logo
أخبار العالم : بالصور: قتلى ومفقودون في أسوأ فيضانات تشهدها ولاية تكساس وتحذيرات من موجة جديدة

أخبار العالم : بالصور: قتلى ومفقودون في أسوأ فيضانات تشهدها ولاية تكساس وتحذيرات من موجة جديدة

الأربعاء 9 يوليو 2025 08:40 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، AP
قبل 2 ساعة
تواصلت عمليات البحث والإنقاذ في ولاية تكساس الأمريكية بعد الفيضانات العنيفة التي اجتاحت أجزاء من الولاية خلال عطلة الرابع من يوليو/ تموز، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 109 قتلى، فيما لا يزال 161 شخصاً في عداد المفقودين، معظمهم في مقاطعة كير، التي كانت من بين المناطق الأكثر تضرراً.
وقال حاكم الولاية غريغ أبوت في مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء، إن "الآمال تتضاءل بالعثور على ناجين".
لكنه أضاف أن السلطات "لن تتوقف عن البحث حتى يُعثر على كل شخص مفقود". وقال إن "بين المفقودين خمسة من الأطفال المشاركين في مخيم صيفي ومرشدة واحدة وطفل آخر لا علاقة له بالمخيم".
ومن أكثر المواقع التي شهدت خسائر بشرية، مخيّم "كامب ميستيك" الصيفي للفتيات، الواقع على ضفاف نهر "غوادالوبي" في مقاطعة كير.
صدر الصورة، Getty Images
واجتاحت الفيضانات المفاجئة مخيم "كامب ميستيك" ليل الخميس 4 يوليو/تموز، بالتزامن مع عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة.
وبدأت الأمطار الغزيرة في وقت متأخر من يوم الخميس، وارتفع منسوب نهر غوادالوبي بشكل حاد خلال ساعات الليل، مما أدى إلى اجتياح المخيم حوالي منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من فجر الجمعة بينما كان أكثر من 750 شخصاً من الأطفال والمشرفين نائمين، وأدى ذلك إلى وفاة 27 شخصاً من المشاركين والمرشدين.
وفيما جرفت السيول بعض المباني بالكامل، حاول المشرفون استخدام قوارب "الكاياك"- وهي مركبة مائية تشبه الزورق- لإنقاذ الأطفال، إلا أن سرعة جريان المياه وارتفاع منسوبها خلال دقائق جعل مهمة فرق الإنقاذ أشد صعوبة.
وشملت عمليات الإنقاذ أكثر من 250 عنصراً من فرق الإطفاء والشرطة والحرس الوطني، إضافة إلى 13 مروحية من طراز "بلاك هوك"، وطائرات بدون طيار من نوع "ريبر"، ووحدات إنقاذ من ولايات مجاورة. وقد أُعلن أن أكثر من 500 شخص جرى إنقاذهم حتى الآن، من بينهم عشرات الأطفال الذين أُجلوا جوّاً من المخيم.
وأكّد الجنرال توماس سويلزر، المسؤول في الحرس الوطني، أن هناك تنسيقاً عالي المستوى بين الولاية والوكالات الفيدرالية، مشيراً إلى إرسال 4 مروحيات إضافية من أركنساس لتعزيز عمليات البحث. كما انضم فريق إنقاذ مكسيكي إلى العمليات الجارية في مقاطعة كير، حيث أشادت وزارة الخارجية الأمريكية بدوره في العثور على أحد المفقودين.
تحديات أمنية وتكنولوجية
صدر الصورة، Getty Images
في خضّم عمليات الإنقاذ، اضطرت إحدى مروحيات "بلاك هوك" إلى الهبوط اضطرارياً بعد اصطدامها بطائرة مسيّرة تابعة لهواة تصوير، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي مؤقتاً فوق منطقة العمليات. وقد وجّهت السلطات تحذيرات صارمة للمدنيين بعدم استخدام الطائرات بدون طيار في المناطق المنكوبة، منعاً لتكرار الحوادث التي تعيق جهود البحث والإنقاذ.
