logo
الشيخ أحمد البهي: لا تكن إمّعة.. كن عبدًا لله ثابتًا على الحق ولو خالفك الناس

الشيخ أحمد البهي: لا تكن إمّعة.. كن عبدًا لله ثابتًا على الحق ولو خالفك الناس

مصراويمنذ 12 ساعات
قال الشيخ أحمد البهي، إمام وخطيب مسجد الامام علي زين العابدين ، إن المسلم الصادق لا ينبغي له أن يكون "إمّعة"، يسير خلف الناس بلا وعي ولا تفكر، بل عليه أن يكون ثابتًا على الحق، عابدًا لله وحده، لا يغيره زحام الجماهير ولا تقلبات المواقف.
وقال إمام مسجد الامام علي زين العابدين، في زمان تتقلب فيه المبادئ، وقد يصبح فيه المنكر معروفًا والمعروف منكرًا، فإن الله عز وجل يريدك عبدًا له، تعرف أين تقف، ولمن تعمل، وما هي غايتك. النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه الترمذي: (لا يكن أحدكم إمّعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)".
وأضاف البهي، خلال لقائة عبر قناة الناس:" أن الإمّعة هو الذي لا رأي له، يسير حيث سار الناس، إن فعلوا خيرًا فعل، وإن ارتكبوا منكرًا تبعهم فيه، وهذا مخالف للثبات على الاستقامة، التي أمر الله بها فقال: {فاستقم كما أمرت}، لا كما أراد الناس.
وأشار إلى أن الانقياد الأعمى شبيه بما حذر منه الإمام علي رضي الله عنه حين قال: "لا تستوحش طريق الحق لقلة السالكين فيه"، مؤكدًا أن الإنسان يُحاسب وحده ويموت وحده، فلا ينبغي أن يكون عبده للجموع ولا تابعًا للأهواء.
وضرب مثالًا بمن يعمل في مكان فيه فساد أو غش ويبرر لنفسه قائلًا "الكل يفعل ذلك"، مؤكدًا أن هذا الصمت نوع من الاشتراك في المنكر. كما استشهد بكلام النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد: "ارحموا تُرحموا، واغفروا يُغفر لكم، وويل لأقماع القول، وويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون".
وأوضح البهي أن أقماع القول هم من يمر عليهم الكلام دون فهم أو عمل، يسمعون الموعظة فلا يثبت في قلوبهم منها شيء، كما قال الله في شأن الكافرين: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا...}.
وذكر وصية الإمام جعفر الصادق لتلميذه: "إياك والرئاسة، وإياك أن تطأ عقاب الرجال"، مبينًا أن المعنى هو الحذر من تقليد الناس دون وعي، بل يجب أن يكون الإنسان على بصيرة، يفكر بعقله وقلبه ولا ينجر خلف الجموع.
كما أشار إلى أن الجماعات المتطرفة لا تخترق إلا العقول الفارغة التي لا هوية لها ولا وعي، وهو ما يحذر منه الدين أشد التحذير، مستدلًا بقوله تعالى:
{إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب...}
وختم الشيخ أحمد البهي كلمته بالدعاء قائلاً: " لا يكن أحدكم إمّعة، بل اثبتوا على الحق، ولو خالفكم الناس، فالعبرة ليست بعدد السالكين بل بصدقهم. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ولا تجعلنا من الذين يضيعون مع الزحام"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الإدارة المركزية للمساجد يحذر من الشائعات: لا تسارع بنقل ما تجهل.. والتأني فضيلة قرآنية
رئيس الإدارة المركزية للمساجد يحذر من الشائعات: لا تسارع بنقل ما تجهل.. والتأني فضيلة قرآنية

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

رئيس الإدارة المركزية للمساجد يحذر من الشائعات: لا تسارع بنقل ما تجهل.. والتأني فضيلة قرآنية

حذر الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المساجد بوزارة الأوقاف ، من خطورة التسرع في نقل الأخبار وتداولها عبر وسائل التواصل دون تثبت أو علم، مؤكدًا أن العجلة من الشيطان، وأن التأني فضيلة دعا إليها الشرع والعقل. وقال الجندي، خلال تصريحات متلفزة اليوم الأحد: عندما تسمع خبرًا قد يكون صحيحًا وقد يكون كذبًا، فلا بد أن تتريث ولا تتسرع بنقل ما تجهل، البعض بمجرد أن يرى منشورًا أو يسمع تغريدة يهرع لمشاركتها دون تمحيص، وهذا يوقعه في إثم نشر الباطل والكذب. وأوضح أن هناك فرقًا دقيقًا بين السرعة والعجلة، قائلًا: كلاهما يشتركان في قطع المسافة في زمن قليل، لكن العجلة عكسها التؤدة والتأني وهو أمر محمود، بينما عكس السرعة هو البطء وهو مذموم. مفتي الجمهورية: على الإعلام الديني الالتزام بالصدق والضوابط لا البحث عن السبق والترند رئيس الإدارة المركزية للمساجد يحذر من الشائعات: لا تسارع بنقل ما تجهل.. والتأني فضيلة قرآنية وأشار إلى أن القرآن الكريم فرق بين المسارعة في الخير والمسارعة إلى الخير، مبينًا: حينما يقول الله (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم)، فالمعنى أن الإنسان كان بعيدًا ويريد أن يلتحق بركب المغفرة، أما (سارع في الخير) فتعني أنه بالفعل في الخير لكنه يريد أن يرتقي فيه. وأكد الدكتور الجندي أن من يهرع بنقل الشائعات أو الأكاذيب يشارك في نشر الفساد وقبح الكذب، وقد يتحول من مسارع إلى الشر إلى مسارع فيه، قائلًا: وهنا يكون الإنسان قد ارتقى، ولكنه ارتقاء في السفالة لا في العلو. ونصح: تأنّوا قبل أن تنقلوا ما تسمعونه أو تقرأونه، لا تجعلوا العجلة تقودكم إلى الوقوع في الإثم بنشر ما يفسد العقول والمجتمعات.

