logo
البيكيني في سوريا: للميسورين والميسورات فقط؟

البيكيني في سوريا: للميسورين والميسورات فقط؟

BBC عربية١٢-٠٦-٢٠٢٥
في خطوة عُدّت مؤشراً واضحاً على التوجه المحافظ الذي تتبناه القيادة الجديدة في البلاد، أعلنت السلطات السورية يوم الثلاثاء عن ضوابط جديدة للباس في الشواطئ والمسابح العامة، تشدد على ضرورة ارتداء ملابس "أكثر احتشاماً"، بما يشمل دعوة النساء إلى ارتداء البوركيني أو ملابس سباحة تغطي كامل الجسد.
وبحسب القرار الصادر "استناداً إلى مقتضيات المصلحة العامة"، يطلب من النساء ارتداء ملابس سباحة ساترة، إلى جانب رداء فضفاض عند التنقل خارج مناطق السباحة، كما يُمنع الرجال من "التجول بصدور عارية" خارج نطاق الشواطئ، لا سيما في الأماكن العامة مثل المطاعم والفنادق.
ونشرت وزارة السياحة عبر منصاتها الرسمية تعميماً تطلب فيه من الزوار "الالتزام بملابس سباحة لائقة تراعي الذوق العام ومشاعر كافة شرائح المجتمع"، مشددة على "ضرورة احترام التنوع الثقافي والديني في الجمهورية العربية السورية".
تضمن القرار في بدايته إرشادات تتعلق بالسلامة العامة، قبل أن ينتقل إلى تفصيل المعايير الخاصة بلباس السباحة المسموح به في الأماكن العامة. وتنص التعليمات على ضرورة تغطية الكتفين والركبتين، مع منع ارتداء الملابس الشفافة أو الضيقة.
وقد استثنى القرار المنتجعات السياحية المصنفة من فئة أربع نجوم وما فوق، إلى جانب النوادي الخاصة، حيث يُسمح فيها بارتداء ملابس السباحة الغربية ضمن ما وصفه القرار بـ"حدود السلوك الحضاري والآداب العامة".
في المقابل، لا تشمل هذه التسهيلات الفنادق أو المنتجعات المصنفة دون الأربع نجوم.
ويلزم القرار أصحاب ومشغلي المنشآت السياحية بوضع هذه التعليمات بشكل واضح في مواقع المسابح والشواطئ، والعمل على مراقبة تنفيذها، بما في ذلك تحديد أوقات السباحة المسموح بها.
لكن الوزارة لم تحدد آليات تنفيذ هذه التعليمات أو العقوبات التي قد تُفرض عند مخالفتها.
ويأتي القرار أيضاً في سياق توترات شهدتها الأسابيع الأخيرة، حيث تعرضت أماكن ترفيهية مثل الملاهي الليلية لهجمات فردية، بعضها نُسب إلى عناصر محسوبة على السلطات الجديدة.
وأثار القرار، فور تداوله، ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، بين من رحّبوا به باعتباره "يحافظ على القيم" ومن اعتبروه "تضييقاً جديداً على الحريات الشخصية والعامة".
كذلك، علّق العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي على البعد "الطبقي" للقرار، حيث يسمح للأغنياء والميسورين الذين باستطاعتهم ارتياد الفنادق والمنتجعات الفاخرة ارتداء ما يشاؤون، في حين يمنع هذا الحق على الفقراء من رواد الشواطئ العامة والمسابح التي في متناول الجميع.
وفي حديثٍ مع بي بي سي، تشرح الصحافية السورية ندى منزلجي أن الشواطئ العامة في اللاذقية لم تكن في العادة تشهد نسبة كبيرة من النساء اللواتي يلبسن البيكيني أو حتى المايوه قطعة واحدة. "أي امرأة ترتديه سوف تشعر بأنها غريبة".
وتقول إن اللبس السائد للنساء في هذه الأماكن كان دائماً الشورت أو العباية، فيما تسبح أخريات بملابسهن.
لكن المشهد كان يختلف في المنشآت السياحية الخاصة، خصوصاً تلك التي يُعتبر دخولها "ليس في متناول الجميع".
وتضيف إن لهذا القرار أثرٌ نفسي واجتماعي أكثر من أثره الفعلي على أرض الواقع.
ورأى بعض الناشطين أن هذا القرار هو مقدمة لفرض الحجاب في سوريا على غرار ما حصل في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
لكن آخرين اعتبروا أن القرار الرسمي ليس إلا تثبيتاً لواقعٍ ثقافي موجود بالفعل، حيث تُعرف الشواطئ العامة في سوريا بميلٍ إلى "المحافظة"، في حين أن ارتداء المايوه لطالما كان يقتصر على المنتجعات الخاصة والفنادق.
بالإضافة إلى أن بعض المنشورات رأت في هذا الجدل طريقة من الحكومة لإلهاء الرأي العام عن حدثٍ آخر وهو إطلاق سراح عدد من الموقوفين المحسوبين على نظام الأسد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بي بي سي ترصد خلية جهادية تقاتل الدروز في السويداء
بي بي سي ترصد خلية جهادية تقاتل الدروز في السويداء