وأوضح مدير السلامة العامة في الولاية فريمان مارتن أن عدد المفقودين انخفض من عدة مئات إلى 161 بفضل تقدم عمليات الإحصاء، لكنه أضاف أن "هناك الكثير من العمل الذي ما زال أمامنا". مشيراً إلى أن "آخر عملية إنقاذ حية سُجّلت يوم الجمعة، أما الآن فالأولوية لانتشال الجثث وتحديد الهويات".
كارثة مناخية
صدر الصورة، Getty Images
ضربت الفيضانات ولاية تكساس بعد هطول أمطار غزيرة تجاوزت 500 ملم خلال أربعة أيام، مما أدى إلى ارتفاع مفاجئ في منسوب نهر "غوادالوبي" بمقدار يتجاوز 8 أمتار خلال أقل من ساعة.
وتعدّ هذه الفيضانات واحدة من أسوأ الفيضانات المفاجئة التي تشهدها الولاية منذ عقود.
وبينما تتزايد الانتقادات لأداء هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، بسبب التأخر في إصدار التحذيرات، يُحمّل البعض ظاهرة التغيّر المناخي مسؤولية تفاقم شدة الفيضانات.
وتحدّث خبراء عن أن بقايا العاصفة "باري" حملت كميات هائلة من الرطوبة من خليج المكسيك، وهو ما أسهم في تسريع تشكُّل العواصف الرعدية.
إعلان الطوارئ وردود فعل محلية
صدر الصورة، Getty Images
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة طوارئ في تكساس، ما أتاح تدّخل وكالة الطوارئ الفيدرالية وتقديم مساعدات عاجلة تشمل الغذاء والمياه والمأوى للمتضررين. كما أُقيمت مراكز إيواء مؤقتة في عدة مناطق لإيواء الناجين.
وقال المتحدث باسم مجلس نواب الولاية إن "ما يثير الإعجاب هو تكاتف أبناء تكساس"، مشيراً إلى أن سكان المقاطعات المتضررة قدموا المساعدة لبعضهم البعض بوسائلهم الخاصة. ومن المنتظر أن تعقد جلسة طارئة للبرلمان المحلي لمراجعة آليات الإنذار المبكر، بعد الانتقادات الواسعة التي طالت النظام الحالي.
في مدينة كيرفيل، حيث سُجّلت أعلى حصيلة للوفيات، انتشرت لوحات تحمل صور المفقودين، بينما امتلأت جدران الكنائس والمدارس برسائل دعم.
هذا وفقدت إحدى المدارس الثانوية تسعة من طلابها. ونُكّست الأعلام فوق المباني العامة، فيما أقيمت الصلوات تضامناً مع الضحايا.
وقال مسؤول في قسم الطب الشرعي لبي بي سي: إن "فرق التدّخل تعمل تحت ضغط نفسي هائل". مضيفاً أن "بعض الجثث التي عُثر عليها كانت لأطفال لا يتجاوزون السابعة من العمر".
القلق من موجة ثانية
صدر الصورة، Getty Images
ورغم انخفاض منسوب المياه تدريجياً، حذّرت هيئة الأرصاد من إمكانية عودة الأمطار الرعدية خلال اليومين المقبلين، مما قد يتسبب في موجة فيضانات ثانوية، خصوصاً في المناطق التي لم تجفّ بعد. ودعت السلطات السكان لتوخي الحذر وعدم العودة إلى المناطق المتضررة قبل التأكد من زوال الخطر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : بالصور: قتلى ومفقودون في أسوأ فيضانات تشهدها ولاية تكساس وتحذيرات من موجة جديدة
أخبار العالم : بالصور: قتلى ومفقودون في أسوأ فيضانات تشهدها ولاية تكساس وتحذيرات من موجة جديدة

