
شق طرق جديدة للبحث عن دور في الإقليم
في أعقاب المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، وجد الأردن نفسه في قلب مشهد إقليمي معقد، يفرض عليه تحديات اقتصادية وأمنية وسياسية متراكبة، ويختبر قدرته على التكيف مع المتغيرات من دون الانجرار إلى صراعات لا يريدها ولا يتحملها.اقتصاديًا، كان الأثر ملموسًا على عدة مستويات، جاء في طليعتها تعطيل مؤقت لإمدادات الغاز المستورد من إسرائيل نتيجة توقف بعض الحقول البحرية عن الضخ خلال التصعيد، وهو ما انعكس على قطاع الطاقة المحلي، هذه الانقطاعات المؤقتة أدت إلى اضطراب في تزويد عدد من الصناعات التي تعتمد على الغاز بشكل مباشر، خصوصًا قطاعات الأسمدة والصناعات الكيماوية، مما زاد كلفة الإنتاج، ودفع الحكومة للبحث عن بدائل مكلفة لتأمين استمرارية التشغيل.كذلك، تأثرت حركة النقل الجوي والتجاري نتيجة إغلاق الأجواء الأردنية بشكل احترازي لساعات، مما تسبب بتأخير بعض الرحلات والشحنات، وتكبيد القطاعات اللوجستية خسائر إضافية.أما قطاع السياحة، فقد تلقى ضربة جديدة فوق تأثيرات الحرب في غزة، حيث تراجعت الحجوزات من أسواق رئيسة نتيجة ارتفاع مستوى القلق لدى الزوار، ما انعكس على معدلات الإشغال الفندقي في عمّان والبترا والعقبة، وأثر على دخل آلاف العاملين في القطاع.أمنيًا، رفعت الأجهزة الأردنية درجة التأهب إلى أقصى المستويات، وشهدت الأيام الأولى بعد التصعيد حالة استنفار واسعة على الحدود الشمالية والشرقية، مع تعزيز الدفاعات الجوية والرادارية تحسبًا لأي خرق، وتم بالفعل اعتراض طائرات مسيرة وصواريخ عابرة فوق الأراضي الأردنية، ما شكل اختبارًا حقيقيًا للبنية الدفاعية الوطنية، وأكد جاهزية القوات المسلحة للتعامل مع أخطار غير تقليدية، هذه الإجراءات فرضت أيضًا زيادة في كلفة التشغيل الأمني، واستنزافًا لجزء من الموارد الفنية والبشرية في فترة حرجة.سياسيًا، انتهج الأردن رسميا خطابًا متزنًا، يدعو إلى التهدئة ويشدد على أهمية تجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد، وكانت إدارة الأزمة في ضوء كل المعطيات الواردة أعلاه كالمشي على حبل مشدود.وكانت المواجهة بكل ما حملته من كلف قد أضافت فواتير إضافية على كاهل الأردن لها استحقاقاتها الواجبة، وهو ما يضع الأردن في مرحلة القلق والتحسب من فتح باب المواجهات والأزمات من جديد في قادم الأيام، خصوصا أن عملية "تسوية" الشرق الأوسط وإعادة بنائه لم تنته بعد.في هذا السياق، فالأردن مطالب بإعادة ترتيب أولوياته، والاستعداد لسيناريوهات معقدة، منها ما قد يضغط عليه اقتصاديًا بشكل أعمق، ومنها ما قد يزج به أمنيًا في مواجهات لا يرغب بها.التحدي اليوم ليس في تجاوز العاصفة فقط، بل في بناء قدرة إستراتيجية تحافظ على استقراره وسط محيط مضطرب، وشق طرق إقليمية جديدة تضمن للأردن حصته من كل مشاريع عابرة للإقليم بل وعابرة للقارات يتوسطها هذا الإقليم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 40 دقائق
- رؤيا نيوز
زكريا الغول مديرا لإعلام الجامعة الأردنية
قرر رئيس الجامعة الأردنية نذير عبيدات، تعيين زكريا الغول مديرا لدائرة الإعلام في وحدة الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأردنيّة. والغول حاصل على درجتي البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك، والماجستير في الصحافة والإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني. وقد حصل على العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في الإعلام الرقمي، والاتجاهات الحديثة فيه، من مختلف وكالات الأنباء المحلية والدَّولية. وكان الغول قد شغل منصب مدير وحدة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سابقا، ومنصب رئيس شعبة الإعلام في الجامعة الأردنية. كما عمل محاضرا غير متفرغ في جامعتي الأردنية واليرموك، بالإضافة إلى كونه مدرّبا صحفيا معتمدا.


