logo
علاقة سوريا وحرب إيران وإسرائيل بإقالة نائب وزير الخارجية الروسي

علاقة سوريا وحرب إيران وإسرائيل بإقالة نائب وزير الخارجية الروسي

الجزيرةمنذ 2 أيام
موسكو- في قرار مفاجئ وتوقيت سياسي حساس، أعفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية من منصبه، ومن مهامه كممثل خاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا.
ورغم أن بوغدانوف صرح -بعد القرار- بأن الإقالة تعود لأسباب شخصية متعلقة بسنه (73 عاما)، فإن ذلك لم يمنع من إثارة التساؤلات عن أسباب إقالته التي خلفت حيرة في الأوساط السياسية، حيث لم يتم ذكرها ولا الإعلان بعد عمن سيشغل المنصبين الشاغرين.
وشغل بوغدانوف منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، ونائب وزير الخارجية منذ يونيو/حزيران 2011. وفي يناير/كانون الثاني 2025، مدد بوتين فترة ولاية بوغدانوف في الخدمة الدبلوماسية حتى الثاني من مارس/آذار 2026.
تشكيك
وأثارت هذه الإقالة تساؤلات كثيرة، بالنظر إلى أن بوغدانوف كان يوصف بالدبلوماسي المخضرم، وكانت له علاقات شخصية مع العديد من زعماء الشرق الأوسط وأفريقيا و منظمة التعاون الإسلامي ، والمنظمات الإسلامية الدولية. وشغل مناصب دبلوماسية في لبنان واليمن وإسرائيل ومصر وكان يحمل رتبة سفير فوق العادة ومفوض.
ويعتقد العديد من الخبراء أنها تُشير إلى تحول في السياسة الخارجية الروسية، لا سيما في ظل التحولات العالمية والإقليمية المهمة.
وعلى الرغم من أن بيان الكرملين الرسمي تحدث عن "أسباب شخصية" و"كبر السن" وراء الإقالة، فإن الشكوك ما زالت تساور بعض المراقبين، ولا سيما في ظل غياب أي تقارير عن تدهور صحته.
وتتحدث بعض وسائل الإعلام الروسية عن أن خليفة بوغدانوف قد يكون السفير الروسي السابق لدى تركيا أليكسي إركوف، والذي عمل قبل ذلك مستشارا مبعوثا في السفارة الروسية بسوريا. ووفقا لها، يُعتبر إركوف من فريق الرئيس بوتين ويتمتع بالمعرفة والخبرة والذكاء الدبلوماسي اللازمين.
يُشار إلى أن هذه الإقالة جاءت بعد فترة وجيزة من إقالة وزير النقل رومان ستاروفويت، الذي شغل منصبه لأكثر من عام بقليل، وانتحر في سيارته عقب الإقالة بيوم واحد.
View this post on Instagram
A post shared by الجزيرة (@aljazeera)
حملة تطهير
ويرى بعض المحللين أن رحيل بوغدانوف جزء من حملة تطهير أوسع نطاقا لكبار المسؤولين، مما قد يشير إلى نية الرئيس الروسي إعادة هيكلة المستويات العليا من جهاز الدولة.
وحسب الباحث بمعهد الدراسات الإستراتيجية، إيغور زاباروجتسوف، فإن إقالة بوغدانوف لم تأت كعقوبة له، بل بداية تحول عام في السياسة الخارجية الروسية على ضوء التطورات والأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، كتغير النظام في سوريا والحرب بين إيران وإسرائيل.
ويضيف -في تعليق للجزيرة نت- أن الموضوع يتجاوز شخصية بوغدانوف، ويأتي في سياق إعادة صياغة السياسة الروسية في الشرق الأوسط، بحيث تراعي المعطيات الجديدة على الأرض والتي تشير غالبية مؤشراتها إلى أنها باتت على موعد من حرب واسعة النطاق في المنطقة، قد يكون أحد أشكالها تجدد المواجهة العسكرية الإيرانية الإسرائيلية ولكن بشكل أوسع نطاقا وأطول زمنا.
ويؤكد الباحث زاباروجتسوف على أنه رغم إقالته من منصبه، سيحتفظ بوغدانوف بنفوذه في وزارة الخارجية على ضوء عدم وجود أي بديل له اليوم، وفي ظل علاقاته بصناع القرار بالمنطقة.
أخطاء
من جانبه، اعتبر الكاتب في الشؤون الروسية فياتشيسلاف يفدوكيموف أنه لا يمكن اعتبار استقالة الدبلوماسي عرضية، بالنظر إلى التطورات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيتعين على خليفة بوغدانوف أن "يقطع عقدة التعقيدات والمؤامرات التي تحاك الآن حول روسيا بتحريض من واشنطن وتل أبيب".
ويتابع يفدوكيموف أن خسارة سوريا، حيث كانت القواعد العسكرية الروسية متمركزة لسنوات عديدة، وكذلك الحرب بين إسرائيل وإيران، أظهرت أن الجهود الدبلوماسية الروسية كانت غير فعالة إلى حد كبير، حيث انطلقت طائرات مقاتلة ومسيّرة إسرائيلية متجهة نحو طهران من مناطق أذربيجان المحاذية لإيران، ولم تكن موسكو على علم باستعدادات تل أبيب للعمل العسكري، على حد قوله.
وبعد تغير النظام في سوريا، لا تزال -وفقا له- قضية القاعدة البحرية الروسية في طرطوس دون حل، والأمر نفسه ينطبق على الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران، حليفة موسكو، حيث برزت أخطاء في الحسابات في السياسة الخارجية.
وبحسب الكاتب يفدوكيموف، فإن وزارة الخارجية الروسية لديها "طاقم عمل مكون بشكل أساسي من خريجي معهد موسكو للعلاقات الدولية، الذين شكلوا فريقا ضيق الأفق ومنحازا".
وأضاف أن ذلك يتطلب ضخ "دماء جديدة" في المراكز الحساسة في الوزارة تقوم بصياغة إستراتيجية سياسية جديدة، وإصلاح الأخطاء وتجاوز "النكسات" التي أصابت السياسة الروسية في الشرق الأوسط و أفريقيا ، والانتقال نحو دبلوماسية أكثر مرونة وقابلية للتكيف وأكثر ملاءمة للصراعات الهجينة والتقلبات الجيوسياسية الحالية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خلاف دبلوماسي يحرم سيدات مالي للسلة من كأس العالم تحت 19 عاما
خلاف دبلوماسي يحرم سيدات مالي للسلة من كأس العالم تحت 19 عاما