BBC عربية

timeمنذ 19 ساعات

  • BBC عربية

بي بي سي ترصد خلية جهادية تقاتل الدروز في السويداء

"أي تصوير قد يتسبب بقتل الفريق". تهديد صريح أطلقه قائد مجموعة مسلحة نحو فريق بي بي سي في إحدى القرى قرب مدينة السويداء في سوريا. كان ملثماً ويرتدي لباساً مدنياً بجعبة عسكرية على صدره، ويحمل بندقية كلاشنكوف وسكيناً. كان هدفنا الدخول إلى مدينة السويداء بعد وقف إطلاق النار لتغطية آثار الاشتباكات داخل المدينة والأوضاع بداخلها، بصحبة مجموعة ممن يعرفون بـ "مسلحي العشائر". توجهنا إلى إحدى الجبهات التي تفصل بين مقاتلين عشائريين ينتمون إلى الطائفة السنية ومسلحين دروز عند مشارف قرية عريقة، إحدى قرى محافظة السويداء. تمنع حواجز الأمن العام التابعة للحكومة المسلحين العشائريين من اجتياز خطوط وقف إطلاق النار، لكنها لا تعمل على إبعادهم عن المكان، إذ ينتشرون بالعشرات بأسلحتهم الخفيفة. حين وصلنا مع المسلحين العشائريين إلى خط وقف إطلاق النار عند قرية عريقة التي يسيطر عليها مقاتلون دروز، فوجئنا بوجود مجموعة ثانية من نحو 15 مقاتلاً، بدا على هيئتهم أنهم من مسلحي العشائر أيضاً، لكن ما حدث بعد ذلك أثار الريبة. كان غالبيتهم بلباس مدني، فيما ارتدى بعضهم سراويل عسكرية مموهة، وظهر آخرون منهم باللباس البدوي التقليدي القصير والشعر الطويل، مما يحول دون معرفة انتماءاتهم. اقترب قائد المجموعة أبو حذيفة مع مسلحيه من فريق بي بي سي لحظة مشاهدته إخراج الكاميرا من السيارة، بدا جاداً على نحو صارم وهدد الفريق بشكل واضح. بعد إعادة الكاميرا إلى السيارة والتأكيد لهم أننا لن نقوم بأي تصوير، وأننا نريد فقط إعداد تقرير للموقع الإلكتروني، سمح لنا أبو حذيفة بالصعود معهم إلى أعلى التل برفقة المقاتلين العشائريين. نأى المقاتلون العشائريون بأنفسهم جانباً، وافترشوا الأرض على بعد أمتار قليلة بجانب فريق بي بي سي. وأخبرني أحدهم بأنه يستطيع اصطحابنا إلى مكان آخر نستطيع فيه التصوير وإجراء لقاءات بسهولة، لكن ما جرى بعد ذلك دفعنا للبقاء قليلاً. كانت غالبية المجموعة بمن فيهم أبو حذيفة، ملثمة، باستثناء شابين في مطلع العشرينيات من العمر، وجميعهم يحملون بنادق الكلاشنكوف والمسدسات والسكاكين، واحد منهم على الأقل كان يحمل سكينا تتدلى من خصره إلى ركبته وتشبه تلك التي كانت تظهر في إصدارات التنظيمات الجهادية. المنطقة ريفية مفتوحة ذات تربة بركانية صخرية سوداء، وفي أعلى التلة بناء قديم مهجور مبني بحجارة سوداء اتخذه المقاتلون ساترا ومقراً لهم. على الجانب الآخر، وعلى بعد نحو ثلاثة كيلومترات، أقام مقاتلون دروز تحصينات للدفاع عن قرية عريقة، ويستطيعون من مواقعهم كشف أي تحركات قد يقدم عليها المسلحون الذين كنا برفقتهم. كان أبو حذيفة ومجموعته قد أعدوا على ما يبدو خطة لمهاجمة القرية الدرزية، وبدأ بمراجعتها مع مقاتليه، وسأل مسلحي العشائر إن كانوا يريدون المشاركة في الهجوم، فاعتذروا