نافذة على العالم

timeمنذ 3 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : بالصور: قتلى ومفقودون في أسوأ فيضانات تشهدها ولاية تكساس وتحذيرات من موجة جديدة

الأربعاء 9 يوليو 2025 08:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، AP قبل 2 ساعة تواصلت عمليات البحث والإنقاذ في ولاية تكساس الأمريكية بعد الفيضانات العنيفة التي اجتاحت أجزاء من الولاية خلال عطلة الرابع من يوليو/ تموز، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 109 قتلى، فيما لا يزال 161 شخصاً في عداد المفقودين، معظمهم في مقاطعة كير، التي كانت من بين المناطق الأكثر تضرراً. وقال حاكم الولاية غريغ أبوت في مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء، إن "الآمال تتضاءل بالعثور على ناجين". لكنه أضاف أن السلطات "لن تتوقف عن البحث حتى يُعثر على كل شخص مفقود". وقال إن "بين المفقودين خمسة من الأطفال المشاركين في مخيم صيفي ومرشدة واحدة وطفل آخر لا علاقة له بالمخيم". ومن أكثر المواقع التي شهدت خسائر بشرية، مخيّم "كامب ميستيك" الصيفي للفتيات، الواقع على ضفاف نهر "غوادالوبي" في مقاطعة كير. صدر الصورة، Getty Images واجتاحت الفيضانات المفاجئة مخيم "كامب ميستيك" ليل الخميس 4 يوليو/تموز، بالتزامن مع عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة. وبدأت الأمطار الغزيرة في وقت متأخر من يوم الخميس، وارتفع منسوب نهر غوادالوبي بشكل حاد خلال ساعات الليل، مما أدى إلى اجتياح المخيم حوالي منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من فجر الجمعة بينما كان أكثر من 750 شخصاً من الأطفال والمشرفين نائمين، وأدى ذلك إلى وفاة 27 شخصاً من المشاركين والمرشدين. وفيما جرفت السيول بعض المباني بالكامل، حاول المشرفون استخدام قوارب "الكاياك"- وهي مركبة مائية تشبه الزورق- لإنقاذ الأطفال، إلا أن سرعة جريان المياه وارتفاع منسوبها خلال دقائق جعل مهمة فرق الإنقاذ أشد صعوبة. وشملت عمليات الإنقاذ أكثر من 250 عنصراً من فرق الإطفاء والشرطة والحرس الوطني، إضافة إلى 13 مروحية من طراز "بلاك هوك"، وطائرات بدون طيار من نوع "ريبر"، ووحدات إنقاذ من ولايات مجاورة. وقد أُعلن أن أكثر من 500 شخص جرى إنقاذهم حتى الآن، من بينهم عشرات الأطفال الذين أُجلوا جوّاً من المخيم. وأكّد الجنرال توماس سويلزر، المسؤول في الحرس الوطني، أن هناك تنسيقاً عالي المستوى بين الولاية والوكالات الفيدرالية، مشيراً إلى إرسال 4 مروحيات إضافية من أركنساس لتعزيز عمليات البحث. كما انضم فريق إنقاذ مكسيكي إلى العمليات الجارية في مقاطعة كير، حيث أشادت وزارة الخارجية الأمريكية بدوره في العثور على أحد المفقودين. تحديات أمنية وتكنولوجية صدر الصورة، Getty Images في خضّم عمليات الإنقاذ، اضطرت إحدى مروحيات "بلاك هوك" إلى الهبوط اضطرارياً بعد اصطدامها بطائرة مسيّرة تابعة