
لا شيء ينسى!
تقول سيدة لصديقتها على الطاولة المجاورة في المقهى، الذي أحب طعم القهوة عنده «ولكنها مطلقة، والله أعلم لماذا طلقت!»، وتحاول الصديقة إقناعها بأن تلك المطلقة ليست وباء أو مصابة بمرض عضّال، وأنها هي سيدة محترمة ومثقفة وصاحبة مبادئ، ومن أسرة جيدة، يبدو أنها كانت تحاول أن تدس تلك المرأة في عقل صديقتها، التي تبحث لشقيقها عن عروس جديدة، رغم كونه متزوجاً، قالت بصوت عالٍ لفتني «إنه رجل، الشرع حلل له أربعاً»!
أقول لنفسي أين نحن؟ في أي زمن تعيش هاتان السيدتان؟ هل هناك من لا تزال تبحث عن عروس لابنها وشقيقها بهذه العقلية؟ الرجل مغفور له ما تقدم وما تأخر من عيوب وأحوال مائلة، والمرأة متهمة على الدوام حتى وإن ثبت العكس واضحاً كما هي الشمس في وسط السماء؟
كم سبباً للطلاق يكون الرجل هو المتسبب فيه؟ كم علة في الرجل تدفع المرأة لطلب الطلاق؟ كم من رجال يذهبون للزواج بذهنية الطفل، الذي لم يستكمل تربيته ودلاله في أحضان أمه، ويريد امرأة تكمل المهمة، وتحمل كل المسؤوليات، بينما يجلس هو يقلب في هاتفه النقال مُبحلقاً في صور النساء على الفيسبوك والتيك توك؟
وكم امرأة رفضت هذا الوضع أو هذا الحال بعد سنوات من الرضوخ والقبول والعذاب تحاشياً للقب مطلقة، وما يعقبه من تنمر ونعوت ونظرات وظنون؟ لا يفترض أن نعيش في هذا الزمن المتغير والمنقلب رأساً على عقب ثم نُصر على أن نبقي عقولنا في أزمنة انقرضت؟ كما لا يصح أن نوزع التهم والشكوك مجاناً! إلى متى نبقى نراوح في هذه المنطقة البائسة ذهنياً، بينما نُصر على ملاحقة العصر في كل ما يلفظه من تفاهات واستهلاكات!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
الأسواق الشعبية في الرياض تصمد أمام منافسة المراكز التجارية
أبوظبي - سكاي نيوز عربية تتنوع تجارب رواد الأسواق في مدينة الرياض، بين محبي تجارب التسوق في الأسواق الشعبية، وآخرين يفضلون المراكز التجارية. وتقدم الأسواق التقليدية مجموعة واسعة من المواد الحرفية والثقافية والشعبية القديمة.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
100 من أجيال المستقبل في المخيم الصيفي بمدينة الطفل
انطلقت، أمس، فعاليات الموسم الخامس من المخيم الصيفي، الذي تُنظّمه بلدية دبي في مدينة الطفل، وتستمر حتى السابع من أغسطس المقبل، تحت شعار «نتعلم، نلعب، ونبني مجتمعنا»، بمشاركة نحو 100 طفل من الفئات العمرية سبعة إلى 12 عاماً. ويهدف المخيم إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة وبرامج ترفيهية وتثقيفية مبتكرة للأطفال خلال الإجازة الصيفية. صُممت هذه البرامج لدمج التعلم واللعب، بما يسهم في تنمية مهارات الأطفال، وتعزيز وعيهم وقدراتهم الإبداعية وتطوير شخصياتهم بأسلوب تفاعلي هادف وآمن، كما يُركز المخيم على ترسيخ مفاهيم الاستدامة، والصحة، والتغذية السليمة، من خلال ورش تفاعلية مصممة خصيصاً لتعزيز الوعي والمعرفة لديهم. ويعكس المخيم الصيفي في مدينة الطفل التزام بلدية دبي بدعم جودة حياة الأطفال وتعزيز سعادتهم ورفاهيتهم، من خلال أنشطة عملية وورش متنوعة تُلهم الأطفال للتعلّم والمشاركة وتطبيق ما يكتسبونه عملياً، إضافةً إلى رحلات خارجية تثري تجربة المشاركين، بما يتكامل مع غايات أجندة دبي الاجتماعية 33، لتوفير وتطوير منظومة تعليمية واجتماعية مستدامة وأكثر فاعلية واستباقية في تمكين ورعاية الأطفال.


