logo
أسئلة حول حرب إيران وإسرائيل

أسئلة حول حرب إيران وإسرائيل

جريدة الوطنمنذ 2 أيام

وضعت «حرب الاثني عشر» يومًا بين إيران وإسرائيل أوزارها، وسط ترجيحات بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، وجد ليبقى، مدعومًا بقوة دفع أميركية، حدَت بالرئيس دونالد ترامب إلى اعتباره «منجزًا شخصيًا» لن يسمح لأحدٍ بتبديده.
بيدَ أن ضجيجَ الأسئلة والتساؤلات حول مرحلة ما بعد الحرب، ما زال يتعالى؛ ضجيجًا لا يماثله سوى ضجيج التوقعات والتكهنات الذي يحيط بنتائج الحرب (الفعلية)، وتداعياتها على مختلف الملفات العالقة والأزمات المفتوحة.
مردّ ذلك أننا لا نعرف حتى الآن، حجم الضرر والخسائر التي لحقت بالطرفين.. فمن جهة إيران، ما زالت التقديرات تتباين بشأن حجم التدمير الذي تعرضت له منشآتها النووية والإستراتيجية.
ومن جهة إسرائيل، فقد نجحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية في فرض طوقٍ مشددٍ حول المعلومات عن الأهداف التي ضربتها إيران، وما قد يكون لحق بها من أضرار وخسائر.. وكل حديث حول هذه العناوين، يندرج في باب التخمينات والتوقعات، حتى وإن صدر عن مراجع مهنية واستخبارية عليا.
جملة من الأسئلة والتساؤلات تعصف بقوة في أذهان المراقبين والسياسيين، بانتظار انجلاء غبار الضربات الجوية والصاروخية.. وسط يقين جازم بأن فصلًا داميًا وتدميريًا من المواجهة قد انقضى، ليبدأ من بعده، فصلٌ لا يقل ضراوة، من «الكِباش السياسية» على موائد التفاوض.
أولًا: سؤال النصر والهزيمة
ربما يكون السؤال عمن خسر أكثر في هذه الحرب، أكثر دقة وتعبيرًا عن واقع الحال، من سؤال من ربح أكثر فيها.. معادلة «رابح- رابح» لا تعكس واقع حال الطرفين المتحاربين، بقدر ما تعكسه معادلة «خاسر- خاسر»، والخسارة في «حرب الاثني عشر» يومًا، لم تتوزع على طرفيها بالقدر ذاته.
النتيجة التي كرّستها الحرب، ولا تخطئها العين، كشفت من جديد «حدود القوة» الإسرائيلية، وهي نتيجة أطلت برأسها من حرب غزة وجنوب لبنان، إذ بات معروفًا للقاصي والداني، أن إسرائيل من دون الولايات المتحدة، ليست سوى دولة من وزن متوسط في هذا الإقليم، وأنه من دون جسور الإمداد والتدخل الأميركي المباشر- كما حصل عندما ضربت المواقع النووية الثلاثة- ما كان لإسرائيل أن تخرج من حروبها في الإقليم مزهوة بصور النصر المتبجح.
في المقابل، نجحت إيران في كسر هيبة «القبة الحديدية» وطبقاتها الصاروخية المتعددة، وضرب إسرائيل في عمقها وعلى امتداد رقعتها الجغرافية، وخلّفت صورًا للدمار والخراب، لم نعتد على مثلها إلا في المدن والعواصم العربية.
هذا تطور سيَعلَق في الذاكرة الجمعية للإسرائيليين، وربما لأجيال قادمة، وسينضاف إلى صور السابع من أكتوبر/‏ تشرين الأول، لتشكل كابوسًا يقض مضاجع «واحة الأمن والازدهار لكل أبنائها اليهود».
أيًا كان الأمر، فنحن ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت والمعلومات للتعرف على المستوى الذي بلغته الخسائر في صفوف الفريقين، قبل إطلاق الأحكام النهائية، بخصوص النصر والهزيمة.
