الاحتلال يروّج لاتفاق مؤقت والمقاومة متمسكة بشروطها الأساسية
المعلق العسكري ألون بن دافيد أشار إلى أن الحرب فقدت فعاليتها، وأن أهدافها استُنفدت، محذرًا من أن أي توسيع إضافي للعملية العسكرية سيزيد من الخطر على الأسرى والمخطوفين لدى المقاومة.
من جهته، أكد رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ أن غالبية أعضاء الكنيست والحكومة يوافقون على الصفقة، مشددًا على أن إطلاق سراح الأسرى يمثل 'أولوية قصوى'.
أما عنات تننباوم، والدة أحد الأسرى لدى المقاومة والمعروفة بدورها القيادي في التحركات المطالِبة بوقف الحرب، فأفادت بأن نتنياهو أبلغها أنه لا يحتاج إلى دعم الوزيرين سموتريتش وبن غفير للمضي قدمًا في ملف الأسرى.
وفي هذا السياق، أفادت القناة السابعة العبرية بأن الاتفاق المتداول، وفقًا للتسريبات والشروط الصهيونية، يتضمن بندًا يسمح للكيان باستئناف عملياته العسكرية في قطاع غزة، في حال لم يتم نزع سلاح حركة حماس أو نفي قادتها.
وتسعى حكومة الاحتلال، بحسب المؤشرات، إلى فرض جدول زمني ينتهي بتجريد المقاومة من سلاحها ونفي قادتها، وهي شروط ترفضها المقاومة بشكل قاطع، وتتمسك بثوابتها التي تشمل: وقف العدوان، انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وضمان دخول المساعدات الإنسانية.
وفي ظل هذه المعطيات، يبرز تساؤل محوري: هل سيتمكن الوسطاء، وتحديدًا المصريون والقطريون، بالتعاون مع الجانب الأميركي، من التوصل إلى صيغة تُنهي الأزمة؟ الهدف المعلن هو التوصل إلى صفقة تُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، ووقف العدوان.
وتطالب المقاومة بضمانات حقيقية، في ظل استمرار الانحياز الأميركي لمطالب الكيان الصهيوني، في وقت أطلق فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تهديدات مماثلة لما صدر عنه في آذار/مارس الماضي، ملمّحًا إلى أن فشل الاتفاق قد يؤدي إلى 'فتح أبواب جهنم' على غزة، في تلميحٍ إلى تصعيد جديد.
وقد ترجمت قوات الاحتلال هذا التهديد بإعلان عملية جديدة في القطاع أطلقت عليها اسم 'الأسد المشرئب'، في إطار ما يعرف بـ'عمليات جدعون' المتواصلة.
في المقابل، يستعد نتنياهو لزيارة مرتقبة إلى واشنطن، يُعتقد أنها على صلة إما بملف الصفقة أو بملفات إقليمية أخرى، مثل الملف السوري. وكما جرت العادة، غالبًا ما تسبق هذه الزيارات خطوات تصعيدية، كما حدث سابقًا في الهجوم على إيران، أو في مراحل سابقة من الحرب على غزة.
لذلك، لا يُتوقع أن تكون هذه الزيارة محصورة فقط بملف تبادل الأسرى أو وقف مؤقت لإطلاق النار، بل قد تكون جزءًا من مخططات أوسع على مستوى المنطقة، خاصة مع تزايد الإشارات إلى تحركات تجاه سوريا.
في المقابل، يعلّق بعض المراقبين آمالًا على إمكانية إنجاح الصفقة، في ظل سعي ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، واعتماده الملف الفلسطيني لتعزيز حضوره السياسي، كما أن الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني ينتظران مبادرة من الوسطاء المصريين والقطريين لتقديم مقترح متكامل يمكن البناء عليه.
لكن رغم التفاؤل الحذر، تبقى المخاوف قائمة، خصوصًا من سيناريو يتم فيه الإفراج عن الأسرى الصهاينة على مرحلتين خلال ستين يومًا، ثم يعمد الكيان إلى إعلان فشل المفاوضات واستئناف العدوان، ما قد يعني أن المقاومة فقدت أوراقها التفاوضية، وعلى رأسها ورقة الأسرى، دون تحقيق مكاسب حقيقية.
في هذا السياق، يواجه الكيان الصهيوني ضغوطًا ميدانية متصاعدة، خصوصًا بعد مقتل 22 جنديًا خلال الشهر الماضي، وارتفاع العدد الإجمالي للقتلى العسكريين منذ بدء العدوان إلى 881.
