
تعز تحت النار.. عقد من الحصار الحوثي و«الدماء»
كانت تُعرف يوماً بعاصمة الثقافة اليمنية، إلا أنه تحولت خلال العقد الأخير إلى زمنٍ معتم محفور بالدم والنار، جراء حصار الحوثي.
حصار لم يكن مجرد تطويق جغرافي، بل منظومة قمع ممنهجة حوّلت حياة مئات الآلاف إلى جحيم، وفتحت فصولاً من الانتهاكات لا تزال تتوسع في كل الاتجاهات.
آلاف من الانتهاكات ارتكبت على مدار عقد، لم تفرق بين مسن وطفل، وامرأة وشاب، لتكمل حلقة دامية في سلسلة طويلة من «الفظائع» التي وثقتها تقارير حقوقية، وكشفت أن 90% من الانتهاكات في تعز وحدها تُنسب إلى «الحوثي»، مما نكأ جراحا لم تندمل، وسط عدالة غائبة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
آخر تلك الانتهاكات «مجزرة العرسوم» التي راح ضحيتها خمسة أطفال، جراء سقوط مقذوف للحوثيين في بلدة "العرسوم" جوار جامع النور بمديرية التعزية شمالي المدينة، والتي حاولت المليشيات التنصل منها ونسبها لقوات الشرعية.
ونفت قيادة محور تعز في الجيش اليمني إطلاق أي مقذوف، مشيرة إلى أن الحادثة كان سببها "انفجار بقايا مقذوف من مخلفات الحرب الحوثية عثر عليه الأطفال وحاولوا العبث به" قبل انفجاره مما أودى بحياتهم.
آلاف القتلى
تأتي هذه الجريمة بالتزامن مع صدور تقرير حقوقي يوثق أكثر من 24 ألفا و970 انتهاكا طال المدنيين وممتلكاتهم في محافظة تعز، جنوبي اليمن.
التقرير الصادر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية، بعنوان «تعز.. عشر سنوات من حرب لا تتوقف»، كشف ارتكاب مليشيات الحوثي 22,485 انتهاكاً، أي ما نسبته 90% من إجمالي الانتهاكات، منذ 21 مارس/آذار 2015 وحتى 31 مارس/آذار 2025.
وخلال المدة ذاتها، ارتكبت "عناصر مسلحة خارج إطار الدولة، في إشارة لمسلحي الإخوان نحو 1076 انتهاكاً (4.3%)، كما ارتكب مسلحون مجهولون 668 انتهاكاً (2.7%)، وانتهاكات أخرى توزعت على جهات مختلفة"، وفقا للتقرير.
التقرير ذكر، أن هذه الانتهاكات أسفرت "عن مقتل 3600 مدني، بينهم 268 امرأة و581 طفلاً"، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي كانت مسؤولة عن مقتل 2890 مدنياً، بينهم 251 امرأة و510 أطفال.
ولفت إلى أن "إجمالي الإصابات الموثّقة خلال الفترة ذاتها بلغت 12,369 مدنياً، بينهم 1112 امرأة و3456 طفلاً، فيما كانت مليشيات الحوثي مسؤولة عن إصابة 11,406 مدنياً بينهم 458 امرأة و1490 طفلاً".
اغتيالات واختطافات
سجل التقرير وقوع 154 حالة اغتيال، بينها 6 محاولات فاشلة، توزعت على مليشيات الحوثي (3 حالات)، مسلحين خارج الدولة (22 حالة)، ومسلحين مجهولين (129 حالة منها 5 محاولات).
وأوضح التقرير، أن مليشيات الحوثي اختطفت 492 شخصا، بينهم طفلان و3 حالات جماعية، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي كانت مسؤولة عن 98 حالة من التعذيب الوحشي، مما أدى إلى مقتل 15 مدنياً بينهم طفلان، وانتحر أحد الضحايا.