ثانيًا: سؤال السياسة بوصفها امتدادًا للحرب كذلك
واشنطن، كما طهران، توّاقتان للجلوس إلى مائدة المفاوضات، لم يعد الأمر مهمًا إن كانت مباشرة أم غير مباشرة، وهو أمرٌ لم يكن مهمًا من قبل على أية حال.
هل ستنتهي المفاوضات إلى اتفاق مؤقت (إعلان مبادئ)، أم إلى اتفاق نهائي، كما يرغب دونالد ترامب؟.. هل ستقبل إيران بمعادلة «صفر تخصيب»: تعليق مؤقت، كونسورتيوم دولي، وغير ذلك من صيغ يجري تداولها؟
هل ستقبل إيران بفرض قيود على برنامجها الصاروخي بعد أن أظهر فاعلية في الحرب الأخيرة (حجمها، عددها، رؤوسها، مدياتها) إلى غير ما هنالك؟..
قلنا في سياقات الحرب، إن معيار النصر والهزيمة بالنسبة لإيران، إنما يتمثل في قدرتها على الاحتفاظ بحقوقها في برنامج نووي سلمي مدني، ودورة تخصيب على أرضها، حتى بشروط استثنائية من الرقابة والتحقق والشفافية، واحتفاظها ببرنامجها الصاروخي، الذي يمثل «قوة الردع» الوحيدة التي تتوفر عليها، لغايات دفاعية وهجومية، إن نجحت إيران في تحقيق هذه الأهداف، فإن المنجز المتحقق، يستحق الثمن الذي دفعته في هذه الحرب، وطوال سنوات وعقود من المعاناة تحت مقصلة الحصار والعقوبات الدولية، وبخلاف ذلك، يكون نتانياهو قد قطع أكثر من نصف الطريق إلى «نصره المطلق».
ثالثًا: سؤال التماسك الداخلي هنا وهناك
وحّدت الحرب الجبهات الداخلية لكل من إيران وإسرائيل، توارى الجدل الداخلي، ودُفعت الانقسامات بين الكيانات والمكونات للخلف.. لكن ذلك لن يدوم طويلًا.. نتانياهو سيعود لمواجهة «عقدة غزة» المثيرة للانقسام الداخلي، ومثلُها عقدتا «الحريديم» والإصلاح القضائي..
رابعًا: سؤال غزة
الأهم من كل هذا وذاك، كيف ستنعكس نتائج الحرب واتفاق وقف النار بين إيران وإسرائيل على قطاع غزة، وحرب التطويق والتطهير والتجويع والإبادة التي تُشنّ عليها منذ أزيد من عشرين شهرًا.
حرب إسرائيل على إيران لم تبدأ من أجل غزة، ولم تنتهِ باتفاق يشملها.. هذه الحقيقة تعيد طرح أسئلة المحور ووحدة الساحات وانفصالها.. لكن الأهم، أن نتانياهو الذي خرج «ملكًا متوجًا» لإسرائيل من هذه الحرب، بات بمقدوره أن يذهب بعيدًا في غزة، وبالاتجاهين: استمرار الحرب أو وقف النار.
يستطيع أن يوظف رصيده الشعبي المتنامي للمضي في تحقيق ما رسمه من أهداف لحربه على القطاع، لا سيما أن الرجل بات مقتنعًا بأن حماس ضعفت أكثر بعد الحرب مع إيران، بإضعاف حلفائها.. لكن الحسم في غزة سيحتاج إلى أشهر عديدة، قد تتآكل معها شعبيته الصاعدة، وقد يواجه انتخابات مبكرة في ظروف أسوأ، لا سيما إن تعرضت حياة الأسرى والمحتجزين لدى حماس، للتهديد.
يتعين علينا أن نراقب باهتمام كذلك، كيف سيتصرف دونالد ترامب في ملف غزة، هل سيرجح فكرة «السلام الشامل في الإقليم» للدفع باتجاه صفقة في غزة، أم أنه سيمتنع عن ممارسة ضغط أكبر على حليفه في تل أبيب، بعد أن عرضه لضغط شديد للتقيد باتفاق وقف النار مع إيران؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تساؤلات عن مصير اليورانيوم المخصب
تساؤلات عن مصير اليورانيوم المخصب