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

خلاف دبلوماسي يحرم سيدات مالي للسلة من كأس العالم تحت 19 عاما

اضطر منتخب مالي لكرة السلة للسيدات تحت 19 عاما إلى الانسحاب من منافسات بطولة كأس العالم للفئة العمرية ذاتها، المقامة في مدينة برنو بجمهورية التشيك، بعد أن رفضت السلطات التشيكية منحه تأشيرة دخول، وهو ما اعتبرته باماكو خطوة سياسية "غير مسبوقة" لاستبعاد الفريق من البطولة. وكان من المقرر أن تواجه الماليات نظيراتهن الفرنسيات يوم الأحد في أولى مباريات دور المجموعات للبطولة التي تستمر بين 12 و20 يوليو/تموز، إلا أن غياب التأشيرات حال دون سفرهن. وفي بيان شديد اللهجة، ندّد وزير الرياضة المالي بما وصفه بـ"مناورة خبيثة" من السلطات التشيكية، تستهدف إقصاء مالي من المنافسات، مؤكدا أن الوزارة رفعت شكوى رسمية للاتحاد الدولي لكرة السلة. سياق سياسي متوتر وتأتي هذه الخطوة على خلفية العلاقات المتوترة بين باماكو وبراغ، إذ أغلقت الأخيرة سفارتها في العاصمة المالية عام 2022، مبررة القرار بتدهور الوضع الأمني وتقارب مالي مع روسيا ومجموعة "فاغنر"، التي تحولت لاحقا إلى كيان يُعرف بـ"فيلق أفريقيا". ومع غياب التمثيل الدبلوماسي التشيكي في مالي، اضطرت السلطات الرياضية المالية إلى تقديم طلبات التأشيرة عبر السفارة التشيكية بداكار وسفارة إسبانيا في باماكو، باعتبارها ممثلا لشؤون التأشيرات الأوروبية "شنغن"، لكن الطلبات قوبلت بالرفض رغم استيفاء الشروط، حسب البيان الرسمي. وتتمتع سيدات مالي بسجل قوي على مستوى البطولة، إذ أحرزن المركز الرابع عام 2021 والخامس في نسخة 2023، وهن من أبرز الفرق الأفريقية في فئة تحت 19 عاما. الرياضة تدفع الضريبة منذ تولي المجلس العسكري زمام السلطة في مالي عقب انقلابين متتاليين عامي 2020 و2021، تبنّت الحكومة نهجا سياديا متقاطعا مع توجهات القوى الغربية، خاصة فرنسا، وواصلت توطيد علاقاتها مع موسكو وكياناتها العسكرية، وهو ما انعكس على تدهور العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول الأوروبية.

حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة
حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة

الجزيرة

timeمنذ 43 دقائق

  • الجزيرة

حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة

أشعلت الحرب الدائرة في غزة شرر طوفان أيديولوجي غير مسبوقٍ داخل المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة الأميركية، أكبر داعم لليهود في العالم. فقد حتّمت حفلة "عربدة القتل في غزة" -كما يصفها الطبيب النفسي اليهودي غابور ماتي- على يهود أميركا مراجعة أجوبتهم عن أسئلة وجودية ترتبط بهويتهم وموقفهم من الصهيونية ، ومن الحكومة الإسرائيلية وحربها على غزة. وتعتبر هذه الأسئلة قضية قديمة جديدة، إلا أنّ " طوفان الأقصى" كثّف من تأثيرها ووسّعه. فقد أبرز الطوفان أيضا الاختلافات بين اليهود في مشهدٍ يتجاوز في تعقيده النظرة التي تختزل يهود أميركا في المؤسّسات اليهودية الأميركية، كاللجنة اليهودية الأميركية، المعروفة باسم أيباك ، أو رابطة مكافحة التشهير. فأثّر طوفان الأقصى في نفوذ هذه المؤسّسات، وخلف فجوةً بين توجّهاتها وتعبيرها عن أفكار المجتمع اليهودي الأميركي ومعتقداته، ومن ذلك مثلا سعي فئات من يهود أميركا إلى تأسيس منظّماتٍ بديلة. الباحث الحاج محمد الناسك يفصّل هذه القضية في دراسةٍ نشرها مركز الجزيرة للدراسات، حملت عنوان "يهود الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة تحدّيات حرب الإبادة في غزة" ويناقش أثر ما يجري في غزة، وكيف غيّر نظرة يهود الولايات المتحدة إلى أنفسهم، ونظرة الآخرين لهم وعلاقتهم بإسرائيل، وما يوصف بأنه حربٌ أهلية أيديولوجية كانت كامنة فحمي وطيسها. من اليهودي؟ سؤالٌ عمره عمر إسرائيل تقدّر دراسةٌ لمركز بيو للدراسات عدد اليهود في الولايات المتحدة بحوالي 5.8 ملايين نسمة، يشكّلون 2.4% من جميع البالغين فيها. ومن هؤلاء يعرّف 1.5 مليون يهودي أنفسهم بأنهم "بلا دين" من بينهم ملحدون ولا أدريون، أو يرون أن انتماءهم لليهودية يقتصر على العائلة أو الثقافة أو العرق، ويُضاف إليهم 700 ألف يهودي، من أصل 2.8 مليون بالغ لهم أصولٌ يهودية، لا يعدّون أنفسهم يهودا بأي شكلٍ من الأشكال. ومما يزيد من تقلّب الهوية اليهودية وفود آلاف المهاجرين الجدد إلى إسرائيل مع سقوط الاتحاد السوفياتي، وكثير منهم لم يكونوا يهودا وفق الشريعة الدينية. وبين عامي 1990 و2020، لم يُعَدّ 36% من المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق يهودا. واليوم، يوجد ما يقرب من 500 ألف إسرائيلي مسجّلين رسمياً على أنهم "لا ينتمون إلى أي دين". ومنذ ذلك الحين، اتسعت الفجوة بين يهود أميركا وإسرائيل. وتكشف دراسة لمركز بيو من عام 2021 أن 70% من اليهود الأميركيين غير الأرثوذكس يتزاوجون، وهم بذلك ليسوا يهودا بموجب شريعتهم. حرب غزة.. لحظة ظلام انقسم يهود أميركا بين من أيّد ما حدث بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ودافع عن إسرائيل، وبين من انتقد السياسات الإسرائيلية ورفضها. وترافق ذلك مع احتدام الانفصام بين يهود أميركا وإسرائيل، وكذلك الأزمات المحيطة بهذين المركزين. ويحذّر الكاتب توماس فريدمان مثلاً من أن تصبح الدولة اليهودية كياناً منبوذاً ومصدر عارٍ لا فخر فيه، ويرى أن على يهود العالم الاستعداد للتعايش مع هذا الواقع الجديد. ومثله يقول الكاتب ستيفن ويندمولر إن يهود أميركا يعيشون "لحظة ظلام" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويتطرّق ويندمولر أيضا إلى التداعيات الاقتصادية للطوفان على يهود أميركا، إذ تمّ تأخير أو إلغاء العديد من المبادرات لجمع التبرّعات، وهو ما أدّى إلى أن تواجه بعض منظّمات الخدمة الاجتماعية والتعليمية والدينية تحدّيات اقتصادية. كما يتحدّث الكاتب بيتر بينارت عن التعريف المغلوط لمعاداة السامية الذي يُساوى عادةً بمعاداة الصهيونية، مشيراً