إخوانية، تتسلم الحكم بعد تخلص بريطانيا وفرنسا وإسرائيل من عبدالناصر عقب العدوانى الثلاثى.◄ العمالة للأمريكانبعد هزيمة 1956 السياسية، غيّر الإخوان موقعهم سريعا فغادروا مركب الإمبراطورية البريطانية التى غابت عنها الشمس، وانتقلوا إلى مركب الإمبراطورية الأمريكية التى أشرق شمسها على العالم، وهى العلاقة التى أرّخ لها الباحث حمادة إمام فى كتابه (الصهيونية والإخوان: صناعة بريطانية ورعاية أمريكية)، الذى رصد فيه بداية التعاون الاستخباراتى بين أمريكا وتنظيم الإخوان، إذ تلقت الاستخبارات الأمريكية فى العام 1979م، تكليفًا من زبجنيو بريجنسكى، مستشار الأمن القومى للرئيس الأمريكى جيمى كارتر، بضرورة تجهيز دراسة شاملة عن الحركات الإسلامية الأصولية فى جميع أنحاء العالم العربى، لكى تكون الإدارة الأمريكية على معرفة بها حتى لا تفاجأ بثورة على غرار الثورة الإسلامية فى إيران.وكانت الاستخبارات الأمريكية - بحسب حمادة إمام - بدأت بالفعل فى التواصل مع الإخوان من العام 1977م، وكشفت المخابرات المصرية عن الاتصالات السرية بين واشنطن والجماعة، الأمر الذى دفع الرئيس السابق حسنى مبارك، إلى التصريح فى حوار لمجلة نيويورك الأمريكية العام 1995م، بأن الدولة المصرية تعلم بالاتصالات بين الطرفين، لكن الأمريكان ظلوا على علاقة مع الإخوان واستخدامهم كقفاز فى المنطقة حتى وقعت أحداث سبتمبر 2001م، إذ رأت واشنطن فى الإخوان مطية سهلة للسيطرة من خلالها على بقية التنظيمات الأكثر تطرفا، وهو ما تحدث عنه صراحة التقرير الاستراتيجى الأمريكى الصادر فى 2005.ويرصد حمادة إمام تطور علاقات الأمريكان بالإخوان، الأمر الذى ترسخ بعد ثورة يناير 2011، إذ أرسل الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، بمبعوث شخصى من خارج الإدارة الأمريكية، هو جون كيرى، إلى القاهرة فى ديسمبر 2011، للقاء قادة الإخوان، لذا لم يكن غريبا أن يتحول كيرى إلى المدافع الأول عن الإخوان فى واشنطن، كما لم يكن غريبا أن يعود إلى القاهرة فى أبريل 2013، والأمور متوترة فى مصر بهدف حماية الإخوان من السقوط الوشيك، ويؤكد إمام هذه المعلومات بشكل أكثر استفاضة فى كتابه الآخر (مخابرات الجماعة)، الذى كشف فيه عن تفاصيل الاتصالات الإخوانية مع الاستخبارات البريطانية والأمريكية بشكل موثق وواضح، ما مكن من وصول الجماعة لحكم مصر فى إطار صفقة تمكن من تنفيذ الأفكار والمشروعات الأمريكية البريطانية فى المنطقة، لذا يمكن الآن فهم حجم الغضب الأمريكى من الشعب المصرى وجيشه فى أعقاب فشل المخطط بإسقاط الإخوان فى يونيو 2013.◄ أبواب الخيانةوتبنت الولايات المتحدة فى عهد الرئيس باراك أوباما (2009-2017)، مقاربة فتح الأبواب لجماعة الإخوان، فسمحت لهم بتكثيف نشاطهم فى الولايات المتحدة والعمل بشكل علنى بعد عقود من العمل بشكل غير رسمى وغير علنى، بما فى ذلك الانتشار فى الاتحادات الطلابية بين الطلاب المسلمين فى الجامعات، وكانت الاستخبارات الأمريكية تستهدف من ذلك أن يبلغها الإخوان أولا بأول عن وجود عناصر جهادية بين صفوف المسلمين الأمريكان، وكانت العلاقات الأمريكية الإخوانية زادت قوة منذ عقد التسعينيات، إذ اعترف الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، والمقرب من الإدارات الأمريكية، فى حوارات صحفية عدة بأنه لعب دور الوسيط بين الإخوان والأمريكان فى عصر الرئيس السابق حسنى مبارك، وأنه سهّل اللقاءات بين قيادات الإخوان خيرت الشاطر ومحمد بديع ومحمد مهدى عاكف وعصام العريان مع مسئولين أمريكيين، وبطبيعة الحال تمت هذه اللقاءات دون علم القاهرة، بهدف تصعيد الإخوان مقابل رعايتهم للمصالح الأمريكية فى المنطقة، لكن هذا المسار تم فرملته عندما اتحد الشعب والجيش فى يد واحدة، وجهت ضربة ساحقة لمخططات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإقليمية بجر مصر إلى الفوضى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب
"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب

البورصة

timeمنذ 4 ساعات

  • البورصة

"بريكس" تسعى لملء الفراغ الذي خلفته أمريكا في عهد ترامب

منذ انطلاقها قبل أكثر من عقد، واجهت مجموعة 'بريكس'، التي تضم مجموعة من الاقتصادات الناشئة، تحدياً في إيجاد هدف مشترك يربط بين دولها. لكن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما ساعدت في حل هذه المعضلة. يُتوقع أن يتفق قادة 'بريكس'، المجتمعون في مدينة ريو دي جانيرو هذا الأسبوع خلال قمة يستضيفها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على بيان مشترك يدين 'تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية غير المبررة' و'الرفع غير المبرر' للرسوم الجمركية. وهذه صياغة مماثلة للتي أقرها وزراء خارجية الدول المؤسسة، المتمثلة في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، خلال أبريل، وأكد عدد من المسؤولين أن هذا النص سيظل ضمن البيان الختامي. ورغم أن البيان لن يذكر على الأرجح الولايات المتحدة بالاسم، إلا أن المجموعة تُرسل رسالة واضحة إلى إدارة ترمب عشية الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو لبدء تطبيق رسومه الجمركية. وأكد السفير زوليسا مابهونغو، كبير مفاوضي جنوب أفريقيا (المعروف أيضاً بـ'شيربا')، في مقابلة أن جميع أعضاء المجموعة متفقون على أن 'هذه الرسوم الجمركية غير مجدية'، مضيفاً: 'إنها لا تخدم الاقتصاد العالمي، ولا تدعم التنمية'. في الوقت الذي يُنفر فيه ترامب حلفائه التقليديين ويتبع أجندته 'أمريكا أولاً'، تسعى مجموعة 'بريكس' إلى شغل الفراغ الذي تركه الرئيس الأمريكي. والنتيجة أن المجموعة، التي لطالما افتُرض أنها بديلٌ للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة، بدأت الآن تُقدم نفسها كمدافع عن نفس القيم الجوهرية، بما في ذلك التجارة الحرة والتعددية. وخلال اجتماع بنك التنمية الجديد، الذراع التمويلية لـ'بريكس'، صرح الرئيس البرازيلي لولا قائلاً إن 'التعددية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب العالمية الثانية'. في السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، خلال إفادة صحفية عقدتها في بكين يوم الأربعاء، أن الصين ستعمل مع الدول الأعضاء على 'تعزيز الشراكة الاستراتيجية لمجموعة بريكس، والدفاع عن التعددية'. ورغم أن سياسة ترامب أسهمت في تقريب مواقف دول المجموعة، إلا أن 'بريكس' لا تزال على الأرجح بعيدة تماماً عن بلوغ التأثير العالمي الذي لطالما سعى إليه أعضاؤها. في هذا السياق، يغيب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن اجتماع 'بريكس'، رغم زيارته الرسمية للعاصمة برازيليا في نوفمبر الماضي وتأكيد حضوره المرتقب لقمة المناخ 'كوب 30' (COP30) التي تستضيفها البرازيل لاحقاً هذا العام. كما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم الحضور لتجنيب الحكومة البرازيلية الحرج الناجم عن اضطرارها اعتقال رئيس مطلوب بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. منذ تأسيسها في عام 2009، عانت مجموعة 'بريكس' الأصلية طويلاً من غياب القيم المشتركة بين أعضائها، الذين لا يجمعهم سوى قواسم مشتركة محدودة، أبرزها كونهم اقتصادات ناشئة كبرى تسعى إلى نيل دور أكثر تأثيراً في الشؤون العالمية التي تهيمن عليها واشنطن والغرب. ومع انضمام دول جديدة مثل مصر وإثيوبيا وإيران وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة، تعزز التمثيل العالمي للمجموعة، إذ باتت 'بريكس' الجديدة تمثل نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وما يقارب نصف سكان العالم. لكن هذا التوسع السريع يهدد أيضاً بتقويض درجة