جريدة الوطن

timeمنذ 12 ساعات

  • جريدة الوطن

تساؤلات عن مصير اليورانيوم المخصب

برزت في إسرائيل تساؤلات عدة عن مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب، بينما يلف غموض وتضارب حجم وتداعيات الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية جراء العدوان الإسرائيلي والأميركي. وتتزامن هذه التساؤلات مع تشكيك بشأن الرواية الإيرانية حول عملية إخفاء المواد النووية عالية الأهمية، فضلا عن عدم يقين يحيط بالرواية الأميركية التي كشف عنها الرئيس دونالد ترامب وأقر بموجبها بأن الهجمات التي نفذها جيش بلاده على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية «دمرت بالكامل» منشآت التخصيب النووي. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في تقرير الجمعة، أن «الغموض لا يزال يكتنف مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب إلى درجة قريبة من الدرجة العسكرية». والحديث هنا عن اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة، وهي النسبة التي تفصلها مراحل قليلة عن أن تصبح قابلة للاستخدام في تصنيع القنابل الذرية. واعتبرت الصحيفة العبرية أن هذا الغموض بشأن مصير اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب «يلقي بظلاله على النجاح طويل الأمد للعملية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا، والضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية». وأضافت: «رغم إصرار الحكومة الأميركية على أن اليورانيوم المخصب كان مُخزنا في (منشآة) فوردو، ودُفن في المنشأة المدمرة، فإن جهات أخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، غير مقتنعة بهذا الادعاء». وفي السياق، لفتت الصحيفة إلى أنه «إذا كانت إيران قد أزالت بالفعل اليورانيوم المخصب من فوردو قبل تعرضها للهجوم، وأخفته في مكان آخر في إيران، فيمكن للنظام، إن شاء، إنتاج سلاح نووي بسرعة، لمنع أي تهديد آخر»، ردا على أي هجمات محتملة مستقبلية. وأردفت أنه على هذا النحو قد يقرر النظام الإيراني «استخدام اليورانيوم ورقة مساومة في محادثات أخرى مع الولايات المتحدة». وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، قوله في مقابلة صحفية إن «وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغه في 13 يونيو/‏ حزيران الجاري، مع بداية العملية الإسرائيلية ضد إيران، باتخاذ خطوات خاصة لحماية المعدات والمواد النووية». وارتأت أن تصريحات غروسي تشير إلى أن «معظم اليورانيوم المخصب موجود في أيدي الحكومة الإيرانية». يأتي ذلك بينما يكتفي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالقول إن «العدوان الإسرائيلي الأميركي على بلاده لم يحقق أهدافه»، دون إيضاحات. وفي وقت سابق الجمعة، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم، أن المعلومات الاستخبارية التي جُمعت حتى الآن بشأن مخزون اليورانيوم المخصب المتبقي لدى إيران بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية «لا تتطابق مع تصريحات الإدارة الأميركية بشأن هذا الموضوع». وأشار المسؤولون إلى أن الأقسام التي يُعتقد أنها تحوي مخزون اليورانيوم في منشأة نطنز النووية التي استهدفتها الولايات المتحدة «تضررت» لكنها «لم تُدمَّر»، خلافا للتصريحات الرسمية. وادعت المصادر المطلعة أن الاستخبارات الأميركية لم تتوصل بعد إلى استنتاج قاطع بشأن كمية اليورانيوم المخصب المتبقية لدى إيران. ووفقا لنيويورك تايمز، يمكن تخزين هذه الكميات من اليورانيوم «في حاويات صغيرة بما يكفي لوضعها في شاحنة أو سيارة، ولن تكون هناك حاجة لأكثر من 10 سيارات لنقل كامل المخزون».