ورصد التقرير نزوح وتهجير نحو 4490 أسرة بسبب القصف، الاجتياح، وزراعة الألغام من قبل مليشيات الحوثي، فيما وثق 3231 حالة انتهاك لممتلكات عامة وخاصة من قبل المليشيات المدعومة إيرانيا.
aXA6IDgyLjI0LjIxMy4yNDAg
جزيرة ام اند امز
FI

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 17 ساعات
- العين الإخبارية
تعميق الانقسام النقدي.. الحوثي يواصل سك العملات المزيفة
تم تحديثه السبت 2025/7/12 10:24 م بتوقيت أبوظبي أعلنت مليشيات الحوثي، اليوم السبت، سك عملة مزورة جديدة وذلك بعد نحو عام من اتخاذ خطوة مماثلة ضمن تصعيدها الرامي تعميق الانقسام النقدي باليمن. وذكرت مليشيات الحوثي في بيان لبنكها المركزي في صنعاء غير المعترف به، أنها سكت "عملة معدنية جديدة من فئة (50) ريالا وستوضع في التداول اعتبارا من يوم غد الأحد الـ 13 يوليو/ تموز 2025". وهذه المرة الثانية التي تعلن فيها مليشيات الحوثي سك عملة مزورة، حيث سبق وسكت آخر مارس/ آذار 2024, عملة من فئة (100) ريال وشرعت بتداولها في الأسواق المصرفية بديلا عن ماتسميه العملة التالفة. ويبرر الحوثيون صك هذه العملات بأنها ضرورة "لإيجاد حلول لمشكلة الأوراق النقدية الورقية التالفة"، وبزعم أن "هذا الطرح لن يؤثر على الزيادة في الكتلة النقدية أو أي تأثير على أسعار الصرف". ويقول البنك المركزي اليمني المعترف به دوليا إن سك الحوثيين للعملات "تصعيد خطير وغير قانوني ولا يأخذ بعين الاعتبار بأي شكل من الأشكال مصالح المواطنين"، لافتاً إلى أن "هذه العملة تعد مزورة كونها صادرة من كيان غير قانوني" . وحذر البنك المركزي اليمني في عدن "كل الجهات والمؤسسات والأفراد من تداول أي عملة صادرة من فرع البنك في صنعاء"محملا الحوثيين " تبعات هذا التصعيد وما يترتب عليه من تعقيد وإرباك في تعاملات المواطنين والمؤسسات المالية والمصرفية داخليا وخارجيا". ويعد إصدار العملة الوطنية رمز سيادي للدولة لاتقبل الثنائية أو التعدد كون لها ارتباط وثيق بمجمل المعاملات المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لجميع الأفراد والمؤسسات والشركات في الدولة. ويقول خبراء اقتصاديون إن استمرار مليشيات الحوثي في سك العملات يعمق الانقسام السياسي والتشطير الاقتصادي والنقدي في البلاد، مشيرين إلى أن هناك الكثير من التأثيرات لقيام مليشيات الحوثي بطباعة عملة معدنية جديدة، على سعر الصرف والذي يعتمد على كمية ما سيتم إصداره من هذه العملة المعدنية. كما تسعى مليشيات الحوثي "لتغطية عجز التمويل في الموازنة، وإصدار فئات نقدية أخرى من العملة عند الحاجة، بهدف بناء اقتصاد مواز بشكل متكامل، مما يشوه السياسة النقدية واقتصاد البلد"، وفقا للخبراء. aXA6IDE4NS4xODQuMjQxLjE2IA== جزيرة ام اند امز IT


العين الإخبارية
منذ 19 ساعات
- العين الإخبارية
تعز تحت النار.. عقد من الحصار الحوثي و«الدماء»