التماسك بين الأعضاء. من اللافت أن تكتل 'بريكس' يشهد انقساماً حول مسألة الإشارات إلى الحرب، حيث تعارض كل من روسيا والصين إدراج أي إشارات بارزة بهذا الشأن، وفقاً لما أفادت به عدة وفود مشاركة. في المقابل، تضغط مصر باتجاه تضمين فقرة تتعلق بالسلام والأمن في الشرق الأوسط، في إشارة واضحة إلى رغبتها في التوصل إلى حل للحرب الدائرة على حدودها في غزة، بحسب شخص مطلع على الأمر. تطرح سياسات ترمب العدوانية معضلة أمام المجموعة. على الرغم من أن الرسوم الجمركية التي فرضها أسهمت في توليد نوع من التوافق المشترك داخل التكتل، إلا أن بعض الأعضاء يحرصون على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة والصين. من المفارقات أن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول 'بريكس' في حال تخلت عن الدولار الأمريكي في تجارتها الثنائية قد دفع العديد من الدول إلى تطوير أنظمة دفع محلية وأدوات مالية بديلة تُسهل التجارة والاستثمار فيما بينها. ومع ذلك، أكد مسؤولون برازيليون أن فكرة التخلي عن الدولار ليست مطروحة للنقاش. سجلت التجارة بين الدول الخمس المؤسسة لمجموعة 'بريكس' نمواً بنسبة 40% بين عامي 2021 و2024، لتصل إلى 740 مليار دولار سنوياً، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي. تبدي حكومة لولا تفاؤلاً إزاء إمكانية إحراز تقدم بين القادة بشأن بدائل جماعية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن التهديدات التجارية التي يلوح بها ترامب دفعت الدول إلى السعي لبناء أرضية مشتركة وإقامة شراكات جديدة، بحسب ما أفاد به مسؤولان برازيليان مطلعان على مجريات النقاشات. وأضاف المسؤولان أن 'بريكس' تناقش أيضاً، وللمرة الأولى، آليات لتعزيز تمويل المناخ بين الدول الأعضاء، وهي قضية اكتسبت أهمية متزايدة منذ انسحاب ترمب من اتفاق باريس للمناخ. في هذا السياق، تواصل الصين تعاونها مع بقية دول 'بريكس' بشأن قضايا المناخ، في محاولة لإبراز نفسها كحليف أكثر وداً وموثوقية من الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، عقدت بكين، إلى جانب إندونيسيا، محادثات مع البرازيل بشأن جدول أعمال قمة المناخ السنوية للأمم المتحدة. من جهتها، لا ترى الهند أي عقبات كبيرة أمام التوصل إلى إعلان مشترك خلال القمة، وفقاً لمسؤول حكومي مطلع على التحضيرات، والذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحديثه عن قضايا دبلوماسية جارية. ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة رسمية إلى البرازيل عقب اختتام قمة ريو. كما يتهيأ الرئيس لولا لاستقبال كل من نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، والجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، في مناسبات رسمية متتابعة. مع ذلك، لا تزال الانقسامات قائمة بين أعضاء 'بريكس'، وخاصة بين أعضائها القدامى والوافدين الجدد. فقد اعترضت مصر وإثيوبيا على دعم ترشيح جنوب أفريقيا لمقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو أحد المحاور القليلة التي جمعت أطراف التكتل سابقاً. تبقى هناك توترات كامنة بين أكبر اقتصادين في المجموعة، إذ تتنافس الصين والهند على قيادة 'بريكس' والجنوب العالمي بأسره. ويعتزم رئيس الوزراء الهندي مودي استغلال رئاسة بلاده للمجموعة عام 2026 لترسيخ مكانته كزعيم دولي، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من تغيب الرئيس الصيني شي عن قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الهند. وفي وقت تسعى فيه 'بريكس' لإثبات أنها أكثر من مجرد اختصار دعائي، فإن غياب شي مجدداً عن القمة قد يُعطي انطباعاً سلبياً.