أسئلة حول حرب إيران وإسرائيل
أسئلة حول حرب إيران وإسرائيل

جريدة الوطن

timeمنذ 2 أيام

  • جريدة الوطن

أسئلة حول حرب إيران وإسرائيل

وضعت «حرب الاثني عشر» يومًا بين إيران وإسرائيل أوزارها، وسط ترجيحات بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، وجد ليبقى، مدعومًا بقوة دفع أميركية، حدَت بالرئيس دونالد ترامب إلى اعتباره «منجزًا شخصيًا» لن يسمح لأحدٍ بتبديده. بيدَ أن ضجيجَ الأسئلة والتساؤلات حول مرحلة ما بعد الحرب، ما زال يتعالى؛ ضجيجًا لا يماثله سوى ضجيج التوقعات والتكهنات الذي يحيط بنتائج الحرب (الفعلية)، وتداعياتها على مختلف الملفات العالقة والأزمات المفتوحة. مردّ ذلك أننا لا نعرف حتى الآن، حجم الضرر والخسائر التي لحقت بالطرفين.. فمن جهة إيران، ما زالت التقديرات تتباين بشأن حجم التدمير الذي تعرضت له منشآتها النووية والإستراتيجية. ومن جهة إسرائيل، فقد نجحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية في فرض طوقٍ مشددٍ حول المعلومات عن الأهداف التي ضربتها إيران، وما قد يكون لحق بها من أضرار وخسائر.. وكل حديث حول هذه العناوين، يندرج في باب التخمينات والتوقعات، حتى وإن صدر عن مراجع مهنية واستخبارية عليا. جملة من الأسئلة والتساؤلات تعصف بقوة في أذهان المراقبين والسياسيين، بانتظار انجلاء غبار الضربات الجوية والصاروخية.. وسط يقين جازم بأن فصلًا داميًا وتدميريًا من المواجهة قد انقضى، ليبدأ من بعده، فصلٌ لا يقل ضراوة، من «الكِباش السياسية» على موائد التفاوض. أولًا: سؤال النصر والهزيمة ربما يكون السؤال عمن خسر أكثر في هذه الحرب، أكثر دقة وتعبيرًا عن واقع الحال، من سؤال من ربح أكثر فيها.. معادلة «رابح- رابح» لا تعكس واقع حال الطرفين المتحاربين، بقدر ما تعكسه معادلة «خاسر- خاسر»، والخسارة في «حرب الاثني عشر» يومًا، لم تتوزع على طرفيها بالقدر ذاته. النتيجة التي كرّستها الحرب، ولا تخطئها العين، كشفت من جديد «حدود القوة» الإسرائيلية، وهي نتيجة أطلت برأسها من حرب غزة وجنوب لبنان، إذ بات معروفًا للقاصي والداني، أن إسرائيل من دون الولايات المتحدة، ليست سوى دولة من وزن متوسط في هذا الإقليم، وأنه من دون جسور الإمداد والتدخل الأميركي المباشر- كما حصل عندما ضربت المواقع النووية الثلاثة- ما كان لإسرائيل أن تخرج من حروبها في الإقليم مزهوة بصور النصر المتبجح. في المقابل، نجحت إيران في كسر هيبة «القبة الحديدية» وطبقاتها الصاروخية المتعددة، وضرب إسرائيل في عمقها وعلى امتداد رقعتها الجغرافية، وخلّفت صورًا للدمار والخراب، لم نعتد على مثلها إلا في المدن والعواصم العربية. هذا تطور سيَعلَق في الذاكرة الجمعية للإسرائيليين، وربما لأجيال قادمة، وسينضاف إلى صور السابع من أكتوبر/‏ تشرين الأول، لتشكل كابوسًا يقض مضاجع «واحة الأمن والازدهار لكل أبنائها اليهود». أيًا كان الأمر، فنحن ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت والمعلومات للتعرف على المستوى