تم تحديثه السبت 2025/7/12 08:30 م بتوقيت أبوظبي كانت تُعرف يوماً بعاصمة الثقافة اليمنية، إلا أنه تحولت خلال العقد الأخير إلى زمنٍ معتم محفور بالدم والنار، جراء حصار الحوثي. حصار لم يكن مجرد تطويق جغرافي، بل منظومة قمع ممنهجة حوّلت حياة مئات الآلاف إلى جحيم، وفتحت فصولاً من الانتهاكات لا تزال تتوسع في كل الاتجاهات. آلاف من الانتهاكات ارتكبت على مدار عقد، لم تفرق بين مسن وطفل، وامرأة وشاب، لتكمل حلقة دامية في سلسلة طويلة من «الفظائع» التي وثقتها تقارير حقوقية، وكشفت أن 90% من الانتهاكات في تعز وحدها تُنسب إلى «الحوثي»، مما نكأ جراحا لم تندمل، وسط عدالة غائبة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات. آخر تلك الانتهاكات «مجزرة العرسوم» التي راح ضحيتها خمسة أطفال، جراء سقوط مقذوف للحوثيين في بلدة "العرسوم" جوار جامع النور بمديرية التعزية شمالي المدينة، والتي حاولت المليشيات التنصل منها ونسبها لقوات الشرعية. ونفت قيادة محور تعز في الجيش اليمني إطلاق أي مقذوف، مشيرة إلى أن الحادثة كان سببها "انفجار بقايا مقذوف من مخلفات الحرب الحوثية عثر عليه الأطفال وحاولوا العبث به" قبل انفجاره مما أودى بحياتهم. آلاف القتلى تأتي هذه الجريمة بالتزامن مع صدور تقرير حقوقي يوثق أكثر من 24 ألفا و970 انتهاكا طال المدنيين وممتلكاتهم في محافظة تعز، جنوبي اليمن. التقرير الصادر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية، بعنوان «تعز.. عشر سنوات من حرب لا تتوقف»، كشف ارتكاب مليشيات الحوثي 22,485 انتهاكاً، أي ما نسبته 90% من إجمالي الانتهاكات، منذ 21 مارس/آذار 2015 وحتى 31 مارس/آذار 2025. وخلال المدة ذاتها، ارتكبت "عناصر مسلحة خارج إطار الدولة، في إشارة لمسلحي الإخوان نحو 1076 انتهاكاً (4.3%)، كما ارتكب مسلحون مجهولون 668 انتهاكاً (2.7%)، وانتهاكات أخرى توزعت على جهات مختلفة"، وفقا للتقرير. التقرير ذكر، أن هذه الانتهاكات أسفرت "عن مقتل 3600 مدني، بينهم 268 امرأة و581 طفلاً"، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي كانت مسؤولة عن مقتل 2890 مدنياً، بينهم 251 امرأة و510 أطفال. ولفت إلى أن "إجمالي الإصابات الموثّقة خلال الفترة ذاتها بلغت 12,369 مدنياً، بينهم 1112 امرأة و3456 طفلاً، فيما كانت مليشيات الحوثي مسؤولة عن إصابة 11,406 مدنياً بينهم 458 امرأة و1490 طفلاً". اغتيالات واختطافات سجل التقرير وقوع 154 حالة اغتيال، بينها 6 محاولات فاشلة، توزعت على مليشيات الحوثي (3 حالات)، مسلحين خارج الدولة (22 حالة)، ومسلحين مجهولين (129 حالة منها 5 محاولات). وأوضح التقرير، أن مليشيات الحوثي اختطفت 492 شخصا، بينهم طفلان و3 حالات جماعية، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي كانت مسؤولة عن 98 حالة من التعذيب الوحشي، مما أدى إلى مقتل 15 مدنياً بينهم طفلان، وانتحر أحد الضحايا. ورصد التقرير نزوح وتهجير نحو 4490 أسرة بسبب القصف، الاجتياح، وزراعة الألغام من قبل مليشيات الحوثي، فيما وثق 3231 حالة انتهاك لممتلكات عامة وخاصة من قبل المليشيات المدعومة إيرانيا. aXA6IDgyLjI0LjIxMy4yNDAg جزيرة ام اند امز FI


العين الإخبارية
منذ 21 ساعات
- العين الإخبارية
بتنسيق حوثي.. «القاعدة» تُغطي تصدعها الداخلي بنيران في الجنوب
