logo
مجرمون في حرب غزة... غَزيون

مجرمون في حرب غزة... غَزيون

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد
معروفٌ أن فظاعات قتل المدنيين العُزل، في كل حرب، وهدم العُمران على رؤوس بشر أبرياء، تلد فظاعات يرتكبها بعضٌ ممن يُفتَرض أنهم جزء من ضحايا الحرب ذاتها. حدث هذا في أزمان عدة، وأماكن مختلفة، ولم يزل يحدث، سواء خلال حروب امتدت ويلاتُها لتشمل المشارق والمغارب، أو في حرب أُبقِيَت نيرانُها حصراً فوق أرض أهليها الذين أشعلَ نفرٌ من زعمائهم أوارها، فحق عليها توصيف «الحرب الأهلية»، وأُطلق عليهم وصف «زعماء ميليشيات» تخوض حروباً بالوكالة، لصالح قوى وأطراف في الخارج. ضمن هذا السياق، واضح أن مسرح مآسي قطاع غزة لم يشذ عن عرض نماذج للحالتين؛ حالة اقتتال «الإخوة الأعداء» بين فصائل الأجدرُ بها أن تتحد في خندق المقاومة، وحالة حروب تكررت في مواجهة المُحتل الإسرائيلي، وتكرر أيضاً الاختلاف حول تقييم نتائجها. بيد أن حرب زلزال «طوفان الأقصى» سوف تتخذ موقعها المتميز جداً عما سبقها من الحروب الفلسطينية - الإسرائيلية كافة.
ضمن ذلك التميز الخاص بمآسي وفظاعات الحرب الحالية في غزة، من المؤلم ظهور حالات انحراف وإجرام يمارسها أشخاص من أهل القطاع، الذين يجوز القول إنهم منتمون إلى الدرك الأسفل من قاع مجتمعات الجريمة بأي من بقاع الدنيا. كِدتُ ألا أصدق ما كنتُ أسمع من بعض الباقين هناك، فأتهم مُحَدِثي بافتراء الكذب إذ يخبرني بألم عن وقوع حوادث تحرش جنسي بقاصرين وقاصرات، تشهدها مراكز إيواء مُهَجَرّين، كالمدارس مثلاً. إذا أثبت أي تقصٍّ مُستقل، لاحقاً، حدوث سلوك كهذا، فإن مرتكبيه هم مجرمون افتقدوا الحد الأدنى من إنسانية الإنسان. بالطبع، مفهوم أن يجري تجنب الحديث عن مثل هذه الجرائم تجنباً للاتهام ببث شائعات مغرضة. لكن أحداث اعتداء عصابات سرقة على قوافل المعونات، ذاع صيتها حتى بات مستحيلاً كتمانها. ومع ذلك، صدمني الأسبوع الماضي «إيميل» وصلني من الشاب الغزاوي محمد كريم، الذي يقيم الآن اضطراراً في المهجر، تضمن التالي:
«هناك ظواهر تفشت في مجتمعنا الغَزي، منها سرقة مقتنيات الشهيد في اللحظات الأولى، والسارق فلسطيني. بين آخر الأمثلة سرقة مال من محفظة الشهيدة (س. ر) فور مقتلها عند استهداف طائرات الاحتلال استراحة (الباقة) على الشاطئ قبل بضعة أيام، فيما تولى سارق آخر نزع خاتم ذهب من إصبع شهيدة أخرى». يضيف كريم: «هناك أيضاً مقتل العشرات يومياً من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال، ونعلم يقيناً تعمد المُحتل وأعوانه إشاعة الفوضى، بل خلقها، لكن الحقيقة المؤلمة تقول إن جُلّ هؤلاء قتلوا بأيدي بعض الغَزيين، ليتمكنوا من سرقة ما حملوه. برزت كذلك ظاهرةُ تجار سيولة نقدية يقاسمون طالب السيولة نصف المبلغ المتوفر في حسابه المصرفي مقابل خدماتهم. هذا غيض من فيض مما يشهد قطاع غزة، وهو خنجرٌ مسموم يطعن خاصرتنا من دون أي حياء، أو خوف من يوم الحساب. ولعلي لا أبلغ مُرادي من رسالتي هذه إليك، ولكن إعمال الكلام أولى من إهماله». حقاً، لستُ أدري مُرادَك كريم من رسالتك، لكنها توجع، فتؤلم كل قلب لم يزل يبصر، فيسمع الحق ويرفض الباطل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"حماس" توافق على إطلاق 10 رهائن ضمن مفاوضات التهدئة.. والمحادثات تصطدم بتعنت إسرائيلي
"حماس" توافق على إطلاق 10 رهائن ضمن مفاوضات التهدئة.. والمحادثات تصطدم بتعنت إسرائيلي

صحيفة سبق

timeمنذ 19 دقائق

  • صحيفة سبق

"حماس" توافق على إطلاق 10 رهائن ضمن مفاوضات التهدئة.. والمحادثات تصطدم بتعنت إسرائيلي

أعلنت حركة حماس، اليوم الأربعاء، موافقتها على إطلاق سراح عشرة رهائن ضمن الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، في ظل مفاوضات قالت إنها تشهد "صعوبات كبيرة" بسبب ما وصفته بـ"تعنت" الجانب الإسرائيلي. وقالت الحركة، في تصريحات نقلتها سكاي نيوز عربية، إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار لا تزال مستمرة لكنها تصطدم بعدة نقاط خلافية، أبرزها آلية تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، بالإضافة إلى الحاجة لـ"ضمانات حقيقية" تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار. وأكدت حماس أن موقفها يأتي في إطار سعيها لوقف العدوان المستمر على القطاع، وتحقيق تهدئة شاملة تضع حدًا للمعاناة الإنسانية المتفاقمة منذ أشهر.