ويُنظر إلى عمليات المقاومة النوعية والكمائن المتكررة ضد قوات الاحتلال، والتي تُعرض في الإعلام العبري وتُوصف بأنها 'مخزية'، على أنها عامل ضغط إضافي على المستويين العسكري والسياسي داخل كيان الاحتلال.
وسط هذا المشهد المتشابك، تترقب الأوساط السياسية والشعبية تطورات المفاوضات، على أمل التوصل إلى اتفاق عادل يُنهي العدوان ويُحقق الإفراج المتبادل عن الأسرى، في ظل تضارب المؤشرات واستمرار المخاوف من النكث بالوعود.
ترامب يزعم التوصل لاتفاق تهدئة وحماس تؤكد انفتاحها على المبادرات الجادة
زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ممثلين عنه عقدوا اجتماعًا طويلًا وبنّاءً مع مسؤولين في الكيان الصهيوني بشأن غزة، مدّعيًا أن 'إسرائيل' وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في القطاع. وأعرب ترامب عن أمله في أن تقبل حركة حماس بهذا الاتفاق، مشيرًا إلى أن 'الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءًا'، على حد تعبيره. وأضاف أن القطريين والمصريين سيقدّمون الاقتراح النهائي لإنهاء الحرب في غزة.
في المقابل، أدلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بتصريح سلبي، لم يُبدِ فيه نية الكيان للذهاب نحو اتفاق لوقف إطلاق النار.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أنها تتعاطى بمسؤولية عالية مع الجهود المكثفة التي يبذلها الوسطاء الإقليميون والدوليون، بهدف جسر الهوّة بين الأطراف تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق إطار يمهّد لانطلاق مفاوضات جادة.
وأوضحت الحركة، في بيان صحفي، أنها تُجري مشاورات وطنية لمناقشة المقترحات التي تقدم بها الوسطاء، وذلك حرصًا منها على التوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة، وتحقيق انسحاب قوات الاحتلال، إضافة إلى تأمين إغاثة عاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين في القطاع.
وأكدت حركة حماس انفتاحها على أي مبادرات جادة تراعي الحقوق الوطنية المشروعة، وتسهم في وضع حد للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 19 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
صفقة الهدنة... هؤلاء ستُطالب "حماس" بالإفراج عنهم من السجون الإسرائيليّة
ذكر موقع "سكاي نيوز عربية" أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت أن حركة حماس ستطالب بالإفراج عن عدد من أبرز القيادات الفلسطينية المعتقلة لدى إسرائيل، ضمن صفقة تبادل الأسرى المطروحة حاليا، والتي يجري التفاوض حولها حاليا. وتشمل القائمة شخصيات بارزة في مقدمتهم القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والقيادي في حماس عبد الله البرغوثي. ووفق الصحيفة الإسرائيلية، فإنه وفي حال إتمام الصفقة، فإنها قد تؤدي إلى الإفراج عن نحو 1000 أسير فلسطيني، بينهم ما لا يقل عن 100 من المحكومين بالسجن المؤبد. وتشير التقديرات إلى أنه مقابل الإفراج عن 10 أسرى ونقل جثامين 18 قتيلا، من المتوقع أن تطالب حماس بالإفراج عن بعض من أكثر الأسرى "حساسية وخطورة"، نظرا لتورطهم في عمليات أدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين. ومن بين الأسماء التي طرحت أيضا في الصفقة المرتقبة، حسن سلامة، المحكوم بـ46 مؤبدا لتخطيطه عمليات قُتل فيها قرابة 100 إسرائيلي؛ وعباس السيد، المحكوم بـ35 مؤبدا باعتباره أحد المسؤولين عن هجوم فندق "بارك" في عام 2002؛ بالإضافة إلى إبراهيم حامد، أحد قادة حماس في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، ونائب صالح العاروري الذي اغتيل في وقت سابق هذا العام. وترى مصادر فلسطينية أن حماس لا تهدف فقط إلى تحرير الأسرى، بل تسعى من خلال هذه الصفقة إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية، حيث يتمتع بعض هؤلاء القادة بشعبية واسعة قد تعيد خلط الأوراق داخليا. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 20 دقائق
- النهار
نتنياهو يلتقي الرئيس الإسرائيلي قبل مغادرته إلى واشنطن