تم تحديثه السبت 2025/7/12 06:47 م بتوقيت أبوظبي في محاولة لمواجهة الاختراقات الداخلية والحفاظ على نفوذه، أعاد تنظيم القاعدة الإرهابي، بالتنسيق مع ميليشيات الحوثي، تنشيط هجماته الميدانية في جنوب اليمن. ونفّذ تنظيم القاعدة، خلال اليومين الماضيين، هجمات جديدة ضد القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي في محافظتي شبوة وأبين، مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخرين. أحدث الهجمات قالت مصادر محلية لـ"العين الإخبارية" إن عناصر من تنظيم القاعدة نصبت، أمس الجمعة، كمينًا استهدف دورية تابعة للواء الثالث دعم وإسناد في القوات الجنوبية، في بلدة "أورمة" المقابلة لقرن عشال، شرق مديرية مودية بمحافظة أبين. جاء الهجوم، الذي أسفر عن مقتل جندي وجرح آخر من أفراد اللواء الثالث دعم وإسناد، بالتزامن مع تحركات مشبوهة للتنظيم في المناطق الشرقية من مديرية مودية، وذلك بالتنسيق مع ميليشيات الحوثي، وفقًا لذات المصادر. وفي الخميس الماضي، قُتل الجندي عبد ربه علي المصعبي وأُصيب آخر في تفجير إرهابي غادر بعبوة ناسفة استهدفت دوريتهما في بلدة "المصينعة" بمديرية الصعيد في محافظة شبوة، جنوبي اليمن. وأعلن تنظيم القاعدة الإرهابي مسؤوليته عن الهجومين في بلدتي "المصينعة" و"أورمة" في شبوة وأبين، وتوعّدت حسابات مقربة من التنظيم برفع وتيرة الاعتداءات الغادرة جنوب اليمن. وكانت قوات دفاع شبوة قد توعّدت "العناصر الإجرامية بردٍّ قاسٍ وحازم"، مؤكدة أنها "لن تتوانى عن ملاحقة العناصر الإرهابية التي تقف وراء هذه الأعمال الجبانة". وجددت دفاع شبوة التزامها بـ"تأمين وحماية ربوع الوطن ومواجهة كل من يحاول زعزعة أمنه واستقراره"، مشددة على أن هذه "الأفعال التي تقوم بها عناصر الشر والظلام لن تثنينا عن مواصلة معركتنا المصيرية ضد الإرهاب". سر تصاعد الهجمات تُعد هجمات تنظيم القاعدة، التي تأتي بالتزامن مع "حملة مشددة يقودها زعيم التنظيم سعد العولقي ضد منافسيه" داخل التنظيم الإرهابي، محاولة لتسجيل حضور ميداني في جنوب اليمن، بعد تراجع هجماته بشكل كبير، وفقًا لمصادر أمنية. وكان تنظيم القاعدة قد بث مؤخرًا اعترافات لأحد قيادييه يُدعى "أكرم الصنعاني"، ويتّهمه بالخيانة، بعد استدراجه واعتقاله في وادي عبيدة بمحافظة مأرب. وبحسب مصادر أمنية، فإن زعيم التنظيم العولقي يسعى إلى "مواجهة الاختراقات الداخلية، وتصفية منافسيه، إلى جانب تعزيز تنسيقه مع ميليشيات الحوثي في محاولة للحفاظ على نفوذه". وتأتي التطورات الميدانية على جبهتي شبوة وأبين بعد أكثر من شهر من وقوع غارات أمريكية استهدفت مواقع تنظيم القاعدة في شبوة وأبين، مما أسفر عن مقتل العشرات، بينهم 4 من قادة الصف الأول. وبين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار، شنّ تنظيم القاعدة نحو 7 هجمات بين كمائن غادرة ومسلحة وأخرى باستخدام الطيران المسيّر، قابَلها عمليات نوعية من قبل قوات المجلس الانتقالي التي اعتقلت قادة وأمّنت عدة مناطق. ويُنظر إلى الدائرة 30 التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الخاص بميليشيات الحوثي كمهندس خفي للهجمات المباشرة التي ينفذها تنظيم القاعدة في المناطق المحررة، لا سيما في جنوب اليمن، وفقًا لتقارير سابقة لـ"العين الإخبارية". aXA6IDQ1LjgyLjE5OS4yMTEg جزيرة ام اند امز PT