الفصائل الفلسطينية تكشف تفاصيل تدمير دبابات إسرائيلية وقتل جنودها فى غزة
الفصائل الفلسطينية تكشف تفاصيل تدمير دبابات إسرائيلية وقتل جنودها فى غزة

مصرس

timeمنذ 6 ساعات

  • مصرس

الفصائل الفلسطينية تكشف تفاصيل تدمير دبابات إسرائيلية وقتل جنودها فى غزة

قال كتائب القسام، إن "مجاهدى الفصائل تمكنوا من الإغارة على تجمع لجنود وآليات العدو الإسرائيلي بجوار مديرية التربية والتعليم في منطقة المحطة وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع". وأضافت في بيان، أن العناصر استهدفوا دبابتين صهيونيتين من نوع "ميركافا" بعبوتي "شواظ" -بطريقة العمل الفدائي- وإيقاع طاقميها بين قتيل وجريح، كما تمكنوا من استهداف ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105" وفور وصول قوة الإنقاذ تم استهدافها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات".كما أعلن الذراع العسكري لحركة حماس، "استهداف ناقلة جند صهيوينة بقذيفة "الياسين 105" يوم الجمعة في شارع البيئة وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع".بدوره اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل الرقيب أساف زامير، من ديمونا، مقاتل مدرعات في الكتيبة 53، تشكيل "باراك" (188)، في معركة جنوب قطاع غزة.وأكد الاحتلال أنه وفي الحادثة ذاتها، أصيب جنديان مدرعان من الكتيبة 53، تشكيل "باراك" (188) بجروح خطيرة، وتم إجلاء المقاتلين لتلقي العلاج في المستشفى، وتم إبلاغ ذويهم.وتحت بند سمح بالنشر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، مقتل الرقيب يائير إلياهو، مهندس قتالي في اللواء الشمالي، قُتل أثناء مشاركته في معركة شمال قطاع غزة.ومنذ استئناف القتال في قطاع غزة منتصف مارس 2025، قتل 30 جندياً في معارك بالقطاع منهم 21 نتيجة عبوات ناسفة، وكذلك قتل 438 جنديا إسرائيليا منذ بدء المناورة البرية في القطاع.من ناحية أخرى، أكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة اليوم الأحد، تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في غزة، مشيرا إلى أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع هي الأكثر منذ الحرب العالمية الثانية.وأشار أبو حسنة - في تصريحات تلفزيونية - إلى استشهاد وإصابة أكثر من 10% من سكان القطاع، بما يعادل أكثر من مليون شهيد وجريح وهذا لم يحدث في أي نزاع آخر منذ الحرب العالمية الثانية.

الفصائل الفلسطينية تكشف تفاصيل تدمير دبابات إسرائيلية وقتل جنودها فى غزة
الفصائل الفلسطينية تكشف تفاصيل تدمير دبابات إسرائيلية وقتل جنودها فى غزة

الدولة الاخبارية

timeمنذ 7 ساعات

  • الدولة الاخبارية

الفصائل الفلسطينية تكشف تفاصيل تدمير دبابات إسرائيلية وقتل جنودها فى غزة

السبت، 5 يوليو 2025 12:11 مـ بتوقيت القاهرة قال كتائب القسام، إن "مجاهدى الفصائل تمكنوا من الإغارة على تجمع لجنود وآليات العدو الإسرائيلي بجوار مديرية التربية والتعليم في منطقة المحطة وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع". وأضافت في بيان، أن العناصر استهدفوا دبابتين صهيونيتين من نوع "ميركافا" بعبوتي "شواظ" -بطريقة العمل الفدائي- وإيقاع طاقميها بين قتيل وجريح، كما تمكنوا من استهداف ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105" وفور وصول قوة الإنقاذ تم استهدافها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات". كما أعلن الذراع العسكري لحركة حماس، "استهداف ناقلة جند صهيوينة بقذيفة "الياسين 105" يوم الجمعة في شارع البيئة وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع". بدوره اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل الرقيب أساف زامير، من ديمونا، مقاتل مدرعات في الكتيبة 53، تشكيل "باراك" (188)، في معركة جنوب قطاع غزة. وأكد الاحتلال أنه وفي الحادثة ذاتها، أصيب جنديان مدرعان من الكتيبة 53، تشكيل "باراك" (188) بجروح خطيرة، وتم إجلاء المقاتلين لتلقي العلاج في المستشفى، وتم إبلاغ ذويهم. وتحت بند سمح بالنشر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، مقتل الرقيب يائير إلياهو، مهندس قتالي في اللواء الشمالي، قُتل أثناء مشاركته في معركة شمال قطاع غزة. ومنذ استئناف القتال في قطاع غزة منتصف مارس 2025، قتل 30 جندياً في معارك بالقطاع منهم 21 نتيجة عبوات ناسفة، وكذلك قتل 438 جنديا إسرائيليا منذ بدء المناورة البرية في القطاع. من ناحية أخرى، أكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة اليوم الأحد، تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في غزة، مشيرا إلى أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع هي الأكثر منذ الحرب العالمية الثانية. وأشار أبو حسنة - في تصريحات تلفزيونية - إلى استشهاد وإصابة أكثر من 10% من سكان القطاع، بما يعادل أكثر من مليون شهيد وجريح وهذا لم يحدث في أي نزاع آخر منذ الحرب العالمية الثانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store