logo
أفتتاح مشروع تمديد خطوط ضخ وتوزيع المياه في قرطبا والشربينة

أفتتاح مشروع تمديد خطوط ضخ وتوزيع المياه في قرطبا والشربينة

الديارمنذ يوم واحد
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
افتتح المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران مشروع تمديد خطوط ضخ وتوزيع المياه في منطقة قرطبا والشربينة في قضاء جبيل، خلال جولة في البلدة استهلت بلقاء في مبنى بلدية قرطبا بمشاركة فعاليات المنطقة.
واعتبر رئيس البلدية فادي مرتينوس في كلمته أن "هذه المناسبة علامة مضيئة في مسيرة قرطبا الانمائية مع انطلاق مشروع امتداد شبكة المياه في منطقة حصيّا - الشربينة الذي يأتي استجابة لحاجة ملحة وضمن رؤية متكاملة لتحسين واقع الخدمات في بلدتنا". وقال: "ان هذا المشروع ما كان ليرى النور لولا التعاون المثمر مع مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان".
وختم: "هذا المشروع ليس نهاية الطريق بل محطة على طريق اطول نريده حافلًا بالإنجازات ومبنيا على التعاون والثقة بين البلدية والمؤسسات الرسمية والخاصة".
واشار جبران في كلمته إلى ان " اليوم نطلق مشروع قرطبا مزرعة الصياد على أن نستكمله في إعادة مياه أفقا الى محطة التوزيع في قرطبا الجديدة. قرطبا العزيزة جارة العاقورة واللقلوق هي تاج على قمة الجرد الجنوبي لقضاء جبيل وتستحق الكثير من العناية والإنماء من قبل الدولة اللبنانية وكانت أول هدية لها ولنا جميعا في هذا العهد أن يكون الحاكم لمصرف لبنان منها، ألا وعنيت به الأستاذ كريم سعيد وفّقه الله في مهمته الصعبة، ولكن لا شيء مستحيل على من هو صاحب قرار ومشبّع من هواء جرد بلاد جبيل".
أضاف: "وإذا أردنا أن نذكر الإنجازات السريعة لقضاء جبيل، هل هناك مكان أفضل من أن نقف هنا من أعلى قمّة في القضاء لنرى ونبدأ بجولة مختصرة على مشاريع المؤسسة بدءا من محطة وخزان نهر ابراهيم ، وبئر المضيق وصولا الى البربارة باستخدام العدادات الذكية على طول الساحل في القضاء ، الى محطة المياه في قرطبون والتي تخدم قرطبون مستيتا وبلاط الى محطة المياه في غلبون التي تخدم ثماني قرى ، الى لحفد حيث أنجز كامل المشروع محطة مياه وخزان وشبكة الى المخاضة، وحتى لا أطيل الشرح سأعطي فكرة سريعة عن المشاريع التي ابتدأت والمشاريع الآتية في الوقت القريب، انشاء الله ، مشروع عبيدات – هابيل ، مشروع مشمش ، جاج ، ترتج – غرزوز، واليوم نعمل في المجدل وقرطبا والشربينة مزرعة الصياد، أيضا" عنّايا، راس أسطا، لاسا ، حجولا... وغيرها وغيرها من مشاريع واستحداث لمصادر مياه جديدة ، حتى يكون للقضاء اكتفاء ذاتي من المياه بعد الحرمان المزمن وانشاء الله فإن وزارة الطاقة والمياه، تعمل على استكمال مشروع سد جنّة، ليصبح قضاء جبيل مكتفيا" لمياه الشفة والري معا".
وختم: "المؤسسات في لبنان اليوم بحاجة الى إعادة هيكلة وجدية في التعاطي وضخ دم جديد من شباب مثقّفين طامحين للنجاح وهناك الكثير منهم .علينا أن نتصالح مع ذاتنا لقبول الآخر للانطلاق من جديد في وطن يعاني الانقسامات، لأن لبنان لا يموت ما دامت قمم جباله تعانق الله".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"المحافظ الإلكترونيّة" في لبنان... تسهيل رقمي في ظلّ هشاشة قانونيّة وأمنيّة
"المحافظ الإلكترونيّة" في لبنان... تسهيل رقمي في ظلّ هشاشة قانونيّة وأمنيّة