الذي بلغته الخسائر في صفوف الفريقين، قبل إطلاق الأحكام النهائية، بخصوص النصر والهزيمة. ثانيًا: سؤال السياسة بوصفها امتدادًا للحرب كذلك واشنطن، كما طهران، توّاقتان للجلوس إلى مائدة المفاوضات، لم يعد الأمر مهمًا إن كانت مباشرة أم غير مباشرة، وهو أمرٌ لم يكن مهمًا من قبل على أية حال. هل ستنتهي المفاوضات إلى اتفاق مؤقت (إعلان مبادئ)، أم إلى اتفاق نهائي، كما يرغب دونالد ترامب؟.. هل ستقبل إيران بمعادلة «صفر تخصيب»: تعليق مؤقت، كونسورتيوم دولي، وغير ذلك من صيغ يجري تداولها؟ هل ستقبل إيران بفرض قيود على برنامجها الصاروخي بعد أن أظهر فاعلية في الحرب الأخيرة (حجمها، عددها، رؤوسها، مدياتها) إلى غير ما هنالك؟.. قلنا في سياقات الحرب، إن معيار النصر والهزيمة بالنسبة لإيران، إنما يتمثل في قدرتها على الاحتفاظ بحقوقها في برنامج نووي سلمي مدني، ودورة تخصيب على أرضها، حتى بشروط استثنائية من الرقابة والتحقق والشفافية، واحتفاظها ببرنامجها الصاروخي، الذي يمثل «قوة الردع» الوحيدة التي تتوفر عليها، لغايات دفاعية وهجومية، إن نجحت إيران في تحقيق هذه الأهداف، فإن المنجز المتحقق، يستحق الثمن الذي دفعته في هذه الحرب، وطوال سنوات وعقود من المعاناة تحت مقصلة الحصار والعقوبات الدولية، وبخلاف ذلك، يكون نتانياهو قد قطع أكثر من نصف الطريق إلى «نصره المطلق». ثالثًا: سؤال التماسك الداخلي هنا وهناك وحّدت الحرب الجبهات الداخلية لكل من إيران وإسرائيل، توارى الجدل الداخلي، ودُفعت الانقسامات بين الكيانات والمكونات للخلف.. لكن ذلك لن يدوم طويلًا.. نتانياهو سيعود لمواجهة «عقدة غزة» المثيرة للانقسام الداخلي، ومثلُها عقدتا «الحريديم» والإصلاح القضائي.. رابعًا: سؤال غزة الأهم من كل هذا وذاك، كيف ستنعكس نتائج الحرب واتفاق وقف النار بين إيران وإسرائيل على قطاع غزة، وحرب التطويق والتطهير والتجويع والإبادة التي تُشنّ عليها منذ أزيد من عشرين شهرًا. حرب إسرائيل على إيران لم تبدأ من أجل غزة، ولم تنتهِ باتفاق يشملها.. هذه الحقيقة تعيد طرح أسئلة المحور ووحدة الساحات وانفصالها.. لكن الأهم، أن نتانياهو الذي خرج «ملكًا متوجًا» لإسرائيل من هذه الحرب، بات بمقدوره أن يذهب بعيدًا في غزة، وبالاتجاهين: استمرار الحرب أو وقف النار. يستطيع أن يوظف رصيده الشعبي المتنامي للمضي في تحقيق ما رسمه من أهداف لحربه على القطاع، لا سيما أن الرجل بات مقتنعًا بأن حماس ضعفت أكثر بعد الحرب مع إيران، بإضعاف حلفائها.. لكن الحسم في غزة سيحتاج إلى أشهر عديدة، قد تتآكل معها شعبيته الصاعدة، وقد يواجه انتخابات مبكرة في ظروف أسوأ، لا سيما إن تعرضت حياة الأسرى والمحتجزين لدى حماس، للتهديد. يتعين علينا أن نراقب باهتمام كذلك، كيف سيتصرف دونالد ترامب في ملف غزة، هل سيرجح فكرة «السلام الشامل في الإقليم» للدفع باتجاه صفقة في غزة، أم أنه سيمتنع عن ممارسة ضغط أكبر على حليفه في تل أبيب، بعد أن عرضه لضغط شديد للتقيد باتفاق وقف النار مع إيران؟