لهواة تصوير، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي مؤقتاً فوق منطقة العمليات. وقد وجّهت السلطات تحذيرات صارمة للمدنيين بعدم استخدام الطائرات بدون طيار في المناطق المنكوبة، منعاً لتكرار الحوادث التي تعيق جهود البحث والإنقاذ. وأوضح مدير السلامة العامة في الولاية فريمان مارتن أن عدد المفقودين انخفض من عدة مئات إلى 161 بفضل تقدم عمليات الإحصاء، لكنه أضاف أن "هناك الكثير من العمل الذي ما زال أمامنا". مشيراً إلى أن "آخر عملية إنقاذ حية سُجّلت يوم الجمعة، أما الآن فالأولوية لانتشال الجثث وتحديد الهويات". كارثة مناخية صدر الصورة، Getty Images ضربت الفيضانات ولاية تكساس بعد هطول أمطار غزيرة تجاوزت 500 ملم خلال أربعة أيام، مما أدى إلى ارتفاع مفاجئ في منسوب نهر "غوادالوبي" بمقدار يتجاوز 8 أمتار خلال أقل من ساعة. وتعدّ هذه الفيضانات واحدة من أسوأ الفيضانات المفاجئة التي تشهدها الولاية منذ عقود. وبينما تتزايد الانتقادات لأداء هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، بسبب التأخر في إصدار التحذيرات، يُحمّل البعض ظاهرة التغيّر المناخي مسؤولية تفاقم شدة الفيضانات. وتحدّث خبراء عن أن بقايا العاصفة "باري" حملت كميات هائلة من الرطوبة من خليج المكسيك، وهو ما أسهم في تسريع تشكُّل العواصف الرعدية. إعلان الطوارئ وردود فعل محلية صدر الصورة، Getty Images أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة طوارئ في تكساس، ما أتاح تدّخل وكالة الطوارئ الفيدرالية وتقديم مساعدات عاجلة تشمل الغذاء والمياه والمأوى للمتضررين. كما أُقيمت مراكز إيواء مؤقتة في عدة مناطق لإيواء الناجين. وقال المتحدث باسم مجلس نواب الولاية إن "ما يثير الإعجاب هو تكاتف أبناء تكساس"، مشيراً إلى أن سكان المقاطعات المتضررة قدموا المساعدة لبعضهم البعض بوسائلهم الخاصة. ومن المنتظر أن تعقد جلسة طارئة للبرلمان المحلي لمراجعة آليات الإنذار المبكر، بعد الانتقادات الواسعة التي طالت النظام الحالي. في مدينة كيرفيل، حيث سُجّلت أعلى حصيلة للوفيات، انتشرت لوحات تحمل صور المفقودين، بينما امتلأت جدران الكنائس والمدارس برسائل دعم. هذا وفقدت إحدى المدارس الثانوية تسعة من طلابها. ونُكّست الأعلام فوق المباني العامة، فيما أقيمت الصلوات تضامناً مع الضحايا. وقال مسؤول في قسم الطب الشرعي لبي بي سي: إن "فرق التدّخل تعمل تحت ضغط نفسي هائل". مضيفاً أن "بعض الجثث التي عُثر عليها كانت لأطفال لا يتجاوزون السابعة من العمر". القلق من موجة ثانية صدر الصورة، Getty Images ورغم انخفاض منسوب المياه تدريجياً، حذّرت هيئة الأرصاد من إمكانية عودة الأمطار الرعدية خلال اليومين المقبلين، مما قد يتسبب في موجة فيضانات ثانوية، خصوصاً في المناطق التي لم تجفّ بعد. ودعت السلطات السكان لتوخي الحذر وعدم العودة إلى المناطق المتضررة قبل التأكد من زوال الخطر.