هل تجوز قراءة القرآن بنية التبرك دون فهم معانيه؟.. أمين الفتوى يوضح
هل تجوز قراءة القرآن بنية التبرك دون فهم معانيه؟.. أمين الفتوى يوضح

مصراوي

timeمنذ 2 ساعات

  • مصراوي

هل تجوز قراءة القرآن بنية التبرك دون فهم معانيه؟.. أمين الفتوى يوضح

ما حكم قراءة القرآن الكريم بنية التبرك ولو دون فهم للمعاني؟.. سؤال تلقاه الدكتور قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، ليوضح الرأي الشرعي في تلك المسألة. في رده، أكد أمين الفتوى أنه لا مانع من قراءة القرآن الكريم بنية التبرك ولو دون فهم للمعاني، مشددًا على أن الثواب حاصل بمجرد التلاوة الصحيحة والمنضبطة. وأضاف فخر، خلال لقائه ببرنامج فتاوى الناس عبر فضائية الناس، اليوم الأحد: يصعب على كثير من الناس قراءة القرآن بفهم كامل، بل حتى المتخصصين يقفون عند بعض الآيات ليتأملوها ويفهموها، فلا يمكن أن نقول للناس إنه لا ثواب لقراءة القرآن إلا بفهم، فهذا يعسر الأمر على الكثيرين. وأوضح أن المطلوب من المسلم هو قراءة القرآن بترتيل وتلاوة صحيحة وفقًا لقوله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلا"، ثم بعد ذلك يمكن الرجوع إلى كتب التفسير وسؤال العلماء والمتخصصين لفهم معاني الآيات. وأضاف فخر: القرآن يُقرأ بفهم أو بغير فهم لكن بشرط التلاوة الصحيحة، وقد يفتح الله سبحانه وتعالى على القارئ بالإدراك والفهم مع المداومة والرجوع إلى كتب التفسير. وختم أمين الفتوى مشيرا إلى أن بعض المصاحف تتضمن في الهامش شرحًا وتفسيرًا للآيات، ما يسهل على القارئ الإلمام بالمعاني دون عناء البحث، داعيًا إلى اغتنام هذه الوسائل لفهم نظم ومعاني القرآن الكريم. اقرأ أيضًا:

رحلات «الوحوش» المُتكبرين
رحلات «الوحوش» المُتكبرين

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

رحلات «الوحوش» المُتكبرين

الطامع العنيد الذى يريد حصد كل خير الدنيا وكبشه فى يديه، مصيره التعب دون تحقيق أى شىء.. قال تعالى: «ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدًا». تشير الآيات الكريمة إلى الجحود والإنكار اللذين تعامل بهما الوليد بن المغيرة مع القرآن الكريم، رغم إدراكه أنه يحمل كلمة السماء، ومع النبى، رغم ثقته فى صدقه وأمانته وعدم افترائه على ربه وخالقه، وكيف كان السر فى ذلك هو طمعه فى أن يختاره الله تعالى لحمل رسالة الإسلام العظيمة. أشار القرآن الكريم إلى العقاب العجيب الذى توعد الله تعالى به أبناء الفصيلة الوليدية من المعاندين المكابرين الذين يريدون الاستحواذ على الدنيا، وذلك فى قوله تعالى: «سأرهقه صعودًا». يذكر «الطبرى» فى تفسيره أن الآية تشير إلى جبل من نار، يكلَّف الكافر أن يصعده، فإذا وضع يده ذابت، فإذا رفعها عادت، فإذا وضع رجله كذلك، ثم يشير إلى الحديث النبوى: عن أبى سعيد الخدرى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يُصْعَدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ثُمَّ يَهْوِى كَذلكَ مِنْهُ أبَدًا». لا يوجد فى الحياة أصعب من الصعود، ولا أسهل من الهبوط. الصعود يتطلب من الجسم استنفار كل طاقته وأعضائه حتى يتمكن الصاعد من التنقل من موضع إلى موضع أو من سلمة إلى سلمة على الدرج الذى يحاول صعوده حتى يصل إلى مبتغاه، والارتكان على كل طاقته النفسية حتى يستطيع امتصاص التعب الناتج عن الصعود كى يتمكن من المواصلة. فى ضوء ذلك نستطيع أن نفهم قوله تعالى: «سأرهقه صعودًا» فالصعود قرين الإرهاق، وحين يصل الإنسان إلى قمة ما يصعده، إذا به يسقط سريعًا وبمنتهى اليسر والسهولة إلى القاع، ليكون مطلوبًا منه أن يصعد من جديد، وهكذا دواليك. هل تذكر قصة «سيزيف» التى تحكى عن ذلك المتمرد على الموت والمحكوم عليه بأن يحمل صخرة كبيرة يصعد بها إلى قمة جبل ليضعها عليها، ثم يجدها تسقط إلى سفح الجبل من جديد، ليهبط وراءها سريعًا ويحملها من جديد إلى القمة، وهكذا يتكرر الفعل فيما يشبه العَدْو داخل دائرة مفرغة. لقد توعد الله أمثال الوليد بن المغيرة بعقوبة «الصعود المُرهق»، وهى عقوبة تحيق بكل طامع فى الدنيا من أجل كبش الدنيا والاستئثار بكل خير فيها لنفسه، دون أن يستوعب أنها إلى نهاية. أبناء الفصيلة الوليدية يجرون فى حياتهم جرى الوحوش فى البرية ويحصدون المكاسب والمغانم والنجاحات، ويجنون المال والنفوذ والعزوة، ويجنون مع سعيهم الجنونى الإرهاق كل الإرهاق، ويظلون كذلك حتى يسقطوا من التعب. يقول الله تعالى فى سورة «المدثر»: «إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر». تصف الآيات الكريمات الحالة النفسية والعصبية التى أصابت الوليد بن المغيرة حين استمع إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يتلو آيات من سورة «غافر»، لقد أدهشه ما يحمله النسج القرآنى من حكمة وبلاغة ومعانٍ جليلة؛ فعاد إلى قومه بغير الوجه الذى ذهب به إلى محمد. كان وجهه ينطق بالتأثر بما سمع، فأخذ يصف القرآن الكريم بعناية وإنصاف قائلًا: «والله لقد سمعت من محمد كلامًا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن. إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو وما يُعلى عليه». ارتسمت علامات استفهام عديدة على وجوه كبار مكة أغرقت الوليد فى الحيرة والاضطراب، فسقط فى الحالة النفسية والعصبية التى تصفها الآيات الكريمات. أخذ الوليد يفكر ويقدر الأمر: هل يصادم عقله الذى أدرك عظمة القرآن الكريم وإعجازه السماوى؟ وماذا إذا فعل؟ هل سيعلن إسلامه؟ طرح السؤال على نفسه ثم قال: لا، لا أفعل، نظر إلى قومه من أهل مكة، تجهّم وتقلصت ملامح وجهه، وهم يقولون له: سحرك والله يا ابن المغيرة، فتشبث بالطوق الذى ألقوه له، فأدار ظهره لما أدركه من عظمة القرآن، وتذكر نظرته للنبى صلى الله عليه وسلم، وأخذه الكِبر حين تصور نفسه واحدًا من أتباعه، تشبث بطوق النجاة الذى ألقى له، ووصف القرآن الكريم بالسحر: «إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر». نحن أمام إنسان غلبه الكِبر، وشأن كل إنسان يستسلم لكِبره أن تصيبه تلك الحالة النفسية والعصبية التى أصابت الوليد، فتجده يتفاعل مع الحقائق التى تدهمه فجأة ويريد أن ينكرها أو يجحدها بالكِبر والاستكبار، وتجده ينظر إلى من يردد الحقيقة نظرة تعالٍ فى محاولة للتقليل منه ومن الحق الذى يحمله، ثم يدير ظهره له، ثم يثرثر بأى كلام مدعيًا أن ما يقوله هو الحق والحقيقة، رغم أنه يعلم أنه يهذى. رحلة الوليد بن المغيرة المخزومى فى الحياة هى رحلة كل متكبر، ينكر الحقائق الواضحة البينة، ويجحد نعم الله عليه، ويصده عن الحقيقة إحساسه برفض أن يكون تابعًا لحامل الحقيقة، لأنه يرى نفسه كبيرًا، ويتوجب أن يتصدر أى مشهد، وأن يحوز كل شىء، سواء كان أهلًا لذلك أو غير أهل. وقد انتهت حياة الوليد كما تنتهى حياة كل مغرور، فمات وهو الرجل الذى صمد فى الحياة لما يزيد على ٩٥ سنة ميتة عجيبة حين خدشه سهم كان «يسنّه» رجل من خزاعة، وأخذ هذا الخدش يكبر ويتغلغل فى خلاياه حتى قضى عليه، وسبحان من له الدوام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store