الديار

timeمنذ 36 دقائق

  • الديار

"المحافظ الإلكترونيّة" في لبنان... تسهيل رقمي في ظلّ هشاشة قانونيّة وأمنيّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في ظل الانهيار المتواصل للنظام المصرفي اللبناني منذ عام 2019، لم تعد الوسائل التقليدية في إدارة الأموال تلبي حاجات المواطنين، ما دفع شرائح واسعة من اللبنانيين إلى البحث عن بدائل رقمية تواكب هذا التحول القسري. وهنا برزت "المحافظ الإلكترونية" كوسيلة جديدة لتسهيل المعاملات المالية، إذ بات يكفي استخدام الهاتف المحمول لإنجاز المعاملات اليومية، من تحويل الأموال إلى دفع الفواتير وحتى الشراء الإلكتروني. لكن هذه الطفرة التكنولوجية، وعلى الرغم من مرونتها وسهولة استخدامها، لا تزال تصطدم بتحديات قانونية وأمنية بنيوية، في بلد تتراجع فيه البنى التحتية الرقمية، وتتراخى فيه الرقابة القانونية على حماية البيانات الشخصية. أصبح الدفع الإلكتروني جزءاً من الحياة اليومية لعدد كبير من اللبنانيين، خاصة مع تزايد الاعتماد على التطبيقات المحلية والدولية، التي تتيح إجراء تحويلات مالية صغيرة، وتسديد أثمان المشتريات والخدمات، بما في ذلك "الدليفري" والتبضّع من المتاجر. يوفّر هذا النظام حلولاً عملية لمن يفتقرون إلى الحسابات المصرفية، لا سيما في المناطق البعيدة عن مراكز المدن. وما ساعد على انتشار هذه الظاهرة، هو أن إنشاء المحفظة الإلكترونية لا يتطلب شروطاً مصرفية صارمة، إذ يمكن ربطها ببطاقات ائتمان، أو شحنها مباشرة عبر مكاتب معتمدة، ما يفتح الباب أمام شريحة واسعة من المستخدمين غير المشمولين سابقاً في النظام المالي التقليدي. بحسب تقرير صادر عن منظمة "سميكس" المعنية بحقوق الإنسان الرقمية، فإن عدد الشركات المرخصة من قبل مصرف لبنان لتقديم خدمات المحافظ الإلكترونية بلغ 19 شركة حتى آذار 2025. إلا أن المصرف المركزي علّق لاحقاً استقبال أي طلبات جديدة لإنشاء محافظ إلكترونية، بقرار صادر عبر التعميم الوسيط رقم 735. في المقابل، لا تزال البيئة القانونية غير مهيأة لمواكبة هذه الطفرة. فعلى الرغم من صدور القانون 81 لعام 2018 المتعلق بالمعاملات الإلكترونية، إلا أن هذا القانون لم يضع أُسسا تفصيلية واضحة لكيفية حماية بيانات المستخدمين، أو تنظيم معايير خصوصية الشركات الرقمية. ويعاني معظم التطبيقات المتداولة اليوم من غياب سياسات خصوصية صارمة، أو حتى من شفافية في عرضها على المستخدم. تخزين البيانات… في المجهول؟ أحد أبرز الإشكاليات التي تثير القلق، تتعلق بمكان تخزين بيانات اللبنانيين الشخصية. فالمستخدمون لا يعرفون على وجه التحديد إذا كانت بياناتهم تحفظ داخل لبنان أو خارجه، وهل تخضع لأطر قانونية محلية أم أجنبية؟ وما يزيد من الغموض هو أن كل تطبيق رقمي يُدار ببنية تقنية مختلفة، وغالباً ما يُترك للمستخدم توقيع "الموافقة"، من دون أن يفهم فعليا تفاصيل الشروط. تتضمن هذه البيانات الشخصية الحساسة معلومات مثل الاسم الكامل، رقم الهاتف، العنوان، وحتى صور الهويات أو جوازات السفر، ناهيك عن سجل التحويلات المالية. وهذه البيانات، إذا لم تخضع لإجراءات أمان مشددة، قد تتحول إلى مصدر خطر مباشر على المستخدمين. في ظل هذا الواقع، بدأت حوادث الاحتيال المرتبطة بالمحافظ الإلكترونية تزداد. عمليات اختراق، وسرقة بيانات، وتحويلات وهمية باتت تُسجل بوتيرة أعلى، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى مسؤولية الشركات الرقمية من جهة، والدولة من جهة أخرى. فلا يمكن تحميل المستخدم وحده عبء الانتباه في بيئة رقمية تفتقر إلى الحماية، بل يفترض بالدولة أن تضع تشريعات واضحة، وتفعّل وحدات تحقيق رقمية قادرة على مواجهة الجرائم الإلكترونية. وتشير تقارير متفرقة إلى أن بعض التطبيقات تعمل من دون أي رقابة تقنية فعلية، ما يجعل اختراقها مسألة وقت فقط، خاصة مع وجود ثغرات برمجية وإهمال في تحديث أنظمة الحماية. في غياب إطار قانوني عصري وشامل، ومع استمرار التردد الرسمي في تنظيم السوق الرقمية، يبقى اللبنانيون في حالة قلق دائم حول سلامة معلوماتهم وأموالهم. وقد يؤدي تآكل الثقة الرقمية إلى نتائج عكسية على مستقبل التحول الرقمي في البلاد، خاصة مع اتساع رقعة الاعتماد على هذه الأدوات. في نهاية المطاف، لا يمكن للتكنولوجيا أن تكون بديلاً آمنًا ما لم تُقرَن بحماية قانونية متكاملة، ومساءلة شفافة لكل الأطراف، وإلا فإن الطفرة الرقمية ستتحول إلى فخ إلكتروني خطير يهدد أمن المواطنين وخصوصيتهم.