إلى التهرّب التام والغامض من الأسئلة الأخلاقية التي تفرضها مذبحة غزة، ويُضيف "في معظم العالم اليهودي اليوم، يعد رفض يهودية الدولة اليهودية هرطقة أكبر من رفض اليهودية نفسها". لكن يُؤخذ على بينارت عدم ذكر المعارضة اليهودية التاريخية للصهيونية، والتعامل معها على أنها أمرٌ مسلّم. ويُجمل ويندمولر التحوّلات التي مرّ بها يهود أميركا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بقوله "مثلما تمر إسرائيل بتحوّلٍ كبير، يشعر العديد من اليهود الأميركيين بشكل شخصي وجماعي بتأثير هذه الأحداث على حياتهم. إن نظرتنا لأنفسنا على أننا جزء من أميركا، وكذلك فهمنا لعلاقاتنا مع إسرائيل والمجتمع اليهودي العالمي، يخضع لإعادة صياغة. نحن الآن نعيد تعريف هوياتنا بينما نعيد النظر في مكانتنا السياسية، وأولوياتنا المجتمعية، وثوابتنا الثقافية. نحن نواجه لحظة مختلفة تماماً في وعينا اليهودي. من الناحية الجسدية والعاطفية، نجد أنفسنا في مكان غير مريح وغير مؤكّد، بينما نستيقظ على التأثير الكامل لهذا التسونامي من الكراهية والاضطراب السياسي الذي يغير الشعب اليهودي". اليسار اليهودي والأجيال الناشئة تتجلّى هذه التغيّرات بشكلٍ خاص في اليسار اليهودي بأميركا الذي عبّر طيف واسع منه عن تضامنه مع القضية الفلسطينية. ويُعتقد أن بعض اليهود في اليسار يشعرون بالإحباط من تركيز اليسار اليهودي الشديد على الصهيونية، على حساب بناء منظمات يهودية تقدمية تخدم مجتمعاتهم وتتحدث إليهم. كما يُوحي هذا الأمر بأن الصهيونية مشكلة يهودية في الولايات المتحدة، بينما هي في الواقع مشكلة إمبريالية أميركية. فيُشير الباحث بنيامين بالتاسر إلى أن رؤية الهوية اليهودية التي تتجلّى في المظاهرات التضامنية مع فلسطين، هي المرحلة الأخيرة في تاريخ طويل يرى الهوية اليهودية في علاقة مع جميع المجتمعات التي تواجه القمع. ويرى بالتاسر أنه من الواجب على اليسار اليهودي مُواجهة الصهيونية وأن ينتظم تضامنًا مع الفلسطينيين، وأن مهمة هذا اليسار اليهودي هي تصوُّر عالم ما بعد هذه الأزمة "وأننا ستحتاج إلى منظمات ومجتمعات تدوم إلى ما بعد لحظة الاحتراق الآنية التي نعيشها ونموت من خلالها". وقد شهدت المنظّمات اليهودية اليسارية -التي عملت على تنظيم مظاهراتٍ مؤيّدة لفلسطين، منها "إف نوت ناو" (IfNotNow) و"صوت اليهود من أجل السلام" (جي إف بي)- ارتفاعاً هائلاً في عدد أعضائها مع زيادة وتيرة الاحتجاجات أيضاً. مراجعات على أعتاب الصهيونية يمرّ يهود أميركا أيضا بتحولات جيلية لافتة، فيقول بينارت إن الشباب اليهود يسعون إلى صياغة هوية يهودية لا تتماهى مع إسرائيل وأيديولوجيتها الصهيونية، وهو ما اشتد وتوسّع بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، رغم أن جذوره تعود إلى ما قبل ذلك. كما يكشف استطلاعٌ للرأي في أوساط الشباب اليهودي الأميركي أنهم لا يفكرون بإسرائيل، بل يستخدمون كلمة "هم" بدلا من "نحن" عندما يطلب منهم الحديث عن إسرائيل ووصف الموقف. ويتحدّث ويندمولر عما يواجهه السياسيون الإسرائيليون من لوم من يهود الخارج، وهو ما يُشعِرهم -في بعض الحالات- أنهم ليس لديهم وطن "يهودي" حقيقي، ويشمل ذلك الشباب الجامعي وغيرهم من أبناء الجيل زد وجيل الألفية الآخرين. ويرى عالم الأنثروبولوجيا البولندي برونيسلاف مالينوفسكي أن المؤسّسات هي إجابة الثقافة عن الضرورات الأساسية للإنسان. لكن، يبدو أن المؤسسة اليهودية الرسمية في الولايات المتحدة -في عالم "ما بعد الطوفان والعربدة"- قد انفصمت عرى سرديتها التي تربط الهوية اليهودية بالصهيونية، ولم تعد تقنع شرائح واسعة من اليهود أنفسهم! وقد نعى بينارت عجز هذه المؤسّسات عن جذب الشباب، خاصة من يهود أميركا، فقد طلبت المؤسّسة اليهودية في أميركا من اليهود على مدى عقود مراجعة ليبراليتهم عند باب الصهيونية، فإذ بها تجدهم يراجعون صهيونيتهم بدلا من ذلك!