فيضانات تكساس الكارثية تودي بحياة أكثر من 100 شخصًا
فيضانات تكساس الكارثية تودي بحياة أكثر من 100 شخصًا

مصرس

timeمنذ 4 أيام

  • مصرس

فيضانات تكساس الكارثية تودي بحياة أكثر من 100 شخصًا

تواصلت عمليات البحث، اليوم الثلاثاء 8 يوليو، في ولاية تكساس الأمريكية بعد فيضانات مفاجئة أودت بحياة أكثر من مئة شخص، بينهم 27 فتاة ومسؤولون عن مخيم صيفي. الكارثة التي وقعت خلال عطلة الرابع من تموز/يوليو أثارت صدمة واسعة، فيما حذر خبراء الأرصاد من استمرار خطر العواصف. وأعلنت السلطات ارتفاع عدد الضحايا المؤكدين في مقاطعة كير إلى 84، مع استمرار فقدان آخرين، وسط تحذيرات من تكرار الفيضانات بسبب الأمطار الغزيرة.اقرأ أيضًا: توقعات بوصول الحرارة إلى 42 درجة.. موجة حر قوية تضرب اليونانواصل المسعفون، عمليات البحث عن جثث جرفتها الفيضانات المفاجئة التي ضربت ولاية تكساس الأمريكية خلال عطلة الرابع من تموز/يوليو، متسببة في وفاة أكثر من مئة شخص، بينهم 27 فتاة ومسؤولون عن مخيم صيفي.وأفادت السلطات المحلية بأن مقاطعة كير كانت الأكثر تضررا، حيث ارتفع عدد الوفيات المؤكدة فيها إلى 84، ولا يزال عشرة من المخيمين وأحد المرشدين في عداد المفقودين، فيما سُجلت 17 حالة وفاة أخرى في مقاطعات مجاورة.تداعيات الفيضانات الكارثيةأصدر مخيم "ميستيك" بيانا نعى فيه فقدان 27 من المخيمين والمرشدين، مؤكدًا أن الفاجعة لا توصف. وأشار البيان إلى أن المخيم، وهو مخصص للفتيات فقط، كان يضم نحو 750 شخصا عند وقوع الكارثة. وصلت مياه نهر غوادالوبي إلى قمم الأشجار وأسقف الأكواخ، وحطمت النوافذ وغمرت البطانيات والدمى، بينما كانت الفتيات نائمات.حذر حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، من أن المزيد من الأمطار قد يؤدي إلى فيضانات جديدة في كيرفيل والمناطق المحيطة، داعيا السكان للابتعاد عن الأنهار. وأوضح أن الحطام المنتشر يجعل الطرق غير سالكة ويصعّب مشاريع إعادة الإعمار. وشاركت حوالي 20 مروحية في عمليات البحث، بينما توافد متطوعون من أنحاء الولاية للمساعدة، واستخدم بعض السكان مسيّرات خاصة رغم تحذير السلطات من خطورتها على طائرات الإنقاذ.ترامب يعتزم زيارة تكساسأعلن الرئيس دونالد ترامب، عزمه زيارة تكساس نهاية الأسبوع، ورفض الربط بين اقتطاعات ميزانية هيئات الأرصاد الجوية وارتفاع حصيلة الضحايا، واصفًا الفيضانات بأنها "كارثة لم تحدث منذ 100 عام". وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الأرصاد الجوية أصدرت توقعات دقيقة وفي الوقت المناسب، رغم وجود شواغر وظيفية في تكساس.تشير الدراسات إلى أن التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية ساهم في زيادة وتيرة الفيضانات والجفاف وموجات الحر في المنطقة المعروفة ب"ممر الفيضانات المفاجئة"، حيث ارتفع منسوب نهر غوادالوبي حوالي ثمانية أمتار في 45 دقيقة فقط، ما تسبب في دمار واسع النطاق وحالة حداد وطني في الولاية.

أخبار العالم : "لا أعرف من يمكن الوثوق به"، دروز سوريا قلقون من التهميش ما بعد الحرب
أخبار العالم : "لا أعرف من يمكن الوثوق به"، دروز سوريا قلقون من التهميش ما بعد الحرب

نافذة على العالم

timeمنذ 7 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : "لا أعرف من يمكن الوثوق به"، دروز سوريا قلقون من التهميش ما بعد الحرب