رئيس جامعة الأزهر: الشباب هم قوة الأمة وسواعدها الفَتِيَّة وسر نهضتها
رئيس جامعة الأزهر: الشباب هم قوة الأمة وسواعدها الفَتِيَّة وسر نهضتها

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

رئيس جامعة الأزهر: الشباب هم قوة الأمة وسواعدها الفَتِيَّة وسر نهضتها

أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الشباب هم قوة الأمم وسواعدها الفَتِيَّة وسر نهضتها التي تَبني وتعمر على مر العصور. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح ملتقى الشباب وتحديات العصر الذي ينظمه مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع مجلس الشباب المصري للتنمية. وأوضح رئيس الجامعة ، أن العناية بالشباب مهمة مشتركة بين جميع مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن الأمم القوية هي التي تهتم بشبابها؛ وتعمل عليهم انطلاقًا من أنهم شباب اليوم ورجال الغد وقادة المستقبل. وطالب الشباب بأن يُعنوا بأنفسهم صحيًّا وبدنيًّا ونفسيًّا وعلميًّا، لافتًا إلى أن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أكد على العناية بالشباب، فقال: «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف». وبيَّن رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم عبَّر عن الشباب بالفتية في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ انطلاقًا من أن الفتية تعني: الفتوة والقوة، وبناء الجسم وتحقيق القوة، فمن يهمل في قوة جسمه يهمل في حق نفسه وفي حق أمته. وأوضح أن جامعة الأزهر تولي الشباب عناية كبرى، خاصة بالأنشطة التي تنمي قوتهم الجسدية وبغذاء العقول التي يقوي قوتهم العقلية والروحية؛ انطلاقًا من قول المولى عز وجل: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم﴾ فالأمم القوية لا تنام عن قوة أجيالها، وبخاصة في هذا الزمن الذي لا يعترف إلا بمنطق القوة ولغة القوة وامتلاك أسباب القوة. وتابع د.سلامة: وانطلاقًا من هذا نظَّمت الجامعة مسابقة في مجال القرآن الكريم للطلاب بجوائز قيمة بلغت الجائزة الأولى 100 ألف جنيه، إضافة إلى مسابقة القراءة الحرة في خمسة كتب قيمة تهدف إلى تحفيز الطلاب على القراءة، وتنمية الوعي والمعرفة، وإحياء قيمة فَهم الكتب التراثية وتدارسها، وتنمية مهارات الطلاب على التلخيص والمناقشة والسرد، إضافة إلى إسهاماتها في شغل أوقات الطلاب بما هو مفيد وجاد، وتقليص استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي التي يعتمدون عليها مصدرًا وحيدًا للمعلومات والمعرفة الثقافية، والتي يستغلها متطرفو الفكر في بثِّ سمومهم الداعية إلى الإلحاد والطعن في الثوابت والانحراف الفكري والسلوكي. وأضاف رئيس الجامعة أن مسابقة "القراءة الحرة" تهدف إلى اختبار قدرة الطلاب على قراءة وتلخيص وبيان وجه الإفادة من خمسة كتب؛ هي: 1 - الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي. 2 - الشفا في التعريف بحقوق المصطفى للقاضي عياض. 3 - نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ الخضري. 4- النبأ العظيم للدكتور محمد عبد الله دراز. 5- رسالة في الطريق إلى ثقافتنا للأستاذ محمود شاكر.