صحيفة الخليج
منذ 11 ساعات
- صحيفة الخليج
النبش في الخصوصية
تحب فئة واسعة من الناس الاطّلاع على أسرار الآخرين ونبش سيرهم الشخصية والخاصة جداً، ومنهم من يسعى إلى التعرّف على ما خفي من سلوكيات وصفات تخص النجوم، فنانين كانوا أو أدباء أو فلاسفة أو سياسيين، أو أي إنسان يعمل في الشأن العام أو تنقل أخباره وسائل الإعلام المتنوعة. وقد نشطت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي مجلات متخصّصة في نقل ذاك النوع من الأخبار، وسُمّيت بالمجلات الفضائحية، لأنها تركّز على العلاقات الغرامية الخاصة والخلافات الشخصية بتلك الفئة من الناس، وغالباً ما كان الفنانون المادة الخصبة، إذ لم تجرؤ تلك المجلات على تناول السياسيين في ذلك الوقت، وقد أطلق البعض على تلك الوسائل الإعلامية، الصحف الصفراء، التي تلهث وراء الفضائح والأسرار والمسكوت عنه. ومع الازدهار الذي حققته التكنولوجيا وثورة الاتصال ونشوء ما يُعرف بالإعلام الجديد، ولا سيّما وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التنصت مشاعاً، والنشر متدفقاً، ما بين حقائق وإشاعات واختلاق أخبار وقصص، وهدف هؤلاء لفت الأنظار وتجميع ما يمكن تجميعه من مشاهدات وإعجابات، خاصة أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تدفع نقوداً مقابل نسبة المشاهدات والمتابعات، ما جعل الجري وراء كل غريب وفضائحي مهنة تدرّ أموالاً طائلة، ولا أدري إن كان هدف أصحاب تلك التطبيقات يصب في خلخلة المجتمعات وتعميم الفضائح، أم أن الإنسان هو الذي ابتكر وجيّر ووظّف تلك الوسائل لصالحه. وما نعلمه علم اليقين أن أجهزة الاستخبارات هي التي تهتم بجمع الفضائح عن المشاهير، ولا سيما السياسيين والمؤثرين، وذلك لاستخدامها وقت الحاجة، وهي مادة خطيرة تصلح للتهديد بهدف تجنيد أو استقطاب أشخاص، أو تنفيذ سياسات محدّدة، وتعمل تلك الأجهزة منذ القدم حتى يومنا هذا في جمع الفضائح، بل إنها تصنعها أحياناً عن طريق أساليب كثيرة، مستخدمة النساء والأموال للإيقاع بالهدف. نفهم كل ذلك في إطار الحروب (القذرة)، ولكن، أن تتقاطع فئة كبيرة من المجتمعات مع أجهزة الاستخبارات في البحث عن الفضائح والاستمتاع بها، فهو أمر في حاجة إلى دراسة نفسيه، لأنه أبعد من الفضول وأقرب إلى السادية أو الاعتداء على خصوصيات الآخرين. وتغذي وسائل الإعلام هذا الأمر كأنها تريد لتلك الشريحة أن تكبر وتكبر، فماذا يستفيد المشاهد إن كان الرئيس الفرنسي ماكرون على خلاف مع زوجته أم لا، أو أنها صفعته أم لا، أو أنها لا تحترم رئيس دولة كبيرة أم لا؟ ماذا تستفيد الأسرة الجالسة أمام الشاشة الفضّية؟ وماذا سيستفيد الناس إن كان القائد الشهير تشرشل كان يستهلك زجاجتيّ خمر في اليوم؟ وماذا سنستفيد من التحقّق من الواقع العاطفي والنوعي لنابليون؟ أنا أتحدث على الصعيد الشعبي، ولكن في بعض المناطق أو الدول تؤثر هذه الصفات في مستقبل زعيم ما. فقد اجتهدت المؤسسة الإعلامية الأمريكية في البحث عن أصول الرئيس الأسبق باراك أوباما، ومكان ولادته، مع أن أصوله الإفريقية واضحة للجميع، وفي الواقع، فإن القانون الأمريكي لا يلتفت إلى ذلك، لكن مادة الفضائح والأسرار مادة جاذبة وجذابة تداعب نفوس القراء والمتابعين، البعض يهدف من ورائها تحطيم الهالة الخاصة بهذا الزعيم أو ذاك. وعلى الصعيد الأدبي، وبعد نشر الأديبة الراحلة غادة السمان رسائل الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني الموجهة إليها، انشغل النقاد والدارسون واستخدموا المنهج النفسي لقراءة غسان كنفاني. ومن المعروف أن غسان كنفاني كان شخصية فلسطينية مؤثّرة، قدم خدمات جليلة لقضيته عن طريق الرواية والقصة واللوحة والمقالة، إلى أن اغتاله الموساد الإسرائيلي في العام 1972. وبعد عشرين سنة من وفاته قامت الأديبة غادة السمان بنشر رسائله العاطفية الحميمية الموجهة إليها، ما اعتبره البعض اعتداء على الشخصية الاعتبارية لغسان كنفاني، وتقليلاً من حجمه الوطني والأدبي. حتى إن جبران خليل جبران لم ينجُ من هذا الحفر في الجانب الشخصي، ونسج كثيرون قصصاً تمسّ صاحب كتاب (النبي). يقول البعض إن السلوك الإنساني، خاصة بالنسبة للقادة المشهورين في التاريخ، يساعد على دراسة القرارات المصيرية، الحربية والاقتصادية والاجتماعية، فحبه للحروب قد يكون لسد نقص ما في تكوينه العاطفي، وقد يظهر لدى الأدباء في أعمالهم الروائية وكذلك في اللوحات الفنية، ولكن ماذا لو لم تتضمن روايات غسان كنفاني مثلاً قصصاً عاطفية، وماذا لو كانت السيدة ماكرون لا تتدخل في القرارات السياسية، وهواياتها بعيدة عن الدبلوماسية! إذ إن الأفعال الإبداعية والحربية ليست بالضرورة أن تكون انعكاساً لعُقد نفسية في الطفولة أو غيرها، لأن الإبداع كما الحرب كما التفكير بشكل عام علم مُكتسب، ولهذا فإن الربط، وبشكل دائم، بين النفس البشرية والأفعال والقرارات لا يقدّم أي معلومة، وإنما تبقى في إطار الاجتهاد التنظيري. ولن يؤثر في تاريخ القائد الحربي أو الزعيم السياسي وفي مكانته أو إنجازاته، لأنها تحقّقت وانتهى الأمر، فهو بحث في الماضي الذي لا يعود، ولن يؤثر أيضاً في المستقبل، لأن صاحبه لم يعد موجوداً.