بحجج متعددة. بدأ أبو حذيفة إعطاء التعليمات لمقاتليه، فتأكد لنا أن لا علاقة لهم بمسلحي العشائر ولا القوات الأمنية بمختلف أشكالها. بعبارات جهادية، حفز أبو حذيفة مقاتليه بأن من يوجد على الجانب الآخر هم من "انتهكوا أعراض المسلمين السنة"، وأن هدف الهجوم هو قتل "الدروز الكفار". "لا نريد أسرى، اذبحوا كل من تجدونه، طفلاً كان أو مسناً"، هكذا أخبر مقاتليه. خلافاً للمجموعات العشائرية التي تنتمي عادة إلى نفس القبيلة وتنحدر من نفس المنطقة، كانت مجموعة أبو حذيفة مؤلفة من نحو 15 مقاتلاً من عدة مناطق من سوريا، وكان جلياً من لهجاتهم أن بعضهم جاء من مناطق شرقي البلاد، بينما جاء آخرون من حلب وإدلب شمالاً. سألت أبو حذيفة حين انتهى من الحديث إلى مقاتليه عن انتمائه فتجنب الإجابة المباشرة، ورد بالقول إن هدفهم هو "نصرة الدين وإقامة دولة الشريعة الإسلامية". عدت لسؤاله عن الأوامر التي أعطاها لمقاتليه وأنها قد تثبت الاتهامات الموجهة للحكومة السورية بأنها تسمح لجهاديين بمهاجمة الدروز ويحرجها أمام حلفائها وقد يعرضها للقصف مجددا من قبل إسرائيل. رد الرجل الأربعيني بانتقاد لاذع غير مسبوق بحق رئيس الفترة الانتقالية في سوريا، واتهمه بالتخاذل منذ سنوات طويلة. وقال إنهم "هم من قاوموا وحملوا السلاح منذ العام 2011،" مكرراً "لنصرة الدين وإقامة دولة الشريعة"، وإنهم لم يضحوا طيلة السنوات الماضية ليأتي "زوج لطيفة ويكشف وجهها للعوام ويجلس في القصر الجمهوري،" على حد تعبيره حرفياً. ولطيفة الدروبي هي زوجة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والتي شاركته الظهور في عدة مناسبات رسمية وشعبية بعد التوافق على رئاسته للفترة الانتقالية. بدأت الإشارات تزداد على احتمال أن تكون المجموعة مرتبطة بما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، إذ يحمل التنظيم حقداً كبيراً على الشرع الذي كان يعرف بأبو محمد الجولاني حين تم إرساله من العراق لتأسيس فرع للتنظيم في سوريا عام 2011، قبل أن ينشق عنهم عام 2013 ويبايع تنظيم القاعدة، مما تسبب باندلاع معارك عنيفة بين الطرفين في عدة مناطق سورية، يُعتقد أنها أودت بحياة الآلاف. ولا تزال خلايا تنظيم الدولة تنشط بقوة في مناطق البادية السورية وسط البلاد، والمتصلة مع الحدود الشرقية لمحافظة السويداء. ويتطلب وصول مجموعة أبو حذيفة إلى المنطقة التي التقيناهم بها عبور حواجز أمنية نظامية كثيرة، وقد يتيح تشابه أشكالهم من لباس وشعر طويل بالمقاتلين العشائريين عبور الحواجز بسهولة، مع إخفاء أي شعارات تشير لانتمائهم. عاد أحد المقاتلين العشائريين ليطلب منا الذهاب لموقع آخر بإصرار أكبر هذه المرة، فنزلنا عن التلة باتجاه السيارة، وحين ابتعدنا أخبرنا بأنه حاول عدة مرات أن يعطينا إشارة لضرورة المغادرة، وأن مجموعة أبو حذيفة تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية وأنه تعرّف على واحد