السبت 5 يوليو 2025 08:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، قُتل أكثر من مئة شخص في أحداث عنف طائفي في ضاحيةٍ جنوبي دمشق في أبريل/نيسان. Article Information Author, لينا سنجاب Role, مراسلة بي بي سي للشرق الأوسط قبل 15 دقيقة حين بدأ إطلاق النار خارج منزلها في ضاحية أشرفية صحنايا بريف دمشق، أمسكت لمى الحسنية بهاتفها وأغلقت على نفسها باب الحمام. لساعات، كانت ترتجف خوفاً، فيما كان مقاتلون يرتدون زياً عسكرياً مموهاً يتجولون في شوارع الحي. كانت هناك رشاشات ثقيلة منصوبة على مركبة عسكرية أسفل شرفة منزلها. "جهاد ضد الدروز"، و"سنقتلكم أيها الدروز"، كانت تلك بعض العبارات التي صرخ بها المهاجمون. لم تكن لمى تعرف من هم هؤلاء الرجال: هل هم متطرفون؟ عناصر من قوات الأمن الحكومية؟ أم طرف آخر تماماً؟- لكن الرسالة كانت واضحة: لأنها درزية، لم تكن آمنة. ولطالما شغل الدروز، وهم طائفة لها معتقداتها وممارساتها الخاصة، وانبثقت ديانتهم من رحم الإسلام الشيعي، وشغلوا تاريخياً موقعاً هشاً في النظام السياسي السوري. تحت حكم الرئيس السابق، بشار الأسد، حافَظ كثير من الدروز على ولاء هادئ للدولة، على أمل أن يوفر لهم هذا الموقف حماية من حمّام الدم الطائفي الذي اجتاح مناطق واسعة من سوريا خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً. شارك عدد من أبناء الطائفة في الاحتجاجات الشعبية، لا سيما في السنوات اللاحقة. لكن، وفي محاولة لتقديم نفسه كحامٍ للأقليات من خطر التطرف الإسلامي، تجنّب الرئيس بشار الأسد استخدام القبضة الأمنية ذاتها ضد المتظاهرين الدروز، كما فعل في مدن أخرى ثارت ضد حكمه. شكّل الدروز جماعة مسلحة للدفاع عن مناطقهم في وجه جماعات سنية متشددة كانت تعتبرهم "منشقة عن العقيدة"، فيما تجنّبت القوات الموالية للأسد التدخل في مناطقهم. لكن بعد الإطاحة بالأسد على يد فصائل سنية إسلامية قادت تشكيل حكومة مؤقتة، بدأت تلك المعادلة غير المعلنة تتفكك، وبدأ القلق يتصاعد في أوساط الدروز من احتمال تهميشهم واستهدافهم في سوريا ما بعد الحرب. وساهمت هجمات شنتها مؤخراً جماعات مسلحة إسلامية مرتبطة بشكل غير مباشر بالحكومة في دمشق على تجمعات درزية، في تعزيز حالة انعدام الثقة المتنامية تجاه الدولة. بدأت القصة أواخر أبريل/نيسان، عندما سُرّب تسجيل صوتي يُقال إنّه لرجل دين درزي يسيء فيه إلى النبي محمد. ورغم نفي الشيخ المعني أن الصوت يعود إليه، وتأكيد وزارة الداخلية السورية لاحقاً أن التسجيل مفبرك، إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل. انتشر مقطع فيديو لطالب في جامعة حمص وسط البلاد، دعا فيه المسلمين إلى "الانتقام الفوري" من الدروز، مما أجّج "عنفاً طائفياً" في أنحاء متفرقة من البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرّه بريطانيا، إن ما لا يقل عن 137 شخصاً قُتلوا في عدة أيام من القتال في أشرفية صحنايا وجرمانا جنوب دمشق، وفي كمين على طريق السويداء- دمشق. وشملت الحصيلة 17 مدنياً، و89 مقاتلاً درزياً، و32 عنصراً من قوات الأمن. وقالت الحكومة السورية إن العملية الأمنية التي نفّذتها في أشرفية صحنايا هدفت إلى استعادة الأمن والاستقرار، وإنّها جاءت رداً على هجمات استهدفت عناصرها أسفرت عن مقتل 16 منهم. في هذه الأثناء، كانت لمى زاهر الدين، وهي طالبة صيدلة في جامعة دمشق، على وشك إنهاء دراستها عندما وصلت أعمال العنف إلى قريتها. ما بدأ كقصف بعيد، تحوّل إلى هجوم مباشر، وإطلاق نار وقذائف وفوضى اجتاحت الحي. وصل عمّها في حافلة صغيرة، وطلب من النساء والأطفال الفرار تحت القصف، فيما بقي الرجال للدفاع عن القرية بأسلحة خفيفة. تقول لما: "المهاجمون كانوا يملكون رشاشات ثقيلة وقذائف هاون. أما رجالنا فلم يكن لديهم ما يضاهي ذلك". ولم تتوقف أعمال العنف عند حدود قريتها. فقد جرى اقتحام غرف سكن الطلاب في جامعة دمشق، وتعرض بعضهم للضرب بالسلاسل. وفي إحدى الحالات، طُعن طالب بعد أن سُئل ببساطة إن كان درزياً. التعليق على الصورة، تقول طالبة جامعية، واسمها أيضاً لمى، أن جامعتها شهدت أعمال عنف ضد الدروز. قالت لمى: "هم يقولون إننا تركنا جامعاتنا بإرادتنا. لكن كيف لي أن أبقى؟ كنت على بُعد خمس محاضرات ومشروع تخرج واحد فقط من إنهاء شهادتي. لماذا كنت سأتركها لو لم يكن الوضع خطيراً؟". ومثل كثيرين في طائفتها، لا يقتصر خوف لمى على الاعتداءات الجسدية، بل يمتد إلى ما تعتبره فشلاً من الدولة في حمايتهم. وأضافت: "تقول الحكومة إن هؤلاء مجرد خارجين عن القانون لا علاقة لهم بها. حسنٌ، متى سيحاسبون إذن؟". وتابعت أن ثقتها اهتزت أكثر حين سخر منها بعض زملائها في الجامعة، من بينهم طالبة أرسلت لها رمزاً تعبيرياً ضاحكاً رداً على منشور كتبته تحكي فيه عن فرارها من قريتها. "أنت لا تعرف حقاً كيف يراك الناس. لم أعد أعرف من يمكن الوثوق به". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، متطوعون دروز يحاولون حماية مناطقهم ولا أحد يعرف على وجه التحديد إلى من ينتمي هؤلاء المهاجمون، لكن ما بات واضحاً هو أن كثيراً من أبناء الطائفة الدرزية باتوا يخشون من أن تنزلق سوريا نحو نظام تهيمن عليه الطائفة السنية، ولا مكان فيه للأقليات الدينية. قال هادي أبو حسّون لبي بي سي: "نحن لا نشعر بالأمان مع هؤلاء الناس". كان هادي أحد رجال دروز السويداء الذين دُعوا لحماية أشرفية صحنايا اليوم الذي اختبأت فيه لمى في الحمام. وقد تعرّضت القافلة التي كان فيها لكمين، هاجمتهم فيه جماعات مسلّحة باستخدام قذائف الهاون والطائرات المسيرة. أُصيب هادي برصاصة في الظهر، اخترقت رئته وتسببت في كسر عدة أضلاع. ويقول إن ذلك بعيد كل البعد عن سوريا التي تضم الجميع التي كان يحلم بها في عهد ما بعد الأسد. وأضاف: "هؤلاء يتحركون بدافع ديني، لا وفقاً للقانون أو الدولة. ومن يتصرف بدافع كراهية دينية أو طائفية لا يمثلنا". "ما يمثلنا هو القانون والدولة. القانون هو الذي يحمي الجميع... أريد حماية القانون." وتؤكد الحكومة السورية مراراً على سيادة الأراضي السورية ووحدة مكونات المجتمع السوري، بما في ذلك الطائفة الدرزية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، اخترقت رصاصة رئة هادي. ورغم تراجع حدّة الاشتباكات والهجمات، فإن الثقة في قدرة الحكومة على حماية الأقليات تضاءلت. وخلال أيام القتال، نفّذت إسرائيل ضربات جوية في محيط أشرفية صحنايا، وقالت إنها كانت تستهدف "عناصر" يهاجمون الدروز لحماية هذه الأقلية. كما شنّت غارات قرب القصر الرئاسي السوري، مؤكدة أنّها "لن تسمح بانتشار قوات جنوب دمشق أو بأي تهديد يستهدف المجتمع الدرزي". وتضم إسرائيل عدداً كبيراً من المواطنين الدروز، إضافة إلى دروز يعيشون في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وفي أشرفية صحنايا، قالت لمى الحسنية إن الأجواء تغيّرت، وباتت "أهدأ، لكن يسودها الحذر". وتابعت أنّها عادت لرؤية جيرانها، لكن مشاعر القلق لم تغب. "الثقة انكسرت. هناك أشخاص في البلدة الآن لا ينتمون إليها، جاؤوا خلال الحرب. من الصعب أن نعرف من هو من بعد الآن". ولا تزال الثقة في الحكومة ضعيفة. وتساءلت لمى: "يقولون إن.هم يعملون من أجل حماية جميع السوريين. لكن أين الخطوات الفعلية؟ أين العدالة؟"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store