حماس تتهم نتنياهو بإفشال المفاوضات وتسخر من شعار "النصر المطلق"
حماس تتهم نتنياهو بإفشال المفاوضات وتسخر من شعار "النصر المطلق"

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

حماس تتهم نتنياهو بإفشال المفاوضات وتسخر من شعار "النصر المطلق"

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- لا يريد التوصل لاتفاق مع المقاومة، وإنه يتفنن في إفشال جولات التفاوض الواحدة تلو الأخرى. وكان نتنياهو قد ذكر أمس تزامنا مع المفاوضات التي تجري بالدوحة أن "حماس تريد البقاء في غزة، وخروج القوات الإسرائيلية لتعيد تسليح نفسها وتعاودَ الهجوم على إسرائيل" مما أظهر عدم قبوله بوقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة وهما شرطان أساسيان للمقاومة للموافقة على أي اتفاق مع الاحتلال. وفي بيان لها، قالت حماس "مقاومونا يخوضون حرب استنزاف تُفاجئ العدو يوميا بتكتيكات ميدانية مبتكرة" مؤكدة أن تلك العمليات تفقد جيش الاحتلال "زمام المبادرة وتُربك حساباته، رغم ما يملكه من تفوّق ناري وجوي". وسخرت حماس من شعار "النصر المطلق" الذي يروّج له نتنياهو، معتبرة أن ذلك "وهم كبير لتغطية هزيمة ميدانية وسياسية مدوّية". وأشار البيان -الذي جاء بعد الإعلان عن عدة كمائن نصبتها المقاومة لجنود الاحتلال في قطاع غزة اليوم- إلى أن "المجرم نتنياهو يزجّ بجيشه وكيانه في حرب عبثية بلا أفق" مشيرة إلى أن استمرار الحرب "لا يهدد فقط حياة الأسرى والجنود، بل يُنذر بكارثة على المستوى الإستراتيجي لكيانه". وأكدت حماس أنه كلما طال أمد الحرب "ازداد غرق جيش الاحتلال في الرمال المتحرّكة لغزّة، وازداد انكشافه أمام ضربات المقاومة النوعية". يُذكر أن مواقع إخبارية إسرائيلية أعلنت اليوم الاثنين مصرع 3 جنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة في 4 كمائن نفذتها المقاومة الفلسطينية في القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store