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد رئيس الدولة العبرية إسحق هرتسوغ قبيل مغادرته إلى واشنطن، وبحث معه الحرب في غزة والجهود المبذولة لتوسيع إطار اتفاقات ابراهام، بحسب ما أفادت الرئاسة الإسرائيلية. ويلتقي نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين في البيت الأبيض، في إطار المساعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة. وقالت "القناة 13" الاسرائيلية إنه لا يوجد حاليًا أي جانب إعلامي في زيارة نتنياهو إلى واشنطن، ومن المقرر أن يتناول نتنياهو العشاء مع ترامب غدًا (دون حضور إعلامي)، ولا يوجد موعد للقاء في البيت الابيض أو مؤتمر صحفي. وذكرت مصادر في الوفد المرافق لنتنياهو إن مكتب رئيس الوزراء غير راضٍ عن هذا الأمر، ويعمل على "خلق جانب إعلامي" ضمن الزيارة. ويتوقع أن تجري في الدوحة الأحد جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" للتوصل إلى هدنة في غزة واتفاق للإفراج عن الرهائن. وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، نقلا عن مصادر، إن جهات دولية تضغط للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار قبل لقاء نتنياهو وترامب في واشنطن. وقال هرتسوغ في بيان: "يحمل رئيس الوزراء خلال زيارته لواشنطن مهمة هامة هي دفع اتفاق يُعيد جميع رهائننا إلى الوطن. هذه مهمة أخلاقية عليا، وأنا أؤيد هذه الجهود وأدعمها دعمًا كاملاً، حتى وإن شملت قرارات صعبة ومعقدة ومؤلمة. يجب علينا جميعًا أن نتذكر أن الثمن ليس بسيطا". ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وقال مصدر فلسطيني مطلع لفرانس برس إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين". كما ناقش نتنياهو وهرتسوغ احتمال توسيع اطار "الاتفاقات الابراهيمية" التي أبرمت برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2020، وأقيمت بموجبها علاقات رسمية بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب ولاحقا السودان. وجاء في بيان صادر عن مكتب هرتسوغ: "بحث الطرفان فرص تعميق العلاقات مع دول إضافية، بروح مبادرة الاتفاقات الإبراهيمية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أعلن أن إسرائيل "مهتمة" بتطبيع علاقاتها مع سوريا ولبنان، إلا أن دمشق اعتبرت هذه الخطوة "سابقة لأوانها".


LBCI
منذ 34 دقائق
- LBCI
نتانياهو يلتقي الرئيس الإسرائيلي قبل مغادرته إلى واشنطن
لتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد رئيس الدولة العبرية إسحق هرتسوغ قبيل مغادرته إلى واشنطن، وبحث معه الحرب في غزة والجهود المبذولة لتوسيع إطار اتفاقات ابراهام، بحسب ما أفادت الرئاسة الإسرائيلية. ويلتقي نتانياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين في البيت الأبيض، في إطار المساعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. ويتوقع أن تجري في الدوحة الأحد جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى هدنة في غزة واتفاق للإفراج عن الرهائن. وقال هرتسوغ في بيان "يحمل رئيس الوزراء خلال زيارته لواشنطن مهمة هامة هي دفع اتفاق يُعيد جميع رهائننا إلى الوطن. هذه مهمة أخلاقية عليا، وأنا أؤيد هذه الجهود وأدعمها دعمًا كاملاً، حتى وإن شملت قرارات صعبة ومعقدة ومؤلمة. يجب علينا جميعًا أن نتذكر أن الثمن ليس بسيطا". ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم السابع من تشرين الاول 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وقال مصدر فلسطيني مطلع لفرانس برس إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين". كما ناقش نتانياهو وهرتسوغ احتمال توسيع اطار "الاتفاقات الابراهيمية" التي أبرمت برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2020، وأقيمت بموجبها علاقات رسمية بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب ولاحقا السودان. وجاء في بيان صادر عن مكتب هرتسوغ "بحث الطرفان فرص تعميق العلاقات مع دول إضافية، بروح مبادرة الاتفاقات الإبراهيمية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أعلن أن إسرائيل "مهتمة" بتطبيع علاقاتها مع سوريا ولبنان، إلا أن دمشق اعتبرت هذه الخطوة "سابقة لأوانها".