منهم على الأقل كونه يتحدر من نفس المنطقة التي يتحدر منها في محافظة الحسكة شرقي البلاد ولا يزال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. لم نتمكن من التأكد بشكل مستقل مما يقوله، رغم أنه أوضح أن المسلح ترك الحسكة والتحق بتنظيم الدولة ولم يعد منذ ذلك الحين. يضيف المقاتل العشائري، الذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من انتقام التنظيم، أنه سمع أبو حذيفة يتهامس مع أحد مقاتليه بأنه تعرف علي من عملي على تغطية المعارك ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق. ويعتقد المقاتل أن ما حال دون خطفنا أو تعرضنا للأذى هو وجود مجموعة المقاتلين العشائريين، إذ كان الأمر سيتطلب معركة بين الجانبين لا يمكن التنبؤ بنتائجها بالنظر إلى وجود المجموعة خارج مناطق نفوذها. ويتهم الدروز جماعات جهادية وقوات أمنية نظامية ومسلحي العشائر بارتكاب انتهاكات كثيرة بحق أبناء الطائفة، ومن بينها حالات عدة من الإعدام الميداني بحق مدنيين. فيما يقول مسلحو العشائر إن فصائل درزية هاجمت مناطق سكن البدو في محافظة السويداء وأجهزت على الكثير من المدنيين هناك بعد انسحاب القوات السورية النظامية يوم الثلاثاء الماضي. وكان قائد الأمن الوطني في السويداء العميد أحمد دالاتي الذي يقود جهود التهدئة في السويداء عن الجانب الحكومي قد قال إن "محافظة السويداء كانت مأوى كل العصابات، من فلول النظام وتجار المخدرات وخلايا الدواعش، بسبب غياب السلطة". وكشف أن القوات الأمنية تعرضت لتفجيرات من قبل عناصر في تنظيم الدولة حين تقدمت في اتجاه السويداء يوم الأحد الماضي، وأن عودتها للانسحاب بسبب الضربات الإسرائيلية والضغوط الدولية تسببت بحالة فوضى هائلة كانت الحكومة السورية قد حذرت منها. وقال وزير الخارجية الأميركية يوم الأحد الماضي "إن الحفاظ على سوريا موحدة وسلمية وخالية من سيطرة تنظيم الدولة وإيران يتطلب استخدام القوات الحكومية لمنع التنظيم وأي جهاديين آخرين من دخول المناطق وارتكاب المجازر ووقف أعمال الاغتصاب والذبح بحق الأبرياء". ورغم تماسك وقف إطلاق النار الذي أعلن الأحد، إلا أن بي بي سي شهدت انتشاراً واسعاً لفوضى السلاح في محيط الحواجز الأمنية، التي تواصل منع دخول مسلحي العشائر الذين لا يزالون يتجمعون بالعشرات قربها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 1339 شخصاً قتلوا جراء اشتباكات محافظة السويداء من بينهم 124 مدنيا، منهم 10 أطفال و24 سيدة. تتزايد المخاوف من تسلل عناصر التنظيم بين مقاتلي العشائر بهدف دخول مناطق الدروز، مما قد يعيد إشعال دوامة العنف الطائفي بوتيرة أشد. ولا تزال أطراف الأزمة عاجزة حتى الآن عن التوصل إلى اتفاق يتيح دخول القوات الحكومية إلى المحافظة، بل إن الأوضاع ازدادت سوءاً، في ظل انتشار صور وشهادات تفيد بارتكاب عناصر أمن انتهاكات، من بينها إعدامات ميدانية بحق أبناء الطائفة الدرزية.

سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً "لا تطاق" بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين
سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً "لا تطاق" بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً "لا تطاق" بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين

بعد شهر من الغارات الجوية الإسرائيلية المميتة على سجن إيراني سيء السمعة خلال التصعيد الأخير بين البلدين، يقول السجناء إنهم يُحتجزون في ظروفٍ لا إنسانية ولا تُطاق، بعد نقلهم إلى سجون أخرى. ورغم وعود السلطات، يقول بعض المنقولين من سجن إيفين في طهران إنهم لا يزالون يعانون من أوضاع صعبة كالزنازين المكتظة، ونقص الأَسِرّة وتكييف الهواء، وقلة عدد المراحيض والحمامات، وانتشار الحشرات. وتلقت بي بي سي شهادات من أفراد عائلات السجناء الذين نُقلوا من سجن إيفين، الذين وافقوا على التحدث بشرط عدم الكشف عن هويتهم، حرصاً على سلامتهم وسلامة السجناء. وكانت إسرائيل قد استهدفت سجن إيفين في 23 يونيو/حزيران، في هجوم أسفر عن مقتل 80 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة سجناء و41 من موظفي السجن و13 مجنداً عسكرياً، وفقاً للسلطات الإيرانية. وكان السجن يضم آلاف الرجال والنساء، بينهم معارضون سياسيون بارزون، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وصحفيون، ومواطنون مزدوجو الجنسية وأجانب، بالإضافة إلى أفراد من أقليات دينية وعرقية. ونُقل جميع السجناء لاحقاً إلى سجون أخرى عقب الهجوم. وأكدت مقاطع فيديو وصور أقمار صناعية جرى التحقق منها، تضرر العديد من المباني داخل مجمع السجن، من بينها العيادة الطبية، ومركز الزوار، ومكتب المدعي العام، ومبنى إداري. وبعد الهجوم، وصف الجيش الإسرائيلي السجن بأنه "رمز لقمع الشعب الإيراني". وقال إنه نفذ الغارات "بطريقة دقيقة لتخفيف الأذى عن المدنيين" المسجونين هناك. ووصفت إيران الهجوم بأنه "جريمة حرب". ويقول الجيش الإسرائيلي إن سجن إيفين استُخدم في "عمليات استخباراتية ضد إسرائيل، كالتجسس المضادّ"؛ لكنه لم يُدلِ بمزيد من المعلومات عندما طُلب منه تقديم أدلة على هذا الادعاء. وصرحت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء - بعد تحقيق معمّق - بأن الهجوم الإسرائيلي شكّل "انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، ويجب التحقيق فيه جنائياً كجرائم حرب". وأضافت: "بموجب القانون الإنساني الدولي، يُفترض أن يكون السجن أو مكان الاحتجاز موقعاً مدنياً، ولا يوجد دليل موثوق في هذه الحالة على أن سجن إيفين كان هدفاً عسكرياً مشروعاً". من خلال أفراد عائلته، قال سجين سياسي أُرسل إلى سجن طهران المركزي الكبير، المعروف أيضاً باسم سجن فَشافويه، إن زملاءه السجناء أخبروه بأن الظروف هناك لا إنسانية، حتى قبل نقل سجناء إيفين. وأضاف أن السجن يقع في منطقة نائية وخطيرة خارج العاصمة، لدرجة أن زوجته لم تتمكن من زيارته منذ انتقاله إليه. وفي مقارنة بسجن إيفين الذي يقع في منطقة سكنية يسهل الوصول إليها شمال طهران، يقع سجن فَشافويه على بُعد 32 كيلومتراً جنوب طهران، في صحراء لا يحيط بها سوى طريق، وفقاً لأفراد عائلته. روايات صادمة عن حياة نساء داخل سجن "إيفين" سيء السمعة في إيران وأخبر السجين عائلته بأن العديد من السجناء ما زالوا ينامون على الأرض في فَشافويه في زنازين مكتظة دون تكييف، على الرغم من أن السلطات أكدت مراراً أنها ستُحسّن الوضع. ويُظهر مقطع فيديو من داخل السجن، تحققت منه بي بي سي، زنزانة مكتظة بالسجناء المستلقين على الأسرة وعلى الأرض. في وقتٍ ما، وصلت مجموعة تابعة للسلطات إلى السجن لتصوير فيديو يُظهر أن السجناء بخير؛ لكن سجناء آخرين بدأوا يهتفون "الموت للديكتاتور"، وهو شعار احتجاجي شائع لدى المعارضة الإيرانية ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فمنعوهم من التصوير، وفقاً لعائلة السجين. وأفادت عائلات السجناء في فَشافويه أن السجناء السياسيين يقيمون الآن في نفس الزنزانة مع المتهمين أو المدانين بجرائم عنف. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هذا تكتيك تستخدمه إيران لتخويف السجناء السياسيين، وهو مخالف لقواعد الأمم المتحدة بشأن معاملة السجناء. وروت عائلة معتقل سياسي آخر نُقل إلى فَشافويه، وصفه لزنزانته بأنها لا تُطاق بسبب انعدام النظافة؛ حيث ينتشر البق والصراصير في كل مكان، مضيفاً أن السجن يفتقر إلى المرافق الأساسية حتى بالمقارنة بسجن إيفين. وسبق أن اتهمت هيومن رايتس ووتش السلطات الإيرانية باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن لأجل غير مسمى، إلى جانب الاستجوابات المطولة وحرمان المعتقلين من الرعاية الطبية. وقد رفضت إيران هذه التقارير. وعلى الرغم من إدانة منظمات حقوق الإنسان لسجن إيفين منذ فترة طويلة بسبب مزاعم التعذيب والتهديدات، إلا أن الأوضاع في فَشافويه "لم تحظ بتغطية إعلامية كافية"، وفقاً لما قاله السجناء لبي بي سي. وقال الصحفي الإيراني البارز مهدي محموديان، الذي نُقل أيضاً من إيفين إلى فشافويه، في رسالة نُشرت على صفحته على إنستغرام، إنه نظراً للطبيعة غير السياسية للسجناء المحتجزين هناك، فإنهم "منسيون منذ زمن طويل" ويقضون "سنوات من الإذلال والإهمال والقمع"؛ لأنهم "لا صوت لهم". أما فاريبا كمالابادي، وهي سجينة بهائية تبلغ من العمر 62 عاماً، نُقلت من سجن إيفين إلى سجن قرتشك جنوب العاصمة، فقالت إنها "كانت تفضل الموت في الهجوم على نقلها إلى سجن كهذا". ولطالما عانت الأقلية البهائية في إيران من تمييز واضطهاد ممنهجين، وحُرمت من الاعتراف الدستوري وحقوقها الأساسية كالتعليم والتوظيف العام والحرية الدينية؛ لأن الجمهورية الإسلامية لا تعترف بها كديانة. وقالت ابنتها، ألحان طايفي، المقيمة في المملكة المتحدة: "تضطر فاريبا للعيش في قرتشك في زنزانة مكتظة، حيث يتناوب السجناء على تناول الطعام حول المائدة، ثم يعودون إلى أسرّتهم بعد ذلك بسبب ضيق المساحة". وأضافت أن من بين نحو 60 سجيناً نُقلوا من إيفين مع والدتها، "نساءٌ مُسنّات لا يتلقّين رعايةً طبيةً مناسبة، والذباب منتشرٌ في كل مكانٍ في الزنزانة". وأوضحت أنه سُمح لصهر أمها وحفيديها، البالغين من العمر ست سنوات وتسع سنوات، بزيارتها في سجن إيفين، "لكنهم لم يُمنحوا الإذن بذلك بعد، لأنهم لا يُعدّون من أقاربها المباشرين". وقد تواصلت بي بي سي مع السفارة الإيرانية في لندن للتعليق على أوضاع السجناء الذين نُقلوا من إيفين. وفيات المدنيين في الشهر الذي تلا الغارات، تحقّقت بي بي سي من مقتل سبعة مدنيين على صلة بالهجوم على سجن إيفين، من بينهم طفلٌ في الخامسة من عمره، وطبيبٌ، ورسّام. وقال أفراد أسرة مهرانجيز إيمانبور، البالغة من العمر 61 عاماً، وهي رسّامة وأمٌّ لطفلين كانت تسكن بالقرب من مجمع السجن، لبي بي سي إنها "عانت من مأساة" الهجوم. فقد غادرت إيمانبور منزلها لاستخدام صراف آلي، وصادف أنها كانت تسير في شارع مجاور لمركز زوار السجن عندما قصفت إسرائيل المجمع، وفقاً لأحد أفراد عائلتها. وقُتلت متأثرةً بتأثير الانفجار. وروى أحد أقاربها لبي بي سي أن أطفالها مُدمرون نفسياً، مضيفاً "عندما تنخرط دولتان في صراع، فإن الشعوب هي من تدفع الثمن. كلتا الدولتين مذنبتان، وكلتاهما مسؤولتان، وكلتاهما يجب محاسبتهما".

فيديو يوثق إعدام رجل درزي في شارع بالسويداء
فيديو يوثق إعدام رجل درزي في شارع بالسويداء

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

فيديو يوثق إعدام رجل درزي في شارع بالسويداء

يستمر ظهور فيديوهات صادمة لإعدامات ميدانية، وذلك وسط اتهامات متبادلة عن المسؤولية بين الحكومة السورية والفصائل الدرزية. وفي أحد الفيديوهات المتداولة، يظهر رجل جالسا على الأرض أمام مسلحين بلباس عسكري، ويسأله أحدهم إذا كان سنيا أم درزيا. بمجرد أن قال الرجل إنه درزي، أطلق المسلحون الرصاص عليه مرات عدة. وقالت وزارة الدفاع السورية، إن العديد من المجموعات نفّذت عمليات انتقامية في السويداء وإنه سيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق الأفراد المرتكبين للانتهاكات في مدينة السويداء، بعد التعرف عليهم. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store