رؤيا نيوز
منذ 40 دقائق
- رؤيا نيوز
مهرجان العسل الأول في الأردن: خطوة نحو تعزيز الإنتاج المحلي وحماية النحل
في ظل التحديات البيئية المتزايدة وتراجع أعداد النحل عالميًا أطلق الأردن مهرجان العسل الأول تحت شعار أنقذوا النحل ليُسلط الضوء على قطاع المناحل وما يواجهه من صعوبات، كما يُبرز دور النحالين الأردنيين في حماية هذا الكائن الصغير ذو الأثر الكبير. وفي تصريح له قال أمين عام وزارة الزراعة محمود الجمعاني لـ'الرأي' إن هذا المهرجان هو الأول من نوعه في الأردن ويأتي بإشراف الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين وبدعم من وزارة الزراعة وعدد من مؤسسات المجتمع المدني. وأضاف الجمعاني أن المهرجان يهدف إلى إبراز أهمية العسل من نواحٍ عدة مثل قيمته الاقتصادية والغذائية والصحية وأيضا دوره في الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي مشيرًا إلى أن الأردن يحتوي على أنواع فريدة من العسل الطبيعية التي حصلت على مراكز متقدمة في محافل دولية. من جانبه أشار رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين المهندس معاذ كظم إلى أن هذا المهرجان بدأ كاستجابة للإقبال الكبير الذي شهدته المشاركة في متحف النحل خلال مهرجان الزيتون العام الماضي حيث أبدى الزوار اهتمامًا كبيرًا حول سؤالين رئيسيين هما هل الأردن لديه إنتاج من العسل وهل توجد لديه مراعي كافية لإنتاج عسله. وأضاف المهندس معاذ كظم أن هذا المهرجان يُؤكد للعالم أن الأردن قادر على إنتاج أنواع من العسل الفريدة التي تتمتع بخصائص استثنائية وتابع، أن هذا المهرجان يُعتبر فرصة هامة للتواصل المباشر بين النحالين والمستهلكين حيث يتيح لهم التعرف على أصناف العسل الأردني والتأكد من جودته وأن جميع المنتجات المعروضة هي طبيعية 100% وأنه لا يوجد أي تدخل صناعي فيها. وعبّر عدد من المشاركين في المهرجان عن أهمية هذه الفعالية مؤكدين أن المهرجان يعزز الثقة بين الزبائن والنحالين ويقضي على الوسطاء الذين قد يستغلون هذا المنتج الطبيعي وأشادوا بالفرصة التي منحها المهرجان للمستهلكين للتعرف على النحالين وأصناف العسل المختلفة بشكل مباشر ووجهت مجموعة من المواطنين الذين حضروا المهرجان دعوة للنساء اللواتي يمتلكن أراضٍ أو مساحات صغيرة لاستثمارها في مشروع تربية النحل معتبرين أن هذا المشروع ليس فقط ذا أهمية اقتصادية بل له فوائد صحية وغذائية كبيرة على مستوى الأسرة. يُذكر أن مهرجان العسل الأول في الأردن شهد حضورًا لافتًا من مختلف شرائح المجتمع وكان نقطة انطلاق مهمة لتعريف الجمهور بالأهمية البيئية والاقتصادية للعسل ولإبراز دور النحالين في حماية النحل وتعزيز استدامة القطاع الزراعي في البلاد. –الرأي


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
أميركا تخطط لإجراء محادثات نووية مع إيران في أوسلو الأسبوع المقبل
ذكر موقع أكسيوس الخميس، نقلا عن مصدرين لم يسمهما أن الولايات المتحدة تعتزم عقد محادثات بشأن الملف النووي مع إيران في أوسلو الأسبوع المقبل.