بوتين يقيل نائب وزير الخارجية ومبعوثه للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف
بوتين يقيل نائب وزير الخارجية ومبعوثه للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف

الشرق السعودية

timeمنذ 22 دقائق

  • الشرق السعودية

بوتين يقيل نائب وزير الخارجية ومبعوثه للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف

أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، نائب وزير خارجية روسيا، ميخائيل بوجدانوف من منصبه، عبر مرسوم نُشر على البوابة الإلكترونية لنشر الإجراءات القانونية. وتنص الوثيقة على "إقالة ميخائيل ليونيدوفيتش بوجدانوف من منصب نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي". وبموجب مرسوم آخر، أعفى بوتين بوجدانوف من مهام ممثله الخاص لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية. ويدخل كلا المرسومين حيز النفاذ من تاريخ التوقيع عليهما. وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية أن بوجدانوف أشرف على قضايا علاقات روسيا مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من المنظمات الإسلامية الدولية، ومشاكل التسوية السورية، وقضايا ممتلكات الإمبراطورية الروسية السابقة في الأراضي المقدسة (إسرائيل، فلسطين، لبنان، الأردن)، وعمل أمانة منتدى روسيا-إفريقيا. وشغل بوجدانوف منصب سفير روسيا لدى مصر وممثلها لدى جامعة الدول العربية من عام 2005 حتى 2011. ومنذ يونيو 2011، شغل منصب نائب وزير الخارجية الروسي. ومنذ يناير 2012 شغل منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط. ويشغل بوجدانوف منصب سفير فوق العادة ومفوض منذ عام 2001.

الإدارة الأميركية توعز إلى هارفرد بتقديم معلومات عن طلاب احتجوا على الحرب في غزة
الإدارة الأميركية توعز إلى هارفرد بتقديم معلومات عن طلاب احتجوا على الحرب في غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 32 دقائق

  • الشرق الأوسط

الإدارة الأميركية توعز إلى هارفرد بتقديم معلومات عن طلاب احتجوا على الحرب في غزة

أعلنت الحكومة الأميركية الأربعاء أنها وجّهت إيعازا إلى جامعة هارفرد في مسعى للحصول على معلومات عن الطلاب الذين شاركوا في مظاهرات مؤيّدة للفلسطينيين، رأت فيها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «معاداة للسامية». ووجّه دونالد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) سهامه إلى كبرى الجامعات الأميركية، متّهما إيّاها بالانحياز للخطاب المعادي لليهود. وشنّ الرئيس الأميركي حملة سياسية واقتصادية على هارفرد، حارما إيّاها من موارد مالية ومطالبا بسجّلات وافية عن الطلاب الأجانب الذين حاول مرارا منع المؤسسة العريقة من قبولهم ضمن أسرتها. ورأت الإدارة الأميركية في الحركة الاحتجاجية الواسعة التي شهدتها الجامعات الأميركية للمطالبة بإنهاء حرب إسرائيل في غزة «معاداة للسامية»، واتّخذت تدابير لطرد الطلاب والأساتذة الأجانب الذين شاركوا فيها. وجاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية الأميركية: «بعد عدّة طلبات سابقة لتقديم معلومات معيّنة بشأن طلاب أجانب، سترسل الوزارة الآن إيعازا يأمر هارفرد بالامتثال». وأضاف البيان أن «هارفرد كغيرها من الجامعات سمحت للطلاب الأجانب باستغلال الامتيازات الممنوحة لهم بموجب تأشيرات الدخول لينادوا بالعنف والإرهاب في الأحرام الجامعية». ويُطلب من هارفرد في هذا الإخطار تسليم «سجلّات معيّنة ومراسلات ومستندات أخرى على صلة بإنفاذ قوانين الهجرة منذ الأوّل من يناير 2020». واعتبرت هارفرد من جهتها في بيان أن «إيعازات الحكومة غير مبرّرة، غير أن الجامعة ستواصل التجاوب مع الالتماسات والموجبات المتماشية مع القانون». والأربعاء أيضا، أبلغت الإدارة الأميركية اللجنة المعنية بمنح شهادة الاعتماد لجامعة هارفرد بأنه ينبغي سحب الاعتماد من المؤسسة بعدما تبيّن الأسبوع الماضي أنها انتهكت القوانين الفيدرالية الخاصة بالحقوق المدنية إثر تقصيرها في حماية طلاب يهود. وهارفرد من الجامعات الأميركية التي شهدت أحرامها موجة من الاحتجاجات الطالبية المندّدة بالحرب في غزة. وألغى ترمب منحا فيدرالية وعقودا مع الجامعة بقيمة حوالى 3.2 مليار دولار. وكثّفت الإدارة الأميركية التدابير في أواخر مايو (أيار) ومطلع يونيو (حزيران) لحظر التحاق طلاب أجانب جدد بالصرح الجامعي المعروف. ويشكّل هؤلاء حوالى 27 في المائة من إجمالي المنتسبين إلى هذا الصرح النخبوي ويمثّلون مصدر دخل كبير له.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store