دار الإفتاء توضح كيفية الإجابة على سؤال: أين الله؟
دار الإفتاء توضح كيفية الإجابة على سؤال: أين الله؟

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

دار الإفتاء توضح كيفية الإجابة على سؤال: أين الله؟

شرحت دار الإفتاء المصرية، الرد الصحيح عن كيفية الإجابة على سؤال: أين الله؟ وما الفهم الصحيح للنصوص الشرعية الوارد في هذا الشأن؟. وقالت دار الإفتاء ، في إجابتها على السؤال إنه إنْ قُصد بهذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات الله تعالى بما تقتضي إجابته إثبات الجهة والمكان لله سبحانه فإنه لا يصحُّ، إذ لا يليق بالله أن يُسأَل عنه بـ "أين" بهذا المعنى؛ لأن الجهة والمكان من الأشياء النسبية الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئًا بجهة معينة يقتضي أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلًا: السماء في جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التي تعلوها وهكذا، وما دام أن الجهة نسبية وحادثة فهي لا تليق بالإله الخالق سبحانه وتعالى. وذكرت دار الإفتاء أن من ثوابت عقيدتنا أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحدّه زمان؛ لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه، بل هو خالق كلِّ شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم: "كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان". وقد تواردت عبارات السلف الصالح التي تُقرر ذلك المعنى: يقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: "مَنْ زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك؛ إذ لو كان في شيء لكان محصورًا، ولو كان على شيء لكان محمولًا، ولو كان من شيء لكان مُحْدَثًا" اهـ. وقيل ليحيى بن معاذ الرازي: "أَخْبِرْنا عن الله عزَّ وجلَّ، فقال: إلهٌ واحدٌ، فقيل له: كيف هو؟ قال: ملكٌ قادرٌ، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه" اهـ. وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: 5]، فقال: "أثبت ذاته ونفى مكانه؛ فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء" اهـ. وأوضحت أن المسألة هنا هي في فهم اللغة، والقرآن نزل بلغة العرب، والعربي عندما يسمع وصف الله تعالى بأنه ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ فإنه يفهم منه أنه سبحانه وتعالى قَهَر كلَّ شيء، وأن كل المخلوقات تحت سلطانه وقدرته؛ لأنه إذا كان العرش مقهورًا تحت قدرته وهو أعظم المخلوقات فغيره من المخلوقات من باب أولى؛ يقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب" (22/ 9-10، ط. دار إحياء التراث العربي-بيروت): [لما خاطبنا الله تعالى بلسان العرب وجب أنه لا يريد باللفظ إلا موضوعه في لسان العرب، وإذا كان لا معنى للاستواء في اللغة إلا الاستقرار والاستيلاء، وقد تعذّر حمله على الاستقرار، فوجب حمله على الاستيلاء، وإلا لزم تعطيل اللفظ، وهذا غير جائز، ولما قامت الدلالة العقلية على امتناع الاستقرار، ودل ظاهر لفظ "الاستواء" على معنى الاستقرار، فليس أمامنا إلا أربعة مسالك؛ إما أن نعمل بكلِّ واحدٍ من الدليلين، وإما أن نتركهما معًا، وإما أن نرجح النقل على العقل، وإما أن نرجح العقل ونؤول النقل. والأول: باطل، وإلا لزم أن يكون الشيء الواحد منزَّهًا عن المكان وحاصلًا في المكان؛ وهو محال. والثاني: أيضًا محال؛ لأنه يلزم رفع النقيضين معًا وهو باطل. والثالث: باطل؛ لأن العقل أصل النقل فإنه ما لم يثبت بالدلائل العقلية وجود الصانع وعلمه وقدرته وبعثته للرسل لم يثبت النقل، فالقدح في العقل يقتضي القدح في العقل والنقل معًا، فلم يبق إلا الرابع، وهو أن نقطع بصحة العقل ونشتغل بتأويل النقل، وهذا برهان قاطع في المقصود. وعليه: يكون ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه مرادًا بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر؛ لأنه تعالى منزَّهٌ عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس في صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالُها ومن الأسماء حُسْنَاها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراكِ إدراكُ، والبحث في كنه ذات الرب إشراكُ، فسبحان مَن لم يجعل للخلق سبيلاً إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store