ترحيب دولي بوقف إطلاق النار
ترحيب دولي بوقف إطلاق النار

جريدة الوطن

timeمنذ 4 أيام

  • جريدة الوطن

ترحيب دولي بوقف إطلاق النار

طهران- تل أبيب- عواصم- وكالات- لاقى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد 12 يوماً من الهجمات المتبادلة، ترحيباً دولياً، وسط تأكيد على أهمية تطبيقه والالتزام به والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها. وأعلن ترامب صباح أمس الثلاثاء، دخول الاتفاق حيز التنفيذ، قائلاً على منصة تروث سوشال: «الرجاء عدم انتهاكه». وأعلنت الحكومة الإسرائيلية قبولها الاتفاق، وأعرب رئيسها بنيامين نتانياهو عن شكر الرئيس ترامب والولايات المتحدة وموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار. من جهتها، أكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في إيران، أمس الثلاثاء، التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، قائلة إن «العدو أُجبر على قبول وقف إطلاق النار». ورحّبت السعودية بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفاً لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يوماً من الحرب بين العدوين اللدودين. وقالت الخارجية السعودية في بيان إن المملكة «ترحب بإعلان رئيس الولايات المتحدة التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة»، آملة بأن «تشهد الفترة المقبلة التزاماً من جميع الأطراف بالتهدئة، والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها». وأعربت وزارة الخارجية التركية، أمس، عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، داعية الطرفين إلى «الالتزام الكامل» به. وأوضحت الخارجية التركية في بيان، أن أنقرة تتابع عن كثب التصريحات الصادرة بشأن «حصول خروقات» لوقف إطلاق النار. ودعت الوزارة الأطراف إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار خلال «الفترة الحرجة المقبلة». وأشار البيان إلى أن «الشرق الأوسط بحاجة إلى السلام والاستقرار أكثر من أي وقت مضى»، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات حازمة نحو حل شامل ودائم. كما شدد البيان على الأهمية الحيوية للإبقاء على قنوات الحوار والدبلوماسية مفتوحة. وأوضح أن التطورات الأخيرة «أظهرت مجدداً أن القضية الفلسطينية الواقعة في صميم العديد من الأزمات في الشرق الأوسط، يجب أن تُحل دون تأخير». وأشار البيان إلى أن تركيا مستعدة لدعم كافة الجهود الرامية إلى ضمان السلام في المنطقة والمساهمة البناءة فيها. ورحبت وزارة الخارجية الفرنسية بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وقالت الوزارة في بيان: «يجب أن يؤدي هذا الإعلان إلى وقف كامل للأعمال العدائية وهو ما تدعو فرنسا كل الأطراف لاحترامه». وأضافت «أنه في مصلحة الجميع الحيلولة دون نشوب دورة جديدة من العنف التي سوف تكون عواقبها كارثية للمنطقة بأكملها». كما رحّبت مصر بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. واعتبرت الخارجية المصرية في بيان، وقف إطلاق «تطوراً جوهرياً نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول مهمة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة». وأضافت أن هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو ترحب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لكن من الصعب معرفة ما إذا كان سيستمر. ورحّب الأردن بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، وأكّد أهميته في خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سفيان القضاة في بيان اليوم، إن المملكة تؤكّد ضرورة التزام الاتفاق بحماية المنطقة من تبعات المزيد من التدهور، واعتماد الحوار والدبلوماسية سبيلاً للتعامل مع كل الأزمات وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، أن أوروبا «تشيد» بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، معتبرة أن التفاوض هو «السبيل الفعلي الوحيد» لإنهاء النزاع. وكتبت فون ديرلاين على منصة إكس أن هذا الإعلان «خطوة مهمّة نحو إعادة الاستقرار في المنطقة الرازحة تحت ثقل التوتّرات. ولا بدّ من أن يكون ذلك أولويّتنا الجماعية»، داعية إيران إلى «الانخراط جدّياً في مسار دبلوماسي ذي مصداقية». ورحّبت اليابان بإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن وقف إطلاق نار كامل بين إسرائيل وإيران، معربة عن «أملها القوي» أن يجري تطبيقه بحزم. وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيماسا هاياشي قال إن اليابان ستستمر في مراقبة الوضع بالشرق الأوسط باهتمام بالغ، كما «ستبذل كل الجهود الدبلوماسية الممكنة» لضمان السلام والاستقرار هناك. كما رحّب المستشار الألماني، فريدريش ميرز، بدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وناشد الطرفين الالتزام به. وكتب ميرتس على منصة إكس «إذا نجح وقف إطلاق النار هذا بعد الضربات العسكرية الأميركية الحاسمة على المنشآت النووية الإيرانية، فسيكون تطوراً إيجابياً للغاية». دعت الصين إيران وإسرائيل للسعي إلى حل سياسي للنزاع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون إن «الجانب الصيني يدعو الأطراف المعنية إلى العودة إلى المسار الصحيح لحل سياسي في أسرع وقت ممكن».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store